وظیفه الانام فی زمن غیبة الامام(عج)

اشارة

وظیفه الانام فی زمن غیبة الامام(عج)

آیة الله المیرزا محمد تقی الموسوی الاصفهانی

اعداد: مرکز نون للتالیف و الترجمة - بیروت -لبنان

نشر: جمعیة المعارف الاسلامیه الثقافیة

الطبعة الثانیة 2012 م - 1433 ه

ص: 1

اشارة

وظیفه الانام فی زمن غیبة الامام(عج)

ص: 2

وظیفه الانام فی زمن غیبة الامام(عج)

مرکز نون للتالیف و الترجمة

ص: 3

بسم الله الرحمن الرحیم

ص: 4

الفهرس

الصورة

ص: 5

الصورة

ص: 6

الصورة

ص: 7

الصورة

ص: 8

المقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين.

من المعلوم أن أحكام الإسلام غير مختصة بزمان دون زمان، وإنما هي عامة وتتسم بالشمولية والخلود، فحلال محمد صلی الله علیه و آله حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة.

ومن الواضح أنه في زمن غيبة الإمام المنتظر عجل الله تعالی فرجه الشریف لا يجوز تجميد الإسلام ولا تعطيل تشريعاته وأحكامه تحت عنوان الانتظار لليوم الموعود، وإنما يجب كما في أي زمان آخر تطبيق أحكام الإسلام في جميع مجالات الحياة، والقيام بكافة التكاليف والمسؤوليات الفردية والاجتماعية والسياسية والجهادية وغيرها..

يقول الشيخ المظفر: «ومما يجدر أن نعرفه في هذا الصدد: ليس معنى انتظار هذا المصلح المنقذ (المهدي) أن يقف المسلمون مكتوفي الأيدي فيما يعود إلى الحق من دينهم، وما يجب عليهم من نصرته، والجهاد في سبيله، والأخذ بأحكامه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر... بل المسلم أبدا مكلف بالعمل بما أنزل من

ص: 9

الأحكام الشرعية، وواجب عليه السعي لمعرفتها على وجهها الصحيح بالطرق الموصلة إليها حقيقة، وواجب عليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ما تمكن من ذلك وبلغت إليه قدرته كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته(1).

ويقول الشيخ الصافي الكلبايكاني: «وليعلم أن معنى الانتظار ليس تخلي سبيل الكفار والأشرار، وتسليم الأمور إليهم، والمراهنة معهم، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والإقدامات الإصلاحية، فإنه كيف يجوز إيكال الأمور إلى الأشرار مع التمكن من دفعهم عن ذلك، والمراهنة معهم، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها من المعاصي التي دل عليها العقل والنقل وإجماع المسلمين؟

ولم يقل أحد من العلماء وغيرهم بإسقاط التكاليف قبل ظهوره، كما لا يرى منه عين ولا أثر في الأخبار..

نعم.. تدل الآيات والأحاديث الكثيرة على خلاف ذلك، بل تدل على تأكد الواجبات والتكاليف والترغيب إلى مزيد من الاهتمام في العمل بالوظائف الدينية كلها في عصر الغيبة»(2).

بل إن نفس غيبة الإمام عجل الله تعالی فرجه الشریف وطبيعة مرحلة الانتظار تقتضي نوعا من الواجبات والمسؤوليات الأخرى التي تضاف إلى قائمة الواجبات والتكاليف الإسلامية العامة.

وهذا الكتاب «وظيفة الأنام في زمن غيبة الإمام عجل الله تعالی فرجه الشریف » يبين هذا

ص: 10


1- عقائد الإمامية، الشيخ المظفر، ص 85.
2- منتخب الأثر، الشيخ الصافي الكلبايكاني، ص 499-500.

النوع من التكاليف والمسؤوليات والوظائف.. وما يجب على المسلمين القيام به على المستوى الإيماني والفردي والاجتماعي والسياسي والجهادي في عصر الغيبة، وكيف ينبغي أن تكون علاقتنا نحن المنتظرين بالإمام الحجة المهدي .

والكتاب من تأليف عالم جليل من علمائنا الأبرار هو آية الله الميرزا محمد تقي الموسوي الأصفهاني مؤلف كتاب «مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم ، وكان قد وضعه باللغة الفارسية فقام بنقله إلى العربية السيد أبو أحمد الكاظمي، وعملت على تحقيقه ونشره قبل أكثر من أربع عشرة سنة مؤسسة الإمام المهدي و في قم المشرفة بإشراف السيد محمد باقر الموحد الأبطحي. ونحن إذ نعيد طباعته ونشره بحلة جديدة نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزي من سبقنا إلى ذلك أوفى الجزاء. وأن ينفع بهذا الكتاب المؤمنين المجاهدين الموطنين لصاحب العصر والزمان ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

مرکز نون للتالیف و الترجمة

ص: 11

ص: 12

بسم الله الرحمن الرحیم

رؤيا الإمام بالمنام وكلامه عجل الله تعالی فرجه الشریف

في ليلة مباركة مضيئة، أزهرت بلا نجم، وأضاءت بلا قمر، وفيما يرى النائم تشرفت بلقاء مولاي صاحب العصر والزمان عجل الله تعالی فرجه الشریف ، وقلت له ما معناه: ما أصنع كي أتقرب؟

فأجابني عجل الله تعالی فرجه الشریف ما معناه: «اجعل عملك عمل إمام زمانك»..

فأدركت آنذاك أنه إذا أردت أن تعمل عملا ، فانظر: هل كان إمامك علیه السلام يعمله؟ فاعمله، وإلا فدعه.

ثم قلت له ما لفظه: هذا هو الأمل، فبماذا أوفق لذلك؟

فقال عجل الله تعالی فرجه الشریف ما نصه: «الإخلاص في العمل». .

فانتبهت بعد ذلك من النوم محاورة هذا الكلام الموجز لفظا الواسع معنى، فأشبعته درسا وتحليلا، لأجد على ضوء الاستدلال العقلي والاستنتاج الفكري، أنه يجب على الموالي لأهل بيت العصمة والطهارة علیهم السلام أن يكون في عمله تابعة لإمامه عجل الله تعالی فرجه الشریف عارفا مستيقنة أن عمله هو امتداد لعمل آبائه غير الذين أذهب الله عنهم الرجس، وطهرهم تطهيرا.

كيف لا، وهم آخذون من مدينة علم رسول الله صلی الله علیه و آله، ووحيه الذي ما ينطق عن الهوى وهم زقوا من نمير علمه، وهم وراثه وأوصياؤه في

ص: 13

الأرض من بعده واحدة بعد واحد، وأمناؤه على عباده؟ .

ولامراء في أن هذه هي حقيقة التشيع ظاهرا وباطنا. وعلى ضوء هذا فإن الرسول الأعظم صلی الله علیه و آله هو الذي أسس أساس هذا التشيع بقوله :

«إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا»(1).

وفي الجواب الثاني إشارة إلى قوله تعالى: «قل ألله أعبد مخلصا له دینی» .(2)

«فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا»(3).

فهل الوظيفة إلا التوسل بأفضل ما يتوسل به المتولون والتمسك بحبل الله المتين، وعترة الرسول علیهم السلام ثاني الثقلين؟ مؤطرين ذلك بأفضل الأعمال انتظار الفرج كما قال تعالى: «فانتظروا إنی معكم من المنتظرین»(4).

متعوذين من «الفتنة، في قوله تعالى: «واتقوا فتنة لاتصیبن الذين ظلموأمنكم خاصة»(5).

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.

السيد محمد باقر بن المرتضى الموحد الأبطحي

ص: 14


1- وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج27، ص 34.
2- سورة الزمر، الآية: 14
3- سورة الكهف، الآية: 110
4- سورة الأعراف، الآية: 71.
5- سورة الأنفال، الآية: 25.

الجزء الاول: وظیفه الانام فی زمن غیبة الامام(عج)

اشارة

ص: 15

ص: 16

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الحمد للّه رب العالمين،و الصلاة و السلام على خاتم المرسلين و آله المعصومين،و لا سيما إمام زماننا خاتم الوصيّين،و لعنة اللّه على أعدائهم أجمعين أبد الآبدين.

أما بعد،فيقول غريق الآمال و الأماني(محمد تقي بن عبد الرزاق الموسوي الاصفهاني)-عفى اللّه عنهما-لإخوانه في الإيمان:

لقد جمعت في هذا الكتاب المختصر جملة من الأعمال بعنوانها وظيفة المؤمنين في زمان غيبة صاحب الزمان صلوات اللّه عليه أي حضرة الحجة ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

و هي أربع و خمسون أمرا يليق بالمؤمنين المواظبة عليها و العمل بها.

و سمّيته ب(وظيفة الأنام في زمن غيبة الإمام) و من اللّه التوفيق.

الأوّل:الإغتمام لفراقه عليه السلام و لمظلوميته.

فقد ورد في(الكافي)عن الصادق عليه السلام أنّه قال:

«نفس المهموم لنا،المغتمّ لظلمنا تسبيح». (1)

ص: 17


1- الكافي:226/2 ح 16.

الثاني:إنتظار فرجه و ظهوره عليه السلام.

فقد ورد في(كمال الدين)عن الإمام محمد التقي عليه السلام أنه قال:

«إن القائم منّا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته،و يطاع في ظهوره،و هو الثالث من ولدي...إلى آخر الحديث». (1)

و ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال:

«أفضل العبادة الصبر و انتظار الفرج». (2)

و في حديث آخر عن الصادق عليه السلام أنه قال:

«من مات منكم و هو منتظر لهذا الأمر كمن هو مع القائم في فسطاطه». (3)

و لقد ذكرت هذا الموضوع مفصّلا إضافة إلى بقية الوظائف في كتاب (مكيال المكارم). (4)

الثالث:البكاء على فراقه و مصيبته عليه السلام.

فقد ورد في(كمال الدين)عن الصادق عليه السلام أنه قال:

«و اللّه ليغيبنّ إمامكم سنينا من دهركم،و لتمحصنّ حتى يقال:مات أو هلك،بأيّ واد سلك،و لتدمعنّ عليه عيون المؤمنين». (5)

و روي عن الرضا عليه السلام أنه قال: «من تذكّر مصابنا،و بكى لما ارتكب منّا،كان معنا في درجتنا يوم القيامة». (6)

ص: 18


1- -كمال الدين:377/2 ح 1،و عنه في البحار:156/51 ح 1.
2- -تحف العقول:201.
3- -البحار:126/52 ح 18.
4- -مكيال المكارم:141/2.
5- -كمال الدين:347/2 ح 35.
6- أمالي الصدوق:/68المجلس 17 ح 4 و عنه في البحار:278/44 ح 1.

الرابع:التسليم و الانقياد،و ترك الاستعجال في ظهوره عليه السلام.

يعني ترك قول(لم،و لأي شيء)في أمر ظهوره عليه السلام،بل يسلّم بصحة ما يصل إليه من ناحيته عليه السلام و أنه عين الحكمة.

فقد ورد في(كمال الدين)عن الإمام محمد التقي عليه السلام أنه قال:

«إنّ الإمام بعدي أبني علي،أمره أمري،و قوله قولي،و طاعته طاعتي، و الإمام بعده ابنه الحسن أمره أمر أبيه،و قوله قوله أبيه،و طاعته طاعة أبيه، ثم سكت،فقلت له:يا ابن رسول اللّه،فمن الإمام بعد الحسن؟فبكى عليه السلام بكاءا شديدا،ثم قال:إن من بعد الحسن إبنه القائم بالحق المنتظر.

فقلت له:يا ابن رسول اللّه،لم سمّي القائم؟قال:لأنّه يقوم بعد موت ذكره و ارتداد أكثر القائلين بإمامته،فقلت له:و لم سمّي المنتظر؟قال:لأن له غيبة يكثر أيامها،و يطول أمدها،فينتظر خروجه المخلصون،و ينكره المرتابون،و يستهزيء بذكره الجاحدون،و يكذب بها الوقاتون،و يهلك فيها المستعجلون،و ينجو فيها المسلّمون». (1)

الخامس:أن نصله عليه السلام بأموالنا.يعني:يهدي إليه عليه السلام.

فقد ورد في(الكافي)عن الصادق عليه السلام أنه قال:

«ما من شيء أحبّ إلى اللّه من إخراج الدراهم إلى الإمام،و إنّ اللّه ليجعل له الدرهم في الجنة مثل جبل أحد»،ثم قال:«إنّ اللّه تعالى يقول في كتابه: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً

ص: 19


1- -كمال الدين:378/2 ح 3 كفاية الأثر:279 و عنه في البحار:157/51 ح 5.

كَثِيرَةً. (1)

قال:هو و اللّه في صلة الإمام خاصة». (2)

أما في هذا الزمان حيث أنّ الإمام عليه السلام غائب،يصرف المؤمن ذلك المال الذي جعله صلة و هدية له عليه السلام في موارد فيها رضاه،كأن ينفقها على الصالحين الموالين له عليه السّلام،فقد ورد في(البحار)نقلا عن (كامل الزيارات)أنّ الإمام موسى بن جعفر عليه السلام قال:

«من لم يقدر أن يزورنا فليزر صالحي موالينا يكتب له ثواب زيارتنا،و من لم يقدر على صلتنا فليصل صالحي موالينا يكتب له ثواب صلتنا». (3)

السادس:التصدّق عنه عليه السلام بقصد سلامته.

كما ورد ذلك في كتاب(النجم الثاقب)مفصّلا. (4)

السابع:معرفة صفاته،و العزم على نصرته في أي حال كان،و البكاء و التألم لفراقه عليه السلام.

كما ورد ذلك أيضا في كتاب(النجم الثاقب)مفصلا. (5)

الثامن:طلب معرفته عليه السلام من اللّه عز و جل.

فيقرأ هذا الدعاء المروي عن الصادق عليه السلام في(الكافي)و(كمال الدين)و غيره:

ص: 20


1- سورة البقرة:246/2.
2- -الكافي:451/1 ح 2.
3- -البحار:295/102 ح 1 عن كامل الزيارة:319.
4- -النجم الثاقب:442.
5- النجم الثاقب:424.

اللّهم عرّفني نفسك،فإنّك ان لم تعرّفني نفسك لم اعرف نبيّيك.

اللّهمّ عرّفني رسولك،فإنّك ان لم تعرّفني رسولك لم اعرف حجّتك.

اللّهمّ عرّفني حجّتك،فإنّك ان لم تعرّفني حجّتك ضللت عن ديني. (1)

التاسع:المداومة على قراءة هذا الدعاء المروي عن الصادق عليه السلام

كما ورد في(كمال الدين)و هو:

يا اللّه يا رحمن يا رحيم يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك. (2)

العاشر:إعطاء القرابين نيابة عنه عليه السلام بقدر الاستطاعة.

كما ورد ذلك في(النجم الثاقب). (3)

الحادي عشر:عدم ذكر اسمه،و هو نفس اسم رسول اللّه صلى اللّه

عليه و آله،

و تسميته بألقاب،مثل:القائم،المنتظر،الحجّة،المهدي،الإمام، الغائب،و غيرها.

فقد ورد في أخبار كثيرة أن تسمية اسمه في عصر الغيبة حرام. (4)

الثاني عشر:القيام احتراما عند ذكر اسمه و خصوصا لقب

ص: 21


1- -الكافي:272/1 ح 5،كمال الدين:342/2 ح 24 و عنه في البحار 146/52 ح 70.
2- -كمال الدين:352/2 ح 49.
3- -النجم الثاقب:444.
4- الكافي:332/1.

(القائم).

كما ورد ذلك في(النجم الثاقب). (1)

الثالث عشر:إعداد السلاح للجهاد بين يديه.

فقد ورد في(البحار)عن(غيبة النعماني)أنّ الصادق عليه السلام قال:

(ليعدّنّ أحدكم لخروج القائم و لو سهما،فإنّ اللّه تعالى إذا علم ذلك من نيّته رجوت لأن ينسىء في عمره حتى يدركه). (2)

الرابع عشر:التوسّل به عليه السلام في المهمّات،و إرسال رسائل الإستغاثة

له عليه السلام

كما ورد نصّها في(البحار). (3)

الخامس عشر:القسم على اللّه تعالى به عليه السلام في الدعاء،و جعله شفيعا

في قضاء الحوائج،

كما ورد في كمال الدين. (4)

السادس عشر:الثبات على الدين القويم،و عدم اتباع الدعوات الباطلة

المزخرفة.

و ذلك لأنّ الظهور لا يكون قبل خروج السفياني و الصيحة في السماء، فقد ورد في أخبار كثيرة:

«اسكن ما سكنت السماء من النداء،و الأرض من الخسف بالجيش». (5)

و ورد في(البحار)عن(غيبة الطوسي)أنّ الإمام الرضا عليه السلام قال:

ص: 22


1- -النجم الثاقب:444.
2- -البحار:366/52 ح 146،عن غيبة النعماني:320 ح 10.
3- -البحار:29/94.
4- -كمال الدين:493،ح 18.
5- أمالي الطوسي،و معاني الاخبار:266،و عنهما في البحار:189/52 ح 16،17.

«ينادون في رجب ثلاثة أصوات من السماء،صوتا منها:ألا لعنة اللّه على القوم الظالمين،و الصوت الثاني:أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين.

و الصوت الثالث:-يرون بدنا بارزا نحو عين الشمس-هذا أمير المؤمنين قد كرّ في هلاك الظالمين». (1)

و ورد في حديث آخر:

أن جبرئيل ينادي في ليلة الثالث و العشرين من شهر رمضان نداء يسمعه جميع الخلائق:(أن الحق مع علي و شيعته)،و في آخر النهار ينادي إبليس:(أن الحق مع عثمان و شيعته)،فعند ذلك يرتاب المبطلون. (2)

و في حديث آخر ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض:

«ألا إن حجة اللّه قد ظهر عند بيت اللّه فاتبعوه» (3).

و ورد في(كمال الدين)عن الصادق عليه السلام:

«أوّل من يبايع القائم عليه السلام جبرئيل ينزل في صورة طير أبيض فيبايعه، ثم يضع رجلا على بيت اللّه الحرام و رجلا على بيت المقدس،ثم ينادي بصوت طلق تسمعه الخلائق:

أَتى أَمْرُ اللّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ.

و في حديث آخر:

«فيبعث اللّه تبارك و تعالى ريحا فتنادي بكلّ واد:

هذا المهدي،يقضي بقضاء داود و سليمان عليهما السلام لا يريد عليه بيّنة». (4)

السابع عشر:العزلة عن عموم الناس.

فقد ورد في(كمال الدين)عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال:

ص: 23


1- -غيبة الطوسي:268،و عنه في البحار:289/52 ح 28.
2- -الإرشاد:371/2.
3- كمال الدين:372،ح 5.
4- -كمال الدين:671/2 ح 19.

«يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم،فيا طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان،إنّ أدنى ما يكون لهم من الثواب أن يناديهم الباري جل جلاله فيقول:عبادي و إمائي،آمنتم بسرّي و صدقتم بغيبي، فابشروا بحسن الثواب منّي،فأنتم عبادي و إمائي حقا،منكم أتقبّل، و عنكم أعفو،و لكم أغفر،و بكم أسقي عبادي الغيث و أدفع عنهم البلاء، و لو لا كم لأنزلت عليهم عذابي.

قال جابر:فقلت:يا ابن رسول اللّه فما أفضل ما يستعمله المؤمن في ذلك الزمان؟قال:حفظ اللسان و لزوم البيت». (1)

أي يبتعد عن معاشرة الناس إلاّ في الضرورات،فإنّهم ينسونه ذكر إمامه.

الثامن عشر:الصلاة عليه،عجّل اللّه تعالى فرجه.

و سيأتي ذكر بعض الصلوات المروية إن شاء اللّه تعالى.

التاسع عشر:ذكر فضائله و مناقبه سلام اللّه عليه

و ذلك لأنّه وليّ النعمة و سبب كل النعم الإلهية الواصلة إلينا كما أوضحت ذلك في كتاب(مكيال المكارم) (2)،فأحد أنواع الشكر لولي النعمة هو ذكر فضائله و كمالاته و إحسانه،كما ورد في(مكارم الاخلاق) (3)عن سيد الساجدين عليه السلام في حق ذي

ص: 24


1- كمال الدين:330/1 ح 15.
2- -مكيال المكارم:36/1.
3- -مكارم الاخلاق:459.

المعروف علينا من رسالة الحقوق.

العشرون:إظهار الشوق لرؤية جماله المبارك حقيقة.

كما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام عندما أشار إلى صدره و تأوّه شوقا إلى لقائه (1)[و هو لم يولد بعد]

الحادي و العشرون:دعوة الناس لمعرفته و خدمته و خدمة آبائه

الطاهرين.

فقد ورد في(الكافي)عن سليمان بن خالد أنّه قال للصادق عليه السلام:إن لي أهل بيت و هم يسمعون منّي،أ فأدعوهم إلى هذا الأمر؟فقال عليه السلام:

نعم إنّ اللّه عز و جل يقول في كتابه:

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النّاسُ وَ الْحِجارَةُ. (2)

الثاني و العشرون:الصبر على المصاعب و على تكذيب و أذى و لوم

أعدائه في زمان غيبته عليه السلام.

فقد ورد في(كمال الدين)عن سيّد الشهداء عليه السلام أنّه قال:

«أما إن الصابر في غيبته على الأذى و التكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول اللّه عليه السلام». (3)

ص: 25


1- -غيبة النعماني:214 و عنه في البحار:115/51 ح 14.
2- الكافي:211/2 ح 1،و الآية من سورة التحريم:6.
3- -كمال الدين:317/1 ح 3.

الثالث و العشرون:إهداء ثواب الأعمال الصالحة كقراءة القرآن و غيرها إليه،سلام اللّه عليه.

الرابع و العشرون:زيارته عليه السلام.

و هذين العملين الأخيرين غير مختصّين به عليه السلام،بل وردا بشأن جميع الأئمة عليهم السلام.

الخامس و العشرون:الدعاء لتعجيل ظهوره،و طلب الفتح و النصر له عليه السلام من اللّه تعالى.

و لهذا العمل فوائد و ثمار كثيرة جدا،و قد جمعتها نقلا عن أخبار الأئمة الأطهار و ذكرتها في كتاب(أبواب الجنّات آداب الجمعات)باللغة الفارسية،و في كتاب(مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم عليه السلام)و هو باللغة العربية.

و قد ورد في التوقيع الشريف المروي في(الاحتجاج)عنه عليه السلام:

«و أكثروا الدعاء بتعجيل الفرج،فإنّ ذلك فرجكم». (1)

و روي عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام أنّه قال:

«و اللّه ليغيبنّ غيبة لا ينجو فيها من الهلكة إلاّ من ثبّته اللّه عز و جل على القول بإمامته و وفّقه للدعاء بتعجيل فرجه». (2)

ص: 26


1- الاحتجاج:284/2.
2- -كمال الدين:348/2 ضمن ح 1.

فصل في بعض الأدعية و الزيارات

اشارة

ص: 27

ص: 28

الدعا بعد الصلاة المکتوبة

أما الأدعية الواردة عن الأئمة عليه السلام المختصة به عليه السلام فكثيرة جدا، و سأذكر في هذا المختصر خمسا منها:

1-روي في(الفقيه)عن الإمام محمد التقي عليه السلام أنّه قال:

(إذا انصرفت من صلاة مكتوبة فقل:

«رضيت باللّه ربّا و بالإسلام دينا و بالقرآن كتابا و بعليّ عليه السلام وليّا و الحسن و الحسين و عليّ بن الحسين و محمّد بن عليّ و جعفر بن محمّد و موسى بن جعفر و عليّ بن موسى و محمّد بن عليّ،و عليّ بن محمّد و الحسن بن عليّ و الحجّة بن الحسن بن عليّ عليهم السلام أئمة.

اللهمّ وليّك الحجّة فاحفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من فوقه و من تحته و امدد له في عمره و اجعله القائم بامرك المنتصر لدينك و أره ما يحبّ و تقرّ به عينه في نفسه و ذرّيته و في أهله و ماله و في شيعته و في عدوه و أرهم منه ما يحذرون و أره فيهم ما يحب و تقرّ به عينه و اشف به صدورنا و صدور قوم مؤمنين». (1)

2-ورد في(مكارم الأخلاق)و غيره عن الصادق عليه السلام قراءة هذا الدعاء بعد كلّ فريضة:

«اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد،

ص: 29


1- من لا يحضره الفقيه:327/1،في مصباح المتهجد أن الصادق الأمين عليه السلام قال...«و لا في أحد من أحبّتي».

اللّهمّ إنّ رسولك الصادق المصدّق الأمين صلواتك عليه و آله قال:إنّك قلت تباركت و تعاليت ما تردّدت في شيء أنا فاعله كتردّدي في قبض روح عبدي المؤمن يكره الموت و انا أكره مساءته.

اللّهمّ فصلّ على محمّد و آل محمّد و عجّل لوليّك الفرج و الراحة و النصر و الكرامة و العافية و لا تسؤني في نفسي و لا في أحد من أحبّتي». (1)

3-الدعاء المذكور في(جمال الأسبوع)عن الإمام الرضا عليه السلام في دعائه للحجة عجّل اللّه تعالى فرجه.

و ليس لهذا الدعاء وقت معين،بل في أيّ وقت تيسّر قراءته،و أرجو أن لا تنسوني عندها بالدعاء:

«اللّهمّ صل على محمّد و آل محمّد و ادفع عن وليّك و خليفتك و حجّتك على خلقك و لسانك المعبّر عنك بإذنك الناطق بحكمتك و عينك الناظرة في بريّتك و شاهدك على عبادك الجحجاح المجاهد المجتهد عبدك العائذ بك.

اللّهمّ و اعذه من شرّ ما خلقت و ذرأت و برأت و أنشأت و صوّرت، و احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من فوقه و من تحته بحفظك الّذي لا يضيع من حفظته به و احفظ فيه رسولك و وصيّ رسولك و آباءه ائمّتك و دعائم دينك صلواتك عليهم أجمعين،و اجعله في وديعتك الّتي لا تضيع و في جوارك الّذي لا يخفر و في منعك و عزّك الّذي لا يقهر.

اللّهمّ و آمنه بأمانك الوثيق الّذي لا يخذل من امنته به و اجعله

ص: 30


1- -مكارم الأخلاق:284.

في كنفك الّذي لا يضام من كان فيه،و انصره بنصرك العزيز و ايّده بجندك الغالب و قوّه بقوّتك و أردفه بملائكتك.

اللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه و ألبسه درعك الحصينة و حفّه بالملائكة حفّا.

اللّهمّ و بلّغه افضل ما بلّغت القائمين بقسطك من أتباع النّبيّين.

اللّهمّ اشعب به الصّدع و ارتق به الفتق و أمت به الجور و أظهر به العدل و زيّن بطول بقائه الأرض،و ايّده بالنصر و انصره بالرعب و افتح له فتحا يسيرا،و اجعل له من لدنك على عدوّك و عدوّه سلطانا نصيرا.

اللّهمّ اجعله القائم المنتظر و الإمام الّذي به تنتصر و أيّده بنصر عزيز و فتح قريب و ورّثه مشارق الأرض و مغاربها اللآتي باركت فيها و أحي به سنّة نبيّك صلواتك عليه و آله حتّى لا يستخفي بشيء من الحقّ مخافة أحد من الخلق،و قوّ ناصره و اخذل خاذله و دمدم على من نصب له و دمّر على من غشّه.

اللّهمّ و اقتل به جبابرة الكفر و عمده و دعائمه و القوّام به و اقصم به رؤوس الضّلالة و شارعة البدعة و مميتة السّنّة و مقوّية الباطل و أذلل به الجبّارين و أبر به الكافرين و المنافقين و جميع الملحدين حيث كانوا و أين كانوا من مشارق الأرض و مغاربها و برّها و بحرها و سهلها و جبلها حتّى لا تدع منهم ديّارا أو لا تبقي لهم آثارا.

اللّهمّ و طهّر منهم بلادك و اشف منهم عبادك و اعزّ به المؤمنين

ص: 31

و احي به سنن المرسلين و دارس حكم النّبيّين و جدّد به ما محي من دينك و بدّل من حكمك حتى تعيد دينك به و على يديه غضّا جديدا صحيحا محضا لا عوج فيه و لا بدعة معه حتّى تنير بعدله ظلم الجور و تطفيء به نيران الكفر و تظهر به معاقد الحقّ و مجهول العدل و توضح به مشكلات الحكم.

اللّهمّ و إنّه عبدك الّذي استخلصته لنفسك و اصطفيته من خلقك و اصطفيته على عبادك و ائتمنته على غيبك و عصمته من الذّنوب و برّأته من العيوب و طهّرته من الرّجس و صرفته عن الدّنس و سلّمته من الرّيب.

اللّهمّ فانّا نشهد له يوم القيامة و يوم حلول الطّامّة انّه لم يذنب ذنبا و لم يأت حوبا و لم يرتكب لك معصية و لم يضيّع لك طاعة و لم يهتك لك حرمة و لم يبدّل لك فريضة و لم يغير لك شريعة و إنّه الإمام التقي الهادي المهدي الطاهر التّقي الوفي الرضي الزكي.

اللّهمّ فصلّ عليه و على آبائه و اعطه في نفسه و ولده و اهله و ذرّيّته و امّته و جميع رعيّته ما تقرّ به عينه و تسرّ به نفسه و تجمع له ملك المملكات كلّها قريبها و بعيدها و عزيزها و ذليلها حتّى يجري حكمه على كلّ حكم و يغلب بحقّه على كلّ باطل.

اللّهمّ و اسلك بنا على يديه منهاج الهدى و المحجّة العظمى و الطريقة الوسطى الّتي يرجع اليها الغالي و يلحق بها التّالي.

اللّهمّ و قوّنا على طاعته و ثبّتنا على مشايعته و امنن علينا بمتابعته

ص: 32

و اجعلنا في حزبه القوّامين بأمره الصّابرين معه الطّالبين رضاك بمناصحته حتّى تحشرنا يوم القيامة في انصاره و اعوانه و مقوّيّة سلطانه.

اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعل ذلك كلّه منّا لك خالصا من كلّ شكّ و شبهة و رياء و سمعة حتّى لا نعتمد به غيرك و لا نطلب به الاّ وجهك و حتّى تحلّنا محلّه و تجعلنا في الجنّة معه و لا تبتلنا في أمره بالسّأمة و الكسل و الفترة و الفشل،و اجعلنا ممّن تنتصر به لدينك و تعزّ به نصر وليّك و لا تستبدل بنا غيرنا فإنّ استبدالك بنا غيرنا عليك يسير و هو علينا كبير انّك على كلّ شيء قدير.

اللّهمّ و صلّ على ولاة عهوده و بلّغهم آمالهم و زد في آجالهم و انصرهم و تمّم له ما اسندت اليهم من امر دينك و اجعلنا لهم اعوانا و على دينك أنصارا و صلّ على آبائه الطّاهرين الأئمّة الرّاشدين.

اللّهمّ فانّهم معادن كلماتك و خزّان علمك و ولاة امرك و خالصتك من عبادك و خيرتك من خلقك و اوليائك و سلائل أوليائك و صفوتك و اولاد اصفيائك صلواتك و رحمتك و بركاتك عليهم اجمعين.

اللّهمّ و شركاؤه في أمره و معاونوه على طاعتك الذين جعلتهم حصنه و سلاحه و مفزعه و انسه الّذين سلوا عن الأهل و الاولاد و تجافوا الوطن و عطّلوا الوثير من المهاد قد رفضوا تجاراتهم و اضرّوا بمعايشهم و فقدوا في انديتهم بغير غيبة عن مصرهم و حالفوا البعيد ممّن عاضدهم على امرهم و خالفوا القريب ممن صدّ عن وجهتهم و ائتلفوا بعد التّدابر و التقاطع في دهرهم و قطعوا الأسباب المتّصلة بعاجل حطام من الدّنيا، فاجعلهم اللهمّ في حرزك و في ظلّ كنفك و ردّ

ص: 33

عنهم بأس من قصد اليهم بالعداوة من خلفك و اجزل لهم من دعوتك من كفايتك و معونتك لهم و تاييدك و نصرك ايّاهم ما تعينهم به على طاعتك و ازهق بحقّهم باطل من أراد اطفاء نورك و صلّ على محمّد و آله و املأ بهم كلّ أفق من الآفاق و قطر من الأقطار قسطا و عدلا و رحمة و فضلا و اشكر لهم على حسب كرمك و جودك و ما مننت به على القائمين بالقسط من عبادك و ادّخر لهم من ثوابك ما ترفع لهم به الدّرجات انّك تفعل ما تشاء و تحكم ما تريد آمين ربّ العالمين». (1)

4-الصلوات التي وردت عنه عليه السلام في(جمال الاسبوع)و(البحار)، و تشتمل على الدعاء له و الصلاة عليه:

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

«اللّهمّ صلّ على محمّد سيّد المرسلين و خاتم النّبيّين و حجّة ربّ العالمين المنتجب في الميثاق المصطفى في الظّلال المطهّر من كلّ آفة البريء من كلّ عيب المؤمّل للنّجاة المرتجى للشّفاعة المفوّض إليه دين اللّه.

اللّهمّ شرّف بنيانه و عظّم برهانه و أفلج حجّته و ارفع درجته و أضئ نوره و بيّض وجهه و أعطه الفضل و الفضيلة و المنزلة و الوسيلة و الدّرجة الرّفيعة و ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأوّلون و الآخرون.

و صلّ على أمير المؤمنين و وارث المرسلين و قائد الغرّ المحجّلين و سيّد الوصيّين و حجّة ربّ العالمين.

و صلّ على الحسن بن عليّ إمام المؤمنين و وارث المرسلين

ص: 34


1- جمال الأسبوع:ص 513.

و حجّة ربّ العالمين.

و صلّ على الحسين بن عليّ إمام المؤمنين و وارث المرسلين و حجّة ربّ العالمين.

و صلّ على عليّ بن الحسين إمام المؤمنين و وارث المرسلين و حجّة ربّ العالمين.

و صلّ على محمّد بن عليّ إمام المؤمنين و وارث المرسلين و حجّة ربّ العالمين.

و صلّ على جعفر بن محمّد إمام المؤمنين و وارث المرسلين و حجّة ربّ العالمين.

و صلّ على موسى بن جعفر إمام المؤمنين و وارث المرسلين و حجّة ربّ العالمين.

و صلّ على عليّ بن موسى إمام المؤمنين و وارث المرسلين و حجّة ربّ العالمين.

و صلّ على محمّد بن عليّ إمام المؤمنين و وارث المرسلين و حجّة ربّ العالمين.

و صلّ على عليّ بن محمّد إمام المؤمنين و وارث المرسلين و حجّة ربّ العالمين.

و صلّ على الحسن بن عليّ إمام المؤمنين و وارث المرسلين و حجّة ربّ العالمين.

و صلّ على الخلف الهادي المهديّ إمام

ص: 35

المؤمنين و وارث المرسلين و حجّة ربّ العالمين.

اللّهمّ صلّ على محمّد و أهل بيته الأئمّة الهادين العلماء الصّادقين الأبرار المتّقين دعائم دينك و أركان توحيدك و تراجمة وحيك و حججك على خلقك و خلفائك في أرضك الّذين اخترتهم لنفسك و اصطفيتهم على عبادك و ارتضيتهم لدينك و خصصتهم بمعرفتك و جلّلتهم بكرامتك و غشّيتهم برحمتك و ربّيتهم بنعمتك و غذّيتهم بحكمتك و ألبستهم نورك و رفعتهم في ملكوتك و حففتهم بملائكتك و شرّفتهم بنبيّك صلواتك عليه و آله.

اللّهمّ صلّ على محمّد و عليهم صلاة زاكية نامية كثيرة دائمة طيّبة لا يحيط بها إلاّ أنت و لا يسعها إلاّ علمك و لا يحصيها أحد غيرك.

اللّهمّ و صلّ على وليّك المحيي سنّتك القائم بأمرك الدّاعي إليك الدّليل عليك،حجّتك على خلقك و خليفتك في أرضك و شاهدك على عبادك.

اللّهمّ أعزّ نصره و مدّ في عمره و زيّن الأرض بطول بقائه.

اللّهمّ اكفه بغي الحاسدين و أعذه من شرّ الكائدين و ازجر عنه إرادة الظّالمين و خلّصه من أيدي الجبّارين.

اللّهمّ أعطه في نفسه و ذرّيّته و شيعته و رعيّته و خاصّته و عامّته و عدوّه و جميع أهل الدّنيا ما تقرّ به عينه و تسرّ به نفسه و بلّغه أفضل ما أمّله في الدّنيا و الآخرة إنّك على كلّ شيء قدير.

اللّهمّ جدّد به ما امتحى(محي)من دينك و أحي به ما بدّل من كتابك

ص: 36

و أظهر به ما غيّر من حكمك حتّى يعود دينك به و على يديه غضّا جديدا خالصا مخلصا لا شكّ فيه و لا شبهة معه و لا باطل عنده و لا بدعة لديه.

اللّهمّ نوّر بنوره كلّ ظلمة و هدّ بركنه كلّ بدعة و اهدم بعزّه كلّ ضلالة و اقصم به كلّ جبّار و أخمد بسيفه كلّ نار و أهلك بعدله جور كلّ جائر و أجر حكمه على كلّ حكم و أذلّ بسلطانه كلّ سلطان.

اللّهمّ أذلّ كلّ من ناواه و أهلك كلّ من عاداه و امكر بمن كاده و استأصل من جحده حقّه و استهان بأمره و سعى في إطفاء نوره و أراد إخماد ذكره.

اللّهمّ صلّ على محمّد المصطفى و عليّ المرتضى و فاطمة الزّهراء و الحسن الرّضا و الحسين المصفّى و جميع الأوصياء مصابيح الدّجى و أعلام الهدى و منار التّقى و العروة الوثقى و الحبل المتين و الصّراط المستقيم.

و صلّ على وليّك و ولاة عهدك و الأئمّة من ولده و مدّ في أعمارهم و زد في آجالهم و بلّغهم أقصى آمالهم دينا و دنيا و آخرة إنّك على كلّ شيء قدير». (1)

ص: 37


1- جمال الأسبوع:500،و البحار:2081/94،النجم الثاقب:434.

5-الدعاء الذي ذكر في(النجم الثاقب)لكافّة الأوقات و خصوصا في شهر رمضان المبارك و خاصة في ليلة الثالث و العشرين منه،فتقول بعد تمجيد اللّه تعالى و الصلاة على النبي و آله عليهم الصلاة و السلام:

«اللّهمّ كن لوليّك القائم بأمرك الحجّة بن الحسن المهدي عليه و على آبائه أفضل الصّلواة و السّلام في هذه السّاعة و في كلّ ساعة وليّا و حافظا و قائدا و ناصرا و دليلا و مؤيّدا حتّى تسكنه أرضك طوعا و تمتّعه فيها طولا و عرضا و تجعله و ذريّته من الأئمّة الوارثين.

اللّهمّ انصره و انتصر به و اجعل النصر منك له و على يده و اجعل النّصر له و الفتح على وجهه و لا توجّه الأمر إلى غيره.

اللّهمّ اظهر به دينك و سنّة نبيّك حتّى لا يستخفي بشيء من الحقّ مخافة أحد من الخلق.

اللّهمّ إنّي أرغب إليك في دولة كريمة تعزّ بها الإسلام و أهله و تذلّ بها النّفاق و أهله و تجعلنا فيها من الدّعاة إلى طاعتك و القادة إلى سبيلك و آتنا في الدّنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النّار و اجمع لنا خير الدّارين و اقض عنّا جميع ما تحبّ فيهما و اجعل لنا في ذلك الخيرة برحمتك و منّك في عافية آمين ربّ العالمين و زدنا من فضلك و يدك الملأى فإنّ كلّ معط ينقص من ملكه و عطاؤك يزيد في ملكك».

و أما زيارته عليه السلام: فقد ورد في(الاحتجاج)أن حضرة صاحب الأمر عجل اللّه تعالى فرجه قال في توقيعه الشريف إلى محمد بن عبد اللّه

ص: 38

بن جعفر الحميري:

إذا أردتم التوجه بنا إلى اللّه و إلينا فقولوا كما قال اللّه تعالى:

زيارة صاحب الامر(عج)

«سلام على آل يس السّلام عليك يا داعي اللّه و ربّانيّ آياته

السّلام عليك يا باب اللّه و ديّان دينه

السّلام عليك يا خليفة اللّه و ناصر حقّه

السّلام عليك يا حجّة اللّه و دليل إرادته

السّلام عليك يا تالي كتاب اللّه و ترجمانه

السّلام عليك في آناء ليلك و أطراف نهارك

السّلام عليك يا بقيّة اللّه في أرضه

السّلام عليك يا ميثاق اللّه الّذي أخذه و وكّده

السّلام عليك يا وعد اللّه الّذي ضمنه

السّلام عليك أيّها العلم المنصوب و العلم المصبوب و الغوث و الرّحمة الواسعة وعدا غير مكذوب

السّلام عليك حين تقوم

السّلام عليك حين تقعد

السّلام عليك حين تقرأ و تبيّن

السّلام عليك حين تصلّي و تقنت

السّلام عليك حين تركع و تسجد

السّلام عليك حين تهلّل و تكبّر

ص: 39

السّلام عليك حين تحمد و تستغفر

السّلام عليك حين تصبح و تمسي

السّلام عليك في اللّيل إذا يغشى و النّهار إذا تجلّى

السّلام عليك أيّها الإمام المأمون

السّلام عليك أيّها المقدّم المأمول

السّلام عليك بجوامع السّلام

أشهدك يا مولاي أنّي أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له و أنّ محمّدا عبده و رسوله لا حبيب إلاّ هو و أهله.

و أشهدك يا مولاي أنّ عليّا أمير المؤمنين حجّته،و الحسن حجّته، و الحسين حجّته،و عليّ بن الحسين حجّته،و محمّد بن عليّ حجّته، و جعفر بن محمّد حجّته،و موسى بن جعفر حجّته،و عليّ بن موسى حجّته،و محمّد بن عليّ حجّته،و عليّ بن محمّد حجّته،و الحسن بن عليّ حجّته.

و أشهد أنّك حجّة اللّه،أنتم الأوّل و الآخر و أنّ رجعتكم حقّ لا ريب فيها يوم لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا و أنّ الموت حقّ و أنّ ناكرا و نكيرا حقّ.

و أشهد أنّ النّشر حقّ و البعث حقّ و أنّ الصّراط حقّ و المرصاد حقّ و الميزان حقّ و الحشر حقّ و الحساب حقّ و الجنّة و النّار حقّ و الوعد و الوعيد بهما حقّ.

يا مولاي،شقي من خالفكم و سعد من أطاعكم فاشهد على ما أشهدتك عليه و أنا وليّ لك بريء من عدوّك فالحقّ ما رضيتموه و الباطل ما أسخطتموه و المعروف ما أمرتم به و المنكر ما نهيتم

ص: 40

عنه فنفسي مؤمنة باللّه وحده لا شريك له و برسوله و بأمير المؤمنين و بكم يا مولاي أوّلكم و آخركم و نصرتي معدّة لكم و مودّتي خالصة لكم آمين آمين».

و يقرأ هذا الدعاء بعد الزيارة:

«اللّهمّ إنّي أسألك أن تصلّي على محمّد نبيّ رحمتك و كلمة نورك و أن تملأ قلبي نور اليقين و صدري نور الإيمان و فكري نور النّيّات و عزمي نور العلم و قوّتي نور العمل و لساني نور الصّدق و ديني نور البصائر من عندك و بصري نور الضّياء و سمعي نور الحكمة و مودّتي نور الموالاة لمحمّد و آله عليهم السّلام حتّى ألقاك و قد وفيت بعهدك و ميثاقك فيسعني رحمتك يا وليّ يا حميد.

اللّهمّ صلّ على محمّد حجّتك في أرضك و خليفتك في بلادك و الدّاعي إلى سبيلك و القائم بقسطك و الثّائر بأمرك وليّ المؤمنين و بوار الكافرين و مجلّي الظّلمة و منير الحقّ و النّاطق بالحكمة و الصّدق و كلمتك التّامّة في أرضك المرتقب الخائف و الوليّ النّاصح سفينة النّجاة و علم الهدى و نور أبصار الورى و خير من تقمّص و ارتدى و مجلّي العمى (الغمّاء)الّذي يملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا إنّك على كلّ شيء قدير.

اللّهمّ صلّ على وليّك و ابن أوليائك الّذين فرضت طاعتهم و أوجبت حقّهم و أذهبت عنهم الرّجس و طهّرتهم تطهيرا.

اللّهمّ انصره و انتصر به لدينك و انصر به أولياءك و أولياءه و شيعته و أنصاره و اجعلنا منهم.

ص: 41

اللّهمّ أعذه من شرّ كلّ باغ و طاغ و من شرّ جميع خلقك و احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و احرسه و امنعه من أن يوصل إليه بسوء و احفظ فيه رسولك و آل رسولك و أظهر به العدل و أيّده بالنّصر و انصر ناصريه و اخذل خاذليه و اقصم قاصميه و اقصم به جبابرة الكفر و اقتل به الكفّار و المنافقين و جميع الملحدين حيث كانوا من مشارق الأرض و مغاربها برّها و بحرها و املأ به الأرض عدلا و أظهر به دين نبيّك صلّى اللّه عليه و آله

و اجعلني اللّهمّ من أنصاره و أعوانه و أتباعه و شيعته و أرني في آل محمّد عليهم السّلام ما يأملون و في عدوّهم ما يحذرون إله الحقّ آمين يا ذا الجلال و الإكرام يا أرحم الرّاحمين».

دعاء العهد الصغير:

و يقرأ يوميا بعد صلاة الصبح باعتباره زيارة له عليه السلام و قد ورد في (البحار)و(زاد المعاد)و غيرها و هو:

«اللّهمّ بلّغ مولاي صاحب الزّمان صلوات اللّه عليه عن جميع المؤمنين و المؤمنات في مشارق الأرض و مغاربها و برّها و بحرها و سهلها و جبلها حيّهم و ميّتهم و عن والديّ و ولدي و عنّي من الصّلوات و التّحيّات زنة عرش اللّه و مداد كلماته و منتهى رضاه و عدد ما أحصاه كتابه و أحاط به علمه.

اللّهمّ(إنّي)أجدّد له في هذا اليوم و في كلّ يوم عهدا و عقدا و بيعة

ص: 42

في رقبتي.

اللّهمّ كما شرّفتني بهذا التّشريف و فضّلتني بهذه الفضيلة و خصصتني بهذه النّعمة فصلّ على مولاي و سيّدي صاحب الزّمان و اجعلني من أنصاره و أشياعه و الذّابّين عنه و اجعلني من المستشهدين بين يديه طائعا غير مكره في الصّفّ الّذي نعتّ أهله في كتابك فقلت صفّا كأنّهم بنيان مرصوص على طاعتك و طاعة رسولك و آله عليهم السّلام.

اللّهمّ هذه بيعة له في عنقي إلى يوم القيامة». (1)

صلاة صاحب الأمر عجل اللّه فرجه

كما ورد في(جمال الاسبوع)و غيره و هي ركعتان في كل ركعة تقرأ الحمد و (قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ) و عند ما تصل إلى (إِيّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّاكَ نَسْتَعِينُ) تكرّرها مائة مرة.

و في رواية تصلّي بعدها مائة مرة على النبي و آله صلى اللّه عليه و آله.

و برواية السيد ابن طاوس(رحمة اللّه عليه)تقرأ هذا الدعاء (2)بعدها:

«اللّهمّ عظم البلاء و برح الخفاء (3)و انكشف الغطاء و ضاقت الأرض و منعت السّماء و إليك يا ربّ المشتكى و عليك المعوّل في الشّدّة و الرّخاء.

ص: 43


1- زاد المعاد:ص 322.
2- و ورد في رواية:أن حضرة صاحب الأمر عليه السلام علم هذا الدعاء لأحد الأصحاب و ببركته نجا من القتل(المؤلف).
3- -يعني زاد ظلم الأعداء. و في بعض النسخ:برح الخفاء،يعني اشتدت صعوبة اختفاء إمامنا أو اشتدت صعوبة اختفاء طريق نجاة المؤمنين(المؤلف)

اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد الّذين أمرتنا بطاعتهم و عجّل اللّهمّ فرجهم بقائمهم و أظهر إعزازه يا محمّد يا عليّ يا عليّ يا محمّد اكفياني فإنّكما كافياي،يا محمّد يا عليّ يا عليّ يا محمّد انصراني فإنّكما ناصراي، يا محمّد يا عليّ يا عليّ يا محمّد احفظاني فإنّكما حافظاي،يا مولاي يا صاحب الزّمان يا مولاي يا صاحب الزّمان يا مولاي يا صاحب الزّمان الغوث الغوث الغوث أدركني أدركني الأمان الأمان الأمان». (1)

ص: 44


1- -جمال الأسبوع:280،البحار:190/91.

فصل في بعض الفوائد الحاصلة عند الدعاء لحضرة بقية اللّه عليه السلام

اشارة

ص: 45

ص: 46

و نورد هنا بعض الفوائد الحاصلة عند الدعاء لحضرة بقية اللّه عليه السلام بتعجيل ظهوره من اللّه جل شأنه و التي جمعتها من الآيات و الأخبار و هي كثيرة،و سأكتفي هنا بذكر(أربعة عشر)منها و هي:

1-يكون سببا لطول العمر

1-يكون سببا لطول العمر،كما ورد خاصة في الدعاء الثاني المذكور في هذا الكتاب عن الصادق عليه السلام بأن يقرأ بعد كلّ فريضة. (1)

2-أنه نوع من أداء حقّه سلام اللّه عليه

2-أنه نوع من أداء حقّه سلام اللّه عليه و قد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله:قضاء حقوق الإخوان أشرف أعمال المتّقين. (2)

أقول:و لأنّ الإمام عجل اللّه تعالى فرجه رئيس و أفضل جميع المؤمنين، فيكون أداء حقه من أهمّ أعمال الخير و أفضلها.

3-أنّه سبب للحصول على شفاعة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله

3-أنّه سبب للحصول على شفاعة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله كما ورد عنه صلى اللّه عليه و آله، (3)و يستفاد من بعض الأحاديث أنّه موجب لشفاعة حضرة صاحب الأمر عليه السلام.

ص: 47


1- مكارم الأخلاق:289،تقدم في ص 24.
2- -البحار:229/74 ضمن ح 25.
3- -الخصال:196 ح 1،«أربعة أنا الشفيع لهم يوم القيامة و لو أتوني بذنوب أهل الأرض معين أهل بيتي،و القاضي لهم حوائجهم عندما اضطروا إليه،و المحب لهم بقلبه و لسانه، و الدافع عنهم بيده».
4-أنّه يساعد اللّه الداعي له عليه السلام

4-أنّ الله يساعد اللّه الداعي له عليه السلام لأنّ الدعاء له نوع من أنواع المساعدة و النصرة،و نصرته نصرة اللّه تعالى و قول اللّه عز و جل: وَ لَيَنْصُرَنَّ اللّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ. (1)

5-إدخال السرور عليه بذلك

5-إدخال السرور عليه بذلك،و قد ورد في(الكافي)عن الإمام محمد الباقر عليه السلام أنّه قال:

(ما عبد اللّه بشيء أحبّ إلى اللّه من إدخال السرور على المؤمن). (2)

6-أنّه موجب لدعاء صاحب الأمر عليه السلام للداعي

6-أنّه موجب لدعاء صاحب الأمر عليه السلام للداعي،و هذا يستفاد من جملة من الروايات. (3)

7-أنّه تحصيل ثواب الدعاء لجميع المؤمنين و المؤمنات

7-أنّه تحصيل ثواب الدعاء لجميع المؤمنين و المؤمنات،و ذلك لأنّ نفع ظهوره عليه السلام يعود لهم جميعا،بل لجميع الخلائق من أهل السماوات و الأرضين كما أوضحت ذلك في كتاب(مكيال المكارم) (4)بذكر روايات كثيرة حوله،فإن دعوت له عليه السلام بهذه النية فسيكون دعاءا لهم جميعا.

8-أنّه إظهار للمحبة و الولاء له عليه السلام

8-أنّه إظهار للمحبة و الولاء له عليه السلام،فهو أقرب ذرية رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله إليه،فاظهار المحبة له أداء لأجر الرسالة قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى. (5)

9-أنّه موجب لدفع البلاء عن الداعي

9-أنّه موجب لدفع البلاء عن الداعي في زمان غيبته. (6)

10-أنّ الدعاء بتعجيل ظهوره عليه السلام تعظيم للّه

10-أنّ الدعاء بتعجيل ظهوره عليه السلام تعظيم للّه،و تعظيم لرسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،

ص: 48


1- سورة الحج:40.
2- -الكافي:188/2 ح 2.
3- -مهج الدعوات ص 360«و اجعل من يتبعني لنصرة دينك مؤيدين،و في سبيلك مجاهدين، و على من أرادني و أرادهم بسوء منصورين...».
4- -مكيال المكارم:377/1 الباب الخامس.
5- -سورة الشورى:23.
6- الكافي ج 2،ص 507 ح 2«دعاء المرء لأخيه يظهر الغيب يدر الرزق و يدفع المكروه».

و تعظيم لكتاب اللّه حيث أنّه سيعمل به في ظهوره، و تعظيم لدين اللّه جل شأنه حيث أنّه سيظهر و يغلب على الدين كلّه، و تعظيم المسلمين بنجاتهم من الكفار،و هذا موجب لدخول الجنة كما ورد ذلك عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله في(الخصال). (1)

11-أنّ الدعاء بتعجيل الفرج له عليه السلام موجب لتحصيل ثواب إعانة المظلوم

11-أنّ الدعاء بتعجيل الفرج له عليه السلام موجب لتحصيل ثواب إعانة المظلوم،و هذا موجب لعبور الصراط المستقيم يوم القيامة بسلام كما ورد ذلك عن الإمام زين العابدين عليه السلام. (2)

12-فيه ثواب الجهاد

12-فيه ثواب الجهاد بين يدي الرسول صلى اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين عليه السلام. (3)

13-الحصول على الفوز بثواب طلب ثأر سيد الشهداء عليه السلام

13-الحصول على أجر لا يعلمه إلاّ اللّه جل شأنه،و هو الفوز بثواب طلب ثأر سيد الشهداء عليه السلام و ذلك لأنّ صاحب الأمر عجل اللّه تعالى فرجه سيأخذ بثأره،فكلّما تدعو بتعجيل فرجه عليه السلام ستشرك في أجر عمله عليه السّلام.

14-ما ورد في(كمال الدين)عن أحمد بن إسحاق أنّه قال:...

14-ما ورد في(كمال الدين)عن أحمد بن إسحاق أنّه قال:

(دخلت على أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام و أنا أريد أن أسأله عن الخلف بعده؟فقال لي مبتدئا:يا أحمد بن إسحاق،إنّ اللّه تبارك و تعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم عليه السلام و لا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجّة اللّه على خلقه،به يدفع البلاء عن أهل الأرض،و به ينزل الغيث،و به يخرج بركات الأرض،قال:فقلت له:يا ابن رسول اللّه،فمن الإمام و الخليفة بعدك؟فنهض عليه السلام مسرعا فدخل البيت،ثم خرج و على عاتقه غلام كأنّ وجهه القمر ليلة البدر،من أبناء الثلاث سنين،فقال:يا أحمد بن

ص: 49


1- -الخصال ص 28،ح 100«حملة القرآن عرفاء أهل الجنة».
2- -تفصيل ذلك في مكيال المكارم:439/1،الصحيفة السجادية الجامعة ص 323 دعاء 147«اللّهمّ و صل على أولياءهم المعترفين بمقامهم...».
3- -مجمع البيان ج 9،ص 238«عن حارث بن مغيرة قال:كنا عند أبي جعفر عليه السّلام فقال: العارف منكم لهذا الأمر،المنتظر له المحتسب فيه كمن جاهد مع قائم آل محمد بسيفه،ثم قال:بل،و اللّه كمن جاهد مع رسول اللّه بسيفه،ثم قال الثالثة:بل،و اللّه كمن استشهد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله في فسطاطه».

إسحاق،لو لا كرامتك على اللّه عز و جل و على حججه ما عرضت عليك ابني هذا،إنّه سميّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و كنيّه الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما،يا أحمد بن إسحاق مثله في هذه الأمّة مثل الخضر عليه السلام،و مثله مثل ذي القرنين،و اللّه ليغيبنّ غيبة لا ينجو فيها من الهلكة إلاّ من ثبّته اللّه عز و جل على القول بإمامته و وفّقه للدعاء بتعجيل فرجه،فقال أحمد بن إسحاق:فقلت له:يا مولاي،فهل من علامة يطمئنّ إليها قلبي؟فنطق الغلام عليه السلام بلسان عربي فصيح،قال:

أنا بقية اللّه في أرضه و المنتقم من أعدائه،فلا تطلب أثرا بعد عين يا أحمد بن إسحاق. (1)

ص: 50


1- كمال الدين:348/2.

أحاديث عن غيبة الإمام عجل الله تعالی فرجه الشریف

اشارة

يقول العاصي والجاني محمد تقي بن عبد الرزاق الموسوي الأصفهاني عفا الله تعالى عنهما: لقد رأيت من المناسب بل اللازم في هذا المقام ذكر اثني عشر حديثا عن غيبة ذلك الإمام عالي المقام عن أبصار الأنام نقلا عن الأئمة الكرام ع حتى يكون نفعه للخواص والعوام بالكمال والتمام فيكون لهذا الضعيف ذخيرة يوم القيامة. وقد انتخبتها من كتاب «كمال الدين وتمام النعمة، تأليف الشيخ الصدوق رضوان الله عليه(1)، آملا أن يكون هذا العمل تحت النظر المبارك لذلك الولي إن شاء الله تعالى.

الحديث الأول: عن رسول و أنه قال: «المهدي من ولدي، اسمه اسمي،

وكنيته كنيتي، أشبه الناس بي خلقا وخلقا، تكون له غيبة وحيرة تضل فيها الأمم، ثم يقبل كالشهاب الثاقب، يملأها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما»(2).

الحديث الثاني: عن أمير المؤمنين عليه السلام مولود يكون من ظهري،الحادي عشر من ولدي هو المهدي

عن أمير المؤمنين عليه السلام،قال الأصبغ بن نباتة:

«أتيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فوجدته متفكّرا ينكت في الأرض،فقلت:يا أمير المؤمنين،مالي أراك متفكرا

ص: 51


1- اسمه المبارك: محمد بن علي بن الحسين بن موسی بن بابويه القمي. بشارة ولادته جاءت من صاحب الأمر عجل الله تعالی فرجه الشریف. توفي سنة 381ه. قبره في أطراف طهران، جلالة قدره غنية عن البيان. صنف نحو ثلاثمائة كتاب. رحمة الله عليه «المؤلف».
2- كمال الدين، الشيخ الصدوق، ج 1، ص 286، ح 1.

تنكت في الأرض،أرغبت فيها؟!فقال:لا و اللّه ما رغبت فيها و لا في الدنيا يوما قط،و لكن فكّرت في مولود يكون من ظهري،الحادي عشر من ولدي هو المهدي،يملأها عدلا كما ملئت جورا و ظلما،تكون له حيرة و غيبة يضلّ فيها أقوام و يهتدي فيها آخرون،فقلت:يا أمير المؤمنين،و إن هذا لكائن؟!فقال:نعم،كما أنّه مخلوق». (1)

الحديث الثالث: عن الإمام الحسن المجتبى عليه السلام ما منّا أحد إلاّ و يقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه،إلاّ القائم

عن الإمام الحسن المجتبى عليه السلام أنه قال:

«ما منّا أحد إلاّ و يقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه،إلاّ القائم الذي يصلّي روح اللّه عيسى بن مريم عليه السلام خلفه،فإنّ اللّه عز و جل يخفي ولادته،و يغيب شخصه،لئلاّ يكون لأحد في عنقه بيعة،إذا خرج ذلك التاسع من ولد أخي الحسين ابن سيدة الإماء يطيل اللّه عمره في غيبته،ثم يظهره بقدرته في صورة شاب دون أربعين سنة،ذلك ليعلم أنّ اللّه على كل شيء قدير». (2)

الحديث الرابع: عن الحسين بن علي عليه السّلام قائم هذه الأمّة هو التاسع من ولدي

عن سيد الشهداء عليه السّلام أنّه قال:

«قائم هذه الأمّة هو التاسع من ولدي،و هو صاحب الغيبة،و هو الذي يقسّم ميراثه و هو حيّ». (3)

الحديث الخامس: عن الإمام زين العابدين عليه السلام إنّ أهل زمان غيبته القائلين بإمامته و المنتظرين لظهوره،أفضل من أهل كل زمان

عن الإمام زين العابدين عليه السلام أنّه قال لأبي خالد الكابلي:

«ثم تمتدّ الغيبة بوليّ اللّه عز و جل الثاني عشر من أوصياء رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و الأئمة بعده،يا أبا خالد

ص: 52


1- كمال الدين:289/1 ح 1.
2- -كمال الدين:316/1 ح 2.
3- كمال الدين:317/1 ح 2.

إنّ أهل زمان غيبته القائلين بإمامته و المنتظرين لظهوره،أفضل من أهل كل زمان،لأنّ اللّه تبارك و تعالى أعطاهم من العقول و الأفهام و المعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة، و جعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بالسيف،أولئك المخلصون حقا و شيعتنا صدقا،و الدعاة إلى دين اللّه عز و جل سرّا و جهرا». (1)

الحديث السادس: عن الإمام محمد الباقر عليه السلام تكون له حيرة و غيبة يضلّ فيها أقوام و يهتدي فيها أقوام

عن الإمام محمد الباقر عليه السلام أنّه قال:

«هو المهدي من هذه العترة،تكون له حيرة و غيبة يضلّ فيها أقوام و يهتدي فيها أقوام». (2)

الحديث السابع: من جحد المهدي من ولدي كان كمن أقرّ بجميع الأنبياء و جحد محمدا

عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام،برواية عبد اللّه بن أبي يعفور أنّه قال:

«من أقرّ بالأئمة من آبائي و ولدي و جحد المهدي من ولدي كان كمن أقرّ بجميع الأنبياء و جحد محمدا صلى اللّه عليه و آله نبوّته، فقلت:يا سيدي،و من المهدي من ولدك؟قال:الخامس من ولد السابع،يغيب عنكم شخصه،و لا يحلّ لكم تسميته». (3)

الحديث الثامن: إذا فقد الخامس من ولد السابع فاللّه اللّه في أديانكم

عن الإمام موسى الكاظم عليه السلام أنّه قال:

«إذا فقد الخامس من ولد السابع فاللّه اللّه في أديانكم،لا يزيلنّكم أحد عنها،يا بني،أنّه لا بدّ لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به،إنّما هي محنة من اللّه عزوجل

ص: 53


1- -كمال الدين:320/1 ح 2.
2- -كمال الدين:330/1 ح 14.
3- كمال الدين:338/1 ح 12.

امتحن بها خلقه». (1)

الحديث التاسع: عن الإمام الرضا عليه السلام الرابع من ولدي،ابن سيّدة الاماء،يطهّر اللّه به الأرض من كلّ جور

عن الإمام الرضا عليه السلام حيث سئل:يا ابن رسول اللّه، و من القائم منكم أهل البيت؟قال:

«الرابع من ولدي،ابن سيّدة الاماء،يطهّر اللّه به الأرض من كلّ جور، و يقدّسها من كلّ ظلم،الذي يشكّ الناس في ولادته،و هو صاحب الغيبة قبل خروجه،فإذا خرج أشرقت الأرض بنوره،و وضع ميزان العدل بين الناس فلا يظلم أحد أحدا،و هو الذي تطوى له الأرض،و لا يكون له ظلّ،و هو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء إليه،يقول:ألا إنّ حجة اللّه قد ظهر عند بيت اللّه فاتّبعوه،فإنّ الحق معه و فيه». (2)

الحديث العاشر: عن الإمام محمد التقي عليه السلام ما منّا إلاّ و هو قائم بأمر اللّه عز و جل

عن الإمام محمد التقي عليه السلام،حيث قال له عبد العظيم الحسني:إنّي لأرجو أن يكون القائم من أهل بيت محمد صلى اللّه عليه و آله الذي يملا الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما، فقال:

«يا أبا القاسم،ما منّا إلاّ و هو قائم بأمر اللّه عز و جل و هاد إلى دين اللّه،و لكن القائم الذي يطهّر اللّه عز و جل به الأرض من أهل الكفر و الجحود،و يملأها عدلا و قسطا هو الذي تخفى على الناس ولادته،و يغيب عنهم شخصه،و يحرم عليهم تسميته،و هو سميّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و كنيّه،و هو الذي تطوى له الأرض،و يذلّ له كل صعب،يجتمع إليه من أصحابه عدة أهل بدر،ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا،من أقاصي الأرض،و ذلك قول اللّه عز و جل: أَيْنَ

ص: 54


1- -كمال الدين:338/1 ح 12.
2- كمال الدين:371/2 ح 5.

ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فإذا اجتمعت له هذه العدّة من أهل الإخلاص أظهر اللّه أمره،فإذا كمل له العقد و هو عشرة آلاف رجل خرج بإذن اللّه عز و جل،فلا يزال يقتل أعداء اللّه حتى يرضى اللّه عز و جل.

قال عبد العظيم:فقلت له:يا سيدي،و كيف يعلم أنّ اللّه عزّ و جل قد رضي؟قال:يلقى في قلبه الرحمة،فإذا دخل المدينة أخرج اللاّت و العزّى فأحرقهما)». (1)

أقول:اللاّت و العزّى يعني الظالم الأول و الثاني.

الحديث الحادي عشر: عن الإمام علي النقي عليه السلام الخلف من بعدي ابني الحسن،فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف

عن الإمام علي النقي عليه السلام أنّه قال:

«الخلف من بعدي ابني الحسن،فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟ فقلت:و لم جعلني اللّه فداك؟!فقال:لأنّكم لا ترون شخصه و لا يحلّ لكم ذكره باسمه.قلت:فكيف نذكره؟

قال:قولوا:الحجّة من آل محمد صلى اللّه عليه و آله». (2)

الحديث الثاني عشر: السّنة الجارية في المهدي من الخضر و ذي القرنين طول الغيبة

عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام حيث سأله أحمد بن إسحاق قائلا:فما السّنة الجارية فيه من الخضر و ذي القرنين؟ فقال:

«طول الغيبة يا أحمد.قلت:يا ابن رسول اللّه،و إنّ غيبته لتطول؟! قال:إي و ربّي حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به،و لا يبقى إلاّ من أخذ اللّه عز و جل عهده لولايتنا،و كتب في قلبه

ص: 55


1- كمال الدين:377/2 ح 2 و الآية من سورة البقرة:148.
2- -كمال الدين:381/2 ح 5.

الإيمان،و أيّده بروح منه». (1)

أقول:صدر الحديث السابق في ذكر الفائدة الرابعة عشر من فوائد الدعاء لحضرة بقيّة اللّه عجل اللّه تعالى فرجه.

***

فصل قدّام هذا الامر خمس علامات

و اعلم أنّ ظهور حضرة صاحب الأمر عليه السلام لم يوقّت بوقت معيّن في الأخبار،و قد ورد في(غيبة النعماني)عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام أنّه قال لأبي بصير:

«إنّا أهل بيت لانوقّت،و قد قال محمد صلى اللّه عليه و آله:كذب الوقّاتون،يا أبا محمد،إنّ قدّام هذا الأمر خمس علامات،أوّلهنّ النداء في شهر رمضان،و خروج السفياني،و خروج الخراساني،و قتل النفس الزكيّة، و خسف بالبيداء». (2)

ص: 56


1- كمال الدين:385/2.
2- غيبة النعماني:289 ح 6.

عریضه ترسل الی حضرة حجه الله(عج)

و نذكر هنا عريضة ترسل إلى حضرة حجة اللّه عجل اللّه تعالى فرجه نقلا عن البحار(29/94):

تكتب هذه العريضة و تحصى و توضع في طينة طاهرة ثم ترمى في نهر أو عين ماء،و يقول راميها عند ذلك:

«يا سيّدي يا أبا القاسم يا حسين بن روح سلام عليك اشهد أنّ وفاتك في سبيل اللّه و انّك حيّ عند اللّه مرزوق و قد خاطبتك في حياتك الّتي لك عند اللّه عزّ و جلّ و هذه رقعتي و حاجتي إلى مولانا عليه السلام فسلّمها اليه فأنت الثقة الامين. (1)

ص: 57


1- في البحار ثم تصعد النهر و الغدير و تعهد بعض الأبواب إما عثمان بن سعيد العمري أو ولده محمد بن عثمان،أو الحسين بن روح،أو علي بن محمد السمري فهؤلاء كانوا أبواب المهدي عليه السلام فتنادي بأحدهم:يا فلان بن فلان،...»ج 99 ص 235.

بسم اللّه الرحمن الرحيم

كَتَبْتُ يَا مَوْلَايَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكَ مُسْتَغِيثاً وَ شَكَوْتُ مَا نَزَلَ بِي مُسْتَجِيراً بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ بِكَ مِنْ أَمْرٍ قَدْ دَهَمَنِي وَ أَشْغَلَ قَلْبِي وَ أَطَالَ فِكْرِي وَ سَلَبَنِي [بعقر] بَعْضَ لُبِّيَ وَ غَيْرُ خَطِيرٍ نِعْمَةُ اللَّهِ عِنْدِي أَسْلَمَنِي عِنْدَ تَخَيُّلِ وُرُودِهِ الْخَلِيلُ وَ تَبَرَّأَ مِنِّي عِنْدَ تَرَائِي إِقْبَالِهِ إِلَيَّ الْحَمِيمُ وَ عَجَزْتُ عَنْ دِفَاعِهِ حِيلَتِي وَ خَانَنِي فِي تَحَمُّلِهِ صَبْرِي وَ قُوَّتِي فَلَجَأْتُ فِيهِ إِلَيْكَ وَ تَوَكَّلْتُ فِي الْمَسْأَلَةِ لِلَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَلَيْهِ وَ عَلَيْكَ فِي دِفَاعِهِ عَنِّي عِلْماً بِمَكَانِكَ مِنَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَلِيِّ التَّدْبِيرِ وَ مَالِكِ الْأُمُورِ وَاثِقاً بِكَ فِي الْمُسَارَعَةِ فِي الشَّفَاعَةِ إِلَيْهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِي أَمْرِي مُتَيَقِّناً لِإِجَابَتِهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِيَّاكَ بِإِعْطَائِي سُؤْلِي وَ أَنْتَ يَا مَوْلَايَ جَدِيرٌ بِتَحْقِيقِ ظَنِّي وَ تَصْدِيقِ أَمَلِي فِيكَ فِي أَمْرِ كَذَا وَ كَذَا فِيمَا لَا طَاقَةَ لِي بِحَمْلِهِ وَ لَا صَبْرَ لِي عَلَيْهِ وَ إِنْ كُنْتُ مُسْتَحِقّاً لَهُ وَ لِأَضْعَافِهِ بِقَبِيحِ أَفْعَالِي وَ تَفْرِيطِي فِي الْوَاجِبَاتِ الَّتِي لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَغِثْنِي يَا مَوْلَايَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكَ عِنْدَ اللَّهْفِ وَ قَدِّمِ الْمَسْأَلَةِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي أَمْرِي قَبْلَ حُلُولِ التَّلَفِ وَ شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ فَبِكَ بُسِطَتِ النِّعَمُ [النِّعْمَةُ] عَلَيَّ وَ اسْأَلِ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ لِي نَصْراً عَزِيزاً وَ فَتْحاً قَرِيباً فِيهِ بُلُوغُ [بِبُلُوغِ] الْآمَالِ وَ خَيْرُ الْمَبَادِئِ وَ خَوَاتِيمُ الْأَعْمَالِ وَ الْأَمْنُ مِنَ الْمَخَاوِفِ كُلِّهَا فِي كُلِّ حَالٍ إِنَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لِمَا يَشَاءُ فَعَّالٌ وَ هُوَ حَسْبِي وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ فِي الْمَبْدَأِ وَ الْمَآَلِ (1)

ص: 58


1- البحار ج 99 ص 234.

الجزء الثانى :وظيفة الأنام في زمن غيبة الإمام عليه السلام

اشارة

ص: 59

ص: 60

مقدمة

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الحمد للّه رب العالمين،و الصلاة و السلام على خاتم المرسلين و خير الخلق أجمعين محمد و آله المعصومين،و لا سيما إمام زماننا خاتم الوصيين، و لعنة اللّه على أعدائهم و ظالميهم إلى يوم الدين.

أما بعد،فيقول غريق بحار السيّئات و الأماني(محمد تقي بن عبد الرزاق الموسوي الاصفهاني)-عفى اللّه تعالى عنهما-لإخوانه في الإيمان:

هذا هو الجزء الثاني من كتاب(وظيفة الأنام في زمن غيبة الإمام عليه السلام) الذي جمعت فيه جملة من الأعمال التي يجب على أهل الإيمان-في زمن غيبة إمام العصر يعني(الحجة بن الحسن العسكري)عجل اللّه فرجه الشريف المواظبة عليها،و أن يجعلوها دستورا لاعمالهم-و كل ما جمعت فيه إلى الآن-من كتب الإمامية المعتبرة-يزيد على خمسين أمرا، و ذكرت في الجزء الأول من الكتاب خمس و عشرين وظيفة،و أذكر الباقي في هذا الجزء بعون اللّه جل جلاله،فأقول:

أمور يليق بالمؤمنين المواظبة عليها و العمل بها

السادس و العشرون:أن يظهر العلماء عملهم و يرشدوا الجاهلين إلى جواب شبهات المخالفين كي لا يضلّوا

و ينقذوهم من الحيرة إن وقعوا فيها،و هذا الأمر مهمّ جدا في هذا الزمان و هو واجب على العلماء،

ص: 61

فقد ورد في«تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام»أنّ الإمام محمد التقي عليه السلام قال:

إنّ من تكفل بأيتام آل محمد صلى اللّه عليه و آله،المنقطعين عن إمامهم،المتحيرين في جهلهم،الأسراء في أيدي شياطينهم و في أيدي النواصب من أعدائنا فاستنقذهم منهم،و أخرجهم من حيرتهم،و قهر الشياطين برد وساوسهم،و قهر الناصبين بحجج ربّهم،و دليل أئمتهم، ليفضلون عند اللّه على العباد بأفضل المواقع،بأكثر من فضل السماء على الأرض و العرض و الكرسي و الحجب،و فضلهم على هذا العابد كفضل القمر ليلة البدر على أخفى كوكب في السماء. (1)

و روي عن الإمام علي النقي عليه السلام أنّه قال:

«لو لا من يبقى بعد غيبة قائمكم من العلماء الداعين إليه،و الدالّين عليه،و الذابّين عن دينه بحجج اللّه،و المنقذين لضعفاء عباد اللّه من شباك إبليس و مردته و من فخاخ النواصب لما بقي أحد إلاّ ارتد عن دين اللّه، و لكنهم الذين يمسكون أزمّة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكّانها،أولئك هم الأفضلون عند اللّه عز و جل». (2)

و في(أصول الكافي)عن معاوية بن عمار قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام:رجل راوية لحديثكم يبث ذلك في الناس و يشدده في قلوبهم و قلوب شيعتكم،و لعل عابدا من شيعتكم ليست له هذه الرواية،أيهما أفضل؟قال:

«الرواية لحديثنا يشد به قلوب شيعتنا أفضل من

ص: 62


1- تفسير الإمام العسكري عليه السلام:116.
2- -تفسير الإمام العسكري عليه السلام:116.

ألف عابد». (1)

إذن على ضوء هذه الأحاديث و غيرها يجب على كل عالم أن يظهر علمه بقدر ما يستطيع،خصوصا في هذا الزمان الذي ظهرت فيه البدع، و قد ورد في(أصول الكافي)عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله أنه قال:

«إذا ظهرت البدع في أمّتي فليظهر العالم علمه،فمن لم يفعل فعليه لعنة اللّه». (2)

و روي في كتاب(الفتن)من(البحار)عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله أنه قال لأمير المؤمنين عليه السلام:

«يا علي،لو هدى اللّه بك رجلا واحدا خير لك ممّا طلعت عليه الشمس». (3)

السابع و العشرون:الاهتمام بأداء حقوق صاحب الزمان عليه السلام كل

بقدر استطاعته،و عدم التقصير في خدمته.

فقد ورد في(البحار)عن الصادق عليه السلام أنه سئل:هل ولد القائم؟

قال:

«لا،و لو أدركته لخدمته أيام حياتي». (4)

أقول:تأمّل أيّها المؤمن كيف يجل الإمام الصادق عليه السلام قدره،فإن لم تكن خادما له فلا أقلّ أن لا تحزن قلبه ليلا و نهارا بسيئاتك،فإن لم تجد بالعسل فلا تعط السمّ.

الثامن و العشرون:أن يبدأ الداعي بالدعاء له عليه السلام طالبا من اللّه تعالى

تعجيل ظهوره،ثم يدعو لنفسه.

و هذا الأمر واضح في دعاء يوم عرفة من الصحيفة السجادية

ص: 63


1- الكافي:33/1.
2- -الكافي:54/1.
3- -البحار:8،ط حجر484/.
4- البحار:148/51 ح،22 عن غيبة النعماني:245 ح 46.

المباركة، إضافة إلى اقتضاء حبّه و أداء حقوقه ذلك،و يستفاد هذا الأمر أيضا من بعض الأحاديث،كل هذا مع تحصيل أكثر من ثمانين فائدة من الفوائد الدنيوية و الأخروية المترتّبة على الدعاء له عليه السلام بتعجيل فرجه و ظهوره، و قد ذكرت هذه الفوائد مع مصادرها و أدلّتها في كتاب(أبواب الجنات) و كتاب(مكيال المكارم) (1)و بعضها تقدم في هذا الكتاب.

و من الطبيعي أنّ الشخص العاقل يؤثر تحصيل تلك الفوائد على دعاء لا يعلم يستجاب أم لا،بل تقديم الدعاء له عليه السلام يكون وسيلة لاستجابة دعائه إن شاء اللّه تعالى،كما هو شأن تقديم الصلاة على محمد و آل محمد في الدعاء،حيث يكون موجبا لاستجابة ما بعده من دعاء.

كما ورد في الحديث. (2)

التاسع و العشرون:إظهار المحبة و الولاء له عليه السلام.

فقد ورد في(غاية المرام)عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله أنه قال في حديث المعراج إن اللّه تعالى قال له:يا محمد،أتحبّ أن تراهم؟

فقال:تقدّم أمامك،فتقدّمت أمامي فإذا علي بن أبي طالب،و الحسن و الحسين،و علي بن الحسين،و محمد بن علي،و جعفر بن محمد،و موسى بن جعفر،و علي بن موسى،و محمد بن علي،و علي بن محمد،و الحسن بن علي،و الحجة القائم كأنه الكوكب الدرّي في وسطهم. فقلت:يا رب من هؤلاء؟

قال:هؤلاء أئمة الحق،و هذا القائم،محلّل حلالي،و محرّم

ص: 64


1- -مكيال المكارم:ج 1،ص 377،الباب الخامس.
2- الكافي:ج 2،ص 491،باب الصلاة على النبي محمد و أهل بيته،ح 1،نص الحديث: «عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال:لا يزال الدعاء محجوبا حتى يصلي على محمد و آل محمد».

حرامي (1)،و ينتقم أعدائي،يا محمد أحببه فإنّي أحبّه،و أحب من يحبّه. (2)

أقول:يتضح من الأمر بمحبته-مع أنّ محبة جميع الأئمة واجبة-أنّ في محبّته خصوصية معينة كانت وراء أمر اللّه تعالى هذا،و أنّ في وجوده المبارك صفات و شؤون تقتضي هذا التخصيص.

الثلاثون:الدعاء لأنصاره و خدّامه.

كما ورد ذلك في دعاء يونس بن عبد الرحمن المتقدّم. (3)

الواحد و الثلاثون:لعن أعدائه عليه السلام.

كما هو ظاهر من أخبار كثيرة و من الدعاء الوارد عنه عليه السلام (4).

الثاني و الثلاثون:التوسّل باللّه تعالى أن يجعلنا من أنصاره.

كما ورد ذلك في دعاء العهد و غيره. (5)

الثالث و الثلاثون:رفع الصوت في الدعاء له عليه السلام و خصوصا في

المجالس و المحافل العامة.

فهو إضافة إلى انّه تعظيم لشعائر اللّه تعالى،فقد ظهر استحباب ذلك في بعض فقرات دعاء الندبة المروي عن الصادق عليه السلام. (6)

الرابع و الثلاثون:الصلاة على أنصاره و أعوانه عليه السلام.

و هو نوع من الدعاء لهم،و قد ورد ذلك في دعاء عرفة من الصحيفة السجادية المباركة و بعض الأدعية الأخرى.

الخامس و الثلاثون:الطواف حول الكعبة المشرفة نيابة عنه عليه السلام

ص: 65


1- -أي يظهر جميع أحكام الدين حتى يعمل بها بلا تقية.(المؤلف).
2- -غاية المرام:189 ح 105 و ص 256 ح 24.
3- -ص 29،من هذا الكتاب و ص 313 من كتاب جمال الأسبوع.
4- الاحتجاج:316/2.
5- -ص 40.
6- -و العبارة هي:إلى متى أجار فيك يا مولاي و إلى متى. و في القاموس:جأر يعني رفع الصوت بالدعاء و الاستغاثة(المؤلف).

و قد أوردت الدليل على ذلك في كتاب(مكيال المكارم)، (1)و أعرضت عن ذكره هنا طلبا للاختصار.

السادس و الثلاثون:الحجّ نيابة عنه عليه السلام.

السابع و الثلاثون:إرسال النائب عنه للحجّ.

و دليله و دليل الذي قبله الحديث المروي في(الخرائج) (2)و قد ذكرته في (مكيال المكارم) (3)و مذكور أيضا في(النجم الثاقب). (4)

الثامن و الثلاثون:تجديد العهد و البيعة له عليه السلام في كل يوم أو في كل وقت ممكن.

و اعلم أن معنى البيعة على قول أهل اللغة:العهد و الاتّفاق على أمر، و المراد من البيعة و العهد معه عليه السلام هو أن يقر المؤمن بلسانه و يعزم بقلبه أن يطيعه كل الطاعة،و ينصره في أي وقت ظهر فيه،و هذا الأمر يحصل بقراءة دعاء العهد الصغير الذي تقدم ص 42،أو الكبير:الذي يأتي ص 96.

ص: 66


1- -مكيال المكارم:216/2.
2- الخرائج و الجرائح:73.
3- -مكيال المكارم:215/2.
4- -النجم الثاقب:ص 774-فارسي-.

و أما وضع اليد في يد شخص ما بعنوان أنّ هذه البيعة هي بيعة مع الإمام عليه السلام فهو من البدع المضلّة فلم ترد في القرآن أو الروايات،نعم لقد كان متعارفا عند العرب أن يضع الرجل يده بيد رجل آخر لإظهار البيعة و العهد بصورة جليّة،و قد ورد في بعض الأحاديث أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قد صافح في مقام البيعة ثم وضع يده المباركة في إناء ماء ثم أخرجها و أمر نساء المسلمين أن يضعن أيديهنّ في ذلك الماء في مقام البيعة له صلى اللّه عليه و آله،و هذا لا يصلح أن يكون دليلا على أنّ هذا الشكل من البيعة جائز في كل زمان حتى زمان غيبة الإمام عليه السلام،بل يظهر من بعض الأحاديث وجوب الاكتفاء بالإقرار اللساني و العزم القلبي في عدم إمكان بيعة شخص الإمام أو النبي صلى اللّه عليه و آله،و هذا الحديث مفصّل في ذكر هذا الأمر و قد أورده جمع من العلماء في كتبهم.

و من جملتها ما ورد في تفسير(البرهان)عن الإمام محمد الباقر عليه السلام أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بعد أن نصب الأمير عليه السلام خليفة له أوضح جملة من فضائله،ثم قال:

«معاشر الناس إنّكم أكثر من أن تصافقوني بكفّ واحدة،و أمرني اللّه عز و جل أن آخذ من ألسنتكم الإقرار بما عقدت لعلي عليه السلام بإمرة المؤمنين و من جاء بعده من الأئمّة منّي و منه على ما أعلمتكم أنّ ذرّيّتي من صلبه، فقولوا بأجمعكم:إنّا سامعون مطيعون راضون منقادون لما بلغت من أمر ربّنا و ربّك في أمر علي أمير المؤمنين و أمر ولده من صلبه من الأئمّة-إلى آخر الحديث». (1)

فإن كان جائزا وضع اليد في يد غير الإمام بعنوان البيعة مع الإمام عليه السلام

ص: 67


1- البرهان:442/1.

لكان قد أمر الناس أن تضع كلّ طائفة يدها في يد أحد كبار الصحابة مثل سلمان و أبي ذر و غيرهم،فإذن لا يصحّ هذا العمل إلاّ مع شخص النبي صلى اللّه عليه و آله و شخص الإمام عليه السلام في زمان ظهوره، كالجهاد المختص بزمان حضور الإمام عليه السلام،و علاوة على ذلك لم يرد أيّ حديث في أي كتاب روائي يقول أن في زمان الأئمّة عليهم السلام بايع أحد المسلمين أحد الصحابة الأئمّة عليهم السلام الكبار بعنوان أن نفس الأئمّة عليهم السلام جعلوهم مراجع نستعينهم في هذا الأمر.

التاسع و الثلاثون:يستحب زيارة قبور الأئمّة الأطهار عليهم السلام نيابة عن الإمام عجل اللّه تعالى فرجه

التاسع و الثلاثون:ذكر بعض الفقهاء،مثل المحدّث الحر العاملي رحمه اللّه في الوسائل،حيث قال:يستحب زيارة قبور الأئمّة الأطهار عليهم السلام نيابة عن الإمام عجل اللّه تعالى فرجه. (1)

الأربعون:إن لصاحب هذا الأمر غيبتان

الأربعون:روي في(أصول الكافي)عن المفضل أنّه قال:سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول:

«لصاحب هذا الأمر غيبتان،إحداهما يرجع منها إلى أهله،و الأخرى يقال:هلك،في أيّ واد سلك؟!قلت:كيف نصنع إذا كان كذلك؟! قال:إذا ادّعاها مدّع فاسألوه عن أشياء يجيب فيها مثله». (2)

أقول:يعني اسألوه عن أمور لا يصل إليها علم الناس،مثل الإخبار عن الجنين في رحم أمّه،أ ذكر هو أم أنثى؟و في أيّ وقت يولد؟و مثل الإخبار عمّا أضمرتموه في قلوبكم ممّا لا يعلم به إلاّ اللّه تعالى،و التكلّم مع الحيوانات،و الجمادات،و شهادتهما على صدقه و حقّه في هذا الأمر

ص: 68


1- الوسائل:464/10 ح 1.
2- -الكافي:340/1.

كما حصل أمثالها مع الأئمّة الطاهرين عليهم السّلام مكررا،و قد ذكرت مفصّلة في الكتب.

الحادي و الأربعون:تكذيب من يدّعي النيابة الخاصة عنه عليه السلام في الغيبة الكبرى

كما ورد ذلك في التوقيع الشريف المذكور في(كمال الدين) (1)و(الاحتجاج) (2).

الثاني و الأربعون:عدم تعيين وقت لظهوره عليه السلام،و تكذيب من يعيّن ذلك و تسميته كذّابا.

و قد ورد في الحديث الصحيح عن الصادق عليه السلام أنّه قال لمحمد بن مسلم:

«من وقّت لك من الناس شيئا فلا تهابنّ أن تكذّبه،فلسنا نوقّت لأحد وقتا». (3)

و في حديث آخر عن الفضيل أنّه قال:

«سألت أبا جعفر عليه السلام:هل لهذا الأمر وقت؟فقال:«كذب الوقّاتون،كذب الوقّاتون،كذب الوقّاتون». (4)

و في(كمال الدين)عن الرضا عليه السلام أنه قال:

حدّثني أبي،عن أبيه،عن آبائه عليهم السلام أنّ النبي صلى اللّه عليه و آله قيل له:يا رسول اللّه،متى يخرج القائم من ذرّيّتك؟

فقال عليه السلام:«مثله مثل الساعة التي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلاّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلاّ بَغْتَةً». (5)

ص: 69


1- كمال الدين:516 ح 44 نص الحديث«...و سيأتي من شيعتي من يدعي المشاهدة،ألا فمن أدعى المشاهدة قبل خروج السفياني و الصيحة فهو كاذب مفتر...».
2- -الاحتجاج:478/2.
3- -الغيبة للشيخ الطوسي:262،و عنه في البحار:104/52 ح 8.
4- -الغيبة للشيخ الطوسي:262.
5- كمال الدين:373/2،و الآية من سورة الأعراف:187.

و الأحاديث في هذا الباب كثيرة جدا.

الثالث و الأربعون:التقيّة من الأعداء.

و أما معنى التقية الواجبة فهو أن يتوقّف المؤمن عن إظهار الحقّ إذا وجد خوفا عقلاءيا من الضرر في نفسه أو ماله أو كرامته فلا يظهر الحقّ،بل إذا اضطرّ لحفظ نفسه أو ماله أو كرامته أن يوافق المخالفين بلسانه فليفعل،إلاّ أنّ قلبه يجب أن يكون مخالفا للسانه،فقد ورد في(كمال الدين)عن الإمام الرضا عليه السلام أنّه قال:

«لا دين لمن لا ورع له،و لا إيمان لمن لا تقيّة له،إنّ أكرمكم عند اللّه أعملكم بالتقيّة»فقيل له:يا ابن رسول اللّه،إلى متى؟قال:«إلى يوم الوقت المعلوم،و هو يوم خروج قائمنا أهل البيت،فمن ترك التقيّة قبل خروج قائمنا فليس منّا». (1)

و الأخبار في وجوب التقيّة كثيرة جدا،و ما عرضته من معنى التّقيّة الواجبة هو نفس معنى الحديث المذكور في هذا الباب في كتاب (الاحتجاج)عن أمير المؤمنين عليه السلام،و قد أكّد الإمام عليه السلام في ذلك الحديث بقوله و ترك التقية فإن في ذلك إذلالكم و سفك دمائكم و دماء المؤمنين...إلى آخر الحديث. (2)

و في(خصال)الشيخ الصدوق(رحمه اللّه)بسند صحيح عن الإمام محمد الباقر عليه السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام قال:

«قوام الدين بأربعة (3):بعالم ناطق مستعمل له،و بغنيّ لا يبخل بفضله على أهل دين اللّه،و بفقير لا يبيع آخرته

ص: 70


1- -كمال الدين:371/2.
2- عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة قال:...إياك ثم إياك أن تترك التقية التي أمرتك بها،فإنك شائط بدمك و دم إخوانك...راجع كتاب الاحتجاج للطبرسي،ج 1:355.
3- -أي إقامة أحكام الدين الإسلامي متوقفة على وجود هؤلاء الأربعة.

بدنياه،و بجاهل لا يتكبر عن طلب العلم،فاذا كتم العالم علمه،و بخل الغني بماله و باع الفقير آخرته بدنياه،و استكبر الجاهل عن طلب العلم،رجعت الدنيا إلى ورائها القهقرى فلا تغرّنكم كثرة المساجد و أجساد القوم مختلفة،قيل:يا أمير المؤمنين،كيف العيش في ذلك الزمان؟فقال:خالطوهم بالبرانية-يعني في الظاهر-خالفوهم في الباطن،للمرء ما اكتسب و هو مع من أحبّ، و انتظروا مع ذلك الفرج من اللّه عز و جل». (1)

و الأخبار في هذا الباب كثيرة جدا و قد ذكرت جملة منها في(مكيال المكارم) (2).

الرابع و الأربعون:التوبة الحقيقية من الذنوب.

و إن كانت التوبة من الأعمال المحرمة واجبة في كل زمان إلا أن أهميتها في هذا الزمان من جهة أن أحد أسباب غيبة صاحب الأمر عجل اللّه تعالى فرجه و طولها هو ذنوبنا العظيمة و الكثيرة،فأصبحت سببا لامتناعه عن الظهور،كما ورد ذلك في(البحار)عن أمير المؤمنين عليه السلام،و كذلك في التوقيع الشريف المروي في(الاحتجاج)حيث يقول:

«فما يحبسنا عنهم إلاّ ما يتّصل بنا ممّا نكرهه و لا نؤثره منهم». (3)

و معنى التوبة هو الندم على الذنوب السابقة و العزم على تركها في المستقبل،و علامة ذلك إبراء الذمّة من الواجبات التي تركت،و أداء حقوق الناس الباقية في ذمّته،و إذابة اللحم الذي نشأ في بدنك من المعاصي،و تحمّل مشاق العبادة بما ينسيك ما اكتسبته من لذّة المعصية.

و بهذه الأمور الستّة تتحقّق التوبة كاملا،و تكون كما ورد عن

ص: 71


1- -الخصال:197 ح 5.
2- -مكيال المكارم:284/2.
3- الاحتجاج:325/2 و عنه في البحار:177/53.

أمير المؤمنين عليه السلام في كتب متعددة.

فانتبه إلى نفسك،و لا تقول:و على فرض أنّي أتوب و لكن الناس لا يتوبون فيستمر الإمام عليه السلام في غيبته،فذنوب الجميع تؤدي إلى غيبته و تأخّر ظهوره!

فأقول:إن كان جميع الخلق سببا لتأخير ظهوره عليه السلام فالتفت إلى نفسك فلا تكون شريكا معهم في ذلك،فأخشى أن يصبح حالك تدريجا كحال هارون الرشيد في حبسه للإمام موسى الكاظم عليه السلام،و حبس المأمون للرضا عليه السلام في(سرخس)،أو حبس المتوكّل للإمام علي النقي عليه السلام في(سامراء)!

الخامس و الأربعون:عن الصادق عليه السلام أنه قال:إذا تمنّى أحدكم القائم فليتمنّه في عافية

الخامس و الأربعون:ما روي في(روضة الكافي)عن الصادق عليه السلام أنه قال:

«إذا تمنّى أحدكم القائم فليتمنّه في عافية،فإنّ اللّه بعث محمدا صلى اللّه عليه و آله رحمة و يبعث القائم نقمة». (1)

أقول:يعني اسألوا اللّه تعالى أن تلاقوه عليه السلام و أنتم مؤمنون و معافون من ضلالات آخر الزمان كي لا تكونوا محلاّ لإنتقامه.

السادس و الأربعون:أن يدعو المؤمن الناس إلى محبته عليه السلام ببيان إحسانه عليه السلام إليهم

السادس و الأربعون:أن يدعو المؤمن الناس إلى محبته عليه السلام ببيان إحسانه عليه السلام إليهم و بركات و منافع وجوده المقدّس لهم و حبّه عليه السّلام لهم، و أمثالها،و يتحبب إليه بما يكسب به حبّه عليه السلام له.

السابع و الأربعون:أن لا يقسو قلبك بسبب طول زمان الغيبة،بل يبقى طريّا بذكر مولاه عليه السلام

السابع و الأربعون:أن لا يقسو قلبك بسبب طول زمان الغيبة،بل يبقى طريّا بذكر مولاه عليه السلام،و قد قال ربّ العالمين جلّ شأنه في القرآن المجيد في سورة الحديد: أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللّهِ وَ ما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَ لا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ

ص: 72


1- الكافي:233/8 ح 306.

الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ. (1)

و قد روي في(البرهان)عن الصادق عليه السلام أنه قال:

«نزلت هذه الآية- وَ لا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ -من أهل زمان الغيبة،ثم قال:

اِعْلَمُوا أَنَّ اللّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها». (2)

و عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال في معنى موت الأرض:

«كفر أهلها و الكافر ميت،يحييها اللّه بالقائم عليه السلام فيعدل فيها،فيحيي الأرض و يحيي أهلها بعد موتهم». (3)

و في(كمال الدين)بسند صحيح عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال:

«للقائم منّا غيبة أمدها طويل،كأنّي بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته،يطلبون المرعى فلا يجدونه،ألا فمن ثبت منهم على دينه و لم يقس قلبه لطول أمد غيبة إمامه فهو معي في درجتي يوم القيامة». (4)

أقول:أيها المؤمنون المنتظرون إمام زمانكم،لتسرّ قلوبكم و تقرّ عيونكم بهذه البشارة العظمى التي هي أعظم البشارات،و اسعوا أن تكون قلوبكم رقيقة غير قاسية في زمان غيبة إمام زمانكم.

فإن قلتم:إنّ رقّة القلب و قساوته خارجان عن اختيارنا،أقول:صحيح ما تقولون و لكن مقدمات و مسببات ذلك باختياركم،أي تستطيعون القيام بأعمال تجعلون بها قلوبكم نقية،و تستطيعون القيام بأعمال تقسي قلوبكم،فإن كنتم تخشون قساوة القلب فاتركوا ما

ص: 73


1- -سورة الحديد:16.
2- البرهان:291/4 ح 1.
3- -البرهان:291/4 ح 4.
4- -كمال الدين:303/1 ح 14.

يسبب ذلك،و واظبوا على الأعمال التي تنقي و ترقّق القلب،كما ورد في(مجمع البيان)في تفسير الآية المذكورة،حيث قال:فغلظت قلوبهم و زال خشوعها و مرنوا على المعاصي. (1)

و روي عن الإمام محمد الباقر عليه السلام:إنّ اللّه لا يعاقب على ذنب كما يعاقب على قساوة القلب. (2)

و سأشير هنا إلى بعض منها كما قد رأيتها في كتب الحديث مذكّرا بذلك نفسي و إخواني في البلدان و من اللّه التوفيق.

أمّا ما يرقّق و ينقي القلب فأمور:

1-الحضور في مجالس ذكر بقية اللّه عجل اللّه تعالى فرجه الشريف و شرح صفاته و خصائصه و شؤونه و مجالس الوعظ على ضوء نصائح أهل البيت عليهم السلام و مجالس قراءة القرآن بشرط التأمّل و التفكّر في معاني الآيات القرآنية.

2-مجالسة العلماء العاملین و اهل الطاعات و الاشخاص الذین هم دائما فی ذکر الاخرة حیث یتذکر الانسان بسماء کلماتهم ویزداد بصیرة وعلما والذین تذکر بالله رویتهم و یتاسی باعمالهم الصالحة وتزداد الرغبة بالطاعات و العبادات ، و یصرف النظر عن الدنیا و اهلها بمجالستهم.

3-زيارة القبور.

4-كثرة ذكر الموت.

5-مسح رؤوس اليتامى،و الحبّ و الإحسان إليهم.

و أمّا ما يسبّب قساوة القلب،فمنها:

ص: 74


1- مجمع البيان:238/9.
2- -تحف العقول:296،و لفظ الحديث:عن الباقر عليه السلام:«...و ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب».

1-ترك ذكر اللّه جلّ شأنه.

2-أكل الطعام المحرم.

3-مجالسة أهل الدنيا،و كثرة زيارتهم.

4-الأكل على الشبع.

5-كثرة الضحك.

6-كثرة التفكير بالأكل و الشرب.

7-كثرة الحديث فيما لا ينفع في الآخرة.

8-طول الأمل.

9-عدم أداء الصلاة في أوّل الوقت.

10-مجالسة و مصاحبة أهل المعاصي و الفسق.

11-الإستماع للكلام غير النافع في الآخرة.

12-الذهاب إلى الصيد للهو و اللعب.

13-تولّي الرئاسة في أمور الدنيا.

14-الذهاب إلى المواطن الدنيئة المخجلة.

15-كثرة مجالسة النساء.

16-كثرة أموال الدنيا.

17-ترك التوبة.

18-الإستماع إلى الموسيقى.

19-شرب مسكر و كل شراب حرام.

20-ترك مجالس أهل العلم.

أي ترك الحضور في المجالس التي ترقّق و تنقي القلب و الحاوية على ذكر أحكام الدين،و أحاديث و مواعظ الأئمة الطاهرين،و شؤون صاحب الزمان عليه السلام،و آيات القرآن الكريم،و خصوصا إذا كان المتحدّث

ص: 75

مطابق عمله قوله بما يجعل لقوله تأثير خاص في قلب المستمع،فقد ورد عن الرضا عليه السلام أنه قال:

«من جلس مجلسا يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب». (1)

و الخلاصة:رقّقوا قلوبكم من قساوة القلب على حذر،فأخشى أن يصل الأمر بحيث لا تؤثر الموعظة بعده في القلوب و يحرم من رحمة اللّه جل شأنه.

الثامن و الأربعون:الاتّفاق و الاجتماع على نصرة صاحب الزمان

عليه السلام:

أي تتّفق قلوب المؤمنين مع بعضها و تتعاهد لنصرته عليه السلام و الوفاء بعهده،و قد ورد في التوقيع الشريف عن الناحية المقدسة إلى الشيخ المفيد (رحمه اللّه تعالى)و هو آخر توقيع أورده الشيخ الجليل أحمد بن أبي طالب الطبرسي(رحمه اللّه)في كتاب(الاحتجاج)،و جاء فيه:«و لو أنّ أشياعنا وفّقهم اللّه لطاعته على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخّر عنهم اليمن بلقائنا،و لتعجّلت لهم السعادة بمشاهدتنا». (2)

التاسع و الأربعون:الاهتمام في أداء الحقوق المالية المتعلّقة بذمتهم من

قبيل الزكاة و الخمس و سهم الإمام عليه السلام.

و هذا الأمر واجب في كل زمان،إلاّ أنّ له أثرا خاصا في زمان غيبة الإمام عليه السلام فاهتم به و جاءت التوصية و الأمر به،فيقول الإمام عليه السّلام في نفس ذلك التوقيع:

«و نحن نعهد إليك...إنّه من اتّقى ربّه من إخوانك في الدين،و أخرج ممّا عليه إلى مستحقّيه كان آمنا من الفتنة

ص: 76


1- أمالي الصدوق:/68المجلس 17 ح 4،و عنه في البحار:278/44 ح 1.
2- الاحتجاج:325/2.

المبطلة،و محنها المظلمة المضلّة، و من بخل منهم بما أعاره اللّه من نعمته على من أمره بصلته فإنّه يكون خاسرا بذلك لأولاه و آخرته». (1)

تنبيه:و اعلم أن من جملة الحقوق المالية المترتّبة على الشخص أن يوصل في كل سنة مبلغا من المال إلى إمام زمانه عليه السلام،و هذا غير سهم الإمام الواجب،لأنّ سهم الإمام مفروض في أشياء خاصة في ظروف خاصة ورد ذكرها في الكتب الفقهية،و هذا الأمر أي إهداء مبلغ من المال سنويا للإمام عليه السلام ليس له شرط خاص،بل هو تكليف على الجميع سواء كان الشخص فقيرا أو غنيا،ففي كل الأحوال يجب أن يخرج مقدارا من ماله سنويا و يقدّمه هدية لإمام زمانه عليه السلام.

و قد روي في(البحار)و في(البرهان)عن المفضل أنّه قال:

دخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام يوما و معي شيء،فوضعته بين يديه فقال:ما هذا؟فقلت:هذه صلة مواليك و عبيدك.قال:فقال عليه السلام لي:يا مفضل،إنّي لأقبل ذلك و ما أقبل من حاجة بي إليه،و ما أقبله إلاّ ليزكوا به،ثم قال:سمعت أبي يقول:من مضت له سنة لم يصلنا من ماله،قل أو كثر،لم ينظر اللّه إليه يوم القيامة إلاّ أن يعفو اللّه عنه.

ثم قال:يا مفضل إنّها فريضة فرضها اللّه تعالى على شيعتنا في كتابه إذ يقول: لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتّى تُنْفِقُوا مِمّا تُحِبُّونَ.(2)

و في حديث آخر عنه عليه السلام في تفسير الآية الشريفة: وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ

ص: 77


1- -البحار:216/96،و البرهان:297/1،و الآية من سورة آل عمران:92.
2- البحار:216/96،و البرهان:297/1،و الآية من سورة آل عمران:92.

ما أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ إلى أن قال:

«هو صلة الإمام في كل سنة ممّا قلّ أو كثر،ثم قال عليه السلام:و ما أريد بذلك إلاّ تزكيتكم». (1)

و في حديث آخر عنه عليه السلام أنه قال:

«لا تدعوا صلة آل محمد صلوات اللّه عليهم أجمعين من أموالكم،من كان غنيا فعلى قدر غناه،و من كان فقيرا فعلى قدر فقره،و من أراد أن يقضي اللّه الحوائج إليه فليصل آل محمد صلوات اللّه عليهم أجمعين و شيعتهم بأحوج ما يكون إليه من ماله». (2)

و في(الفقيه)عن الإمام الصادق عليه السلام أيضا أنه قال:

«درهم يوصل به الإمام أفضل من ألف ألف درهم في غيره في سبيل اللّه». (3)

أقول:و من الرؤيا الصادقة أني رأيت في ليلة في عالم الرؤيا شخصا جليلا قال:المؤمن الذي يخرج شيئا من ماله صلة لإمامه في زمان غيبته ثوابه ألف مرة و مرة مقابل الذي يقدم ذلك إلى إمامه في زمان ظهوره و حضوره.

و سيأتي في الوظيفة الحادية و الخمسين حديثا يؤيد ذلك.

و لا يخفى أن في هذا الزمان الّذي كان إمامنا عليه السلام غائبا يجب أن يصرف ذلك المال الذي يقدّمه المؤمن هدية له عليه السّلام في ما يرضاه،كأن يصرف في طبع الكتب المتعلّقة به عليه السلام،أو في المجالس التي تذكر فيها فضائله و أخلاقه،أو يعطى إلى أحبائه بعنوان هدية عنه عليه السلام،

ص: 78


1- -البحار:216/96 ح 5،و البرهان:289/2،و الآية من سورة الرعد:21.
2- البحار:216/96 ح 6.
3- -الفقيه:72/2.

و هكذا مع تقديم الأهمّ فالأهمّ،و اللّه العالم.

و من جملة الحقوق المالية صلة الرحم،و مساعدة الجار حتى في إعارتهم لوازم المنزل مثلا كالأواني و المصابيح و غيرها،و إن احتاجوا إلى أمور زهيدة الثمن كالملح و التوابل و نحوها فتهدى إليهم.

الخمسون:المرابطة.

و اعلم أنّ المرابطة على قسمين:

الأول:ما ذكره الفقهاء في كتاب الجهاد،و هو أن يقيم المؤمن في ثغر من الثغور و يربط دابّته قريبا من بلاد الكفار لأجل أن يخبر المسلمين إن أراد الكفار الهجوم عليهم،أو يدافع عن المسلمين في حال تعرّضهم لاعتداءات الكفرة إن لزم الأمر،و هذا العمل سواء كان في زمان حضور الإمام عليه السلام أو في غيبته مستحبّ مؤكّد،كما ذكر ذلك العلامة رحمه اللّه في(الإرشاد)،و الشهيد رحمه اللّه في(الروضة)،و قد روى عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله أنه قال:

«كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل اللّه،فإنّه ينمو له عمله إلى يوم القيامة و يؤمن من فتّان القبر». (1)

و في حديث آخر ورد في(الجواهر)عن(المنتهى)أنّه صلى اللّه عليه و آله قال:

«رباط الخيل ليلة في سبيل اللّه خير من صيام شهر و قيامه». (2)

و لهذا القسم من المرابطة شرطان:

1-أن يكون الوقوف في منطقة حدودية لحفظ بلاد الإسلام و شرع خير الأنام صلى اللّه عليه و آله من اعتداءات الأجانب،و لذلك قالوا:إن لم

ص: 79


1- المنتهى:902/2.
2- -جواهر الكلام:مجلد الحج و الجهاد ص 555،و المنتهى:902/2.

يستطع الرجل البقاء في ذلك المكان فعليه أن يجعل فيه شخصا آخر نيابة عنه.

2-أن يكون أقلّ زمان المرابطة هناك ثلاثة أيام كما ذكر ذلك في (الإرشاد)و غيره،و أكثره أربعون يوما،فإن بقي أكثر من أربعين يوما فانّه يحسب من المجاهدين و له ثواب المجاهد في سبيل اللّه.

الثاني:المرابطة بأن يعدّ المؤمن فرسه و سيفه تهيؤا و استعدادا لظهور الإمام عليه السلام لنصرته،و هذا القسم من المرابطة ليس له زمان أو مكان معين،و قد ورد في(روضة الكافي)عن أبي عبد اللّه الجعفي أنّه قال:

«قال لي أبو جعفر بن علي عليه السلام:كم الرباط عندكم؟قلت:أربعون، قال عليه السلام:لكن رباطنا رباط الدهر،و من ارتبط فينا دابّة كان له وزنها و وزن وزنها ما كانت عنده،و من ارتبط فينا سلاحا كان له وزنه ما كان عنده،لا تجزعوا من مرّة و لا من مرّتين و لا من ثلاث و لا من أربع،فانّما مثلنا و مثلكم مثل نبي كان في بني إسرائيل،فأوحى اللّه عز و جل إليه أن ادع قومك للقتال فانّي سأنصرك،فجمعهم من رؤوس الجبال،و من غير ذلك،ثم توجّه بهم فما ضربوا بسيف و لا طعنوا برمح حتى انهزموا،ثم أوحى اللّه إليه أن ادع قومك إلى القتال فاني سأنصرك،فدعاهم فقالوا:

و عدتنا النصر فما نصرنا،فأوحى اللّه تعالى إليه:إما أن يختاروا القتال أو النار،فقال:يا ربّ،القتال أحبّ إليّ من النار.

فدعاهم،فأجابه منهم ثلاثمائة و ثلاثة عشر عدّة أهل بدر،فتوجه بهم، فما ضربوا بسيف و لا طعنوا برمح حتى فتح اللّه لهم عز و جل لهم». (1)

ص: 80


1- روضة الكافي:ص 381.

و قال المجلسي رحمه اللّه في شرح قوله:رباطنا رباط الدهر:أي يجب على الشيعة أن يربطوا أنفسهم على طاعة إمام الحقّ و انتظار فرجه و يتهيّؤوا لنصرته.

و قال رحمه اللّه في شرح قوله عليه السلام:كان له وزنها...الخ،أي:كان له ثواب التصدّق بضعفي وزنها ذهبا و فضّة كلّ يوم...أو من الثواب مثلي وزن الدابّة، (1)(و اللّه تعالى هو العالم).

و قد وردت أخبار أخرى في هذا الخصوص،و قد ذكرتها في كتاب (مكيال المكارم)في آخر الجزء الثاني منه.

الحادي و الخمسون:الإهتمام في اكتساب الصفات الحميدة و الأخلاق الكريمة،و...

الحادي و الخمسون:الإهتمام في اكتساب الصفات الحميدة و الأخلاق الكريمة،و أداء الطاعات و العبادات الشرعية،و اجتناب المعاصي و الذنوب التي نهي عنها في الشرع المقدّس،لأنّ مراعاة هذه الأمور في زمان غيبة الإمام أعسر من مراعاتها في زمان ظهوره عليه السلام بلحاظ ازدياد الفتن و لكثرة الملحدين و المشكّكين و المتصدّين لإضلال المؤمنين.

و لهذا ورد في الحديث النبوي الشريف أنّه قال لأمير المؤمنين عليه السلام:

«يا علي،و اعلم أن أعجب الناس إيمانا و أعظمهم يقينا قوم يكونون في آخر الزمان لم يلحقوا النبي و حجب عنهم،فآمنوا بسواد على بياض». (2)

و روي في(البحار)عن الصادق عليه السلام أنّه قال:

«من سرّه أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر،و ليعمل بالورع و محاسن الأخلاق

ص: 81


1- -مكيال المكارم:397/2.
2- كمال الدين:288/1 ح 8.

و هو منتظر،فإن مات و قام القائم عليه السلام بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه». (1)

و روي في(الكافي)عنه عليه السلام أنّه قال:

«و من صلّى منكم صلاة فريضة وحده مستترا بها من عدوّه في وقتها فأتمّها كتب اللّه عزّ و جل بها له خمسا و عشرين صلاة فريضة وحدانية، و من صلّى منكم صلاة نافلة لوقتها فأتمّها كتب اللّه له بها عشر صلوات نوافل،و من عمل منكم حسنة كتب اللّه عز و جل له بها عشرين حسنة، و يضاعف اللّه عزّ و جل حسنات المؤمن منكم إذا أحسن أعماله و دان بالتقية على دينه و إمامه و نفسه و أمسك من لسانه أضعافا مضاعفة،إنّ اللّه عز و جل كريم». (2)

و إن قلت:إنّ في زماننا هذا حيث إمامنا غائب كيف يجب أن نحفظه بالتقية؟!

أقول:كثيرا ما يحصل في المواقع التي تجب فيها التقية فلا تراعى أن يظهر الأعداء سوء الأدب نحوه عليه السلام فيذكرونه بكلام بذيء فيقولون ما يجب أن لا يقولوه،فيكون المخالف للتقية هذا سببا في عدم حفظ الإمام عليه السلام،كما قال اللّه جلّ شأنه في القرآن المجيد:

وَ لا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّوا اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ. (3)

و الأخبار في هذا الباب كثيرة جدا.

الثاني و الخمسون:قراءة دعاء الندبة المتعلّق به عليه السلام

الثاني و الخمسون:قراءة دعاء الندبة المتعلّق به عليه السلام في يوم الجمعة، و عيد الغدير،و عيد الفطر،و عيد الأضحى،بتوجّه و خشوع.

ص: 82


1- -البحار:140/52.
2- -الكافي:333/1.
3- سورة الأنعام:108.

كما ورد في(زاد المعاد). (1)

الثالث و الخمسون:اعتبار أنفسنا ضيوفا عنده عليه السلام في أيام الجمعة المخصّصة له عليه السلام

الثالث و الخمسون:اعتبار أنفسنا ضيوفا عنده عليه السلام في أيام الجمعة المخصّصة له عليه السلام فنزوره بهذه الزيارة التي ذكرها السيد ابن طاووس رحمه اللّه في كتاب(جمال الأسبوع):

السّلام عليك يا حجّة اللّه في أرضه،السّلام عليك يا عين اللّه في خلقه،السّلام عليك يا نور اللّه الّذي يهتدي به المهتدون و يفرّج به عن المؤمنين،السّلام عليك أيّها المهذّب الخائف السّلام عليك أيّها الوليّ النّاصح،السّلام عليك يا سفينة النّجاة السّلام عليك يا عين الحياة.

السّلام عليك صلّى اللّه عليك و على آل بيتك الطّيّبين الطّاهرين.

السّلام عليك عجّل اللّه لك ما وعدك من النّصر و ظهور الأمر.

السّلام عليك يا مولاي أنا مولاك عارف بأولاك و أخراك.

أتقرّب إلى اللّه تعالى بك و بآل بيتك و أنتظر ظهورك و ظهور الحقّ على يديك،و أسأل اللّه أن يصلّي على محمّد و آل محمّد و أن يجعلني من المنتظرين لك و التّابعين و النّاصرين لك على أعدائك و المستشهدين بين يديك في جملة أوليائك.

يا مولاي يا صاحب الزّمان صلوات اللّه عليك و على آل بيتك هذا يوم الجمعة و هو يومك المتوقّع فيه ظهورك و الفرج فيه للمؤمنين على يديك و قتل الكافرين بسيفك و أنا يا مولاي فيه ضيفك و جارك و أنت يا مولاي كريم من أولاد الكرام و مأمور بالضّيافة و الإجارة فأضفني و أجرني صلوات اللّه عليك و على أهل بيتك الطّاهرين. (2)

الرابع و الخمسون:دعاء في زمان غيبة الإمام عليه السلام

الرابع و الخمسون:روي في(كمال الدين)و(جمال الأسبوع)

ص: 83


1- -زاد المعاد:438.
2- جمال الأسبوع:37.

بأسانيد صحيحة و معتبرة عن الشيخ الثقة الجليل القدر عثمان بن سعيد العمري أنّه أمر بقراءة هذا الدعاء و قال:يجب على الشيعة أن يقرأوا هذا الدعاء في زمان غيبة الإمام عليه السلام.

أقول:إنّ هذا الشيخ الجليل كان النائب الأول من النوّاب الأربعة في عصر الغيبة الصغرى،فإنّ كلّ ما يأمر به صادر عن صاحب الأمر روحي له الفداء و على هذا فكلما ملكت حسن التوجه فاقرأ هذا الدعاء الشريف و لا تقصّر في ذلك و خصوصا بعد صلاة العصر من يوم الجمعة،فقد قال السيد الجليل علي بن طاووس في كتاب(جمال الأسبوع):

إن كان لك عذر عن جميع ما ذكرناه من تعقيب العصر يوم الجمعة، فاياك أن تهمل الدعاء به فاننا عرفنا ذلك من فضل اللّه جل جلاله الذي خصّنا به،فاعتمد عليه.

و يفهم من هذا العبارة أن أمرا بهذا الشأن صدر من حضرة صاحب الأمر عجل اللّه تعالى فرجه إلى السيد رحمه اللّه و هذا غير بعيد عن مقام السيد.

و هذا الدعاء هو:

اللّهمّ عرّفني نفسك فإنّك إن لم تعرّفني نفسك لم أعرف رسولك.

اللّهمّ عرّفني رسولك فإنّك إن لم تعرّفني رسولك لم أعرف حجّتك.

اللّهمّ عرّفني حجّتك فإنّك إن لم تعرّفني حجّتك ضللت عن ديني.

اللّهمّ لا تمتني ميتة جاهليّة و لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني.

ص: 84

اللّهمّ فكما هديتني لولاية من فرضت عليّ طاعته من ولاية ولاة أمرك بعد رسولك صلواتك عليه و آله حتّى واليت ولاة أمرك أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب و الحسن و الحسين و عليّا و محمّدا و جعفرا و موسى و عليّا و محمّدا و عليّا و الحسن و الحجّة القائم المهديّ صلواتك عليهم أجمعين.

اللّهمّ فثبّتني على دينك و استعملني بطاعتك و ليّن قلبي لوليّ أمرك و عافني ممّا امتحنت به خلقك و ثبّتني على طاعة وليّ أمرك الّذي سترته عن خلقك و بإذنك غاب عن بريّتك و أمرك ينتظر و أنت العالم غير المعلّم بالوقت الّذي فيه صلاح أمر وليّك في الإذن له بإظهار أمره و كشف ستره فصبّرني على ذلك حتّى لا أحبّ تعجيل ما أخّرت و لا تأخير ما عجّلت و لا كشف ما سترت و لا البحث عمّا كتمت و لا أنازعك في تدبيرك و لا أقول لم و كيف و ما بال وليّ الأمر لا يظهر و قد امتلأت الأرض من الجور و أفوّض أموري كلّها إليك.

اللّهمّ إنّي أسألك أن تريني وليّ أمرك ظاهرا نافذ الأمر مع علمي بأنّ لك السّلطان و القدرة و البرهان و الحجّة و المشيّة و الحول و القوّة فافعل ذلك بي و بجميع المؤمنين حتّى ننظر إلى وليّ أمرك صلواتك عليه ظاهر المقالة واضح الدّلالة هاديا من الضّلالة شافيا من الجهالة أبرز يا ربّ مشاهدته و ثبّت قواعده و اجعلنا ممّن تقرّ عينه برؤيته و أقمنا بخدمته و توفّنا على ملّته و احشرنا في زمرته.

اللّهمّ أعذه من شرّ جميع ما خلقت و ذرأت و برأت و أنشأت و صوّرت و احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله(و من فوقه و من تحته)بحفظك الّذي لا يضيع من حفظته به و احفظ فيه رسولك و وصيّ رسولك عليه و آله السّلام.

ص: 85

اللّهمّ و مدّ في عمره و زد في أجله و أعنه على ما ولّيته و استرعيته و زد في كرامتك له فإنّه الهادي المهديّ و القائم المهتدي و الطّاهر التّقيّ الزّكيّ النّقيّ الرّضيّ المرضيّ الصّابر الشّكور المجتهد.

اللّهمّ و لا تسلبنا اليقين لطول الأمد في غيبته و انقطاع خبره عنّا و لا تنسنا ذكره و انتظاره و الإيمان به و قوّة اليقين في ظهوره و الدّعاء له و الصّلاة عليه حتّى لا يقنّطنا طول غيبته من قيامه و يكون يقيننا في ذلك كيقيننا في قيام رسولك صلواتك عليه و آله و ما جاء به من وحيك و تنزيلك فقوّ قلوبنا على الإيمان به حتّى تسلك بنا على يديه منهاج الهدى و المحجّة العظمى و الطّريقة الوسطى و قوّنا على طاعته و ثبّتنا على متابعته (مشايعته)و اجعلنا في حزبه و أعوانه و أنصاره و الرّاضين بفعله و لا تسلبنا ذلك في حياتنا و لا عند وفاتنا حتّى تتوفّانا و نحن على ذلك لا شاكّين و لا ناكثين و لا مرتابين و لا مكذّبين.

اللّهمّ عجّل فرجه و أيّده بالنّصر و انصر ناصريه و اخذل خاذليه و دمدم على من نصب له و كذّب به و أظهر به الحقّ و أمت به الجور و استنقذ به عبادك المؤمنين من الذّل و انعش به البلاد و اقتل به جبابرة الكفر و اقصم به رؤوس الضّلالة و ذلّل به الجبّارين و الكافرين و أبر به المنافقين و النّاكثين و جميع المخالفين و الملحدين في مشارق الأرض و مغاربها و برّها و بحرها و سهلها و جبلها حتّى لا تدع منهم ديّارا و لا تبقي لهم آثارا طهّر منهم بلادك و اشف منهم صدور عبادك و جدّد به ما امتحى من دينك و أصلح به ما بدّل من حكمك و غيّر من سنّتك حتّى يعود دينك به و على يديه غضّا جديدا صحيحا لا عوج فيه و لا بدعة معه حتّى

ص: 86

تطفئ بعدله نيران الكافرين فإنّه عبدك الّذي استخلصته لنفسك و ارتضيته لنصر دينك و اصطفيته بعلمك و عصمته من الذّنوب و برّأته من العيوب و أطلعته على الغيوب و أنعمت عليه و طهّرته من الرّجس و نقّيته من الدّنس.

اللّهمّ فصلّ عليه و على آبائه الأئمّة الطّاهرين و على شيعته المنتجبين و بلّغهم من آمالهم ما يأملون و اجعل ذلك منّا خالصا من كلّ شكّ و شبهة و رياء و سمعة حتّى لا نريد به غيرك و لا نطلب به إلاّ وجهك.

اللّهمّ إنّا نشكو إليك فقد نبيّنا و غيبة إمامنا(وليّنا)و شدّة الزّمان علينا و وقوع الفتن بنا و تظاهر الأعداء علينا و كثرة عدوّنا و قلّة عددنا.

اللّهمّ ففرج(فافرج)ذلك عنّا بفتح منك تعجّله و نصر منك تعزّه و إمام عدل تظهره إله الحقّ آمين.

اللّهمّ إنّا نسألك أن تأذن لوليّك في إظهار عدلك في عبادك و قتل أعدائك في بلادك حتّى لا تدع للجور يا ربّ دعامة إلاّ قصمتها و لا بقيّة إلاّ أفنيتها و لا قوّة إلاّ أوهنتها و لا ركنا إلاّ هدمته و لا حدّا إلاّ فللته و لا سلاحا إلاّ أكللته و لا راية إلاّ نكّستها و لا شجاعا إلاّ قتلته و لا جيشا إلاّ خذلته و ارمهم يا ربّ بحجرك الدّامغ و اضربهم بسيفك القاطع و بأسك الّذي لا تردّه عن القوم المجرمين و عذّب أعداءك و أعداء وليّك و أعداء رسولك صلواتك عليه و آله بيد وليّك و أيدي عبادك المؤمنين.

اللّهمّ اكف وليّك و حجّتك في أرضك هول عدوّه و كيد من كاده

ص: 87

و امكر بمن مكر به و اجعل دائرة السّوء على من أراد به سوءا و اقطع عنه مادّتهم و أرعب له قلوبهم و زلزل أقدامهم و خذهم جهرة و بغتة و شدّد عليهم عذابك و أخزهم في عبادك و العنهم في بلادك و أسكنهم أسفل نارك و أحط بهم أشدّ عذابك و أصلهم نارا و احش قبور موتاهم نارا و أصلهم حرّ نارك فإنّهم أضاعوا الصّلاة و اتّبعوا الشّهوات و أضلّوا عبادك و أخربوا بلادك.

اللّهمّ و أحي بوليّك القرآن و أرنا نوره سرمدا لا ليل فيه و أحي به القلوب الميّتة و اشف به الصّدور الوغرة (1)و اجمع به الأهواء المختلفة على الحق و أقم به الحدود المعطّلة و الأحكام المهملة حتّى لا يبقى حقّ إلاّ ظهر و لا عدل إلاّ زهر و اجعلنا يا ربّ من أعوانه و مقوّية سلطانه و المؤتمرين لأمره و الرّاضين بفعله و المسلّمين لأحكامه و ممّن لا حاجة به إلى التّقيّة من خلقك.

و أنت يا ربّ الّذي تكشف الضّرّ و تجيب المضطرّ إذا دعاك و تنجي من الكرب العظيم فاكشف الضّرّ عن وليّك و اجعله خليفة في أرضك كما ضمنت له.

اللّهمّ لا تجعلني من خصماء آل محمّد عليهم السّلام و لا تجعلني من أعداء آل محمّد عليهم السّلام و لا تجعلني من أهل الحنق و الغيظ على آل محمّد عليهم السّلام فإنّي أعوذ بك من ذلك فأعذني و أستجير بك فأجرني.

اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعلني بهم فائزا عندك في الدّنيا و الآخرة و من المقرّبين آمين ربّ العالمين. (2)

ص: 88


1- أي يا إلهي اشف بظهور حضرة صاحب الأمر عليه السلام صدور المؤمنين التي تقطعت على فراقه.
2- جمال الأسبوع:522،كمال الدين:512،ح 43.

فصل في معرفة صفات و خصوصيات صاحب الأمر المتعلقة عجل اللّه تعالى فرجه

ص: 89

ص: 90

و اعلم أنّ معرفة صفات و خصوصيات حضرة صاحب الأمر عجل اللّه تعالى فرجه من الأمور التي يجب بحسب الأدلّة العقلية و النقلية تحصيلها في هذا الزمان،و لا يسع المجال ذكرها بالتفصيل في هذا المختصر،فسأقتصر هنا على ذكر عشرين منها باختصار،مستنبطا ذلك من الكتب المعتبرة، مثل(الكافي)و(كمال الدين)و(المحجة)و(البحار)و(النجم الثاقب) ليكون واضحا لكل واحد أمر صاحب الزمان عليه السلام و هي:

الأوّل: أنّ خروج صاحب الأمر و قيامه عجل اللّه تعالى فرجه للجهاد سيكون من(مكة المعظمة)،و ذلك الظهور علنيّ حتى يطّلع عليه كلّ أحد. (1)

الثاني: يقترن ظهوره عليه السلام بمناد ينادي من السماء باسمه الشريف و اسم أبيه و أجداده إلى اسم سيّد الشهداء عليه السلام بشكل يسمعه كل الخلائق كلّ بلسانه،و يستيقظ لقوّته و هيبته كل نائم،و يقعد كل قائم،و يقوم كل قاعد،و ذلك نداء جبرئيل عليه السلام. (2)

الثالث: تظلّله غمامة بيضاء أينما اتّجه سلام اللّه عليه،و يخرج صوت منها يقول:(هذا هو المهدي خليفة اللّه فاتّبعوه)،و هذه الرواية أوردها علماء السنّة أيضا. (3)

الرابع: أن الناس يستغنون ببركة نور جماله الذي يملأ العالم عن نور الشمس و القمر. (4)

ص: 91


1- البحار:223/52.
2- -غيبة النعماني:253،ب 14،ح 13.
3- بيان الشافعي:/511ب 15.
4- -دلائل الإمامة:241.

الخامس: يخرج معه عليه السلام الحجر الذي كان مع موسى عليه السلام و ضربه بعصاه فنبعت منه اثنتا عشرة عينا،فينادي مناديه عليه السلام عند ما يريد التحرّك بأصحابه من مكة:ألا لا يحملنّ رجل منكم طعاما و لا شرابا و لا علفا،فيحمل الحجر على البعير فلا ينزل منزلا إلاّ نصبه فتنبع منه عيون، فمن كان جائعا شبع،و من كان ظمآنا روي،و يسقون و يطعمون دوابّهم منه. (1)

السادس: يخرج معه عليه السلام عصا موسى عليه السلام فيخيف بها الأعداء و تبتلع خيولهم،و كل عمل كان يقوم به موسى عليه السلام بعصاه يقوم به صاحب الأمر عجل اللّه تعالى فرجه الشريف. (2)

السابع: في صباح الليلة التي يظهر فيها عليه السلام في مكة يستيقظ المؤمن أينما كان من الأرض فيجد تحت رأسه ورقة مكتوب فيها(طاعة معروفة). (3)

الثامن: يراه المؤمنون و هم بعيدون عنه في بقاع الأرض و هو في مكانه كأنّه عندهم. (4)

التاسع: ترتفع في ظهوره كلّ علّة و مرض في المؤمنين و المؤمنات،فلا يبقى منهم أحد مريضا في كل العالم. (5)

العاشر: يغني فقراء المؤمنين في زمانه فلا يبقى فقير في جميع أنحاء الأرض،و تؤدّي ديون كلّ الشيعة. (6)

الحادي عشر: يصبح جميع المؤمنين و المؤمنات عالمين بأحكام دينهم فلا يحتاج أحد لآخر في هذا الأمر. (7)

الثاني عشر: تطول الأعمار حتى يرى الرجل منهم ألف ولد من ذريّته، و في رواية:أنهم كلما كبروا،كبرت معهم ملابسهم و تنصبغ باللون الذي يريدون. (8)

ص: 92


1- -الكافي:231/1،ح 3.
2- -الكافي:231/1،ح 1.
3- كمال الدين:654/2،ب 57،ح 22.
4- -الكافي للكليني:57/4،ح 329.
5- -الخرائج و الجرائح:839/2،ح 54.
6- -راجع مسند أحمد:37/3.
7- -غيبة النعماني:238،ب 13،ح 30.
8- -دلائل الإمامة:241.

الثالث عشر: ينتشر الأمن في الطرق و جميع البلاد. (1)

الرابع عشر: اتّفقت روايات الشيعة و السنّة على انتشار العدل في الأرض في زمانه عليه السلام فلا يظلم أحد أحدا. (2)

الخامس عشر: أنّه يحكم بعلم الباطن،و يقتل كلّ الكفّار و المنافقين حتى لو تظاهروا أنّهم من أصحابه،و ينشر دين الإسلام في كلّ الأرض فلا تقبل بعد ذلك الجزية،و يقتل مانع الزكاة. (3)

السادس عشر: ينتصر عليه السلام على كلّ الملوك و تتّسع دولته فتشمل كلّ الأرض. (4)

السابع عشر: تتآلف الحيوانات فيما بينها حتى المتوحّشة منها. (5)

الثامن عشر: لو كان الكافر أو المشرك في بطن صخرة لقالت الصخرة:يا مؤمن في بطني كافر،أو مشرك فاقتله،فيقتله. (6)

التاسع عشر: قد ورد في بعض الروايات أنّ جيش السفياني يبلغ ثلاث مائة ألف رجل يرسلهم من المدينة إلى مكّة لقتل الإمام عليه السلام في ابتداء الظهور المبارك،فعند ما يكونون في الصحراء الفاصلة بين مكة و المدينة ينادي جبرئيل عليه السلام أن يا أيتها الأرض اخسفي بهم،فتخسف بهم بأجمعهم فلا يبقى منهم سوى رجلين أو ثلاثة. (7)

العشرون: إحياء جماعة كثيرة من المخالفين بإعجازه عليه السلام لينتقم منهم. (8)

و لقد ذكرت الروايات المتعلّقة بهذه الأمور في كتاب(مكيال المكارم).

ص: 93


1- كتاب الفتن لابن حماد:286.
2- -كمال الدين:ج 525/2،ب 47،ح 1.
3- -تفسير العياشي:ج 56/2،ح 49.
4- -غيبة النعماني:319،باب 21،ح 8.
5- -مختصر بصائر الدرجات:201،الاحتجاج:290/2.
6- -تفسير فرات:481،ح 627.
7- جامع البيان للطبري:17/15.
8- -إثباة الهداة:569/3،ب 32،ح 681.

في دعاء العهد المعروف

و ورد في كتاب(زاد المعاد)و غيرها عن الصادق عليه السلام أن من يقرأ دعاء العهد أربعين صباحا سيكون من أنصار القائم عليه السلام،و إن مات قبل الظهور أخرجه اللّه جلّ شأنه من قبره لنصرته،و أنّ اللّه تعالى يكتب له بقراءة كل كلمة ألف حسنة و يغفر له ألف سيئة،و هذا هو الدعاء:

اللّهمّ ربّ النّور العظيم و ربّ الكرسيّ الرّفيع و ربّ البحر المسجور و منزل التّوراة و الإنجيل و الزّبور و ربّ الظّلّ و الحرور و منزل القرآن (الفرقان)العظيم و ربّ الملائكة المقرّبين و الأنبياء(و)المرسلين.

اللّهمّ إنّي أسألك بوجهك(باسمك)الكريم و بنور وجهك المنير و ملكك القديم يا حيّ يا قيّوم أسألك باسمك الّذي أشرقت به السّماوات و الأرضون و باسمك الّذي يصلح به الأوّلون و الآخرون يا حيّا قبل كلّ حيّ و يا حيّا بعد كلّ حيّ و يا حيّا حين لا حي يا محيي الموتى و مميت الأحياء يا حيّ لا إله إلاّ أنت.

اللّهمّ بلّغ مولانا الإمام الهادي المهديّ القائم بأمرك صلوات اللّه عليه و على آبائه الطّاهرين عن جميع المؤمنين و المؤمنات في مشارق الأرض و مغاربها سهلها و جبلها و برّها و بحرها و عنّي و عن والديّ من الصّلوات زنة عرش اللّه و مداد كلماته و ما أحصاه علمه(كتابه)و أحاط به كتابه (علمه).

اللّهمّ إنّي أجدّد له في صبيحة يومي هذا و ما عشت من أيّامي عهدا و عقدا و بيعة له في عنقي لا أحول عنها و لا أزول أبدا.

اللّهمّ اجعلني من أنصاره و أعوانه و الذّابّين عنه و المسارعين إليه في

ص: 94

قضاء حوائجه(و الممتثلين لأوامره)و المحامين عنه و السّابقين إلى إرادته و المستشهدين بين يديه.

اللّهمّ إن حال بيني و بينه الموت الّذي جعلته على عبادك حتما مقضيّا فأخرجني من قبري مؤتزرا كفني شاهرا سيفي مجرّدا قناتي ملبّيا دعوة الدّاعي في الحاضر و البادي اللّهمّ أرني الطّلعة الرّشيدة و الغرّة الحميدة و اكحل ناظري بنظرة منّي إليه و عجّل فرجه و سهّل مخرجه و أوسع منهجه و اسلك بي محجّته و أنفذ أمره و اشدد أزره و اعمر اللّهمّ به بلادك و أحي به عبادك فإنّك قلت و قولك الحقّ ظهر الفساد في البرّ و البحر بما كسبت أيدي النّاس.

فأظهر اللّهمّ لنا وليّك و ابن بنت نبيّك المسمّى باسم رسولك حتّى لا يظفر بشيء من الباطل إلاّ مزّقه و يحقّ الحقّ و يحقّقه.

و اجعله اللّهمّ مفزعا لمظلوم عبادك و ناصرا لمن لا يجد له ناصرا غيرك و مجدّدا لما عطّل من أحكام كتابك و مشيّدا لما ورد من أعلام دينك و سنن نبيّك صلّى اللّه عليه و آله و اجعله اللّهمّ ممّن حصّنته من بأس المعتدين.

اللّهمّ و سرّ نبيّك محمّدا صلّى اللّه عليه و آله برؤيته و من تبعه على دعوته و ارحم استكانتنا بعده.

اللّهمّ اكشف هذه الغمّة عن هذه الأمّة بحضوره و عجّل لنا ظهوره إنّهم يرونه بعيدا و نراه قريبا برحمتك يا أرحم الرّاحمين.

فتضرب ثلاث مرّات يدك على فخذك اليمنى،و في كلّ مرّة تقول:

ص: 95

(العجل العجل يا مولاي يا صاحب الزّمان) (1)

و أخيرا ألتمس من القرّاء الكرام الدعاء،راجيا المولى جلّ شأنه أن يجعلني و إخواني في الدين من أنصار صاحب الزّمان عجّل اللّه تعالى فرجه.

ص: 96


1- زاد المعاد ص 223.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ
الزمر: 9

عنوان المکتب المرکزي
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.