معارف الصحيفة السجادية
علاء الحسّون
صفحه آرا: علی اکبری
نوبت چاپ: اول، 1393
محرر الرقمي: صديقة حسني
ص: 1
ص: 2
معارف الصحيفة السجادية
علاء الحسّون
ص: 3
معارف الصحيفة السجادية
علاء الحسّون
صفحه آرا: علی اکبری
نوبت چاپ: اول، 1393
ص: 4
المقدّمة...13
إحسان الله ...15
الإخلاص ...17
إرادة الله ومشيئته...18
الاستجارة بالله ...19
الاستخارة...20
الاستدراج ...20
الاستعاذة بالله...21
الاستعانة بالله ...31
الاستغاثة بالله ...36
الإسراف ...36
الإسلام والمسلمون ...36
أفعال الإنسان....38
الله عزّ وجل ...38
الأمل بالله ...47
ص: 5
الإنفاق...48
أهل البيت...48
أهل الثغور ...55
أوقات الفراغ ...63
الأولاد...64
الإيمان...66
برّ الوالدين...68
البركة ....73
البصيرة ...73
البلاء ...73
التبليغ ...80
التسديد الإلهي ...81
التعامل مع تقوى الله ....82
الآخرين....86
التكليف الإلهي....88
تهذيب النفس ...89
التوبة....90
التوحيد والشرك والإلحاد....116
التوسّل....116
التوفيق الإلهى....117
التوكّل على الله ...117
ص: 6
الثواب والعقاب ...118
الجار...126
الجنّة والنار ...128
الجهاد...130
الحجّة الالهية...131
الحسد...132
حسن العاقبة...133
حلم الله ...136
حمد الله ...139
حملة عرش الله ...147
خشية الله ...148
خلق الله الأشياء...149
خلقة الإنسان ...150
الدعاء ...153
الدنيا ....170
ذكر الله ...171
الذنوب ...173
الرجاء من الله...177
رحمة الله ...178
الرزق ...179
رسول الله...185
ص: 7
رضا الله ...190
الزهد ...192
ستر الله ....192
سلطان الله ...196
الشفاعة ...198
شكر الله ...199
شهر رمضان...202
الشهرة ...216
الشيطان ...217
الصحابة والتابعين ...227
الصحّة والسقم...229
الصدقة...232
صلاة الله على المؤمنين...232
الصلاة على محمّد وآل محمّد...234
طاعة الله ....238
طول الأمل...241
الظلم ...242
العافية ...246
عبادة الله ...248
العبرة ...250
العدل الإلهي....250
ص: 8
العدو ...252
عرفة ...256
العزّة ...257
العصمة الإلهية....258
عظمة الله ....259
العفو والغفران الإلهي ...260
علم الله ...266
عمر الإنسان...267
العمل....268
الغضب ...271
غضب الله...272
الغفلة ...272
غنى الله ...273
غنى وفقر الإنسان....275
الغيب ...279
الفضائل ...279
قدرة الله....281
القرآن ...283
القرب من الله...289
القرض....290
القضاء والقدر...290
ص: 9
القلب...293
القمر...295
قول الحقّ...297
قول الله...298
القيامة ...298
الكبر ...300
کرم الله ...300
الكيد والمكر الإلهي...302
اللسان....302
اللطف الإلهي ...303
الليل والنهار....304
المال....305
مالكية الله...307
محبّة الله ...308
مساعدة الآخرين ...308
المطر...309
المعاد ...313
معرفة الله...314
مكارم الأخلاق...315
الملائكة...316
مُلك الله ...323
ص: 10
الموت ...323
نصر الله...326
نعم الله ...326
النية...329
الهداية....330
الهم ...332
الهوى ...333
الورع ...333
وظائفنا...334
اليأس...334
اليقظة...335
اليقين ...335
اليوم الجديد....336
يوم الجمعة ويوم عيد عيد الأضحى...338
الفهرس التفصيلي ...340
ص: 11
ص: 12
الدعاء وسيلة نتوجّه بها إلى الله عزّوجل، وتمتاز أدعية أهل البيت عليهم السلام بأنّها إضافة إلى كونها أفضل وسيلة لطلب احتياجاتنا المعنوية والمادية من الله عزّوجل، فإنّها تنطوي على كنوز معرفية لا متناهية من المعارف الدينية؛ لأنّها أدعية نطق بها من آتاهم الله العلم، وأودع قلوبهم ينابيع الحكمة ، وأوضح بمكانهم معارف التنزيل، وأطلعهم على مكنون أمره، وجعلهم أمناءه على دينه وسرّه وغيبه، وأمناءه على ما أهبط من علم، فهم عيبة علم الله، وموضع سرّ الله، وتراجمة أمر الله، وباب حكمة ربّ العالمين.
وتحتّم علينا ضرورة توسيع نطاق انتفاعنا من أدعية أهل البيت عليهم السلام المبادرة إلى التأمّل والتدبّر فيها، واستخراج الكنوز المعرفية منها، والاستفادة منها من أجل تمتين بنيتنا العلمية والمعنوية، ومعرفة أفضل السبل التي تقرّبنا إلى الله عزّ وجل.
والأمر الذي يدعونا إلى المزيد من التأمّل والتدبّر في أدعية أهل البيت علیهم السلام، والاهتمام بجعلها مصدراً أساسياً من مصادر المعرفة أنّها ذات مضامين معرفية أعمق من المضامين الموجودة في أحاديثهم الشريفة؛ لأنّ الأئمة عليهم السلام كانوا
ص: 13
يكلّمون الناس على قدر عقولهم، وهذا ما يمنعهم من بيان الكثير من الحقائق عندما لا يجدون في مخاطبهم القدرة على الاستيعاب والفهم والإدراك لما يقولوه، ولكنّهم علیهم السلام في الدعاء لا يواجهون هذا المانع، ولا يجدون ما يدعوهم إلى التضييق في إبداء المعارف والحقائق.
ويعدّ هذا الكتاب خطوة متواضعة وبسيطة من أجل تبيين العلوم والمعارف الواردة في أدعية الصحيفة السجادية «زبور آل محمّد علیهم السلام» للإمام زين العابدين علي بن الحسين علیه السلام، وقد قمت بعرض هذه المعارف المقتبسة من أدعية هذه الصحيفة حسب المواضيع المرتبة وفق الحروف الألفبائية.
وفي الختام أسأل الله تعالى أن يوفّقنا للمزيد من الاهتمام بأحاديث أهل البيت علیهم السلام في مختلف الأصعدة العلمية، وأن يكون القول منّا في جميع الأقوال قول محمّد وآل محمّد علیهم السلام.
علاء الحسّون
مدينة قم المقدّسة 1430ه-
ص: 14
1 . إنّ الله أولى بالفضل والجود والعطاء والإحسان. (1)
2. خزائن الجود الإلهي لا تنقص ولا تقل أبداً، ومعادن إحسانه تعالى لا تزول ولا تفنى قط، والعطاء الإلهي هو العطاء الخالص من كلّ العطاء الخالص من كلّ كدر وشائبة. (2)
3. كثرة عطاء الله وتفضّله على عباده لا تنقصه تعالى شيئاً. (3)
4 . إنّ الله خير المحسنين وخير المتفضّلين وخير المحمودين؛ لأنّه تعالى يتعامل مع العباد ويرشدهم إلى الخير بمنتهى الإحسان والتفضّل . (4)
5 . دأب الله في تعامله معنا هو الإحسان والامتنان والطول والإنعام والله هو المحسن المتفضّل على جميع عباده .(5)
ص: 15
6 . إحسان الله أكثر من منعه، بل جميع الخلائق تعيش في ظلّ إحسان ونعم وعطاء الله عزّ وجل. (1)
7 . لا يخلو الإنسان في جميع الأحوال من إحسان الله وإنعامه. (2)
1 . إحسان الله إلينا عظيم. (3)
2 . جميع إحسان الله إلينا تفضّل، وجميع نعم الله علينا ابتداء . (4)
3 . ارتكابنا للسيّئات لا يمنع الله من إتمام إحسانه علينا، بل عادة الله هي الإحسان إلى المسيئين. (5)
4. لولا إحسان الله وعطاؤه وعنايته وسبوغ نعمائه علينا لم نتمكّن من نيل نصيبنا من الدنيا، ولا إصلاح أنفسنا أبداً. (6)
5 . إنّ الله يحسن بعباده ويمنحهم العطايا، وهو لا يحتاج منهم جزاءً أو مكافأةً إزاء فضله وإحسانه لهم.(7)
ص: 16
6 . إنّ الله في منتهى الإحسان بحيث لا يستطيع أحد أن يشكره إزاء أقل إحسانه.(1)
یهب الله العباد الخير الواسع لينتفعوا منه في التقرّب إلى الله، ولكن البعض يُسيئون الاستفادة من هذا الخير ويجعلونه وسيلة لمعصية الله ومخالفة أمره. (2)
صيانة الإنسان من التلوّث برذيلتي الرياء والسمعة . (1)
1. الإرادة.
2. القدر.
3. القضاء.
4. الإمضاء. (2)
إرادة الله:
1 . يفعل الله ما يريد. (3)
2 . يقضي الله بما أراد فيمن أراد. (4)
1 . إذا أراد الله شيئاً بصورة حتمية فسيحقّقه على نحو القطع والجزم، وكان حتماً ما أراد الله ولا توجد أيّة جهة قادرة على الوقوف بوجه هذه الإرادة ومنع تحقّقها. (5)
2. أمرُ الله التكويني نافذ، وإذا أراد الله شيئاً قال له كن فيكون. (6)
3. قال تعالى: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [يس: 82]
وكلمة «كن» في هذا المقام تعبير يرمز إلى سرعة إيجاد إرادة الله التكوينية، ولا
ص: 18
يعني أنّه تعالى يحتاج إلى «قول» أو «واسطة» بين إرادته وبين تحقّق ما يريده، بل يحقّق الله إرادته التكوينية مباشرة، ولا يوجد في هذا الصعيد أيّ قول أو تأخير. (1)
.1 . نستعين بها ليقضي الله لنا بحسن الاختيار.
2 . وسيلة يلهمنا الله بها معرفة الصواب.
3. نزيح بها عن أنفسنا الشك والارتياب لأنّها تدفعنا إلى «العمل» أو الترك بعزم راسخ ومن دون أيّ شك أو ترديد.
4. الرضا بقضاء الله وقدره لأنّنا إذا عملنا بالاستخارة فوجدنا فيها الخير فبها ونعمت، ولكننا إذا واجهنا بعض المشاكل فإنّنا سنكون على يقين بأنّ ما اختاره الله لنا هو الأصلح، وأنّ للمشاكل التي واجهناها حكمة خافية عنّا، وهذا ما يدفعنا إلى الرضا بقضاء الله وقدره، فنكون بذلك أقرب إلى العافية وحسن العاقبة.(1)
يتخلّى الله عن العبد الذي لا خير ولا أمل فيه، ولا رجاء لتوبته، ويهمله
ص: 20
ويتركه لشأنه، ثُمّ يسقطه من عين رعايته، ويلبسه لباس الخزي والخذلان.(1)
يكون الاستدراج الإلهي أقرب إلى الذين ينعم الله عليهم، فيحتكرون هذه النعم لأنفسهم، ولا ينفقونها فيما أمرهم الله به، فيمهلهم الله ويمدّهم في طغيانهم يعمهون. (2)
1 . أفضل ملجأ نفرّ إليه هو الله، بل الله هو الملجأ الحقيقي الوحيد الذي لابدّ من الاستعاذة به من جميع الشرور المحيطة بنا .(3)
2. ليس للعبد أمان حقيقي إلّا في ظلّ أمان الله؛ لأنّ الله هو الغالب، والعبد هو المغلوب، والأسباب كلّها بيد الله، ولا أمان إلّا بالله . (4)
يجعل الله من يلوذ به في ستر ملجئه وظلّ رعايته وحفظه وحرزه، ويصونه
ص: 21
بذلك من مداهمة الأعداء، بل من كلّ شرّ وسوء. (1)
مسألة الالتحاق بركب العائدين بالله ليست من المسائل التي يمكن الحصول عليها بسهولة، بل هي مسألة تحتاج إلى توفيق إلهي، ولهذا ينبغي علينا السؤال من الله ليمنحنا توفيق اللجوء إليه والاستعاذة به. (2)
علينا الدعاء من الله لئلا يبتلينا بالاستعانة بغيره حتّى عند الاضطرار. (3)
أبرز الميول والرغبات التي نعوذ بالله من طغيانها، ونلتجئ إليه تعالى ليمنحنا توفيق السيطرة عليها وامتلاك زمامها :
1 . الحرص : نعوذ بالله من هيجان الحرص وطغيانه وتجاوزه عن حدّه الطبيعي، الذي يدفعنا نحو السعي الدؤوب لجمع حطام الدنيا من دون الالتفات إلى حرمة بعض مصادر الكسب . (4)
2. الغضب: نعوذ بالله من سطوة الغضب وحدّته التي تسلب منّا قدرة سيطرة العقل على فعل الجوارح. (5)
ص: 22
3. الشهوة: نعوذ بالله من طغيان الشهوة وكثرة ضغطها علينا لإشباع غرائزنا، ونلتجئ إلى الله تعالى ليُعيننا على ضبط شهواتنا ؛ لأنّها إذا اشتدّت وطغت فإنّها ستخرجنا من حالة الاعتدال إلى الإفراط ومن الطاعة إلى المعصية . (1)
أبرز الرذائل النفسية التي ينبغي الاستعاذة بالله منها:
1 . طول الأمل المؤدّي إلى نسيان الآخرة وترك الاستعداد لها. والجهة السلبية في طول الأمل أنّه يدفعنا إلى تسويف التوبة؛ ظنّاً منّا بوجود متّسع في عمرنا نتمكّن فيه من التوبة وإصلاح ما أفسدناه من أعمالنا. (2)
2 . الغفلة المؤدّية إلبى إهمال الآخرة .(3)
3. الطمع، وقلّة القناعة، وعدم الاكتفاء بما عندنا، وعدم الرضا بما قسمه الله لنا من الرزق، والرغبة في الحصول على ما في أيدي الآخرين.(4)
4. الحسد، أي: تمنّي زوال النعمة عن الغير.(5)
5 . الإعجاب بأنفسنا إزاء الطاعات والأعمال العبادية التي نقوم بها . (6)
6 . الجزع: وهو المؤدّي إلى ضعف الصبر والانهيار، وعدم ضبط الأعصاب حين الاصطدام مع المشاكل والصعوبات والأزمات. (7)
ص: 23
7. الحمية والاستنكاف والنخوة والإباء والتعصب الذي يعمي أبصارنا عن رؤية الحقّ، ويأخذ بأيدينا إلى أودية الهلاك. (1)
8. سوء الخلق وخشونة الطبع.(2)
9. سوء السريرة وإضمار الأفكار والأماني السلبية في بواطننا .(3)
10. إضمار الغش والخديعة للآخرين في أنفسنا، وعدم إظهار النصيحة لهم على حقيقتها، بل إظهار بعضها وإخفاء البعض الآخر منها . (4)
أبرز الأفعال السيئة التي ينبغي الاستعاذة بالله منها ليمنحنا الله برحمته توفيق الاجتناب عنها :
1 . متابعة الهوى، والانقياد نحو الملذات الدنيوية من دون إخضاعها للضوابط الشرعيّة والالتزامات الأخلاقية.(5)
2. مخالفة الهدى، والحركة عكس الطريق الذي يوصلنا إلى الكمال. (6)
3 . احتقار صغائر الذنوب والاستخفاف بها . (7)
4. استصغار المعصية واتّخاذ موقف اللامبالاة إزاء ارتكابها. (8)
ص: 24
5. الإصرار على الذنب ومداومة ارتكابه من دون استغفار . (1)
6 . استكبار الطاعة والشعور بالكبرياء والطغيان إزاء الإذعان والانقيادالأوامر الله عزّ وجل. (2)
7. معونة الظالم ومساعدته ونصرته في الأمور التي تقوّيه على الظلم . (3)
8. خذلان الملهوف والمضطر ، وترك مساعدته وإعانته، وعدم تنفيس كربته أو تفريج همّه أو تسكين لهفته. (4)
9 . إيثار الباطل على الحقّ، بحيث يكون موقفنا في مقام الموازنة عبارة عن التخلّي عن الحقّ وتركه جانباً، والانجراف وراء الباطل وتفضيله على الحقّ.(5)
10. طلب ما ليس لنا بحقّ من قبيل: غصبنا لحقوق الآخرين، وتصدّينا لمهمّة غير مؤهّلين لها، واحتلالنا لموقعية لا نصلح لها، وجلوسنا في مجلس لا نليقبه. (6)
11. سوء الولاية لمن تحت أيدينا، لأن المجتمع مجاميع متعدّدة، وعلى رأس كلّ مجموعة ولي يدبر أمور أعضائها (7)، ومن حقّهم عليه أن يحسن الولاية عليهم، ويتعامل معهم من منطلق العدل والإنصاف . (8)
ص: 25
12 . الإسراف والتبذير، ومجاوزة حدّ الاعتدال في الإنفاق والأكل و....(1)
13 . ترك الشكر لمن أحسن إلينا وتفضّل علينا، وتجاهل الثناء عليه، وإنكار جميله، وإهمال النظر إليه، وعدم أداء حقِّ شكره .(2)
14 . مباهات ومفاخرة أصحاب الأموال والامتيازات الكثيرة من منطلق الغرور والرياء وحبّ الظهور.(3)
15. احتقار الفقراء وذوي الإمكانية المحدودة؛ لقلّة أموالهم وضعف منزلتهم الاجتماعية من منطلق التعالي والتكبّر عليهم .(4)
16 . القول بغير علم . (5)
الاستعاذة بالله من البلاء (6):
أهم البلاءات التي ينبغي الاستعاذة بالله منها:
1 . نكبات ومصائب الدهر وحوادثه المفجعة التي يخبّئها ويظهرها على حين غفلة، وهذا ما يحتم علينا أن لا نأمن الدهر أبداً، بل نرفع دائماً مستوى إيماننا، لنبقى على استعداد لمواجهة نكباته وحوادثه المفاجئة . (7)
ص: 26
2. فقدان الكفاف، وعدم امتلاكنا ما يسدّ حاجتنا، وما يخرجنا من حدّ الفقر ويغنينا عن الاحتياج إلى الآخرين. (1)
3. العيش في ضيق وضنك ومعاناة وشدّة. (2)
4. الفقر إلى الأكفاء والاحتياج إلى الأقران والأشباه، أي: تردّي الحالة المادية إلى رتبة تجبرنا على طلب العون والمساعدة ممن يساوينا في الرتبة والدرجة. (3)
5 . ظلم واضطهاد الحكومات لنا، وتنغيصها لحياتنا عن طريق أفعالها الجائرة. (4)(5)
6 . شماتة الأعداء . (6)
7. العمل بخلاف الطبع والسجيّة؛ لأنّ كلّ واحد منّا مجبول في حياته على طريقة خاصة تقتضيها جبلّته التكوينية، وأنّ العمل على خلافها لا يورثه إلّا المشقّة.(7)
8 . الذلّ والعناء. (8)
9 . الأمور التي تُرهبنا وتشكّل خطراً علينا . (9)
ص: 27
السبيل للوقاية من عذاب النار هو الالتجاء إلى الله، والاستعاذة به عن طريق التوسّل برحمته الواسعة . (1)
1. مجيء موعد أجلنا ونحن غير مستعدّين للآخرة، وغير مهيّئين للعدّة والذخيرة لما بعد الموت. (2)
2 . الحسرة العظمى يوم القيامة نتيجة ضياع أيامنا في غير طاعة الله، فتكون عاقبتنا الدخول في نار جهنّم وهذه هي المصيبة الكبرى وأسوء الشقاء، فتكون ميتتنا في أسوء حالات الرجوع إلى الله بعد الموت؛ لأننا نفد عليه تعالى محرومين من الثواب ومستحقين للعقاب. (3)
3. عذاب السعير . (4)
(4) تنبيه: إنّ الله هو الذي يحفظنا من الأمور المخيفة، ويجعلنا في حرزه وأمانه، ولكن إذا كان الله هو السبب لخوفنا، من قبيل الخوف من لقاء الله نتيجة ارتكابنا للذنوب، فلا يكون لنا سبيل لنيل الأمان إلّا منه، ولا يكون لنا سبيل لتسكين روعتنا إلّا به. (5)
ص: 28
1 . لا يمكننا صيانة أنفسنا من كيد وتضليل الشيطان، بل لابدّ لنا من الاستعاذة بالله، ليصرف عنّا كيد الشيطان ويقينا فساده، ولولا الاستعاذة والاعتصام بالله واللجوء إليه، فإنّ الشيطان يتمكّن - بلا شك من إضلالنا وإيقاعنا في الموبقات والخطايا . (1)
2. إذا أكثرنا الدعاء من الله للخلاص من كيد الشيطان وتضليله، فإنّه تعالى سيقهر سلطان الشيطان عنا بسلطانه، ويحبس الشيطان عنّا، ويمنعه من التعرّض لنا، فنكون في ظلّ رعاية الله وحفظه معصومين من ارتكاب المعاصي، ومصونين من مكائد الشيطان وتضليله . (2)
أهم الموارد التي نسأل الله أن يعيذنا وذريّتنا منها:
1 . الشيطان الرجيم والمتجبّر . (1)
2 . الحشرات السامّة غير القاتلة كالزنبور (2)
3. عموم ما يؤذي. (3)
4. المصائب الشديدة. (4)
5 . الشرّ المتوجّة إلينا من كلّ إنسان مترف وغارق في ملاذ الدنيا وشهواتها. (5)
6. الشر المتوجّه إلينا من كل إنسان ضعيف أو قوي، شريف أو وضيع، صغير أو كبير، قريب أو بعيد. (6)
7. شرّ كلّ من وضع نفسه في موضع محاربة رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وأهل بيته علیهم السلام، سواء كان هذا الشخص من الجن أو الإنس . (7)
8. شرّ كلّ دابة يكون الله مالكاً لأمرها ومتمكّناً منها . (8)
ص: 30
9 . السلطان العنيد . (1)
تنبيه : إننّا كما نطلب لأنفسنا وذريتنا الاستعاذة بالله من رذائلنا النفسية وأفعالنا السيّئة والأمور السلبية، علينا أن نطلب من الله أيضاً أن يعيذ جميع المؤمنين والمؤمنات ويحميهم من هذه الشرور .(2)
إنّ الله هو الملجأ الحقيقي الوحيد الذي ينبغي الاستعانة به في كلّ الأمور، وهو خير من يمكن الاستعانة به . (3)
لا يخيّب الله أبداً من استعان به ولاذ به وتوجّه إليه. (4)
1 . تحيط الأخطار بنا من كلّ حدب وصوب، ولا نستطيع صيانة أنفسنا منها جميعاً إلّا عن طريق الاستعانة بالله ليحفظنا الباري عزّوجل من جميع هذه الأخطار. (5)
ص: 31
بعبارة أخرى: إنّنا نحتاج إلى الله في كل حالاتنا إلى الحفظ والحراسة والستر والمكان الآمن الذي يحمينا من الأذى المتوجّه إلينا. (1)
2. إذا تصدّى الإنسان للقيام بأمر ، يلزم عليه أداء هذه المهمّة بأفضل صورة ممكنة، وبما أنّ الإنسان ضعيف فعليه الاستعانة بالله . (2)
1 . تعدّ الاستعانة بالله من أهم الأسباب التي تسهّل حركتنا في سبيل الحقّ، وتيسّر نيلنا لمحبّة الله ورضوانه، وبهذا نتمكّن من اتّخاذ الطريق الواضح والقصير في أ أداء الطاعات والمسارعة إلى الخيرات فنكمل بذلك لأنفسنا خير الدنيا والآخرة.(3)
2. لا نستطيع بلوغ المرتبة العليا في تحسين أعمالنا وأداء صالح الأعمال في مختلف الأحوال إلّا عن طريق الاستعانة بالله عزّوجل. (4)
ترك الاستعانة بالله والتوجّه نحو الاستعانة بغيره تعالى، يتبعه الخذلان والمنع والإعراض من قبل الله عزّ وجل.(5)
ص: 32
1 . ينبغي أن لا يكون أملنا الحقيقي بمن يحتاج إلى عطاء الله، وأن لا يكون دعاؤنا الحقيقي ممن لم يستغن عن فضله تعالى؛ لأنّ طلب المحتاج إلى المحتاج ضعف في التفكير وانحراف عن الصواب، وهذا ما يحتّم علينا أن يكون أملنا الحقيقي بالله، ودعاؤنا الحقيقي منه تعالى. (1)
2 . ليس لنا مجير حقيقي إلّا الله ؛ لأنّ الله هو الربّ ونحن المربوبون، وليس لنا معين حقيقي إلّا الله ؛ لأنّ الله هو الطالب ونحن المطلوبون بأداء التكاليف الشرعيّة.
وبصورة عامّة فالأسباب كلّها بيد الله، ولا إجارة ولا إعانة إلّا به تعالى، ولا مفرّ ولا مهرب إلّا إليه عزّ وجل. (2)
3. لا يخيّب الله أبداً من اعتصم به وتوجّه إليه لنيل الخلاص.(3)
1 . نعتصم بالله ليعصم جوارحنا من معصيته، ويجعل بيننا وبين الذنوب حاجزاً يمنعنا من ارتكابها. (4)
ص: 33
2 . نعتصم بالله ليعصمنا من التلبس بالرذائل، من قبيل الفخر . (1)
3 . نعتصم بالله ليبعدنا عما يحبط حسناتنا، وعمّا يذهب البركة عن حياتنا. (2)
4 . نعتصم بالله ليُعمي أبصار قلوبنا عما يخالف محبّته . (3)
5 . نعتصم بالله ليسدّدنا بألطافه وتوفيقاته في مجال عزمنا على القيام بما يرضيه تعالى، ويضعّف قوّتنا عن اختيار ما يسخطه علينا، ويجعل ميلنا واهتمامنا بما يرضيه عنّا. (4)
6 . نعتصم بالله ليأخذ بأيدينا في طريق الهداية؛ لأنّ الطريق المؤدي إلى نيل رضا الله قد تعتريه بعض الصعوبات والموانع، ولا يستطيع الإنسان اجتياز هذه الصعوبات وتخطّي هذه الموانع إلّا عن طريق الاستعانة بالله عزّ وجل.(5)
بعبارة أخرى: قد تلتبس علينا الأمور فلا نجد سبيلاً لمعرفة صحّة الاتّجاه في حركتنا، ونعيش حالة الجهل بطريق الهدى وسبيل الرشاد، فيكون السبيل لحلّ هذا الالتباس هو الاتجاه إلى الله، والدعاء منه تعالى ليوفّقنا ويوفّر لنا أسباب معرفة أهدى الأمور، وأزكى الأعمال، وأرضى السبل والمناهج، وأقربها إلى الفوز بمرضاته عزّ وجل . (6)
ص: 34
7. نعتصم بالله ليجعل دقائق خواطرنا ،القلبية وحركات أعضائنا، ولمحات أعيننا، ولهجات ألسنتنا في ما يوجب ثوابه بحيث نستثمر أيام حياتنا، فلا تفوتنا حسنة نستحق عليها الثواب ولا تبقى سيّئة نستوجب بها العقاب . (1)
8. نعتصم بالله ليأخذ بقلوبنا للقيام بما يقوم به القانتون والعابدون، ويبعدنا عن القيام بما يقوم به الغافلون والمتهاونون. (2)
9 . نعتصم بالله لينصرنا على الشياطين الذين يحاولون إضلالنا، ويصوننا أمام الأهواء التي تميل بنا نحو الباطل، ويحمينا في كنفه، ويسدّد خطانا، ويمنحنا المزيد من القوّة في طريق الاستقامة. (3)
10 . نعتصم بالله ليهب لنا صدق الهداية، فقد يظن أحدنا أنّه من المهتدين، ولكنّه في الواقع ممن يحسبون أنّهم يحسنون صنعا، ولهذا ينبغي الاستعانة بالله ليهب لنا صدق الهداية .(4)
11. نعتصم بالله ليحل مشاكلنا، ولاسيما المشاكل التي نعجز عن حلّها، فيكون ملجؤنا الوحيد لحلِها هو الاستعانة بالله عزّوجل.(5)
تنبيه : إنّ الله هو الكافي الفرد الضعيف، ولكن إذا كان الله هو الذي أضعفنا
ص: 35
نتيجة غضبه علينا، فلا يكون لنا سبيل لنيل القوّة والتأييد إلّا منه، ولا يكون ذلك إلّا بالإنابة والالتجاء إليه، ليعفو عنّا ويزيل غضبه عنّا. (1)
إنّ الله هو الملجأ الحقيقي الوحيد للاستغاثة به؛ لأنّ الأولى الله في عظمته، الرحمة بمن يطلب منه الرحمة والاستغاثة لمن يطلب منه الاستغاثة . (2)(3)
الإعانة الإلهية قريبة من المستغيثين .(4)
الحالة المطلوبة في الحياة هي الاعتدال، وينبغي علينا الابتعاد عن قلّة التدبير وتجاوز الحدّ في الإنفاق، والحذر من الوقوع في الإسراف أو التقتير .(5)
الدين الإسلامي أعلى وأرفع وأقوى الأديان، وهو المهيمن على الأديان كلّها
ص: 36
بصورة مطلقة، والحجج والبراهين والأدلّة التي جاء بها الإسلام تتسم بالقوّة والعظمة. (1)
جعل الله المسلمين آخر الأمم، وكما جعل الله رسوله محمّدا خاتم الأنبياء، جعل أمّته خاتمة الأمم، فلا نبي بعد محمّد، ولا أمّة بعد أمّته . (2)
1. تفضّل الله على الأمّة الإسلاميّة «بمحمّد نبيّه صلى الله عليه وآله دون الأمم الماضية والقرون السالفة».(3)
2 . تفضّل الله على المسلمين الذين كانوا قليلين في صدر الإسلام، فكثّر عددهم، وقد قال تعالى: (وَاذْكُرُواْ إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ). [الأعراف: 86](4)
1. داخلة في ملك الله .
2. خاضعة لسلطان الله .
3. عاملة بإذن الله.
4. داخلة في مشيئة الله.
5. متحققة في ظل تدبير الله .
6. لا يصيبها خير إلا بعطاء الله . (1)
ينبغي علينا التحلّي بمعالي الأخلاق ومحاسن الأفعال. (2)
إنّ الله تعالى الأسماء الحسنى . (3)
شهداء الله على خلقه، وحججه في أرضه ... ورسول الله صلی الله علیه وآله وسلم الشهيد علينا بما بلّغنا عن الله عزّ وجل، ونحن الشهداء على الناس، فمن صدّق صدّقناه يوم القيامة، ومن كذب كذبناه يوم القيامة» . الكافي، الشيخ الكليني: ج 1، ص 190 ، ح 2 كتاب الحجة، باب في أنّ الأئمة شهداء الله عزّ وجل على خلقه . [ طبعة دار الكتب الإسلاميّة ]
ص: 38
لا يستطيع الإنسان الإحاطة بكنه الله وأمّا الصفات كمفاهيم لا تكشف حقيقة الله ، وإنّما تميّزه عن غيره، ولهذا يعجز نعت الواصفين عن تبيين حقيقة الله. (1)
إنّ الله منزّه عما لا يليق به (2)، وتبارك الله وتعالى على كل شيء (3)، وكلّ ما سوى الله يعتريه الفناء والنقص والمغلوبية والمقهورية واختلاف الحالات وعدم الثبات والاستقرار والدوام، والله هو الباقي والغالب والقاهر والثابت، وهو المتعالي عن الأشباه والأضداد والأمثال والأنداد، فسبحانه لا إله إلا هو ربّ العالمين. (4)
4. الشبيه والنظير والمثيل المعارض له. (1)
ه . المحدودية. (2)
6 . المكان . (3)
7. الإدراك بالحس . (4)
8. الرؤية، فالأبصار تعجز عن رؤية الله عزّوجل. (5)
9 . نظام التوالد الحاكم على المخلوقات. (6)
10 . لا يخادَع ولا يماكر، أي: لا يستطيع أحد على خديعة الله بأن يبطن خلاف ما يظهر، ولا يستطيع أحد على المكر بالله بأن يخفي أمراً لا يعلمه الله؛ لأنّ الله لا تخفى عليه خافية وهو بكلّ شيء محيط. (7)
11 . لا يجارى، أي: لا يوجد من يمتلك القدرة على تجاوز حدّه أمام الله، لتكون له القدرة على أن يعمل عمل الله أو يصنع ما يصنع الله . (8)
12 . لا يكاد، أي: لا يمكن لأحد الكيد بالله ؛ لأنّ الأمور كلّها منكشفة له تعالى، ولا يخفى عليه خافية ليُخدع نتيجة عدم اطلاعه عليها. (9)
ص: 41
13 . لا يُماط، أي: لا يقدر أحد أن يعزل الله عن سلطانه ويبعده عن مقامه ومنزلته .(1)
14 . لا يُنازع، أي: لا يمكن التنازع والمماراة والجدل مع الله أبداً؛ لأنّ له تعالى الحجّة البالغة، ولا توجد حجّة قادرة على الوقوف أمام الحجّة الإلهية. (2)
1 . الأحد. [راجع دعاء 35 و 54]
2. الأحد المتوحد. [راجع دعاء 47]
3. أرحم الراحمين. [راجع دعاء 5، 8 و...]
4. الآخر بعد كل عدد [راجع دعاء 47]
5. الآخر بلا آخر يكون بعده. [راجع دعاء 1]
6 . أعدل العادلين. [راجع دعاء 45]
7. إله كلّ مألوه. [راجع دعاء 47]
8. الأوّل بلا أوّل كان قبله. [راجع دعاء 1]
9. الأوّل في أوليته. [راجع دعاء 32]
10 . الأوّل قبل كل أحد. [راجع دعاء 47]
11 . باري النسمات (أي: خالق الخلق). [راجع دعاء 47]
12. باهر الآيات [راجع دعاء 47]
ص: 42
13. بديع السماوات والأرض. [راجع دعاء 47 و 48]
14. البصير. [راجع دعاء 47]
15 . التوّاب. [راجع دعاء 50]
16 . الجواد. [راجع دعاء3 و 30]
الحكيم. [راجع دعاء 47] الحليم. [راجع دعاء 48]
19 . الحميد. [راجع دعاء1]
20. الحنان. [راجع دعاء 48]
21. الحي. [راجع دعاء 47]
22. خالق كل مخلوق. [راجع دعاء 47]
23 . الخبير. [راجع دعاء 47]
24 . خير الرازقين. [راجع دعاء 32]
25 . الدائم الأدوم. [راجع دعاء 47]
26 . دائم لا يزول. [راجع دعاء 32]
27 .ذو أناة لا يعجل. [راجع دعاء 49]
28. ذو البهاء. [راجع دعاء 47] إنّ الله تعالى حسن وجمال وبهاء مستتر وراء الحجب. (1)
29 . ذو الجلال والإكرم. [راجع دعاء 15]
30. ذو الحمد. [راجع دعاء 47]
ص: 43
31. ذو العرش العظيم. [راجع دعاء 7]
32. ذو الفضل العظيم [راجع دعاء 2 ]
33. ذو الكبرياء. [راجع دعاء 47]
34. ذو المجد. [راجع دعاء 47]
35 . ذو المنّ القديم. [راجع دعاء 24]
36 .ذو رحمة واسعة. [راجع دعاء 42]
37. ذو فضل كريم. [راجع دعاء 42]
38. الرؤوف. [راجع دعاء 25]
39. الرؤوف بالعباد. [راجع دعاء 6]
40. الرب. [راجع دعاء 48]
41 . ربّ الأرباب. [راجع دعاء 47]
42. ربّ العالمين. [راجع دعاء 39]
43 . الرحمن. [راجع دعاء 47]
44 . الرحيم. راجع دعاء 25 ، 47 و 50]
45. الرحيم بالخلق. [راجع دعاء 6]
46 السميع [راجع دعاء 25 و 47]
47. الشديد المحال (أي: الآخذ بالعقوبة). [راجع دعاء 47]
48 . الشهيد. [راجع دعاء 6]
49. الصمد. [راجع دعاء28، 35، 47 و 54]
50 عدل في الحكم. [راجع دعاء 6]
51 العزيز. [راجع دعاء 23]
ص: 44
52 . عظيم. [راجع دعاء 48]
53 . العظيم المتعظم. [راجع دعاء 47]
54 . العفو. [راجع دعاء 25]
55 . العلي المتعال. [راجع دعاء 47]
56 . العليم. [راجع دعاء 25 و 47]
57 . الغافر. [راجع دعاء 6]
58 . الغفور. [راجع دعاء 25]
59 فارج الهمّ. [راجع دعاء 54]
60 . فاطر السماوات. [راجع دعاء 47]
61 . الفرد المتفرّد. [راجع دعاء 47]
62 . الفعّال لما يريد. [راجع دعاء27]
63 . القائم بالقسط . [راجع دعاء 6]
64 . القدير. [راجع دعاء 9]
65 . القديم. [راجع دعاء 47]
66 . القريب. [راجع دعاء 25]
67 . كاشف الغم. [راجع دعاء 54]
68 . الكافي: يكفي الله عباده ويغنيهم عن الاحتياج إلى غيره بفضل قوّته .(1)
إنّ الله هو الكافي لما يشغلنا الاهتمام به، وهو الملجأ الوحيد الذي ينبغي علينا الالتجاء إليه لسدّ احتياجاتنا وتلبية طلباتنا .(2)
ص: 45
69 . الكبير المتكبّر. [راجع دعاء 47]
70. الكريم. [راجع دعاء3، 15، 30، 37 و 48]
71 . الكريم الأكرم. [راجع دعاء 47]
72 . الكريم المتكرّم. [راجع دعاء 47]
73. مالك الملك. [راجع دعاء 6] ، له الملك. [راجع دعاء 48]، إنّ الله هو المالك الحقيقي الذي تتّصف مالكيته بالخلود والأبدية.(1)
74. المبتدع ابتدع الله الخلق أي أوجدهم من غير مثال سابق. (2)
75. المبدئ. [راجع دعاء 27]
76. المتفضّل بالإحسان. [راجع دعاء 15]
77. المتطوّل بالامتنان (أي: المتفضّل بالإنعام). [راجع دعاء 15]
78 . المجيب. [راجع دعاء 25]
79. المجيد. [راجع دعاء22 و 48]
80. محبّ التوّابين. [راجع دعاء 38]
81. المخترع: اخترع الله الخلق أي ابتدأهم وأنشأهم من غير أصل. (3)
82. المعيد. [راجع دعاء 27]
83. المقتدر. [راجع دعاء 49]
84. المنان. [راجع دعاء 27، 37، 44 و 48]
85 . المنّان بالجسيم (أي: المتفضّل بالعطايا العظيمة). [راجع دعاء 6]
ص: 46
86. المنّان بجسيم المنن. [راجع دعاء 36]
87. نافذ العدّة (أي: المنفّذ لوعده). [راجع دعاء 2]
88. الواحد. [راجع دعاء 35 و 54] ، له وحدانية العدد. [راجع دعاء 28]
89. وارث كل شيء. [راجع دعاء 47]
90 .واسع كريم راجع دعاء 13، 22 و 48]
91 . وافي القول (أي: يفي بقوله) [راجع دعاء 2]
92 . الولي. [راجع دعاء 1]
93 . الوهاب. [راجع دعاء 15]
94 . الوهّاب لعظيم النعم. [راجع دعاء 36]
95 . ومن صفات الله الخبرية وجه الله، ووجه الله لا يبلى ولا يتغيّر ولا يحول ولا يفنى.(1)
1. لا يخيّب الله أمل الآملين به. (2)
2. إنّنا إذا احتجنا إلى شيء، فسنواجه في طريق رفع هذا الاحتياج إحدىهاتين الحالتين:
الأولى : أن يكون أملنا بالعباد، فنعيش حالة الخوف من انقطاع المعونة والمساعدة الواصلة من الآخرين.
ص: 47
الثانية: أن يكون أملنا بالله وحده، فنعيش عند سعينا وتمسّكنا بنظام الأسباب حالة الاستقرار والطمأنينة والسكينة والعلم بأنّ الأمر كله بيد الله، فيقضي الله حاجتنا من دون احتياجنا إلى غيره
وأراد الله منا أن نعيش الحالة الثانية، فلهذا ينبغي علينا مجاهدة أنفسنا لنك---ون من زمرة المتحلّين بهذه الحالة.(1)
من أهم الأمور التي ينبغي علينا الالتفات إليها عند الإنفاق هي الاهتداء إلى السبيل الصحيح ليقع إنفاقنا في الموضع المناسب.(2)
فرض الله علينا السمع والطاعة لمحمّد وآل محمّد . (3)
1. الأبرار. [راجع دعاء 48]
2. الأخيار. [راجع دعاء 6 و 48]
3. الأنجبين. [راجع دعاء 6]
4 . الطيبين . [راجع دعاء 6 ، 17، 34، 43، 47 و 48]
ص: 48
5 . الطاهرين. [راجع دعاء 6، 17، 34، 43 ، 47 و 48]
6 . خلفاء الله . [راجع دعاء 48]
7. أصفياء الله. [راجع دعاء 48]
8. أمناء الله. [راجع دعاء 48]
9 . الصفوة من الخلق. [راجع دعاء 34]
1 . انتجبهم من خلقه، واختارهم لأمره.(1)
2. جعلهم الله خزنة علمه. (2)
3. جعلهم الله حفظة دينه . (3)
4 . جعلهم الله خلفاءه في أرضه. (4)
5 . جعلهم الله حججه على عباده . (5)
6. طهرهم الله من الرجس والدنس تطهيراً بإرادته . (6)
7. جعلهم الله الوسيلة إليه . (7)
8. جعلهم الله المسلك إلى جنّته . (8)
ص: 49
9 . أيّد الله بهم دينه. (1)
10 . أوصل الله حبلهم بحبله. (2)
.11. جعلهم الله الذريعة والوسيلة إلى رضوانه. (3)
12. افترض الله على العباد طاعتهم، وحذّر من معصيتهم. (4)
13 . أمر الله العباد بامتثال أوامرهم، والانتهاء عن نواهيهم. (5)
14 . أمر الله العباد بأن لا يتقدّمهم متقدّم، ولا يتأخّر عنهم متأخّر . (6)
15 . جعلهم الله علماً لعباده بحيث يرجعون إليهم، ويهتدون بهداهم، ويسيرون على طريقتهم . (7)
16 . جعلهم الله مناراً في بلاده بحيث يهتدي بهم العباد إلى الحقّ والصواب . (8)
17. قرن الله موالاته بموالاتهم، وعلّق معاداته بمعاداتهم .(9)
18 . جعلهم الله «عصمة اللائذين». (10)
ص: 50
19 . جعلهم الله «كهف المؤمنين». (1)
20 . جعلهم الله «عروة المتمسّكين». (2)
21 . جعلهم الله جمال و «بهاء العالمين». (3)
22. يُلهم الله الإمام شكر ما أنعم به من مقام الإمامة؛ لأنّه مقام عظيم جداً يستحق الشكر . (4)
1 . يقيم الله بهم كتابه وحدوده وشرائعه وسنن رسوله (صلوات الله عليه وآله) . (5)
2. يحيي الله الله بهم ما أماته الظالمون من معالم دينه . (6)
3. يكشف الله بهم ما علق بالدين من شبهات وتشويهات. (7)
4 . يقطع الله بهم ما يضر ويمنع من قبول دينه. (8)
5 . يزيل الله بهم الناكبين عن صراطه، اطه، ويمحق الله بهم طالبي الاعوجاج في دین الله . (9)
ص: 51
وبصورة عامّة: أقام الله النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم مناراً للدلالة عليه تعالى، وأوضح بأهل بيته علیهم السلام الطريق الذي ينتهي بالعباد إلى رضوانه، أي: اصطفى الله أئمّة أهل البيت عليهم السلام ليكونوا بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الأدلاء على مرضاته تعالى، والآخذين بأيدي العباد إلى ما يحب الله ويرضى .(1)
أنزل الله القرآن على نبيّه محمّد صلی الله علیه وآله وسلم مجملاً ومن دون بيان تفاصيل الأحكام والقضايا، ثُمّ ألهم الله نبيه بهذه التفاصيل وأعلمه بها، ليكون الرسول الملجأ لبيان الأحكام وتوضيحها للناس بصورة كاملة ، ثُمّ اصطفى الله أئمة أهل البيت علیهم السلام ليرثوا هذا العلم، ويكونوا الملجأ والعين الصافية لمعرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم . بعبارة أخرى: جعل الله النبي محمّداً صلی الله علیه وآله وسلم الخطيب بالقرآن، واصطفى أهل بيته ليكونوا الخزنة لهذا الكتاب العظيم، فأورث الله العترة الطاهرة بعد الرسول علم الرسول بكل تفاصيل القرآن وتفسيره؛ لأنّه تعالى لم يجد بين العباد من يطيق حمل هذه الأمانة الإلهية بأكملها، ثُمّ زوّد الله أئمة أهل البيت عليهم السلام بالعصمة والقدرة على حفظ هذا العلم، ليكونوا بعد الرسول الملجأ والعين الصافية لمعرفة القرآن والسنّة بصورة كاملة.
وهذا ما يكشف فضل أهل البيت علیهم السلام على غيرهم .(2)
ص: 52
1 . الاعتراف بمقامهم.
3. اقتفاء آثارهم.
5 . التمسك بولايتهم.
7. التسليم لأمرهم.
9 . انتظار دولتهم. (1)
2. اتّباع منهجهم.
4. الإمساك بعروتهم.
6 . الائتمام بإمامتهم.
8. الاجتهاد في طاعتهم.
10 . الاستماع إلى أقوالهم والإطاعة لأوامرهم ونواهيهم. (2)
11 . العمل من أجل نيل رضاهم. (3)
12. السعي من أجل نصرتهم والدفاع عنهم. (4)
13 . شكر ما أنعم الله علينا بسببهم. (5)
وهذا ما يقرّبنا إلى الله ورسوله صلوات الله عليه وآله. (6)
غصب سلاطين الجور مقام الخلافة من أئمّة أهل البيت عليهم السلام ، فأصبح هؤلاء
الزيغ [أي: يخطر في قلبنا الانحراف ] عن قصد [أي: الاستقامة في] طريقه». [دعاء 42]
ص: 53
الأئمّة الذين اصطفاهم الله للخلافة مغلوبين مقهورين مبتّزين يرون حكم الله مبدّلاً، وكتابه منبوذاً، وفرائضه محرّفة، وسنن نبيّه متروكة . (1)
إنّ أعداء أئمّة أهل البيت علیهم السلام من الأولين والآخرين، ومن رضي بفعالهم، وأشياعهم وأتباعهم يستحقون اللعن.(2)
1. ندعو أن يسدّده الله دائماً بقوّة يتغلّب بها على الأعداء وينال بها الانتصار. (3)
2 . ندعو أن يعينه الله ويمدّه بالتسديد والقوّة. (4)
3 . ندعو أن يرعاه الله بعينه، ويحميه بحفظه، وينصره بملائكته، ويمدّه بجنده الغالبين .(5)
4. ندعو أن يبسط الله يده على أعدائه ليذيقهم العذاب والهوان إزاء مخالفتهم لدينه . (6)
ص: 54
5 . ندعو أن يجعله الإمام عطوفاً على أوليائه، ويهب لنا رأفته ورحمته وتعطّفه وتحتنّه .(1)
يصلّي الله على أتباع أئمة أهل البيت علیهم السلام الصلوات المباركات الزاكيات الناميات الغاديات الرائحات ويسلّم عليهم وعلى أرواحهم . (2)
ومن دعاء الإمام زين العابدين لشيعة أهل البيت علیهم السلام : «اللهم... اجمع على التقوى أمرهم، وأصلح لهم شؤونهم، وتب عليهم إنّك أنت التواب الرحيم وخير الغافرين، واجعلنا معهم في دار السلام برحمتك يا أرحم الراحمين». (3)
ثغور العالم الإسلامي وساحات مواجهة المسلمين مع الأعداء تستدعي الحصانة والحماية، وينبغي على كلّ واحد من المسلمين دعم هذه الساحة الجهاديةبقدر وسعه وطاقته.
ومن الوظائف المشتركة للجميع في هذا الخصوص الدعاء من الله ليحصّن ثغور المسلمين بعزّته، ويؤيد حماتها بقوّته، ويوسّع عطاياهم من غناه. (4)
ص: 55
1 . أن يكثّر عدّتهم وجماعتهم.
2 . أن يجعل أسلحتهم حادّة وقاطعة وقاتلة.
. أن يحرس النواحي المستقرّين فيها.
4 . أن يجعل مواضعهم القتالية منيعة وقوية.
5 . أن يوجد المحبّة والانسجام بين جماعتهم.
6 . أن يعتني بهم وينظم شؤونهم.
7 . أن يوصل إليهم مؤونتهم بصورة متواصلة.
8. أن لا يكلهم إلى غيره تعالى، بل يتفرّد بكفاية مؤونتهم وتوفير مستلزماتهم.
9 . أن يعضدهم ويعينهم لينتصروا على أعدائهم.
10 . أن يمنحهم الصبر وقدرة المقاومة. 11 . أن يعينهم بلطائف الحيل على أعدائهم.
12. أن يرفع مستوى علمهم بأمور الحرب والسلم، ويبصرهم بما يساعدهم على حفظ أمن البلاد الإسلاميّة . (1)
13 . أن يلقّيهم اليسر.
ص: 56
14. أن يهيّئ لهم الأمر.
15 . أن يتكفّل لهم بالنجح.
16 . أن يتخيّر لهم الأصحاب.
17 . أن يجعلهم آمنين من خلفهم.
18. أن يسبغ عليهم في النفقة.
19. أن يمتّعهم بالنشاط.
20 . أن يمنحهم العافية ويصحبهم بالسلامة.
21. أن يخلّص وجودهم من الجبن.
22. أن يلهمهم الجرأة.
23 . أن يرزقهم الشدّة.
24. أن يؤيدهم بتسديداته.
25 . أن يعلمهم السير والسنن الرفيعة.
26 . أن يسددّهم ويوجّههم نحو الصواب والرشد في الحكم.
27. أن يبعدهم عن العجب والرياء والسمعة.
28 . أن يجعل أفكارهم وسلوكهم وجهادهم الله وفي سبيل الله.
29 . أن يهب لهم النصر ويمنحهم الغلبة على الأعداء.
30. أن يقلّل العدو في أعينهم، ويصغّر شأن العدو في قلوبهم. (1)
ص: 57
1 . أن ينسيهم الله ذكر الدنيا التي تغرّ وتخدع النفوس بزخرفها وزينتها، ويطفئ في قلوبهم حرارة الشوق إلى الأهل والأولاد؛ لأنّ هذا الذكر وهذه الحرارة تثبّط عزائمهم عن الاقتحام في ساحات القتال. (1)
2. أن يوفّقهم لحسن النية، ويمح عن قلوبهم خطرات المال المضلّ عن الحقّ، ولا يجعل جهادهم للأمور الدنيوية. (2)
3. أن يحرّرهم من غم الوحشة، ويجعل الجنّة نصب أعينهم، ويلوّح منها لأبصارهم ما أعدّ فيها من مساكن الخلد ومنازل الكرامة والحور الحسان والأنهار الجارية المتتابعة بأنواع الأشربة والأشجار المتعلّقة بأغصانها والمنخفضة بثقل أثمارها. (3)
تنبيه: الهدف من طلب هذه الأمور للمقاتلين هو أن لا يهمّ أحد من هؤلاء المقاتلين بالإدبار والتراجع والانكسار ، ولا يحدّث نفسه حول فرار نظيره في القتال.(4)
وذكره وظعنه وإقامته فيك ولك. فإذا صاف عدوّك وعدوّه فقلّلهم في عينه، وصغّر شأنهم في قلبه، وأدل له منهم ، ولا تدلهم منه :[ أي انصره ولا تنصرهم عليه]». [دعاء 27]
ص: 58
4 . أن يوفّقهم الله ليواجهوا غزوات المشركين بالمثل.
5 . أن يمدّهم الله بملائكة من عنده مردفين، أي: متّبعين بعضهم بعضاً.
6 . يوفّقهم ليغزوا المشركين في مدنهم وبلدانهم.
7. يواصلوا محاربتهم قتلاً وأسراً حتّى يقرّوا بأنّ الله لا إله إلّا هو وحده لا شريك له . (1)
1 . أن يصيبهم بالهزيمة.
2 . يكسر شوكتهم.
3. يدمّر قدرتهم.
4. يفرّق بينهم وبين أسلحتهم.
5 . ينزع من قلوبهم أسباب القوة المعنوية.
6 . يباعد بينهم وبين مؤونتهم، ويقطع عنهم الإمداد الحربي والغذائي.
7. يضلّهم عن معرفة الطريق الموصل إلى انتصارهم.
8. يقطع عنهم ما يمدّهم بالقوة.
9. يقلّل عددهم نتيجة تشتيت أمرهم.
1 . يملأ أفئدتهم بالرعب والفزع.
11 . يصيب أيديهم بالشلل، ويحيطهم بالعجز عن الاستفادة منها.
ص: 59
12. يخرس ألسنتهم عن النطق بما يضرّ المسلمين.
13 . يمزّق وحدتهم ويفرّق جمعهم.
14 . يسلّط عليهم العذاب والهلاك والعقوبة من ورائهم.
15 . يخزيهم ليقطع بذلك أطماع من بعدهم.
16 . يقطع نسلهم عن طريق عقم أرحام نسائهم أو سلب القدرة من أصلاب رجالهم على إيجاد الذرية.
17. يقطع نسل دوابهم وبهائمهم.
18 . يقطع عنهم الأمطار، ويمنع أرضهم من الإنبات. (1)
19 . يشغل بعضهم ببعض عن التعرّض للمسلمين الساكنين في أطراف الدولة الإسلاميّة أو المستقرّين في الحدود المجاورة لبلاد المشركين.
20 . يضيّق عليهم الخناق ولا يفسح لهم مجال اتّساع دائرة سلطتهم.
21 . يثبّط عزائمهم، ويسلب منهم قدرة التخطيط ضدّ المسلمين.
22 . يفرغ قلوبهم من حالة الأمن والسكينة والاستقرار.
23 . يسلب القوّة والنشاط من أبدانهم.
23. يذهل قلوبهم ويشغلهم عن اتخاذ الحيلة والتدبير للوصول إلى المطلوب.
ص: 60
24 . يضعف قواهم عن محاربة ذي القوّة من المسلمين.
25 . يجبنّهم عن مواجهة الأبطال من المسلمين.
26 . يبعث عليهم جنداً من السماء ببأس وعذاب من الله، كما فعل تعالى يوم بدر حيث أنزل الملائكة لنصرة المسلمين في تلك المعركة، فيقطع بهذا المدد الإلهي دابر الأعداء، وينهي آخرهم ، ولا يبقي لهم أحداً، ويحصد به شوكتهم، ويفرّق به عددهم.
27 . يمزج مياههم بالوباء.
28 . يبتليهم بمختلف الأمراض.
29 . يصيب بلادهم بالخسوف والزلازل.
30. يرمي عليهم بأسباب الدمار.
.31 يوجّه إليهم الضربات القاضية.
32. يمنع وصول المؤونة العسكرية والغذائية إليهم، ويبقيهم في أرض جرداء من العشب والنبات، وبعيدة عن جبهات القتال ليصابوا بالجوع الدائم والسُقم الأليم. (1)
ص: 61
1 . لتكون كلمة الله هي العليا، ولئلا يُعبد في بقاع الأرض غير الله، ولا تعفّر الجبهات لأحد دون الباري عزّ وجل. (1)
2 . ليكون دين الله هو الأعلى، وحزبه هو الأقوى، وحظّه هو الأوفى. (2)
إنّ الشخص الذي يخلف المجاهد، ويتعهّد أموره وشؤونه في غيبته أو يعينه بماله أو يمدّه بالعتاد أو يشجّعه على الجهاد أو يدعو له بالنصر أو يحافظ في غيابه على حريمه، فإنّ له من الأجر مثل أجر ذلك المجاهد، وسيعوّضه الله من فعله هذا عوضاً حاضراً، يتعجل به نفع ما قدّم، وسرور ما أتى به إلى أن ينتهي به الوقت إلى ما أجرى الله له من فضله، وأعدٌ له من كرامته. (3)
كلّ شخص أهمّه أمر الإسلام، وأحزنه تحزّب أهل الشرك على المسلمين فنوى غزواً، أوهمّ بجهاد، فمنعه الضعف، أو أبطأ به الفقر، أو أخّره طارئ، أو عرض
ص: 62
له دون إرادته ما منعه عن المشاركة في ساحات الجهاد، فإنّ الله سيكتب اسمه في العابدين، ويوجب له ثواب المجاهدين، ويجعله في عداد الشهداء والصالحين. (1)
يجدر بنا ملء أوقات فراغنا بأعمال بعيدة عن المحرّمات، وخالية من التبعات السلبية، كما علينا في هذه الأوقات أن نقف بوجه تسرّب الضجر والملل إلى نفوسنا، لكي:
ينصرف عنّا الملائكة الموكّلون بكتابة أعمالنا السيّئة بصحيفة خالية من ذكر سيئّاتنا.
ويغادرنا الملائكة الموكّلون بكتابة أعمالنا الحسنة، وهم مسرورون بما كتبوا من حسناتنا . (2)
علينا استثمار أوقات فراغنا وملؤها بحمد الله وشكره إزاء نعمائه البالغة،
ص: 63
وانطلاق ألسنتنا في وصف عظيم إحسانه علينا . (1)
الأولاد بحاجة إلى التربية والتأديب والإحسان في المعاملة، وينبغي على الآباء الاستعانة بالله في هذا الأمر ليوفّقهم على أداء هذه المهمة بأفضل صورة ممكنة. (2)
أهم موارد الدعاء لأبنائنا:
1. طول العمر.
2. إصلاح أمرهم فيها هو نافع لنا.
3. أن يكونوا سبباً لراحتنا وسرورنا.
4 . التربية الصحيحة لهم في الصغر.
5 . تقوية الضعيف منهم.
6. صحة أبدانهم، وسلامة معتقداتهم وأفكارهم، أي: سلامة دينهم وأخلاقهم.
7. العافية في أنفسهم، وفي جوارحهم، وفي كلّ ما اهتمّ الله به من أمرهم.
8. الزيادة في أرزاقنا، وجعلنا وسيلة لإيصال رزق الله لهم بواسطتنا.
9. أن يجعلهم الله من الأبرار الأتقياء، ومن أهل البصيرة والسمع والطاعة الله تعالى.
ص: 64
10 . أن يجعلهم الله من المحبّين والمناصحين لأوليائه تعالى.
11 . أن يجعلهم الله من المعاندين والمبغضين لأعدائه تعالى. (1)
1 . يقوّي الله بهم أمرنا .
2. يصلح الله بهم ما فسد من أمورنا.
3. يكثر الله بهم عددنا.
4 . يزين الله بهم محضرنا
5 . يحيي الله بهم ذكرنا .
6 . يكفينا الله بهم في غيبتنا .
7. يعيننا الله بهم على قضاء حوائجنا.
8. يجعلهم الله محبّين لنا .
9 . يجعلهم الله متعاطفين معنا ومقبلين علينا.
10 . يجعلهم الله مطيعين غير عاصين ولا عاقّين ولا مخالفين لنا .(2)
ص: 65
إذا كان الإنسان له أولاداً ولم يكن له محذور في طلب المزيد، فعليه أن يطلب من الله إضافة إلى أولاده أولاداً ذكوراً؛ ليكونوا له مصدراً للخير والبركة وليحقّقوا له ما يأمله كل أب مؤمن من أولاده. (1)
يجب على العباد الإيمان بالله وتصديق رسله، وقبول كتابه، والكفر بكلّ معبود غيره، والبراءة ممن عبد سواه. (2)
نحتاج من أجل تثبيت التوحيد والنبوّة والإمامة في قلوبنا إلى الدعاء والطلب من الله: «اللهم واجعلني من أهل التوحيد والإيمان بك، والتصديق برسولك والأئمة الذين حتمت طاعتهم ممن يجري ذلك به وعلى يديه، آمين ربّ العالمين». (3)
إذا تقرّبنا إلى الله، فستحيطنا روح إيمانية تجعلنا نستوحش من شرار الخلق،
ص: 66
ونستأنس بأولياء الله وأهل طاعته.(1)
لا يترك الإيمان أثره على صاحبه فحسب، بل يسري أثره ليشمل أزواج المؤمن وذريته، منها أنّ الله إضافة إلى صلاته على المؤمنين فإنّه تعالى يصلّي على أزواجهم وذريّاتهم. (2)
1 . للإيمان درجات، وينبغي علينا السعي الدائم لنيل أعلى وأرقى وأكمل هذه الدرجات. (3)
2 . خلق الله دواوين ليكتب فيها أسماء العباد ، فإذا أذنب العبد أسقطه الله من المراتب العالية إلى المراتب الدانية، ويمحو اسمه من قائمة المحمودين، وينقله إلى قائمة المذمومين.
وإذا واصل العبد العصيان والتمرّد فسيكون التغيير أكبر حتّى يبلغ الأمر مرحلة يمحو الله اسم الشخص العاصي من ديوان السعداء وينقله إلى ديوان الأشقياء. (4)
ص: 67
3. يصطفي الله عباده الصالحين، فإذا بقى العبد على الصلاح فسيبقى في دائرة الاصطفاء، وإذا خرج العبد من هذه الدائرة فسيستبدل الله به غيره، ولهذا قال تعالى: (وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ). [محمد: 38](1)
ينبغي علينا السعي في الدنيا لبرّ والدينا؛ لئلا نكون في يوم القيامة من أهل العقوق للآباء والأمّهات . (2)
1 . يندفع الإنسان لأيّ عمل عندما يعيش حين القيام به بلذّة تدفعه إلى مواصلة ذلك العمل؛ ولهذا ينبغي أن نطلب من الله ليجعل برنّا بوالدينا ممتعاً لنستمر عليه، مثلاً أن يكون برنا بوالدينا أقرّ لعيوننا وأسر لنفوسنا من نومة النعسان، أو أن يكون ذلك أثلج لصدورنا من شربة الظمآن، ليكون ذلك سبباً يدفعنا لنؤثر رغباتنا على رغباتهما، ونقدّم رضاهما على رضانا. (3)
2 . من أهم العوامل النفسية التي تدفعنا إلى البرّ بوالدينا هي: أن نستكثر
ص: 68
برّهما بنا وإن قل، وأن نستقلّ برّنا بهما وإن كثر . (1)
نجهل بعض الأحيان ما ينبغي أن نفعله لإحراز برّ والدينا، فعلينا في هذا المقام أن نطلب من الله ليلهمنا علم ما يجب فعله، ويوفّقنا بعد ذلك للعمل بهذا العلم بحيث لا يفوتنا استعمال شيء مما أرشدنا الله إليه، ولا نعيش حالة الكسل والتباطؤ في القيام بما ينبغي علينا فعله إزاء طاعة والدينا والاعتناء بهما.(2)
5 . يكون قلبنا عطوفاً عليهما . (1)
6 . نتعامل معهما بسلاسة ولطف. (2)
7 . نتصرف معهما برفق وشفقة . (3)
8. لا ننسى ذكرهما بالدعاء بعد كل صلاة، وفي آناء الليل، وفي كلّ ساعة من ساعات النهار، ونأمل إزاء دعائنا لوالدينا أن ننال المغفرة الإلهية. (4)
إذا تجاوز علينا والدينا في قول أو أسرفا علينا في فعل، أو ضيّعا لنا بعض الحقوق، أو قصّرا في أداء واجب، فعلينا أن نهب ذلك لهما، ونسأل الله أن يزيل عنهما الآثار السلبية الدنيوية والأخروية لما قاما به، وأن لا تكون شكوى منّا عليهم، ولا يكون لنا موقف سلبي إزاء سوء تصرّفاتهما معنا؛ لأنّهما أوجب حقّاً علينا، وأقدم إحساناً إلينا، وأعظم فضلاً لدينا.
وليس من الصحيح أن نعاملهما بالقصاص، ونطلب لهما العقوبة، وكيف يحقّ لنا طلب مجازاتهما وقد شغلا أنفسهما فترة طويلة بتربيتنا، وأتعبا أنفسهما في حراستنا وحفظنا من كلّ مكروه وأذى، وضيّقا بعض الأحيان على أنفسهما في النفقة للتوسعة علينا.
ص: 70
ونحن لا يمكننا أداء حقّهما، والقيام بما يجب علينا لهما، أو القضاء بوظيفة خدمتها، فكيف نتجرّأ في طلب مجازاتهما إزاء ما قصّراه في حقّنا . (1)
الأدعية التي ينبغي أن نطلبها من الله لوالدينا:
1 . الاختصاص بالكرامة لدى الله عزّوجل. (2)
2. الصلاة من الله عليهما . (3)
3. اللّهم اشكر لهما تربيتي.(4)
4 . اللّهم اجعل لهما الثواب الكامل إزاء رعايتهما لي . (5)
ه . «اللّهم... احفظ لهما ما حفظاه منّي في صغري». (6)
6 . اللّهم ما مسّهما منّي من أذى، أو لحق بهما منّي من مكروه، أو ضاع من ناحيتي لهما من حقّ، فاجعله مغفرة لذنوبهما، وعلواً في درجاتها، وزيادة في
ص: 71
حسناتهما، فإنّك مبدّل السيّئات بأضعافها من الحسنات. (1)
7. «اللهم... اخصص أبوي بأفضل ما خصصت به آباء عبادك المؤمنين وأمّهاتهم». (2)
8. «اللّهم... اغفر لهما ببرّهما بي مغفرة حتماً». (3)
9. «اللّهم... ارض عنهما بشفاعتي لهما رضى عزماً». (4)
10. «اللهم... بلّغهما بالكرامة مواطن السلامة». (5)
إذا كان والدينا ممن شملتهما المغفرة الإلهية، فإنّنا نسأل الله أن يوفّقها لشفاعتنا .
وإذا كنّا نحن ممن شملتنا المغفرة الإلهية، فإنّنا نسأل الله أن يوفّقنا لشفاعة والدينا؛ حتّى نجتمع معاً في ظل رأفة الله في دار كرامته، ومحلّ مغفرتهورحمته .(6)
كما نسأل الله أن يتجاوز عن سيّئاتنا، فإنّه يجدر بنا أن نسأل الله ذلك لآبائنا
ص: 72
وأمۀهاتنا، وللمؤمنين جميعاً إلى يوم القيامة.(1)
إنۀ للسماوات والأرض بركات، وعلينا أن نسأل الله ليرزقنا منها . (2)
أثر البركة:
لكلّ ما نمتلك حدّاً محدوداً وقدراً معيّناً من التأثير الإيجابي، ولكن إذا حلّت البركة به فستزيد من أثرها الإيجابي. ويعد الدعاء من أهم السبل لنيل هذه البركة. (3)
البصيرة نعمة إلهية، والمبتلى بفقدان هذه النعمة [أي: المتورّط بالعمى ] مبتلى ببلاء عظيم ينتهي به إلى الخسران المبين . (4)
لا يصاب الإنسان ببلاء من سائر المخلوقات إلّا بإذن الله تعالى، وفي دائرة
ص: 73
هيمنته تعالى وسلطانه . (1)
1 . أخذ الله فيه من أنفسنا ما يخلّصها، أي: ابتلانا الله بما يؤدّي إلى خلاص أنفسنا من آثامها ومعاصيها.
2. أبقى الله لأنفسنا منها ما يصلحها، بحيث لا يصل البلاء حدّاً يستوعب كلّ قدرتنا فنعجز عن أداء ما هو صالح لأنفسنا، فيتبدّل البلاء في هذه الحالة إلى شرّ ونقمة. (2)
1 . ينبغي أن يكون موقفنا إزاء ما يبتلينا الله به الرضا بما يراه الله مصلحة لنا، وأن يكون هدفنا نيل رضوان الله فحسب.
فإذا كانت النعم هي التي تؤدّي بنا إلى هذا الهدف، فإنّنا نسأل الله أن يعطينا من النعم ما يرضيه عنّا.
وإذا كان البلاء هو الأصلح لنا، فإنّنا نسأل الله العافية، وأن يفعل بنا كلّ ما يؤدّي بنا إلى نيل رضوانه تعالى . (3)
2 . إذا واجهنا المصائب والشدائد والمكاره ، ولكنّنا بقينا مصرّين على نيل رضا
ص: 74
الله، فعلينا أن نعلم بأنّنا نعيش في نعمة عظمى؛ لأنّ كلّ مكروه وبلاء مهما كان كبيراً فإنّه يهون ويصغر ولا قيمة له عند مقايسته مع سخط الله وغضبه.(1)
1 . يدفع الله عنّا المكاره، ويبعد عنّا السوء، ويصرف عنّا الشرّ بلطفه. (2)
2 . إنّ الله رحيم، وهذه الرحمة هي التي توجب عند اقتضاء الحكمة الإلهية أن يمنحنا الله العافية، ويبعدنا عن كلّ سوء وبلاء. (3)
3. يفتح الله باب الفرج أمامنا، ويكشف عنّا الغم بفضله وسعته وإحسانه، ويمنع هيمنة سلطان الهمّ علينا بحوله وقوته . (4)
1 . إنّ الله تعالى:
هو العدّة لنا عندما تحيط بنا الأحزان.
وهو الملجأ لنا عندما تلمّ بنا الهموم والغموم.
وهو العون لنا عندما نتعرّض للحرمان.
وهو الذي يعوّض ما فاتنا، ويصلح ما فسد من أمورنا، ويغيّر ما هو مكروه لنا.
وينبغي أن نسأله ليمنن علينا قبل البلاء بالعافية.(1)
2. ينبغي الالتجاء إلى الله ليكفينا شدّة مصائب الدهر والأيام . (2)
3. إنّ الله هو الملجأ والنجاة للتخلّص من شدائد المحن والفتن والابتلاءات الصعبة جدّاً. (3)
4 . إذا تشابكت علينا الأمور، ووجدنا أنفسنا عاجزين عن التخلّص من الشدائد والمصائب المحيطة بنا، فلا سبيل لنا في هذه الحالة إلّا الالتجاء إلى الله؛
لأنّه تعالى:
هو المدعو للمهمّات والشدائد التي تشغل همّنا وتفكيرنا.
ولا تبتليني ببلاء على أثر بلاء، فقد ترى ضعفي وقلة حيلتي وتضرعي إليك». [دعاء 48]
ص: 76
وهو المفزع في الملمّات التي تنزل بنا فتوقعنا في المصائب والشدائد.
ولا تندفع ولا تزول هذه المهتمات والملمات إلّا بإذن الله وإرادته . (1)
5 . قد يبلغ البلاء المحيط بنا حدّاً يشقّ علينا ثقله، ولا يكون لنا حلّاً للتخلّص منه إلّا الالتجاء إلى الله عزّ وجل .(2)
6 . قد نواجه حالات البلاء والشدّة والضيق بحيث نعجز عن التخلّص منها عن طريق الأسباب المتوفّرة لدينا، وفي هذه الحالة ينبغي أن لا نفقد أملنا بالله ؛ لأنّه تعالى هو القادر على كشف ما ابتلينا به، ودفع ما وقعنا فيه. (3)
7. قد نواجه مشاكل لا نتمكّن من حلّها، وأزمات معقّدة لا نقدر على احتوائها، وشدائد عسيرة لا يسعنا التخلّص منها، فيكون ملجؤنا الوحيد - في هذه الحالة - الاستعانة بالله ؛ لأنّه تعالى:
أوّلاً: ذلّت لقدرته الصعاب.
ثانياً: تسبّبت بلطفه الأسباب. (4)
ثالثاً: جرى بقدرته القضاء. (5)
ص: 77
رابعاً. مضت على إرادته الأشياء. (1)
8. لا ننال تفريج همومنا وغمومنا، ولا نحصل على لذّة استجابة دعائنا لرفع ابتلاءاتنا العسيرة إلّا عن طريق الالتجاء إلى الله، ليهب لنا من رحمته الخاصة، ويفرج علينا فرجاً هنيئاً، ويجعل لنا من عنده مخرجاً وح-لاً سريعاً لا تأخير فيه. (2)
9 . قد يُبتلى الإنسان بالوحشة والغربة والكربة والحزن والخذلان والوحدة والاحتياج والتشريد. ويكون الالتجاء إلى الله في هذه الحالة أفضل سبيل للإنسان المبتلى؛ لأنّ الله :
«أنس كلّ مستوحش غريب»... «وفرج كل مكروب كئيب».
«وغوث كلّ مخذول فريد». «وعضد كلّ محتاج طريد». (3)
10 . إذا تدخّلت الإرادة الإلهية بالنسبة إلى الإنسان فألحقت به إحدى الأمور التالية:
أوّلاً: أوردت عليه شيء.
ثانياً: وجّهت نحوه شيء.
ثالثاً: أغلقت أمامه باباً من أبواب الرخاء.
ص: 78
رابعاً: فتحت أمامه باباً من أبواب البلاء.
خامساً: عسّرت عليه بعض الأمور.
سادساً: أوقعته في دائرة الخذلان.
فلا يستطيع أحد تغيير هذا التدخّل الإلهي أبداً إلّا الله نفسه.(1)
11 . إنّ الإحسان الإلهي هو الذي يحفّز المضطرين على التوجه نحو الله والاستغاثة به من أجل التخلّص من البلاء المحيط بهم .(2)
1 . إذا شعرنا بأننّا لا طاقة لنا على المشقّة والعناء، ولا صبر لنا على البلاء، ولا قوّة لنا على الفقر، فعلينا التوسّل والدعاء والطلب من الله ليرفع عنّا العناء والفقر. (3)
2. كتب الله على نفسه إجابة دعوة المضطرين، ووعد المبتلين بالسوء أن يكشف عنهم السوء والبلاء، وقال تعالى: (أَمَن يُجيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوء). [النمل: 62](4)
3 . ينبغي الدعاء من الله ليقينا من الخوف الشديد الذي يفزعنا ويؤدّي بنا إلى الحيرة في أمرنا . (5)
ص: 79
إنّ صرف الله المكروه عنّا، ودفعه السوء والبلاء عنّا، ووقايته المصائب والمحن عنّا، يستوجب منّا أن نحمده ،تعالى، ونشكره إزاء ذلك. (1)
من وظائفنا الاجتماعية أن نكون من أهل السداد، ومن أدلّة الرشاد الذين يدلّون الناس على الرشد والهدى . (2)
ينبغي أن يكون إرشاد الإنسان للآخرين متحلّياً بأحسن صورة ممكنة، ليؤتي ثماره، ويترك أثره المطلوب في الواقع الاجتماعي. (3)
إنّ للدعاة والمبلّغين العاملين في توجيه العباد إلى مرضاة الله عزّ وجل وإرشادهم إلى سبيله منزلة رفيعة، تجعلهم من خواص عباد الله المقرّبين، وهذا ما يحفّزنا للعمل - قدر وسعنا - في ساحة الدعوة والتبليغ .(4)
ص: 80
1 . يحتاج الإنسان إلى التسديد الإلهي ليقيه الله من سقطة الهالكين، وتخبّط الضالّين، وزلّة المغرورين، وورطة الهالكين .(1)
. يحتاج الإنسان حين سلوكه طريق الخير إلى تسديد إلهي يسهّل له اجتياز الموانع في هذا الطريق. (2)
بعبارة أخرى: الشخص الذي يعاني من حالة الضعف في مستواه العبادي، ويجد نفسه في فخ طول الآمال والطموحات، وفي أسر الذنوب والمعاصي، لا سبيل له للتخلّص من الوضعية السيّئة التي يعيش فيها إلّا الالتجاء إلى الله؛ ليشمله التسديد الإلهي، ويحيطه الباري عزّوجل برحمته وعفوه وغفرانه. (3)
يسدّد الله العبد لئلا يقترب من القبائح والسيّئات والآثام والخطيئات الفاضحة
ص: 81
عن طريق إشعار قلب العبد بحالة النفور والانزجار منها . (1)
إحدى سبل صيانة أنفسنا من إيذاء الآخرين هي الالتجاء إلى الله والاستعانة به؛ ليعصمنا من إيذاء كلّ مؤمن ومؤمنة، ومسلم ومسلمة. (2)
إذا تعرّضنا إلى مواقف وتصرفات سيّئة من قبل الآخرين، فعلينا -- بعد الاستعانة بالله - أن نبذل غاية جهدنا لاتباع سلوك وتصرّفات تحوّل هذه المواقف والتعاملات من الحالة السلبية إلى الحالة الإيجابية.
5. تبديل جفاء وعقوق ذوي الأرحام إلى صلة ومبرّة.(1)
6 . تبديل خذلان الأقربين إلى تعاون ومساعدة. (2)
7. تبديل المحبّة غير الحقيقية والتصنّعية التي يظهرها الآخرون لنا إلى محبّة ومودّة وألفة صادقة وحقيقية. (3)
تبديل رفض وسوء تعامل من نختلط بهم إلى الاستجابة وحسن المعاشرة والمعايشة. (4)
9 . تبدیل مرارة الخوف من الظالمين إلى حلاوة الأمن . (5)
إذا كنّا في مقام الدفاع عن أنفسنا أمام هجوم الآخرين، فإننّا سنكون بحاجة إلي:
1 . القوّة والقدرة ضدّ من يظلمنا.
2. الحجة والبيان ضدّ من يخاصمنا .
الظفر والفوز ضدّ من يعاندنا.
4. المكر والحيلة ضدّ من يكايدنا.
5. القهر والسلطان ضدّ من يضطهدنا.
6 . القدرة على تكذيب من يعيبنا.
ص: 83
7. السلامة والحفظ ممن يتوعّدنا . (1)
1 . نواجه من غشّنا بالنصح والمعروف.
2. نجازي من هجرنا بالبرّ والإحسان.
3. نثيب من حرمنا بالبذل والعطاء.
4 . نكافئ من قطعنا بالصلة والمودّة.
5 . نقابل من اغتابنا بحسن الذكر والثناء.
6 . نشكر المحسن ونتجاوز عن المسيء. (2)
يجدر بنا إزاء الذين تجاوزوا على حقوقنا، وتعاملوا معنا بما حرّم الله عليهم فظلمونا أن نبرء لهم الذمة، ونصفح عما ارتكبوه من ظلم في حقّنا _ سواء كان هؤلاء الآن من الأحياء أو الأموات - ونسأل الله لهم العفو والمغفرة لما لحقهم بسبب ظلمهم إيانا، وتعدّ براءة الذمة هذه من :
أزكى وأنمى صدقات المتصدّقين.
وأعلى صلات وعطيات المتقرّبين.
ص: 84
وسيعوّضنا الله إزاء عفونا عن هؤلاء بعفوه ، وإزاء دعائنا لهم برحمته، وسيحيطنا جميعاً بإحسانه، ويكتب لنا جميعاً النجاة بفضله. (1)
ينبغي أن لا يحمل الإنسان المؤمن الحقد والغل على أحد من المؤمنين في صدره، وإذا كان شيء من هذا القبيل فينبغي أن يحاول الإنسان مسرعاً إلى نزع هذا الحقد من صدره. (2)
المنهجية الصحيحة للافتراق والاجتماع مع الآخرين:
ينبغي علينا مفارقة من افترق سبيله عن الله، والاجتماع مع من اجتمع سبيله مع الله عزّ وجل. (3)
ينبغي أن نحاول الابتعاد عن التعرّض لإحسان وفضل أيّ شخص كافر أو فاجر، لئلا يكون لهؤلاء علينا منّة وفضل.
ص: 85
وإذا احتجنا إلى شيء، فينبغي أن يكون سكون قلوبنا وأنس أنفسنا واستغنائنا وكفايتنا بالله وبخيار ،خلقه، وأن نبتعد عمّا يدفعنا إلى مدّ أيدينا إلى شخص كافر أو فاجر. (1)
وبصورة عامة : الكفاية والاستغناء عن العباد وعدم الاضطرار لطلب الحاجة منهم، كالتاج على الرأس توجب لصاحبها الزينة والعزّة والرفعة.(2)
تعرّف الآخرين علينا، وازدياد بصيرتهم بما أوجب الله عليهم إزاءنا من حقوق يدفعهم إلى حسن التعامل معنا، وهذا ما يعمّق الصلة بيننا وبينهم فينالوا وننال بذلك السعادة والسرور نتيجة إحساننا إليهم وإحسانهم إلينا . (3)
أفضل زاد يأخذه الإنسان معه من الدنيا إلى سفره الأخروي هو التقوى، وبهذا تكون رحلة الإنسان متّجهة نحو الرحمة الإلهية، ويكون مدخله في مرضاته تعالى، ويكون مثواه ومحل إقامته الجنّة. (1)
يحتاج الإنسان من أجل الالتزام بالتقوى إلى التسديد الإلهي ليحظى بالعناية الإلهية، فيلهمه الله التقوى، ويوفّقه للتي هي أزكى، ويستعمله با هو أرضى، ويسلك به الطريقة المثلى، ويجعله سائراً على المنهاج الصحيح والطريق القويم، ويجعل حياته ومماته في سبيل الحقّ.(2)
1 . أمرنا الله بأداء بعض التكاليف ليمتحن ويختبر طاعتنا، ومدى صدق سرائرنا، ومقدار رسوخ الإيمان في قلوبنا. (1)
2. نهانا الله عن ارتكاب بعض الأفعال ليبتلي شكرنا . (2)
وعموماً: أراد الله منّا «الصلاح» لا «الفساد»، ولهذا أرشدنا الله إلى ما نصلح به أمورنا الفاسدة، كما أنّه تعالى يصلح الكثير ما فسد من أمورنا الدنيوية والأخروية. (3)
رضي الله من أفعالنا باليسير ، وجعل التكاليف العبادية أقل بكثير من طاقتنا وإمكانياتنا. (4)
بعبارة أخرى: لم يكلّفنا الله بما لا طاقة لنا به، بل كلفنا بما هو في وسعنا، بحيث لم يترك لأحدنا الحجّة والعذر في التخلّي عما كلّفنا به.
ولهذا تكون عاقبة مخالفة هذه التكاليف الهلاك.
وتكون عاقبة الالتزام بهذه التكاليف السعادة.(5)
ص: 88
1 . النفس البشرية - بطبيعتها - كثيرة الجزع ، ودأبها عدم تحمّل المكروه وعدم الصبر عليه . (1)
2. النفس البشرية - بطبيعتها - تدفع صاحبها دائماً إلى اقتحام حرمات الله، والتعدي على حدوده تعالى، والغفلة عن وعيده .(2)
النفس البشرية - بطبيعتها - ذات رغبات طائشة لا يهمها سوى تلبية طلباتها، وينبغي على الإنسان أن يقوم بتهذيب نفسه، لتكون رغباته دائماً نيل ما عند الله عزّ وجل. (3)
4 . النفس البشرية - بطبيعها - أمّارة بالسوء ومختارة للباطل، إلّا أن يجاهد العبد نفسه، فيدخل في دائرة الرحمة الإلهية، فلا يكله الله إلى نفسه، بل يحيطه بتسديده وتوفيقه وعنايته، ويساعده على تهذيب نفسه، وتحويلها إلى نفس مطمئنة ومختارة للحقّ . (4)
الاستعانة بالله لتهذيب أنفسنا:
قد نضعف في تربية أنفسنا وتزكيتها وكبح جماحها، فلا يكون لنا سبيل لسدّ
ص: 89
ضعفنا هذا إلّا عن طريق الاستعانة بالله، ليمنحننا من التسلّط على أنفسنا والتمكّن منها ما نحقّق به رضاه عزّ وجل. (1)
إذن: ينبغي علينا الاستعانة بالله للقيام بإصلاح أنفسنا، والابتعاد عن الصفات التي يبغض الله وجودها فينا، وتحسين سلوكنا وتصرّفاتنا، والمبادرة إلى تنمية مكارم الأخلاق فينا.(2)
بعبارة أخرى: إذا أحاطت وساوس أنفسنا بنا، ولم نتمكّن من مواجهتها والتخلّص منها ،فالملجأ الوحيد لنا في هذا المجال هو الالتجاء إلى الله، وطلب العون منه تعالى. (3)
4. عوّد الله عباده على قبول التوبة، بحيث كلّما يعود الإنسان إلى الله بالاستغفار والتوبة يعود الله عليه بالمغفرة والإنابة .(1)
1 . ينبغي للعبد المسيء أن يفرّ بنفسه إلى الله؛ لأنّه تعالى إليه مفرّ المسي ء، ومفزع المضيّع لحق نفسه. (2)
2 . لو كان الإنسان المقصّر في حقّ الله قادراً على الهروب من العقاب الإلهي فالأولى له الهروب، ولكن حيث لا يمكن الهروب، ولا زال الإنسان في هذه الدنيا يمتلك فرصة التوبة إلى الله تعالى، فعليه أن يغتنم هذه الفرصة ويتوب إليه عزّ وجل. (3)
تفضّل الله على الأمّة الإسلاميّة في مسألة التوبة، وجعلها لهم أيسر مما كانت عليه الأمم السابقة. (4)
لا تقتصر التوبة على ارتكاب الذنوب والمعاصي والآثام، بل ينبغي التوبة من
تفضّلاً». [دعاء 31]
ص: 91
جميع ما يخالف إرادة الله أو الانحراف عن محبته تعالى من قبيل خطرات القلب كالأهواء والميول والأماني والرغبات المذمومة، ومن قبيل خائنة الأعين وزلّات اللسان. (1)
1 . الذنوب والمعاصي أمور مهلكة للعبد ، والملجأ الوحيد للتخلّص منها هو اللجوء إلى الله وطلب التوبة منه والاستجارة به؛ لئلا يخذلنا ويحرمنا ويخيّب آمالنا. (2)
2 . كلّ مذنب بحاجة إلى التوبة وطلب الغفران منه تعالى، وتكون هذه الحاجة أكد في خصوص من أثقلت الخطايا ،ظهره، وضيّع عمره في ارتكاب الذنوب والمعاصي. (3)
1. الرحمة الإلهية هي التي تدفع المذنبين إلى الاستغاثة بالله وطلب العفو منه.(4)
ص: 92
2 . الرأفة الإلهية هي التي تحفّز المذنبين على التوبة والإنابة إليه تعالى والتوجّه إلى ما فيه صلاح أمرهم رجاءً لرحمة الله التي بها فكاك رقاب الخاطئين. (1)
3. الخوف من الله هو الذي يدفع الخاطئين وأصحاب الذنوب والمعاصي إلى رفع أصواتهم بالبكاء بين يدي الله طلباً للتوبة والإنابة إليه تعالى. (2)
4. كلّما يكون المؤمن أعرف بما جنى من المعاصى وما ارتكب من الإثم، فإنّه سيمتلك المزيد من المحفزات للتوبة والاستغفار. (3)
5 . إنّ الله «يقبل التوبة» عن عباده، ويعفو عن السيّئات، و«يحبّ» التوّابين.
وهذا ما يدفعنا للتوبة :
ليقبل الله توبتنا كما وعد.
ويعفو عن سيّئاتنا كما ضمن.
ويجب لنا محبّته كما شرط . (4)
أحوج الناس إلى التوبة:
يكون الإنسان الذي يتغلب عليه الأمل ويفتنه الهوى وتتملكه الدنيا ويظلّه الأجل أحوج من غيره للإنابة والتوبة. (5)
ص: 93
ينبغي أن تكون توبتنا كمن أدرك بأنّ أيام عمره --- وهي فرصته للعمل الصالح - قد انقضت، ولكنّه لم يغتنم تلك الفرصة، وقد أشرف الآن على الموت، وأيقن بأنّه لا مفرّ له من عذاب الله إلّا بالإنابة فيتوجّه إلى الله بإخلاص ليعفو عنه . (1)
أهم سبيل للنجاة من الله هو التضرّع إليه تعالى. (2)
1 . أمرنا الله بالتوبة، وضمن لنا القبول، وحتّنا على الدعاء، ووعدنا الإجابة، فمن توجّه إلى الله قبل الله توبته ولن يجعل حصاده الخيبة؛ لأنّه تعالى هو التوّاب على المذنبين، وهو الرحيم للخاطئين المنيبين . (3)
2. الرحمة الإلهية واسعة بحيث إذا تاب العبد وأناب إلى ربّه بعد الإصرار على عظيم جرمه فلا يحرمه الله من رحمته بل يحيطه بعفوه ومغفرته .
ص: 94
3. إنّ الله عطوف بعباده المذنبين، فإذا تابوا فإنّه سيعفو عنهم، ولا يؤاخذهم بما ارتكبوا.(1)
1. فتح الله أبواب التوبة لنا، وهذا الأمر بحدّ ذاته نعمة عظمى وفّرها الله لنا بفضله. (2)
2 . يستحق الله منّا الحمد والشكر إزاء تفضّله علينا بالصفح الجميل، وتجاوزه عن إساءاتنا وعفوه عن ذنوبنا . (3)
1. فتح الله لعباده باباً إلى عفوه سمّاه التوبة، وقد بيّن الله ذلك في محكم كتابه لتكون هذه الباب معروفة عند الجميع ولا يخطؤها من أرادها، فقال تبارك اسمه :(تُوبُوا إِلَى الله تَوْبَةٌ نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي الله النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتُمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
رحمته واسعة، وعفوه عظيم ... عُد عليّ برحمتك، وتعطّف عليّ بفضلك، وتوسّع عليّ بمغفرتك». [دعاء 48]
ص: 95
[التحريم: 8 ] ، فما عذر من أغفل دخول ذلك المنزل بعد فتح الباب وإقامة الدليل (1) ؟ !
2. يدعو الله إلى نفسه الذين يبتعدون عنه نتيجة ارتكابهم للذنوب والمعاصي، ويدعوهم إلى التوبة والإنابة والرجوع إليه تعالى. (2)
3. يحبّ الله منّا الاستغفار والتوبة واتّخاذ قرار الكفّ عن ارتكاب الذنوب والمعاصي، ويكره لنا الإصرار والدوام والثبات عليها. (3)
4 . يتقبّل الله من العباد عودتهم إلى الطاعة بعد المعصية؛ لأنّه تعالى يحبّ التوّابين. (4)
أهم الموارد التي تستحق التوبة والاعتذار منها إلى الله تعالى:
1 . مظلوم ظلم بمحضرنا فلم ننصره .
2. معروف أعطي لنا فلم نشكره.
3. مسيء ء اعتذر منّا فلم نعذره.
4. فقير سألنا فلم نلبي طلبه.
5. حقّ مؤمن لزمنا فلم نؤدّيه.
6 . عيب مؤمن ظهر لنا فلم نستره.
7. إثم عرض لنا فلم نهجره . (5)
ص: 96
يعتبر نيل التوفيق الإلهي أهم وسيلة للتوبة والعزيمة على ترك الذنوب والمعاصي.
وأبرز وسيلة للحصول على هذا التوفيق هو الدعاء وطلب العون من الله ليرزقنا حسن الإنابة، ويطهرنا بالتوبة، ويصلح أمورنا بالعافية، ويذيقنا حلاوة المغفرة، ويحرّرنا بعفوه من الخطايا وتبعات الآثام، ويعتق رقابنا برحمته من عبوديتها للذنوب والمعاصي. (1)
1 . عندما يقف الإنسان المذنب وحيداً فريداً بين يدي الله ويخفق قلبه من خشية الله، وتضطرب أركانه من هيبة الله.
فإنّه يدرك ذلك الحين قيمة التوبة؛ لأنّ الذنوب ستجعله في مقام الخزي أمام الله عزّوجل.
ويحتار الإنسان في ذلك الوقت:
إن سكت لم ينطق عنه أحد.
وإن جاء دور الشفاعة فإنّه يعلم بأنّه ليس ممن يستحق الشفاعة.
ص: 97
فيكون هذا الإنسان في ذلك الوقت أحوج ما يكون إلى رحمة الله وكرمه وعفوه وفضله؛ ليشفع في خطاياه بكرمه.
ويقابل سيئاته بعفوه.
ولا يخزيه بعقوبته.
ويبسط عليه بفضله.
ويغمره بستره وغفرانه.
ويفعل به فعل عزيز تضرّع إليه عبد ذليل فرحمه أو غني تعرّض له عبد فقير فبعث فيه الحياة والأمل . (1)
2. يكون الإنسان عند التوبة في مقام العائذ بالله ومحلّ المعترف له . (2)
3. يكون الإنسان عند التوبة في مقام من استحيا لنفسه من الله، وسخط عليها، ورضي عن الله؛ ولهذا فإنّه يتوجّه إلى الله بخشوع وخضوع، وبظهر مثقل من الخطايا، واقفاً بين الرغبة إلى الله وبين الرهبة منه . (3)
4. يكون الإنسان في مقام التائب أقرب إلى نيل فضل الله وعفوه إلّا مع وجود موانع تحرمه من هذا الفضل والعفو الإلهي وتجعله من الخائبين. (4)
ص: 98
5. التائب هو الذي يقف أمام الله ويمدّ يده إليه تعالى، مقرّاً بأنّها الأيدي الأثيمة التي ارتكبت الذنوب والمعاصي، ومعترفاً بأنّه ممن قادته أزمّة الخطايا، واستحوذ عليه الشيطان، فقصّر عمّا أمر الله به تفريطاً، وارتكب ما نهاه الله عنه، كأنّه غافل عن عاقبة الأمور، وجاهل بقدرة الله عليه، ومنكر لفضل إحسان الله إليه.
ولكن عندما انفتح له بصر الهدى، وتقشّعت عنه سحائب العمى، أحصى ما ظلم به نفسه، وفكّر فيهما خالف به ربّه، فأدرك فداحة عصيانه وهول مخالفته، فأقبل نحو الله مؤمّلاً له ومستحيياً منه، ووجّه رغبته إليه وهو واثق به، وقصده موقناً بأنّ رحمته أوسع من ذنبه، وتوجّه إليه بإخلاص من منطلق الخوف والخشية منه تعالى . (1)
1 . الندم إزاء ارتكاب السيّئات والعزم على تركها نوع من أنواع التوبة. (2)
أقنط وفودك الآملين، واغفر لي، إنّك خير الغافرين». [دعاء 32]
ص: 99
2 . الندم توبة، وترك المعاصي إنابة، والاستغفار حطّة للذنوب.(1)
1 . التوجّه إلى الله بقلب طاهر (2)
2. الدعاء بصوت ملؤه الحزن والأسى والخشية. (3)
3. التوجه إلى الله بمنتهى الخشوع والتواضع والانكسار بحيث يكون التائب مطأطئ الرأس، منحني الظهر، وقد أحاطت الرعشة بقدميه فجعلته يرتعد وقد اصطحت فرائصه، وفاضت عيناه بالدموع بحيث سالت دموعه على خديه. (4)
4. الالتفات إلى أنّ الله لا يعظم عليه العفو عن الذنب العظيم، ولا يصعب عليه التجاوز عن الإثم الكبير، ولا يشقّ عليه التجاوز عن الجرائم والجنايات القبيحة جدّاً. (5)
5. الخوف والإشفاق والوجل من تبعات و آثار الذنوب التي صدرت منه . (6)
ص: 100
6 . الخجل والاستحياء من الله إزاء الذنوب والمعاصي التي ارتكبها.(1)
7. الندم إزاء ارتكابه المعاصي والذنوب والآثام. (2)
8. الوقوف بين يدي الله مبدياً لفقره وفاقته ومسكنته، وأن يكون بمغفرة الله أوثق منه بعمله، وأن يعى بأنّ مغفرة الله ورحمته أوسع من ذنوب عباده.(3)
9. الوقوف بين يدي الله وقوف المستسلم الخاضع الذليل المعترف بذنوبه، ولسان حاله: إلهي إن تعذّبني فإنّي لذلك أهل وهو يا ربّ منك عدل، وإن تعف عني فقديماً شملني عفوك والبستني عافيتك.(4)
10 . التحلّي بالمسكنة والاستكانة والشفقة والخوف والوجل والفقر والاضطرار. (5)
11 . الاعتراف بالضعف في الانتباه إلى طاعة الله عزّ وجل . (6)
12 . الاعتراف بقلّة الالتفات إلى وعيد الله وغفلتنا من غضبه وسخطه . (7)
13 . الاعتراف باندفاعنا من دون تفكير وبدون روية وبصورة غير متزنة نحو الباطل .(8)
ص: 101
14 . الاعتراف بالإساءة والخطأ والزلل . (1)
15. الاعتراف بالاجتراء والتعمّد في ارتكاب المعاصي. (2)
16 . الاعتراف بأفعالنا القبيحة وكثرة تبعاتها وآثارها السيّئة .(3)
17. الإقرار بالجرم والإساءة إلى النفس. (4)
18. الاعتراف بإلقاء النفس في طول العناء الدنيوي والأخروي.(5)
19 . الاعتراف بأنّنا جنينا على أنفسنا وأوقعنا أنفسنا في التهلكة؛ لأنّنا خشينا من عباد الله وحذرنا منهم ولم نهاب الله ولم نحذره، ولم نرهب سطوة الله وبطشه، ولم نخف بأسه وشدّة عقوبته وأليم عذابه . (6)
20 . الاعتراف بالذنب والتصريح أمام الله بأنّه أمرنا فعصيناه ونهانا فتمردنا عن نهيه، وأننّا تجاوزنا حدوده عزّ وجل، وانتهكنا حرماته، وارتكبنا كبائر ذنوبه (7)
تنبيه: الاعتراف بالذنب وتوبيخ النفس - بين يدي الله عزّوجل - يكون من باب طمعنا في رأفة الله وسبيلاً لنيل رحمته والفوز بمغفرته. (8)
ص: 102
21. الاعتراف بعجز إحصائنا لعيوبنا ومعاصينا لكثرتها واتّساع كمّيتها . (1)
22. الاعتراف بين يدي الله بأنّ ذنوبنا سلبت منّا قدرنا ومنزلتنا، وألبستنا لباس الذلّ والحقارة. (2)
23 . الاعتراف بقلّة الحياء . (3)
24. التوجّه إلى الله ورجاء عظيم عفوه الذي يعفو به عن الخاطئين. (4)
25. التكلّم مع الله بصفة العبد:
*الذليل.
*الظالم لنفسه.
*المستخف بحرمة ربّه.
*الذي عظمت ذنوبه بحيث أصبح أمرها جسيماً في خطورته وضرره.
*الذي أدبرت أيامه فانقصت [أي: تقدّم به العمر]، ومضت أيام شبابه من غير رجعة. (5)
26. الاعتراف الله بأنّنا لم نستسلم وقت إحسانه إلّا بالامتناع عن عصيانه.(6)
ص: 103
ص: 104
27. السؤال من الله سؤال البائس المحتاج بشدّة. (1)
28. السؤال من الله بخجل واستحياء. (2)
29 . السؤال من الله سؤال من استكثر ذنوبه واعترف بخطيئته . (3)
30. السؤال من الله سؤال من اشتدّت فاقته وضعفت قوّته وكثرت ذنوبه، سؤال من لا يجد لفاقته مغيثاً ولا لضعفه مقوّياً ولا لذنبه غافراً غير الله عز وجل .(4)
«مولاي ارحم كبوتي لحرّ وجهي، وزلّة قدمي، وعُد بحلمك على جهلي، وبإحسانك على إساءتي، فأنا المقرّ بذنبي المعترف بخطيئتي، وهذه يدي وناصيتي أستكين بالقود من نفسي ارحم شيبتي ونفاد أيامي، واقتراب أجلي، وضعفي ومسكنتي، وقلّة حيلتي». (5)
1 . يجدر بنا عند طلب المغفرة لأنفسنا أن نطلب ذلك أيضاً لغيرنا من عباد الله الصالحين .(6)
ص: 105
2. ننسى بعض الأحيان ارتكابنا لبعض الذنوب، فنغفل عن الاستغفار والتوبة، وهذا ما يدعونا عند التوبة أن نطلب منه تعالى ليغفر لنا جميع التبعات، سواء كانت التبعات التي لنا علم بها أو التبعات التي نسيناها، وكلّهن بعين الله التي لا تنام وعلمه الذي لا ينسى، ونسأل الله أن يحطّ عنّا وزرها، ويخفّف عنّا ثقلها، ويعصمنا من اقتراف مثلها . (1)
1. التذلل لله .
. الاستكانة لله .
. حسن الظن بالله .
4. الثقة بما عند الله .
ه . الرجاء بالله.
6 . الشعور بالغربة.
7. الشعور بالذلة أمام الله.
. الشعور بالبؤس والهوان.
9. الشعور بالفقر في كلّ شيء الله.
10 . الشعور بالخوف والوجل من الله .
ص: 106
11 . الاستجارة بالله .
12. الخشية من الله.
13 . التضرع إلى الله.
14. الاستعاذة بالله .
15 . الالتجاء إلى الله.
16. التواضع أمام الله.
17. مراعاة الأدب والنزاهة مع الله.
19 . تصغير النفس أمام الله. (1)
1 . الأمل بالله .
3. الرغبة في الله .
2. الاستحياء من الله.
4. الثقة بالله .
ه . الإيقان بأنّ رحمة الله أوسع من ذنبه. 6. الخوف من الله.
7. القصد بإخلاص.
9. الفزع من الله فقط.
11. التذلّل الله.
8. الطمع بالله فقط.
10 . التواضع الله .
12. التضّرع إلى الله.
ص: 107
13.الخضوع الله.
14. الخشوع الله.
1. کشف همومه الله
2. بثّ أسراره إلى الله.
3. عدّ ذنوبه أمام الله.
ثُمّ يستغيث العبد بالله من عظيم ذنوبه وقبيح ما فضحه في حكم الله . (1)
أفضل ما ينبغي لنا الاتّصاف به عند طلبنا التوبة هو الحياء من الله عزّوجل إزاء ارتكابنا للأفعال السيّئة (2)، وينبغي أن يتجلّى هذا الحياء في وجودنا بالأشكال التالية:
1 . فيضان دموع العين نتيجة الخوف من الله تعالى.(3)
2. خفقان القلب نتيجة الخشية من الله تعالى .(4)
3. خضوع الجوارح نتيجة الهيبة من الله تعالى.(5)
ص: 108
4. خَمَد الصوت وعدم القدرة على رفعه بالاستغاثة. (1)
5. عجز اللسان عن الدعاء والتضرّع إلى الله عزّ وجل.(2)
1 . كلّما يكون العبد عند التوبة صاغراً، ذليلاً، خاضعاً، خاشعاً، خائفاً، معترفاً بعظيم ذنوبه، وجليل خطاياه مستجيراً بصفح الله، لائذاً برحمته، مؤمناً بأنّه لا يجيره منه مجير، ولا يمنعه منه مانع، فإنّه سيكون أقرب إلى نيل العفو والغفران الإلهي . (3)
2. إذا أمرنا الله بطاعته ونهانا عن معصيته فخالفناه، ولم تكن مخالفتنا من منطلق العناد والاستكبار، بل كانت من منطلق تلبية الهوى والانخداع بإغواءات الشيطان، وكنّا عارفين بوعيد الله، وراجين عفوه، وواثقين بتجاوزه، ثُمّ أقررنا على أنفسنا بالإساءة والذنوب، واعترفنا الله بارتكاب السيئة، فإنّنا سنكون أقرب إلى نيل العفو الإلهي ممن لم تمتلك توبته هذه المواصفات. (4)
3. الرحمة الإلهية أقرب للتائب الذي يتوسل إلى الله باستمرار، ويبدي تذلّله
ص: 109
وشدّة مسكنته، ويعترف بسوء موقفه بين يدي الله تعالى (1).
4. المغفرة الإلهية أقرب للباكي والمتذلّل بين يدي الله تعالى. (2)
5 . الوقوف بين يدي الله والإقرار أمامه بقبح ما ارتكبناه من أفعال سيئّة، وإظهار الخوف والخشية من سخطه تعالى ومقته، يقربنا إلى غفرانه تعالى والنجاة من عذابه. (3)
6 . إذا وفدنا إلى الله ليغفر لنا.
وقصدناه ليسامحنا ويتجاوز عن ذنوبنا.
وتوجهنا نحوه بشوق ولهفة ليعفو عنا.
واعتمدنا ووثقنا بفضله عزّوجل.
ونحن على يقين بأنّنا:
ليس لنا ما يوجب لنا مغفرة الله.
وليس لنا ما نستحق به عفو الله.
وليس عندنا شيء بعد أن حكمنا على أنفسنا إلّا فضل الله.
فلن يكون نصيبنا - إن شاء الله - إلّا الدخول في دائرة لطف الله وفضله وإحسانه.(4)
ص: 110
النداءات التي يحسن دعوة الله بها عند التوبة(1):
1. «أي أرحم الراحمين».
2 . «يا أرحم من انتابه المسترحمون».
3 . «يا أعطف من أطاف به المستغفرون».
4. «يا من عفوه أكثر من نقمته».
5 . «يا من رضاه أوفر من سخطه».
6 . « يا من تحمّد إلى خلقه بحسن التجاوز.
7 . «يا من عوّد عباده قبول الإنابة».
8 . «يا من استصلح فاسدهم بالتوبة.
9 . «يا من رضي من فعلهم باليسير».
10 . «يا من كافى قليلهم بالكثير».
11. «يا من ضمن لهم إجابة الدعاء».
12 . يا من وعدهم على نفسه بتفضّله حسن الجزاء».
2 . التوبة تصون الجوارح من تبعات الذنب الذي ارتكبه الإنسان بها، وتجعل صاحبها في أمان ممّا يخاف المعتدون من أليم سطوة الله وبطشه . (1)
3. التوبة تقوم بإصلاح هذا الفساد الناتج من الذنوب في نفس الإنسان. (2)
4. التوبة تطهّر القلب والنفس من الشوائب والأدران والأوساخ المعنوية للذنوب والمعاصي. (3)
بعبارة أخرى: دنس وأوساخ العصيان ودرن الخطايا والذنوب بحاجة إلى تطهير، فإذا طهّر الإنسان قلبه ونفسه بالتوبة، فسيلبسه الله بعد ذلك لباس العافية، ويحيطه بنعمه الواسعة وفضله العظيم، ويؤيّده ويوفقه ويسدده بلطفه، ويعينه على النيّة الصالحة والقول المرضي والعمل الحسن . (4)
5 . التوبة النصوح تؤدّي إلى محو جميع ذنوب العبد الكبيرة والصغيرة، والمرتكبة في العلانية أو في الخفاء. (5)
6 . يعرض الله عنّا بسبب سوء أفعالنا، ويتركنا في دائرة الحرمان من ألطافه الخاصة، ولكن تقل نسبة هذا الإعراض عندما نقبل عليه ونرغب فيه ونتوجّه
ص: 112
إليه بتواضع وخشوع من باب التوبة والإنابة. (1)
7. يشعر الإنسان بعد التوبة ببرد وطيب وهناء ولذّة خاصّة، نتيجة طهارة قلبه من شوائب وأدران الذنوب والمعاصي. (2)
8. التوبة ضدّ اليأس، ولا يوجد أيّ داعي للقنوط واليأس من الرحمة الإلهية، وقد فتح الله باب التوبة أمامنا. (3)
من شقوة العبد أنّه يعود إلى المعصية مرّة أخرى بعد التوبة .(4)
كمال التوبة أن يقرّر الإنسان عدم نقض توبته، وعدم العودة إلى ذنبه وخطيئته بحيث لا تحتاج توبته إلى توبة أخرى، بل تكون توبته هذه موجبة لمحو ما مضى والسلامة فيما بقي. (5)
من شروط قبول التوبة الكاملة أن يتوب الإنسان من:
ص: 113
1 . كبائر ذنوبه وصغائرها.
2 . بواطن سيّئاته وظواهرها.
3. خطاياه القديمة والحديثة.
توبةً بحيث:
أولاً: لا يحدّث نفسه بعدها بمعصية.
ثانياً: لا يضمر أن يعود في خطيئة.
ثالثاً: يعطي الله شرطاً بأن لا يعود إلى ارتكاب ما يكره الله.
رابعاً: يعطي الله ضماناً بأن لا يرجع إلى فعل ما ذمه الله.
خامساً: يعطي الله عهداً بأن لا يتقرّب إلى جميع معاصي الله . (1)
ينبغي على الشخص الذي لا يريد معاودة ارتكاب الذنوب أن يقوم بحلّ المشکلة من جذورها، وإزالة دوافع ارتكاب الذنوب عن طريق طلب العلم واكتساب البصيرة. (2)
يجدر بنا تجديد التوبة في بداية كلّ شهر، والاستعانة بالله لنيل العصمة التي
ص: 114
تمنعنا من ارتكاب الخطايا والآثام خلال الشهر المقبل، والسؤال من الله ليحفظنا في الشهر الجديد من مباشرة معصيته، وأن يلهمنا ويوفّقنا في هذا الشهر لشكر نعمه، ويلبسنا فيه رداء الصحة والعافية، ويكمّل علينا ذلك بتوفيقنا إلى طاعته والالتزام بأمره. (1)
1 . يحبّ الله منا الاعتراف صباحاً ومساءً بقلّة أعمالنا، والإقرار بذنوبنا وخطايانا، والإذعان بإسرافنا على أنفسنا، والالتفات إلى وقوعنا في أودية الذلّ والمهانة نتيجة ارتكابنا للذنوب . (2)
2. أحبّ العباد إلى الله العبد الذي يخضع للأوامر الإلهية، ويبرأ إلى الله من الاستكبار، ويتجنّب المداومة على الذنب ويتعوّذ بالله من الإصرار على المعاصي، ويداوم على الاستغفار إزاء ما قصّر . (3)
حياة كلّ واحد منّا تنقضي، وعمر كلّ واحد منّا يفنى، ولابدّ من استجابة دعوة ملك الموت، والرجوع إلى الله، ولكن ما أجمل بنا أن نرجع إلى الله
ص: 115
وصحيفة أعمالنا مختومة بتوبة مقبولة، ساترة لكلّ أعمالنا السيئّة السابقة، فيستقبلنا الله معزّزين مكرّمين، ولا يفضحنا أمام الخلائق .(1)
وإحدى موارد التوسل بأسماء الله التوسّل بالمخزون من أسمائه تعالى، وهو الاسم الذي لم يطلع عليه الله أحداً من أنبيائه وأوصيائه. (1)
2. التوسل إلى الله بجلال وجهه الكريم. (2)
3. التوسّل إلى الله بنبوّة محمّد صلی الله علیه وآله و سلم و ولاية عليّ علیه الله وما لهما من درجات رفيعة ومقام كريم عند الله عزّ وجل . (3)
إنّنا بحاجة في مسير حياتنا إلى التوفيق والتسديد والتأييد الإلهي (4)، ولا سيّما من أجل نيل الرضوان الإلهي والوقاية من عقابه تعالى، حيث نكون في هذه الحالة بأشدّ الحاجة إلى توفيق إلهي نابع من رحمته تعالى؛ ليكون هذا التوفيق سلّماً نعرج به إلى رضوانه تعالى، ونأمن من عقابه عزّ وجل. (5)
2. من يتوكّل على الله يكفيه الله، ولا يخيّب الله أبداً من يتوكّل عليه. (1)
من أراد التحلّي بصدق التوكّل على الله، فعليه أن يطلب ذلك من الله عزّ وجل. (2)
من آثار التوكّل على الله نيل المبتغى، وتحقيق الأماني، والحصول على المطلوب. (3)
1 . يثيب الله عباده إزاء أعمالهم العبادية، وكأنهم قاموا بها باستطاعتهم الذاتية لا بتوفيقه تعالى، ولكن الله - في الواقع - هو مالك لما ملّك عباده من قدرة واستطاعة، وهو المتفضّل على العباد بجعل الثواب إزاء أعمالهم العبادية.
ص: 118
والعبد لا يؤدّي الطاعات الإلهية إلّا بتوفيق الله وفضله أوّلاً وآخراً.(1)
2 . يكافئ الله - بتفضّله - القليل من أعمال العباد الصالحة بالكثير من الجر والثواب الدائم . (2) .
3. الكرم والتفضّل الإلهي واضح جدّاً في تعامله مع من أطاعه أو عصاه. فإنّه يشكر المطيع ويزوّده بأسباب الوصول إلى رضاه تعالى.
ويمهل العاصي ولا يؤاخذه فوراً لعله ينيب إليه تعالى.
ويعطي الله كلا من المطيع والعاصي ما لم يستحق، ويحسن إلى كلّ منهما بما لا یستحق من عمله.
ولو كافأ الله العبد على ما وفّقه من طاعة لأوشك أن يفقد هذا العبد ثوابه وتزول عنه النعم الإلهية، ولكنّه تعالى يجازيه بكرمه على المدّة القصيرة الفانية بالمدّة الطويلة الخالدة، وعلى الغاية القريبة والأهداف والمقاصد الدنيوية بالغاية المديدة الباقية، وهذا منتهى الكرم الإلهي العظيم.(3)
ص: 119
4. لو أراد الله أن يلاحظ في محاسبته للعباد ما منحهم من قدرة وأسباب لم يبق لهم شيئاً يستحقون به الثواب، ولكنّه تعالى يتفضّل على العباد ويحاسبهم وكأنّه ملكهم القدرة والأسباب التي أعطاها إياهم . (1)
بصورة عامّة: يتعامل الله مع العبد بمنتهى الفضل والكرم والإحسان، بحيث يمكن القول بأنّ العبد الهالك ما أشقاه بحيث لم يشمله هذا الكم الهائل من الفضل والكرم والإحسان الإلهي .(2)
1. دعانا الله إلى تجارة مربحة، وفتح لنا أبواب رحمته، فزاد في الثمن وأعطى الزيادة.
فقال تعالى: (مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَ مَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا) [الأنعام: 160]
وقال عزّ وجل:(مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَاهُمْ فِي سَبِيلِ الله كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنَبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّنَةً حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ مَن يَشَاء). [البقرة: 261]
وقال تعالى: (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ الله قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةٌ)
ص: 120
[البقرة: 245]
وغيرها من الآيات القرآنية الدالة على أنّه تعالى يضاعف الحسنات.
ولم يقصد الله من هذه الزيادة وإعطاء الثواب الكثير على العمل القليل إلّا تقديم الربح للعباد في تجارتهم معه، ومنحهم الفوز والسعادة حين القدوم عليه .(1)
2. يزيد الله في حسنات العبد ويضاعفها عشر أمثالها؛ لتنمو وتزدهر وتكون ذات عاقبة جيّدة.
ويتجاوز الله عن سيئات العبد حتى يعفو عنها ويمحو أثرها وكأنّ العبد لم يدنو منها أبداً.(2)
يتصوّر البعض بأنّ الله لا يتقبّل من الأعمال الصالحة إلّا الأعمال العظيمة والمعتد بها، ولكنّه تعالى - في الواقع - يتقبّل كلّ الأعمال الصالحة، ولا يدع أيّ عمل - مهما كان صغيراً - من دون ثواب . (3)
يتفرّد الله وحده لإثابة من كان وفيّاً له في طاعته، ومن أتعب نفسه في ذات
ص: 121
الله ، وبذل قصارى جهده من أجل نيل مرضاته تعالى .(1)
يثيب الله - بعض الأحيان - عباده عن طريق تبديل سيّئاتهم إلى حسنات. (2)
كلّ ما يقوم به العبد من تقصير في أوامر الله، وتعدّي على حدود الله، وتجاوز على أحكام الله، فإنّه يستحق إزاء ذلك المؤاخذة والمحاسبة والمعاقبة من قبل الله عز وجل. (3)
لا يستطيع المذنب التخلّص من العقاب الإلهي عن طريق الالتجاء إلى الهروب والفرار ؛ لأنّه أينما يذهب فإنّه في ظلّ هيمنة الله وسلطانه. (4)
إنّنا لا نطيق حرّ الشمس، فأنى لنا تحمّل نار جهنم.
إنّنا لا نطيق صوت الرعد، فأنّى لنا تحمّل صوت غضب الله عزّوجل.(5)
ص: 122
إحدى عقوبات الله لعباده المذنبين أنّه يسخر منهم، ويستهزء بهم، ويذيقهم طعم استهزاء وإهانة واحتقار الآخرين لهم. (1)
لو كان عذابُنا مما يزيد في ملك الله لأحببنا هذا العذاب، وسألنا الله الصبر عليه، ولكن حيث لا يزيد عذابنا شيئاً في ملك الله ، فإنّنا نسأل الله تعالى أن يرحمنا برحمته الواسعة، وأن يتجاوز عنّا، ويتوب علينا ؛ لأنّه هو التواب الرحيم. (2)
أهم ما نستطيع أن نجعله ذريعة ننقذ به أنفسنا من العقاب الإلهي هو أنّنا وحّدنا الله، ولم نشرك بالله شيئاً، ولم نتّخذ معه إلهاً .(3)
1. لا يعاقب الله أحداً إلّا من منطلق إنصافه وعدله.(4)
2. العقاب الإلهي في منتهى الإنصاف والعدل، وليس فيه ذرّة من الظلم
صوت رعدك، فكيف تستطيع صوت غضبك؟» [دعاء 50]
ص: 123
والجور؛ لأنّه تعالى بيّن الحقّ، وأتمّ الحجّة، وتقدّم بالوعيد، وتلطّف في الترغيب، وضرب الأمثال، وأطال الإمهال، وأخّر العقوبة، وتأنّى في الجزاء لعلّهم إلى ربّهم ينيبون. (1)
3. لا يتجاوز الله حدود العدل في عقاب من عصاه، بل يكون عقابه دائماً أقل مما يستحقه أهل العذاب. (2)
4. يحكم العقل البشري والضمير الإنساني بأنّ الله غير ظالم لمن عاقبهم.(3)
5. لا يرغب الله في معاقبة العباد، وإنّما العباد هم الذين يظلمون أنفسهم، فيستحقون بذلك الجزاء والعقوبة .(4)
إذا صدر منّا - بصورة مباشرة أو غير مباشرة - أذىً إزاء الآخرين، أو ارتكبنا ظلماً في حقّهم، ولم نقدر في الدنيا من إيصال حقّهم إليهم، فإنّنا نسأل الله أن يتعامل معنا - يوم القيامة - بفضله فيرضي هؤلاء بغناه، ويوفيهم حقوقهم كاملة من عنده تعالى، وأن لا يتعامل معنا بعدله؛ لأنّنا لاقوّة لنا على تحمل نقمته وغضبه تعالى، ولا طاقة لنا على تحمّل سخطه وعذابه .(5)
ص: 124
إذا أراد الله إنزال العذاب على قوم نتيجة ظلمهم لأنفسهم، فلا يمكن النجاة للفرد الذي يعيش بين أوساط ذلك القوم إلا عن طريق الالتجاء إلى الله، والطلب منه تعالى لينجيه منه . (1)
لا يكون لنا - أحياناً - القوّة البدنية أو المالية الكافية لأداء بعض الفرائض الإلهية - سواء كانت هذه الفرائض من حقوق الله أو حقوق العباد - أو يعترينا النسيان أو الغفلة عن أداء ما ألزمنا الله به، فتحجبنا هذه الأمور عن نيل الثواب العظيم الذي يتمّ الحصول عليه إزاء هذه الفرائض. ولكن الله واسع كريم، وعطاؤه جزيل ، فإذا علم الله بحسن نوايانا أو اطّلع على توسّلنا به لتعويضنا، فإنّه سيكتب لنا ثواب ما فاتنا.
وإذا كان ما فاتنا من «حقّ الله» ، فسيسامحنا الله إزاء ظلمنا لأنفسنا.
وإذا كان ما فاتنا من «حقّ العباد»، فسيعوّض الله أولئك الذين ظلمناهم ويرضيهم بحيث لا يبقى في صحيفة أعمالنا شيء نعاقَب عليه. (2)
غناك]، وأوفه حقّه من عندك، ثُمّ قني ما يوجب له حكمك، وخلّصني مما يحكم به عدلك، فإنّ قوّتي لا تستقل بنقمتك، وإنّ طاقتي لا تنهض بسخطك». [دعاء 39]
ص: 125
نعيش بعض الأحيان حالة الفتور أو القصور في حقّ الجار والمؤمنين العارفين بحقّ أهل البيت علیهم السلام والمنابذين لأعدائهم، وهذا ما يحتّم علينا الاستعانة بالله ليتكفّل أمورنا ويعيننا في هذا المجال على أداء ما هو مطلوب بأفضل صورة ممكنة. (1)
1. الإرفاق بضعفائهم والتعامل معهم بلين ورفق.
2. سدّ احتياجاتهم المادية والمعنوية.
3. عيادة مريضهم.
4 . هداية مستر شديهم.
5. إخلاص النصيحة لمستشيرهم.
6 . رعاية شؤون القادم منهم من السفر والراجع بعد الغياب.
7. كتمان أسرارهم وإخفائها بحيث لا يطلع عليها أحد.
8. ستر ما يحرصون على ستره حياءً.
9 . إعانة مظلوميهم وشد عضدهم بالحق.
10 . حسن مواساتهم بالمعروف ومشاركتهم في المعاش.
ص: 126
11 . إكرامهم والإحسان إليهم بالمال قبل مسألتهم وإظهارهم للحاجة، وهذا ما يلزم تفقّد أحوالهم ومتابعة أوضاعهم ومساعدتهم قبل وصولهم حالة الطلب.
12. مقابلة إساءاتهم بالإحسان ومنع النفس عن مجازاتهم بالمثل.
13 . الصفح عن المتجاوزين على حدودنا وحقوقنا.
14. استعمال حسن الظن وحسن القصد معهم جميعاً.
15 . الإحسان وتقديم الخير والبرّ إليهم جميعاً ومن دون تحيّز فيما بينهم.
16. غضّ البصر عنهم من منطلق العفّة، أي: اجتناب تعمّد الاطّلاع على أسرارهم وأحوالهم الشخصية والنظر إلى نسائهم ومحارمهم.
17 . التعامل معهم بلطف وتواضع ومودّة.
18. التحنّن والعطف والشفقة على المصابين منهم بأذى أو مكروه .
19. ذكرهم بالمودة غياباً، والابتعاد من حالة الازدواجية في التعامل معهم.
20 . محبّة بقاء النعمة عندهم وعدم زوالها، وإظهار هذه المحبّة في سلوكنا وتصرّ فاتنا معهم.
21. الطلب من الله ليوجب لهم ما أوجب لأقربائنا.
22 . الحرص على مصالحهم كالحرص على مصالحنا ومصالح أقرب الناس إلینا.
23. الدعاء من الله ليوفقهم إلى إقامة سنة الله، والأخذ بمحاسن أدبه تعالى. (1)
ص: 127
1. بعض أسماء الجنّة:
* «دار المقامة التي لا تزول» (1)؛ لأنّها دار البقاء الدائم والخُلد.
* «محل كرامته التي لا تحول » (2) ؛ لأنّها لا تتغيّر من حال إلى حال.
2 . غاية العبد من حياته عبارة عن نيل رضوان الله ومجاورة الطيّبين من أوليائه تعالى في الجنان التي زيّنها لأصفيائه، ونيل عطاياه الجليلة التي أعدّها لأحبّائه من أهل الإيمان والصلاح والتقوى.(3)
3. الجنّة مكان يستريح فيها الإنسان، وتحيطه السكينة والطمأنينة، وتغمره اللذّة والسعادة والسرور، ويكون في متناول يديه كلّ ما يتمنّاه من النعيم إلى الأبد. (4)
وعيادة مريضهم، وهداية مستر شدهم، ومناصحة مستشيرهم، وتعهّد قادمهم، وكتمان أسرارهم، وستر عوراتهم، ونصرة ،مظلومهم، وحسن مواساتهم بالماعون، والعود عليهم بالجدة ،والإفضال، وإعطاء ما يجب لهم قبل السؤال.
واجعلني اللّهم أجزي بالإحسان مسيئهم، وأعرض بالتجاوز عن ظالمهم، وأستعمل حسن الظن في كافّتهم، وأتولّى بالبرّ عامتهم، وأغض بصري عنهم عفّة، وألين جانبي لهم تواضعاً، وأرق على أهل البلاء منهم رحمة، وأسرّ لهم بالغيب مودّة، وأحبّ بقاء النعمة عندهم
نصحاً، وأوجب لهم ما أوجب لحامّتي، وأرعى لهم ما أرعى لخاصّتي». [دعاء 26]
ص: 128
4. رحمة الله وروحه وريحانه وجنّة نعيمه قريبة ممن يطلبونها منه تعالى.(1)
1 . تغلّظ الله بها على من عصاه.
2. توعّد الله بها على من أعرض عن رضاه.
3. نورها ظلمة.
4. هينّها أليم.
5 . بعيدها قريب.
6 . يأكل بعضها البعض الآخر.
7 . يصول بعضها على بعض.
8 . تذر العظام رميماً.
9. تسقي أهلها حميماً.
10 . لا تبقي على من تضرع إليها.
11 . لا ترحم من استعطفها.
12. ليس في عذابها تخفيف لمن خشع لها واستسلم إليها .(2)
ص: 129
تلقى جهنم سكّانها بأحرّ ما لديها من أليم العقوبة وشديد الوبال، وفيها:
1. عقارب فاتحة أفواهها.
2. حيّات حاكّة أنيابها بعضها ببعض.
3 . شراب يقطّع الأمعاء والأفئدة، ويخلع القلوب من مكانها.(1)
عندما تحترق أجسام المجرمين في نار جهنم ، فإنّ الله يبدّل هذه الأجسام بغيرها؛ ليذوق أصحابها المجرمين العذاب مرّة أخرى، وقد قال تعالى: (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا). [النساء: 56](2)
ينبغي علينا - نظراً لفداحة الشقاء الموجود في جهنم - الدعاء من الله ليعيذنا من النار، ويهدينا إلى ما يُبعدنا منها، ويؤخّرنا عنها. (3)
الهدف من الجهاد مع الأعداء - أوّلاً وبالذات - هو استئصال الباطل، وإبادة
ص: 130
المعاندين، والقضاء عليهم بالقتل أو تخليص العباد من شرّهم عن طريق إيقاعهم في الأسر أو إبعادهم عن ساحة المواجهة مع المسلمين من أجل توفير الأمن للبلاد الإسلاميّة.
وأمّا الشهادة والقتل في سبيل الله فليست هدفاً بذاتها، وإنّما تصيب المجاهد في طريق تحقيقه للأهداف الأساسية. (1)
الهدف من الجهاد الابتدائي هو تحرير مختلف أقطار البلاد من أسر الكفر والشرك. (2)
1 . الحجّة الإلهية تامة ومطلقة، ولا يمكن دحضها أبداً. (1)
2 . الحجّة الإلهية أعظم من أن توصف بكلّها. (2)
.3 الحجّة الإلهية أقوى وأظهر حجّة قادرة على الفصل بين الحقّ والباطل. (3)
يسلب من صدورنا السلامة. (4)
ينبغي علينا عندما نرى تمتّع شخص بنعمة في دين أو دنيا أو عافية أو تقوى أو سعة أو رخاء أن لا يكون موقفنا تمنّي زوال نعمته بل يكون موقفنا رجاء الحصول على تلك النعم عن طريق الله ، والسؤال فقط منه تعالى لا غيره. (5)
قد نستصعب التخلّص بأنفسنا من حالة الحسد المهيمنة علينا، فيكون موقفنا
ص: 132
الصحيح في هذه الحالة الاستعانة بالله ليخلّصنا من هذه الرذيلة. (1)
أفضل حلّ إزاء من يحسدنا، ويتمنّى لنا زوال النعمة، ويبذل غاية جهده - وبشتّى السبل - من أجل الإطاحة بنا هو الاستغاثة بالله من سلوكه وتصرّفاته الموذية، والله لا يخيّب من يتوجّه إليه، بل هو أفضل من يمكن الالتجاء إليه في مثل هذه الحالة. (2)
3. الإنسان مهدّد في كلّ حين بالانحراف عن الصراط المستقيم، والوقوع في أودية الضلال وسوء العاقبة.
وهذا ما يحتّم علينا الدعاء دائماً بحسن العاقبة؛ ليختم الله لنا بالتي هي أحمد عاقبة، وأكرم مصيراً. (1)
4 . أهم مرحلة نحتاج فيها إلى التسديد الإلهي هي حسن العاقبة، ولهذا لابدّ من الإصرار الدائم في الدعاء ليميتنا الله مهتدين غير ضالين، طائعين غير مستكرهين، تائبين غير عاصين ولا مصرّين. (2)
5 . من أهم الأدعية التي ينبغي علينا الاهتمام بها الدعاء لحسن العاقبة، والدعاء ليتوّفانا الله على ملّته وملّة نبيّه محمّد صلی الله علیه وآله وسلم. (3)
6 . إنّ الله خير المنعمين وعلينا أن نسأله تمام النعمة وهي حسن العاقبة. (4)
7. أفضل ميتة هي ميتة يكون الإنسان بعدها من مصاديق قوله تعالى: (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم). [الحديد: 12](5)
8. أكثر ما نحتاج إليه عند توديعنا لهذه الدنيا وانتقالنا إلى الآخرة هو أن يختم الله بعفوه صحيفة أعمالنا، ويمنحنا بذلك حسن العاقبة. (6)
ص: 134
ما نختم به أيامنا يمتاز بالأهمية بحيث يستوجب الأمر منّا الاستعانة بالله ؛ لئلا نختم أيامنا بالفشل والخيبة. (1)
إنّ الله حكيم، وتنبئ حكمته عن معرفته التامّة والشاملة بوضع كلّ شيء في مكانه المناسب. (2) ولا يستطيع أيّ عامل خارجي التأثير على حكمة الله في أفعاله، وما يتمسّك به العباد من أسباب فإنّها تعمل في دائرة الحكمة الإلهية
وبإذن الله فحسب. (3)
قال الله عزّ وجل: (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) [الأنبياء: 23]
1. لا يُسأل الله عما يفعل؛ لأنّه حكيم على الإطلاق، وهم يُسألون؛ لجواز الخطأ والغفلة عليهم.
2. لا يُسأل الله عمّا يفعل؛ لأنّه لا يحاسب على أفعاله، وهم يُسألون؛ لأنّهم يحاسبون على أفعالهم.
3. لا يسأله الملائكة والمسيح عن فعله، وهو يسألهم ويجازيهم، فلو كانوا آلهة لم يسألهم عن أفعالهم. (4)
ص: 135
لا يستعجل الله في معاقبة المذنبين، وقد ورد هذا المعنى في أدعية الإمام زين العابدين اعلیه السلام بعبارات مختلفة، منها:
1 . إنّ الله حليم، لا يعاقبنا إزاء ما ارتكبناه من معاصي بسرعة، بل يمهلنا ويتأنّى في جزائنا، وليس هذا لامتلاكنا المكانة والمنزلة عند الله، بل لتفضّله تعالى علينا وإحسانه لنا. (1)
2 . إنّ الله قادر حليم، ولو لا حلمه لبطش بنا وعاجلنا بالعقوبة. (2)
3. إنّ الله حليم، ودأبه - نتيجة تفضّله - تأجيل العقوبة وتأخير العذاب، وليس من دأبه حرماننا من نعمه أو تكدير معروفه إزاء فعلنا للسيّئات . (3)
4 . يستحق العاصي في أوّل ما يهم بعصيان الله أن يعاقبه الله أشدّ العقوبة، ولكنّه تعالى يترك حقّه ويتفضّل على العاصي فلا يعاجله بنقمته؛ ليفسح بذلك له مجال التوبة والإنابة .(4)
ص: 136
5. أعجب ما يكون فينا كثرة الذنوب والمعاصي التي تنكشف كميّتها عندما نعدها للاعتراف بها أمام الله عزّوجل.
والأعجب من ذلك عظيم حلم الله عزّوجل بنا، وعدم معاجلته لنا بالعقوبة مع استحقاقنا لذلك.(1)
6 . إنّنا نخالف أوامر الله عزّوجل ونرتكب نواهيه، لكنّه تعالى لا يسرع في عقوبتنا ولا يعاجلنا بنقمته، بل يتعامل معنا بحلمه فيكرمنا ويمهلنا برحمته، وينتظر إنابتنا إليه برأفته . (2)
7 . يحلم الله علينا إزاء ارتكابنا للذنوب والمعاصي، ولا يعاجلنا بالعقوبة؛ لكي نرتدع وننتهي ونبتعد عمّا يؤدّي إلى سخطه وغضبه، ونمتنع عن اقتراف السيئات التي تسقطنا من عين رعاية الله عزّ وجل . (3)
8 . يتفضّل الله على عباده المسيئين والعاثرين الذين زلّت أقدامهم في أودية المعاصي باقالتهم وقبول عذرهم، ولا يؤاخذهم بمجرد إرتكابهم للمعصية، بل يمهلهم ولا يعاجلهم بالعقوبة، لعلّهم إليه تعالى يرجعون. (4)
9 . لا يستعجل الله - عموماً في معاقبة المجرمين، بل يمهلهم لعلّهم ينيبوا إليه تعالى.
وهذا الإمهال لا يضر الله شيئاً؛ لأنّ هؤلاء المسيئين - قريباً أو بعيداً - إلى
ص: 137
حكم الله صائرون، وإلى أمر الله عائدون.
ولا يضعف سلطان الله طول مدة إمهالهم.
ولا يبطل حجّة الله تركه تعالى التأخير في معاقبتهم.
وانّما حجّة الله قائمة لا تُدحض ، وسلطان الله ثابت لا يزول. (1)
1 . لا يكون تأنّي الله إزاء العصاة عجزاً، ولا إمهاله وهنا، ولا إمساكه غفلة، ولا انتظاره مداراة، بل الهدف أن تكون حجّته تعالى أبلغ، وكرمه أكمل، وإحسانه ،أوفى، ونعمته أتم، وهذه سنة الله مع عباده دائماً. (2)
11 . السنّة الإلهية في تعامله مع المسيئين عدم مؤاخذتهم بسرعة، بل تركهم وإمهالهم ولو لفترة طويلة.
ويبتغي الله وراء ذلك أن يتوب هؤلاء وينيبوا إليه تعالى ليكونوا من أهل السعادة، ولكن البعض يسيؤون الاستفادة من هذا التأخير والإمهال، فيتمادوا في طغيانهم ويغدوا من أهل الشقاء.(3)
12 . لا يستعجل الله أبداً في الانتقام والعقاب؛ لأنّ العجلة إنّما تكون ممن
ص: 138
يخاف الفوت، والله منزّه عن ذلك . (1)
1 . ينبغي علينا أن لا نغفل أبداً عن حمد الله إزاء ما يتفضّل به علينا من معروفه وإحسانه. (2)
2 . ينبغي أن تلهج ألسنتنا دائماً بحمد الله، ولا يكون السكوت - بعض الأحيان - حجاباً يمنعنا عن مواصلة الحمد. (3)
لا يمكننا حمد الله إلّا بتوفيق من الله، وهذا التوفيق بذاته يحتاج منا إلى حمد آخر، وهذا ما يكشف بأنّنا عاجزون عن حمد الله بتمام الحمد. (4)
1. إنّنا عاجزون عن القيام بحمد الله الحقيقي الذي يكون على النحو الأتم، وغاية ما يمكننا فعله أن نحمد الله مع الاعتراف بالعجز عن أداء حقّ الله في هذا المجال. (5)
ص: 139
2 . إنّنا لا نطيق أداء حمد الله وشكره بما يتناسب عظيم نعم الله وآلائه، كما أنّه تعالى هو المصدر الوحيد الذي يلبّي جميع احتياجاتنا بصورة مباشرة أو غير مباشرة، فلهذا لا يكون لنا القدرة على الوفاء بالحمد والشكر لهذه النعم التي لا تعدّ ولا تحصى. (1)
وليجزينا على ذلك جزاء المحسنين.(1)
4 . إزاء توفيقه إيانا لنكون من أتباع دينه ومن أهل الإسلام، وإرشاده إيانا إلى أحسن السبل لنسير في ظلّ فضله وإحسانه إلى رضوانه تعالى(2)
5 . إزاء ما قدّم إلينا من خير ومعروف. (3)
6 . إزاء ما أحاطنا من نعمه الواسعة وعطاياه الكثيرة .(4)
7 . إزاء ما فضّلنا به من رحمته الواسعة . (5)
بصورة عامة: يستحق الله منّا الحمد إزاء إحسانه وفضله علينا، وإزاء ما أعطانا وأغمرنا من نعمه الهائلة التي لا تعدّ ولا تحصى.
والأهم من ذلك إزاء هدايته إيانا إلى دينه الذي اصطفاه - وهو الإسلام - وجعلنا من أتباع ملّته وشريعته التي ارتضاها لنا، وسبيله الذي يسرّه لنا، والعاقبة التي بصرّنا إياها، والطريق الذي مهّده لنا للوصول إلى كرامته وهي الجنّة ورضاه .(6)
ص: 141
1. حمداً يستمر لفترة طويلة مع الحامدين. (1)
2. حمداً «لا منتهى لحده :[ أي يتجاوز الزمان والمكان ويخترقهما سعياً إلى مرضاة الله ]، ولا حساب لعدده، ولا مبلغ لغايته، ولا انقطاع لأمده». (2)
3 حمداً إزاء كل نعمة له علينا وعلى جميع عباده الماضين والباقين عدد ما أحاط به علمه من جميع الأشياء، ومكان كل واحدة منها عددها أضعافاً مضاعفة أبداً سرمداً إلى يوم القيامة».(3)
4. حمداً «بكلّ ما حمده به أدنى ملائكته إليه [ أي: بكل الأشكال التي دأب على حمده بها الملائكة المقربون ، وأكرم خليقته عليه ، وأرضى حامديه لديه، حمداً يفضُل سائر الحمد :[ أي يفوق أنواع الشكر ومقداره ] كفضل ربّنا على جميع خلقه». (4)
5. حمداً يخلّف حمد الحامدين وراءه .(5)
6 . حمداً يملأ أرض الله وسماءه .(6)
7 . حمداً يتقبله منا ويرضى به عنا .(7)
وأسبغ علينا منّتك، وأخصنا ببرك، هديتنا لدينك الذي اصطفيت، وملّتك التي ارتضيت، وسبيلك الذي سهلت وبصرتنا الزلفى لديك، والوصول إلى كرامتك». [دعاء 45]
ص: 142
8 . منتهى الحمد بمختلف أنواعه وأشكاله. (1)
9. حمداً لا ينقطع أبداً، بل يكون دائماً بدوام وجود الله، ودوام وجود نعمه على مخلوقاته . (2)
10 . حمداً موازياً لصنع الله بحيث يعادل خلق الله في العدد.(3)
11 حمداً يزيد على رضا الله .(4)
12. حمداً يرافق حمد كل حامد. (5)
13 . حمداً ينفرد به الله دون خلقه، ولا يليق إلّا بجلال الله . (6)
14. حمداً لا يتقرب به إلا إلى الله . (7)
15 . حمداً تدوم به النعم الحاصلة، ويطلب به دوام النعم الآتية. (8)
16. حمداً يزداد ويتضاعف بمرور الأزمان وتكرّر الأيام.(9)
17. حمداً يعجز عن إحصائه الملائكة الذين وكّلهم الله بحفظ أعمالنا، بليزيد على ما أحصاه هؤلاء الملائكة عند كتابتهم لهذا الحمد.(10)
ص: 143
18. حمداً يوازن عرش الله المجيد، ويعادل كرسي الله الرفيع. (1)
19. حمداً يكون ثوابه كاملاً. (2)
20 .حمداً تكون ألفاظه الظاهرية موافقة لباطنه الموجود في القلب، ويكون باطنه مبتنياً على النية الصادقة الخالصة لوجه الله . (3)
21. حمداً يعلو على حمد جميع الخلق. (4)
22. حمداً لا يعرف فضله أحد سوى الله . (5)
23. حمداً مدعوماً ومؤيداً ومسدّداً من قبل الله .(6)
24 . حمداً يجمع ما مضى وما يأتي من حمد الخلائق الله .(7)
25 . حمداً يكون أقرب الحمد إلى ما أمر الله به . (8)
26 . حمداً يكون أقرب الحمد إلى الله من كلّ حمد حمده به أحد الخلائق. (9)
27. حمداً يوجب لنا نيل المزيد من النعم الإلهية .(10)
28. حمداً يوجب لنا بكرم الله نيل المزيد من النعم والعطايا الإلهية. (11)
ص: 144
29 . حمداً يتناسب مع الكرامة والعظمة والعزّة والجلالة الإلهية. (1)
30 .حمداً يتجسّد في كل أبعاد وجودنا عن طريق الاهتمام بالنفس والذكر باللسان والتفكير بآياته بالعقل . (2)
31. حمداً يبلغ الوفاء وحقيقة الشكر. (3)
1 . يضيء لنا ظلمات البرزخ .(4)
2 . يسهّل لنا اجتياز الطريق من القبر إلى عرصات يوم القيامة. (5)
3. يشرف منازلنا عند مواقف الأشهاد، وهم الذين يقفون يوم القيامة للشهادة على الناس .
4. يقرّ عيوننا إذا برقت الأبصار ، وثبتت من الخوف والرعب عند معاينتها ملك الموت أو أهوال القيامة. (6)
5 . يبيض وجوهنا إذا اسودت الوجوه. (7)
6 . يؤدّي إلى إعتاقنا من أليم نار الله إلى كريم جوار الله. (8)
ص: 145
7. يجمعنا مع أنبياء الله المرسلين في الجنّة . (1)
8 . يرفعنا إلى درجة نكون فيها قادرين على التنافس مع المتنافسين إلى رضا الله وعفوه، ومنهم الملائكة المقرّبون. (2)
9 . يوصلنا إلى طاعة الله ونيل عفوه وغفرانه . (3)
10 . يكون سبباً لاكتساب الرضوان الإلهي . (4)
11 . يكون ذريعة لنيلنا مغفرة الله تعالى .(5)
12 . يتيح لنا السير في طريق ينتهي بنا إلى الجنة. (6)
13 . يحرسنا ويحمينا من نقمة الله تعالى . (7)
.14 . يوفّر لنا الأمن من غضب الله عزّ وجل . (8)
15 . يساعدنا على طاعة الله تعالى . (9)
16 . يمنعنا من ارتكاب معصية الله تعالى (10)
17 . يعيننا على أداء حق الله ووظائفه. (11)
ص: 146
18 . يجعلنا من أولياء الله السعداء. (1)
19 . يلحقنا بمنزلة الذين قتلوا في سبيل الله على يد أعداء الله تعالى. (2)
2. يؤدي بنا إلى الزهد فلا نفرح بعدها بما آتانا الله من الدنيا، ولا نحزن على ما منعنا منها . (3)
21 . يرتفع إلى أعلى عليين، ويبلغ ديوان الخير والأعمال الصالحة، ويُسجل في كتاب مرقوم أي كتاب مشتمل على تسجيل دقيق لأحوال السعداء وجزاء الصالحات، ويشهد المقرّبون هذا الكتاب. (4)
5 . لا يغفلون عن شدّة المحبّة لله عزّوجل والشوق إليه. (1)
إنّ الله هو الملجأ الحقيقي الوحيد للخوف والخشية منه. (2)
ينبغي أن يتحلّى الإنسان بخوف العابدين ورهبة أولياء الله. (3)
كلّما يزداد الإنسان علماً بالله، فإنّه سيزداد خشية منه تعالى.
وكلّما يزداد الإنسان علماً بطاعة الله، فإنّه سيزداد خضوعاً وتذلّلاً له تعالى.(4)
خشية الله تسلب من قلب الإنسان محبّته للدنيا . (5)
وبصورة عامة: ينبغي أن نحيي في قلوبنا دائماً الشعور بالخوف من العقوبة الإلهية؛ ليردعنا ذلك عن ارتكاب الذنوب والمعاصي.
كما ينبغي علينا أن نحيي في قلوبنا دائماً الشعور بالشوق للثواب الأخروي؛
ص: 148
ليحفّزنا ذلك على القيام بالأعمال الصالحة. (1)
1. ينبغي أن نعيش بين حالتي «الخوف واليأس» من جهة و«الطمع والرجاء» من جهة أخرى، ولكن في مقام التوبة ينبغي أن يكون «خوفنا ويأسنا» أكثر من «طمعنا ورجائنا»؛ لأنّ مقام التوبة يتطلّب منّا الشعور بأنّ حسناتنا أقل من سيئاتنا.
كما ينبغي الحذر لئلا يؤدي بنا رجحان كفّة «اليأس» إلى بلوغها مرحلة «القنوط»، أو رجحان كفّة «الطمع إلى بلوغها مرحلة «الاغترار». (2)
2 . ينبغي أن لا يغتر الإنسان بالله ولو كان من الصدّيقين.
كما ينبغي أن لا ييأس من الله ولو كان من المجرمين؛ لأنّ الله هو الربّ العظيم الذي لا يمنع أحداً فضله، ولا يطالب من أحدٍ حقّه. (3)
أنشأ الله الأشياء من غير سنخ ولا أصل يرجع إليه.
ص: 149
وصوّر ما صوّره من غير مثال وشبيه.
وابتدع المبتدعات بلا اقتداء بغيره .(1)
قدر الله جميع الأشياء تقديراً، ويسّر كل الأشياء تيسيراً، ودبّر ما سواه تدبيراً، ولم يساعد الله في أمر الخلقة شريك، ولم يوازره في ذلك وزير، ولم يكن معه عند الخلق من يشاهد فعله أو يكون له نظير .(2)
ابتدأ الله واخترع واستحدث وابتدع وأحسن صنع ما صنع.(3)
1. خلقنا الله من ماء مهين بعد أن أخرج هذا الماء من صلب متراص العظام، ضيّق المنافذ إلى رحم مستور بالحجب، وبدّل أحوالنا في صور مختلفة حتّى انتهى بنا إلى تمام الصورة، وأثبت فينا الجوارح، وأشار الباري تعالى إلى هذه المراحل في قوله تعالى: (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا
ص: 150
الْعِظَامَ لحما) [المؤمنون: 14]، ثُم أنشأنا الله خلقاً آخر كما شاء.
وعندما احتجنا - ونحن في الرحم - إلى رزقه تعالى، جعل لنا قوتاً من فضل طعام وشراب أجراه لأمنا التي أسكننا جوفها وأودعنا قرار رحمها.
ولو تركنا الله في تلك الحالات إلى وسعنا وقدرتنا لم يسعنا فعل شيء، بل لم تكن لنا قوّة، ولم يكن لنا حول في ذلك الوقت، ولكن شملتنا الرعاية الإلهية بفضله تعالى، وغذّانا الله غذاء البر اللطيف، ولم يمنع عنّا خيره وإحسانه، بل لم يبطئ عنّا حسن صنيعه .
ومع هذا الفضل والعطاء والكرم الإلهي كلّه فإنّنا نعيش الغفلة، ولا نتوجّه إلى الله، ولا نؤدّي عبادته وطاعته بالنحو المطلوب.(1)
2 . خلقنا الله من الضعف، وجعل بداية خلقتنا التكوينية من ماء حقير لا يعبأ به.(2)
ص: 151
1. خلق الله بعض خصائص العباد وفق إرادته، ولم يسمح أن يكون لهم الاختيار في تحديد هذه الخصائص ، ثُمّ فرض عليهم تكاليف تهديهم إلى محبته ونيل مرضاته، ولم يجعل الله لإرادة العباد في هذا المجال أيّ دور أو تأثير. (1)
تنبيه : إنّ خلق الله العباد وفق إرادته لا يعني أنّهم مجبورون في أفعالهم، بل يعني أنّهم مجبورون في بعض خصائصهم من قبيل: الشكل والهيئة والطول والقصر و...
وأمّا في خصوص أفعال العباد الاختيارية فقد أراد الله أن تكون هذه الأفعال اختيارية.
2. اختار الله لنا عند خلقنا محاسن وجمال ولطافة الخلقة . (2)
3. مكن الله الإنسان من تسخير البهائم وجعلها طائعة وممتثلة لأمره ونهیه.(3)
4. لا يمتلك الإنسان روحاً واحدة، بل جعل الله له أرواح متعددة. (4)
1 . خلقنا الله في هذه الحياة الدنيا للعبادة، ولهذا أمرنا ونهانا، ورغّبنا في ثواب ما أمرنا به ورهّبنا عقابه.
ص: 152
وجعل الله الحياة فرصة يصلح فيها شؤوننا، ويختبر مواقفنا في أوقات طاعته،ويرى مدى التزامنا بأداء واجباته، وأداء أحكامه التي فرضها علينا (لِيَجزی الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالحُسْنَى) . [ النجم : 31](1)
2 . خلقنا الله لنكون من عباده الصالحين (الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) [ المؤمنون: (11)، (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) [المؤمنون: (60)، ومن الذين يُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ وَهُمْ لَا سَابِقُونَ). [المؤمنون: 61](2)
3. لم يخلق الله العباد ليدفع عن نفسه السوء، أو يحصل بهم على المنفعة، بل خلقهم إثباتاً لقدرته على خلق أمثالهم ، واحتجاجاً بهم على من ينكر النشأة الأخرى، والكشف عن هذه الحقيقة بأنّ القادر على خلق شيء من العدم قادر على إعادتها بعد الموت والفناء.(3)
2 . إنّ الله هو الملجأ الحقيقي للبوح بأسرارنا عنده تعالى. (1)
3. يجب أن يكون ملجؤنا الوحيد عند الدعاء وطلب الحوائج هو الله، بحيث نجعل الله عزّوجل المتولّي لحاجاتنا والقيّم عليها والمتصرف بها . (2)
4. يلازم طلب الحوائج من الآخرين - بصورة عامة - الشعور بالفقر والاحتياج، ولهذا ينبغي الدعاء من الله ليصون ماء وجهنا عن الطلب من الآخرين، ويجنبنا التماس ما عندهم ولا سيما الفاسقين منهم. (3)
الدعاء عبادة، وتركه ،استكبار ، وعاقبة المستكبرين الدخول في النار، وقد قال تعالى: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ). [غافر: 60](4)
1 . الالتجاء إلى الله والسؤال منه تعالى عند الحاجة بحدّ ذاته نعمة إلهية، وعلينا أن نمدّ أيدينا إلى الله بالدعاء ليمنحنا هذه النعمة، ويوفّقنا لنكون ممن
ص: 154
يتوجّه إليه تعالى دائماً بالسؤال عند الحاجة والتضرع إليه عند المسكنة. (1)
2. من نعم الله علينا أنّه فسح لنا مجال التحدّث معه، وطلب حوائجنا منه متى وأين ما شئنا. (2)
3. يحبّ الله أن ينفرد له العبد بعيداً عن الناس، ويناجيه في الليل والنهار، وإذا وجد العبد بأنّه لا يمتلك الدافع لهذه المناجاة، فعليه أن يتوسّل بالدعاء فيطلب من الله أن يزيّن ويرّغب له هذه العبادة. (3)
1 . القصد بالرغبة بحيث تصرف هذه الرغبة نظرنا عن غيره تعالى، وينبغي أن تكون رغبتنا في مسألة الله مثل رغبة أولياء الله في مسألتهم . (4)
(4) وإذا عشنا حين الدعاء حالة الرغبة بما عند الله، فسيكون لهذه الرغبة التأثير الكبير في استجابة دعائنا . (5)
وتتجسّد نهاية هذه الرغبة في الإقبال على الله بكلّ الوجود، بحيث يعيش الإنسان حالة كمال الانقطاع إلى الله، ولا يشغله شيء أبداً عن الله عزّ وجل. (6)
2. الرجاء بالله، والثقة بأنّه تعالى لا يخيّب رجاء من رجاه . (7)
ص: 155
3. العلم بأنّ الكثير الذي نسأله من الله قليل إزاء عظمة ثروته تعالى، وأنّ عظيم ما نطلبه من الله حقير إزاء وسع عطائه عزّ وجل . (1)
4 . العلم بأنّ كرم الله لا يضيق عن سؤال أحد، وأن يد الله بالعطايا أعلى من كلّ يد، وتبلغ عظمة جوده واتّساع إحسانه حدّاً يحيط كلّ الخلائق . (2)
5 . الطلب من الله تعالى:
أن يتعامل معنا بفضله؛ ليشملنا كرمه وإحسانه بمقتضى فضله.
وأن لا يتعامل معنا بعدله؛ لأنّنا سنستحق الحرمان بمقتضى عدله .(3)
6 . العلم بأنّ الله يجيب دعاءنا، وهو قريب من ندائنا، ويرحم تضرعنا، ويسمع صوتنا، ولا يقطع رجاءنا، وهو الذي يسهّل لنا أمورنا العسيرة . (4)
. الدعاء من الله ليقدّر لنا ما هو حسن في جميع الأمور. (5)
.. الالتفات إلى هذه الحقائق:
*لا ربّ لنا غير الله .
*لا ولي لنا دون الله.
*لا منقذ لنا من الله إلّا الله.
ص: 156
*لا ملجأ لنا من الله إلّا إلى الله . (1)
9. ينبغي أن يكون دعاؤنا في حالة الرخاء مشابهاً لدعائنا في حالة الشدّة؛ لأنّ حالة الرخاء - بصورة عامة - تدفعنا إلى الغفلة عن ذكر الله، وقلّة الاندفاع بشوق وإخلاص في الدعاء.
ولهذا ينبغي علينا الاستعانة بالله لتشملنا الألطاف الإلهية، فيكون إخلاص توجهنا نحو الله في حالة الرخاء مشابهة لحالة الشدّة والاضطرار؛ فيكون دعاؤنا من الله في الرخاء كدعاء المخلصين المضطرين في حالة الشدّة. (2)
10 . يجدر بالعبد الذي يتقدّم نحو الله بالدعاء أن يعترف ويشهد على نفسه أمام الله عزّ وجل بأنّه العبد المسكين، المستكين، الضعيف، الضرير، الحقير، المهين، الفقير، الخائف، المستجير الذي لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً إلّا به تعالى، ثُمّ يطلب من الله أن ينجز له ما وعده، ويتم له ما آتاه، وأن يكون برحمة الله أوثق منه بعمله. (3)
ص: 157
1 . في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة. (1)
2. البصيرة في قلوبنا بحيث ندرك من خلالها محاسن الأمور وقبحها. (2)
3. الخوف والخشية من الله تعالى. (3)
4. القوّة على أداء ما أمرنا الله به من طاعته، والاجتناب عما نهانا عنه من معصيته .(4)
5 . يفتح الله لنا أبواب توبته ورحمته ورأفته ورزقه الواسع. (5)
6 . السلامة في الدين والبدن . (6)
7. الوقاية من عذاب النار . (7)
8. الجنّة. (8)
9. النفاذ في أمورنا. (9)
1. الصحة. (10)
ص: 158
11. الأمن.(1)
12. الحج والعمرة وزيارة قبر رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وقبور آله في كلّ عام.(2)
وأبرز الأمور الأخرى التي ينبغي علينا أن نطلبها من الله ليجمعها لنا هي: الغنى، العفاف السعة في العيش المعافاة والطمأنينة. (3)
وعموماً: ينبغي أن نطلب من الله أموراً:
1. نرغب فيها .
2 . لنا العذر في طلبها منه تعالى.
3 . نحصل بها على الخير والعافية . (4)
1 . ما يمنعنا عن التوجّه إلى الله بالدعاء والمسألة منه، أنّه تعالى:
الف أمرنا فأبطأنا عن تنفيذ أمره.
ب. نهانا فأسرعنا إلى ارتكاب نهيه.
ج. أنعم علينا فقصّرنا في شكره.
ولكن ما يدفعنا إلى التوجّه إليه تعالى بالدعاء والمسألة أنّه تعالى دأبه التفضّل على من يقبل بوجهه إليه، ويتوجه بحسن ظنّه إليه.
ص: 159
ومن هنا فإن «تفضّل الله تعالى وإحسانه وكرمه وجوده وعطائه» هو الذي يخترق جميع الحواجز التي بيننا وبين الله، ويدعونا إلى طلب حوائجنا منه تعالى. (1)
2. ما يحفّزنا نحو الدعاء أنه تعالى لا يصعب عليه استجابة دعائنا، ولا يحيطه العجز لتلبية طلباتنا . (2)
3 . قال تعالى: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر: 60]، وهذا ما يدفعنا إلى التوجه نحوه تعالى بالدعاء وطلب الاستجابة منه انجازاً لما وعدنا به من الإجابة. (3)
4. إنّ الله جواد وكريم ولا يصعب عليه أبداً استجابة أيّ دعاء، وهذا ما يدفعنا إلى الدعاء وطلب حوائجنا منه تعالى. (4)
5 . ينبغي علينا الالتفات عند الدعاء إلى هذه الحقيقة بأنّ كلّ شيء على الله يسير، وهذا ما يجعلنا أكثر أملاً باستجابة دعواتنا. (5)
1 . قد يؤخّر الله استجابته لدعائنا لوجود بعض المصالح الخافية علينا، فيدفعنا هذا التأخير إلى اليأس عن الإجابة، ولكنّنا ينبغي السؤال منه تعالى بأن لا
ص: 160
يجد اليأس مدخلاً للتوغل في نفوسنا عند تأخير استجابته لدعائنا. (1)
2 . ينبغي للداعي عند تأخير إجابة دعائه الحذر لئلا يكون هذا التأخير سبباً لتسرّب حالة اليأس في نفسه إزاء العدل الإلهي. (2)
1 . إنّ الملبّي الحقيقي لحوائجنا هو الله، ومن سوّلت له نفسه التوجه إلى غير الله ظانّاً بأنّ ذلك الغير قادر على قضاء حاجته من دون إذن الله فقد أخطأ، وهو بحاجة إلى:
الف. التذكير الإلهي ليصحو من غفلته.
ب. التوفيق الإلهي ليقوم بتصحيح زلّته.
ج. التسديد الإلهي ليحجم عن المضي في عثرته.
ليعي كيف يسأل محتاج محتاجاً؟
وأنّى يرغب الفقير الذي لا يملك شيئاً إلى نظيره؟
فيقصد الله لطلب حوائجه .(3)
ص: 161
2 . إنّ الله منتهى مطلب الحاجات، فإذا توجّهنا في قضاء حوائجنا إلى غير الله، علينا معرفة هذه الحقيقة بأن أسباب قضاء كلّ الحوائج بيد الله عزّ وجل، ولا تقضى أيّة حاجة إلّا بإذنه تعالى . (1)
3 . إذا ترك الإنسان السؤال من الله وتوجّه بالخضوع للسؤال من غير الله والتضرع إلى غيره تعالى، فإنّه سيستحق بذلك الخذلان والمنع والإعراض من قبل الله تعالى. (2)
4. إنّ الله هو الوحيد القادر على تلبية جميع طلبات العباد، ولهذا يكون مصير الوافدين على غيره تعالى هو الفشل والخيبة والضياع والخسران. (3)
5. علينا الدعاء من الله لئلا يبتلينا بالخضوع للسؤال من غيره تعالى عند الافتقار ، وأن لا يفتننا بالتضرّع إلى غيره تعالى عند الرهبة. (4)
1 . ينبغي علينا - كما ندعو لأنفسنا - أن نطلب مثل ذلك لجميع المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات في عاجل الدنيا وآجل الآخرة. (5)
ص: 162
2. عندما نتوجّه بالدعاء إلى الله ونطلب منه الخير لأنفسنا، فعلينا أن نطلب ذلك لسائر المؤمنين كما إذا طلبنا من الله شيئاً لسائر المؤمنين، فعلينا أن نسأل الله ليرزقنا مثل ذلك ، وأن يجعل لنا أو فى الحظوظ فيما رزق المؤمنين به، وأن يشركنا فيصالح دعاء عباده المؤمنين، فنحظى بذلك المزيد من الخير والعطاء الإلهي . (1)
ويحسن بنا عند الدعاء أن نذكر جميع المؤمنين بخير، ونطلب من الله المغفرة والرضوان لهم، ولا سيّما:
1 . الذين اتّبعوا الرسل، وصدقوا ما جاؤوا به من رسالات تشتمل على أخبار الغيب.
2. الذين صمدوا واستقاموا وأعلنوا إيمانهم رغم وجود تيارات معاكسة من قبل المعاندين والمكذبين.
3 . الذين عاشوا بقلوبهم المتلهفة لحقائق الإيمان حالة الشوق إلى المرسلين في کل دهر و زمان أرسل الله فيه رسولاً.
4 . الذين كانوا من أئمة الهدى وقادة أهل التقى . (2)
1 . الدعاء سلاح المؤمن، وهو أفضل وسيلة للتحرّز من شماتة الأعداء
ص: 163
والتخلّص منهم ومن ظلمهم وإذلالهم إيّانا. (1)
2. الدعاء وسيلة نحصل به على كلّ الخير، ومن هذا الخير التوفيق الإلهي للسير في الطريق الذي من سكنه عاش في ظلّ الرعاية والأمن الإلهي. (2)
3. إنّ الله تعالى إحسان وفضل خاص لا نناله إلّا بالدعاء.(3)
4 . ما نأمله من الدعاء نيل السعادة ممّا يعطينا الله، وما يزوّدنا من الدنيوي والأخروي .(4)
5 . إنّ الرحمة الإلهية أقرب إلى الداعي من غيره. (5)
6 . سعينا الشديد في الدعاء والتضرع يؤدّي إلى فكاك رقابنا من النار. (6)
1 . إذا كانت لنا حاجة، وبذلنا كلّ وسعنا وطاقتنا، واستخدمنا كلّ إمكانياتنا لقضائها، فلم نصل إلى مبتغانا، فسيكون الحلّ الوحيد في هذه الحالة، هو الالتجاء إلى الله لقضائها . (7)
ص: 164
2. عندما نواجه السبل الموصدة أمام قضاء حوائجنا، وتخيب آمالنا لنيل مبتغياتنا، لا يكون لنا طريق إلّا طلب حوائجنا من الله تعالى، وسيكون الله عزّوجل ملجؤنا الوحيد لنيل ما نبتغيه. (1)
1 . طلب الله منا التوجّه إليه بالدعاء ، فقال تعالى: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) غافر: 60] ، وما علينا سوى اغتنام الفرصة وتلبية هذا النداء الإلهي والتوجه إليه تعالى بصدق وإخلاص . (2)
2 . يسمع الله من يشكو إليه همومه وغمومه ويصغي إلى نجواه، ويستجيب دعائه. (3)
3. يستقبل الله طلبات الخلق جميعاً، ويستمع إلى مسائلهم واحتياجاتهم، ولا ترهقه أو تتعبه كثرة الطلبات أبداً. (4)
4. استجابة دعائنا عمل سهل ويسير على الله تعالى . (5)
5 . استجابته تعالى لدعائنا لا تؤثر في خزائن ملكه ولا تنقص من قدرته، وإنّما يتعامل الله مع عباده بمنتهى الفضل والإحسان وهو على كلّ شيء قدير. (6)
ص: 165
6 . لا يبخل الله في استجابة طلباتنا، بل دأبه تعالى الإصغاء إلى دعواتنا والتفضّل علينا بما فيه المصلحة لنا، ونعمه تعالى علينا في جميع الأحوال والأحيان سابغة. (1)
7. أمرنا الله بالدعاء، وضمن لنا الإجابة، فقال تعالى: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر: 60]، ولهذا ينبغي أن يكون توقعنا عند الدعاء أنه تعالى سيقضي حوائجنا، بل سيعطينا - عند اقتضاء المصلحة - كلّ ما سألناه، ولا يحجب دعاءنا عنه. (2)
8. لا يخيّب الله طلب من يتوجه إليه تعالى بانقطاع تام، وإدراك كامل بأنّ المعطي الحقيقي هو الله عزّوجل فحسب، ولا يخذل الباري سبحانه العبد الذي لا يستغني عنه بأحد دونه، والذي لا يقصد في حاجته - أوّلاً وبالذات - إلّا الله عزّ وجل. (3)
9. دأب الله عزّوجل : تلبية رغبات الراغبين إليه وإن كانوا يستحقون المنع، والتفضّل على السائلين وإن كانوا يستحقون الحرمان. (4)
ص: 166
10 . إنّ الله أكرم المسؤولين. (1)
.11 . لا يحقّر الله أهل الحاجة إليه . (2)
12 . من يقصد الله ويتوجّه إليه ويلتمس منه حوائجه الدينية والدنيوية، فإنّه سيجد اللطف والرحمة والعناية الإلهية . (3)
13 . إنّ الله رحيم بمن يتوجّه إليه بالدعاء والمسألة، ومستجيب لمن يتوجّه إليه بالنداء وطلب الحاجة. (4)
14 . إنّ الله يستجيب دعاءنا بتوفيقه ورحمته.(5)
15 . لا يُيئس الله من عطائه المتوجّهون إليه . (6)
16 . يتعامل الله معنا بفضله بخلاف تعاملنا معه، منها:
بستجيب الله دعاءنا بلا تأخير ويغدق علينا من رحمته ما فيه المصلحة لنا.
ولكن عندما يدعونا الله إليه، فإنّنا نتأخّر في إجابته. (7)
1 . إنّ للمؤمنين الأبرار ولأهل الخصوصية والعلاقة الوثيقة مع الله مكانة خاصة بحيث لا يواجه الله دعاء هؤلاء بالردّ وعدم الاستجابة.(8)
ص: 167
2. «وعد الله المضطرين» بإجابة دعائهم، وقال تعالى: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) . [ النمل : 62](1)
3. لا يخيب الله طلب الملحين عليه . (2)
4. من العوامل المؤدّية إلى سرعة استجابة الدعاء هي إبداء الداعي لفقره وفاقته أمام الله واعترافه بغنى الله عنه.(3)
5 . استجابة الدعاء أقرب إلى من يتضرع ويبتهل ويتذلّل إلى الله ويطرح نفسه بين يديه . (4)
6 . يستجيب الله دعاء من يسأله ويطلب إليه ويرغب فيه . (5)
7. كلّ من يبتغي استجابة دعائه والفوز بمسألته عليه أن يسأل الله ليجعله ممن ينتهي طلبه إلى النجاح ونيل المطلوب (6)
1 . من أسباب عدم استجابة الدعاء أن يجعل العبد الله ضدّاً ومخالفاً أو يدعو مع الله نداً ومماثلاً . (7)
ص: 168
2 . نستعين على قضاء حوائجنا بالدعاء، وتمام الدعاء الطلب منه تعالى بأن لا يواجه دعاءنا بالرفض وعدم القبول، بل يستجيب دعاءنا ويوفّقنا إلى العودة إليه مرّة أخرى للدعاء وطلب الحوائج . (1)
3 . مادمنا نعيش حالة العناد في معصية الله، فإنّه تعالى سيواجهنا بردّ تكون نتيجته إلحاق الضرر بنا . (2)
1. من نعم الله علينا أن يهب لنا وعياً يؤدّي إلى رفع مستوى أدعيتنا، لتكون من أدعية المصلحين لا من أدعية أصحاب الأفق الضيّق الذين يطلبون من الله ما ليس بمصلحتهم ومصلحة غيرهم .(3)
2. تحتّم علينا الرؤية ذات الأفق الواسع أن لا نقتصر على طلب الأمور التي نراها صالحة لأنفسنا، بل نطلب من الله أن يفعل بنا ما هو الأصلح لنا؛ لأنه تعالى أعلم بنا بما هو أنفع لأمر دنيانا وآخرتنا. (4)
3. قد نعيش حين الدعاء حالة الغفلة عن طلب ما يصلحنا في أمر دنيانا وآخرتنا، وقد ننسى سؤال ما هو خير لنا، ولهذا تتطلب منا الرؤية الشمولية أن نطلب من الله أن يمن علينا بكل ما هو نافع لنا في الدنيا والآخرة، وأن يتفضّل
ص: 169
علينا بكلّ خير أظهره أو أخفاه، أعلنه أو أسرره. (1)
4. قد نغفل وننسى بعض متطلباتنا واحتياجاتنا عند الدعاء من الله تعالى، ولهذا علينا أن نسأل الله ليتفضّل علينا، فيرزقنا أيضاً ما غفلنا عنه ففاتنا ذكره ونسينا بيانه في الدعاء. (2)
1 . جعل الله الحياة الدنيا متجراً للعباد، فقدّر إزاء أداء الطاعات وفعل الصالحات الربح الوافر المتمثل بحسن الجزاء، ودعا العباد إلى تجارة لن تبور،وهذا ما يحتّم علينا الدعاء من الله ليجعلنا من الرابحين في هذه التجارة . (3)
2.كلّ ما نبتغيه في حياتنا كهدف أساسي خُلقنا من أجله هو نيل الأمور الحسنة، ولهذا ندعو الله عزّ وجل: «ربّنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة». (4)
3. الحياة الدنيا ليست إلّا فرصة قصيرة وفّرها الله لنا لننتهزها كفرصة ونملأها بطاعة الله وعبادته . (5)
ص: 170
ينبغي أن ننزع من قلوبنا حبّ الدنيا المتّصفة بالأمور التالية:
1 . الدنيا الدنية.
2. الدنيا التي تنهى عن نيل ما عند الله من أجر وثواب.
3. الدنيا التي تصدّ عن ابتغاء الوسيلة إلى الله.
4. الدنيا التي تدفع الإنسان إلى الغفلة عمّا يقرّبه من الله . (1)
إذا دار بنا الأمر بين مفترق طرق، يؤدّي أحدهما إلى انتقاص ديننا وتخلّينا عن التزاماتنا الشرعيّة، ويؤدّي الآخر إلى انتقاص دنيانا وذهاب بعض منافعنا الدنيوية، فعلينا أن نفضّل ديننا على دنيانا، ونختار خسارة مصالحنا الدنيوية، ولا نسمح لأنفسنا إلحاق الضرر بمصالحنا الأخروية الباقية. (2)
ينبغي علينا أن نجدّد ذكرنا الله، ولا سيّما عند انتباهنا بأنّا نعيش حالة الغفلة وحالة النسيان لنعم الله تعالى، فنبادر إلى ثناء الله والاعتراف بما أحسن إلينا. (3)
ص: 171
1 . ينبغي علينا عدم نسيان ذكر الله خلال تمتّعنا بنعمه وخيراته، وعدم عن إحسانه تعالى عندما يشملنا بألطافه وجميل صنعه، سواء كنّا في سعة أو شدّة، عافية أو بلاء، بؤس أو نعماء، فقر أو غنى.(1)
2. ينبغي علينا استبدال ذكر الأمور التافهة بذكر الأمور المهمة كذكر عظمة الله والتفكّر في قدرته تعالى . (2)
3. أفضل حلّ لحالة نسيان الاهتمام بطاعة الله هو توفير الأجواء المناسبة التي تأخذ بقلوبنا إلى ذكر الله عزّ وجل والرغبة في طاعته تعالى . (3)
ذكر الله شرف للذاكرين؛ لأنّ الذكر يذكره الله ، وقد قال تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) البقرة : 52]، وبه تعلو منزلة الشاكر وينال الشرف والرفعة، ولهذا علينا أن نشغل قلوبنا بذكر إلهي لا يزاحمه ذكر شيء من الأمور الدنيوية. (4)
لا يستطيع الإنسان أن يذكر الله إلّا أن يتفضّل الله عليه ويوفقه إلى ذلك.(5)
ص: 172
1. ارتكابنا للذنوب يعني استخفافنا بوعد الله، وانتهاكنا لحرماته، وتجرّينا عليه تعالى، وهذا ما يؤدي بنا إلى الوقوع في أودية الذلة والشقاء والهلاك. (1)
2. عندما نعصي الله فإنّنا نقتحم بذلك أودية الهلاك، ونسلك سبل الغواية، ونتعرّض فيها لسخط الله وبطشه، فنستحق بذلك الجزاء والعقوبة. (2)
1. تبعدنا الذنوب عن الله، وتشكّل سبباً لمعيشتنا في دائرة الحرمان والخيبة من الله ، ومصير الابتعاد عن الله هو الخيبة الخاذلة والشقاء الأشقى والعذاب الدائم. (3)
2. طبيعة الذنوب والخطايا أنّها تترك صاحبها وحيداً فريداً لا ناصر ولا معين له من الصالحين والتوفيقات الإلهية. (4)
3. الذنوب توقع الإنسان في أسرها، وتسلب منه الحرية في الحركة، وتقيّده
ص: 173
بنفسها، ولا سيّما الذنوب التي يستمر الإنسان على تكرارها. (1)
4. الذنوب تستعبد صاحبها، وتوقعه في أسرها، وتثقل كاهله، والسبيل للتحرّر من هذا الاستعباد والأسر والشدّة هو الالتجاء إلى العفو والمغفرة الإلهية. (2)
5 . المعاصي والآثام تحبط وتفسد وتبطل الحسنات وتمحو آثارها الإيجابية.(3)
6 . الذنوب تفحم العبد ، وتقطع مقالته، ولا تبقي له حجّة ليحتجّ بها على الله أو يطالب بها ربّه إسقاط ذنوبه أو التكفير عن سيّئاته. (4)
7. الذنوب تصيبنا بالضياع والحيرة في طريق الاستقامة، وتبعدنا عن الهدف الأساسي الذي خلقنا من أجله. (5)
8. مصير المعاصي هو الخزي والفضيحة أمام أولياء الله یوم القيامة.(6)
1. الجهل . (7)
2. خواطر السوء.
تزيّن خواطر السوء للإنسان ارتكاب الذنوب، فإذا فسح الإنسان المجال
ص: 174
لخواطره، فإنّها ستوفّر له أجواء تجعله أقرب إلى التقصير وارتكاب الذنوب. (1)
3. الأهواء والشهوات.
إنّ للأهواء والشهوات قوّة تدفع الإنسان نحو ارتكاب المحرّمات، ولابدّ للإنسان الذي يرغب في الامتناع عن ارتكاب المحرّمات حلّ المشكلة من جذورها، والبحث عن السبل التي تتيح له تطويق أهوائه وشهواته، وتقلّل من ضغطها وتأثيراتها السلبية. (2)
4. الرذائل النفسية.
تعد الرذائل النفسية - ولاسيّما الحرص - من عوامل إيقاع الإنسان في الإثم والخطيئة، ولابدّ للإنسان الراغب في صيانة نفسه أن يبادر إلى حل المشكلة من جذورها والقيام بتطهير نفسه من الرذائل ليسعه إبعاد نفسه عن الإثم والخطيئة. (3)
يكون العبد أجهل الناس برشده، وأغفلهم عن حظّه، وأبعدهم من صلاح نفسه عندما يستعين بنعم الله على معصيته تعالى .(4)
ص: 175
طبيعة الذنوب زوال لذّتها وبقاء تبعاتها. (1)
موقف الشيطان إزاء ارتكابنا للذنوب :
يشمت الشيطان ويفرح إزاء مصيبة استحقاقنا للعقاب نتيجة مشايعتنا له في ارتكاب المعاصي، ولهذا ينبغي علينا تركه والإعراض عنه والالتجاء إلى الله من أجل عدم تكرار التعرّض إلى شماتة الشيطان. (2)
تغيير تعامل الله معنا عند ارتكابنا للذنوب:
يتعامل الله معنا - بعض الأحيان - عند ارتكاب الذنوب والمعاصي من منطلق العقوبة المماثلة .(3)
الاستعانة بالله للتخلّص من الذنوب :
1 . قد نستصعب التخلّص بأنفسنا من ارتكاب الذنوب، فيكون موقفنا الصحيح في هذا المقام الاستعانة بالله ليمنعنا عن التلوّث بالمعاصي. (4)
2. قد يتجرّأ الإنسان على المعاصي ويتجاوز الخطوط الحمراء في هذا الصعيد، فيكون موقفه الصحيح في هذا المقام الاستعانة بالله ليصونه من المعاصي والذنوب.(5)
ص: 176
3 . ذكر نعم الله يمنع صاحبه من الإصرار على الذنوب والمعاصي. (1)
4 . يعتبر نيل التوفيق الإلهي أهم وسيلة للاجتناب من المعاصي.
وأبرز وسيلة للحصول على هذا التوفيق هو الدعاء وطلب العون من الله ليقينا ويصوننا من الذنوب والمعاصي، ويؤيّدنا بالتسديد والعصمة. (2)
1 . إنّ الله هو الملجأ الحقيقي الوحيد للرجاء والأمل.(3)
2 . ينبغي أن لا يرجو الإنسان لأمر آخرته ودنياه أحداً سوى الله تعالى. (4)
3. إنّ الله منتهى رجاء الراجين وغاية آمال الآملين؛ ولهذا لا يصحّ توجّه رجاء الراجين إلى غيره . (5)
4. ينبغي أن نعيش حالة الرجاء والأمل برحمة ربنا، ونبتعد عن حالة اليأس والقنوط؛ لتشملنا بذلك الرحمة الإلهية، ويحقّق الباري عزّوجل لنا ما نرجوه وما نأمله . (6)
.5 . إذا كان البعض لهم ثقة أو رجاء بغير الله، فينبغي أن تكون ثقتنا ورجاؤنا في جميع الأمور بالله تعالى؛ ليقضي الله لنا بالخير والعافية، وينجينا برحمته الواسعة
ص: 177
من مضلّات الفتن . (1)
6 . إذا كان الله عند العبد أولى من يرجوه، فسيكون هذا العبد أقرب إلى من يعطيه الله ما ،رجاه، ويؤمّنه مما يحذر ، ويحيطه برحمته. (2)
1 . لا يقطع الله رجاء العبد من فضله إلّا أن يريد له الشقاء والحرمان، ولكنّه تعالى لا يشقي من يطلب منه السعادة، ولا يحرم من تعلّق أمله بواسع عطائه تعالى وكريم إحسانه. (3)
2 . إذا قطع أحد الأشخاص رجاءه من الله تعالى، فلن يجد هذا الشخص بعد ذلك مصدراً يوفّر له النعيم والسعادة. (4)
1. وصف الله نفسه بالرحمة والعفو، وعلينا أن نغتنم هذه الصفة الإلهية، ونطلب من الله عزّ وجل أن يرحمنا برحمته الواسعة، ويعفو عن ذنوبنا وخطايانا . (5)
ص: 178
2. وسعت رحمة الله كل شيء. (1)
3. إنّ لرحمة الله الصدارة في تعامله مع عباده، وهي مقدّمة على غضبه. (2)
4. إنّ الله في منتهى الرحمة بحيث يرحم من لا يرحمه العباد، ويعطف على المسيئين الذين لا يتقبلهم أحد من أبناء المجتمع . (3)
5 . الدعاء وسيلة يجعل به الله للداعي نصيباً في رحمته. (4)
إذا فارقنا الحياة الدنيا، وأدخلنا في القبر، وتغيّرت صورتنا، وبلي جسمنا، وتفرّقت أعضاؤنا، وتقطّعت أوصالنا، ثُمّ انقطع أثرنا من الدنيا، ومُحي ذكرنا بين العباد، وأمسينا من المنسيين كمن قد نسي من قبل، فإننا سنكون في تلك الحالة بأشدّ الحاجة إلى الرحمة الإلهية. (5)
1. الله تعالى خزائن السماوات والأرض، وهو الغني القادر على تلبية كلّ
ص: 179
طلباتنا؛ ولهذا يكون الله هو الملجأ الحقيقي لما نرغب إليه . (1)
2. إن الله هو الملجأ الذي يجدر بنا السؤال منه ليوسع علينا الرزق الحلال من فضله وجوده وكرمه الواسع. (2)
الرزق الإلهي لا يشمل الرزق المادي فقط، بل يرزق الله عباده المؤمنين الخير والعافية والبركة والهدى والعمل بطاعته ونيل الدرجات الرفيعة. (3)
1 . إنّ الأرزاق بيد الله، والله تعالى هو الوحيد القادر على أن يغنينا ويوسّع في أرزاقنا، وهو الجهة الوحيدة التي تستحق أن نمدّ إليها يد العون والمساعدة لطلب المزيد من الرزق . (4)
2. ضمن الله أرزاقنا بما فيه الكفاية بحيث لا نحتاج إلى غيره تعالى، وقال تعالى: (وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) [الذاريات: 22] ، ثُمّ قال: (فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ حَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ). [الذاريات: 23] وينبغي أن نلتفت دائماً إلى هذا الضمان الإلهي لئلا يكون كل همنا في طلب
ص: 180
الرزق والمعاش الذي تكفّل الله به. (1)
3. جعل الله لكلّ مخلوق رزقاً مقسوماً وسهماً وحصة ونصيباً من نعمه عزّوجل . (2)
4 . يقدّر الله أرزاق خلقه بحيث:
من كتب الله له الزيادة في الرزق لا يستطيع أحد أن ينقص من رزقه شيئاً.
ومن كتب الله له النقصان في الرزق لا يستطيع أحد أن يزيد ما قدّره الله له من الرزق المحدّد، فلكل فرد رزقه المقسوم المقدّر له من العلي القدير . (3)
بالتلف نتيجة تعرّضها للآفات والأضرار ، وعلى الإنسان السعي - ولو بالدعاء - لصيانة هذه الأرزاق من التلف . (1)
1. إنّ للدعاء دوراً كبيراً في نيل الرزق وتسهيل سبل الحصول عليه. (2)
2. إذا تقدّم الإنسان بالسن وضعفت قواه وانقطعت قوّته، فإنّه سيكون أحوج إلى الدعاء من الله ليرزقه رزقاً واسعاً يحصل عليه من غير كدّ ولا بذل جهد أو مشقة.
كما أنّه بحاجة إلى القوّة القوية عندما يحيطه التعب والإعياء ليتمكّن من أداء أفعاله ذات الشدّة والمشقة . (3)
3 . يستوجب طلبنا للرزق - بعض الأحيان - تحمّل العناء والانشغال الفكري الذي يبعدنا عن أداء الفرائض والمستحبات بالصورة المطلوبة.
ولهذا ينبغي لنا في هذه الحالات الدعاء من الله ليكفينا مؤونة الاكتساب ويلبّي احتياجاتنا بسهولة ومن دون طلب، ويرزقنا من غير احتساب كي لا يشغلنا الطلب ولا تمنعنا شدّة تبعات المكسب عن أداء العبادات بالصورة المطلوبة. (4)
ص: 182
4 . إذا علمنا بأنّنا عاجزون بأنفسنا عن تمشية أمورنا المادية، وعلمنا بأنّنا إذا توجّهنا إلى الغرباء لمساعدتنا، فإنهم سيواجهوننا بوجوه عبوسة وكريهة، وعلمنا بأننا إذا قصدنا أقرباءنا، فإنّهم سيحرموننا أو سيعطوننا القليل وسيمنّون علينا ويذموننا كثيراً، فإنّنا سنعي بأنّ أملنا ينبغي أن يكون بالله في تمشية أمورنا المادية، وعلينا أن ندعو الله عزّوجل دائماً بأن لا يكلنا إلى أحد من خلقه، بل يتفرّد بحاجتنا ويتولّى كفايتنا ويشملنا في جميع أمورنا برحمته وعونه.(1)
1 . وفّر الله لعباده طيّبات الرزق . (2)
2. لا يكدر الله عطاءه للعبد بالمن عليه، وإذا منع الله عبداً من العطاء فلا يكون هذا المنع ظلماً؛ لأنّه تعالى لا يعطي ولا يمنع إلّا لوجود حكمة اقتضتها معرفته تعالى بالمصلحة. (3)
نحتاج في أرزاقنا وفيما يعطينا الله حق التصرّف فيه، وفيما ينعم به علينا إلى
ص: 183
البركة؛ لننال بذلك الزيادة التي لم نتوقعها في أرزاقنا وممتلكاتنا وما ينعم الله علينا. (1)
1 . إنّ الاختبار الذي نواجهه عندما يضيّق الله علينا أرزاقنا هو سوء الظن، وترك مصدر الرزق الحقيقي وهو الله، والتماس الرزق - نتيجة قصورنا الفكري - من عباد الله المحتاجين إلى الرزق الإلهي.
والحل هو التوجّه إلى الله ليهب لنا يقيناً صادقاً بأن الرزق من الله، فيكفينا هذا الاعتقاد التكالب على متاع الدنيا وطلب الرزق بجشع ونهم، ويلهمنا ثقة خالصة يعفينا بها من شدّة التعب في إنهاك أنفسنا في طلب ما ليس برزق لنا. (2)
2. قد يجد الإنسان بأنّ غيره يتمتّع بالرزق أكثر منه، فيثير هذا الأمر في نفسه شعوراً يدفعه إلى الحسد أو الاعتراض على قضاء الله وقدره.
كما قد يجد الإنسان بأن غيره يتمتّع بالرزق أقل منه، فيثير هذا الأمر في نفسه شعوراً يدفعه إلى الغرور أو التكبّر أو استصغار شأن الفقراء والمساكين.
وينبغي على الإنسان الوقوف أمام هذا الشعور لئلا يترك أثره السلبي، والسبيل إلى ذلك هو رفع مستوى الوعي والإلمام بأنّ الأرزاق بيد الله، وأنّ الاختلاف في الأرزاق وسيلة لاختبار العباد، وأنّ الحياة الدنيا دار ابتلاء؛ ليجد
ص: 184
الله مدى شكر الغني، ومدى صبر الفقير، والعاقبة للمتقين . (1)
لولا أن يعطينا الله من رزقه لما استطعنا أن نعطي الآخرين شيئاً، فلهذا كلّ ما نعطيه فإنّه من فضل ما أعطاه الله إيانا وعلينا أن نسأل الله المزيد من العطاء. (2)
9 . خاتم النبيين. [دعاء 17]
10. إمام الرحمة. [دعاء 2]
11 . مفتاح البركة [دعاء 2]
12 . قائد الخير. [دعاء 2]
13 . النجيب. [أي: الكريم، النفيس ](1)
14 . المنتجب. [دعاء 47]
15. المكرم. [دعاء 47]
16 . المقرَّب . [دعاء 47]
1 . ألقى الله على عاتقه رسالته، فأدّاها . (2)
2. أمره الله بالنصح لأمّته، فنصح لها.(3)
3. بلّغ الرسالة الإلهية بأتم صورة ممكنة، وجهر بدين الله، وبيّنه للناس بأفضل شكل، وبذل كلّ جهده ومساعيه لنصيحة العباد. (4)
4 . أتعب نفسه في سبيل القيام بما أمره الله عزّ وجل.(5)
5. عرّض بدنه للمكروه في سبيل الله تعالى. (6)
ص: 186
6 . دعا عشيرته الأقربين بصراحة وبكل جرأة إلى الدين الإلهي الحنيف . (1)
7. حارب أسرته في سبيل الله، وقطع رحمه من أجل إحياء دين الله عزّ وجل . (2)
. أبعد الأقربين من ذوي الرحم والقربى وعاداهم؛ لأّنّهم جحدوا الحقّ. وقرب الأباعد من الغرباء والأجانب ووالاهم؛ لأنّهم استجابوا للحق. (3)
9 . أجهد نفسه في تبليغ رسالة الله وأتعبها في سبيل الدعوة إلى دين الله، وشغلها بتقديم النصائح والمواعظ لمختلف طبقات الناس، ولاسيّما لمن كان يرجو فيه قبول دعوة الحقّ . (4)
10. ترك مسقط رأسه ومحل استقراره ووطنه الحبيب، وهاجر إلى بلاد الغربة والمكان البعيد؛ طلباً لأنصار يجاهدون معه لدحض راية الكفر ورفع راية الإسلام، وواصل جهاده حتّى بلغ الفتح. (5)
11. توجه رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بعد أن استتبّ الأمر له في المدينة نحو مكّة من بعد أجل إعلاء كلمة الله فيها، واستعان بالله لنيل الفتح، وتقوّى على ضعفه بنصر
ص: 187
الله، وغزا مشركي مكة في عقر ديارهم، وهجم عليهم وهم في مقرّ إقامتهم ومحلّ استقرارهم حتى تمكّن من إظهار أمر الله ولو كره المشركون. (1)
1 . إنّ الجهود التي بذلها رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم في سبيل الله هي التي جعلته ينال الدرجات الرفيعة عند الله ويكسب الدرجة العليا من الجنّة بحيث لا يساوي منزلته ولا يماثل رتبته ولا يوازي مكانته عند الله ملك مقرّب ولا نبي مرسل. (2)
2. سيجازي الله نبيّه صلی الله علیه وآله وسلم بما بلّغ من رسالاته وأدّى من آياته ونصح لعباده وجاهد في سبيله أفضل ما جزى أحداً من ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين
المصطفين . (3)
1 . إنّ الجهود التي بذلها رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم في سبيل الله أوصلته إلى نيل مقام الشفاعة، وسيعطي الله لنبيّنا صلی الله علیه وآله وسلم مجال الاستفادة من الشفاعة يوم القيامة أكثر مما وعده؛ لتتجلّى منزلته صلی الله علهی وآله وسلم بأسمى درجاتها عند أهله الطاهرين وأمّته المؤمنين.(1)
2. إنّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في يوم القيامة أقرب النبيين إلى الله، وأقدر هم على الشفاعة، وأعلاهم منزلة، وأعظمهم وجاهة عند الله عزّ وجل، وقد رجح الله كفّة حسناته وقبل شفاعته وقرّب وسيلته ورفع درجته .(2)
وظيفتنا إزاء الرسول صلی الله علیه وآله وسلم هي التمسّك بسنتّه حتّى يتوفّانا الله على ملّته، والأخذ بمنهاجه، والسير وفق سبيله، والالتحاق بأهل طاعته حتّى يحشرنا الله
زمرته صلی الله علهی وآله وسلم ويوردنا حوضه ويسقينا منه شربة لا نظمأ بعدها أبداً. (3)
1 . «اللّهم فصلّ على محمد وآله أكثر ما صليت على أحد من خلقك، وآت--ه عنا أفضل ما آتيت أحداً من عبادك [أي أعطه عنا من الثواب أفضل ما أعطيت أحداً من عبادك]، وأجزه عنا [ نتيجة الجهود التي بذلها لهدايتنا ] أفضل وأكرم ما جزيت أحداً من أنبيائك عن أمّته [لأنّه لم يؤذ نبي كما أوذي نبيّنا محمّد صلی الله علیه وآله وسلم]. (1)
1. ينبغي لنا مراقبة أعمالنا وسلوكنا وتصرفاتنا وأقوالنا لتكون بصورة نحرز بها رضا الله عنّا، وينبغي أن لا نتّبع في حياتنا إلّا الطرق المؤدية إلى رضا الله عنّا . (2)
2. الإطار العام الذي ينبغي أن يرسمه الإنسان لنفسه في حياته:
أوّلاً: يشغل نفسه بالأعمال الموجبة لرضا الله عنه.
ثانياً : يبعد نفسه عن الأعمال الموجبة لسخط الله عليه. (3)
3. الحياة الطيّبة هي التي تكون فيها إرادة الإنسان منسجمة مع رضا اللهوبعيده عن سخطه تعالى . (4)
ص: 190
4. «رضا الله» هو المعيار لنيل المكانة والمنزلة عنده تعالى، وبمقدار رضا الله عنّا سنحصل على المنزلة الرفيعة والمقام الكريم عنده عزّ وجل.(1)
5 . ينبغي علينا لحاظ ضاة الله في أعمالنا، وأن لا نترك شيئاً من دين الله مخافة أحد من العباد. (2)
6 . إنّ رضا الله أكثر من سخطه. (3)
الراحة والدعة في الحياة - بصورة عامة - خير، والشدّة والتعب في الحياة حرمان، وعلى الإنسان السعي لطلب الخير والابتعاد من الحرمان . (4)
يترك سلوك الإنسان وموقفه من الرفاه في العيش الأثر على حسن وقبح الرفاه.
و«الرفاه الحسن» يكون فيما لو كان الرفاه تمهيداً للجد والاجتهاد في ميادين العمل في سبيل الله.
و«الرفاه القبيح» يكون فيما لو كان الرفاه سبباً للغفلة والابتعاد عن أداء الوظائف الدينية.
ص: 191
وعلينا الطلب من الله ليمنحنا حسن الدعة والراحة في العيش، ويبعدنا عن الرفاه القبيح . (1)
يحتاج الإنسان من أجل التحلّي بالزهد والإعراض عن التعلّقات الدنيويةالمذمومة إلى فراغ البال والخلاص من الاشتغال بهذه التعلّقات .(2)
الزهد في الدنيا يزيد في رغبة الإنسان وكثرة شوقه للآخرة. (3)
1 . إنّ الله ستّار العيوب.
ولو التفتنا إلى أنفسنا لرأينا :
كم لدينا من عيوب سترها الله ولم يكشفها للخلائق.
وكم صدرت منّاسيّئات غطاها الله ، ولم يشهرنا أمام الآخرين.
وكم ارتكبنا من ذنوب ومعاصي ولكنّه تعالى لم يهتك عنّا سترها، ولم يلبسنا العار
ص: 192
والفضيحة، ولم يكشف سوءتنا لينتهز مخالفينا وحسّادنا الفرصة للإطاحة بنا. (1)
2. يستر الله عيوب من يستحقون الفضيحة، ولو شاء الله أن يفضحهم لكنّه تعالى ستار العيوب، وهو المتفضّل على عباده المسيئين في عدم لفضحهم، كشف وهتك أستارهم. (2)
3. عندما نرتكب النواهي ونتجاوز الحدود ونكتسب السيّئات ونقترف الخطايا، فإنّ الله هو المطلع علينا دون الناظرين، والقادر على إفضاحنا، ولكنّ الله يتفضّل علينا، ويحيطنا بعافية، فيستر علينا، ويحجب أبصار الآخرين عنّا، ويسدّ أسماعهم لثلا نفتضح أمامهم .(3)
يستر علينا الله قبائحنا ويخفي علينا؛ ليكون ذلك واعظاً لنا، وزاجراً عن سوء الخلق واقتراف الخطيئة، وسعياً إلى التوبة واتباع السبل الحسنة وتدارك ما فات. (4)
ص: 193
إنّ الله ستّار العيوب، فكم ارتكبنا الأفعال القبيحة والشنيعة، لكنّه تعالى لم يشهرنا ولم يفضحنا، بل ستر علينا، وكأننا لم نفعل شيئاً، وهذا الأمر بذاه يستحق منا الحمد الله سبحانه وتعالى . (1)
من لطف الله بعباده أنّه يستر معاصيهم ولا يفضحهم بها ولا يشهر هم بين الناس . (2)
ستر الله:
1. يريد الله أن يستر ذنوب عباده ولا يريد أن يفضحهم أو يكشفها أمام الآخرين ليسقطهم من أعينهم . (3)
2. لو لا ستر الله على قبائحنا كنّا من المفضوحين أمام الآخرين. (4)
يستر الله ذنوبنا ولا يكشفها لدى الملائكة لئلا يفتضح أمرنا، ولكن لهذا الستر حدّ يرتبط بعملنا وموقفنا وعلينا السعي - عن طريق العمل الصالح أو التوبة
ص: 194
أو الدعاء - لئلا يؤول أمرُنا إلى حدّ الافتضاح.(1)
1 . قد يسترنا الله بعفوه ويتغمّدنا بفضله في الدنيا أمام من نعرفهم ويعرفوننا، ولكن الدنيا دار فناء، ونحن أحوج ما نكون إلى الستر وعدم الافتضاح في دار الآخرة - دار البقاء - عند مواقف الأشهاد من الملائكة المقربين والرسل المكرّمين والشهداء والصالحين . (2)
2 . ما نأمله من الله أن يستر علينا معاصينا ولا يفضحنا كما أمهلنا فترة، ولم ينتقم منّا بعد صدور المعصية منّا . (3)
إنّنا نحاول إخفاء سيّئاتنا وأفعالنا القبيحة عن الآخرين كالجيران والأقارب؛ لأنّنا نستحي أن يتعرّفوا على خفايا أنفسنا فيفضحونا أمام الآخرين، ولكنّنا عندما نبيّن الله أسرارنا ونعترف أمامه في الدعاء بذنوبنا ومعاصينا، فذلك لأنّنا نثق بأنّه تعالى ستّار العيوب وأعظم من يعتمد عليه وأنّه أرحم الراحمين .(4)
ص: 195
من سوء أدبنا مع الله أنّه تعالى يستر عيوبنا، ولكن لا يمنعنا ولا يردعنا هذا الستر عن الاستمرار في ارتكابنا لأعمال السوء .(1)
1. جميع المخلوقات الإلهية في قبضة الله، وكلّها خاضعة الله ومنقادة للعمل دائرة مشيئة الله، وكلّها غير قادرة على أن تفعل شيئاً إلا بإذن الله . (2)
2 . إنّ لسلطان الله عزّاً لا حد له بأوّلية، ولا منتهى له بآخرية، أي: ليس له أوّل يبتدأ به، وليس له آخر ينتهي إليه. (3)
3 . إنّ الله في منتهى العظمة بحيث يخضع الملوك لعظمته، وقد ذلّت أعناقهم أمامه وهم من سطوته خائفون. (4)
4. إنّ الله تعالى السلطة المطلقة، ولا يستطيع أحد أن يقف في وجه السلطان الإلهي أبداً.(5)
5 . تتّصف الهيمنة الإلهية بمنتهى النفوذ والسيطرة والاقتدار بحيث لا يقدر
ص: 196
أحد على إيصال الضرر بها أبداً. (1)
6 . تعيش الكائنات الحيّة كلّها في ظلّ الهيمنة الإلهية، وأنّى لها الهروب منه تعالى وهي لا حياة لها إلا برزقه تعالى، ولا مكان لها في غير ملكه تعالى. (2)
7 . سلطان الله وهيمنته بغير جنود ولا أعوان؛ لأنّه تعالى هو الغني بالذات. (3)
1. عدم إيمان بعض العباد بقدرة الله على حقيقتها أو عبادتهم لغير الله لا يخرجهم من دائرة هيمنة الله وسلطانه. (4)
2. شرك العباد بالله وتكذيبهم لرسله لا ينقص من سلطان الله شيئاً قط . (5)
3. عصيان العباد لأوامر الله لا يعني التغلب على أمر الله، بل منح الله العباد الاختيار، وفسح لهم مجال الطاعة والعصيان؛ ليختبرهم أيّهم أزكى عملاً، ولا يفعل العباد شيئاً إلا بإذن الله . (6)
4 . سلطان الله أعظم، وملكه تعالى أدوم من أن تزيد فيه طاعة المطيعين أو تنقص منه معصية المذنبين . (7)
ص: 197
لا نستطيع أن نحقّق آمالنا ومبتغياتنا إلّا بإذن الله تعالى.
فإذا صرف الله عنّا وجهه الكريم.
وأحال بيننا وبين فضله العظيم.
وقطع علينا الرزق ولم يوفّقنا لنيله.
وحجبنا عن الأسباب الموصلة إلى النعم فلا يكون لنا أيّ سبيل؛ لأنّه تعالى هو المهيمن بعلمه وقدرته وسلطانه على كلّ شيء، والأمور كلّها بيده تعالى، يفعل ويقضي ما يشاء بحكمته وعدله ولا قوّة لنا على مجاوزة أمره والخروج من سلطانه.(1)
1. أفضل شفاعة يجدر بالإنسان رجاؤها هي شفاعة محمد وأهل بيته علیه وعليهم سلام الله . (2)
2 . جعل الله الشفاعة وسيلة يحظى بها الشفيع المقام والمنزلة عند الله، وينال بها المشفوع العفو والمغفرة.
وأمّا الذي لا شفيع له وهو نادم وخائف إزاء ارتكابه لسوء الأعمال وذميم
ص: 198
الأفعال، فعليه أن يدعو الله . (1)
«اللهم... لتسمع سماؤك ومن فيها، وأرضك ومن عليها، ما أظهرت لك من الندم، ولجأت إليك فيه من التوبة، فلعل بعضهم برحمتك يرحمني لسوء موقفي، أو تدركه الرقة عليّ لسوء حالي، فينالني منه بدعوة هي أسمع لديك من دعائي، أو شفاعة أوكد عندك من شفاعتي تكون بها نجاتي من غضبك وفوزتي برضاك». (2)
1 . لا يستطيع الإنسان أن يشكر الله إلّا أن يتفضّل الله عليه ويوفّقه إلى ذلك. (3)
2. لا ينال العبد توفيق شكر الله إلّا أن يلهمه الباري عزّوجل ذلك. (4)
الشكر فرع المعرفة، والذين لا يعرفون المنعم ولا يعرفون كيفية حمده، فسيتمتعون بالنعم من دون شكر المنعم. (5)
ص: 199
لا يستطيع أحد أن يبلغ غاية شكر الله تعالى؛ لأنّه بمجرّد أن يشكر الله يحصل له من إحسان الله ما يلزمه الشكر إلى ما لا نهاية له. (1)
شكر الله المفضّل هو الشكر الذي يقصر عنه شكر كلّ شاكر . (2)
ليس الله - كما يظنّ البعض - يهتم فقط بشكر العبد المعتد به، ولا يبالي بالشكر القليل، بل الله يشكر العباد إزاء شكرهم له وإن كان شكرهم قليلاً ودون حدّ المطلوب. (3)
1 . تقصيرنا في الشكر يؤدّي إلى حرماننا من خير الدنيا والآخرة. (4)
2. إذا قصرنا في الشكر الله إزاء ما أنعم علينا في اليسر والعسر والصحّة والسقم، فإنّنا سنكون بحاجة إلى لطف إلهي ينبّهنا ويلفت أنظارنا إلى هذا
إلى حدّ البهيمية». [دعاء 1]
ص: 200
التقصير، لنتدارك الأمر، ونلتزم بالشكر في ظلّ رعاية الله وعنايته. (1)
1 . يؤدّي شكرنا الله تعالى إلى امتلاكنا روح الرضا وطمأنينة النفس في مختلف أحوال الخوف والأمن، والرضا والسخط، الضرّ والنفع.(2)
2. شكر الله فوز للشاكرين؛ لأنّ الشاكر يفوز ويظفر بالمزيد من العطاء الإلهي، وقد قال تعالى: (لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) [إبراهيم: 7]، ولهذا علينا أن نشغل ألسنتنا بشكر إلهي لا يزاحمه أيّ شكر لا يكون في امتداد شكر الله تعالى. (3)
2. المعروف الكثير الذي أكرمنا الله به بدون مقابل. (1)
3. إبعاد القضاء والقدر المحذور عنّا كالعاهات والمصائب. (2)
4 . الموارد المتعدّدة التي صرف الله فيها البلاء والمكروه عنا.(3)
2. عيد أولياء الله . (1)
3 . أكرم مصحوب من الأوقات. (2)
4 . خير شهر في الأيام والساعات. (3)
5 . شهر تحقق آمال أولياء الله . (4)
6 . شهر كثرة الأعمال الصالحة. (5)
7. قرين عظيم القدر (6)
8. يفجعنا فقدانه . (7)
9. نرجو فيه الرحمة الإلهية. (8)
10 . يؤلمنا فراقه . (9)
11 . نألفه ونستأنس به عند إقباله .(10)
12 . يوحشنا انقضاءه . (11)
13 . شهر رقبة القلوب. (12)
ص: 203
14. شهر قلّة الذنوب. (1)
15 . يعيننا لننتصر على الشيطان . (2)
16 . يسهّل لنا سلوك طريق الخير . (3)
17 . يكثر فيه من يعتقهم الله من النار .(4)
18. السعيد من رعى حرمته وأدّى ما وجب فيه.(5)
19. شهر يمحو الله فيه ذنوب العباد. (6)
20 . شهر يستر الله فيه عيوب العباد . (7)
21 . ثقيل على قلوب المجرمين بحيث يشعرون بطوله .(8)
22 . له هيبة في صدور المؤمنين . (9)
23. شهر لا تنافسه الأيام. (10)
24 . شهر هو من كلّ أمر سلام.(11)
25 . من عرفه أحبّ صحبته . (12)
ص: 204
26 . يفد علينا بالبركات . (1)
27 . يغسل عنا دنس الخطيئات . (2)
28. نودعه وكلّنا محبّة وشوق إليه. (3)
29 . يشتاق إليه أولياء الله قبل قدومه . (4)
30. يحزن أولياء الله إذا أشرف على النهاية . (5)
31 . يصرف الله فيه عنا ببركته الكثير من السوء.(6)
32. يفيض الله فيه علينا ببركته الكثير من الخير . (7)
33. يرغب أولياء الله في بقائه. (8)
34 . يشتاق أولياء الله إليه عند مفارقته . (9)
35. يتأسف أولياء الله من الفرص التي فاتتهم فيه . (10)
36. شرفنا الله به . (11)
37. وفقنا الله بفضله حين جهل الأشقياء وقته . (12)
ص: 205
38. يعيش من يجهله حالة الحرمان من فضل الله تعالى . (1)
39. عرّفنا الله خصوصياته وما فضّلنا به. (2)
40 . هدانا الله إلى صيامه وقيامه على الرغم من تقصيرنا فيه . (3)
41 . ينبغي أن نقرّ ونندم ونعتذر إلى الله عند التقصير في حقّه. (4)
42 . نسأل الله أن يهب لنا أجراً نستدرك به ما فاتنا من بركات هذا الشهر عند تفريطنا في حقّه. (5)
43 . نسأل الله أن يطيل في أعمارنا حتى ندرك شهر رمضان المقبل . (6)
44. ينبغي أن نعبد الله فيه حق العبادة ونؤدّي فيه ما يستحقه الله من الطاعة. (7)
45 . ينبغي أن ننال فيه من صالح الأعمال ما يكون تعويضاً لما فاتنا في الشهر الماضي واستدراكاً عن الشهر المقبل. (8)
ص: 206
46 . فرصة وفّرها الله ليستغفر فيها العباد إزاء الذنوب التي ارتكبوها - تعمّداً أو نسياناً - في حقه تعالى أو حقّ غيره .(1)
1. إنّ لشهر رمضان حرمة وحقوقاً خاصّة، وينبغي علينا حفظ هذه الحرمة والقيام بهذه الحقوق بأفضل صورة ممكنة. (2)
2. كلّما يكون الإنسان المؤمن أعرف بفضل شهر رمضان وإجلال حرمته والأمور التي ينبغي التحفّظ منها في هذا الشهر، فإنّه سيكون أقدر على حفظ حرمة هذا الشهر والانتفاع الكامل منه . (3)
3. من يرعى شهر رمضان، ويحفظ حرمته حقّ حفظها، ويقوم بحدوده حقّ قيامها، ويتقي ذنوبه حق تقاتها، ويتقرب إلى الله حقّ التقرّب، فإنّه سيحظى برضا الله وعطفه ورحمته وفضله. (4)
1. وظيفتنا في شهر رمضان أن نملؤه بعبادة الله ونزيّن أوقاته بطاعته تعالى،
ص: 207
والصيام في نهاره، والتهجّد بخشوع، وإظهار الذلّة بين يدي الله في ليله. (1)
2 . أهم ما ينبغي أن نفعله في هذا الشهر هو ما يكون حطّة وكفارة لذنوبنا. (2)
3. ما نأمله في شهر رمضان هو أن يمح الله ذنوبنا في بدايته، ويغفر لنا خطایانا مع انقضاء أيّامه، حتّى نخرج من هذا الشهر وقد طهّرنا الله فيه من أدران الذنوب وخلّصنا من شوائب السيّئات . (3)
4. ينبغي أن نحافظ في شهر رمضان على مستوى إيماننا لنكون ممّن يؤهّلنا الله فيه لما وعد أولياءه من كرامته، ويوجب لنا ما أوجب لأهل المبالغة في طاعته ويجعلنا في عداد من استحقّ أرفع الدرجات برحمته.
ويمتاز هذا الأمر بالأهمية القصوى بحيث يصح للعبد أن يتوسّل إلى الله للحصول عليه بحقّ شهر رمضان، وبحقّ من تعبّد الله فيه من أوّل تشريعه إلى يوم القيامة من ملك مقرّب أو نبي مرسل أو عبد صالح خصّه الله برحمته وعنايته. (4)
5. شهر رمضان شهر الطاعة والعبادة، وشرط قبول الطاعة هو الإخلاص»،
ص: 208
وهذا ما يحتم علينا مراقبة أنفسنا لئلا نقع في فخّ الرياء والسمعة، بل ينبغي أن تكون طاعتنا وعبادتنا خالصة لوجهه تعالى، ومنزّهة عن شوائب الشرك بالله سبحانه وتعالى . (1)
6. أبرز ما نحتاج إليه في هذا الشهر هو ستر الله وعفوه ورأفته التي لا تنفذ، وفضله الذي لا ينقص . (2)
1 . شهر رمضان فترة زمنية محدودة يسّرها الله لنا لننتهزها كفرصة ذهبية لنيل الجنّة التي هي أفضل ما نناله من ربح . (3)
2 . جعل الله الصيام والقيام فيه وسيلة لنيل ثوابه والدخول في رحاب رحمته. (4)
3. ينبغي أن نكون في شهر رمضان خير من ينتهز الفرصة فيه ويحمل فيه الزاد لآخرته. (5)
4 . بما أنّ شهر رمضان هو الفرصة الذهبية للتقرّب إلى الله تعالى، فلهذا يكون
ص: 209
احتياجنا في هذا الشهر إلى التسديد الإلهي أكثر من بقيّة الشهور، ولاسيّما التسديد في مجال الاستقامة والثبات والتخلّص من كيد وإغواءات الشيطان. (1)
5 . ينبغي على المؤمن في شهر رمضان إضافة إلى صيامه عن الطعام والشراب أن يصوم بكفّ جوارحه عن ممارسة المعاصي واستعمالها فيما يسخط الله سبحانه وتعالى. (2)
ومن أمثلة كفّ الجوارح أن:
1. لا نصغي بأسماعنا إلى اللغو.
2. لا نسرع بأبصارنا إلى اللهو.
3 . لا نبسط أيدينا إلى الأمور المحرّمة.
4. لا نخطو بأقدامنا إلى ما منعنا الله منه.
5 . لا نعطي بطوننا ما هو ممنوع شرعاً.
6 . لا ننطق ألسنتنا بالباطل.
7. لا نبذل جهداً إلّا فيما يقربنا من الثواب أو يبعدنا عن العقاب الإلهي .(3)
2 . ميّزه الله عن بقية الشهور، واصطفاه بين جميع الأزمنة والدهور، وفضّله على كلّ أوقات السنة.
ومن أسباب هذا التمييز والاصطفاء والفضل :
أنزل الله فيه القرآن، وضاعف فيه الإيمان، وفرض فيه الصيام، وجعل فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر .(1)
3. أنزل الله فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان .(2)
4. خص الله هذا الشهر بالكثير من الحرمات التي لا يحلّ انتهاكها، ومن الفضائل المشهورة .(3)
5. حرّم الله في هذا الشهر ما أحلّ في غيره إعظاماً له؛ لأنّه ذات مكانة رفيعة، وينبغي على الناس أن يحفظوه .(4)
6. منع الله في هذا الشهر الأكل والشرب في النهار إكراماً واحتراماً له، حيث خصّه الله بالاصطفاء دون باقي الشهور . (5)
7. فضّلنا الله به على سائر الأمم، واصطفانا به على سائر الملل بفضله دون
ص: 211
أهل الملل .(1)
8 . أمرنا الله بالصيام في نهاره ، وأعاننا على القيام في ليله. (2)
9. يتعامل الله مع الصائمين والعابدين في شهر رمضان بمنتهى الفضل والإحسان بحيث يصح للعبد أن يأمل من الله أن يكتب له من الأجر إزاء صيامه وعبادته مثل أجور من صامه وتعبّد له في هذا الشهر إلى يوم القيامة. (3)
10 . يغفر الله في كلّ ليلة من ليالي شهر رمضان للعديد من العباد المستحقين للعذاب، ويعتق رقابهم من النار، ويدخلهم الجنّة بعفوه وصفحه.
وهذا ما يدفعنا للدعاء منه تعالى ليجعلنا في هذا الشهر من جملة الذين تشملهم الرعاية والعناية الإلهية. (4)
4. العودة إلى من هجرنا وانقطع عنا، بأن نصله ونصالحه ونتّصل به. (1)
5 . التعامل بإنصاف مع من ظلمنا. (2)
6 . التعامل بمسالمة مع من عادانا في الأمور الشخصية، أمّا إذا كانت العداوة دينية فمن كان عدوّاً الله فليس بيننا وبينه سلام، ولا نواليه، ولا نقيم معه العلاقات الودّية. (3)
7 . التقرّب إلى الله بالأعمال التي تزكّينا وتطهّرنا من الذنوب وتعصمنا من الوقوع ابتداءً في العيوب حتّى لا نرد عليه تعالى إلّا وتكن أعمال الملائكة دون مستوى أعمالنا في الطاعة الله والقربة إليه . (4)
8 . الالتزام بمواقيت الصلوات الخمس وأدائها بحدودها وفروضها ووظائفها وأوقاتها الشرعيّة، وأن نكون من المحقّقين لأغراضها وحدودها، والحافظين لأركانها، والمؤدّين لها في أوقاتها وفق سنّة الرسول صلى الله عليه وآله في ركوعها وسجودها وجميع مناقبها على أتم الطهور وأسبغه، وأوضح الخشوع وأكمله. (5)
ص: 213
أهم الأمور التي ينبغي أن نسأل الله أن يبعدنا عنها في شهر رمضان:
1. الميل والانحراف عن الحقّ في توحيد الله.
2. التقصير في تمجيد الله.
3. الشك في دين الله.
4 . العمى عن سبيل الله.
5 . الإغفال لحرمة الله.
6 . الانخداع للشيطان عدو الله . (1)
1. فضّل الله ليلة واحدة من ليالي شهر رمضان على ليالي ألف شهر (2) «وسمّاها ليلة القدر، تنزّل الملائكة والروح فيها بإذن ربيّم من كلّ أمر، سلام دائم البركة إلى طلوع الفجر، على من يشاء من عباده با أحكم من قضائه » . (3)
2. ليلة القدر هي التي تقدّر فيها شؤون العباد، وكلّ ما يرتبط بهم من قبيل
ص: 214
ما يصيبهم وما يجري عليهم . (1)
2. شهر رمضان فرصة ثمينة، ولهذا ينبغي أن يكون توديعنا لهذا الشهر توديع من عزّ فراقه علينا، وتوديع من غمّنا وأوحشنا انصرافه عنا.(2)
3. إذا كان شهر رمضان هو شهر الطاعة والعبادة، فلا يعني أن نقصّر في مجال الطاعة والعبادة في باقي الشهور ، بل ينبغي أن يكون شهر رمضان انطلاقة يستمر عطاؤها المعنوي في سائر الشهور والأيام التي تليه حتّى شهر رمضان الآتي. (3)
3 . عيد الفطر فرصة نطلب فيها من الله ليعوّضنا عمّا خسرناه في شهر رمضان. (1)
4 . يوم عيد الفطر هو يوم التوبة :
التوبة الشاملة لكلّ ذنب أذنبناه أو سوء قدّمناه أو خاطر سوء أضمرناه.
التوبة الصادقة التي لا ننوي الرجوع عنها إلى المعاصي أبداً. (2)
ه . ما نأمله من الله في يوم عيد الفطر أن يخلّصنا من خطايانا، ويجعلنا من السعداء نتيجة صيامنا وعبادتنا فيه، وأن يجعلنا أكثر الناس نصيباً من خيراته وبركاته. (3)
الشهرة ليست مذمومة دائماً، بل هي وسيلة تجعل الإنسان في الموقعيّة الاجتماعية المؤثّرة.
وإيجابية الشهرة أو سلبيتها ترتبط بكيفية الاستفادة من هذه الموقعيّة، والإنسان قادر على استخدام هذه القدرة في الخير والصلاح ليكون الأسوة
لذنب، واغفر لنا ما خفي من ذنوبنا وما علن». [دعاء 45]
ص: 216
الحسنة والعنصر الذي يلفت أنظار الناس إلى المبادئ الإلهية.
ولهذا يصح لنا السؤال من الله ليجعل لنا ذكراً جميلاً وثناءً حسناً بين الآخرين. (1)
إنّ الشيطان رجيم، أي: مطرود من مواضع الخير والرحمة.(2)
طلب الشيطان المهلة من الله ليغوينا ويضلّنا، فمنحه الباري عزّوجل هذه المهلة إلى يوم القيامة، وحذرنا منه ضمن مخطط إلهي لاختبارنا.
ويحاول الشيطان أن يستحوذ علينا ليضلّنا ويغوينا، ولا ملجأ للخلاص من شره إلّا عن طريق الاستعانة بالله لصدّ مكائده والتخلّص من إغواءاته.(3)
إنّ للشيطان دوراً كبيراً في إغواء البشرية.
ولولا أن يخدع الشيطان العباد ويبعدهم عن طاعة الله ما عصی الله عاص.
ص: 217
ولولا تصوير الشيطان الباطل للعباد في صورة الحق ما ضلّ عن طريق الله ضال. (1)
فسح الله للشيطان مجال وسوسته ،للإنسان، كجزء من ابتلائه تعالى للإنسان في هذه الدنيا.
وسلّط الله الشيطان منّا على مالم يسلّطنا عليه، ومن هنا:
1 . اتّخذ الشيطان صدورنا مسكناً له.
2 . يجري الشيطان في وجودنا مجرى الدم في العروق.
3. لا يغفل إن غفلنا.
4. لا ينسى إن نسينا . (2)
من الأمور التي تبيّن شدّة انغماسنا وخوضنا في الباطل، وتمادينا في مخالفة الحق أن نقف على مفترق طرق بين دعوة الله عزّوجل ودعوة الشيطان فنتبّع دعوة الشيطان، مع علمنا بعداوة الشيطان لنا، ويقين منّا بأنّ منتهى دعوة الله إلى الجنّة ومنتهى دعوة الشيطان إلى النار . (3)
ص: 218
جعل الله نزغات الشياطين والأهواء وسيلة لاختبار الإنسان وامتحانه. (1)
1 . يلبّي الله طلب من استعانه و استجار به خوفاً من شر الشيطان .(2)
2 . إذا أعاذنا الله من الشيطان وحفظنا وعصمنا من شرّه، فسيمهّد لنا ذلك السبيل للتكامل المعنوي واكتساب درجات الصالحين ومراتب المؤمنين. (3)
يحتاج الإنسان عند مواجهته مع الشيطان أن يخصّص لنفسه وقتاً ينشغل فيه لدراسة نفسه ودراسة تحركات هذا العدو لتكون هجماته وردود أفعاله ضدّ الشيطان وفق برمجة واعية ومخططات مدروسة. (4)
أفضل طريقة لطرد الشيطان وإبعاده عنّا هي عدم الالتفات إلى وساوسه، وبذل غاية الجهد لأداء الطاعات وفعل الحسنات وتجسيد محبّتنا الله من خلال عبادتنا له تعالى . (5)
ص: 219
1 . إذا وجد الشيطان مجالاً لإغوائنا ومنفذاً يدخل منه لإضلالنا فإنّه سيطمع في إبعادنا عن طاعة الله واستخدامنا في معصية الله عزّ وجل. (1)
2. يكون الإنسان في خلواته أحوج إلى الانتباه لما يعرض له من نزغات الشيطان ووساوسه.(2)
3 . عندما يعيش الإنسان حالة سوء الظن وضعف اليقين، فسيكون الشيطان أقدر على ملك عنانه ومسك زمام أمره. (3)
1. إغراؤنا فيما نهواه . (1)
4. استدراجنا نحو المعاصي . (2)
5 . تخويفنا بغير الله . (3)
6 . سوء الظن بالآخرين، وتمنّي زوال نعمة الغير . (4)
1 . يحاول الشيطان دائماً أن يمنعنا من اكتساب العلوم والمعارف الإلهية؛ لأنّها تنير لنا الدرب، وتمنحنا القدرة على مواجهة دسائس الشيطان وعدم الانخداع بمغرياته، وهذا ما يحتّم علينا الاستعانة بالله لكسب هذه العلوم والمعارف. (5)
2. يكره الشيطان قيامنا بالطاعات وفعلنا للحسنات، ولهذا يملي علينا - عن طريق وساوسه - حالة الشعور بصعوبة أداء الطاعات وثقل فعل الحسنات ليردعنا ويبعدنا عن القيام بها . (6)
3. يثير الشيطان ميولنا ورغباتنا وغرائزنا لننساق مع الأهواء والشهوات فتُعمى بصائرنا عن التمييز بين الحسن والقبيح، فنرى ما هو قبيحاً حسناً نتيجة تزيين واغراءات الشيطان . (7)
ص: 221
4 . يقف في طريقنا ليصرفنا عن الحق بما تميل إليه شهواتنا . (1)
5 . ينصب لنا حبائله في ميادين الشبهات. (2)
6 . إذا هممنا بفعل قبيح ولا سيّما الذنوب العظيمة شجّعنا عليه، وإذا هممنا يفعل صالح ومشروع فيه الخير ثبّطنا عنه. (3)
7. يقدّم لنا الوعود والأماني، وهو يعلم بأنّه كاذب لا يعمل بما وعد. (4)
أسلوب الشيطان معنا أنّه يدعونا إلى ارتكاب المعاصي، وعندما نلبّي طلبه ونستوجب بسوء فعلنا سخط الله تعالى، ويشملنا الطرد الإلهي نغدو بلا شفيع ولا حامي ولا مجير ولا حصن ولا ملاذ يعرض عنّا الشيطان، ويتبرّى منّا ويتركنا وحيدين فريدين في ساحة المعصية . (5)
ينبغي لجميع المؤمنين التعاضد والاتحاد فيما بينهم ضدّ الشيطان ومخططاته،
ص: 222
وعلينا أن نطلب من الذين يتّبعون أوامرنا معاداة الشيطان والحذر منه، ونطلب من الذين ينتهون عمّا نحذّرهم منه أن يتوخّوا الحذر من متابعته. (1)
لا نستطيع التخلّص من شرّ الشيطان من دون الاستعانة بالله، ومن نماذج هذه الاستعانة أن نشكو إلى الله سوء مجاورة الشيطان لنا، واستجابة ميولنا ورغباتنا وأهوائنا لإثاراته، وأن نسأله تعالى أن يصوننا من الوقوع في دائرة استيلاء وهيمنة الشيطان، ونتضرّع إليه تعالى في دفع وإبعاد كيد الشيطان عنّا. (2)
1 . يجعل الله بيننا وبين الشيطان حجاباً منيعاً وسدّاً حصيناً يعجز الشيطان عن اختراقه والعبور منه . (3)
2 . يشغل الله الشيطان عنّا ببعض أعدائه . (4)
3. يعصمنا الله من الشيطان، ويحفظنا بحسن رعايته، ويكفينا غدره، ويصرفه عنّا، ويبعده عنّا، ويقطع عنّا الآثار السلبية التي خلبفها حين تواجده في
ص: 223
نفوسنا. (1)
4 . يحفّزنا الله على اتّباع الهدى بمقدار ما يحفّزنا الشيطان على اتّباع الضلال ومن يطلب المزيد فلا يحجب الله عنه الخير والهداية. (2)
5 . يزوّدنا الله بالتقوى ضدّ غواية الشيطان . (3)
6 . يسلك بنا الله سبيل الهداية بخلاف سبل الضلال التي يدعونا الشيطان إليها. (4)
7 . لا يجعل الله للشيطان موطناً ومستقراً بل مدخلاً في قلوبنا، ولا يفسح له المجال لإغوائنا وإبعادنا عن سبيل الهدى . (5)
8 . يعرّفنا الله ما زيّن لنا الشيطان من باطل، وينوّر بصائرنا لنرى الباطل باطلاً فنجتنبه، ونرى الحقّ حقّاً فنتبّعه، ثُمّ يقينا الله ويحفظنا من إغواءاته . (6)
9 . يبصرنا الله بمكائد الشيطان ويلهمنا كيفية مواجهته وسبل تفنيد محاولاته الخبيثة، ونكون أقدر على دفع شرّه . (7)
10. بيقظنا الله من نوم الغفلة، ويمنحنا الوعي لنعرف حقيقة الشيطان فنحترز منه ولا نركن إليه ولا نعتمد عليه أبداً. (8)
ص: 224
11 . يعيننا الله بتوفيقه لنتغلب على الشيطان، ونتمكن من دحض دسائسه ومخططاته.(1)
12 . يجعل الله في قلوبنا كراهة فعل السيّئات والاشمئزاز من فعل المنكرات وبغض كل المحرّمات التي يدعونا إليها الشيطان. (2)
13 . يمكّننا الله بلطفه لنقض وإبطال حيل الشيطان وتفنيد مساعيه
14. يقطع الله رجاء الشيطان منّا لئلا يطمع بنا، ويدفعه عن ملازمتنا والتعلّق بنا . (3)
15. يجعلنا الله من الشيطان في «حرز حارز، وحصن حافظ، وكهف مانع». (4)
16 . يلبسنا الله درعاً واقياً ضدّ الشيطان، ويعطينا لمواجهته أسلحة قاطعة ونافذة نقف به بوجه الشيطان و نردعه عن تنفيذ مخططاته .(5)
17 . يفنّد الله مساعي الشيطان بمختلف الأساليب، بل يثبط عزيمته فينا لو قصد إغواءنا. (6)
ص: 225
18. يهزم الله جنود الشيطان، ويبطل كيده، لتذهب جهوده أدراج الرياح، ويجعل حصاد مكره وحيله الفشل والخسران ويهدم كهفه، ويرغم أنفه عن طريق إيقاعه في دائرة الذل والهوان . (1)
19 . يجعلنا الله في صفوف أعداء الشيطان، ويبعدنا عنه لئلا نكون في عداد أوليائه . (2)
20 . يسدّدنا الله لئلا نطيع أوامر ونواهي الشيطان إذا استهوانا، ولا نستجيب له إذا دعانا . (3)
ينبغي لنا كما نسأل الله لأنفسنا الحفظ والصيانة من الشيطان أن نسأل ذلك أيضاً لآبائنا وأمهاتنا وأولادنا وأهالينا وإخواننا وذوي أرحامنا وأقربائنا وجيراننا من المؤمنين والمؤمنات، وكلّ من شهد الله بالربوبية وتمسّك بعبودية الله عزّ وجل، ووقف بوجه الشيطان واستعان بالله لاكتساب المعارف الإلهية التي يحاول الشيطان منعه منها .(4)
ص: 226
1. لا يضيّع الله أجر الصحابة الذين جاهدوا بإخلاص في سبيله، فتركوا أوطانهم، وهجروا ديار ،قومهم، وأعرضوا عن سعة المعاش إلى ضيقه، وعملوا في ساحة الدعوة إلى الإسلام وجمعوا الناس على دين الله وتوحيده.(1)
2 . أعد الله في الجنّة للسابقين الأوائل من أنصار دينه وحماة شريعته مكانة ومنزلة خاصة؛ لأنهم كانوا الحجر الأساس لتثبيت دينه تعالى وإعلاء كلمته عزّ وجل في الأرض. (2)
4. فارقوا أزواجهم وأولادهم لتكون كلمة الله هي العليا، وقاتلوا الآباء والأبناء من أجل تثبيت نبوّة الرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، وكانت نتيجة أمرهم الانتصار على أعداء الله ببركة وجود الرسول صلی الله علیه و آله وسلم. (1)
5 . كانوا يعيشون منتهى حالة المحبّة الرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، وكانوا يرجون من مودّته تجارة لن تبور. (2)
6 . قدّموا أسمى التضحيات، وتحمّلوا أعظم المعاناة من أجل إعزاز الدين وإعلاء كلمة الله، فهجرتهم العشائر، وأبعدهم الأقرباء احتجاجاً على اتّباعهم للرسول صلی الله علیه وآله وسلم.(3)
سيجازي الله التابعين الذين اتّبعوا أصحاب الرسول صلی الله علیه وآله وسمل اتّباعاً حسناً خير الجزاء.(4)
1 . لم تعتريهم شبهة حول سمو مقام الصحابة الأبرار وصحّة اعتقادهم.
2. ساروا على طريقة الصحابة الأبرار ومنهاجهم، واتّبعوا مسلكهم
[دعاء 4]
ص: 228
ومذهبهم، وقصدوا الناحية التي قصدها أولئك، ولم يشكّوا في اتّباع خطاهم ومسيرتهم والاقتداء بهم والاهتداء بهديهم.
3. بذلوا غاية وسعهم وجهدهم لدعم وتثبيت ما كان عليه الصحابة الأبرار.
4. شعار التابعين قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ). [الحشر: 10 ](1)
3 . نعيش حالة القوّة لأداء ما يوفّقنا الله من طاعته . (1)
1 . كفّارة لسيّئاتنا، وتمحيص لذواتنا، وتخفيف لما ثقل على ظهورنا من خطيئات، وتطهير لنفوسنا المتلوّثة بأدران السيئات . (2)
2. عقوبة ووسيلة تنبيه وتذكرة وموعظة تحفّزنا على التوبة والكفّ عن الذنوب واجتناب المعاصي، وتدفعنا لتزكية أنفسنا وتهذيبها من الشوائب العالقة بها. (3)
3 . وسيلة لاكتساب الحسنات من دون تحمّل جهد فكري أو مشقة بدنية، بل تفضّل وإحسان منه تعالى حيث يأمر الملائكة الموكّلين بإحصاء أعمالنا ليكتبوا لنا ثواب ما كنّا نعمله من الصالحات في حالة العافية. (4)
ينبغي علينا الانتباه عندما نصاب بمرض أنّنا نتمتّع - في نفس الوقت بصحّة في مختلف نواحي أبداننا، وهذا بحد ذاته يستحق منّا الشكر والحمد لله تعالى . (5)
ص: 230
تكمن السلامة في أن يقينا الله من كلّ سوء. (1)
1 . نحتاج لأداء عباداتنا إلى الصحّة والسلامة، ولهذا ينبغي طلب الصحّة والسلامة منه تعالى ليسعنا أداء العبادات بأفضل صورة ممكنة. (2)
2 . الحلاوة الموجودة في الصحة والعافية هي التي تدفعنا إلى الانجذاب نحوها، والمسألة من الله للظفر بها.
والمرارة الموجودة في السقم والمرض هي التي تدفعنا إلى الاجتناب عنها، والمسألة من الله لإبعادنا عنها.
وهذه الحلاوة أيضاً موجودة في العفو والغفران والرحمة الإلهية.
ولهذا علينا الاستعانة بالله للخروج من السقم والذنوب والخطايا والكروب إلى الصحّة والعافية والغفران والفرج. (3)
الذنوب والمعاصي أوساخ وأقذار وأدران معنوية تلوّث أرواحنا.
ومن آثار ما يبتلينا الله من أسقام أنها تكفّر سيّئاتنا وتطهّر ذواتنا من هذه
ص: 231
الأدران والشوئب. (1)
2 . إذا كان سبب المرض الذي قد ابتلى الله به الإنسان عقوبة لسيّئاته أو غفران لذنوبه، فإنّ العفو الإلهي عن هذه السيئات والذنوب يؤدّي إلى رفع المرض عنه ونيله الراحة والسرور بالعافية . (2)
3. كل ما يتداوى به العباد للقضاء على أمراضهم فإنّه من صنع الله وكريم عطائه وعظيم إحسانه. (3)
2 . تفسح لهم في رياض الجنّة.(1)
3. تصونهم من كيد الشيطان. (2)
4 . تعينهم على أعمال الخير والصلاح. (3)
5 . تحفظهم على الدوام من حوادث السوء. (4)
6 . تدفهم إلى حسن الظن بالله، والأمل بعفوه وإحسانه وجميلوالإيمان بعظيم لطف الله ورحمته والثقة بكرمه وإحسانه . (5)
7 . تمنعهم من تهمة الله سبحانه بعدم العدل في توزيع قسمته بين عباده فيما أعطاهم من مال وقدرة وإمكانية وغير ذلك.(6)
8. تحفّزهم على الرغبة إلى الله والرهبة منه. (7)
9 . تنزع من قلوبهم حبّ التوسّع في الدنيا، وتحبّب إليهم العمل للآخرة والاستعداد لما بعد الموت . (8)
10 .تسهّل عليهم كلّ حزن وغمّ يحلّ بهم يوم خروج الأنفس من أبدانها .(9)
11 . تبقيهم في عافية، وتمنع وصول السوء إليهم من الفتن التي تصيبهم . (10)
ص: 233
12 . تقيهم من شدائد الدخول في جهنّم وطول الخلود فيها . (1)
13 . تصيّرهم إلى موضع استراحة المتقين، أي: جنة الخلد . (2)
14 . تحيطهم بالبركة والمنفعة . (3)
15 . توجب استجابة الدعاء. (4)
1. «صلى الله على محمّد وآله الطيبين الطاهرين». (5)
2. إنّنا نصلّي على محمّد وآله؛ لأنّ الله جعل النبيّ محمّد صلی الله علیه وآله وسلم وسيلة لهدايتنا وإنقاذنا من الضلال والانحراف . (6)
3. عندما نصلّي على الأنبياء والملائكة .... فإنّ الله سيبلغهم صلاتنا عليهم. (7)
1 . تشملنا شفاعة النبيّ محمّد صلی الله علیه وآله وسلم يوم القيامة في الوقت الذي نكون في ذلك اليوم بأشدّ الحاجة إلى العون والمساعدة. (8)
ص: 234
2 . تؤدّي صلاتنا على محمّد وآله حين الدعاء إلى سرعة استجابة دعواتنا، وسبباً لنجاح طلبنا منه تعالى. (1)
1. صلاة دائمة نامية. (2)
2. لا انقطاع لأبدها ولا منتهى لأمدها. (3)
3. كأفضل ما يصلّي الباري عزّوجل على أحد من خلقه من الأوّلین والآخرين. (4)
1 .«صلواتك عليه على[رسول الله ] ورحمتك وبركاتك عليه وعلى آله وآل رسولك عليهم السلام». [دعاء 23]
2. «اللهم صلّ على محمد عبدك ورسولك وأهل بيته الطاهرين، وأخصصهم بأفضل صلواتك ورحمتك وبركاتك وسلامك». [دعاء 24]
3. «اللهم صلّ على محمد عبدك ورسولك وآل محمّد صلاةً عالية على الصلوات، مشرفة فوق التحيّات، صلاة لا ينتهي أمدها، ولا ينقطع عددها، كأتم ما مضى من صلواتك على أحد من أوليائك». [دعاء 27]
ص: 235
4. «اللّهم صلّ على محمّد وآله إذا ذكر الأبرار، وصلّ على محمد وآله ما اختلف الليل والنهار صلاةً لا ينقطع مددها، ولا يحصى عددها، صلاة تشحن الهواء، وتملأ الأرض والسماء. صلّى الله عليه حتى يرضى، وصلى الله عليه وآله بعد الرضا صلاة لا حدّ لها ولا منتهى». [دعاء 32]
5 . «وصلّ على خيرتك اللهم من خلقك محمّد وعترته الصفوة من بريّتك الطاهرين». [دعاء 34]
6 . «وصل اللهم على محمّد وآله صلاةً تبلغه بها أفضل ما يأمل من خيرك وفضلك وكرامتك». [دعاء 42]
7 . السلام عليه [محمد] وعلى آله الطيّبين الطاهرين ورحمة الله وبركاته». [دعاء 42]
8 . اللّهم صلّ على محمّد وآله، في كل وقت وكلّ أوان وعلى كل حال عدد ما صلّيت على من صلّيت عليه، وأضعاف ذلك كله بالأضعاف التي لا يحصيها غيرك». [دعاء 44]
9. «اللّهم صلّ على محمّد نبينا وآله كما صليت على ملائكتك المقرّبين.
وصلّ عليه وآله كما صليت على أنبيائك المرسلين.
وصلّ عليه وآله كما صليت على عبادك الصالحين وأفضل من ذلك يا ربّ العالمين». [دعاء 45]
1. «ربّ صلّ على محمّد وآل محمّد المنتجب المصطفى المكرّم المقرّب أفضل صلواتك، وبارك أتمّ بركاتك، وترحم عليه أمتع رحماتك». [دعاء 47]
11 . ربّ صلّ على محمّد وآله صلاة زاكية لا تكون صلاة أزكى منها، وصلّ عليه صلاة نامية لا تكون صلاة أنمى منها، وصلّ عليه صلاةً راضية لا تكون
ص: 236
صلاة فوقها». [دعاء 47]
12. «ربّ صلّ على محمد وآله صلاة ترضيه وتزيد على رضاه، وصلّ عليه صلاة ترضيك وتزيد على رضاك له، وصلّ عليه صلاة لا ترضى له إلا بها ولا ترى غيره لها أهلاً ... [دعاء 47]
13 . «ربّ صلّ على محمّد وآله صلاة تجاوز رضوانك، ويتّصل اتّصالها ببقائك، ولا ينفد كما لا تنفد كلماتك». [دعاء 47]
14. «ربّ صلّ على محمد وآله صلاة تنتظم صلوات ملائكتك وأنبيائك ورسلك وأهل طاعتك، وتشتمل على صلوات عبادك من جنّك وإنسك وأهل إجابتك، وتجتمع على صلاة كلّ من ذرأت [أي نشرت] وبرأت [أي خلقت ] من أصناف خلقك». [دعاء 47]
15 . ربّ صلّ عليه وآله صلاة تحيطه بكل صلاة سالفة [أي: سابقة] ومستأنفة [أي متواصلة بعد توقف]، وصلّ عليه وعلى آله صلاة مرضية لك ولمن دونك، وتنشىء مع ذلك صلاة تضاعف معها تلك الصلوات عندها، وتزيدها على كرور الأيام زيادة في تضاعيف لا يعدُّها غيرك». [دعاء 47]
16 . «ربّ صلّ على محمّد وآله صلاة تجزل لهم بها من نحلك وكرامتك، وتكمل لهم الأشياء من عطاياك ونوافلك، وتوفّر عليهم الحظ من عوائدك وفوائدك». [دعاء 47]
17. «ربّ صلّ عليه وعليهم صلاة لا أمد في أوّلها، ولا غاية لأمدها، ولا نهاية لآخرها، ربّ صلّ عليهم زنّة عرشك وما دونه، وملء سمواتك وما فوقهن، وعدد أرضيك وما تحتهن وما بينهن، صلاة تقربهم منك زُلفى، وتكون لك ولهم ،رضى ومتّصلة بنظائرهنّ أبداً». [دعاء 47]
ص: 237
18. «السلام عليه [محمد] وعليهم [آل محمّد] أبد الآبدين». [دعاء 47]
19. «أسألك اللهم... أن تصلّي على محمّد وآل محمّد عبدك ورسولك وحبيبك وصفوتك وخيرتك من خلقك، وعلى آل محمّد الأبرار الطاهرين الأخيار صلاة لا يقوى على إحصائها إلّا أنت». [دعاء 48]
20. «وصلّى الله على سيّدنا محمّد رسول الله المصطفى وعلى آله الطاهرين». [ دعاء 54]
1. العمر فرصة وفّرها الله لنا في هذه الحياة لنصر فها في سبيل طاعته تعالى وتلبية أوامره التي هي رشد وهداية، وأداء الحقوق الإلهية. (1)
2. طاعة الله نجاة للمطيعين؛ لأنّ المطيع ينجو بنفسه من العذاب، ويعتق رقبته من النار.
ولهذا علينا أن نشغل جوارحنا بطاعة الله فحسب، ولا نشغلها بطاعة أخرى لا تكون في امتداد طاعة الله تعالى . (2)
3. لا نستطيع نيل رضا الله ومحبته، وبلوغ ما عنده من نعيم إلّا بطاعته والالتزام بأوامره ونواهيه وبفضل رحمته.(3)
ص: 238
4 . ينبغي ان يصر أن يصرف الإنسان كلّ طاقته وقدرته من أجل التقرّب من الله عن طريق اتّباع دينه الثابت والمستقيم. (1)
ينبغي على الإنسان أن يشغل دائماً نفسه بطاعة الله، ولا يسمح للمشاغل والهموم الدنيوية أن تبعده عن الله عزّ وجل. (2)
نحتاج من أجل التوجّه نحو طاعة الله إلى «شوق ثواب الموعود» [أي: الجنّة]، حتّى نجد لذّة ما ندعو الله به، فتدفعنا هذه اللذّة إلى القيام بالطاعة.
كما نحتاج من أجل الاحتراز عن المعاصي إلى خوف عقاب الوعيد» [أي: النار]، حتّى نجد كآبة ما نستجير الله منه، فتردعنا هذه الكآبة عن ارتكاب المعصية. (3)
ينبغي أن يعيش الإنسان في طاعته الله حالة التسليم والانقطاع عن كلّ شيء ما سوى الله . (4)
1. يدرك جميع المؤمنين بالله بأنّهم مقصرون في أداء ما أوجب الله عليهم. (5)
ص: 239
2 . لا يستطيع أحد أداء طاعة الله بصورة كاملة، وما نبذله من جهد وسعي في سبيل الطاعة لا يفي بما يستحقه الله؛ لأنّ فضل الله علينا أسبق وأشمل وأعظم وأتم .(1)
3. إذا لم نعرّض أنفسنا لما يثيرنا ويحفّزنا نحو طاعة الله، فإننا لن نجد في أنفسنا ما يدفعنا نحو هذه الطاعة. (2)
4 . يحب الله مجالس الصالحين؛ لأنّها توفّر لمن يحضر فيها الأجواء والأرضية
المناسبة لنيل الرضوان الإلهي من خلال التحفيز على طاعته تعالى . (3)
2. النوافل قادرة على أن تشفع لنا في مقام التوبة، فتجعلنا أقرب إلى المغفرة الإلهية، ولكننا إذا كنّا مضيّعين للكثير من فرائض الله الواجبة فلا يكون للنوافل والفرائض المستحبة - في هذا المقام - القيمة المعتد بها . (1)
3. من ضيّع فرائض الله الواجبة هلك. (2)
إنّ الاختبار الذي نواجهه في خصوص آجالنا هو طول الأمل، وطمعنا بآمالنا في أعمار المعمرين.
والحل هو التوجه إلى الله ليقصّر ،آمالنا، ويمنحنا رؤية ذات أفق واسع تؤدّي بنا إلى نبذ طول الأمل والرضا بما قسم الله لنا من العمر . (3)
وإذا لم نتمكّن من القيام بتهذيب أنفسنا في مجال طول الأمل، فالحلّ هو طلب المزيد من الاستعانة بالله ليساعدنا في هذا المجال ويكفينا طول الأمل. (4)
2. يخدعنا بالباطل.
3. يصيبنا بشروره .(1)
ينبغي علينا أن نقصّر آمالنا بحيث لا نؤمّل استتمام ساعة بعد ساعة، ولا استكمال يوم بعد يوم، ولا اتّصال نفس بنفس، ولا لحوق قدم بقدم. (2)
الظلم والتجاوز على حقوق الآخرين. (1)
2 . يمهل الله العبد عند طغيانه، ويؤخّر عقابه، فيغتر العبد، وتأخذه حالة الخيلاء بما يمتلك من قوّة وقدرة، فيتجرأ نحو الظلم والتعدّي على حقوق الآخرين . (2)
كما أنّنا لا نرغب أن نكون مظلومين، فعلينا أن لا نكون ظالمين، ونسأل الله أن يعصمنا من ممارسة الظلم، ويجعل بيننا وبين ظلم الآخرين حاجزاً وعائقاً يمنعنا من الالتحاق بركب الظالمين .(3)
ينبغي أن يحذر الإنسان في تعاملاته الاجتماعية لئلا يكون معيناً للظالمين ولا مساعداً ونصيراً لهم على تغيير الشرع وتعطيل الأحكام الإلهية. (4)
يجازي الله الظالم بعض الأحيان بالاستدراج، فلا يعجله بالعقوبة، بل يمدّه بالمال والجاه والقوّة، فيكون ذلك سبباً في إصرار الظالم على الظلم وتماديه في إيذاء الآخرين.
ص: 243
وعلى المظلوم - في هذه الحالة - الدعاء من الله لرفع حالة الاستدراج من الظالم وردعه - بأيّ نحو من الأنحاء - عن مواصلته في الظلم.
ولكن إذا اقتضت الحكمة الإلهية إبقاء الظالم في حالة الاستدراج وإهماله وترك مجازاته إلى يوم القيامة فعلى المظلوم - في هذه الحالة - الدعاء من الله ليمنحه الصمود والصبر . (1)
إذا أراد الله أن يصرف أحداً عن الظلم، فإنّه تعالى:
1 . يشغله في أمر يهمّه ويخصه فيصرفه بذلك عن الظلم . (2)
مثال ذلك: يشغل الله الظالم بعدو يعجز عن التخلّص منه، فيصرفه ذلك عن ظلم الآخرين. (3)
2 . يكشف له قبح الظلم وآثاره السلبية، فيمنعه ذلك عن ممارسة الظلم. (4)
3 . يعين الله المظلوم ليقف بوجه الظالم ويصدّه عن الظلم . (5)
4 . يمنع الله الظالم بقوّته عن ممارسة الظلم .(6)
ص: 244
5 . يكسر الله بقدرته شوكة الظالم وشدّة أذاه . (1)
6. يذيق الله الظالم في الدنيا شيئاً قليلاً من العذاب الذي أوعده يوم القيامة ليزجره ويردعه عن التمادي في الظلم. (2)
1 . لا يخفى على الله أنباء المتظلّمين، ولا يحتاج الباري عزّوجل لمعرفة مظلوميتهم إلى شهادات الشاهدين. (3)
2. نصرة الله قريبة من المظلومين، وعونه تعالى بعيد عن الظالمين. (4)
يحيط الله المظلوم بعفوه ورحمته عوضاً وبدلاً عما أصيب من ظلم وإساءة. (5)
1 . يعين الله المظلوم ليتغلّب على الظالم بحيث تكون هذه الإعانة سبباً لشفاء غيظ المظلوم إزاء الظالم، وإطفاء شدّة غضبه، وإزالة كراهيته وغصّته بصورة تكون وافية تحقّق رضا المظلوم لتدارك ما أصابه من شدّة. (6)
ص: 245
2. إنّ الله قادر على ردع الآخرين لئلا يظلموننا، وهو القادر على منع الآخرين من انتهاك حقوقنا والجور علينا؛ ولهذا نستعين به تعالى ليدفع عنّا ظلم الآخرين ويرعانا في ظلّ عنايته وحفظه. (1)
إنّ الله هو الملجأ الحقيقي الوحيد الذي يستحق أن نشكو إليه همومنا إليه معاناتنا ومشاكلنا. (2)
من أهم الأسباب التي تدفع المظلوم إلى القناعة بما قضى الله له والثقة بما تخيّر له، أن يصوّر الله في قلبه مثال ما ادخره له من أجر وثواب وأعدّ لظالمه من جزاء وعقاب. (3)
العافية والسلامة من السوء والبلاء نعمة إلهية عظيمة لا يعرف الإنسان
ص: 246
قدرها إلّا عند فقدانها؛ ولهذا ينبغي علينا أن لا نفتر في طلب هذه النعمة من الله ليلبسنا ويغمرنا ويحصّننا ويكرمنا ويغنينا ويتصدّق علينا بها، ويهب ويبسط عافيته ويجعل فيها الصلاح لنا، ولا يفرّق بيننا وبينها في الدنيا والآخرة. (1)
1 . العافية - بصورة عامة - أفضل من البلاء، ونحن مكلّفون بطلب العافية من الله تعالى. (2)
2. وظيفة الإنسان دائماً الدعاء من الله ليعطيه العافية، ويجعله ممن أنعم عليه ورضى عنه وأحياه في الدنيا حميداً وتوفاه سعيداً. (3)
3 . إذا طلبنا العافية من الله، فالأفضل أن نطلب أحسن وأفضل وأسمى مراتب هذه العافية التي من خصائصها:
1 . الكافية التامّة الشاملة التي لا نقصان فيها .
2 . الشافية التي لا مرض بعدها.
3 . العالية والمتصاعدة لأعلى درجات السلامة.
ص: 247
4 . النامية والمتسعة والمتزايدة في شموليتها.
5. عافية الدنيا والآخرة (1)
1 . إنّ الله منتهى خوف العابدين، وهو غاية خشية المتّقين .(2)
2 . يحب الله أن نعمر ليالينا بطاعته والاستيقاظ لعبادته والتهجّد له. (3)
3. ينبغي أن يخصّص العبد لنفسه أوقاتاً يعتزل فيها عن الناس، ويتوجّه إلى الله متّصفاً بكمال الانقطاع إليه تعالى، ويستأنس بمناجات الله، ثُمّ يقدّم حوائجه إلى الله ويكرّر طلبها منه تعالى مرّة بعد أخرى. (4)
4. ينبغي أن يستعمل الإنسان دائماً بدنه فيما يرضي الله تعالى. (5)
5 . ينبغي أن يحاول الإنسان المؤمن أن تكون أعماله كلها من الأعمال التي يحبّها الله عزّ وجل. (6)
6 . ينبغي أن تكون عبادة الإنسان كعبادة الخاشعين. (7)
ص: 248
أهم ما يحتاج إليه الإنسان في طاعته وعبادته الله تعالى هو اكتساب البصيرة وامتلاك النيّة الصالحة. (1)
إن الله ليس - كما يظنّ البعض - يهتم بالعبادة المعتد بها، ولا يبالي بالعبادة القليلة، بل الله يثيب العباد إزاء طاعتهم له وإن كانت طاعتهم قليلة ودون الحدّ المطلوب. (1)
معاينتنا للأمور بتأمّل وتدبّر وحزم تؤدّي إلى تلقّينا الدروس والعبر التي ترشدنا إلى اختيار طريق الصواب. (2)
1 . إنّ الله أعدل العادلين . (3)
2 . لا يقضي الله إلّا بالعدل، ولا يحكم إلّا بالإنصاف (4)
3 . إنّ الله عادل والاعتقاد بهذا العدل هو الذي يمنحنا الوثوق بأنّه تعالى لن يظلمنا أبداً. (5)
تعالى الله عن الظلم علواً كبيراً؛ لأنّ المحتاج إلى الظلم هو الضعيف، والله
ص: 250
منزّه عن الاحتياج. (1)
إنّ المعاد مظهر من مظاهر العدل الإلهي .(2)
1 . إذا تعامل الله معنا بعدله ولم يتعامل معنا بفضله هلكنا؛ ولهذا نسأل الله دائماً أن يتعامل معنا بفضله وأن لا يتعامل معنا بعدله؛ لأنّنا لا طاقة لنا على عدله وتحمّل نقمته وغضبه.(3)
2 . يعفو الله عمّن يشاء من عباده بفضله، ويعذب من يشاء بعدله؛ ولهذا فإنّنا بحاجة إلى فضل الله ليعفو عنّا ويتجاوز عن سيّئاتنا، ولا طاقة لنا بعدله تعالى، بل لا ينجو أحد من العذاب إزاء ما كسبت يداه من الذنوب والمعاصي إلا بفضل الله وعفوه (4)
ص: 251
لا يمكن إنكار عدل الله إزاء معاقبته للمذنبين؛ لأنّه تعالى أقام الحجّة على العباد، وحذّرهم من العقاب الأخروي، وما الله بظلّام للعبيد، والعباد هم الذين يظلمون أنفسهم.(1)
1. لا يُسال الله عما يفعل؛ لأنّه حكيم، والحكيم لا يفعل إلا الحسن .(2)
2 . إذا أهلكنا الله فلا يسأل الله عما يفعل، وليس من شأن أحد الاعتراض على أمر الله ، ولكن الله - مع ذلك - عادل يضع الأمور في مواضعها، وليس في حكمه ظلم .(3)
1 . يحاول بعض أعدائنا أن يلحقوا بنا الضرر من منطلق الكيد والخدعة، فيخفوا حقدهم الدفين أمامنا ، ويظهروا إزاءنا بمظهر حسن مقرون بحسن
اللقاء وبشاشة الوجه وحلاوة المنطق، ولكن بواطنهم مملوءة بالحقد علينا، وسرائرهم مشوبة إزاءنا بالنفور والكراهية.
ص: 252
ويحاول هؤلاء استخدام كلّ الوسائل الممكنة لإطاحتنا عن طريق نصب الحبائل وحياكة المؤامرات ضدنا، ولكن لا يغفل الله عن هؤلاء، ويدفع عنّا كيدهم ويصرف عنا سوءهم، بل يرجع كلّ ما حاكوا ضدنا من مؤامرات عليهم. (1)
2 . واجه كلّ واحد منا الكثير من الأعداء القساة الذين صوّبوا نحونا سهام عداوتهم وحقدهم بكل ما يمتلكونه من قوّة، ولكن الله على الرغم من محاولات هؤلاء الأعداء حفظنا من شرورهم ورعانا بعين حراسته التي لا تنام وكسر شوكتهم وأيّدنا بالنصر ولم يسمح لهم أن ينالوا مبتغاهم، بل أعقبهم الفشل والخسران ولولا نصرة الله تعالى إيّانا على أعدائنا لكنّا من المغلوبين .(2)
ص: 253
1 . الضرّ (فعل ما يسوؤنا من مكروه ونحوه).
2. الشرّ.
الغمز (الإشارة بالعين أو الحاجب بقصد الإساءة والتعريض بالكناية والتلميح).
4 . الهمز (العيب بظهر الغيب).
5 . اللمز (العيب في الوجه أو في حال الحضور بإشارة أو كلام).
6. الحسد (تمنّى زوال النعمة عن الغير). .
7 . العداوة ( ما يحرّض النفس على التجاوز والاعتداء).
8 . الحبائل (الشباك والفخ الذي يضعه العدو في طريقنا).
9. المصائد (الطرق التي يتّبعها أعداؤنا كيداً لإيقاع الضرر بنا).
10. الرجل (أعوانه المشاة).
11. الخيل (أعوانه الراكبين).(1)
2 . يبعد عنّا مكره. (1)
3. يدفع عنّا شرّه. (2)
4 . يردّ كيده إلى نحره . (3)
5 . يجعل بين يديه سدّاً یعمي عنّا بصره، ويصمّ عن ذكرنا سمعه، ويجعل قلبه مقفلاً عن ذكرنا؛ ليقلل بذلك التفاته إلينا، فيقل توجّهه إلينا بالشر. (4)
6 . يخرس عنّا لسانه ويمنعه من ذكرنا بسوء . (5)
7. يقمع رأسه ليصاب بوهن يردعه عن إساءتنا. (6)
8. يسلب منه العزّة ويحيطه بالذلّة. (7)
9 . يكسر جبروته ويجعله مشغولاً بوهنه. (8)
10 . يصيبه بالانكسار والذلّة. (9)
11 . يحطّم كبرياءه ونخوته وأنفته. (10)
ص: 255
1 . يوم عرفة يوم شرفه الله وكرّمه وعظّمه.(1)
2 . يتغمّد الله برحمته في يوم عرفة من دعاه وتضرّع وتوجّه إليه بالاستغفار والتوبة . (2)
3. يتولّى الله في يوم عرفة أهل طاعته وأهل القرب والمكانة منه ويشملهم برعايته.(3)
4 . يوم عرفة يوم الجود والإحسان الإلهي في مجال قبول التوبة والإنابة والعفو، وهو يوم نيل الرضوان الإلهي . (4)
5. لا يعود الإنسان في يوم عرفة من عند الله خائباً من الدعاء أو فارغاً من الاستجابة، ولا سيّما:
1. الإنسان الموحّد.
الإنسان الذي أتى من الأبواب التي أمر الله أن تؤتى منها.
ص: 256
3. الإنسان الذي يتقرّب إلى الله بالطرق التي يرضاها الله .(1)
العزّة الحقيقية عند الله ، ومن طلبها من عند غير الله ذلّ، وكم من أناس حاولوا الارتفاع من دون الاستعانة بالله فاتضعوا وتسافلوا.(1)
1 . إنّ الله عزيز، ويجب أن يكون عباده أيضاً أعزّاء، ولهذا علينا أن نسأل الله دوام التحلّي بالعزة. (2)
2 . دأب المؤمن التحلّي بالعزّة ومعرفة قدر نفسه، والحرص على كرامتها، والابتعاد عن المواطن التي يتعرّض فيها للمهانة والذلّة لأسباب تافهة. (3)
3. ينبغي أن يكون الإنسان المؤمن ذليلاً بين يدي الله وعزيزاً عند الناس.(4)
المحارم، وتفكّه من أسر الذنوب الكبيرة. (1)
4 . لا يستطيع الإنسان هجر الذنوب والمعاصي إلّا أن يعصمه الله، ولا يمكنه الامتناع عن الخطايا إلّا أن يسدّده الله بالقوة، وهذا ما يحتّم على كلّ من يبتغي هجر الذنوب والمعاصي والامتناع عن الخطايا أن يطلب من الله ليسدّده بقوّة كافية، ويتولاه بعصمة مانعة. (2)
1 . إنّ الله ذو شأن عظيم. (3)
2. إنّ الله تعالى العلو الأعلى فوق كلّ عال.
وله تعالى الجلال الأمجد فوق كلّ جلال.
وكلّ جليل عند الله صغير.
وكلّ شريف في جنب شرف الله حقير. (4)
3. إنّ المكانة والمنزلة الإلهية أرفع وأعلى المكانات والمنازل.(5)
4. إنّ الله في منتهى العظمة بحيث خشع لعظمته جميع الأشياء ما دون
ص: 259
عرشه. (1)
5 . إنّ الله قريب إلينا على الرغم من علوّه وعظمته، وهو العالي والعظيم على الرغم من قربه إلينا.(2)
6. ينبغي علينا المبادرة إلى معرفة الله والالتفات إلى حقيقة عظمته لئلا نقع في أودية الفهم الخاطئ في مجال معرفتنا بالله . (3)
1 . المذنب بحاجة إلى طلب العفو والغفران من الله ليمحو الله ذنوبه ولا يحاسبه عليها . (1)
وإذا صدر منّا ما جعلنا في دائرة أهل الإساءة، فإنّه تعالى هو الملجأ ليجيرنا ممّا يخافه أهل الإساءة.(2)
وإذا شملتنا العقوبة الإلهية بسبب ذنوبنا وآثامنا، فإنّه تعالى هو الملجأ ليعافينا من هذه العقوبة. (3)
2 . إنّنا نتوسّل إلى الله دائماً ليسقط عنا ما نعجز عن حمله من عقوبة، ويتجاوز عن خطايانا، ويعفو عنّا، ويصفح عن ذنوبنا ومعاصينا، ويجعلنا في صدارة من يشملهم العفو الإلهي، ومن أوائل الخارجين عن دائرة سخطه تعالى.
وذريعتنا أنّه تعالى لا يثقل عليه شيء، وأنّه على كلّ شيء قدير، وأنّه أرحم الراحمين، وقد لحقت رحمته بالمسيئين، وأحاط عفوه بالظالمين في مواد لا تعدّ ولا تحصى. (4)
ص: 261
3. كمال كرامتنا عند الله أن يغفر لنا ذنوبنا؛ لأنّ من غفر الله له دخل الجنّة، ومن دخل الجنّة نال دار الكرامة والمقام الرفيع . (1)
1 . إنّ الله أهل المغفرة، والعفو الإلهي مقدّم على معاقبته للمذنبين، أي: لا يرغب الله في معاقبة عبده وإنّما يحب أن يغفر له ويحيطه بعفوه، ولهذا يطلب الله من العباد التوبة ويناديهم بأن يرجعوا إليه. (2)
2 . عفو الله عنّا أكثر وأحبّ إليه عزّ وجل من معاقبتنا . (3)
3 . شيِّد الله قدرته على أساس العفو والتجاوز، وعدم مؤاخذة كلّ سيّئة، ولهذا يتعامل الله مع من يعصوه بالحلم، ويؤخّر عقوبة من ظلموا أنفسهم، لعلّهم يفيقون من الغفلة وينيبوا إلى ربّهم، ولا يقعوا في أودية الهلاك والشقاء إلّا بعد إتمام الحجّة عليهم .(4)
دائرة العفو الإلهي واسعة جدّاً بحيث تشمل:
ص: 262
1. من بلغ منتهى العصيان، ثُمّ تاب إلى الله تعالى.
2 . من كان أكثر الناس استحقاقاً للوم والعتاب، ثُمّ اعتذر إلى الله تعالى.
3. من كان أشدّ الناس ظلما وجوراً، ثُمّ أناب إلى الله تعالى.
فكيف لا تشمل المغفرة الإلهية من هو أقل من هؤلاء فيما لو تاب واعتذر وأناب إلى الله تعالى. (1)
4 . لا يستعظم عفو الله عن المذنبين وتجاوزه عن معاصيهم وإحاطتهم برحمته ؛ لأنّه تعالى هو ربّ العفو والمغفرة والرحمة. (2)
1 . كلّما نكون أوثق بمغفرة الله وأرغب بعطاء الله وأحوج إلى رحمة الله، فإنّنا سنكون أقرب إلى نيل ما نثق به؛ لأنّه تعالى أولى من وثق به، وأعطى من رغب إليه، وأرأف من استُرحم .(3)
2. إذا كان الإنسان من أهل الصوم في النهار ومن أهل التهجّد في الليل، ثُمّ وقف بين يدي الله في مقام التائب، فإنّ الغفران الإلهي سيشمله أكثر ممن ليست له هذه الخصائص. (4)
ص: 263
3. الأمور التي تجعل الإنسان أقرب إلى نيل العفو الإلهي:
ألف. عدم إنكار الإنسان بأنه مستحق للعقوبة الإلهية.
ب. عدم تبرّي الإنسان نفسه من استيجاب النقمة الإلهية.
ج. أن يكون خوف الإنسان أكثر من طمعه في الله.
د. أن يكون يأس الإنسان من النجاة أوكد من رجائه للخلاص. (1)
4. قيام المذنب ببعض الأمور حين التوبة من قبيل إقراره واعترافه وتذلله أمام الله توجب له أن يستقبله الله بالمغفرة ويرفعه عن مواضع الهلكة الناشئة من الذنوب. (2)
1 . لا يجب على الله أن يغفر للمذنبين أو أن يرضى عنهم من باب الاستحقاق، بل يكون هذا الغفران والرضا من باب التفضّل فحسب . (3)
2 . إذا أراد الله أن يعاقبنا إزاء ذنوبنا الكبيرة فلا يبقى لنا أمل للخلاص من
ص: 264
عذابه، ولكن أملنا بالله أن يتعامل معنا بفضله ولطفه وإحسانه. (1)
3. نقع نتيجة ذنوبنا في دائرة النقمة الإلهية بحيث يعجز عملنا الصالح عن إنقاذنا من هذه النقمة، فلا يكون لنا سبيل للخلاص من العذاب الإلهي إلّا بفضل الله المؤدّي إلى عتق رقابنا من هذه النقمة. (2)
4. لا ينال العبد المذنب العفو والمغفرة الإلهية إلّا بتفضّل الله وإحسانه.
ولا ينالها بالاستحقاق أبداً (3) حتّى فيما لو عاش الحالات التالية:
1 . يبكي حتى تسقط أشفار عيونه. (4)
2. ينتحب حتى ينقطع صوته . (5)
3 . يقوم الله بالعبادة حتّى تتورّم قدماه . (6)
4 . يركع الله تعالى حتّى ينخلع العمود الفقري في ظهره. (7)
5 . يسجد لله حتّى تنقلع عيناه .(8)
6 . يهجر لذيذ الطعام ويأكل تراب الأرض طول عمره. (9)
ص: 265
7. يعرض عن لذيذ الشراب ويتناول ماء الرماد إلى نهاية دهره . (1)
8 . يذكر الله على الدوام حتّى يكلّ لسانه. (2)
9. لم يجرأ على رفع طرفه نحو السماء نتيجة الاستحياء من الله تعالى. (3)
يغفر الله ذنوبنا بتفضّله وإحسانه، ولا يجب عليه ذلك أبداً؛ لأنّنا لا ننال هذه المغفرة باستحقاق لتقع في دائرة ما يجب على الله تعالى، بل ما نستحقه هو العقاب بمجرد صدور المعصية منّا، ولهذا لا يكون الله عزّوجل ظالماً فيما لو عذّبنا إزاء ما ارتكبناه من ذنوب ولكنّه تعالى يتفضّل علينا عندما نتوب إليه فيعفو عنّا ويغفر لنا سيّئاتنا . (4)
2 . ليس لعلم الله حدّ، ولهذا لا تخفى عليه تعالى الأخبار الخفية التي لا تظهر للناس. (1)
3. لا يغيب عن الله علم شيء، وهو بكل شيء محيط، وهو على كلّ شيء رقيب. (2)
4 . إنّ الله عالم بخفايا أعمالنا، ولا تخفى عليه دقائق الأمور، ولا تغيب عنه سرائر النفوس. (3)
5. لا يخفى على الله شيء في الأرض ولا في السماء، وكيف تخفى عليه الأشياء وهو الخالق لها؟ وكيف لا يحصيها وهو الصانع لها؟ وكيف تغيب عنه الأشياء وهو المدبّر لها (4)؟
لا يتّصف العمر بالحسن والقبح الذاتي، وإنّما هو حسن فيما لو كان مبذولاً في طاعة الله تعالى، وهو قبيح فيما لو كان مرتعاً للشيطان.
ولهذا علينا عند طلب طول العمر من الله الانتباه إلى دعاء الإمام زين
ص: 267
العابدين علیه السلام حيث قال:
«اللّهم... عمّرني ما كان عمري بذلة في طاعتك، فإذا كان عمري مرتعاً للشيطان فاقبضني إليك قبل أن يسبق مقتك إليّ، أو يستحكم غضبك عليّ». (1)
1 . دعا الله العباد في تعاملهم معه إلى تجارة مربحة، ودعاهم إلى العمل الصالح في مقابل الجنّة، وهذه تجارة لن تبور. (2)
2 . لم يخلقنا الله عبثاً، وإنّما خلقنا لهدف حكيم، وقال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْحِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات: 56]، ولهذا ينبغي علينا تخصيص أوقاتنا كلها للقيام بالأعمال المنسجمة مع ما خلقنا الله لأجله، والسعي لنيل المقام الرفيع عند الله تعالى. (3)
3 . كمال الهداية للإنسان بعد طلب العلم أن يعمل بما يعلم . (4)
4. إنّ النصائح التي ترشدنا إلى طريق الخير، وتحفّزنا على سلوك سبيل الصواب لا تترك أثرها المطلوب فينا مالم نقوم باتّباعها والالتزام العملي بها (5)
5 . إنّ لأعمالنا درجات مختلفة في الحسن و القبح، وينبغي علينا السعي الدائم
ص: 268
لرفع مستواها لتكون - بتوفيق الله - أحسن الأعمال، ولتكون بعد الإصلاح الإلهي لها منّزهة من كلّ عيب وفساد.(1)
1 . ينبغي علينا مراقبة أعمالنا لتكون متوجّهة نحو ما يرضي الله وبعيدة عما تسخطه تعالى .(2)
2 . ينبغي أن تكون أعمالنا مشابهة لأعمال المخلصين من عباد الله عزّ وجل . (3)
3. ينبغي أن لا نرتكب أعمالاً تتبعها العقوبة الإلهية بحيث يكون ذلك سبباً لاتّعاظ الآخرين بنا واجتنابهم من الوقوع في مثل حالنا . (4)
كمال كلّ عمل عبادي نقوم به أن يكون ذلك العمل مقبولاً مشكوراً ومعتنى به عند الله تعالى . (1)
1. كلّما يزداد الإنسان رغبة في العمل الله تعالى من أجل كسب الزاد الأخروي، فإنّه سيكون أكثر اندفاعاً نحو هذا العمل.
ولهذا علينا الطلب منه تعالى ليزيد في رغبتنا، ويجعلنا ندرك هذه الرغبة بحيث نجد في قلوبنا ميل ولهفة للعمل في سبيله تعالى. (2)
2. كلّما يكون الإنسان أكثر رغبة في العمل الله تعالى من أجل كسب الزاد الأخروي، فإنّه سيكون أكثر زهداً في الدنيا، وأكثر شوقاً لفعل الحسنات، وأكثر شعوراً بالأمن من السيّئات. (3)
من الصفات التي يتحلّى بها الإنسان الصالح والمتّقي أنّه:
يرى «الخير» الصادر منه قليلاً، وإن كثر في أقواله وأفعاله.
ص: 270
ويرى «الشر» الصادر منه كثيراً، وإن قلّ في أقواله وأفعاله. (1)
1 . كلّ صغيرة وكبيرة نفعلها يتبعها غداً سؤال وجواب وحساب وكتاب، ولهذا ينبغي علينا الالتفات إلى هذه الحقيقة وجعل أعمالنا كلّها لنيل رضوانه تعالى. (2)
2 . إذا ارتكبنا فعلاً أدّى إلى إغواء الآخرين وإيقاعهم في الضلال وابتعادهم عن الحقّ، فإنّنا سنكون مسؤولين أمام الله إزاء ذلك. (3)
ينبغي أن تكون مراقبتنا لسلوكنا وتصرفاتنا حين حالتي الرضا والغضب أكثر من الأوقات الأخرى؛ لأنّ لهاتين الحالتين دوراً كبيراً في ارتكابنا للخطايا والعثرات والزلات الدنيوية والأخروية.
وينبغي الاستعانة في هذه الحالات بالله ليسدّدنا ويصوننا ويرزقنا التحفظ من الخطايا والاحتراس من الزلل بحيث تكون حالتنا عند التعامل مع الآخرين في حالتي الرضا والغضب كتعاملنا معهم في الحالة الطبيعية، ولا تؤدي بنا هاتان الحالتان عند تعاملنا مع الأولياء والأعداء إلى الخروج عن دائرة رضا الله وتدخلنا
ص: 271
في دائرة غضبه تعالى، بل ينبغي أن يكون تعاملنا عند هاتين الحالتين بصورة يأمن عدونا من ظلمنا وجورنا، وييأس وليّنا من اتّباعنا لميولنا وأهوائنا المنحطة. (1)
1 . قد يغضب الله على عبد نتيجة ارتكابه لمعصية فيعرض عنه ولا يرضى عنه بعد ذلك أبداً. (2)
2. إذا أحاطنا بغضبه وسخطه فلا مفر من عذاب الله، وهذا ما يحتّم علينا الالتزام بتقوى الله لئلا يشملنا غضبه تعالى وسخطه. (3)
3. لا يمكن ردّ غضب الله إلّا بحلمه ولا يمكن ردّ سخط الله إلّا بعفوه. (4)
1 . الإنسان الغافل يعيش حالة خمول التفكير في مجال عواقب أمره الأخروي. (5)
2 . ينبغي للإنسان أن يوفّر لنفسه الأجواء والأرضية المناسبة التي تلفت
ص: 272
انتباهه دائماً إلى ذكر الله والعيش في حالة اليقظة والفطنة، وتردعه عن الانغماس في الغفلة ليسهل عليه الالتزام الديني في حياته . (1)
3 . إذا انغمسنا في الشهوات وتمادينا في الطغيان، فإنّنا سنكون بحاجة شديدة إلى العناية الإلهية لتمنحنا اليقظة من الغفلة المحيطة بنا . (2)
1 . إنّ الله تعالى خزائن السماوات والأرض، ولا ينفد بل لا ينقص ما عنده تعالى أبداً ولو لبّى طلبات الخلق جميعاً واستجاب لكلّ ما سألوه من فضله؛ لأنّ طلبات الخلق محدودة ومتناهية، ولكن خزائن الله غير محدودة وغير متناهية. (3)
2. مدح الله نفسه بأنّه لا يحتاج إلى أحد من خلقه، بل الخلائق كلّها محتاجة إليه، فقال تعالى: (وَاللَّه الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء) . [ محمّد : 38](4)
1 . إنّ الله هو الغني ونحن الفقراء، ولا يمكننا التخلّص من الفقر إلّا أن يغنينا الله من فضله. (5)
ص: 273
2 . إنّ الله غني الأغنياء، وهو المستغني عن الخلق بذاته، ونحن أفقر الفقراء وأحوج المحتاجين إلى إحسانه وفضله، والله يجبر فاقتنا بوسعه، ويصلح فقرنا بغناه . (1)
3. كلّ المخلوقات في السماوات والأرض مفتقرة إلى الله بحيث تكتسب منه الغنى، ولا يسعها الاستغناء عنه تعالى وتلتجئ إليه لتحقق رغباتها، ولا يمكنها الرغبة عنه . (2)
إذا أراد الله بإرادته التكوينية أن يغني أحد عباده فلن ينقص هذا العبد منع المانعين أبداً، وعلينا السعي للدخول في دائرة من يشملهم العطاء الإلهي الذي يغنيهم عن غير الله تعالى .(3)
1 . إنّ المغني الحقيقي هو الله، ومن يطلب الغنى من غير الله فسيكون مصيره الحرمان والافتقار .(4)
عندك وسعي». [دعاء 20] اللهم اجعلني من المغنين من الفقر بغناك». [دعاء 25]
ص: 274
2 . إذا توجّه الإنسان بحاجته إلى الله، وطلب منه تعالى سدّ حاجته وإبعاد الفقر عن نفسه، فقد طلب حاجته من محلّها وقصد الأشياء من وجهتها.
ولكن إذا توجّه الإنسان بحاجته إلى خلق الله، واعتقد أنّهم السبب في نجاحها دون الله فقد ضل الطريق وتعرّض للحرمان، واستحق من عند الله فوت الإحسان. (1)
1. الغنى والرفاهية والسعة والثروة ليست امتيازاً لصاحبها، وإنّما هي وسيلة يمتحن ويختبر بها الله عباده ليعلم أيّهم أحسن عملاً .
وعلى الإنسان الحذر عند اتساع ،رزقه، بأن لا يكون ذلك سبباً لا بتلائه بالطغيان والعصيان.(2)
2. قد نحصل في الدنيا على خير، ولكنّنا غافلين بأنّ هذا الخير الدنيوي يؤدّيإلى حرماننا من خير أخروي.
فلهذا علينا أن ندعوا الله ليؤجّل لنا هذا الخير، ولا يجعل ما نناله من خير في الدنيا سبباً في حرماننا وشقائنا في الآخرة؛ لأنّ:
كلّ خيرعاقبته ونهايته الفناء والزوال والاضمحلال فهو قليل ولا يعتد به.
ص: 275
وكلّ خير خاتمته ونتيجته البقاء والدوام والخلود فهو كثير وعظيم المنفعة .
والعاقل يقدّم دائماً اكتساب المنافع الكثيرة والخالدة على المنافع القليلةوالزائلة. (1)
إذا أبعد الله عنّا بعض متاع الحياة الدنيا الفانية، فإنّنا نأمل أن يجعل الله ذلك ذخراً لنا في خزائنه الباقية.
وإذا أعطانا الله من حطام الدنيا، وعجّل لنا من متاعها، فإنّنا نأمل أن يكون ذلك وسيلة نستعين بها للتقرّب إلى الله والتمتّع بجنّته. (2)
1 . الغنى بطبيعته يحفظ ماء وجه الإنسان.
والفقر بطبيعته يحط من سمعة الإنسان.
ولهذا ينبغي لنا الدعاء من الله لئلا يفقرنا فيما لو كان الفقر سبباً يدفعنا إلى الطلب ممن يأخذون أرزاقهم من الله، أو يدفعنا ذلك إلى الاستعطاء من شرار الخلق، فنضطر إلى حمد من أعطانا المال وذمّ من منعنا ذلك.
ص: 276
فندعو الله أن يرزقنا من عنده وأن يوفقنا لئلا نمدّ أيدينا إلى غيره، والله ولي الإعطاء والمنع .(1)
2 . إنّ الله هو الملجأ الذي ينبغي أن نتوجّه إليه ليمنن علينا بالغنى والثروة قبل أن يطلب منّا أحد شيئاً فلا نكون قادرين على تلبية طلبه . (2)
«الغنى» بطبيعته يدفع الإنسان إلى الطغيان» مالم يهذّب الإنسان نفسه.
ومنشأ هذا الطغيان أن يعتبر الإنسان ما عنده ملكاً له على نحو الحقيقة، وإلّا فإذا التفت الإنسان إلى هذه الحقيقة بأنّ كلّ ما عنده هو ملك الله تعالى وأمانة بيده، ومتى ما يشاء الله أن يسترجع أمانته فإنّه يفعل ذلك من دون أخذ الإذن من أحد، فسيعي هذا الشخص بأنّه لا معنى للطغيان والاستكبار في حالة الغنى. (3)
ينبغي علينا توخّي الحذر عند الغنى ووفور النعم الإلهية علينا، لئلا يكون هذا الغناء سبباً لانزلاقنا في أودية البطر والطغيان لأنّ الطبيعة البشرية غير المهذّبة تقتضي الطغيان عند شعورها بالاستغناء، قال تعالى: (إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى)
ص: 277
[العلق: 6]، وهذا ما يحتم علينا صدّ أنفسنا عند طغيانها واتّجاهها نحو البطر. (1)
يتفضّل الله على عباده المترفين الذين أبطرتهم النعمة فلا يطردهم من ساحته. (2)
قد يدفعنا الفقر إلى ارتكاب النواهي الإلهية في كسب المال، ولهذا ينبغي علينا الدعاء من الله ليوسّع علينا في أرزاقنا، لئلا يستغل الشيطان فقرنا لإغوائنا وتحفيزنا على ممارسة الأمور المحرّمة والمحذورة عند طلب المعاش. (3)
ينبغي أن نزداد يوماً بعد آخر فقراً وفاقة إلى الله تعالى، وأن نسأل الله أن يغنينا عمّن هو غني عنّا.(1)
لا يستطيع الإنسان خرق حجب الغيب ليعرف ما فيه نفعه ومصلحته؛ لأنّ السمع والبصر وحتّى الوهم البشري عاجز عن معرفة ما في الغيب .(2)
1 . جعل الله الفضائل في النفس الإنسانية على نحو تتحوّل بمرور الزمان إلى صفة راسخة في النفس (ملكة)، وهذا مما يختص به الإنسان على جميع الخلق. (3)
2 .الفضل الإلهي على العباد لا ينفد ولا يزول. (4)
3 . فضل الله علينا عظيم . (5)
4. يتعامل الله مع العباد دائماً من منطلق التفضّل والإحسان والعفو والعطاء من دون استحقاق أو مقابل.(6)
ص: 279
5 . إنّ الله هو المتفضّل على العباد الذين عافاهم وأبعد عنهم السوء والأذى. (1)
6 . لا يظلم الله من عصاه، ولا يبخس ثواب من أطاعه، بل هو المتفضّل على العبد في جميع الأحوال، ولا يخاف من الله إلّا عدله. (2)
7. إنّ التعامل الإلهي معنا بفضله باعث لسرورنا وفرحنا. (3)
8. لا تكون السلامة إلّا لمن يقيه الله من عذابه وسخطه، ويحفظه بفضله ورعايته وألطافه الخفية من كلّ معصية وسوء وأذى. (4)
9 . يتفضّل الله علينا على الرغم من عصياننا له. (5)
1 . كم من سحائب مكروه جلّاها عنّا.
2 . كم من سحائب نعم أمطرها علينا.
. كم من جداول رحمة نشرها علينا.
4. كم من عافية ألبسها إيّانا.
5 كم من نوائب أزالها عنّا.
6 . كم من هموم وغموم كشفها عنّا.
من لا يكافئ عبده على السواء منتك ابتداء». [دعاء 45]
ص: 280
7 . كم من حسنات وفّقنا إليها.
8 . كم من عيوب أصلحها فينا .
9 . كم من زلّات وقانا شرّها.
10 . كم من مسكنة أبعدها عنّا. (1)
1. قدرة الله في منتهى الشدّة بحيث لا يعجزها شيء أبداً. (2)
2 . يملك الله القدرة المطلقة، وهو الملك الوحيد لكمال القوّة والقدرة والحول.(3)
1 . إنّ الأسباب والعلل الظاهرية لا تعمل إلّا بإذن الله تعالى، فلهذا علينا عند التمسّك بهذه الأسباب والعلل أن لا نغفل عن الله تعالى، فتحجب هذه الأسباب بيننا وبين الله فنعتمد عليها ونغفل عن المؤثّر الحقيقي وهو الله
ص: 281
عزّ وجل. (1)
2 . إنّ القدرة التي يعطيها الله لنا لا تكون قدرة مستقلة لنستخدمها نشاء كيفما بصورة مطلقة، بل تعمل هذه القدرة دائماً في ظلّ سلطان وهيمنة الله وإذنه، والله أملك منّا بما ملّكنا من قوّة، وأقدر على ما أقدرنا منه. (2)
3. لا حول لنا إلّا بالقوة التي نستمدها من قوّة الله، ولا قوة لنا ذاتا، بل الله هو الذي يعيننا ويمدّنا بالقوّة. (3)
4. لا يمتلك الإنسان القوّة إلّا ما ملّكه الله منها، فلهذا ليس للإنسان أية قوّة ذاتية تتيح له مجال العمل من دون إذن الله عزّ وجل .(4)
1 . نور يضيء الدرب للسالكين ويمنحهم البصيرة التي توصلهم إلى الجنّة . (1)
2. متفوّق على جميع الكتب السماوية. (2)
3. متضمّن لأحسن الحديث . (3)
4. فرقان يفرّق بين الحقّ والباطل، والصدق والكذب، والحلال والحرام. (4)
5. مظهر لشرائع أحكام الله . (5)
6 . ذات آيات بينة وواضحة. (6)
7 . أوحى به الله إلى رسوله بصورة تدريجية. (7)
8. من يتبعه ينجو من ظلم الضلالة والجهالة. (8)
9 . شفاء لمن يصغي إليه بإخلاص وصدق ويبتغي من وراء ذلك طلب الحقيقة. (9)
10 . ميزان ومعيار لا يميل عن الحقّ إلى غيره، ولهذا ينبغي أن يعرض
ص: 283
الإنسان نفسه دائماً عليه ليجد مدى تطابق سلوكه وتصرّفاته مع تعاليمه وأحكامه، فيتعرّف بذلك على مدى سعادته وفلاحه. (1)
11. يهدي إلى الحجج والبراهين المتتالية والمستمرة. (2)
12 . راية هادية من قصدها نال النجاة والفلاح. (3)
13 . المتمسّك والمعتصم به مصان من أيدي الهلكات. (4)
14 . وسيلة نصل بها إلى أشرف منازل الكرامة . (5)
15. سلّم نصعد به إلى دار السلامة (الجنّة). (6)
16 . سبب نحصل من خلاله على النجاة في محشر يوم القيامة. (7)
17 . ذريعة نتمسّك بها لنيل النعيم الأبدي . (8)
18 . يؤنسنا في ظلم الليالي . (9)
19 . يحرسنا من وساوس ونزعات الشيطان وما يبثّه من خطرات ملوّثة في قلوبنا . (10)
(11) یصون أقدامنا من الانحدار في أودية الذنوب والمعاصي . (11)
ص: 284
1 . يردع ألسنتنا من الخوض في الباطل من دون إصابة ألسنتنا بمرض أو عاهة.(1)
22. يزجر جوارحنا عن ممارسة الحرام واقتراف الآثام. (2)
23. يمنحنا اليقظة لتلقّي الدروس والعبر من الحياة.(3)
24 . يفتح قلوبنا لمعرفة أسرار ولطائف وعجائب القرآن وزواجر الأمثال التي ضربها الله عزّ وجل ليزجر بها الإنسان عن ارتكاب الآثام، وهذه هي المعرفة التي ضعفت الجبال المحكمة - على رغم صلابتها - عن تحملها .(4)
25 . يشهد على من أحلّ حلال الله وحرّم حرامه. (5)
4 . الاهتداء بنور حججه وبراهينه .(1)
5 . الاقتداء بتعاليمه وبيّناته الواضحة. (2)
6. الاهتداء به وعدم التماس الهدى من غيره . (3)
7 . كمال تلاوته بعد التأثر بمعاني آياته، مراعاة حقه، والتسليم لآياته المحكمة، والإقرار بآياته المتشابهة (4)
8 . الشعور بالرهبة عند تلاوة آياته . (5)
4 . التقرّب من الذين استضاؤوا بنور القرآن، ولم تغرّهم الحياة الدنيا بمكرها وغرورها، ولم يلهمهم الأمل عن العمل للآخرة. (1)
5 . المحافظة على حسن وصلاح ظاهرنا إضافة إلى صلاحنا الباطني. (2)
6 . منع خطرات الوساوس عن تلويث ضمائرنا وإفساد نوايانا. (3)
7 . غسل أدران وأوساخ قلوبنا وما علق بها من المعاصي والآثام. (4)
8. التوحّد إزاء ما افترقنا عليه، واجتماع الكلمة. (5)
9 . الارتواء في مواقف يوم القيامة حيث يدبّ الظمأ في القلوب من شدّة الحرّ وقساوة الموقف. (6)
10. ارتداء ثياب الأمان يوم الفزع الأكبر عند قيامنا من قبورنا للحساب. (7)
11. سدّ فقرنا ورفع احتياجاتنا وإصلاح حالنا. (8)
12 . البركة والسعة والعطاء الممدود في أرزاقنا . (9)
13 . الاجتناب عن الطبائع والخصال المذمومة والأخلاق الدانية . (10)
ص: 287
14 . الابتعاد عن الوقوع في أودية الكفر، وما يؤدّي إلى النفاق. (1)
15. نيل الرضوان الإلهي الذي ينتهي بنا إلى الجنّة ونعيمها . (2)
16 . الامتناع عن تعدّي حدود الله وارتكاب كلّ ما يوجب سخط الله تعالى.(3)
17. تسهیل صعوبات سكرات الموت وانتزاع الروح من الجسد. (4)
18. الرحمة الإلهية عند طول مدّة بقائنا بين أطباق الثرى في قبورنا.
وجعل قبورنا لأرواحنا بعد الفراق من الدنيا دار مريحة وواسعة وخير المنازل . (5)
19. عدم فضح الله لذنوبنا ومعاصينا يوم القيامة أمام الملأ وعامة الناس . (6)
20 . الرحمة الإلهية عند موقفنا الذليل يوم نعرض على الله ونقف بين يديه ليحاسبنا. (7)
21 . ثبات الأقدام لئلا تزل، فنسقط في النار عند اضطراب جسر جهنّم عند الاجتياز منه . (8)
22. تنویر ظلمات قبورنا قبل البعث وإبعاد الرعب والوحشة عنها .(9)
23. النجاة من شدائد أهوال يوم المصيبة العظمى ( يوم القيامة). (10)
ص: 288
24 . بياض الوجه عندما تسودّ وجوه الظلمة في يوم الحسرة والندامة. (1)
25 . غرس محبّتنا في قلوب الآخرين.(2)
26 . صيانة حياتنا من النكد والشقاء والعسر والتعاسة.(3)
1 . إنّ الله يدنو ويتقرّب إلى من يحاول الدنو والتقرّب منه . (4)
2. القرب من الله يؤدّي إلى اكتساب أعظم الفوائد والمنافع، وأبرزها الجنّة.(5)
3. تقربنا إلى الله عن طريق ترك الذنوب والمعاصي يوفّقنا إلى الالتحاق بركب الساكنين في جوار الله تعالى .(6)
4 . للقرب من الله درجات والدعاء وسيلة لنيل الدرجات الرفيعة . (7)
5. أكثر ما نحتاج إليه حال ورودنا على الله أن تكون لنا كرامة ومنزلة عنده تعالى، ولهذا ينبغي علينا السعي - عن طريق العمل والدعاء - لاكتساب هذه المنزلة. (8)
6 . ينبغي أن نحذر من الأمور التي تبعدنا عن أمور التي تبعدنا عن الله وتقف حاجزاً بيننا وبين
نصینا من القرب منه، وتمنعنا من الوصول إلى ما نبتغيه منه تعالى. (9)
ص: 289
القرض - بصورة عامة - يعرّض صاحبه إلى الذل والهوان وضعف المكانة الاجتماعية، ويؤدّي إلى تنقيص شأنه وتشويش ذهنه وإرباك نفسه وتشتيت فكره، ويوجب له الهمّ والغمّ والأرق.
ويتطلّب الخلاص من هذا البلاء الالتجاء إلى الله والاستجارة به ليخلّصه من ذلّة القرض في الحياة ومن تبعاته بعد الوفاة، ويوسّع عليه من فضله ويرزقه الكفاف من القوت ما يغنيه عن الناس.(1)
1. أحصى الله كلّ شيء عدداً، وجعل لكلّ شيء أمداً، وقدّر كلّ شيء تقديراً. (2)
2 . إن قضاء الله كله خير، ولا يقضي الله عزّ وجل على عباده إلّا ما فيه الخير والمصلحة لهم . (3)
3 . لا يتحقّق شيء في العالم إلّا في ظل القضاء والقدر الإلهي، وقد قضى الله أن لا يقهر العباد على تنفيذ أوامره ، ولا يجبرهم على فعل ما يريد، بل تركهم مختارين ليتحمّل كل واحد منهم مسؤولية أفعاله ونتيجة أعماله.
وإذا كان الله تعالى قضاء محتوم في شؤون العباد، فلا يستطيع أحد تجاوز هذا
ص: 290
المحتوم من القضاء الإلهي.(1)
1. إذا قضى الله سبحانه وتعالى قضاءً حتماً فإنّه لابدّ وأن يقع؛ لأنّ وقوع هكذا قضاء حتمي وجزمي . (2)
2. ينبغي أن يكون يقيننا بتحقّق قضاء الله وقدره الحتمي حقّ اليقين؛ ليمكننا حصد أفضل الثمار الإيجابية من هذا اليقين.(3)
1. يكتب الله قضاءه وقدره غير المحتوم في اللوح المحفوظ، وبما أنّنا قادرون بأعمالنا ودعائنا على تغيير هذا القضاء والقدر، فلهذا علينا التوسّل بالدعاء والسؤال من الله ليثبت كل خير كتبه لنا، ويمحو كلّ شرّ كتبه ليصيبنا (يَمْحُو الله مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ). [الرعد: 39] (4)
2. يؤثر دعاؤنا في تحديد ما يقدّره الله ويقضيه بالنسبة إلينا.(5)
1 . ينبغي علينا الرضا بقضاء الله وقدره سواء كان ذلك موافقاً أو مخالفاً
ص: 291
لمصالحنا. (1)
2. لابدّ من الرضا بقضاء الله وقدره؛ لأنّه تعالى لا يحكم إلّا بالعدل، بل يتعامل الله مع العباد وفق تعامل قائم على الإحسان والتفضّل . (2)
3 . ينبغي علينا الرضا بقضاء الله وقدره، بل علينا تجاوز حدّ الرضا وبلوغ مرتبة محبّة ما رضيه الله لنا وتقبّل ما ابتلانا به بسهولة. (3)
4. أفعال الله كلّها حسنة، ومنها قضاء الله وقدره، ولهذا يجب علينا حمد الله وثنائه إزاء ما يقضيه ويقدّره لنا .(4)
5 . إذا شعرنا بأنّ الرضا بقضاء الله وقدره أمر صعب، فالحل هو السؤال من الله ليحبّب إلينا ما نكره من قضائه، ويسهل علينا ما نستصعب من حكمه، وأن يلهمنا الانقياد لما أورد علينا من مشيّته حتّى لا نحبّ تأخير ما عجّل ولا تعجيل ما أخر، ولا نكره ما أحبّ ولا نتخيّر ما كره.(5)
6 . نستصعب - بعض الأحيان - الالتزام بواجبنا في خصوص الرضا بقضاء الله وقدره، فيكون موقفنا الصحيح في هذا المجال الاستعانة بالله ليساعدنا في الالتزام بهذا الواجب . (6)
ص: 292
7. نحتاج من أجل الرضا بقضاء الله وقدره إلى التسديد الإلهي ليطيّب الله بقضائه أنفسنا، ويوسّع بمواقع حكمته صدورنا، ويهب لنا الثقة لنقر معها بأنّ قضاءه لم يتضمن إلّا الخير لنا . (1)
8 . إنّ «العطاء» و «الحرمان الإلهي خلال تعامله معنا لا يكون إلّا على ضوء الحكمة والمصلحة، وينبغي علينا أن نشكر الله بكلّ ما يقضي علينا ويقدّر.
ولكن بما أنّ «الحرمان مخالف لأنفسنا ، و العطاء موافق لها، فلهذا ينبغي أن يكون شكرنا إزاء الحرمان أكثر من شكرنا إزاء العطاء» . (2)
9 . ينبغي علينا القناعة بتقدير الله والرضا بحصّتنا فيما قسّم الله لنا . (3)
1. لا يستطيع أحد فيما لو كره قضاء الله وقدره الحتمي أن يغيّر من هذا القضاء والقدر شيئاً أبداً. (4)
ينبغي أن يطهّر الإنسان قلبه بطاعة الله من الأدران والشوائب ليصل مرحلة:
1 . تكون محبّته في امتداد محبّة الله فلا يحبّ شيئاً يسخط عنه الله عزّ وجل.
ص: 293
2 . يكون سخطه في امتداد سخط الله، فلا يسخط عن شيء يحبّه الله .(1)
تكمن سلامة القلب في ذكر عظمة الله عزّ وجل.(2)
من حالات القلب المطلوبة أن يتلبّس بمخافة الله والحذر من بأسه وعقوبته . (3)
يستقبل القلب الإرشادات الدينية بمقدار انشراحه، وكلّما يكون القلب أكثر انشراحاً فسيكون أكثر استعداداً لتقبّل الهداية.(4)
ميل قلب الإنسان إلى فئة معينة تؤدّي إلى تأثّره بهم والتفاعل مع شخصيتهم، ولهذا ينبغي أن نحاول دائماً أن توفّر لأنفسنا الأرضية التي تدفع ميول قلوبنا نحو الصلحاء والأخيار ولا سيّما الخاشعين الله .(5)
ص: 294
كثرة النعم تفتن القلب وتدفعه نحو اللهو والغفلة. (1)
ينبغي أن يكون قلب المؤمن في أيام حياته كلّها متّصفاً بالأمور التالية:
1 . ممتلئ بحبّ الله فقط وحبّ ما يكون في امتداد حبّ الله.
2. منشغل بذكر الله.
3. مرتفع الدرجات نتيجة تلبّسه بحالة الخوف والوجل من الله .
4 . مكتسب للقوّة عن طريق الرغبة إلى الله.
5 . مائل إلى طاعة الله والالتزام بأوامر الله ونواهيه.
6 . سائر في أحبّ السبل إلى الله.
7. راغب للتوسّع في نيل ما عند الله . (2)
8. الوثوق بها عند الله .(3)
القمر آية من آيات الله والتأمل فيه يكون من أجل استلهام المعاني التي تمتّن علاقتنا بالله تعالى.
ص: 295
ومن آيات القمر أنّه يضيء - بإذن الله - الأماكن المظلمة، وينشر ضوءه في الأفق ليزيل الإبهام عمّا لا يبصر، ويمنحه الوضوح ليمكن رؤيته بالعين.
كما جعل الله القمر آية من آيات ،ملكه وعلامة من علامات سلطانه، واستعمله بالزيادة والنقصان والطلوع والأفول والإنارة والخسوف.
والقمر في جميع هذه الأحوال مطيع الله ومسرع لتنفيذ إرادته تعالى.
وسبحان الله ما أعجب ما دبّر في أمر القمر وألطف ما صنع في شأنه.(1)
1 . مخلوق مطيع الله تعالى في سيره وحركته وكماله ونقصان ضيائه. (2)
2 . دائب سريع متردّد في المنازل المعيّنة المقدّرة له والمتحرّك في المدار المرسوم له. (3)
3. يؤثّر في الفلك بحسب ما أودع الله فيه من نظام وترتيب .(4)
4. جعله الله مفتاح كلّ شهر جديد، بحيث يكون ظهوره دليلاً على ابتداء الشهر.(5)
5 . جعل الله في دخوله ابتداءً لتحقق أمور حادثة لا يعلمها إلّا الله تعالى،
ص: 296
وهذه الأمور قد تكون خير وقد تكون شرّ.
ولهذا يجدر بنا أن نسأل الله، وهو ربّنا وربّ القمر، وخالقنا وخالق القمر ومقدّرنا ومقدّر القمر، ومصوّرنا ومصوّر القمر، أن يجعل القمر عند ظهوره هلالاً مقروناً بخير وبركة ل(1)ا تمحقها ولا تزيلها ولا تنقصها الأيام مهما كانت صعبة.
وأن يجعله هلال طاهرة بحيث تكون حياتنا في ظلّ ضيائه عامرة في طاعة الله ورضوانه، وليس فيها من المعاصي والآثام ما يدنّسها أو يُذهب بصفائها، ونسأل الله أن يجعله هلالاً مقروناً بالأمن من الآفات والسلامة من السيّئات(2)، وأن يجعله «هلال سعد لا نحوسة فيه، ويُمن لانكد معه، ويسر لا يمازجه عسر، وخير لا يشوبه شرّ، هلال أمن وإيمان ونعمة وإحسان وسلامة وإسلام.
كما ينبغي أن نكون حين طلوع الهلال أرضى الناس بقضاء الله وقدره، وأزكاهم وأكثرهم تعبداً الله تعالى . (3)
من الصفات التي يتحلّى بها الإنسان الصالح والمتّقي عدم الاهتمام بكثرة
ص: 297
الناس أو قلّتهم أمام بيان كلمة الحقّ.(1)
1. كلّ المخلوقات الإلهية التي تحيطنا كالسماء والأرض والملائكة وغيرها من المخلوقات محيطة بأفعالنا وأقوالنا وسرائرنا، وستنطق يوم القيامة بإذن الله وتشهد علينا بكلّ صغيرة وكبيرة صدرت منا . (1)
2 . الأيام والليالي تشهد في يوم القيامة بكلّ ما قام فيها العبد من صغيرة أو كبيرة في صعيد الطاعة أو المعصية. (2)
1 . إحدى مواقف يوم القيامة أنّه تعالى يناقشنا إزاء ما فعلناه ويحاسبنا إزاءسلوكنا وتصرفاتنا.
وهذا الموقف من المواقف الشديدة التي ينبغي أن نسأل الله أن يعفينا عنها، ويسامحنا من الوقوف في هذا الموقف. (3)
2. إحدى مواقف يوم القيامة أنه تعالى يعاقبنا إزاء ذنوبنا عن طريق الحطّ من شأننا وإسقاط منزلتنا من خلال كشف الستر عنّا أمام أعين الملأ وإظهار ما كتمناه وأخفيناه. (4)
ص: 299
ينبغي علينا الاجتناب من الكبر؛ لأنّ هذه الرذيلة تملي علينا النظر إلى أنفسنا بمعيار العظمة وتوحي لنا اعتبار أنفسنا أفضل من الآخرين، وهذا ما لا يرتضيه الله لعباده، فلهذا يجب علينا توخّ الحذر لعدم الابتلاء بهذه الرذيلة. (1)
إحدى طرق الابتعاد عن الكبر أن نطلب من الله أن لا يرفعنا في الناس درجة إلّا أنزلنا مثلها عند أنفسنا، وأن لا يحدث لنا عزّاً ظاهراً إلّا أحدث بقدره ذلّة باطنة عند أنفسنا. (2)
3 . إنّ الكرم الإلهي هو الذي يقتضي اهتمام الباري تعالى بإصلاح أمورنا، وإبعادنا عن الأمور السلبية . (1)
4. فتح الله أبواب فضله لجميع الراغبين، وأباح جوده وكرمه وعطاءه الجميع السائلين. (2)
5 . بسط الله يده بالخيرات، وكرمه تعالى عام للجميع، وخيراته منتشرة للمستحق وغير المستحق. (3)
6 . إنّ الله هو الملجأ الحقيقي الوحيد الذي يستحق الاتكال على جوده وكرمه. (4)
7 . إنّ الله كريم؛ إن سأله العباد أعطاهم، وإن لم يسألوه ابتدأهم بالعطاء من دون طلب أو استحقاق، ولا يوصف الله بالبخل أبداً. (5)
8 . يجود الله على من لا يستحقون الجود، ولو شاء أن يمنعهم من لمنعهم، لكنه تعالى يتفضّل عليهم ويرزقهم من عطائه دون استحقاقهم لذلك. (6)
9. إنّنا نتوسل إلى الله دائماً ليتفضّل علينا بعطائه وكرمه وسخائه، وذريعتنا في هذا المجال أنّه تعالى لا تنقص خزائنه كثرة العطاء والكرم والسخط . (7)
ص: 301
10 . لا يندم الله إزاء عطائه وكرمه أبداً؛ لأنّه تعالى لا يبتغي من عطائه أيّ عوض، ليندم إذا لم يحصل على ذلك العوض . (1)
11 . الإحسان الإلهي أفضل دليل على أنّه تعالى واسع كريم . (2)
12 . إنّ الله كريم، ولهذا لا يكافئ عبده ما يساوي عمله، بل يعطي بالحسنة عشر أمثالها، ويعطي بالشكر زيادة، ويعطي إزاء القليل الكثير . (3)
1. يتعامل الله معاملة أهل الكيد والمكر مع من يستحقون ذلك، وعلينا التحرّز لئلا نكون ممن يكيد الله عليهم ويمكر بهم، بل ينبغي أن نكون ممن ينصرنا الله ويكيد ويمكر لنا ضد أعدائنا .(4)
2. يتعامل البعض مع التعاليم الإلهية من منطلق المكر فيخدعون بذلك أنفسهم، وهذا ما يجعل الباري عزّ وجل أن يمكر بهم ويتركهم في طغيانهم يعمهون. (5)
ما يلزم إبعاد اللسان منه:
ص: 302
1 . استعمال ألفاظ الفحش .
2. الإكثار من الكلام فيما لا ينبغي.
3. شتم أعراض الناس.
4. الشهادة بالباطل.
5 . اغتياب المؤمنين.
6 . سبّ المؤمنين. (1)
ما يلزم الإكثار من استخدام اللسان فيه:
1 . النطق بالحمد لله.
2. الثناء على الله .
3. تمجيد وتقديس الله.
4. شكر نعم الله .
5. الاعتراف بإحسان الله .
6 . إحصاء منن الله. (2)
7. النطق بالهدى. (3)
8. النطق بحمد الله وشكره وذكره والثناء عليه . (4)
1 . إنّ الله في منتهى اللطف والرأفة. (5)
2 . إنّ الله تعالى ألطافاً ورحمة عامة تشمل جميع العباد، وله تعالى ألطاف ورحمة
ص: 303
خاصة يحصل عليها البعض دون البعض، ومن سبل الحصول عليها هو «الدعاء». (1)
3. إنّ الله لطفاً وعناية خاصة للصالحين. (2)
1 . إنّ الله خلق الليل والنهار بقوّته، وميّز بينهما بقدرته، وجعل لكل واحد منهما حداً محدوداً وأمداً ممدوداً، يولج كلّ واحد منهما في صاحبه، ويولج صاحبه فيه» .(3)
2. يشق الله ظلمة الليل ويخرج منها ضياء النهار، فيأتي الفجر معلناً عن بدء يوم جديد لنتوجّه إلى طلب الرزق وفق نظام الأسباب الذي أرشدنا الله إليه. (4)
3.جعل الله تعاقب الليل والنهار ليستفيد منها الإنسان لتوفير غذائه ومستلزماته الحياتية.(5)
فائدة النهار :
1. جعل الله النهار مضيئاً ليكون هذا الضوء وسيلة يبصر بها الإنسان ما
ص: 304
حوله فيكون أقدر على صيانة نفسه من الآفات والأضرار المتوجّهة إليه، والاحتراز من الوقوع في الشرور التي قد يقع فيها ليلاً نتيجة عدم رؤيتها في الظلام.(1)
2. يتوجّه فيه الإنسان عن طريق التمسك بالأسباب التي أودعها الله في الحياة لطلب الرزق الإلهي والعمل في سبيل الله ونيل المكاسب الدنيوية والأخروية. (2)
خلق الله الليل ليلتجئ فيه الإنسان إلى السكون والاستقرار، وليدفع عن نفسه التعب الحاصل من الجهود التي بذلها خلال النهار، ليحصل في ظلّ هدوء الليل عن طريق الاستراحة والاستمتاع والنوم على المزيد من الحيوية والنشاط والقوة. (3)
لا يعدّ «المال» وسيلة لتقييم الآخرين، ومن الخطأ:
ص: 305
أن نعتبر «الفقر» خسة وذلّة.
وأن نعتبر «الغنى» شرف وعزّة.
بل الشريف من شرّفته طاعة الله والعزيز من أعزّته عبادة الله .(1)
يُستخدم المال بصورة خاطئة، من قبيل الإسراف، التبذير، البخل والإفراط في جمعه. ويُستخدم المال بصورة صحيحة، من قبيل : العطاء، الكرم، الاقتصاد والانفاق في سبيل الله.
وعلينا الدعاء من الله ليلهمنا بفضله حسن التقدير، ويمنعنا بلطفه عن التبذير، ويجعل رزقنا من الطريق الحلال، ويجعل ما ننفقه محصوراً في وجه الخير . (2)
المال والثروة وسيلة يمكن استخدامها للخير، ولهذا يحقّ لنا الدعاء من الله ليرزقنا الكثير من المال والثروة . (3)
يختبر الله العباد بالمال ليرى هل يدفعهم ذلك إلى الغرور أو العجب أو الظلم
ص: 306
أو الطغيان.
وهذا ما يحتّم علينا - إضافة إلى بذل المساعي في ساحة تهذيب النفس - الدعاء من الله ليبعد عنّا من المال ما يوجب لنا التلبّس بهذه الرذائل . (1)
يحتاج الإنسان في حياته إلى مراعاة الاقتصاد في أموره المعاشية، والالتزام بحالة الاعتدال، والاجتناب من حالة الإفراط والتفريط في صرفه للمال. (2)
1 . السماء وما فيها من كائنات:
ألف. ساكنة، كالنجوم الثابتة. ب. متحرّكة، كالكواكب السيّارة.
ج. مقيمة، كالملائكة المقيمين في أماكنهم.
د. غير مقيمة، كالملائكة غير المقيمين لاستلزام نزولهم بين الحين والآخر إلى الأرض.
2. الأرض وما فيها من كائنات:
ألف. ساكنة، كالجبال والأحجار. ب. متحرّكة، كالحيوانات والحشرات.
ج. مقيمة، كالأشجار والكائنات الحيّة المتواجدة في مكان واحد.
د. غير مقيمة كالمياة الجارية والكائنات الحيّة المهاجرة بين الحين والآخر.
ص: 307
3 . الجو والفضاء بين السماء والأرض، وما فيه من الأمور المعروفة والواضحة كالسحاب، وما فيه من أمور مخفية ومستترة.
4. تحت الثرى وما في جوف الأرض من أمور مختبئة ومستترة علينا.
وكلّ ممتلكات الله خاضعة لسلطانه تعالى وهيمنته ومشيئته وإذنه وتدبيره وقضائه وقدره. (1)
1 . ينبغي أن تكون رغبتنا إلى الله فوق رغبة الراغبين. (2)
2 . يستطيع الإنسان أن يحصل على محبة الله والشوق إليه عن طريق الدعاء والسؤال منه تعالى ليهب له ذلك . (3)
3. يستصعب الإنسان - بعض الأحيان - صرف حبّه وشوقه نحو الله على الرغم من بذله المساعي في هذا الصعيد، فيكون موقفه الصحيح في هذا المقام الاستعانة بالله ليجعل هواه متوجّهاً إليه تعالى لا لشيء آخر.(4)
2 . ينبغي علينا أن لا نفسد عطاءنا للآخرين بالمنّ عليهم، ومثال ذلك: أن نعيرهم بما تفضّلنا عليهم أو نذكّرهم بصورة مزعجة ومتكرّرة بما أحسنّا عليهم. (1)
إنّ الغيوم المحمّلة بالغيث والتي يسوقها الله لتنشر أمطارها الغزيرة على نباتات الأرض في جميع النواحي مظهر من مظاهر الرحمة الإلهية؛ لأنّها تمدّ الخلائق بالحياة وتصونهم من الجدب والقحط. (2)
إحياء الأرض نتيجة هطول الأمطار وبلوغ النباتات مرحلة البهجة والنضارة ونضج الثمار مظهر من مظاهر نعم الله على عباده . (3)
يحضر الملائكة الكرام هطول الأمطار على الأرض؛ لأنّهم موكّلون من قبل الله في إنزال المطر من السحاب إلى الأرض. (4)
ص: 309
الرعد والبرق آيتان من آيات الله وعونان من أعوان الله، يتسارعان إلى طاعته تعالى برحمة نافعة أو نقمة ضارّة. (1)
ينقسم المطر إلى مطر خير ورحمة ومطر سوء ونقمة.
وعلينا أن نسأل الله ليرسل علينا مطر الرحمة ويقينا من مطر النقمة.
وأن يجعل مطر السوء للمشركين والملحدين. (2)
من الأمطار ما هو نافع ومنها ما هو ضار، ونحن ندعو الله أن يمن علينا دائماً بالأمطار النافعة التي تكون وافرة ودائمية وواسعة السيلان والتدفّق والانهار وعظيمة القطر، بحيث:
1 . يحيي الله بها ما مات.
2. يردّ بها ما فات.
3. يخرج بها ما آت.
ص: 310
4. يوسّع بها الأقوات. (1)
1 . نسأل الله أن لا يجعل نزول الأمطار سبباً لإيذائنا أو حرماننا من خيرها وبركاتها أو سبباً في إفساد زرعنا والإضرار بثمارها. (2)
2 . عندما تعاني مناطقنا من الجدب بسبب انقطاع المطر، فسيكون اندفاعنا لطلب المطر من الله أكثر . (3)
3. عندما نعاني من قلّة المطر، فإننا سنعيش حالة الاستياء والغضب، وق--د يشغلنا هذا الحرمان بطلب الرزق من غير الله ، ولهذا ندعو الله أن يرزقنا المطر ليخرج وحر صدورنا برزقه هذا ولا يشغلنا عنه بغيره. (4)
ونسأل الله أن تأتينا هذه الأمطار عبر سحب متراكمة ومقرونة بالرعد والبرق، وأن تكون هذه الأمطار هنيئة ولا يتبعها تعب أو نصب، ولا تكون كثيرة تبلغ حدّ الإفراط أو قليلة تبلغ حدّ التفريط، بل تكون متعادلة ذات عواقب حسنة ومحمودة.
وتكون هذه السحب نافعة للعشب والنبات، ومؤدية إلى خصوبة الأراضي
ص: 311
بحيث تنعش النباتات المتنكسة نتيجة العطش وتجبر النباتات الذابلة والمنكسرة. (1)
ثُم تجري مياه هذه السحب على الأرض، وتخلق روابي صغيرة صالحة للزراعة ولرعي الأغنام، وتملأ الآبار العميقة، وتملأ الأنهار فيتدفّق منها الماء نتيجة كثرة الأمطار، فيؤدّي ذلك إلى ازدهار الأشجار وانخفاض الأسعار في جمیع الأقطار والبلدان، فيتبعه الانتعاش للبهائم والخلق، ويتبعه سدّ فقرهم وزوال احتياجاتهم، ويتسع نطاق انتفاعهم من طيّبات الرزق، فينمو الزرع ويكثر اللبن في الضروع فيزيدنا ذلك قوّة إلى قوّتنا . (2)
إنّ من الرياح المقارنة لنزول الأمطار ما هو نافع، ومنها ما هو ضار.
وعلينا أن نسأل الله أن يقينا من الرياح شديدة الحرّ ومن الرياح شديدة البرد والمشؤومة. (3)
ص: 312
إلى الله المصير .(1)
الهدف الأساسي الذي ينبغي أن نبتغيه في حياتنا هو الفوز في المعاد ونيل السلامة عند مراقبة أعمالنا من قبل الكرام الكاتبين. (2)
لا تخفى على الله خافية في الأرض ولا في السماء إلا أتى بها يوم القيامة، وكفى بالله جازياً وكفى به حسيباً. (3)
إنّ للمعاد أهوالاً وعقبات كؤود، ولهذا علينا السؤال والتضرّع من الله ليهب لنا أمن هذا اليوم العسير. (4)
1 . ينبغي أن نعيش في خصوص المعاد بين حالتي الخوف والرجاء، الخوف
ص: 313
من الوقوف بين يد الله للحساب والشوق إلى لقاء الله والقرب منه . (1)
2 . ينبغي الهيبة من وعيد الله والحذر من إنذاره. (2)
إنّ الطريقة في الحساب الإلهي للمظالم بين العباد في يوم القيامة عبارة عن:
أخذ حسنات الظالم وإضافتها إلى حسنات المظلوم.
أو أخذ سيّئات المظلوم وإضافتها إلى سيّئات الظالم. (3)
2. لا يستطيع العقل أن يمثل الله ويصوّره بحيث يكون الله موجوداً في الواقع الخارجي بتلك الصورة.(1)
3 . الأوهام قاصرة عن تصوّر ذات الله.
والعقول عاجزة عن إدراك كيفية الله.
والأبصار غير قادرة على معرفة مكان الله . (2)
1. يفتح الله لعباده بعض أبواب العلم بربوبيته. (3)
2. الإخلاص لله في توحيده يدلّ الإنسان على ربوبية الله تعالى. (4)
كمال التحلّي بمكارم الأخلاق دوام طاعة الله ولزوم الجماعة المتبعة للحق ورفض أهل البدع وأصحاب الآراء المستحدثة المخالفة للدين والشرع المبين. (5)
بسط العدل، كظم الغيظ، إخماد العداوة، لم الشمل، الشفقة، إصلاح ذات
ص: 315
البين، نشر المعروف، إخفاء العيوب، سلاسة الطبع، التواضع وحسن السلوك والسيرة، الوقار والرزانة، طيب المعاشرة ، السبق إلى الفضيلة، الإيثار والتضحية، ترك تعيير الآخرين، التفضّل والإحسان ابتداءً . (1)
1.( لَا يَعْصُونَ الله مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [التحريم: 6](2)
2. لا يملّون من الاستمرار في تنفيذ جميع ما يناط بهم من واجبات، ولا يصيبهم في أداء وظائفهم الوهن والتعب الشديد والتوقّف بعد النشاط والمثابرة. (3)
3. لا تشغلهم عن تسبيح الله الشهوات . (4)
4. لا يمنعهم عن تعظيم الله السهو أو النسيان أو الغفلة. (5)
ص: 316
5 . رؤوسهم دائماً مطأطأة، وأبصارهم خاشعة إجلالاً لعظمة الله عزّوجل، ولا يرفعون طرفهم أبداً، ولا يصدون النظر إلى الله قط. (1)
6 . يعيشون دائماً حالة الرغبة في اكتساب نعم الله عزّ وجل. (2)
7. يعيشون دائماً حالة الولع والتلهّف إلى ذكر نعم الله تعالى.(3)
8. يعيشون دائماً حالة التواضع إزاء عظمة الله وجلال كبريائه. (4)
9. عندما ينظرون إلى جهنّم تزفر على أهل المعاصي وتحيطهم بلهيبها الذي لا يطاق، يقولون :«سبحانك ما عبدناك حق عبادتك». (5)
10 . أغناهم الله عن الطعام والشراب، وجعل لهم البديل عن ذلك تقديسهم له تعالى، فاكتفوا بذلك عن الأكل والشرب . (6)
4. الهواء.
5 . الأرض.
6. الماء (1)
7. العوالم الأخرى. (2)
1 . الملائكة الروحانيين . (3)
2. أهل الزلفة عند الله . (4)
3 . حمّال الغيب إلى رسل الله . (5)
4 . المؤتمنون على وحي الله.(6)
5 . قبائل الملائكة .
الملائكة على شكل مجموعات اختارهم الله لنفسه، وخصّص لكلّ مجموعة وظيفة معيّنة . (7)
6. خزّان المطر.
يتولّى هؤلاء حفظ وتعاهد مياه الأمطار . (8)
زواجر السحاب.
ص: 318
يسوق هؤلاء الملائكة السحاب من مكان إلى آخر ، ويمنعون تشتّت بعضها من غير أمر الله ، ويظهر هذا السوق على شكل صوت دوي السحاب عند مسيره في السماء، وعلى شكل صوت الرعد والصواعق ذات الشرارة الحارقة. (1)
7 . مشيعي الثلج والبرد والمطر.
وظيفة هؤلاء الملائكة الهبوط مع الثلج والبرد والمطر إذا نزل. (2)
8. القوَّام على خزائن الرياح.
مهمّة هؤلاء الملائكة أنهم قيمون على مصادر وموارد الرياح وموكّلون بها.(3)
9. الموكّلون بالجبال.
يقوم هؤلاء الملائكة بتثبيت الجبال في مواضعها، والحفاظ على تماسكها لئلا تزول.(4)
10. المحصون.
مهمّة هؤلاء عملية العدّ والإحصاء، وقد عرّفهم الله - على سبيل المثال - وزن المياه بالمثاقيل، وكيل ما تحويه الأمطار الغزيرة المتلاطمة والمتراكمة. (5)
11. رسل البلاء والرخاء. وظيفة هؤلاء الملائكة أنّهم يهبطون من السماء إلى أهل الأرض بمکروه ما
ص: 319
ينزل من البلاء ومحبوب الرخاء. (1)
12 . «السفرة الكرام البررة». [دعاء 3].
وهم الملائكة الموكلون بالسفر، أي: الكتاب الذي تدوّن فيه أعمال العبد.
13 . «الحفظة الكرام الكاتبين». [دعاء 3]
وهم الملائكة الذين يكتبون أعمال الإنسان في صحيفة أعماله.
تنبيه: إنّ الطاعات والأعمال الحسنة التي نقوم بها تسرّ هؤلاء الملائكة، وترفع رؤوسنا عندهم.
وإنّ المعاصي والأعمال السيّئة التي نرتكبها تسيء هؤلاء الملائكة، وتخزينا عندهم. (2)
14 .«ملك الموت وأعوانه». [دعاء 3]
مهمّة هؤلاء الملائكة انتزاع الروح من جسد الإنسان عند بلوغ أجله.
15 . «منكر ونكير». [دعاء 3]
ملكان يقصدان روح الميّت ليلة دفنه ليسألاه عن معتقداته وأصول دينه.
16 . «رومان فتان القبور». [دعاء]
ملك يأتي قبل منكر ونكير على الميت في قبره فيسأله عن حسناته وسيئاته.
17 . الطائفين بالبيت المعمور». [دعاء 3]
ص: 320
والبيت المعمور واقع في السماء بحيال الكعبة، تعمره الملائكة بالطواف مثل الكعبة.
18 .«مالك والخزنة». [دعاء 3]
مالك مَلَك موكّل على ملائكة الجحيم في تنفيذ أمر الله بعقوبة أعدائه، والخزنة (خزنة جهنّم) ملائكة متولّون أمر جهنّم وما أعد فيها من وسائل العذاب للمجرمين والعتاة.
19. «رضوان وسدنة الجنان». [دعاء 3]
رضوان مَلَكَ متولي رئاسة خدم الجنّة، وسدنة الجنّة هم خدمتها.
وهؤلاء الملائكة هم الذين يستقبلون أهل الجنّة، ويقولون لهم: (سَلامٌ عَلَيْكُم بمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ). [الرعد: 24]
2. الزبانية.
وهم ملائكة العذاب في جهنّم (الزبن هو الدفع، فكأن صفة الزبانية هي العنف والشدّة بلا رحمة).
وهؤلاء الملائكة هم الذين إذا قيل لهم : (خُذُوهُ فَغْلُوهُ) [أي: شدّوه في الأغلال] *ثُمَّ الجُحِيمَ صَلُّوهُ [ أي: أدخلوه]) [الحاقة: 31] ، عاجلوه مسرعين ولم يمهلوه. (1)
تنبية: أصناف الملائكة كثيرة جدّاً، وتوجد أصناف لا يعلمهم إلّا الله تعالى. (2)
ص: 321
جبرئيل: ملك من ملائكة الله المقربين، وهو الموكّل بإبلاغ الرسالات الإلهية، والأمين على وحي الله، وهو المطاع في أهل السماوات، وصاحب المكانة والمنزلة الرفيعة عند الله عزّوجل. (1)
الروح : مَلَك متولّي الإشراف بأمر الله على ملائكة الحُجُب. (2)
ميكائيل: مَلَك له جاه وشرف عظيم ومكانة رفيعة عند الله نتيجة التزامه لطاعته الله عزّ وجل. (3)
إسرافيل : مَلَك موكّل من قبل الله بإعلان وقت القيامة، وله صور، أي: بوق كبير، فإذا أذن الله عزّ وجل له أن يعلن يوم القيامة نفخ في ص-وره، فيقوم أه-ل القبور من مضاجعهم ويبعثون للحساب. (4)
الإعدادات أن نطلب من الله في حياتنا أن يصلّي على الملائكة في ذلك الموقف.(1)
1 . «تزيدهم كرامة على كرامتهم». [دعاء 3]
2. «تزيدهم طهارة على طهارتهم». [دعاء 3]، أي: تزيدهم نزاهة عن المعاصي والذنوب.
1 . لا تنتهي مدّة ملك الله . (2)
2 . إنّ لملك الله علواً يعجز العباد عن إدراك نهايته؛ لأنّه تعالى صاحب الملك اللامتناهي، بل يعجز العباد حتّى عن وصف أقل ما انفرد الله بملكه. (3)
قضى الله على جميع خلقه بالموت، سواء كان هؤلاء من الموحّدين أم كانوا من الكافرين، وقال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمُوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ). [العنكبوت 57](4)
ص: 323
يحدّد الله لكلّ إنسان في حياته وقتاً معيّناً لأجله ومنتهى عمره.(1)
يدنو الإنسان إلى أجله بمقدار المدّة الزمنية التي يجتازها في الحياة الدنيا، فانقضاء يوم واحد في حياة الإنسان يعني دنوه بمقدار يوم واحد من أجله المحدّد له . (2)
الموت مرحلة انتقالية من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة.
والزاد الوحيد الذي ينفعنا بعد الموت هو العمل الصالح، وبه يكون الموت لنا أمراً نستأنس به ونشتاق إليه ونحب الدنو منه، ونكون سعداء عند لقائه، وبهذا نأمل أن يكون لنا الموت باباً من أبواب المغفرة الإلهية ومفتاحاً من مفاتيح رحمته تعالى. (3)
نواجه عند الموت صعوبات سكرات الموت و آلام سوق الروح وانتزاعها من
ص: 324
أبداننا وشدّة أنفاسنا التي تعلو وتهبط إذا بلغت الروح إلى عظام صدورنا، فنلتمس العافية فلا نجدها، وملك الموت القادم من عالم الغيب يقوم بانتزاع روحنا، فنشعر من أعماق وجودنا بالوحدة والغربة والوحشة، فنتجرع كأس الموت الذي لا يستسيغه من ذاقه أبداً، فتتقطع أمعاؤنا وينتهى أمر حياتنا الدنيوية، وننطلق نحو الآخرة، ونغدو رهينة أعمالنا، وتكون القبور مأوانا ومستقرنا ودار إقامتنا إلى يوم القيامة.(1)
ذكر الموت يقصّر الأمل . (2)
كراهة الموت لا تؤدّي إلى طول العمر. (3)
إنّ (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * هُمُ الْبُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ) [ يونس : 63 - 64] ، تأتيهم البشرى في الدنيا قبل الآخرة بأنّهم في أمان من سخط الله وغضبه.
ص: 325
وتتحقّق هذه البشرى بصور مختلفة، كالرؤيا الصادقة أو الإحساس القلبي أو ... بحيث يطمئن هؤلاء بها وتكون عندهم واضحة ويقينية.
وهذا ما لا يصعب على الله ؛ لأنّه لا يثقل عليه كثرة العطاء ولا يشق عليه الكرم الواسع، بل هو أهل الفضل والكرم والإحسان، وإذا شاء الله شيئاً وأراد تحققه فإنّه تعالى على كلّ شيء قدير. (1)
إذا أراد الله بإرادته التكوينية نصر أحد العباد ، فلن يضرّ هذا العبد خذلان الخاذلين أبداً، وعلينا السعي للدخول في دائرة من يشملهم النصر الإلهي، ومن هذا السعي أن نلوذ بعزّة الله وعظمته وسلطانه من شرّ وأذى الناس.(2)
2 . أكثر من أن تعدّ وتحصى بأسرها. (1)
3. يمنح الله نعمه للعباد من دون مقابل، ولا يطلب إزاء إحسانه ثمناً كما يفعل العباد في تعاطي الإحسان المحدود فيما بينهم. (2)
4 . لا يكدّر الله نعمه وعطاياه بالامتنان والتذكير بها بهدف إيذاء العبد . (3)
ينبغي أن يكون رجاؤنا في الحصول على النعم بالله ومن الله وحده لا شريك له.(4)
1. قد يتمتّع الإنسان بالنعم الإلهية، ولكن كمال هذه النعم ثبوتها ودوامها وعدم انقطاعها وبقاؤها متّصلة في خير وعافية. (5)
2. ينبغي أن نطلب من الله استدامة النعم علينا وإبقائها من دون انقطاع. (6)
ينبغي أن نعيش حالة الحذر لئلا نجعل النعم الإلهية وسيلة لمعصية الله، فتكون هذه النعم وسيلة لهلاكنا بدل أن تكون وسيلة لنجاتنا . (7)
ص: 327
1 . خلقنا بصورة سوية، وربّانا منذ الصغر، ورزقنا ما فيه الكفاف لنا . (1)
2. وفّر لنا ما نتغذّى به من طعام وشراب بحيث لا تخلو نشأتنا دائماً من توالي نعم الله واتصال فضله وإحسانه . (2)
3. أولدنا في بيئة طيّبة ، فسهّل علينا أمر الهداية لدينه، ووفّقنا لأداء حقّه، ودفعنا نحو الاعتصام بحبله، وأدخلنا في حزبه، وأرشدنا إلى موالاة أوليائه ومعاداة أعدائه. (3)
4. يجيب دعاءنا ولا سيّما عند شدة احتياجنا إليه . (4)
5 . يغفر لنا بعد ارتكابنا للذنوب والمعاصي . (5)
6 . يأخذ لنا من الأعداء بظلامتنا. (6)
نعم الله لا تعدّ ولا تحصى، ولكننا نقابل هذه النعم دائماً بالتقصير والتضييع، وهذا ما يحتمّ علينا أن نشهد أمام الساحة الإلهية بهذا التقصير والتضييع، ونخطو
ص: 328
في الواقع العملي ما يدفع عنّا هذه الرذيلة، ويقرّبنا إلى بذل غاية جهدنا لأداء حقّ الله في هذا المجال. (1)
1 . الهداية كلّها من عند الله . (1)
2. يحتاج الإنسان في حياته إلى نور يمشي به في الناس، ويهتدي به في الظلمات، ويستضيء به ويصون به نفسه من الشك والشبهات. (2)
3. لا تتحقّق هداية الله للعباد إلّا عن طريق الأدلّة والبراهين والحجج التي تزيل ظلام الجهل بنورها الذي تستمده من الله تعالى . (3)
1 . إنّ الله هو الملجأ الذي ينبغي أن نتوجّه إليه ليمنن علينا بالرشاد قبل الضلال، وليرشدنا إلى طريق الخير ولا يضلّنا بعد الهداية. (4)
2 . إنّ الله هو الملجأ الحقيقي لنا عندما تتعدّد أمامنا السبل ونعجز عن معرفة السبيل الصحيح .(5)
3. ينبغي أن نسأل الله التوفيق ليوجّهنا نحو مطلوب الخير والهداية للأسباب؛ لأنّ الله أهدى من رغب إليه . (6)
ص: 330
4. علينا أن نسأل الله أن يهدينا للتي هي أقوم وأكثر سداداً وصواباً عنده عزّ وجل. (1)
5 . إنّ الهداية بيد الله، وعلينا المسألة من الله ليمنحنا بهدى صالح لا نحيد عنه أبداً، وأن يرشدنا إلى طريق الحق ، ويثبت أقدامنا عليه بحيث لا تزيغ أقدامنا بعد هذا التثبيت - عن سبيل الحقّ ،قط، ويمنحنا نيّة رشد لا نشك فيها أبداً. (2)
1 . إنّ الهداية الإلهية للعباد إرشادية، والإنسان مختار في الاستجابة لهذه الهداية أو الإعراض عنها. (3)
2 . إنّ الله يعظ العباد ويزجرهم عن المعاصي بمختلف الطرق، فإن استجابوا لهذا الوعظ لانت قلوبهم، وإن لم يستجيبوا قست قلوبهم. (4)
من آثار الهداية الإلهية العلم؛ لأنّ الهداية ملازمة للحكمة، والهداية تتبعها نفاذ البصيرة للتمييز بين الحقّ والباطل واختيار سبيل النجاة، وهذه البصيرة أساس العلم. (5)
ص: 331
إذا أراد الله بإرادته التكوينية أن يهدي أحد العباد فلن يستطيع المضلّين من إغوائه أبداً،
وعلينا السعي للدخول في دائرة من تشملهم الهداية الإلهية، ومن يسلك بهم الله سبيل الحق بإرشاده. (1)
إذا شاء الله إضلال شخص عقاباً لما ارتكبه، فلا ناصر لهذا الشخص إلّا الله، ولهذا ينبغي على هذا الشخص الإنابة إلى الله، ليساعده الباري عزّوجل، ويعينه ليتحرّر من الوحدة التي هو فيها نتيجة ارتكابه للذنوب والخطايا . (2)
يشغل الإنسان عن أداء فرائضه الدينية بالصورة المطلوبة والمداومة على النوافل والمستحبات. (3)
1 . إذا أحيط المرء بكثرة الهموم، ولم يتمكّن من تخليص نفسه منها، فأفضل
ص: 332
حلّ له في هذا الصعيد هو الالتجاء إلى الله وطلب المساعدة منه . (1)
2. إنّ الله القادر على إحياء الموتى قادر أيضاً على كشف الهم والغم عنّا، فإذا كنّا نعاني من الهم والغم فالدعاء أفضل وسيلة للتخلّص منها. (2)
3. إذا ابتلي الإنسان بأمر يغمّه، فعليه أن يدعو الله بالفرج، ويطلب من الله أن لا يميته مغموماً أو مهموماً، بل يطلب منه تعالى أن يذيقه طعم العافية الدائمة إلى آخر أيام حياته . (3)
ينتهي بنا المطاف إلى الوقوع في الإفراط والتفريط . (1)
2. قد نستصعب الالتزام بالورع اعتماداً على قدرتنا وقابلياتنا، فيكون موقفنا الصحيح في هذا المقام الاستعانة بالله ليمنحنا الورع ويساعدنا في الكفّ عن المحرّمات . (2)
1. «استعمال الخير».
2. «هجران الشر».
3. شكر النعم».
4. اتباع السنن».
5 . «مجانبة البدع».
6 . «الأمر بالمعروف».
7. «النهي عن المنكر».
8 . «حفظ الإسلام وحراسته».
9. «انتقاص الباطل وإذلاله».
10. «نصرة الحق وإعزازه».
11 . إرشاد الضال.
13 مساعدة المضطر» (3)
12. «معاونة الضعيف».
قال تعالى: (يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ). [الزمر: 1453](1)
أملنا بالعفو الإلهي هو الذي يقينا من الوقوع في حالة اليأس والقنوط. (2)
يحتاج كلّ واحد منّا بين الحين والآخر إلى منبّهات تيقظه من نومة الغافلين ونومة المسرفين ونومة المطرودين من ساحة القرب الإلهي.(3)
ينبغي أن نتحلّى باليقين، ونزيل عن أنفسنا في طريق الحقّ كل شك وشبهة
ص: 335
دينية لتكون حركتنا في هذا الطريق بأقدام ثابتة وعزائم راسخة.(1)
إنّ لليقين مراتب، وينبغي علينا السعي الدائم لرفع مستوى يقيننا نحو الأفضل، والاستعانة بالله ليصحح - بتوفيقه وتسديده - يقيننا ويجعله أفضل اليقين . (2)
ينبغي أن يكون يقيننا كيقين المؤمنين المتوكّلين على الله . (3)
يمثّل كلّ «يوم جديد فرصة متاحة أمامنا لارتقاء مستوى قربنا من الله تعالى، وسيشهد هذا اليوم «لنا » أو « علينا» في ساحة المحشر بما قمنا فيه.
وموقف اليوم الجديد منّا بعد الانتهاء:
1 . إن أحسنا ودعنا بحمد وثناء.
2. إن أسأنا فارقنا بذم واستياء .(4)
1 . حسن مصاحبته عن طريق عمل الحسنات فيه.
2 . الاجتناب من سوء مفارقته عن طريق اجتناب عمل السيّئات فيه.
ص: 336
وبهذا يحصل الإنسان من الله على الثناء والشكر والأجر والذخر والفضل والإحسان. (1)
3 . ينبغي لنا أن نخصّص بعض أوقات يومنا للأمور التالية:
أولاً: الأعمال التي تجسّد شكرنا الله تعالى.
ثانياً : خدمة العباد وقضاء حوائجهم.
وينبغي أن نقوم بهذه الأعمال بصدق وإخلاص بحيث يشهد لنا الملائكة على ذلك. (2)
4. ينبغي على كلّ واحد منا أن يسعى ليكون - بعد انتهاء كلّ يوم - أفضل شخص في صعيد:
ألف. إحراز رضا الله.
ب. أداء شكر الله.
ج. الالتزام بشرائع الله.
د. الاجتناب من نواهي الله .(3)
ص: 337
5- ينبغي أن يكون سلوكنا وتصرّفاتنا خلال اليوم الذي نعيش فيه بصورة نجد بعد انقضائه أنّه أسعد يوم عهدناه، وأفضل يوم صاحبناه، وأكثر يوم حصلنا فيه على الخير والبركة(1).
5- ينبغي أن يكون سلوكنا وتصرّفاتنا خلال اليوم الذي نعيش فيه بصورة نجد بعد انقضائه أنّه أسعد يوم عهدناه، وأفضل يوم صاحبناه، وأكثر يوم حصلنا فيه على الخير والبركة. (2)
1 . التهيؤ والاستعداد وإعداد الزاد والراحلة للتوجّه نحو الله رجاء نيل عفوه وعطائه وإحسانه .(1)
2. الاستعاذة بالله من غضبه . (2)
3. الاستجارة بالله من سخطه. (3)
4. مسألة الله الأمن من عذابه. (4)
5. طلب الهداية والنصرة والرحمة والرزق والاستعانة والاستغفار والاستعصام من الله . (5)
6 . إعلان التوبة إلى الله والتصريح بعدم العودة لشيء يكرهه الله تعالى (6)
ص: 339
الفهرس الإجمالي ...5
المقدّمة ...13
إحسان الله...15
خصائص إحسان الله ...15
خصائص إحسان الله إلينا...16
سوء استفادة البعض من الإحسان الإلهي ...17
عوامل القرب من الإحسان الإلهي ...17
الإخلاص...17
إرادة الله ومشيئته...18
مراحل فعل الله ...18
إرادة الله التكوينية ...18
مشيئة الله ...19
الاستجارة بالله....19
ص: 340
الاستخارة...20
فوائد الاستخارة...20
الاستدراج...20
معنى الاستدراج...20
أكثر الناس ابتلاء بالاستدراج ...21
الاستعاذة بالله. ...21
أفضل ملجأ حقيقي للاستعاذة ...21
ثمرة الاستعاذة بالله ...21
اجتياز صعوبة الاستعاذة بالله . ...22
الاستعاذة بغير الله ...22
الاستعاذة بالله من الميول والرغبات ...22
الاستعاذة بالله من الرذائل...23
الاستعاذة بالله من الأفعال السيئة ...24
الاستعاذة بالله من البلاء ...26
الاستعاذة بالله من العذاب الأخروي....28
أهم موارد الاستعاذة بالله في خصوص العذاب الأخروي...29
الاستعاذة بالله من الشيطان...29
أهم موارد الاستعاذة بالله من الشيطان...29
الاستعاذة بالله لنا ولذريّتنا ...30
الاستعانة بالله ...31
موقف الله من المستعينين به ...31
ص: 341
ضرورة الاستعانة بالله ...31
ثمار الاستعانة بالله ...32
أضرار الاستعانة بغير الله ...32
الله عزّ وجل هو المعين الحقيقي...33
موارد الاستعانة بالله ...33
الاستغاثة بالله ...36
إعانة الله للمستغيثين...36
الإسراف ....36
الإسلام والمسلمون ...36
الإسلام....36
المسلمون...37
تفضّل الله على الأمة الإسلاميّة ...37
من خصائص الأمة الإسلاميّة....37
أفعال الإنسان....38
صلة أفعالنا بالله عزّوجل...38
الأفعال الحسنة ...38
الله عزّوجل...38
أسماء الله ...38
خصائص أسماء الله ...39
صفات الله ...39
معرفة صفات الله الحقيقية...39
ص: 342
قدرة الصفات على التعريف بالله ...39
دور الصفات في التعريف بالله ...40
صفات الله التنزيهية ...40
بعض صفات الله التنزيهية ...40
من صفات الله الواردة في الصحيفة السجادية...42
الأمل بالله ...47
الإنفاق...48
أهل البيت ...48
أبرز صفات أئمة أهل البيت علیهم السلام...48
مقامات أئمة أهل البيت علیهم السلام....49
وظائف أئمة أهل البيت علیهم السلام ...51
أئمّة أهل البيت علیهم السلام والقرآن...52
وظائفنا إزاء أئمة أهل البيت علیهم السلام...53
مظلومية أئمة أهل البيت علیهم السلام...53
لعن أعداء أئمة أهل البيت علیهم السلام...54
دعاؤنا لإمام زماننا...54
فضل شيعة أهل البيت علیهم السلام...55
أهل الثغور ...55
الأدعية المطلوبة من الله لحماة الثغور الإسلاميّة ...56
الأدعية التي نسألها من الله لأهل الثغور في حالة الحرب...58
الأدعية التي نسألها من الله ضدّ أعداء أهل الثغور ...59
ص: 343
هدف أهل الثغور من الجهاد ...62
دعم أهل الثغور ....62
أهمية العزم على الجهاد في سبيل الله...62
أوقات الفراغ....63
الابتعاد في أوقات الفراغ عن المحرّمات ...63
ملء أوقات الفراغ بالأعمال الحسنة ...63
الأولاد....64
تربية الأولاد...64
ما نأمله نحن الآباء من الله عن طريق أبنائنا ...65
طلب المزيد من الأولاد...66
الإيمان ...66
تثبيت الإيمان....66
أثر الإيمان على النفس ...66
أثر الإيمان في خصوص الرعاية الإلهية ...67
درجات الإيمان ...67
أهمیةبرّ الوالدين ....68
سبيل الاندفاع إلى برّ الوالدين ...68
وظائفنا إزاء والدينا ...69
6وظائفنا إزاء والدينا...69
موقفنا الصحيح إزاء إساءة والدينا إلينا...70
ص: 344
الدعاء للوالدين ...71
الوالدين والشفاعة...72
البركة....73
البصيرة ...73
البلاء ...73
لا يكون البلاء إلّا بإذن الله ...73
حسن وقبح البلاء ...74
البلاء خير فيما لو ...74
الموقف الصحيح إزاء البلاء...74
دفع الله البلاء عنّا...75
التفضّل الإلهي في دفع البلاء عنّا...75
عوامل دفع الله البلاء عنّا...75
الالتجاء إلى الله لدفع البلاء ...76
الدعاء لدفع البلاء.... 79
شكرنا الله إزاء دفعه البلاء عنا...80
التبليغ ....80
أهمية تبليغ وإرشاد الآخرين...80
التبليغ والإرشاد المطلوب...80
مكانة المبلّغين ..80
التسديد الإلهي...81
دواعي احتياج الإنسان إلى التسديد الإلهي ...81
ص: 345
من طرق التسديد الإلهي ...81
التعامل مع الآخرين...82
صيانة النفس من إيذاء الآخرين...82
الموقف الصحيح إزاء سوء تصرفات الآخرين معنا ...82
ومن هذا القبيل....82
ما نحتاجه عند هجوم الآخرين علينا...83
من مكارم الأخلاق في تعاملنا مع الآخرين ...84
العفو عمّن ظلمنا ...84
تطهير الصدور من الحقد...85
المنهجية الصحيحة للافتراق والاجتماع مع الآخرین...85
اجتناب التعرّض لفضل الكفّار ....85
دوافع حسن تعامل الآخرين معنا....86
التنقيص من مكانتنا الاجتماعية...86
تقوى الله ...86
أهمية تقوى الله ...87
التقوى والتسديد الإلهی...87
ثمار تقوى الله ...87
التكليف الإلهي ...88
التكليف بما يطاق ...88
تهذيب النفس ...89
طبيعة النفس البشرية غير المهذّبة ...89
ص: 346
الاستعانة بالله لتهذيب أنفسنا...89
التوبة...90
التوبة فرار إلى الله...91
من خصائص توبة أمّتنا...91
مجال التوبة...91
لزوم التوبة...92
الدوافع للتوبة...92
التوبة المفضّلة...94
التضرّع في التوبة...94
قبول التوبة ...94
فتح الله لأبواب التوبة نعمة تستحق الشكر ...95
دعوة الله العباد إلى التوبة ...95
أهم موارد التوبة...96
الاستعانة بالله في التوبة...97
الإنسان في مقام التوبة ...97
التوبة والندم ...99
آداب التوبة...100
تنبيهان....105
الحالات المطلوبة عند الإنابة ...106
الحالات القلبية والنفسية المطلوبة حين التوبة ...107
وبهذه الحالات يبادر التائب إلى ...108
ص: 347
طلب التوبة...108
الأقربون إلى الغفران الإلهى...109
نداء الله حين التوبة ...111
آثار التوبة ...111
كسر التوبة ...113
كمال التوبة ...113
شروط قبول التوبة الكاملة...113
موانع كسر التوبة...114
تجديد التوبة ...114
رغبة الله في دوام توبة العبد...115
التوبة وحسن العاقبة ...115
التوحيد والشرك والإلحاد...116
التوسّل...116
أهمية التوسّل ...116
أهم موارد التوسّل بها إلى الله تعالى...116
التوفيق الإلهي ...117
التوكل على الله ...117
التحلّي بصدق التوكبل...118
من آثار التوكّل على الله ...118
الثواب والعقاب ...118
الثواب ...118
ص: 348
التفضّل الإلهي في الثواب...118
الثواب ومضاعفة الحسنات ...120
الثواب إزاء الأعمال الصغيرة....121
موارد تفرّد الله في إثابة العبد ...121
من طرق الإثابة الإلهية....122
العقاب الإلهي. ...122
الفرار من العقاب الإلهي...122
فداحة العقاب الإلهي ...122
المعاقبة والاستهزاء والاحتقار...123
رجاء التخلّص من العقاب الإلهي....123
الذريعة لإنقاذ النفس من العقاب ...123
العقاب الإلهي والعدل الإلهي ...123
طلب المغفرة إزاء الذنوب السهوية...124
سبيل التخلّص من عذاب الاستئصال...125
دور النية في الثواب والعقاب ...125
الحار...126
الاستعانة بالله لأداء حقّ الجار ....126
بعض حقوق الجار ...126
الجنّة والنار ...128
الجنّة ...128
النار...128
ص: 349
خصائص نار جهنم ...129
ما في النار...130
العذاب في النار ...130
الاستعاذة بالله من النار ...130
الجهاد...130
الهدف من الجهاد...130
الجهاد الابتدائي ...131
الحجّة الإلهية ....131
سمات الحجّة الإلهية....132
الحسد ...132
من آثار الحسد...132
الموقف الصحيح كي لا نحسد...132
الاستعانة بالله کی لا نحسد ...132
أفضل سبيل لمواجهة الحاسدين...133
حسن العاقبة...133
ما نختم به أيامنا...135
حكمة الله ...135
معنى الآية ...135
حلم الله ...136
حمد الله ...139
لزوم حمد الله...139
ص: 350
لا يمكننا الحمد إلّا بتوفيق الله ...139
العجز عن القيام بالحمد الحقيقي...139
الحمد اليسير ...140
الثواب الإلهي إزاء حمدنا إياه...140
أهم موارد حمد الله ...140
خصائص الحمد المفضّل ...142
آثار حمدنا الله تعالى ...145
حملة عرش الله ...147
خصائص حملة عرش الله ...147
خشبة الله ...148
الخشية المطلوبة...148
ازدياد الخشية ...148
أثر خشية الله ...148
الخوف والرجاء...149
خلق الله الأشياء....149
أساس خلقة الأشياء....149
تفرّد الله بالخلق...150
حسن صنع الله...150
خلقة الإنسان ...150
خصائص خلقة الإنسان ...152
هدف خلقة الإنسان ....152
ص: 351
الدعاء ...153
الدعاء عبادة...154
الدعاء نعمة ...154
آدب الدعاء...155
أهم موارد الدعاء ...158
العوامل المحفّزة على الدعاء...159
التأخير في استجابة الدعاء ...160
التوجّه إلى غير الله بالدعاء...161
الدعاء للآخرين ...162
أثر الدعاء ...163
موارد لزوم الدعاء. ...164
استجابة الدعاء ...165
سرعة استجابة الدعاء ...167
عدم استجابة الدعاء....168
الدنيا ...170
الدعاء النافع....170
الدنيا متجر أولياء الله...170
حبّ الدنيا ...171
عند تعارض الدين والدنيا ...171
ذكر الله ...171
من آثار ذكرنا الله تعالى...172
ص: 352
نيل التوفيق لذكر الله . ...172
الذنوب...173
الآثار السلبية للذنوب...173
دوافع ارتكاب الذنوب...174
الاستعانة بنعم الله لارتكاب الذنوب...175
طبيعة الذنوب...176
موقف الشيطان إزاء ارتكابنا للذنوب....176
تغيير تعامل الله معنا عند ارتكابنا للذنوب...176
الاستعانة بالله للتخلّص من الذنوب....176
الرجاء من الله ...177
قطع الرجاء...178
رحمة الله...178
أشدّ حالات الاحتياج إلى الرحمة الإلهية ...179
الرزق ...179
أنواع الأرزاق ...180
الأرزاق بيد الله...180
العدل الإلهي في تقسيم الأرزاق...181
صيانة الرزق بالدعاء ...181
دور الدعاء في طلب الرزق...182
خصائص الرزق الإلهي ...183
البركة في الرزق ...183
ص: 353
الابتلاء في الرزق ...184
الشكر المطلق الله إزاء ما يرزقنا ...185
رسول الله ...185
صفات النبي محمّد صلی الله علیه وآله وسلم...185
جهود رسول الله صله في سبيل الله ....186
منزلة رسول الله صله عند الله ...188
شرفنا الله بمحمد صلی الله علیه وآۀه وسلم ...188
رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم و مقام الشفاعة...189
وظيفتنا إزاء الرسول صلی الله علیه وآله وسلم...189
وظيفنتا إزاء محمد وآل محمّد صلی الله علیه وآله وسلم ...189
أهم ما ندعو به لرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ...190
رضا الله ...190
الرفاه في العيش ...191
حسن وقبح الرفاه في العيش ...191
الزهد ...192
دوافع الزهد...192
أثر الزهد ...192
ستر الله ...192
الله ستّار العيوب ...192
الحكمة من ستر الله ...193
حمد الله إزاء ستره ...194
ص: 354
ستر الله لطف إلهي ...194
أهمية ستر الله ...194
حدود ستر الله ...194
ستر الله في الآخرة. ...195
الاعتراف بأسرارنا أمام الله...195
سوء أدبنا مع الله....196
سلطان الله ...196
سلطان الله وتخلّف العباد عن أوامره تعالى...197
العباد في ظلّ سلطان الله...198
الشفاعة ...198
شكر الله ...199
نيل توفيق الشكر ...199
الشكر والمعرفة ...199
بلوغ غاية الشكر ...200
شكر الله المفضّل ...200
شكر الله القليل ...200
تقصيرنا في الشكر الله ...200
آثار شكرنا الله...201
شكر الله للعباد...201
أهم موارد الشكر...201
شهر رمضان ...202
ص: 355
أوصاف شهر رمضان...202
تحديد وقت شهر رمضان...202
سمات شهر رمضان ...202
منزلة شهر رمضان ...207
وظيفتنا في شهر رمضان...207
الغاية من شهر رمضان ...209
خصائص شهر رمضان. ..210
أهم أعمال شهر رمضان...212
ما ينبغي الابتعاد عنه في شهر رمضان ...214
ليلة القدر في شهر رمضان....214
تودیع شهر رمضان ...215
عيد الفطر ...215
الشهرة ...216
الشيطان ...217
الشيطان رجيم...217
هدف الشيطان ...217
دور الشيطان في إغواء العباد...217
قدرة الشيطان ...218
الإنسان بين دعوة الله ودعوة الشيطان. ...218
الشيطان فتنة ....219
الاستعاذة بالله من الشيطان....219
ص: 356
التخطيط ضدّ الشيطان ...219
أفضل طريقة لطرد الشيطان ...219
الشيطان واستغلاله للفرص ...220
إغواء الشيطان للإنسان ...220
الأمور التي يؤكّد عليها الشيطان...220
أهم أساليب الشيطان لإغوائنا ...221
تبري الشيطان من الإنسان...222
اتّحاد المؤمنين ضدّ الشيطان. ...222
الاستعانة بالله للتخلّص من شر الشيطان ...223
آثار استعاذتنا بالله من الشيطان...223
طلب الصيانة من الشيطان لنا ولغيرنا...226
الصحابة والتابعين ...227
أجر الصحابة الأبرار ...227
سمات الصحابة الأبرار...227
أجر التابعين الأخيار...228
سمات التابعين الأخيار...228
الصحة والسقم...229
الصحّة والسقم نعمة ...229
فالصحة نعمة؛ لأننا فيها ...229
والسقم نعمة؛ لأنّه...230
الإنسان بين الصحّة والمرض ...230
ص: 357
السلامة ...231
طلب الصحّة من الله...231
السقم والتكفير عن الذنوب...231
الصدقة....232
صلاة الله على المؤمنين....232
أثر صلاة الله على المؤمنين...232
الصلاة على محمّد وآل محمّد...234
أثر الصلاة على محمّد وآل محمّد...234
أفضل صلواتنا على محمّد وآل محمّد...235
نماذج من النصوص الواردة في الصلاة على محمّد وآل محمّد ...235
طاعة الله ...238
الاهتمام بطاعة الله ...239
الأجواء المناسبة لطاعة الله ...239
التقصير في طاعة الله ...239
التنافس في طاعة الله ...240
أثر طاعة الله ...240
فرائض الله ...240
طول الأمل ...241
الآثار السلبية لطول الأمل ...241
تقصير الأمل...242
السبيل لتقصير الأمل...242
ص: 358
الظلم ...242
دوافع الظلم...242
الارتداع عن الظلم...243
إعانة الظالمين ...243
جزاء الظالمين بالاستدراج...243
صرف الله الظلم عن العباد ...244
المظلومون....245
العوض الإلهي للمظلوم ...245
نصرة الله للمظلوم...245
بث الشكوى إلى الله ...246
رضا المظلوم بقضاء الله ...246
العافية ...246
العافية نعمة ...246
طلب العافية ...247
عبادة الله ....248
العبادة واكتساب البصيرة ...249
من آفات العبادة...249
القوة على العبادة ...249
آثار عبادة الله ...249
اهتمام الله بالقليل من العبادة...250
العبرة ...250
ص: 359
العدل الإلهي...250
تنزيه الله عن الظلم ...250
العدل الإلهي في المعاد...251
العدل الإلهي والفضل الإلهي ...251
عدل الله في معاقبة المذنبين ...252
لا يُسأل الله عما يفعل ...252
العدو ...252
حفظ الله إيانا من شرور الأعداء....252
شرور الأعداء. ...254
بعض الشرور المتوجهة إلينا ممن يريد لنا السوء...254
دعاؤنا ضدّ العدو...254
ما نطلبه من الله إزاء من يريد لنا بسوء ...254
عرفة ...256
خصائص يوم عرفة ...256
العزّة. ...257
العزّة بيد الله ...257
العزّة الإلهية ...257
طلب العزّة من الله ...257
طلب العزّة من غير الله ...258
عزّة المؤمن ...258
العصمة الإلهية ...258
ص: 360
عظمة الله ...259
من خصائص عظمة الله ...260
العفو والغفران الإلهي ...260
طلب العفو من الله ...261
رغبة الله في العفو . ...262
دائرة العفو الإلهي...262
المقربون إلى عفو الل...263
عفو الله تفضّل ...264
توضیح ذلك...266
أثر العفو الإلهي ...266
علم الله ...266
عمر الإنسان...267
حسن وقبح العمر...267
العمل....268
مراقبة أعمالنا ...269
أعمالنا الصالحة والعون الإلهي ...269
كمال أعمالنا العبادية ...270
الاندفاع نحو الأعمال الصالحة...270
تقييم الإنسان لعمله ...270
حساب الأعمال...271
الغضب ...271
ص: 361
غضب الله...272
الغفلة ...272
غنى الله ...273
الله الغني ونحن الفقراء ...273
الله وإغناء العباد ...274
طلب الغنى من غير الله...274
غنى وفقر الإنسان....275
الغنى فتنة ...275
الإنسان بين الغنى والفقر ...276
طلب الغنى....276
الغنى والطغيان...277
الحذر من الغنى...277
التعامل الإلهي مع المترفين ...278
من سلبيات الفقر ...278
أفضل حالة مادية ...278
صحبة الفقراء ...278
الفقر إلى الله ...279
الغيب ...279
الفضائل ...279
نماذج من فضل الله ...280
قدرة الله ...281
ص: 362
قدرة الله وقدرة الإنسان...281
الاتكال على قوة الله ...282
القرآن ...283
خصائص القرآن ...283
أهم وظائفنا إزاء القرآن ...285
التوسل بالقرآن ...286
القرب من الله ...289
القرض...290
القضاء والقدر ...290
القضاء والقدر المحتوم ...291
القضاء والقدر غير المحتوم ...291
الرضا بقضاء الله وقدره ...291
القلب ...293
طهارة القلب ...293
سلامة القلب ...294
القلب وخشية الله ...294
انشراح القلب...294
الميول القلبية ...294
القلب والنعم...295
صفات قلب المؤمن...295
القمر....295
ص: 363
خصائص القمر...296
قول الحق...297
قول الله....298
القيامة ...298
حشر العباد يوم القيامة ...298
الشهادة يوم القيامة...299
من مواقف يوم القيامة...299
الكبر ...300
سلبية الكبر ...300
الابتعاد عن الكبر...300
کرم الله ...300
الكيد والمكر الإلهي...302
اللسان...302
صيانة اللسان ...302
استخدام اللسان ...303
اللطف الإلهي ...303
الليل والنهار...304
فائدة النهار ...304
المال...304
فائدة الليل...305
المال...305
تقييم الآخرين على ضوء المال ...305
ص: 364
الاستخدام الخاطئ للمال ...306
الدعاء لطلب المال....306
الاختبار الإلهي للعباد بالمال...306
الاقتصاد في المعيشة ...307
مالكية الله ...307
نماذج من ممتلكات الله ...307
محبة الله ...308
مساعدة الآخرين.و.308
المطر ...309
الغيوم المباركة...309
إحياء الأرض بالمطر ...309
دور الملائكة في هطول الأمطار ...309
الرعد والبرق....310
مطر الخير ومطر السوء ...310
الأمطار النافعة والضارة ..310
الدعاء لطلب المطر ...311
المطر والرياح ...312
المعاد...313
الدنيا مزرعة الآخرة ...313
الحساب الدقيق في المعاد ...313
أهوال المعاد ...313
ص: 365
موقفنا الصحيح من المعاد ...313
الانتصاف في القيامة ...314
الهالكون يوم القيامة ...314
معرفة الله ...314
العمل بربوبية الله ...315
مكارم الأخلاق ...315
حلية الصالحين وزينة المتقين...315
الملائكة ...316
خصائص الملائكة ...316
مسكن الملائكة ...317
أصناف الملائكة....318
أبرز الملائكة....322
الملائكة في يوم القيامة...322
أثر صلواتنا على الملائكة...323
ملك الله ...323
خصائص مُلك الله ...323
الموت ...323
كل نفس ذائقة الموت ...323
الأجل...324
دنو الأجل ...324
الموت مرحلة انتقالية ...324
ص: 366
سكرات الموت ...234
ذكر الموت....325
كراهة الموت ...325
البشرى الإلهية للمؤمنين عند الموت. ...325
نصر الله ...326
نعم الله ....326
خصائص نعم الله...326
الحصول على النعم...327
دوام النعم ...327
الانتفاع الصحيح من النعم ...327
أبرز نعم الله علينا ...328
التقصير إزاء نعم الله ...328
شكر النعم...329
سلب النعم... 329
النية....329
الهداية....330
الهداية من الله...330
هداية الله إرشادية ....331
من آثار الهداية الإلهية ....331
قدرة الله على الهداية ...332
الإضلال الإلهي ...332
ص: 367
الهم...332
من آثار الهم ...332
التوجّه إلى الله عند تراكم الهموم...332
أفضل هم ...333
الهوى ...333
الورع ...333
وظائفنا....334
أهم وظائفنا الدينية الفردية والاجتماعية...334
اليأس....334
ما يصوننا من اليأس...335
1 . الرحمة الإلهية ...335
2. العفو الإلهي ...335
اليقظة...335
اليقين ...335
التحلّي باليقين...335
مراتب اليقين ...336
اليوم الجديد...336
وظيفتنا إزاء اليوم الجديد ...336
يوم الجمعة ويوم عيد الأضحى ...338
أهم أعمال يوم الجمعة ويوم عيد الأضحى ...339
ص: 368