معارف الصحيفة السجادية

هوية الكتاب

معارف الصحيفة السجادية

علاء الحسّون

صفحه آرا: علی اکبری

نوبت چاپ: اول، 1393

محرر الرقمي: صديقة حسني

ص: 1

اشارة

ص: 2

معارف الصحيفة السجادية

علاء الحسّون

ص: 3

معارف الصحيفة السجادية

علاء الحسّون

صفحه آرا: علی اکبری

نوبت چاپ: اول، 1393

ص: 4

الفهرس الإجمالي

المقدّمة...13

إحسان الله ...15

الإخلاص ...17

إرادة الله ومشيئته...18

الاستجارة بالله ...19

الاستخارة...20

الاستدراج ...20

الاستعاذة بالله...21

الاستعانة بالله ...31

الاستغاثة بالله ...36

الإسراف ...36

الإسلام والمسلمون ...36

أفعال الإنسان....38

الله عزّ وجل ...38

الأمل بالله ...47

ص: 5

الإنفاق...48

أهل البيت...48

أهل الثغور ...55

أوقات الفراغ ...63

الأولاد...64

الإيمان...66

برّ الوالدين...68

البركة ....73

البصيرة ...73

البلاء ...73

التبليغ ...80

التسديد الإلهي ...81

التعامل مع تقوى الله ....82

الآخرين....86

التكليف الإلهي....88

تهذيب النفس ...89

التوبة....90

التوحيد والشرك والإلحاد....116

التوسّل....116

التوفيق الإلهى....117

التوكّل على الله ...117

ص: 6

الثواب والعقاب ...118

الجار...126

الجنّة والنار ...128

الجهاد...130

الحجّة الالهية...131

الحسد...132

حسن العاقبة...133

حلم الله ...136

حمد الله ...139

حملة عرش الله ...147

خشية الله ...148

خلق الله الأشياء...149

خلقة الإنسان ...150

الدعاء ...153

الدنيا ....170

ذكر الله ...171

الذنوب ...173

الرجاء من الله...177

رحمة الله ...178

الرزق ...179

رسول الله...185

ص: 7

رضا الله ...190

الزهد ...192

ستر الله ....192

سلطان الله ...196

الشفاعة ...198

شكر الله ...199

شهر رمضان...202

الشهرة ...216

الشيطان ...217

الصحابة والتابعين ...227

الصحّة والسقم...229

الصدقة...232

صلاة الله على المؤمنين...232

الصلاة على محمّد وآل محمّد...234

طاعة الله ....238

طول الأمل...241

الظلم ...242

العافية ...246

عبادة الله ...248

العبرة ...250

العدل الإلهي....250

ص: 8

العدو ...252

عرفة ...256

العزّة ...257

العصمة الإلهية....258

عظمة الله ....259

العفو والغفران الإلهي ...260

علم الله ...266

عمر الإنسان...267

العمل....268

الغضب ...271

غضب الله...272

الغفلة ...272

غنى الله ...273

غنى وفقر الإنسان....275

الغيب ...279

الفضائل ...279

قدرة الله....281

القرآن ...283

القرب من الله...289

القرض....290

القضاء والقدر...290

ص: 9

القلب...293

القمر...295

قول الحقّ...297

قول الله...298

القيامة ...298

الكبر ...300

کرم الله ...300

الكيد والمكر الإلهي...302

اللسان....302

اللطف الإلهي ...303

الليل والنهار....304

المال....305

مالكية الله...307

محبّة الله ...308

مساعدة الآخرين ...308

المطر...309

المعاد ...313

معرفة الله...314

مكارم الأخلاق...315

الملائكة...316

مُلك الله ...323

ص: 10

الموت ...323

نصر الله...326

نعم الله ...326

النية...329

الهداية....330

الهم ...332

الهوى ...333

الورع ...333

وظائفنا...334

اليأس...334

اليقظة...335

اليقين ...335

اليوم الجديد....336

يوم الجمعة ويوم عيد عيد الأضحى...338

الفهرس التفصيلي ...340

ص: 11

ص: 12

المقدّمة

الدعاء وسيلة نتوجّه بها إلى الله عزّوجل، وتمتاز أدعية أهل البيت عليهم السلام بأنّها إضافة إلى كونها أفضل وسيلة لطلب احتياجاتنا المعنوية والمادية من الله عزّوجل، فإنّها تنطوي على كنوز معرفية لا متناهية من المعارف الدينية؛ لأنّها أدعية نطق بها من آتاهم الله العلم، وأودع قلوبهم ينابيع الحكمة ، وأوضح بمكانهم معارف التنزيل، وأطلعهم على مكنون أمره، وجعلهم أمناءه على دينه وسرّه وغيبه، وأمناءه على ما أهبط من علم، فهم عيبة علم الله، وموضع سرّ الله، وتراجمة أمر الله، وباب حكمة ربّ العالمين.

وتحتّم علينا ضرورة توسيع نطاق انتفاعنا من أدعية أهل البيت عليهم السلام المبادرة إلى التأمّل والتدبّر فيها، واستخراج الكنوز المعرفية منها، والاستفادة منها من أجل تمتين بنيتنا العلمية والمعنوية، ومعرفة أفضل السبل التي تقرّبنا إلى الله عزّ وجل.

والأمر الذي يدعونا إلى المزيد من التأمّل والتدبّر في أدعية أهل البيت علیهم السلام، والاهتمام بجعلها مصدراً أساسياً من مصادر المعرفة أنّها ذات مضامين معرفية أعمق من المضامين الموجودة في أحاديثهم الشريفة؛ لأنّ الأئمة عليهم السلام كانوا

ص: 13

يكلّمون الناس على قدر عقولهم، وهذا ما يمنعهم من بيان الكثير من الحقائق عندما لا يجدون في مخاطبهم القدرة على الاستيعاب والفهم والإدراك لما يقولوه، ولكنّهم علیهم السلام في الدعاء لا يواجهون هذا المانع، ولا يجدون ما يدعوهم إلى التضييق في إبداء المعارف والحقائق.

ويعدّ هذا الكتاب خطوة متواضعة وبسيطة من أجل تبيين العلوم والمعارف الواردة في أدعية الصحيفة السجادية «زبور آل محمّد علیهم السلام» للإمام زين العابدين علي بن الحسين علیه السلام، وقد قمت بعرض هذه المعارف المقتبسة من أدعية هذه الصحيفة حسب المواضيع المرتبة وفق الحروف الألفبائية.

وفي الختام أسأل الله تعالى أن يوفّقنا للمزيد من الاهتمام بأحاديث أهل البيت علیهم السلام في مختلف الأصعدة العلمية، وأن يكون القول منّا في جميع الأقوال قول محمّد وآل محمّد علیهم السلام.

علاء الحسّون

مدينة قم المقدّسة 1430ه-

ص: 14

إحسان الله

خصائص إحسان الله:

1 . إنّ الله أولى بالفضل والجود والعطاء والإحسان. (1)

2. خزائن الجود الإلهي لا تنقص ولا تقل أبداً، ومعادن إحسانه تعالى لا تزول ولا تفنى قط، والعطاء الإلهي هو العطاء الخالص من كلّ العطاء الخالص من كلّ كدر وشائبة. (2)

3. كثرة عطاء الله وتفضّله على عباده لا تنقصه تعالى شيئاً. (3)

4 . إنّ الله خير المحسنين وخير المتفضّلين وخير المحمودين؛ لأنّه تعالى يتعامل مع العباد ويرشدهم إلى الخير بمنتهى الإحسان والتفضّل . (4)

5 . دأب الله في تعامله معنا هو الإحسان والامتنان والطول والإنعام والله هو المحسن المتفضّل على جميع عباده .(5)

ص: 15


1- «اللّهم ... إنّك أولى بالفضل وأعود بالإحسان». [دعاء 47]
2- «اللّهم ... إنّ معادن إحسانك لا تفنى، وإنّ عطاءك للعطاء المهنا». [دعاء 45]
3- «يا من لا يحفيه سائل ولا ينقصه نائل». [دعاء 48]
4- «اللّهم ... لو دلّ مخلوق مخلوقاً من نفسه على مثل الذي دللت عليه عبادك منك، كان موصوفاً بالإحسان، ومنعوتاً بالامتنان، ومحموداً بكل لسان». [دعاء 45]
5- « أبيت يا مولاي إلّا إحساناً وامتناناً وتطوّلاً وإنعاماً» [دعاء 49]، «اللّهم إنّك ... المحسن المجمل ذو الطول». [دعاء 36]

6 . إحسان الله أكثر من منعه، بل جميع الخلائق تعيش في ظلّ إحسان ونعم وعطاء الله عزّ وجل. (1)

7 . لا يخلو الإنسان في جميع الأحوال من إحسان الله وإنعامه. (2)

خصائص إحسان الله إلينا:

1 . إحسان الله إلينا عظيم. (3)

2 . جميع إحسان الله إلينا تفضّل، وجميع نعم الله علينا ابتداء . (4)

3 . ارتكابنا للسيّئات لا يمنع الله من إتمام إحسانه علينا، بل عادة الله هي الإحسان إلى المسيئين. (5)

4. لولا إحسان الله وعطاؤه وعنايته وسبوغ نعمائه علينا لم نتمكّن من نيل نصيبنا من الدنيا، ولا إصلاح أنفسنا أبداً. (6)

5 . إنّ الله يحسن بعباده ويمنحهم العطايا، وهو لا يحتاج منهم جزاءً أو مكافأةً إزاء فضله وإحسانه لهم.(7)

ص: 16


1- «اللّهم ... أنت الذي عطاؤه أكثر من منعه، وأنت الذي اتّسع الخلائق كلّهم في وسعه». [ دعاء 16]
2- «لم أخلّ في الحالات كلّها من امتنانك». [دعاء 12]
3- «جلّ إحسانه إلينا». [دعاء 1]
4- «جميع إحسانك تفضّل ... كل نعمك ابتداء». [دعاء 12]، « ... ولكنك ابتدأتني بالإحسان». [دعاء 51]
5- «لم تمنعك إساءتي عن إتمام إحسانك». [دعاء 49]، «عادتك الإحسان إلى المسيئين». [دعاء 46 ]
6- «ولولا إحسانك إليّ وسبوغ نعمائك عليّ ما بلغت إحراز حظّي ولا إصلاح نفسي». [دعاء 51]
7- «اللّهم ... أنت الذي لا يرغب في جزاء من أعطاه». [دعاء 16]

6 . إنّ الله في منتهى الإحسان بحيث لا يستطيع أحد أن يشكره إزاء أقل إحسانه.(1)

سوء استفادة البعض من الإحسان الإلهي:

یهب الله العباد الخير الواسع لينتفعوا منه في التقرّب إلى الله، ولكن البعض يُسيئون الاستفادة من هذا الخير ويجعلونه وسيلة لمعصية الله ومخالفة أمره. (2)

عوامل القرب من الإحسان الإلهي:

1. الدعاء: إنّ الله أكرم من رُغب إليه، وهو أجود المسؤولين من فضله. (3)

2. التوكّل: إنّ الإحسان الإلهي أقرب إلى العبد الذي يتوكّل عليه تعالى ويشكو فقره إليه. (4)

الإخلاص

1 . الانقطاع إلى الله نوع من أنواع الإخلاص لله عزّ وجل. (5)

2 . ينبغي أن نؤدّي جميع أعمالنا العبادية ابتغاءً لوجه الله فحسب، ولا نخلط أعمالنا بأيّة شائبة من شوائب العُجب والرياء . (6)

3. التفرّد في العبادة وأداؤها في أجواء بعيدة عن أنظار الناس يؤدّي إلى

ص: 17


1- «إحسانك أكثر من أن تشكر على أقلّه». [دعاء 46]
2- «إلهي ... أبليت الجميل فعصيت». [دعاء 49]
3- «اللّهم إنّك أكرم من رُغب إليه ... وأعطى من سُئل من فضله». [دعاء 45]
4- «يا إلهي ... أم أنت مغن من شكا إليك فقره توكّلاً». [دعاء 16]
5- «اللهم إنّي أخلصت بانقطاعي إليك». [دعاء 28]
6- «... ابتغاء وجهك». [دعاء 47]

صيانة الإنسان من التلوّث برذيلتي الرياء والسمعة . (1)

إرادة الله ومشيئته

مراحل فعل الله:

1. الإرادة.

2. القدر.

3. القضاء.

4. الإمضاء. (2)

إرادة الله:

1 . يفعل الله ما يريد. (3)

2 . يقضي الله بما أراد فيمن أراد. (4)

إرادة الله التكوينية:

1 . إذا أراد الله شيئاً بصورة حتمية فسيحقّقه على نحو القطع والجزم، وكان حتماً ما أراد الله ولا توجد أيّة جهة قادرة على الوقوف بوجه هذه الإرادة ومنع تحقّقها. (5)

2. أمرُ الله التكويني نافذ، وإذا أراد الله شيئاً قال له كن فيكون. (6)

3. قال تعالى: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [يس: 82]

وكلمة «كن» في هذا المقام تعبير يرمز إلى سرعة إيجاد إرادة الله التكوينية، ولا

ص: 18


1- « ... وتفرّدي بالتهجّد لك». [دعاء 48]
2- « ... وأرده وقدّره واقضه وأمضه». [دعاء 48]
3- «تفعل ما تريد». [دعاء32 و 33]
4- «اللّهم ... تقضي بما أردت فيمن أردت». [دعاء 36]
5- «أنت الذي أردت فكان حتماً ما أردت». [دعاء 47]، «إرادتك عزم». [دعاء 47]
6- «سبحانك ما ... أنفذ أمرك». [دعاء 52]

يعني أنّه تعالى يحتاج إلى «قول» أو «واسطة» بين إرادته وبين تحقّق ما يريده، بل يحقّق الله إرادته التكوينية مباشرة، ولا يوجد في هذا الصعيد أيّ قول أو تأخير. (1)

مشيئة الله:

.1 . يحكم الله بما يشاء على من يشاء. (2)

2 . ابتدأ الله الخلق وأنشأه حسب مشيئته . (3)

3. إذا شاء الله شيئاً فلا توجد أيّة جهة قادرة على مواجهة هذه المشيئة ومنع الله منها أبداً. (4)

الاستجارة بالله

1. الاستجارة هي طلب الحفظ وسؤال الأمان.

2. أفضل اسم إلهي نستجير به إلى الله هو اسم «العزيز»؛ لأنّ العزيز يعني الغالب الذي لا يُقهر ، والقوي الذي يمنح الأمان الكامل لمن التجأ إليه واستجار به. (5)

3. لا يمكن الاستجارة من عقاب الله إلّا برحمته تعالى. (6)

ص: 19


1- مضت على إرادتك الأشياء، فهي بمشيتّك دون قولك مؤتمرة، وبإرادتك دون نهيك منزجرة». [دعاء 7]
2- «اللّهم ... تحكم بما شئت على من شئت». [دعاء 36]
3- «اخترعهم على مشيته اختراعاً». [دعاء 1]
4- «سبحانك لا رادّ لمشيّتك». [دعاء 47]
5- اللّهم اجعلني من «المجارين بعزّك». [دعاء 5]
6- «ولا يجير من عقابك إلّا رحمتك». [دعاء 48]

الاستخارة

فوائد الاستخارة:

.1 . نستعين بها ليقضي الله لنا بحسن الاختيار.

2 . وسيلة يلهمنا الله بها معرفة الصواب.

3. نزيح بها عن أنفسنا الشك والارتياب لأنّها تدفعنا إلى «العمل» أو الترك بعزم راسخ ومن دون أيّ شك أو ترديد.

4. الرضا بقضاء الله وقدره لأنّنا إذا عملنا بالاستخارة فوجدنا فيها الخير فبها ونعمت، ولكننا إذا واجهنا بعض المشاكل فإنّنا سنكون على يقين بأنّ ما اختاره الله لنا هو الأصلح، وأنّ للمشاكل التي واجهناها حكمة خافية عنّا، وهذا ما يدفعنا إلى الرضا بقضاء الله وقدره، فنكون بذلك أقرب إلى العافية وحسن العاقبة.(1)

الاستدراج

معنى الاستدراج:

يتخلّى الله عن العبد الذي لا خير ولا أمل فيه، ولا رجاء لتوبته، ويهمله

ص: 20


1- «اللّهم إنّي أستخيرك بعلمك، فصلّ على محمّد وآله، واقض لي بالخيرة، وألهمنا معرفة الاختيار، واجعل ذلك ذريعة إلى الرضا بما قضيت لنا، والتسليم لما حكمت، فأزح عنّا ريب الارتياب، وأيّدنا بيقين المخلصين، ولا تسمُنا عجز المعرفة عمّا تخيّرت، فنغمط قدرك، ونكره موضع رضاك، ونجنح إلى التي هي أبعد من حسن العاقبة، وأقرب إلى ضدّ العافية». [دعاء 33]

ويتركه لشأنه، ثُمّ يسقطه من عين رعايته، ويلبسه لباس الخزي والخذلان.(1)

أكثر الناس ابتلاءً بالاستدراج:

يكون الاستدراج الإلهي أقرب إلى الذين ينعم الله عليهم، فيحتكرون هذه النعم لأنفسهم، ولا ينفقونها فيما أمرهم الله به، فيمهلهم الله ويمدّهم في طغيانهم يعمهون. (2)

الاستعاذة بالله

أفضل ملجأ حقيقي للاستعاذة:

1 . أفضل ملجأ نفرّ إليه هو الله، بل الله هو الملجأ الحقيقي الوحيد الذي لابدّ من الاستعاذة به من جميع الشرور المحيطة بنا .(3)

2. ليس للعبد أمان حقيقي إلّا في ظلّ أمان الله؛ لأنّ الله هو الغالب، والعبد هو المغلوب، والأسباب كلّها بيد الله، ولا أمان إلّا بالله . (4)

ثمرة الاستعاذة بالله:

يجعل الله من يلوذ به في ستر ملجئه وظلّ رعايته وحفظه وحرزه، ويصونه

ص: 21


1- «ولا ترسلني من يدك إرسال من لا خير فيه، ولا حاجة بك إليه، ولا إنابة له، ولا ترم بي رمي من سقط من عين رعايتك ومن اشتمل عليه الخزي من عندك». [دعاء 47]
2- «ولا تستدرجني بإملائك لي استدراج من منعني خير ما عنده ولم يشركك في حلول نعمته بي». [دعاء 47]
3- «اللّهم ... اجعل فراري إليك». [دعاء 21]
4- «يا إلهي ... لا يؤمن إلّا غالب على مغلوب ... وبيدك يا إلهي جميع ذلك السبب». [دعاء 21]

بذلك من مداهمة الأعداء، بل من كلّ شرّ وسوء. (1)

اجتياز صعوبة الاستعاذة بالله:

مسألة الالتحاق بركب العائدين بالله ليست من المسائل التي يمكن الحصول عليها بسهولة، بل هي مسألة تحتاج إلى توفيق إلهي، ولهذا ينبغي علينا السؤال من الله ليمنحنا توفيق اللجوء إليه والاستعاذة به. (2)

الاستعاذة بغير الله:

علينا الدعاء من الله لئلا يبتلينا بالاستعانة بغيره حتّى عند الاضطرار. (3)

الاستعاذة بالله من الميول والرغبات :

أبرز الميول والرغبات التي نعوذ بالله من طغيانها، ونلتجئ إليه تعالى ليمنحنا توفيق السيطرة عليها وامتلاك زمامها :

1 . الحرص : نعوذ بالله من هيجان الحرص وطغيانه وتجاوزه عن حدّه الطبيعي، الذي يدفعنا نحو السعي الدؤوب لجمع حطام الدنيا من دون الالتفات إلى حرمة بعض مصادر الكسب . (4)

2. الغضب: نعوذ بالله من سطوة الغضب وحدّته التي تسلب منّا قدرة سيطرة العقل على فعل الجوارح. (5)

ص: 22


1- «وأظلّني في ذراك [أي: ملجئك]». [دعاء 20]
2- اللّهم اجعلني من «المعوّذين بالتعوذ بك». [دعاء 25]
3- «اللّهم ... لا تفتني بالاستعانة بغيرك إذا اضطررت». [دعاء 20]
4- اللهم إني أعوذ بك من هيجان الحرص». [دعاء ] ،«اللّهم ... أعذني من سوء الرغبة وهلع [أي: شدّة جزع ] أهل الحرص». [دعاء 14]
5- «اللهم إنّي أعوذ بك من ... سورة الغضب [أي: سطوته وحدّته]». [دعاء 8]

3. الشهوة: نعوذ بالله من طغيان الشهوة وكثرة ضغطها علينا لإشباع غرائزنا، ونلتجئ إلى الله تعالى ليُعيننا على ضبط شهواتنا ؛ لأنّها إذا اشتدّت وطغت فإنّها ستخرجنا من حالة الاعتدال إلى الإفراط ومن الطاعة إلى المعصية . (1)

الاستعاذة بالله من الرذائل:

أبرز الرذائل النفسية التي ينبغي الاستعاذة بالله منها:

1 . طول الأمل المؤدّي إلى نسيان الآخرة وترك الاستعداد لها. والجهة السلبية في طول الأمل أنّه يدفعنا إلى تسويف التوبة؛ ظنّاً منّا بوجود متّسع في عمرنا نتمكّن فيه من التوبة وإصلاح ما أفسدناه من أعمالنا. (2)

2 . الغفلة المؤدّية إلبى إهمال الآخرة .(3)

3. الطمع، وقلّة القناعة، وعدم الاكتفاء بما عندنا، وعدم الرضا بما قسمه الله لنا من الرزق، والرغبة في الحصول على ما في أيدي الآخرين.(4)

4. الحسد، أي: تمنّي زوال النعمة عن الغير.(5)

5 . الإعجاب بأنفسنا إزاء الطاعات والأعمال العبادية التي نقوم بها . (6)

6 . الجزع: وهو المؤدّي إلى ضعف الصبر والانهيار، وعدم ضبط الأعصاب حين الاصطدام مع المشاكل والصعوبات والأزمات. (7)

ص: 23


1- «اللّهم إني أعوذ بك من ... إلحاح الشهوة». [دعاء 8]
2- «نعوذ بك أن ... نمد في آمالنا». [دعاء 8]
3- «اللّهم إني أعوذ بك من ... سنة [أي: النوم الخفيف ] الغفلة ». [دعاء 8]
4- «اللّهم إني أعوذ بك من ... قلّة القناعة». [دعاء 8]
5- «اللّهم إني أعوذ بك من ... غلبة الحسد». [دعاء 8]
6- «نعوذ بك أن ... نعجب بأعمالنا». [دعاء 8]
7- «اللّهم إنّي أعوذ بك من ... ضعف الصبر». [دعاء 8]

7. الحمية والاستنكاف والنخوة والإباء والتعصب الذي يعمي أبصارنا عن رؤية الحقّ، ويأخذ بأيدينا إلى أودية الهلاك. (1)

8. سوء الخلق وخشونة الطبع.(2)

9. سوء السريرة وإضمار الأفكار والأماني السلبية في بواطننا .(3)

10. إضمار الغش والخديعة للآخرين في أنفسنا، وعدم إظهار النصيحة لهم على حقيقتها، بل إظهار بعضها وإخفاء البعض الآخر منها . (4)

الاستعاذة بالله من الأفعال السيئة:

أبرز الأفعال السيئة التي ينبغي الاستعاذة بالله منها ليمنحنا الله برحمته توفيق الاجتناب عنها :

1 . متابعة الهوى، والانقياد نحو الملذات الدنيوية من دون إخضاعها للضوابط الشرعيّة والالتزامات الأخلاقية.(5)

2. مخالفة الهدى، والحركة عكس الطريق الذي يوصلنا إلى الكمال. (6)

3 . احتقار صغائر الذنوب والاستخفاف بها . (7)

4. استصغار المعصية واتّخاذ موقف اللامبالاة إزاء ارتكابها. (8)

ص: 24


1- «اللّهم إنّي أعوذ بك من ... ملكة الحمية». [دعاء 8]
2- «اللهم إنّي أعوذ بك من ... شكاسة الخلق [أي : خشونة الطبع ]». [دعاء 8]
3- «نعوذ بك من سوء السريرة». [دعاء 8]
4- «نعوذ بك أن ننطوي [أي: نخفي في سرائرنا] على غش أحد». [دعاء 8]
5- «اللهم إنّي أعوذ بك من ... متابعة الهوى». [دعاء 8]
6- «اللّهم إنّي أعوذ بك من ... مخالفة الهدى». [دعاء 8]
7- «نعوذ بك من ... احتقار الصغيرة». [دعاء 8]
8- «اللّهم إنّي أعوذ بك من ... استصغار المعصية». [دعاء 8]

5. الإصرار على الذنب ومداومة ارتكابه من دون استغفار . (1)

6 . استكبار الطاعة والشعور بالكبرياء والطغيان إزاء الإذعان والانقيادالأوامر الله عزّ وجل. (2)

7. معونة الظالم ومساعدته ونصرته في الأمور التي تقوّيه على الظلم . (3)

8. خذلان الملهوف والمضطر ، وترك مساعدته وإعانته، وعدم تنفيس كربته أو تفريج همّه أو تسكين لهفته. (4)

9 . إيثار الباطل على الحقّ، بحيث يكون موقفنا في مقام الموازنة عبارة عن التخلّي عن الحقّ وتركه جانباً، والانجراف وراء الباطل وتفضيله على الحقّ.(5)

10. طلب ما ليس لنا بحقّ من قبيل: غصبنا لحقوق الآخرين، وتصدّينا لمهمّة غير مؤهّلين لها، واحتلالنا لموقعية لا نصلح لها، وجلوسنا في مجلس لا نليقبه. (6)

11. سوء الولاية لمن تحت أيدينا، لأن المجتمع مجاميع متعدّدة، وعلى رأس كلّ مجموعة ولي يدبر أمور أعضائها (7)، ومن حقّهم عليه أن يحسن الولاية عليهم، ويتعامل معهم من منطلق العدل والإنصاف . (8)

ص: 25


1- «اللّهم إنّي أعوذ بك من ... الإصرار على المأثم». [دعاء 8]
2- «اللّهم إني أعوذ بك من ... استكبار الطاعة». [دعاء 8]
3- «اللّهم إني أعوذ بك من ... أن نعضد ظالماً». [دعاء 8]
4- «اللّهم إني أعوذ بك من ... أن نخذل ملهوفاً». [دعاء 8]
5- «اللهم إنّي أعوذ بك من ... إيثار الباطل على الحق». [دعاء 8]
6- «اللهم إني أعوذ بك من ... أن نروم [ أي: نطلب] ما ليس لنا بحق». [دعاء 8]
7- مثال ذلك: الأب مسؤول عن أولاده، الزوج مسؤول عن زوجته ، المدير مسؤول عن الذين يعملون تحت يديه، الحاكم مسؤول عن أبناء مجتمعه و...
8- «اللهم إني أعوذ بك من ... سوء الولاية لمن تحت أيدينا». [دعاء 8]

12 . الإسراف والتبذير، ومجاوزة حدّ الاعتدال في الإنفاق والأكل و....(1)

13 . ترك الشكر لمن أحسن إلينا وتفضّل علينا، وتجاهل الثناء عليه، وإنكار جميله، وإهمال النظر إليه، وعدم أداء حقِّ شكره .(2)

14 . مباهات ومفاخرة أصحاب الأموال والامتيازات الكثيرة من منطلق الغرور والرياء وحبّ الظهور.(3)

15. احتقار الفقراء وذوي الإمكانية المحدودة؛ لقلّة أموالهم وضعف منزلتهم الاجتماعية من منطلق التعالي والتكبّر عليهم .(4)

16 . القول بغير علم . (5)

الاستعاذة بالله من البلاء:

الاستعاذة بالله من البلاء (6):

أهم البلاءات التي ينبغي الاستعاذة بالله منها:

1 . نكبات ومصائب الدهر وحوادثه المفجعة التي يخبّئها ويظهرها على حين غفلة، وهذا ما يحتم علينا أن لا نأمن الدهر أبداً، بل نرفع دائماً مستوى إيماننا، لنبقى على استعداد لمواجهة نكباته وحوادثه المفاجئة . (7)

ص: 26


1- «نعوذ بك من تناول الإسراف». [دعاء 8]
2- «اللهم إنّي أعوذ بك من ... ترك الشكر لمن اصطنع العارفة عندنا». [دعاء 8]
3- «اللّهم إني أعوذ بك من ... مباهات المكثرين». [دعاء 8]
4- اللّهم إني أعوذ بك من ... الإزراء بالمقلين». [دعاء 8]
5- «اللّهم إنّي أعوذ بك من ... أن نقول في العلم بغير علم». [دعاء 8]
6- «وأعذني من ... حلول البلاء». [دعاء 47]
7- «نعوذ بك من ... أن ينكبنا الزمان :[ أي يصيبنا بمصيبة]». [دعاء 8]

2. فقدان الكفاف، وعدم امتلاكنا ما يسدّ حاجتنا، وما يخرجنا من حدّ الفقر ويغنينا عن الاحتياج إلى الآخرين. (1)

3. العيش في ضيق وضنك ومعاناة وشدّة. (2)

4. الفقر إلى الأكفاء والاحتياج إلى الأقران والأشباه، أي: تردّي الحالة المادية إلى رتبة تجبرنا على طلب العون والمساعدة ممن يساوينا في الرتبة والدرجة. (3)

5 . ظلم واضطهاد الحكومات لنا، وتنغيصها لحياتنا عن طريق أفعالها الجائرة. (4)(5)

6 . شماتة الأعداء . (6)

7. العمل بخلاف الطبع والسجيّة؛ لأنّ كلّ واحد منّا مجبول في حياته على طريقة خاصة تقتضيها جبلّته التكوينية، وأنّ العمل على خلافها لا يورثه إلّا المشقّة.(7)

8 . الذلّ والعناء. (8)

9 . الأمور التي تُرهبنا وتشكّل خطراً علينا . (9)

ص: 27


1- «نعوذ بك من ... فقدان الكفاف». [دعاء 8]
2- «نعوذ بك من ... معيشة في شدّة». [دعاء 8]
3- «نعوذ بك من ... الفقر إلى الأكفاء». [دعاء 8]
4- «نعوذ بك من ... أن يتهضمنا السلطان». [دعاء 8]
5- «اكفنا ... مرارة صولة السلطان». [دعاء 5]
6- «وأعذني من شماتة الأعداء». [دعاء 47]
7- «اللّهم إنّي أعوذ بك من ... تعاطي الكلفة [أي: العمل خلاف الطبع]». [دعاء 8]
8- «وأعذني من ... الذل والعناء». [دعاء 47]
9- «اللّهم ... أجرني بعزّتك مما أرهب». [دعاء 20]

الاستعاذة بالله من العذاب الأخروي:

السبيل للوقاية من عذاب النار هو الالتجاء إلى الله، والاستعاذة به عن طريق التوسّل برحمته الواسعة . (1)

أهم موارد الاستعاذة بالله في خصوص العذاب الأخروي:

1. مجيء موعد أجلنا ونحن غير مستعدّين للآخرة، وغير مهيّئين للعدّة والذخيرة لما بعد الموت. (2)

2 . الحسرة العظمى يوم القيامة نتيجة ضياع أيامنا في غير طاعة الله، فتكون عاقبتنا الدخول في نار جهنّم وهذه هي المصيبة الكبرى وأسوء الشقاء، فتكون ميتتنا في أسوء حالات الرجوع إلى الله بعد الموت؛ لأننا نفد عليه تعالى محرومين من الثواب ومستحقين للعقاب. (3)

3. عذاب السعير . (4)

(4) تنبيه: إنّ الله هو الذي يحفظنا من الأمور المخيفة، ويجعلنا في حرزه وأمانه، ولكن إذا كان الله هو السبب لخوفنا، من قبيل الخوف من لقاء الله نتيجة ارتكابنا للذنوب، فلا يكون لنا سبيل لنيل الأمان إلّا منه، ولا يكون لنا سبيل لتسكين روعتنا إلّا به. (5)

ص: 28


1- «اللّهم... قني برحمتك عذاب النار». [دعاء 20]
2- «نعوذ بك من ... ميتة على غير عدّة». [دعاء 8]
3- «نعوذ بك من الحسرة العظمى والمصيبة الكبرى، وأشقى الشقاء، وسوء المآب، وحرمان الثواب، وحلول العقاب». [دعاء 8]
4- «اللّهم ... أعذنا من عذاب السعير». [دعاء 25]
5- «اللّهم يا... واقي الأمر المخوف ... وأشرفتُ على خوف لقائك ... من يؤمنُني منك وأنت أخفتني». [دعاء 21]

الاستعاذة بالله من الشيطان:

1 . لا يمكننا صيانة أنفسنا من كيد وتضليل الشيطان، بل لابدّ لنا من الاستعاذة بالله، ليصرف عنّا كيد الشيطان ويقينا فساده، ولولا الاستعاذة والاعتصام بالله واللجوء إليه، فإنّ الشيطان يتمكّن - بلا شك من إضلالنا وإيقاعنا في الموبقات والخطايا . (1)

2. إذا أكثرنا الدعاء من الله للخلاص من كيد الشيطان وتضليله، فإنّه تعالى سيقهر سلطان الشيطان عنا بسلطانه، ويحبس الشيطان عنّا، ويمنعه من التعرّض لنا، فنكون في ظلّ رعاية الله وحفظه معصومين من ارتكاب المعاصي، ومصونين من مكائد الشيطان وتضليله . (2)

أهم موارد الاستعاذة بالله من الشيطان:

1. وساوس الشيطان وكيده ومكره، والثقة بأمانيه ومواعيده وغروره ومصائده.(3)

2. فس3ح المجال للشيطان ليتولى ويسيطر علينا، بحيث نصبح من جنوده وأتباعه، وفي ظلّ بيرقه و تحت أمره ونهيه. (4)

ص: 29


1- «اللّهم ... وإلّا تصرف عنا كيده [أي: كيد الشيطان] يضلّنا، وإلّا تقنا خباله يستزلنا». [دعاء 25]
2- «اللّهم فاقهر سلطانه عنّا بسلطانك، حتّى تحسبه عنّا بكثرة الدعاء لك، فنصبح من كيده من المعصومين بك». [دعاء 25]
3- «اللّهم إنا نعوذ بك من نزعات الشيطان الرجيم وكيده ومكائده، ومن الثقة بأمانيه ومواعيده وغروره ومصائده». [دعاء 17]
4- «نعوذ بك من ... أن يستحوذ علينا الشيطان». [دعاء 8]

الاستعاذة بالله لنا ولذريتنا

أهم الموارد التي نسأل الله أن يعيذنا وذريّتنا منها:

1 . الشيطان الرجيم والمتجبّر . (1)

2 . الحشرات السامّة غير القاتلة كالزنبور (2)

3. عموم ما يؤذي. (3)

4. المصائب الشديدة. (4)

5 . الشرّ المتوجّة إلينا من كلّ إنسان مترف وغارق في ملاذ الدنيا وشهواتها. (5)

6. الشر المتوجّه إلينا من كل إنسان ضعيف أو قوي، شريف أو وضيع، صغير أو كبير، قريب أو بعيد. (6)

7. شرّ كلّ من وضع نفسه في موضع محاربة رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وأهل بيته علیهم السلام، سواء كان هذا الشخص من الجن أو الإنس . (7)

8. شرّ كلّ دابة يكون الله مالكاً لأمرها ومتمكّناً منها . (8)

ص: 30


1- «أعذني وذريتي من الشيطان الرجيم ... ومن كلّ شيطان مريد». [دعاء 23]
2- «أعذني ... من شر السامة». [دعاء 23]
3- «أعذني ... من شر ... العامة». [دعاء 23]
4- «أعذني ... من شر اللامة». [دعاء 23]
5- «أعذني ... من شر كلّ مترف حفيد :[ أي له خدم وأعوان]». [دعاء 23]
6- «أعذني ... من شر كل ضعيف وشديد، ومن شر كل شريف ووضيع، ومن شرّكلّ صغير وكبير، ومن شرّ كل قريب وبعيد». [دعاء 23]
7- «أعذني ... من شر كلّ من نصب لرسولك ولأهل بيته حرباً من الجن والإنس». [دعاء 23]
8- «أعذني ... من شرّ كلّ دابة أنت آخذ بناصيتها». [دعاء 23]

9 . السلطان العنيد . (1)

تنبيه : إننّا كما نطلب لأنفسنا وذريتنا الاستعاذة بالله من رذائلنا النفسية وأفعالنا السيّئة والأمور السلبية، علينا أن نطلب من الله أيضاً أن يعيذ جميع المؤمنين والمؤمنات ويحميهم من هذه الشرور .(2)

الاستعانة بالله

اشارة

إنّ الله هو الملجأ الحقيقي الوحيد الذي ينبغي الاستعانة به في كلّ الأمور، وهو خير من يمكن الاستعانة به . (3)

موقف الله من المستعينين به:

لا يخيّب الله أبداً من استعان به ولاذ به وتوجّه إليه. (4)

ضرورة الاستعانة بالله:

1 . تحيط الأخطار بنا من كلّ حدب وصوب، ولا نستطيع صيانة أنفسنا منها جميعاً إلّا عن طريق الاستعانة بالله ليحفظنا الباري عزّوجل من جميع هذه الأخطار. (5)

ص: 31


1- «أعذني ... من شرّ كلّ سلطان عنيد». [دعاء 23]
2- «اللّهم ... أعذني من كلّ ذلك برحمتك وجميع المؤمنين والمؤمنات يا أرحم الراحمين ». [دعاء 8]
3- «اللّهم ... لا أستعين بحاكم غيرك». [دعاء 14]، «إلهي ... إياك أستعين». [دعاء 52]، «اللهم ... أعنّي يا خير من أستعين به». [دعاء 24]
4- وتُفرّج عمّن لاذ بك». [دعاء 51]
5- وحطني [ أي : تعهدني بحفظك ] من حيث لا أعلم حياطة تقيني بها». [دعاء 47]

بعبارة أخرى: إنّنا نحتاج إلى الله في كل حالاتنا إلى الحفظ والحراسة والستر والمكان الآمن الذي يحمينا من الأذى المتوجّه إلينا. (1)

2. إذا تصدّى الإنسان للقيام بأمر ، يلزم عليه أداء هذه المهمّة بأفضل صورة ممكنة، وبما أنّ الإنسان ضعيف فعليه الاستعانة بالله . (2)

ثمار الاستعانة بالله:

1 . تعدّ الاستعانة بالله من أهم الأسباب التي تسهّل حركتنا في سبيل الحقّ، وتيسّر نيلنا لمحبّة الله ورضوانه، وبهذا نتمكّن من اتّخاذ الطريق الواضح والقصير في أ أداء الطاعات والمسارعة إلى الخيرات فنكمل بذلك لأنفسنا خير الدنيا والآخرة.(3)

2. لا نستطيع بلوغ المرتبة العليا في تحسين أعمالنا وأداء صالح الأعمال في مختلف الأحوال إلّا عن طريق الاستعانة بالله عزّوجل. (4)

أضرار الاستعانة بغير الله:

ترك الاستعانة بالله والتوجّه نحو الاستعانة بغيره تعالى، يتبعه الخذلان والمنع والإعراض من قبل الله عزّ وجل.(5)

ص: 32


1- «اللّهم... اجعلني في كلّ حالاتي محفوظاً مكلوءاً [أي محروساً] مستوراً ممنوعاً [ أي: لا يصل إلي الأذى] معاذاً مجاراً [أي: آمناً ومحمياً]». [دعاء 22]
2- «اللّهم ... سُمني [أي: اجعل من صفاتي الظاهرة ] حسن الولاية [أي: حسن الأداء فيما أتولى القيام به وتنفيذه]». [دعاء 20]
3- «اللّهم ... انهج لي إلى محّبتك سبيلاً سهلة، أكمل لي بها خير الدنيا والآخرة». [دعاء 20]
4- «اللّهم ... حسّن في جميع أحوالي عملي». [دعاء 20]
5- «اللّهم ... لا تفتني بالاستعانة بغيرك ... فأستحق بذلك خذلانك ومنعك وإعراضك». [دعاء 20]

الله عزوّجل هو المُعين الحقيقي:

1 . ينبغي أن لا يكون أملنا الحقيقي بمن يحتاج إلى عطاء الله، وأن لا يكون دعاؤنا الحقيقي ممن لم يستغن عن فضله تعالى؛ لأنّ طلب المحتاج إلى المحتاج ضعف في التفكير وانحراف عن الصواب، وهذا ما يحتّم علينا أن يكون أملنا الحقيقي بالله، ودعاؤنا الحقيقي منه تعالى. (1)

2 . ليس لنا مجير حقيقي إلّا الله ؛ لأنّ الله هو الربّ ونحن المربوبون، وليس لنا معين حقيقي إلّا الله ؛ لأنّ الله هو الطالب ونحن المطلوبون بأداء التكاليف الشرعيّة.

وبصورة عامّة فالأسباب كلّها بيد الله، ولا إجارة ولا إعانة إلّا به تعالى، ولا مفرّ ولا مهرب إلّا إليه عزّ وجل. (2)

3. لا يخيّب الله أبداً من اعتصم به وتوجّه إليه لنيل الخلاص.(3)

موارد الاستعانة بالله:

1 . نعتصم بالله ليعصم جوارحنا من معصيته، ويجعل بيننا وبين الذنوب حاجزاً يمنعنا من ارتكابها. (4)

ص: 33


1- «اللّهم ... صرفت وجهي عمن يحتاج إلى رفدك [أي: عطائك]، وقلبت مسألتي عمن لم يستغن عن فضلك، ورأيت أنّ طلب المحتاج إلى المحتاج سفه من رأيه وضلة من عقله». [دعاء 28]
2- لا يجير يا إلهي إلّا ربّ على مربوب ... ولا يعين إلّا طالب على مطلوب، وبيدك يا إلهي جميع ذلك السبب، وإليك المفرّ والمهرب ... وأجر هربي وأنجح مطلبي». [دعاء 21]
3- وتخلّص من اعتصم بك». [دعاء 51]
4- «اللّهم ... لا تجعل لشيء من جوارحنا نفوذاً [أي: فعلاً] في معصيتك». [دعاء 9 ]، اللّهم اجعلني من «المحال بينهم وبين الذنوب بقدرتك». [دعاء 25]

2 . نعتصم بالله ليعصمنا من التلبس بالرذائل، من قبيل الفخر . (1)

3 . نعتصم بالله ليبعدنا عما يحبط حسناتنا، وعمّا يذهب البركة عن حياتنا. (2)

4 . نعتصم بالله ليُعمي أبصار قلوبنا عما يخالف محبّته . (3)

5 . نعتصم بالله ليسدّدنا بألطافه وتوفيقاته في مجال عزمنا على القيام بما يرضيه تعالى، ويضعّف قوّتنا عن اختيار ما يسخطه علينا، ويجعل ميلنا واهتمامنا بما يرضيه عنّا. (4)

6 . نعتصم بالله ليأخذ بأيدينا في طريق الهداية؛ لأنّ الطريق المؤدي إلى نيل رضا الله قد تعتريه بعض الصعوبات والموانع، ولا يستطيع الإنسان اجتياز هذه الصعوبات وتخطّي هذه الموانع إلّا عن طريق الاستعانة بالله عزّ وجل.(5)

بعبارة أخرى: قد تلتبس علينا الأمور فلا نجد سبيلاً لمعرفة صحّة الاتّجاه في حركتنا، ونعيش حالة الجهل بطريق الهدى وسبيل الرشاد، فيكون السبيل لحلّ هذا الالتباس هو الاتجاه إلى الله، والدعاء منه تعالى ليوفّقنا ويوفّر لنا أسباب معرفة أهدى الأمور، وأزكى الأعمال، وأرضى السبل والمناهج، وأقربها إلى الفوز بمرضاته عزّ وجل . (6)

ص: 34


1- «اللّهم ... اعصمني من الفخر». [دعاء 20]
2- «وطوّقني طوق الإقلاع عما يُحبط الحسنات ويذهب بالبركات». [دعاء 47]
3- «اللّهم ... أعم أبصار قلوبنا عمّا خالف محبتك». [دعاء 9]
4- «إذا هممنا بهمين يرضيك أحدهما عنّا ويسخطك الآخر علينا، فمل بنا إلى ما يرضيك عنّا، وأوهن قوّتنا عمّا يسخطك علينا». [دعاء 9]
5- «اللّهم ... سهل إلى بلوغ رضاك سبلي». [دعاء 20]
6- «اللّهم ... وفّقني إذا اشتكلت عليّ الأمور لأهداها ، وإذا تشابهت الأعمال لأزكاها، وإذا تناقضت الملل لأرضاها». [دعاء 20]

7. نعتصم بالله ليجعل دقائق خواطرنا ،القلبية وحركات أعضائنا، ولمحات أعيننا، ولهجات ألسنتنا في ما يوجب ثوابه بحيث نستثمر أيام حياتنا، فلا تفوتنا حسنة نستحق عليها الثواب ولا تبقى سيّئة نستوجب بها العقاب . (1)

8. نعتصم بالله ليأخذ بقلوبنا للقيام بما يقوم به القانتون والعابدون، ويبعدنا عن القيام بما يقوم به الغافلون والمتهاونون. (2)

9 . نعتصم بالله لينصرنا على الشياطين الذين يحاولون إضلالنا، ويصوننا أمام الأهواء التي تميل بنا نحو الباطل، ويحمينا في كنفه، ويسدّد خطانا، ويمنحنا المزيد من القوّة في طريق الاستقامة. (3)

10 . نعتصم بالله ليهب لنا صدق الهداية، فقد يظن أحدنا أنّه من المهتدين، ولكنّه في الواقع ممن يحسبون أنّهم يحسنون صنعا، ولهذا ينبغي الاستعانة بالله ليهب لنا صدق الهداية .(4)

11. نعتصم بالله ليحل مشاكلنا، ولاسيما المشاكل التي نعجز عن حلّها، فيكون ملجؤنا الوحيد لحلِها هو الاستعانة بالله عزّوجل.(5)

تنبيه : إنّ الله هو الكافي الفرد الضعيف، ولكن إذا كان الله هو الذي أضعفنا

ص: 35


1- «اللِهم ... اجعل همسات [ أي الصوت الخفي] قلوبنا، وحركات أعضائنا، ولمحات أعيننا، ولهجات ألسنتنا [ :أي كالشدّة واللين في الكلام] في موجبات ثوابك، حتِى لاتفوتنا حسنة نستحق بها جزاءك، ولا تبقى لنا سيّئة نستوجب بها عقابك». [دعاء 9]
2- وخذ بقلبي إلى ما استعملت به القانتين، واستعبدت به المتعبدين، واستنقذت به المتهاونين». [دعاء 47]
3- «وحُل بيني وبين عدوّ يضلّني، وهوى يوبقني، ومنقصة ترهقني». [دعاء 47]
4- «اللّهم ... هب لي صدق الهداية». [دعاء 20]
5- «أستعين بك على ما عجزت عنه». [دعاء 12]

نتيجة غضبه علينا، فلا يكون لنا سبيل لنيل القوّة والتأييد إلّا منه، ولا يكون ذلك إلّا بالإنابة والالتجاء إليه، ليعفو عنّا ويزيل غضبه عنّا. (1)

الاستغاثة بالله

اشارة

إنّ الله هو الملجأ الحقيقي الوحيد للاستغاثة به؛ لأنّ الأولى الله في عظمته، الرحمة بمن يطلب منه الرحمة والاستغاثة لمن يطلب منه الاستغاثة . (2)(3)

إعانة الله للمستغيثين:

الإعانة الإلهية قريبة من المستغيثين .(4)

الإسراف

الحالة المطلوبة في الحياة هي الاعتدال، وينبغي علينا الابتعاد عن قلّة التدبير وتجاوز الحدّ في الإنفاق، والحذر من الوقوع في الإسراف أو التقتير .(5)

الإسلام والمسلمون

الإسلام:

الدين الإسلامي أعلى وأرفع وأقوى الأديان، وهو المهيمن على الأديان كلّها

ص: 36


1- «اللّهم يا كافي الفرد الضعيف ... ضعفت عن غضبك فلا مؤيد لي ... ومن يقويني وأنت أضعفتني». [دعاء 21]
2- «إلهي ... بك أستغيث». [دعاء 52]
3- «اللّهم ... أشبه الأشياء بمشيتك ، وأولى الأمور بك في عظمتك، رحمة من استرحمك، وغوث من استغاث بك». [دعاء 10]
4- «إغاثتك قريبة من المستغيثين». [دعاء 46]
5- «اللّهم ... امنعني من السرف». [دعاء 20]

بصورة مطلقة، والحجج والبراهين والأدلّة التي جاء بها الإسلام تتسم بالقوّة والعظمة. (1)

المسلمون:

جعل الله المسلمين آخر الأمم، وكما جعل الله رسوله محمّدا خاتم الأنبياء، جعل أمّته خاتمة الأمم، فلا نبي بعد محمّد، ولا أمّة بعد أمّته . (2)

تفضّل الله على الأمّة الإسلاميّة:

1. تفضّل الله على الأمّة الإسلاميّة «بمحمّد نبيّه صلى الله عليه وآله دون الأمم الماضية والقرون السالفة».(3)

2 . تفضّل الله على المسلمين الذين كانوا قليلين في صدر الإسلام، فكثّر عددهم، وقد قال تعالى: (وَاذْكُرُواْ إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ). [الأعراف: 86](4)

من خصائص الأمّة الإسلاميّة:

جعل الله للأمّة الإسلاميّة حقّ الشهادة على الأمم الأخرى الكافرة التي لم تؤمن بالإسلام، فلهذه الأمّة الإسلاميّة على الأمم الأخرى بأنّها بينّت لهم الأدلّة والبراهين القاطعة، وأتمّت عليهم الحجّة في اتّباع الصراط المستقيم . (5)(6)

ص: 37


1- «اللّهم صلّ على محمد وآل محمّد، وشرف بنيانه، وعظم برهانه». [دعاء 42]
2- «ختم بنا على جميع من ذرأ». [دعاء 2]
3- دعاء 2 .
4- «كثّرنا بمنّه على من قلّ». [دعاء 2]
5- «جعلنا شهداء على من جحد». [دعاء 2]
6- «قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا». [البقرة : 143]، قال الإمام الباقر علیه السلام : «نحن الأمّة الوسطى، ونحن

أفعال الإنسان

صلة أفعالنا بالله عزوّجل:

1. داخلة في ملك الله .

2. خاضعة لسلطان الله .

3. عاملة بإذن الله.

4. داخلة في مشيئة الله.

5. متحققة في ظل تدبير الله .

6. لا يصيبها خير إلا بعطاء الله . (1)

الأفعال الحسنة:

ينبغي علينا التحلّي بمعالي الأخلاق ومحاسن الأفعال. (2)

الله عزّوجل

أسماء الله:

إنّ الله تعالى الأسماء الحسنى . (3)

شهداء الله على خلقه، وحججه في أرضه ... ورسول الله صلی الله علیه وآله وسلم الشهيد علينا بما بلّغنا عن الله عزّ وجل، ونحن الشهداء على الناس، فمن صدّق صدّقناه يوم القيامة، ومن كذب كذبناه يوم القيامة» . الكافي، الشيخ الكليني: ج 1، ص 190 ، ح 2 كتاب الحجة، باب في أنّ الأئمة شهداء الله عزّ وجل على خلقه . [ طبعة دار الكتب الإسلاميّة ]

ص: 38


1- «أصبحنا في قبضتك يحوينا ملكك وسلطانك، وتضمّنا مشيّتك، ونتصرّف عن أمرك، ونتقلّب في تدبيرك، ليس لنا من الأمر إلّا ما قضيت ولا من الخير إلّا ما أعطيت». [دعاء 6]
2- «اللّهم ... هب لي معالي الأخلاق». [دعاء 20]
3- «يا من له الأسماء الحسنى». [دعاء 51]

خصائص أسماء الله :

1. لا يجوز إطلاقها على غير الله على نحو الاستقلال، كما أطلق المشركون أسماء الله على آلهتهم . (1)

2. بعض الأسماء مشتركة بين الله وبين مخلوقاته، ولكن هذه الأسماء لا يصح إطلاقها على الله، ولا يصح ذكر الله بها إلّا بعد تنزيه معناها عن كلّ ما لا يليق بالله عز وجل. (2)

صفات الله :

معرفة صفات الله الحقيقية:

أوهام الواصفين عاجزة عن الإحاطة بصفات الله عزّ وجل.(3)

قدرة الصفات على التعريف بالله:

إنّ «الصفات» كمفاهيم عاجزة عن كشف حقيقة الذات الإلهية، ولهذا حارت لطائف الأوهام، ودقائق تفصيلات الخيال والتصوّرات البشرية عن معرفة كبرياء الله وعظمته. (4)

ص: 39


1- تقدست أسماؤه» . [دعاء 1] ، وليس المقصود من هذه العبارة تنزيه الذات الإلهية عن كلّ نقص وعيب؛ لأنّ التنزيه للإسم مستلزم لتنزيه الذات، بل المقصود تنزيه الاسم عن جواز إطلاقه على غيره تعالى بغير حقّ. أنظر : نور الأنوار في شرح الصحيفة السجادية، السيّد نعمة الله الجزائري : 33.
2- تعالى ذكرك عن المذكورين، وتقدست أسماؤك عن المنسوبين». [دعاء 39]
3- «عجزت عن نعته أوهام الواصفين». [دعاء 1]
4- «اللّهم ... ضلّت فيك الصفات، وتفسّخت دونك النعوت، وحارت في كبريائك لطائف الأوهام». [دعاء 32]

دور الصفات في التعريف بالله:

لا يستطيع الإنسان الإحاطة بكنه الله وأمّا الصفات كمفاهيم لا تكشف حقيقة الله ، وإنّما تميّزه عن غيره، ولهذا يعجز نعت الواصفين عن تبيين حقيقة الله. (1)

صفات الله التنزيهية :

إنّ الله منزّه عما لا يليق به (2)، وتبارك الله وتعالى على كل شيء (3)، وكلّ ما سوى الله يعتريه الفناء والنقص والمغلوبية والمقهورية واختلاف الحالات وعدم الثبات والاستقرار والدوام، والله هو الباقي والغالب والقاهر والثابت، وهو المتعالي عن الأشباه والأضداد والأمثال والأنداد، فسبحانه لا إله إلا هو ربّ العالمين. (4)

بعض صفات الله التنزيهية :

1 . الشريك. (5)

2. الضدّ المعاند . (6)

3. المعادل والمساوي والمباهي له في الكثرة. (7)

ص: 40


1- «اللّهم يا من لا يصفه نعت الواصفين». [دعاء 31]
2- «سبحانك». [دعاء 47]
3- « فتباركت وتعاليت ... » . [دعاء 52]، «لك يا إلهي ... درجة العلو والرفعة». [دعاء 28]
4- «يا إلهي ... من سواك مرحوم في عمره، مغلوب على أمره، مقهور على شأنه، مختلف الحالات، متنقل في الصفات، فتعاليت عن الأشباه والأضداد، وتكبّر عن الأمثال والأنداد، فسبحانك لا إله إلّا أنت». [دعاء 28]
5- «لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك». [دعاء 52]
6- «أنت الذي لا ضدّ فيعاندك». [دعاء 47]
7- «لا عدل لك فيكاثرك». [دعاء 47]

4. الشبيه والنظير والمثيل المعارض له. (1)

ه . المحدودية. (2)

6 . المكان . (3)

7. الإدراك بالحس . (4)

8. الرؤية، فالأبصار تعجز عن رؤية الله عزّوجل. (5)

9 . نظام التوالد الحاكم على المخلوقات. (6)

10 . لا يخادَع ولا يماكر، أي: لا يستطيع أحد على خديعة الله بأن يبطن خلاف ما يظهر، ولا يستطيع أحد على المكر بالله بأن يخفي أمراً لا يعلمه الله؛ لأنّ الله لا تخفى عليه خافية وهو بكلّ شيء محيط. (7)

11 . لا يجارى، أي: لا يوجد من يمتلك القدرة على تجاوز حدّه أمام الله، لتكون له القدرة على أن يعمل عمل الله أو يصنع ما يصنع الله . (8)

12 . لا يكاد، أي: لا يمكن لأحد الكيد بالله ؛ لأنّ الأمور كلّها منكشفة له تعالى، ولا يخفى عليه خافية ليُخدع نتيجة عدم اطلاعه عليها. (9)

ص: 41


1- «لا ندّ لك فيعارضك». [دعاء 47]، «لم يكن له كفواً أحد». [دعاء35 و 54]، «ليس كمثله شيء». [دعاء 47]
2- «أنت الذي لا تحدُّ فتكون محدوداً». [دعاء 47]
3- «أنت الذي لا يحويك مكان». [دعاء 47]
4- «سبحانك لا تُحس ولا تجس ولا تمس». [دعاء 47]
5- «قصرت عن رؤيته أبصار الناظرين». [دعاء 1] ، يا من تنقطع دون رؤيته الأبصار». [دعاء 5]
6- «لم تلد فتكون مولوداً». [دعاء 47 ]، «لم يلد ولم يولد» . [دعاء 35 و 54]
7- «لا تُخادَع ولا تُماكر». [دعاء 47]
8- «لا تجاري». [دعاء 47]
9- «لا تكاد». [دعاء 47]

13 . لا يُماط، أي: لا يقدر أحد أن يعزل الله عن سلطانه ويبعده عن مقامه ومنزلته .(1)

14 . لا يُنازع، أي: لا يمكن التنازع والمماراة والجدل مع الله أبداً؛ لأنّ له تعالى الحجّة البالغة، ولا توجد حجّة قادرة على الوقوف أمام الحجّة الإلهية. (2)

من صفات الله الواردة في الصحيفة السجادية:

1 . الأحد. [راجع دعاء 35 و 54]

2. الأحد المتوحد. [راجع دعاء 47]

3. أرحم الراحمين. [راجع دعاء 5، 8 و...]

4. الآخر بعد كل عدد [راجع دعاء 47]

5. الآخر بلا آخر يكون بعده. [راجع دعاء 1]

6 . أعدل العادلين. [راجع دعاء 45]

7. إله كلّ مألوه. [راجع دعاء 47]

8. الأوّل بلا أوّل كان قبله. [راجع دعاء 1]

9. الأوّل في أوليته. [راجع دعاء 32]

10 . الأوّل قبل كل أحد. [راجع دعاء 47]

11 . باري النسمات (أي: خالق الخلق). [راجع دعاء 47]

12. باهر الآيات [راجع دعاء 47]

ص: 42


1- «لا تماط». [دعاء 47]
2- «لا تنازع». [دعاء 47]

13. بديع السماوات والأرض. [راجع دعاء 47 و 48]

14. البصير. [راجع دعاء 47]

15 . التوّاب. [راجع دعاء 50]

16 . الجواد. [راجع دعاء3 و 30]

الحكيم. [راجع دعاء 47] الحليم. [راجع دعاء 48]

19 . الحميد. [راجع دعاء1]

20. الحنان. [راجع دعاء 48]

21. الحي. [راجع دعاء 47]

22. خالق كل مخلوق. [راجع دعاء 47]

23 . الخبير. [راجع دعاء 47]

24 . خير الرازقين. [راجع دعاء 32]

25 . الدائم الأدوم. [راجع دعاء 47]

26 . دائم لا يزول. [راجع دعاء 32]

27 .ذو أناة لا يعجل. [راجع دعاء 49]

28. ذو البهاء. [راجع دعاء 47] إنّ الله تعالى حسن وجمال وبهاء مستتر وراء الحجب. (1)

29 . ذو الجلال والإكرم. [راجع دعاء 15]

30. ذو الحمد. [راجع دعاء 47]

ص: 43


1- « ... وبما وارته الحجب من بهائك». [دعاء 50]

31. ذو العرش العظيم. [راجع دعاء 7]

32. ذو الفضل العظيم [راجع دعاء 2 ]

33. ذو الكبرياء. [راجع دعاء 47]

34. ذو المجد. [راجع دعاء 47]

35 . ذو المنّ القديم. [راجع دعاء 24]

36 .ذو رحمة واسعة. [راجع دعاء 42]

37. ذو فضل كريم. [راجع دعاء 42]

38. الرؤوف. [راجع دعاء 25]

39. الرؤوف بالعباد. [راجع دعاء 6]

40. الرب. [راجع دعاء 48]

41 . ربّ الأرباب. [راجع دعاء 47]

42. ربّ العالمين. [راجع دعاء 39]

43 . الرحمن. [راجع دعاء 47]

44 . الرحيم. راجع دعاء 25 ، 47 و 50]

45. الرحيم بالخلق. [راجع دعاء 6]

46 السميع [راجع دعاء 25 و 47]

47. الشديد المحال (أي: الآخذ بالعقوبة). [راجع دعاء 47]

48 . الشهيد. [راجع دعاء 6]

49. الصمد. [راجع دعاء28، 35، 47 و 54]

50 عدل في الحكم. [راجع دعاء 6]

51 العزيز. [راجع دعاء 23]

ص: 44

52 . عظيم. [راجع دعاء 48]

53 . العظيم المتعظم. [راجع دعاء 47]

54 . العفو. [راجع دعاء 25]

55 . العلي المتعال. [راجع دعاء 47]

56 . العليم. [راجع دعاء 25 و 47]

57 . الغافر. [راجع دعاء 6]

58 . الغفور. [راجع دعاء 25]

59 فارج الهمّ. [راجع دعاء 54]

60 . فاطر السماوات. [راجع دعاء 47]

61 . الفرد المتفرّد. [راجع دعاء 47]

62 . الفعّال لما يريد. [راجع دعاء27]

63 . القائم بالقسط . [راجع دعاء 6]

64 . القدير. [راجع دعاء 9]

65 . القديم. [راجع دعاء 47]

66 . القريب. [راجع دعاء 25]

67 . كاشف الغم. [راجع دعاء 54]

68 . الكافي: يكفي الله عباده ويغنيهم عن الاحتياج إلى غيره بفضل قوّته .(1)

إنّ الله هو الكافي لما يشغلنا الاهتمام به، وهو الملجأ الوحيد الذي ينبغي علينا الالتجاء إليه لسدّ احتياجاتنا وتلبية طلباتنا .(2)

ص: 45


1- «اللّهم إنّما يكتفي المكتفون بفضل قوّتك، فصلّ على محمّد وآله واكفنا». [دعاء 5]
2- «اللّهم ... اكفني ما يشغلني الاهتمام به». [دعاء 20]

69 . الكبير المتكبّر. [راجع دعاء 47]

70. الكريم. [راجع دعاء3، 15، 30، 37 و 48]

71 . الكريم الأكرم. [راجع دعاء 47]

72 . الكريم المتكرّم. [راجع دعاء 47]

73. مالك الملك. [راجع دعاء 6] ، له الملك. [راجع دعاء 48]، إنّ الله هو المالك الحقيقي الذي تتّصف مالكيته بالخلود والأبدية.(1)

74. المبتدع ابتدع الله الخلق أي أوجدهم من غير مثال سابق. (2)

75. المبدئ. [راجع دعاء 27]

76. المتفضّل بالإحسان. [راجع دعاء 15]

77. المتطوّل بالامتنان (أي: المتفضّل بالإنعام). [راجع دعاء 15]

78 . المجيب. [راجع دعاء 25]

79. المجيد. [راجع دعاء22 و 48]

80. محبّ التوّابين. [راجع دعاء 38]

81. المخترع: اخترع الله الخلق أي ابتدأهم وأنشأهم من غير أصل. (3)

82. المعيد. [راجع دعاء 27]

83. المقتدر. [راجع دعاء 49]

84. المنان. [راجع دعاء 27، 37، 44 و 48]

85 . المنّان بالجسيم (أي: المتفضّل بالعطايا العظيمة). [راجع دعاء 6]

ص: 46


1- «اللّهم يا ذا الملك المتأبّد بالخلود». [دعاء 32]
2- «ابتدع بقدرته الخلق ابتداعاً». [دعاء 1]
3- «اخترعهم على مشيتّه اختراعاً». [دعاء 1]

86. المنّان بجسيم المنن. [راجع دعاء 36]

87. نافذ العدّة (أي: المنفّذ لوعده). [راجع دعاء 2]

88. الواحد. [راجع دعاء 35 و 54] ، له وحدانية العدد. [راجع دعاء 28]

89. وارث كل شيء. [راجع دعاء 47]

90 .واسع كريم راجع دعاء 13، 22 و 48]

91 . وافي القول (أي: يفي بقوله) [راجع دعاء 2]

92 . الولي. [راجع دعاء 1]

93 . الوهاب. [راجع دعاء 15]

94 . الوهّاب لعظيم النعم. [راجع دعاء 36]

95 . ومن صفات الله الخبرية وجه الله، ووجه الله لا يبلى ولا يتغيّر ولا يحول ولا يفنى.(1)

الأهل بالله

1. لا يخيّب الله أمل الآملين به. (2)

2. إنّنا إذا احتجنا إلى شيء، فسنواجه في طريق رفع هذا الاحتياج إحدىهاتين الحالتين:

الأولى : أن يكون أملنا بالعباد، فنعيش حالة الخوف من انقطاع المعونة والمساعدة الواصلة من الآخرين.

ص: 47


1- «بجلال وجهك الكريم الذي لا يبلى ولا يتغيّر ولا يحول [أي: لا يتحوّل من حال إلى حال]، ولا يفنى». [دعاء 52]
2- « لا يخيب منك الآملون». [دعاء 46]

الثانية: أن يكون أملنا بالله وحده، فنعيش عند سعينا وتمسّكنا بنظام الأسباب حالة الاستقرار والطمأنينة والسكينة والعلم بأنّ الأمر كله بيد الله، فيقضي الله حاجتنا من دون احتياجنا إلى غيره

وأراد الله منا أن نعيش الحالة الثانية، فلهذا ينبغي علينا مجاهدة أنفسنا لنك---ون من زمرة المتحلّين بهذه الحالة.(1)

الإنفاق

من أهم الأمور التي ينبغي علينا الالتفات إليها عند الإنفاق هي الاهتداء إلى السبيل الصحيح ليقع إنفاقنا في الموضع المناسب.(2)

أهل البيت علیهم السلام

اشارة

فرض الله علينا السمع والطاعة لمحمّد وآل محمّد . (3)

أبرز صفات أئمة أهل البيت علیهم السلام :

1. الأبرار. [راجع دعاء 48]

2. الأخيار. [راجع دعاء 6 و 48]

3. الأنجبين. [راجع دعاء 6]

4 . الطيبين . [راجع دعاء 6 ، 17، 34، 43، 47 و 48]

ص: 48


1- «اللّهم أغننا عن هبة الوهابين [أي: عطاء المعطين ] بهبتك، واكفنا وحشة القاطعين بصلتك، حتّى لا نرغب إلى أحد مع بذلك، ولا نستوحش من أحد مع فضلك». [دعاء 5]
2- «اللّهم ... أصب بي سبيل الهداية للبرّ فيما أُنفق منه». [دعاء 20]
3- «... واجعلنا لهم سامعين ومطيعين كما أمرت». [دعاء 34]

5 . الطاهرين. [راجع دعاء 6، 17، 34، 43 ، 47 و 48]

6 . خلفاء الله . [راجع دعاء 48]

7. أصفياء الله. [راجع دعاء 48]

8. أمناء الله. [راجع دعاء 48]

9 . الصفوة من الخلق. [راجع دعاء 34]

مقامات أئمّة أهل البيت علیهم السلام :

1 . انتجبهم من خلقه، واختارهم لأمره.(1)

2. جعلهم الله خزنة علمه. (2)

3. جعلهم الله حفظة دينه . (3)

4 . جعلهم الله خلفاءه في أرضه. (4)

5 . جعلهم الله حججه على عباده . (5)

6. طهرهم الله من الرجس والدنس تطهيراً بإرادته . (6)

7. جعلهم الله الوسيلة إليه . (7)

8. جعلهم الله المسلك إلى جنّته . (8)

ص: 49


1- «انتجبت من خلقك، وبمن اصطفيته لنفسك بحقّ من اخترت من بريتك، ومن اجتبيت لشأنك». [دعاء 47]، اخترتهم لأمرك». [دعاء 47]
2- «جعلتهم خزنة علمك». [دعاء 47]
3- «جعلتهم ...حفظة دينك». [دعاء 47]
4- «جعلتهم ... خلفاءك في أرضك». [دعاء 47]
5- «جعلتهم ... حججك على عبادك». [دعاء 47]
6- «طهرّتهم من الرجس والدنس تطهيراً بإرادتك». [دعاء 47]
7- «جعلتهم. الوسيلة إليك». [دعاء 47]
8- «جعلتهم ... المسلك إلى جنتك». [دعاء 47]

9 . أيّد الله بهم دينه. (1)

10 . أوصل الله حبلهم بحبله. (2)

.11. جعلهم الله الذريعة والوسيلة إلى رضوانه. (3)

12. افترض الله على العباد طاعتهم، وحذّر من معصيتهم. (4)

13 . أمر الله العباد بامتثال أوامرهم، والانتهاء عن نواهيهم. (5)

14 . أمر الله العباد بأن لا يتقدّمهم متقدّم، ولا يتأخّر عنهم متأخّر . (6)

15 . جعلهم الله علماً لعباده بحيث يرجعون إليهم، ويهتدون بهداهم، ويسيرون على طريقتهم . (7)

16 . جعلهم الله مناراً في بلاده بحيث يهتدي بهم العباد إلى الحقّ والصواب . (8)

17. قرن الله موالاته بموالاتهم، وعلّق معاداته بمعاداتهم .(9)

18 . جعلهم الله «عصمة اللائذين». (10)

ص: 50


1- «اللهم إنّك أيّدت دينك في كلّ أوان بإمام». [دعاء 47]
2- وصلت حبله [أي حبل الإمام ] بحبلك». [دعاء 47]
3- جعلته [ أي : جعلت الإمام] الذريعة إلى رضوانك». [دعاء 47]
4- «افترضت طاعته، وحذّرت معصيته». [دعاء 47] ،«من وصلت طاعته بطاعتك، ومن جعلت معصيته كمعصيتك». [دعاء 47] ، «حتمت طاعتهم». [دعاء 48]
5- «أمرت بامتثال أوامره والانتهاء عند نهيه». [دعاء 47]
6- «أمرت ... ألا يتقدّمه متقدّم، ولا يتأخر عنه متأخر». [دعاء 47]
7- «أقمته علماً لعبادك». [دعاء 47]
8- «أقمته ... مناراً في بلادك». [دعاء 47]
9- من قرنت موالاته بموالاتك، ومن نُطت [أي علّقت ] معاداته بمعاداتك». [دعاء 47]
10- دعاء 47 .

19 . جعلهم الله «كهف المؤمنين». (1)

20 . جعلهم الله «عروة المتمسّكين». (2)

21 . جعلهم الله جمال و «بهاء العالمين». (3)

22. يُلهم الله الإمام شكر ما أنعم به من مقام الإمامة؛ لأنّه مقام عظيم جداً يستحق الشكر . (4)

وظائف أئمّة أهل البيت علیهم السلام :

1 . يقيم الله بهم كتابه وحدوده وشرائعه وسنن رسوله (صلوات الله عليه وآله) . (5)

2. يحيي الله الله بهم ما أماته الظالمون من معالم دينه . (6)

3. يكشف الله بهم ما علق بالدين من شبهات وتشويهات. (7)

4 . يقطع الله بهم ما يضر ويمنع من قبول دينه. (8)

5 . يزيل الله بهم الناكبين عن صراطه، اطه، ويمحق الله بهم طالبي الاعوجاج في دین الله . (9)

ص: 51


1- دعاء 47 .
2- دعاء 47 .
3- دعاء 47 .
4- «اللّهم فأوزع لوليك شكر ما أنعمت به عليه». [دعاء 47]
5- «أقم به كتابك وحدودك وشرائعك وسنن رسولك صلواتك اللهم عليه وآله». [دعاء 47]
6- «أحبي به ما أماته الظالمون من معالم دينك». [دعاء 47]
7- «اجلِ به صدأ الجور عن طريقتك». [دعاء 47]
8- «أبن [ أي: اقطع ] به الضرّاء من سبيلك». [دعاء 47]
9- «أزل به الناكبين عن صراطك، وامحق به بغاة قصدك عوجاً». [دعاء 47]

وبصورة عامّة: أقام الله النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم مناراً للدلالة عليه تعالى، وأوضح بأهل بيته علیهم السلام الطريق الذي ينتهي بالعباد إلى رضوانه، أي: اصطفى الله أئمّة أهل البيت عليهم السلام ليكونوا بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الأدلاء على مرضاته تعالى، والآخذين بأيدي العباد إلى ما يحب الله ويرضى .(1)

أئمّة أهل البيت علیهم السلام والقرآن :

أنزل الله القرآن على نبيّه محمّد صلی الله علیه وآله وسلم مجملاً ومن دون بيان تفاصيل الأحكام والقضايا، ثُمّ ألهم الله نبيه بهذه التفاصيل وأعلمه بها، ليكون الرسول الملجأ لبيان الأحكام وتوضيحها للناس بصورة كاملة ، ثُمّ اصطفى الله أئمة أهل البيت علیهم السلام ليرثوا هذا العلم، ويكونوا الملجأ والعين الصافية لمعرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم . بعبارة أخرى: جعل الله النبي محمّداً صلی الله علیه وآله وسلم الخطيب بالقرآن، واصطفى أهل بيته ليكونوا الخزنة لهذا الكتاب العظيم، فأورث الله العترة الطاهرة بعد الرسول علم الرسول بكل تفاصيل القرآن وتفسيره؛ لأنّه تعالى لم يجد بين العباد من يطيق حمل هذه الأمانة الإلهية بأكملها، ثُمّ زوّد الله أئمة أهل البيت عليهم السلام بالعصمة والقدرة على حفظ هذا العلم، ليكونوا بعد الرسول الملجأ والعين الصافية لمعرفة القرآن والسنّة بصورة كاملة.

وهذا ما يكشف فضل أهل البيت علیهم السلام على غيرهم .(2)

ص: 52


1- «اللّهم وكما نصبت به محمّداً للدلالة عليك وانتهجت بآله سبل الرضا إليك ...». [دعاء 42]
2- «اللّهم إنّك أنزلته على نبيّك محمّد صلی الله علیه وآله وسلم مجملاً ، وألهمته علم عجائبه مكملاً، وورّثتنا علمه مفسّراً، وفضلتنا على من جهل علمه، وقوّيتنا عليه لترفعنا فوق من لم يطق حمله. اللّهم فكا جعلت قلوبنا له حملة، وعرّفتنا برحمتك شرفه وفضله، فصلّ على محمّد الخطيب به، وعلى آله الخزّان له، واجعلنا ممن يعترف بأنّه من عندك حتّى لا يعارضنا الشك في تصديقه، ولا يختلجنا

وظائفنا إزاء أئمة أهل البيت علیهم السلام :

1 . الاعتراف بمقامهم.

3. اقتفاء آثارهم.

5 . التمسك بولايتهم.

7. التسليم لأمرهم.

9 . انتظار دولتهم. (1)

2. اتّباع منهجهم.

4. الإمساك بعروتهم.

6 . الائتمام بإمامتهم.

8. الاجتهاد في طاعتهم.

10 . الاستماع إلى أقوالهم والإطاعة لأوامرهم ونواهيهم. (2)

11 . العمل من أجل نيل رضاهم. (3)

12. السعي من أجل نصرتهم والدفاع عنهم. (4)

13 . شكر ما أنعم الله علينا بسببهم. (5)

وهذا ما يقرّبنا إلى الله ورسوله صلوات الله عليه وآله. (6)

مظلومية أئمّة أهل البيت علیهم السلام :

غصب سلاطين الجور مقام الخلافة من أئمّة أهل البيت عليهم السلام ، فأصبح هؤلاء

الزيغ [أي: يخطر في قلبنا الانحراف ] عن قصد [أي: الاستقامة في] طريقه». [دعاء 42]

ص: 53


1- «... أوليائهم المعترفين بمقامهم المتّبعين منهجهم المقتفين ،آثارهم، المستمسكين بعروتهم، المتمسّكين بولايتهم، المؤتمين بإمامتهم المسلّمين لأمرهم المجتهدين في طاعتهم، المنتظرين أيامهم المادّين إليهم أعينهم». [دعاء 47]
2- «اجعلنا له سامعين مطيعين». [دعاء 47]
3- « اجعلنا ... في رضاه ساعين». [دعاء 47]
4- «اجعلنا ... إلى نصرته والمدافعة عنه مكنفين». [دعاء 47]
5- «اللّهم فأوزع لوليك شكر ما أنعمت به عليه، وأوزعنا مثله فيه». [دعاء 47]
6- «وإليك وإلى رسولك صلواتك اللهم عليه وآله بذلك متقرّبين». [دعاء 47]

الأئمّة الذين اصطفاهم الله للخلافة مغلوبين مقهورين مبتّزين يرون حكم الله مبدّلاً، وكتابه منبوذاً، وفرائضه محرّفة، وسنن نبيّه متروكة . (1)

لعن أعداء أئمّة أهل البيت علیهم السلام :

إنّ أعداء أئمّة أهل البيت علیهم السلام من الأولين والآخرين، ومن رضي بفعالهم، وأشياعهم وأتباعهم يستحقون اللعن.(2)

دعاؤنا لإمام زماننا:

1. ندعو أن يسدّده الله دائماً بقوّة يتغلّب بها على الأعداء وينال بها الانتصار. (3)

2 . ندعو أن يعينه الله ويمدّه بالتسديد والقوّة. (4)

3 . ندعو أن يرعاه الله بعينه، ويحميه بحفظه، وينصره بملائكته، ويمدّه بجنده الغالبين .(5)

4. ندعو أن يبسط الله يده على أعدائه ليذيقهم العذاب والهوان إزاء مخالفتهم لدينه . (6)

ص: 54


1- «اللّهم إنّ هذا المقام لخلفائك وأصفيائك ومواضع أمنائك في الدرجة الرفيعة التي اختصصتهم بها قد ابتزوها ... حتى عاد صفوتك وخلفاؤك مغلوبين مقهورين مبتزّين، يرون حكمك مبدلاً، وكتابك منبوذاً ، وفرائضك محرّفة عن جهات أشراعك ، وسنن نبيك متروكة». [دعاء 48]
2- «اللّهم العن أعداءهم من الأولين والآخرين، ومن رضي بفعالهم، وأشياعهم وأتباعهم». [دعاء 48]
3- «آته من لدنك سلطاناً نصيراً، وافتح له فتحاً يسيراً». [دعاء 47]
4- «وأعنه بركنك الأعزّ ، واشدد أزره ، وقوّ عضده». [دعاء 47]
5- «وراعه بعينك، واحمه بحفظك وانصره بملائكتك، وأمدده بجندك الأغلب». [دعاء 47]
6- «أبسط يده على أعدائك». [دعاء 47]

5 . ندعو أن يجعله الإمام عطوفاً على أوليائه، ويهب لنا رأفته ورحمته وتعطّفه وتحتنّه .(1)

فضل شيعة أهل البيت علیهم السلام :

يصلّي الله على أتباع أئمة أهل البيت علیهم السلام الصلوات المباركات الزاكيات الناميات الغاديات الرائحات ويسلّم عليهم وعلى أرواحهم . (2)

ومن دعاء الإمام زين العابدين لشيعة أهل البيت علیهم السلام : «اللهم... اجمع على التقوى أمرهم، وأصلح لهم شؤونهم، وتب عليهم إنّك أنت التواب الرحيم وخير الغافرين، واجعلنا معهم في دار السلام برحمتك يا أرحم الراحمين». (3)

أهل الثغور

اشارة

ثغور العالم الإسلامي وساحات مواجهة المسلمين مع الأعداء تستدعي الحصانة والحماية، وينبغي على كلّ واحد من المسلمين دعم هذه الساحة الجهاديةبقدر وسعه وطاقته.

ومن الوظائف المشتركة للجميع في هذا الخصوص الدعاء من الله ليحصّن ثغور المسلمين بعزّته، ويؤيد حماتها بقوّته، ويوسّع عطاياهم من غناه. (4)

ص: 55


1- «ألن جانبه لأوليائك ... وهب لنا رأفته ورحمته وتعطفه وتحننه». [دعاء 47]
2- «اللهم وصلّ على أوليائهم ... الصلوات المباركات الزاكيات الناميات الغاديات الرائحات، وسلم عليهم وعلى أرواحهم». [دعاء 47]
3- دعاء 47 .
4- «اللّهم ... حصّن ثغور المسلمين بعزّتك ، وأيّد حماتها بقوّتك، وأسبغ عطاياهم من جدتك ... اللّهم وقوّ بذلك محال أهل الإسلام، وحصّن به ديارهم، وثمر به أموالهم». [دعاء 27]

الأدعية المطلوبة من الله لحماة الثغور الإسلاميّة:

1 . أن يكثّر عدّتهم وجماعتهم.

2 . أن يجعل أسلحتهم حادّة وقاطعة وقاتلة.

. أن يحرس النواحي المستقرّين فيها.

4 . أن يجعل مواضعهم القتالية منيعة وقوية.

5 . أن يوجد المحبّة والانسجام بين جماعتهم.

6 . أن يعتني بهم وينظم شؤونهم.

7 . أن يوصل إليهم مؤونتهم بصورة متواصلة.

8. أن لا يكلهم إلى غيره تعالى، بل يتفرّد بكفاية مؤونتهم وتوفير مستلزماتهم.

9 . أن يعضدهم ويعينهم لينتصروا على أعدائهم.

10 . أن يمنحهم الصبر وقدرة المقاومة. 11 . أن يعينهم بلطائف الحيل على أعدائهم.

12. أن يرفع مستوى علمهم بأمور الحرب والسلم، ويبصرهم بما يساعدهم على حفظ أمن البلاد الإسلاميّة . (1)

13 . أن يلقّيهم اليسر.

ص: 56


1- «اللّهم صلّ على محمّد وآله وكثّر عدّتهم، واشحذ أسلحتهم، واحرس حوزتهم، وامنع حومتهم، وألف جمعهم، ودبّر أمرهم وواتر بين ميرهم [أي مؤونتهم الغذائية]، وتوحّد بكفاية مؤنهم واعضدهم بالنصر، وأعنهم بالصبر، والطف لهم في المكر . اللّهم صلّ على محمّد وآله وعرّفهم ما يجهلون، وعلّمهم ما لا يعلمون، وبصرهم مالا يبصرون». [دعاء 27]

14. أن يهيّئ لهم الأمر.

15 . أن يتكفّل لهم بالنجح.

16 . أن يتخيّر لهم الأصحاب.

17 . أن يجعلهم آمنين من خلفهم.

18. أن يسبغ عليهم في النفقة.

19. أن يمتّعهم بالنشاط.

20 . أن يمنحهم العافية ويصحبهم بالسلامة.

21. أن يخلّص وجودهم من الجبن.

22. أن يلهمهم الجرأة.

23 . أن يرزقهم الشدّة.

24. أن يؤيدهم بتسديداته.

25 . أن يعلمهم السير والسنن الرفيعة.

26 . أن يسددّهم ويوجّههم نحو الصواب والرشد في الحكم.

27. أن يبعدهم عن العجب والرياء والسمعة.

28 . أن يجعل أفكارهم وسلوكهم وجهادهم الله وفي سبيل الله.

29 . أن يهب لهم النصر ويمنحهم الغلبة على الأعداء.

30. أن يقلّل العدو في أعينهم، ويصغّر شأن العدو في قلوبهم. (1)

ص: 57


1- «اللّهم وأيّما غاز غزاهم ... فلقّه اليسر، وهيئ له الأمر، وتولّه بالنجح، وتخيّر له الأصحاب، واستقو له الظهر ، وأسبغ عليه في النفقة، ومتّعه بالنشاط ... وتولّه بالعافية، وأصحبه السلامة، وأعفه من الجبن، وألهمه الجرأة، وارزقه الشدّة، وأيّده بالنصرة، وعلمه السير والسنن، وسدّده في الحكم، واعزل عنه الرياء، وخلّصه من السمعة، واجعل فكره

الأدعية التي نسألها من الله لأهل الثغور في حالة الحرب:

1 . أن ينسيهم الله ذكر الدنيا التي تغرّ وتخدع النفوس بزخرفها وزينتها، ويطفئ في قلوبهم حرارة الشوق إلى الأهل والأولاد؛ لأنّ هذا الذكر وهذه الحرارة تثبّط عزائمهم عن الاقتحام في ساحات القتال. (1)

2. أن يوفّقهم لحسن النية، ويمح عن قلوبهم خطرات المال المضلّ عن الحقّ، ولا يجعل جهادهم للأمور الدنيوية. (2)

3. أن يحرّرهم من غم الوحشة، ويجعل الجنّة نصب أعينهم، ويلوّح منها لأبصارهم ما أعدّ فيها من مساكن الخلد ومنازل الكرامة والحور الحسان والأنهار الجارية المتتابعة بأنواع الأشربة والأشجار المتعلّقة بأغصانها والمنخفضة بثقل أثمارها. (3)

تنبيه: الهدف من طلب هذه الأمور للمقاتلين هو أن لا يهمّ أحد من هؤلاء المقاتلين بالإدبار والتراجع والانكسار ، ولا يحدّث نفسه حول فرار نظيره في القتال.(4)

وذكره وظعنه وإقامته فيك ولك. فإذا صاف عدوّك وعدوّه فقلّلهم في عينه، وصغّر شأنهم في قلبه، وأدل له منهم ، ولا تدلهم منه :[ أي انصره ولا تنصرهم عليه]». [دعاء 27]

ص: 58


1- «اللّهم ... أنسهم عند لقائهم العدو ذكر دنياهم الخداعة الغرور... اللّهم ... أطف عنه حرارة الشوق ... وأنسه ذكر الأهل والولد». [دعاء 27]
2- «اللّهم ... امح عن قلوبهم خطرات المال الفتون ... وآثر له حسن النية». [دعاء 27]
3- «اللّهم ... اجعل الجنّة نصب أعينهم، ولوّح منها لأبصارهم ما أعددت فيها من مساكن الخلد ومنازل الكرامة والحور الحسان والأنهار المطّردة بأنواع الأشربة والأشجار المتدلّية بصنوف الثمر... اللّهم ... وأجره من غمّ الوحشة». [دعاء 27]
4- «حتّى لا يهم أحد منهم بالإدبار، ولا يحدّث نفسه عن قرنه بفرار». [دعاء 27]

4 . أن يوفّقهم الله ليواجهوا غزوات المشركين بالمثل.

5 . أن يمدّهم الله بملائكة من عنده مردفين، أي: متّبعين بعضهم بعضاً.

6 . يوفّقهم ليغزوا المشركين في مدنهم وبلدانهم.

7. يواصلوا محاربتهم قتلاً وأسراً حتّى يقرّوا بأنّ الله لا إله إلّا هو وحده لا شريك له . (1)

الأدعية التي نسألها من الله ضدّ أعداء أهل الثغور:

1 . أن يصيبهم بالهزيمة.

2 . يكسر شوكتهم.

3. يدمّر قدرتهم.

4. يفرّق بينهم وبين أسلحتهم.

5 . ينزع من قلوبهم أسباب القوة المعنوية.

6 . يباعد بينهم وبين مؤونتهم، ويقطع عنهم الإمداد الحربي والغذائي.

7. يضلّهم عن معرفة الطريق الموصل إلى انتصارهم.

8. يقطع عنهم ما يمدّهم بالقوة.

9. يقلّل عددهم نتيجة تشتيت أمرهم.

1 . يملأ أفئدتهم بالرعب والفزع.

11 . يصيب أيديهم بالشلل، ويحيطهم بالعجز عن الاستفادة منها.

ص: 59


1- «اللّهم اغز بكلّ ناحية من المسلمين على من بإزائهم من المشركين، وأمددهم بملائكة من عندك مردفين، حتّى يكشفوهم إلى منقطع التراب قتلاً في أرضك وأسراً، أو يقرّوا بأنّك أنت الله الذي لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك». [دعاء 27]

12. يخرس ألسنتهم عن النطق بما يضرّ المسلمين.

13 . يمزّق وحدتهم ويفرّق جمعهم.

14 . يسلّط عليهم العذاب والهلاك والعقوبة من ورائهم.

15 . يخزيهم ليقطع بذلك أطماع من بعدهم.

16 . يقطع نسلهم عن طريق عقم أرحام نسائهم أو سلب القدرة من أصلاب رجالهم على إيجاد الذرية.

17. يقطع نسل دوابهم وبهائمهم.

18 . يقطع عنهم الأمطار، ويمنع أرضهم من الإنبات. (1)

19 . يشغل بعضهم ببعض عن التعرّض للمسلمين الساكنين في أطراف الدولة الإسلاميّة أو المستقرّين في الحدود المجاورة لبلاد المشركين.

20 . يضيّق عليهم الخناق ولا يفسح لهم مجال اتّساع دائرة سلطتهم.

21 . يثبّط عزائمهم، ويسلب منهم قدرة التخطيط ضدّ المسلمين.

22 . يفرغ قلوبهم من حالة الأمن والسكينة والاستقرار.

23 . يسلب القوّة والنشاط من أبدانهم.

23. يذهل قلوبهم ويشغلهم عن اتخاذ الحيلة والتدبير للوصول إلى المطلوب.

ص: 60


1- «اللّهم افلل بذلك عدوّهم، وأقلم عنهم أظفارهم، وفرّق بينهم وبين أسلحتهم، واخلع وثائق أفئدتهم، وباعد بينهم وبين أزودتهم، وحيّرهم في سبلهم، وضللهم عن وجههم، واقطع عنهم المدد، وانقص منهم العدد، واملأ أفئدتهم الرعب ، واقبض أيديهم عن البسط، احزم ألسنتهم عن النطق، وشرّد بهم من خلفهم ونكّل بهم من ورائهم، واقطع بخزيهم أطماع من بعدهم. اللّهم عقّم أرحام نسائهم، ويبسّ أصلاب رجالهم، واقطع نسل دوابهم وأنعامهم، لا تأذن لسمائهم في قطر، ولا لأرضهم في نبات». [دعاء 27]

24 . يضعف قواهم عن محاربة ذي القوّة من المسلمين.

25 . يجبنّهم عن مواجهة الأبطال من المسلمين.

26 . يبعث عليهم جنداً من السماء ببأس وعذاب من الله، كما فعل تعالى يوم بدر حيث أنزل الملائكة لنصرة المسلمين في تلك المعركة، فيقطع بهذا المدد الإلهي دابر الأعداء، وينهي آخرهم ، ولا يبقي لهم أحداً، ويحصد به شوكتهم، ويفرّق به عددهم.

27 . يمزج مياههم بالوباء.

28 . يبتليهم بمختلف الأمراض.

29 . يصيب بلادهم بالخسوف والزلازل.

30. يرمي عليهم بأسباب الدمار.

.31 يوجّه إليهم الضربات القاضية.

32. يمنع وصول المؤونة العسكرية والغذائية إليهم، ويبقيهم في أرض جرداء من العشب والنبات، وبعيدة عن جبهات القتال ليصابوا بالجوع الدائم والسُقم الأليم. (1)

ص: 61


1- «اللّهم اشغل المشركين بالمشركين عن تناول أطراف المسلمين، وخذهم بالنقص عن تنقصهم، وثبّطهم بالفرقة عن الاحتشاد عليهم. اللهم أخل قلوبهم من الأمنة، وأبدانهم من القوّة، وأذهل قلوبهم عن الاحتيال، وأوهن أركانهم عن منازلة الرجال، وجبنهم عن مقارعة الأبطال، وابعث عليهم جنداً من ملائكتك ببأس من بأسك کفعلک يوم بدر، تقطع به دابرهم وتحصد به شوكتهم، وتفرّق به عددهم. اللهم وامزج مياههم بالوباء، وأطعِمَتَهُم بالأدواء، وارم بلادهم بالخسوف، وألحّ عليها بالقذوف، وافرعها بالمحول، واجعل ميرهم [أي مؤونتهم الغذائية المدّخرة] في أحص [أي: أجدب] أرضك وأبعدها عنهم ، وامنع حصونها منهم، أصبهم بالجوع المقيم والسقم الأليم». [دعاء 27]

هدف أهل الثغور من الجهاد:

1 . لتكون كلمة الله هي العليا، ولئلا يُعبد في بقاع الأرض غير الله، ولا تعفّر الجبهات لأحد دون الباري عزّ وجل. (1)

2 . ليكون دين الله هو الأعلى، وحزبه هو الأقوى، وحظّه هو الأوفى. (2)

دعم أهل الثغور:

إنّ الشخص الذي يخلف المجاهد، ويتعهّد أموره وشؤونه في غيبته أو يعينه بماله أو يمدّه بالعتاد أو يشجّعه على الجهاد أو يدعو له بالنصر أو يحافظ في غيابه على حريمه، فإنّ له من الأجر مثل أجر ذلك المجاهد، وسيعوّضه الله من فعله هذا عوضاً حاضراً، يتعجل به نفع ما قدّم، وسرور ما أتى به إلى أن ينتهي به الوقت إلى ما أجرى الله له من فضله، وأعدٌ له من كرامته. (3)

أهمية العزم على الجهاد في سبيل الله:

كلّ شخص أهمّه أمر الإسلام، وأحزنه تحزّب أهل الشرك على المسلمين فنوى غزواً، أوهمّ بجهاد، فمنعه الضعف، أو أبطأ به الفقر، أو أخّره طارئ، أو عرض

ص: 62


1- «اللّهم ... فرّغهم عن محاربتهم لعبادتك، وعن منابذتهم للخلوة بك، حتّى لا يُعبد في بقاع الأرض غيرُك، ولا تُعفّر لأحدٍ منهم جبهة دونك». [دعاء 27]
2- «اللّهم وأيّما غاز غزاهم من أهل ملتك، أو مجاهد جاهدهم من أتباع سنتّك، ليكون دينك الأعلى، وحزبك الأقوى، وحظّك الأوفى». [دعاء 27]
3- «اللهم وأيّما مسلم خلف غازياً أو مرابطاً في داره، أو تعهّد خالفيه في غيبته، أو أعانه بطائفة من ماله، أو أمده بعتاد أو شحذه على جهاد، أو أتبعه في وجهه دعوة، أو رعى له من ورائه حرمة، فأجر له مثل أجره وزناً بوزن، ومثلاً بمثل، وعوّضه من فعله عوضاً حاضراً يتعجّل له نفع ما قدّم، وسرور ما أتى به إلى أن ينتهي به الوقت إلى ما أجريت له من فضلك وأعددت له من كرامتك». [دعاء 27]

له دون إرادته ما منعه عن المشاركة في ساحات الجهاد، فإنّ الله سيكتب اسمه في العابدين، ويوجب له ثواب المجاهدين، ويجعله في عداد الشهداء والصالحين. (1)

أوقات الفراغ

الابتعاد في أوقات الفراغ عن المحرّمات:

يجدر بنا ملء أوقات فراغنا بأعمال بعيدة عن المحرّمات، وخالية من التبعات السلبية، كما علينا في هذه الأوقات أن نقف بوجه تسرّب الضجر والملل إلى نفوسنا، لكي:

ينصرف عنّا الملائكة الموكّلون بكتابة أعمالنا السيّئة بصحيفة خالية من ذكر سيئّاتنا.

ويغادرنا الملائكة الموكّلون بكتابة أعمالنا الحسنة، وهم مسرورون بما كتبوا من حسناتنا . (2)

ملء أوقات الفراغ بالأعمال الحسنة:

علينا استثمار أوقات فراغنا وملؤها بحمد الله وشكره إزاء نعمائه البالغة،

ص: 63


1- «اللّهم وأيّما مسلم أهمّه أمر الإسلام وأحزنه تحزّب أهل الشرك عليهم فنوى غزواً، أو همّ بجهاد، فقعد به ضعف أو أبطأت به فاقة، أو أخره عنه حادث، أو عرض له دون إرادته مانع، فاكتب اسمه في العابدين، وأوجب له ثواب المجاهدين، واجعله في نظام الشهداء والصالحين». [دعاء 27]
2- إلهي «إن قدّرت لنا فراغاً من شغل، فاجعله فراغ سلامة، لا تدركنا فيه تبعة، ولا تلحقنا فيه سأمة، حتّى ينصرف عنّا كتاب السيّئات بصحيفة خالية من ذكر سيئّاتنا، ويتولى كتاب الحسنات عنّا مسرورين بما كتبوا من حسناتنا». [دعاء 11]

وانطلاق ألسنتنا في وصف عظيم إحسانه علينا . (1)

الأولاد

تربية الأولاد:

الأولاد بحاجة إلى التربية والتأديب والإحسان في المعاملة، وينبغي على الآباء الاستعانة بالله في هذا الأمر ليوفّقهم على أداء هذه المهمة بأفضل صورة ممكنة. (2)

أهم موارد الدعاء لأبنائنا:

1. طول العمر.

2. إصلاح أمرهم فيها هو نافع لنا.

3. أن يكونوا سبباً لراحتنا وسرورنا.

4 . التربية الصحيحة لهم في الصغر.

5 . تقوية الضعيف منهم.

6. صحة أبدانهم، وسلامة معتقداتهم وأفكارهم، أي: سلامة دينهم وأخلاقهم.

7. العافية في أنفسهم، وفي جوارحهم، وفي كلّ ما اهتمّ الله به من أمرهم.

8. الزيادة في أرزاقنا، وجعلنا وسيلة لإيصال رزق الله لهم بواسطتنا.

9. أن يجعلهم الله من الأبرار الأتقياء، ومن أهل البصيرة والسمع والطاعة الله تعالى.

ص: 64


1- «اجعل ... فراغ أبداننا في شكر نعمتك، وانطلاق ألسنتنا في وصف منّتك». [دعاء 5]
2- «اللّهم ... أعنّي على تربيتهم وتأديبهم وبرّهم». [دعاء 25]

10 . أن يجعلهم الله من المحبّين والمناصحين لأوليائه تعالى.

11 . أن يجعلهم الله من المعاندين والمبغضين لأعدائه تعالى. (1)

ما نأمله نحن الآباء من الله عن طريق أبنائنا:

1 . يقوّي الله بهم أمرنا .

2. يصلح الله بهم ما فسد من أمورنا.

3. يكثر الله بهم عددنا.

4 . يزين الله بهم محضرنا

5 . يحيي الله بهم ذكرنا .

6 . يكفينا الله بهم في غيبتنا .

7. يعيننا الله بهم على قضاء حوائجنا.

8. يجعلهم الله محبّين لنا .

9 . يجعلهم الله متعاطفين معنا ومقبلين علينا.

10 . يجعلهم الله مطيعين غير عاصين ولا عاقّين ولا مخالفين لنا .(2)

ص: 65


1- «اللّهم ومُنّ عليّ ببقاء ولدي، وبإصلاحهم لي ، وبإمتاعي بهم إلهي أمدد لي في أعمارهم وزد لي في آجالهم، وربّ لي صغيرهم، وقولي ضعيفهم، وأصحّ لي أبدانهم وأديانهم وأخلاقهم، وعافهم في أنفسهم وفي جوارحهم وفي كلّ ما عنيت به من أمرهم، وأدرر [أي: زد] لي وعلى يدي أرزاقهم واجعلهم أبراراً أتقياء بصراء، سامعين مطيعين لك، ولأوليائك محبين مناصحين، ولجميع أعدائك معاندين ومبغضين، آمين». [دعاء 25]
2- «اللّهم اشدد بهم ،عضدي ، وأقم بهم أودي ، وكثّر بهم عددي، وزيّن بهم محضري ، وأحيي بهم ذكري واكفني بهم في غيبتي، وأعني بهم على حاجتي، واجعلهم لي محبّين، وعلي حدبين [أي: متعطّفين ] مقبلين مستقيمين لي مطيعين غير عاصين ولا عاقّين ولا مخالفين ولا خاطئين». [دعاء 25]

طلب المزيد من الأولاد:

إذا كان الإنسان له أولاداً ولم يكن له محذور في طلب المزيد، فعليه أن يطلب من الله إضافة إلى أولاده أولاداً ذكوراً؛ ليكونوا له مصدراً للخير والبركة وليحقّقوا له ما يأمله كل أب مؤمن من أولاده. (1)

الإيمان

اشارة

يجب على العباد الإيمان بالله وتصديق رسله، وقبول كتابه، والكفر بكلّ معبود غيره، والبراءة ممن عبد سواه. (2)

تثبيت الإيمان

نحتاج من أجل تثبيت التوحيد والنبوّة والإمامة في قلوبنا إلى الدعاء والطلب من الله: «اللهم واجعلني من أهل التوحيد والإيمان بك، والتصديق برسولك والأئمة الذين حتمت طاعتهم ممن يجري ذلك به وعلى يديه، آمين ربّ العالمين». (3)

أثر الإيمان على النفس:

إذا تقرّبنا إلى الله، فستحيطنا روح إيمانية تجعلنا نستوحش من شرار الخلق،

ص: 66


1- «اللّهم ... هب لي من لدنك معهم أولاداً ذكوراً ، واجعل ذلك خيراً لي، واجعلهم لي عوناً على ما سألتك». [دعاء 25]
2- «آمنت بك، وصدّقت رسلك، وقبلت كتابك، وكفرت بكلّ معبود غيرك، وبرئت ممن عبد سواك». [دعاء 52]،«إلهي ... بك أؤمن». [دعاء 52]
3- دعاء 47 .

ونستأنس بأولياء الله وأهل طاعته.(1)

أثر الإيمان في خصوص الرعاية الإلهية:

لا يترك الإيمان أثره على صاحبه فحسب، بل يسري أثره ليشمل أزواج المؤمن وذريته، منها أنّ الله إضافة إلى صلاته على المؤمنين فإنّه تعالى يصلّي على أزواجهم وذريّاتهم. (2)

درجات الإيمان :

1 . للإيمان درجات، وينبغي علينا السعي الدائم لنيل أعلى وأرقى وأكمل هذه الدرجات. (3)

2 . خلق الله دواوين ليكتب فيها أسماء العباد ، فإذا أذنب العبد أسقطه الله من المراتب العالية إلى المراتب الدانية، ويمحو اسمه من قائمة المحمودين، وينقله إلى قائمة المذمومين.

وإذا واصل العبد العصيان والتمرّد فسيكون التغيير أكبر حتّى يبلغ الأمر مرحلة يمحو الله اسم الشخص العاصي من ديوان السعداء وينقله إلى ديوان الأشقياء. (4)

ص: 67


1- «اللّهم ... ألبس قلبي الوحشة من شرار خلقك، وهب لي الأنس بك وبأوليائك وأهل طاعتك». [دعاء 21]
2- «اللّهم وصلّ على التابعين من يومنا هذا إلى يوم الدين، وعلى أزواجهم، وعلى ذريّاتهم، وعلى من أطاعک منهم ». [دعاء 4]
3- «اللّهم ... بلّغ بإيماني أكمل الإيمان». [دعاء 20]
4- «ولا تغيّر لي اسماً». [دعاء 47]

3. يصطفي الله عباده الصالحين، فإذا بقى العبد على الصلاح فسيبقى في دائرة الاصطفاء، وإذا خرج العبد من هذه الدائرة فسيستبدل الله به غيره، ولهذا قال تعالى: (وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ). [محمد: 38](1)

برّ الوالدين

أهمية برّ الوالدين:

ينبغي علينا السعي في الدنيا لبرّ والدينا؛ لئلا نكون في يوم القيامة من أهل العقوق للآباء والأمّهات . (2)

سبيل الاندفاع إلى برّ الوالدين:

1 . يندفع الإنسان لأيّ عمل عندما يعيش حين القيام به بلذّة تدفعه إلى مواصلة ذلك العمل؛ ولهذا ينبغي أن نطلب من الله ليجعل برنّا بوالدينا ممتعاً لنستمر عليه، مثلاً أن يكون برنا بوالدينا أقرّ لعيوننا وأسر لنفوسنا من نومة النعسان، أو أن يكون ذلك أثلج لصدورنا من شربة الظمآن، ليكون ذلك سبباً يدفعنا لنؤثر رغباتنا على رغباتهما، ونقدّم رضاهما على رضانا. (3)

2 . من أهم العوامل النفسية التي تدفعنا إلى البرّ بوالدينا هي: أن نستكثر

ص: 68


1- «ولا تستبدل بي غيري». [دعاء 47]
2- «اللّهم ... لا تجعلني في أهل العقوق للآباء والأمّهات يوم تُجزي كلّ نفس بما كسبت وهم لا يظلمون». [دعاء 24]
3- «اللّهم ... اجعل طاعتي لوالدي وبرّي بهما أقرّ لعيني من رقدة الوسنان [أي: نومة النعسان]، وأثلج لصدري من شربة الظمآن، حتّى أوثر على هواي هواهما، وأقدم عى رضاي رضاهما». [دعاء 24]

برّهما بنا وإن قل، وأن نستقلّ برّنا بهما وإن كثر . (1)

وظائفنا إزاء والدينا :

نجهل بعض الأحيان ما ينبغي أن نفعله لإحراز برّ والدينا، فعلينا في هذا المقام أن نطلب من الله ليلهمنا علم ما يجب فعله، ويوفّقنا بعد ذلك للعمل بهذا العلم بحيث لا يفوتنا استعمال شيء مما أرشدنا الله إليه، ولا نعيش حالة الكسل والتباطؤ في القيام بما ينبغي علينا فعله إزاء طاعة والدينا والاعتناء بهما.(2)

أهم وظائفنا إزاء والدينا:

1 .نها بهما هيبة السلطان الجائر .(3)

2 . نتعامل معهما بالبرّ والعطف كما تتعامل الأم الرؤوف مع أولادها. (4)

3 . نخفض لهما صوتنا .(5)

4 . نتكلّم معهما بالكلام الحسن والطيّب. (6)

ص: 69


1- «اللّهم ... أستكثر برّهما بي وإن قلّ، وأستقل برّي بهما وإن كثر». [دعاء 24]
2- «اللّهم ... ألهمني علم ما يجب لهما عليّ إلهاماً، واجمع لي علم ذلك كله تماماً، ثُم استعلني بما تلهمني منه، ووفقني للنفوذ فيما تبصّرني من علمه حتّى لا يفوتني استعمال شيء علّمتنيه، ولا تثقل أركاني [أي: جوارحي ] عن الحفوف [أي : الإسراع والاعتناء ] فيما ألهمتنيه». [ دعاء 24]
3- «اللّهم اجعلني أهابهما هيبة السلطان العسوف». [دعاء 24]
4- «اللّهم اجعلني ... أبرّهما برّ الأم الرؤوف». [دعاء 24]
5- «اللّهم خفّض لهما صوتي». [دعاء 24]
6- «اللّهم أطب لهما كلامي». [دعاء 24]

5 . يكون قلبنا عطوفاً عليهما . (1)

6 . نتعامل معهما بسلاسة ولطف. (2)

7 . نتصرف معهما برفق وشفقة . (3)

8. لا ننسى ذكرهما بالدعاء بعد كل صلاة، وفي آناء الليل، وفي كلّ ساعة من ساعات النهار، ونأمل إزاء دعائنا لوالدينا أن ننال المغفرة الإلهية. (4)

موقفنا الصحيح إزاء إساءة والدينا إلينا:

إذا تجاوز علينا والدينا في قول أو أسرفا علينا في فعل، أو ضيّعا لنا بعض الحقوق، أو قصّرا في أداء واجب، فعلينا أن نهب ذلك لهما، ونسأل الله أن يزيل عنهما الآثار السلبية الدنيوية والأخروية لما قاما به، وأن لا تكون شكوى منّا عليهم، ولا يكون لنا موقف سلبي إزاء سوء تصرّفاتهما معنا؛ لأنّهما أوجب حقّاً علينا، وأقدم إحساناً إلينا، وأعظم فضلاً لدينا.

وليس من الصحيح أن نعاملهما بالقصاص، ونطلب لهما العقوبة، وكيف يحقّ لنا طلب مجازاتهما وقد شغلا أنفسهما فترة طويلة بتربيتنا، وأتعبا أنفسهما في حراستنا وحفظنا من كلّ مكروه وأذى، وضيّقا بعض الأحيان على أنفسهما في النفقة للتوسعة علينا.

ص: 70


1- «اللّهم ... اعطف عليها قلبي». [دعاء 24]
2- «اللّهم ... ألن لهما عريكتي». [دعاء 24]
3- «اللّهم ... صيّرني بهما رفيقاً وعليهما شفيقاً». [دعاء 24]
4- «اللّهم لا تنسني ذكرهما في أدبار صلواتي، وفي إنىّ من آناء ليلي، وفي كلّ ساعة من ساعات نهاري». [دعاء 24]، «اللّهم ... اغفر لي بدعائي لهما». [دعاء 24]

ونحن لا يمكننا أداء حقّهما، والقيام بما يجب علينا لهما، أو القضاء بوظيفة خدمتها، فكيف نتجرّأ في طلب مجازاتهما إزاء ما قصّراه في حقّنا . (1)

الدعاء للوالدين :

الأدعية التي ينبغي أن نطلبها من الله لوالدينا:

1 . الاختصاص بالكرامة لدى الله عزّوجل. (2)

2. الصلاة من الله عليهما . (3)

3. اللّهم اشكر لهما تربيتي.(4)

4 . اللّهم اجعل لهما الثواب الكامل إزاء رعايتهما لي . (5)

ه . «اللّهم... احفظ لهما ما حفظاه منّي في صغري». (6)

6 . اللّهم ما مسّهما منّي من أذى، أو لحق بهما منّي من مكروه، أو ضاع من ناحيتي لهما من حقّ، فاجعله مغفرة لذنوبهما، وعلواً في درجاتها، وزيادة في

ص: 71


1- «اللّهم وتعدّيا عليّ فيه من قول أو أسرفا عليّ فيه من فعل، أو ضيّعاه لي من حقّ، أو قصّرا بي عنه من واجب، فقد وهبته لهما، وجدت به عليهما، ورغبت إليك في وضع تبعته عنهما، فإنّي لا أتّهمهما على نفسي، ولا أستبطئهما في بري، ولا أكره ما توليّاه من أمري يا ربّ، فهما أوجب حقّاً عليّ، وأقدم إحساناً إليّ، وأعظم منة لديّ من أن أقاصّهما بعدل أو أجازيهما على مثل، أين إذاً يا إلهي طول شغلهما بتربيتي ؟ ! وأين شدّة تعبهما في حراستي؟! وأين إقتارهما على أنفسهما للتوسعة عليّ ؟ ! هيهات ما يستوفيان منّي حقّهما، ولا أدرك ما يجب عليّ لهما، ولا أنا بقاض وظيفة خدمتهما». [دعاء 24]
2- «اخصص اللّهم والديّ بالكرامة لديك». [دعاء 24]
3- «اخصص اللهم والديّ ... بالصلاة منك». [دعاء 24]
4- دعاء 24 .
5- «اللّهم ... أثبهما على تكرمتي». [دعاء 24]
6- دعاء 24 .

حسناتهما، فإنّك مبدّل السيّئات بأضعافها من الحسنات. (1)

7. «اللهم... اخصص أبوي بأفضل ما خصصت به آباء عبادك المؤمنين وأمّهاتهم». (2)

8. «اللّهم... اغفر لهما ببرّهما بي مغفرة حتماً». (3)

9. «اللّهم... ارض عنهما بشفاعتي لهما رضى عزماً». (4)

10. «اللهم... بلّغهما بالكرامة مواطن السلامة». (5)

الوالدين والشفاعة :

إذا كان والدينا ممن شملتهما المغفرة الإلهية، فإنّنا نسأل الله أن يوفّقها لشفاعتنا .

وإذا كنّا نحن ممن شملتنا المغفرة الإلهية، فإنّنا نسأل الله أن يوفّقنا لشفاعة والدينا؛ حتّى نجتمع معاً في ظل رأفة الله في دار كرامته، ومحلّ مغفرتهورحمته .(6)

كما نسأل الله أن يتجاوز عن سيّئاتنا، فإنّه يجدر بنا أن نسأل الله ذلك لآبائنا

ص: 72


1- «اللّهم وما مسّهما منّي من أذى ، أو خلص إليهما عنّي من مكروه، أو ضاع قبلي لهما من حقّ، فاجعله حطّة لذنوبهما، وعلواً في درجاتهما، وزيادة في حسناتها، يا مبدّل السيّئات بأضعافها من الحسنات». [دعاء 24]
2- دعاء 24 .
3- دعاء 24.
4- دعاء 24.
5- دعاء 24 .
6- «اللّهم وإن سبقت مغفرتك لهما [ أي لوالدي] فشفّعهما في، وإن سبقت مغفرتك لي فشفّعني فيهما، حتّى نجتمع برأفتك في دار كرامتك، ومحل مغفرتك ورحمتك». [دعاء 24]

وأمۀهاتنا، وللمؤمنين جميعاً إلى يوم القيامة.(1)

البركة

إنۀ للسماوات والأرض بركات، وعلينا أن نسأل الله ليرزقنا منها . (2)

أثر البركة:

لكلّ ما نمتلك حدّاً محدوداً وقدراً معيّناً من التأثير الإيجابي، ولكن إذا حلّت البركة به فستزيد من أثرها الإيجابي. ويعد الدعاء من أهم السبل لنيل هذه البركة. (3)

البصيرة

البصيرة نعمة إلهية، والمبتلى بفقدان هذه النعمة [أي: المتورّط بالعمى ] مبتلى ببلاء عظيم ينتهي به إلى الخسران المبين . (4)

البلاء

لا يكون البلاء إلّا بإذن الله :

لا يصاب الإنسان ببلاء من سائر المخلوقات إلّا بإذن الله تعالى، وفي دائرة

ص: 73


1- «اللّهم تجاوز عن آبائنا وأمهاتنا ، وأهل ديننا جميعاً، من سلف منهم ومن غبر [أي: مضى في الزمن ] إلى يوم القيامة». [دعاء 45]
2- «اللّهم ... ارزقنا من بركات السماوات والأرض». [دعاء 19]
3- «اللّهم ... وفّر ملكتي بالبركة فيه» . [دعاء 20 ] ، « ... وبارك لي في ذلك». [دعاء 48]
4- «اللّهم ... لا تبتليني ب... العمى عن سبيلك». [دعاء 20]

هيمنته تعالى وسلطانه . (1)

حسن وقبح البلاء:

البلاء خير فيما لو:

1 . أخذ الله فيه من أنفسنا ما يخلّصها، أي: ابتلانا الله بما يؤدّي إلى خلاص أنفسنا من آثامها ومعاصيها.

2. أبقى الله لأنفسنا منها ما يصلحها، بحيث لا يصل البلاء حدّاً يستوعب كلّ قدرتنا فنعجز عن أداء ما هو صالح لأنفسنا، فيتبدّل البلاء في هذه الحالة إلى شرّ ونقمة. (2)

الموقف الصحيح إزاء البلاء:

1 . ينبغي أن يكون موقفنا إزاء ما يبتلينا الله به الرضا بما يراه الله مصلحة لنا، وأن يكون هدفنا نيل رضوان الله فحسب.

فإذا كانت النعم هي التي تؤدّي بنا إلى هذا الهدف، فإنّنا نسأل الله أن يعطينا من النعم ما يرضيه عنّا.

وإذا كان البلاء هو الأصلح لنا، فإنّنا نسأل الله العافية، وأن يفعل بنا كلّ ما يؤدّي بنا إلى نيل رضوانه تعالى . (3)

2 . إذا واجهنا المصائب والشدائد والمكاره ، ولكنّنا بقينا مصرّين على نيل رضا

ص: 74


1- «بقدرتك أوردته عليّ ، وبسلطانك وجهته إلي». [دعاء 7]
2- «اللّهم خذ لنفسك من نفسي ما يخلّصها، وأبق لنفسي من نفسي ما يصلحها». [دعاء 20]، «لقد حسن بلاؤه عندنا». [دعاء 1]
3- «اللّهم إنّك كلّفتني ... وخذ لنفسك رضاها من نفسي في عافية». [دعاء 22]

الله، فعلينا أن نعلم بأنّنا نعيش في نعمة عظمى؛ لأنّ كلّ مكروه وبلاء مهما كان كبيراً فإنّه يهون ويصغر ولا قيمة له عند مقايسته مع سخط الله وغضبه.(1)

دفع الله البلاء عنّا:

1 . يدفع الله عنّا المكاره، ويبعد عنّا السوء، ويصرف عنّا الشرّ بلطفه. (2)

2 . إنّ الله رحيم، وهذه الرحمة هي التي توجب عند اقتضاء الحكمة الإلهية أن يمنحنا الله العافية، ويبعدنا عن كلّ سوء وبلاء. (3)

3. يفتح الله باب الفرج أمامنا، ويكشف عنّا الغم بفضله وسعته وإحسانه، ويمنع هيمنة سلطان الهمّ علينا بحوله وقوته . (4)

التفضّل الإلهي في دفع البلاء عنّا:

یكشف الله البلاء عنّا تفضّلاً وإن لم نكن أهلاً لذلك. (5)

عوامل دفع الله البلاء عنّا:

اعترافنا أمام الله بالضعف وقلّة الحيلة، وتضرّعنا إليه تعالى يوجب أن يدفع الله عنّا الكثير من البلاء . (6)

ص: 75


1- «كلّ مكروه جلل [أي: هين ويسير ] دون سخطك، وكلّ مرزئة [أي: مصيبة]سواء مع موجدتك :[ أي: لا حساب لها مقابل غضبك]». [دعاء 14]
2- «اللّهم ... ادرأ عنّي بلطفك». [دعاء 20]
3- «اللّهم اجعلني من «المعافين من البلاء برحمتك». [دعاء 25]، «اذهب ببليتي». [دعاء 54]
4- «افتح لي يا ربّ باب الفرج بطولك [أي بفضلك]، واكسر عنّي سلطان الهم بحولك». [دعاء 6]
5- «فافعل بي ذلك [أي: اكشف عنّي البلاء] وإن لم أستوجبه منك». [دعاء 7]
6- «اللّهم ... لا تجعلني للبلاء غرضاً، ولا لنقمتك نصباً، ومهّلني، ونفّسني، وأقلني عثرتي،

الالتجاء إلى الله لدفع البلاء:

1 . إنّ الله تعالى:

هو العدّة لنا عندما تحيط بنا الأحزان.

وهو الملجأ لنا عندما تلمّ بنا الهموم والغموم.

وهو العون لنا عندما نتعرّض للحرمان.

وهو الذي يعوّض ما فاتنا، ويصلح ما فسد من أمورنا، ويغيّر ما هو مكروه لنا.

وينبغي أن نسأله ليمنن علينا قبل البلاء بالعافية.(1)

2. ينبغي الالتجاء إلى الله ليكفينا شدّة مصائب الدهر والأيام . (2)

3. إنّ الله هو الملجأ والنجاة للتخلّص من شدائد المحن والفتن والابتلاءات الصعبة جدّاً. (3)

4 . إذا تشابكت علينا الأمور، ووجدنا أنفسنا عاجزين عن التخلّص من الشدائد والمصائب المحيطة بنا، فلا سبيل لنا في هذه الحالة إلّا الالتجاء إلى الله؛

لأنّه تعالى:

هو المدعو للمهمّات والشدائد التي تشغل همّنا وتفكيرنا.

ولا تبتليني ببلاء على أثر بلاء، فقد ترى ضعفي وقلة حيلتي وتضرعي إليك». [دعاء 48]

ص: 76


1- «اللّهم أنت عدّتي إن حزنت، وأنت منتجعي :[ أي ملجأ زوال همي ] إن حرمت، وبك استغاثتي إن كرثت، وعندك مما فات خلف، ولما فسد صلاح، وفيما أنكرت تغيير، فامنن علي قبل البلاء بالعافية». [دعاء 20]
2- «اكفنا حدّ نوائب الزمان». [دعاء 5]
3- «ونجّني من غمرات الفتنة، وخلّصني من لهوات ،البلوى، وأجرني من أخذ الإملاء». [دعاء 47]

وهو المفزع في الملمّات التي تنزل بنا فتوقعنا في المصائب والشدائد.

ولا تندفع ولا تزول هذه المهتمات والملمات إلّا بإذن الله وإرادته . (1)

5 . قد يبلغ البلاء المحيط بنا حدّاً يشقّ علينا ثقله، ولا يكون لنا حلّاً للتخلّص منه إلّا الالتجاء إلى الله عزّ وجل .(2)

6 . قد نواجه حالات البلاء والشدّة والضيق بحيث نعجز عن التخلّص منها عن طريق الأسباب المتوفّرة لدينا، وفي هذه الحالة ينبغي أن لا نفقد أملنا بالله ؛ لأنّه تعالى هو القادر على كشف ما ابتلينا به، ودفع ما وقعنا فيه. (3)

7. قد نواجه مشاكل لا نتمكّن من حلّها، وأزمات معقّدة لا نقدر على احتوائها، وشدائد عسيرة لا يسعنا التخلّص منها، فيكون ملجؤنا الوحيد - في هذه الحالة - الاستعانة بالله ؛ لأنّه تعالى:

أوّلاً: ذلّت لقدرته الصعاب.

ثانياً: تسبّبت بلطفه الأسباب. (4)

ثالثاً: جرى بقدرته القضاء. (5)

ص: 77


1- «أنت المدعو للمهمّات، وأنت المفزع في الملمّات، لا يندفع منها إلّا ما دفعت، ولا ينكشف منها إلّا ما كشفت». [دعاء 7]
2- وقد نزل بي يا ربّ ما قد تكأدني [ أي: صعب عليّ] ثقله، ألمّ بي [أي: أحاط بي] ما قد بهظني [أي: شقّ عليّ] حمله». [دعاء 7]
3- «فقد ضقت لما نزل بي يا ربّ ذرعاً [ أي : عجزت قدرتي]، وامتلأت بحمل ماحدث عليّ همّاً، وأنت القادر على كشف ما منيت به [ أي: ما ابتليت به]، ودفع ماوقعت فيه». [دعاء 7]
4- أي : تيسّرت بلطفه الأسباب المؤدّية إلى زوال الشدّة.
5- أي : إذا كان الله قد قضى على الإنسان الوقوع في هذه المشاكل والشدائد؛ فإنّ هذا القضاء لا يتحقّق إلّا بقدرة الله والله قادر على سلب القدرة منه وعدم تحقّقه على أرض الواقع.

رابعاً. مضت على إرادته الأشياء. (1)

8. لا ننال تفريج همومنا وغمومنا، ولا نحصل على لذّة استجابة دعائنا لرفع ابتلاءاتنا العسيرة إلّا عن طريق الالتجاء إلى الله، ليهب لنا من رحمته الخاصة، ويفرج علينا فرجاً هنيئاً، ويجعل لنا من عنده مخرجاً وح-لاً سريعاً لا تأخير فيه. (2)

9 . قد يُبتلى الإنسان بالوحشة والغربة والكربة والحزن والخذلان والوحدة والاحتياج والتشريد. ويكون الالتجاء إلى الله في هذه الحالة أفضل سبيل للإنسان المبتلى؛ لأنّ الله :

«أنس كلّ مستوحش غريب»... «وفرج كل مكروب كئيب».

«وغوث كلّ مخذول فريد». «وعضد كلّ محتاج طريد». (3)

10 . إذا تدخّلت الإرادة الإلهية بالنسبة إلى الإنسان فألحقت به إحدى الأمور التالية:

أوّلاً: أوردت عليه شيء.

ثانياً: وجّهت نحوه شيء.

ثالثاً: أغلقت أمامه باباً من أبواب الرخاء.

ص: 78


1- «يا من تحلُّ به عقد المكاره ، ويا من يُفثأ به حدّ الشدائد [ أي : يكسر به شدّة الشدائد]، ويا من يُلتمس منه المخرج إلى روح الفرج ذلّت لقدرتك الصعاب، وتسبّبت بلطفك الأسباب، وجرى بقدرتك القضاء، ومضت على إرادتك الأشياء». [دعاء 7]
2- «أنلني [أي : أعطني ] حسن النظر [أي : تفريج الهموم والغموم ] فيما شكوت، وأذقني حلاوة الصنع فيما سألت، وهب لي من لدنك رحمة وفرجاً هنيئاً، واجعل لي من عندك مخرجاً وحياً [ أي: سريعاً قريباً]». [دعاء 7]
3- دعاء 16 .

رابعاً: فتحت أمامه باباً من أبواب البلاء.

خامساً: عسّرت عليه بعض الأمور.

سادساً: أوقعته في دائرة الخذلان.

فلا يستطيع أحد تغيير هذا التدخّل الإلهي أبداً إلّا الله نفسه.(1)

11 . إنّ الإحسان الإلهي هو الذي يحفّز المضطرين على التوجه نحو الله والاستغاثة به من أجل التخلّص من البلاء المحيط بهم .(2)

الدعاء لدفع البلاء:

1 . إذا شعرنا بأننّا لا طاقة لنا على المشقّة والعناء، ولا صبر لنا على البلاء، ولا قوّة لنا على الفقر، فعلينا التوسّل والدعاء والطلب من الله ليرفع عنّا العناء والفقر. (3)

2. كتب الله على نفسه إجابة دعوة المضطرين، ووعد المبتلين بالسوء أن يكشف عنهم السوء والبلاء، وقال تعالى: (أَمَن يُجيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوء). [النمل: 62](4)

3 . ينبغي الدعاء من الله ليقينا من الخوف الشديد الذي يفزعنا ويؤدّي بنا إلى الحيرة في أمرنا . (5)

ص: 79


1- «لا مصدر [ أي : لا مخرج ] لما أوردت، ولا صارف لما وجّهت، ولا فاتح لما أغلقت، ولا مغلق لما فتحت، ولا ميسر لما عسّرت، ولا ناصر لمن خذلت». [دعاء 7]
2- «يا من إلى ذكر إحسانه يفزع المضطرون». [دعاء 16]
3- «اللّهم لا طاقة لي بالجهد، ولا صبر لي على البلاء، ولا قوّة لي على الفقر». [دعاء 22]
4- «سبحانك نحن المضطرون الذين أوجبت إجابتهم، وأهل السوء الذين وعدت الكشف عنهم». [دعاء 10]
5- «ولا ترعني روعة أبلس بها، ولا خيفة أوجس دونها». [دعاء 47]

شكرنا الله إزاء دفعه البلاء عنّا:

إنّ صرف الله المكروه عنّا، ودفعه السوء والبلاء عنّا، ووقايته المصائب والمحن عنّا، يستوجب منّا أن نحمده ،تعالى، ونشكره إزاء ذلك. (1)

التبلیغ

أهمية تبليغ وإرشاد الآخرين:

من وظائفنا الاجتماعية أن نكون من أهل السداد، ومن أدلّة الرشاد الذين يدلّون الناس على الرشد والهدى . (2)

التبليغ والإرشاد المطلوب:

ينبغي أن يكون إرشاد الإنسان للآخرين متحلّياً بأحسن صورة ممكنة، ليؤتي ثماره، ويترك أثره المطلوب في الواقع الاجتماعي. (3)

مكانة المبلّغين:

إنّ للدعاة والمبلّغين العاملين في توجيه العباد إلى مرضاة الله عزّ وجل وإرشادهم إلى سبيله منزلة رفيعة، تجعلهم من خواص عباد الله المقرّبين، وهذا ما يحفّزنا للعمل - قدر وسعنا - في ساحة الدعوة والتبليغ .(4)

ص: 80


1- «اللّهم لك الحمد ... بما صرفت عني من بلائك». [دعاء 18]
2- «اللّهم ... اجعلني من أهل السداد، ومن أدلة الرشاد». [دعاء 20]
3- «اللّهم ... امنحني حُسن الإرشاد». [دعاء 20]
4- «اجعلنا من دعاتك الداعين إليك، وهداتك الدالين عليك، ومن خاصّتك الخاصين لديك». [دعاء 5]

التسديد الإلهي

دواعي احتياج الإنسان إلى التسديد الإلهي:

1 . يحتاج الإنسان إلى التسديد الإلهي ليقيه الله من سقطة الهالكين، وتخبّط الضالّين، وزلّة المغرورين، وورطة الهالكين .(1)

. يحتاج الإنسان حين سلوكه طريق الخير إلى تسديد إلهي يسهّل له اجتياز الموانع في هذا الطريق. (2)

بعبارة أخرى: الشخص الذي يعاني من حالة الضعف في مستواه العبادي، ويجد نفسه في فخ طول الآمال والطموحات، وفي أسر الذنوب والمعاصي، لا سبيل له للتخلّص من الوضعية السيّئة التي يعيش فيها إلّا الالتجاء إلى الله؛ ليشمله التسديد الإلهي، ويحيطه الباري عزّوجل برحمته وعفوه وغفرانه. (3)

من طرق التسديد الإلهي:

يسدّد الله العبد لئلا يقترب من القبائح والسيّئات والآثام والخطيئات الفاضحة

ص: 81


1- «بل خذ بيدي من سقطة المتردين [أي: الساقطين]، ووهلة المتعسفين [ أي غلطة الخابطين على غير هدى، وزلّة المغرورين، وورطة الهالكين». [دعاء 47]
2- «سهّل لي مسلك الخيرات إليك». [دعاء 47]، (احفظنا من بين أيدينا، ومن خلفنا، وعن إيماننا، وعن شمائلنا، ومن جميع نواحينا، حفظاً عاصماً من معصيتك، هادياً إلى طاعتك، مستعملاً لمحبتك». [دعاء 6]
3- «اللّهم ... أنا العبد الضعيف عملاً، الجسيم أملاً، خرجت من يدي أسباب الوصلات إلّا ما وصله رحمتك، وتقطعت عنّي عصم الآمال إلّا ما أنا معتصم به من عفوك، قلّ عندي ما أعتد به من طاعتك، وكثر عليّ ما أبوء به من معصيتك، ولن يضيق عليك عفو عن عبدك وإن أساء، فاعف عنّي». [دعاء 32]

عن طريق إشعار قلب العبد بحالة النفور والانزجار منها . (1)

التعامل مع الآخرين

صيانة النفس من إيذاء الآخرين :

إحدى سبل صيانة أنفسنا من إيذاء الآخرين هي الالتجاء إلى الله والاستعانة به؛ ليعصمنا من إيذاء كلّ مؤمن ومؤمنة، ومسلم ومسلمة. (2)

الموقف الصحيح إزاء سوء تصرّفات الآخرين معنا:

إذا تعرّضنا إلى مواقف وتصرفات سيّئة من قبل الآخرين، فعلينا -- بعد الاستعانة بالله - أن نبذل غاية جهدنا لاتباع سلوك وتصرّفات تحوّل هذه المواقف والتعاملات من الحالة السلبية إلى الحالة الإيجابية.

ومن هذا القبيل:

1 . تبديل مقت أهل البغض إلى محبّة.(3)

2 . تبديل حسد أهل البغي إلى مودّة. (4)

3. تبديل سوء ظن أهل الصلاح إلى اعتماد وثقة. (5)

4. تبديل عداوة الأقربين إلى موالاة ونصرة. (6)

ص: 82


1- «وأشعر قلبي الازدجار عن قبائح السيّئات، وفواضح الحوبات». [دعاء 47]
2- «اللّهم ... امنعني عن أذى كلّ مؤمن ومؤمنة، ومسلم ومسلمة». [دعاء 39]
3- «اللّهم ... أبدلني من بغضة أهل الشنآن المحبّة». [دعاء 20]
4- «اللّهم ... أبدلني ... من حسد أهل البغي المودّة». [دعاء 20]
5- «اللّهم ... أبدلني ... من ظنة أهل الصلاح الثقة». [دعاء 20]
6- «اللّهم ... أبدلني ... من عداوة الأدنين الولاية». [دعاء 20]

5. تبديل جفاء وعقوق ذوي الأرحام إلى صلة ومبرّة.(1)

6 . تبديل خذلان الأقربين إلى تعاون ومساعدة. (2)

7. تبديل المحبّة غير الحقيقية والتصنّعية التي يظهرها الآخرون لنا إلى محبّة ومودّة وألفة صادقة وحقيقية. (3)

تبديل رفض وسوء تعامل من نختلط بهم إلى الاستجابة وحسن المعاشرة والمعايشة. (4)

9 . تبدیل مرارة الخوف من الظالمين إلى حلاوة الأمن . (5)

ما نحتاجه عند هجوم الآخرين علينا:

إذا كنّا في مقام الدفاع عن أنفسنا أمام هجوم الآخرين، فإننّا سنكون بحاجة إلي:

1 . القوّة والقدرة ضدّ من يظلمنا.

2. الحجة والبيان ضدّ من يخاصمنا .

الظفر والفوز ضدّ من يعاندنا.

4. المكر والحيلة ضدّ من يكايدنا.

5. القهر والسلطان ضدّ من يضطهدنا.

6 . القدرة على تكذيب من يعيبنا.

ص: 83


1- «اللّهم ... أبدلني ... من عقوق ذوي الأرحام المبرّة ». [دعاء 20]
2- «اللّهم ... أبدلني ... من خذلان الأقربين النصرة». [دعاء 20]
3- «اللّهم ... أبدلني ... من حبّ المدارين تصحيح المقة [أي: المحبّة]». [دعاء 20]
4- «اللّهم ... أبدلني ... من ردّ الملابسين كرم العشرة». [دعاء 20]
5- «اللّهم ... أبدلني ... من مرارة خوف الظالمين حلاوة الأمنة». [دعاء 20]

7. السلامة والحفظ ممن يتوعّدنا . (1)

من مكارم الأخلاق في تعاملنا مع الآخرين:

1 . نواجه من غشّنا بالنصح والمعروف.

2. نجازي من هجرنا بالبرّ والإحسان.

3. نثيب من حرمنا بالبذل والعطاء.

4 . نكافئ من قطعنا بالصلة والمودّة.

5 . نقابل من اغتابنا بحسن الذكر والثناء.

6 . نشكر المحسن ونتجاوز عن المسيء. (2)

العفو عمّن ظلمنا:

يجدر بنا إزاء الذين تجاوزوا على حقوقنا، وتعاملوا معنا بما حرّم الله عليهم فظلمونا أن نبرء لهم الذمة، ونصفح عما ارتكبوه من ظلم في حقّنا _ سواء كان هؤلاء الآن من الأحياء أو الأموات - ونسأل الله لهم العفو والمغفرة لما لحقهم بسبب ظلمهم إيانا، وتعدّ براءة الذمة هذه من :

أزكى وأنمى صدقات المتصدّقين.

وأعلى صلات وعطيات المتقرّبين.

ص: 84


1- «اللّهم ... اجعل لي يداً على من ظلمني، ولساناً على من خاصمني، وظفراً بمن عاندني، وهب لي مكراً على من كايدني، وقدرة على من اضطهدني، وتكذيباً لمن قصبني، وسلامة ممن توعّدني». [دعاء 20]
2- «اللّهم ... سددني لأن أعارض من غشني بالنصح، وأجزي من هجرني بالبرّ، وأثيب من حرمني بالبذل، وأكافئ من قطعني بالصلة، وأخالف من اغتابني إلى حسن الذكر، وأن أشكر الحسنة، وأغضي [أي: أعفو وأتجاوز] عن السيّئة». [دعاء 20]

وسيعوّضنا الله إزاء عفونا عن هؤلاء بعفوه ، وإزاء دعائنا لهم برحمته، وسيحيطنا جميعاً بإحسانه، ويكتب لنا جميعاً النجاة بفضله. (1)

تطهير الصدور من الحقد :

ينبغي أن لا يحمل الإنسان المؤمن الحقد والغل على أحد من المؤمنين في صدره، وإذا كان شيء من هذا القبيل فينبغي أن يحاول الإنسان مسرعاً إلى نزع هذا الحقد من صدره. (2)

المنهجية الصحيحة للافتراق والاجتماع مع الآخرين:

ينبغي علينا مفارقة من افترق سبيله عن الله، والاجتماع مع من اجتمع سبيله مع الله عزّ وجل. (3)

اجتناب التعرّض لفضل الكفّار :

ينبغي أن نحاول الابتعاد عن التعرّض لإحسان وفضل أيّ شخص كافر أو فاجر، لئلا يكون لهؤلاء علينا منّة وفضل.

ص: 85


1- «اللّهم وأيّما عبد نال منّي ما حظرت عليه [أي منعت منه]، وانتهك منّي ماحجرت عليه، فمضى بظلامتي ميّتاً، أو حصلت لي قبله حيّاً، فاغفر له ما ألمّ به منّي، واعف له عما أدبر به عنّي، ولا تقفه على ما ارتكب في ولا تكشفه عما اكتسب بي، واجعل ما سمحت به من العفو عنهم، وتبرّعت به من الصدقة عليهم، أزكى صدقات المتصدّقين، وأعلى صلات المتقرّبين، وعوّضني من عفوي عنهم عفوك، ومن دعائي لهم رحمتك، حتّى يسعد كلّ واحد منّا بفضلك، وينجو كلّ منّا بمنك». [دعاء 39]
2- وانزع الغل من صدري للمؤمنين». [دعاء 47]
3- «اللّهم ... لا تبتليني ... .... . مجامعة من تفرّق عنك، ولا مفارقة من اجتمع إليك». [دعاء 20]

وإذا احتجنا إلى شيء، فينبغي أن يكون سكون قلوبنا وأنس أنفسنا واستغنائنا وكفايتنا بالله وبخيار ،خلقه، وأن نبتعد عمّا يدفعنا إلى مدّ أيدينا إلى شخص كافر أو فاجر. (1)

وبصورة عامة : الكفاية والاستغناء عن العباد وعدم الاضطرار لطلب الحاجة منهم، كالتاج على الرأس توجب لصاحبها الزينة والعزّة والرفعة.(2)

دوافع حسن تعامل الآخرين معنا:

تعرّف الآخرين علينا، وازدياد بصيرتهم بما أوجب الله عليهم إزاءنا من حقوق يدفعهم إلى حسن التعامل معنا، وهذا ما يعمّق الصلة بيننا وبينهم فينالوا وننال بذلك السعادة والسرور نتيجة إحساننا إليهم وإحسانهم إلينا . (3)

التنقيص من مكانتنا الاجتماعية :

لا يحقّ للإنسان القيام بما يؤدّي إلى تنقيص مكانته الاجتماعية، والحطّ من مرتبته وقيمته بين الناس لأسباب تافهة .(4)

تقوى الله

اشارة

إنّ الله أهل التقوى، وهو الذي يستحق أن يتّقي العباد منه . (5)

ص: 86


1- «اللّهم ... لا تجعل لفاجر ولا كافر عليّ منة، ولا له عندي يداً، ولا بي إليهم حاجة، بل اجعل سكون قلبي وأنس نفسي واستغنائي وكفايتي بك وبخيار خلقك». [دعاء 21]
2- «اللّهم توّجني بالكفاية». [دعاء 20]
3- «اللّهم ... زدهم بصيرة في حقي، ومعرفة فضلي، حتّى يسعدوا بي وأسعد بهم». [دعاء 26]
4- ولا تسمني خسيسة يصغر لها قدري، ولا نقيصة يُجهل من أجلها مكاني». [دعاء 47]
5- «إنّك ... أهل التقوى». [دعاء 47 ]، «يا أهل التقوى». [دعاء 51]

أهمية تقوى الله:

أفضل زاد يأخذه الإنسان معه من الدنيا إلى سفره الأخروي هو التقوى، وبهذا تكون رحلة الإنسان متّجهة نحو الرحمة الإلهية، ويكون مدخله في مرضاته تعالى، ويكون مثواه ومحل إقامته الجنّة. (1)

التقوى والتسديد الإلهي:

يحتاج الإنسان من أجل الالتزام بالتقوى إلى التسديد الإلهي ليحظى بالعناية الإلهية، فيلهمه الله التقوى، ويوفّقه للتي هي أزكى، ويستعمله با هو أرضى، ويسلك به الطريقة المثلى، ويجعله سائراً على المنهاج الصحيح والطريق القويم، ويجعل حياته ومماته في سبيل الحقّ.(2)

ثمار تقوى الله:

1 . إذا كان الله عند العبد أحقّ من يخشاه ويتّقيه، فسيكون هذا العبد أقرب إلى أن يؤمنه الله مما يحذر، ويحيطه برحمته .(3)

2. من يتّقي الله يعصمه الله من الذنوب والزلل والخطأ. (4)

ص: 87


1- «اللّهم ... اجعل تقواك من الدنيا زادي، وإلى رحمتك رحلتي، وفي مرضاتك مدخلي، واجعل في جنتك مثواي». [دعاء 21]
2- «اللّهم ... ألهمني التقوى، ووفّقني للتي هي أزكى ، واستعملني بما هو أرضى،«اللّهم اسلك بي الطريقة المثلى، واجعلني على ملتك أموت وأحيا». [دعاء 20]، وحلّني حلية المتقين». [دعاء 47]
3- «اللّهم ... أنت ... أحقّ من خشيه واتّقاه ... وآمنّي ما حذرت، وعد عليّ بعائدة رحمتك». [دعاء 32]
4- اللّهم اجعلني من «المعصومين من الذنوب والزلل والخطأ بتقواك». [دعاء 25]

التكليف الإلهي

اشارة

1 . أمرنا الله بأداء بعض التكاليف ليمتحن ويختبر طاعتنا، ومدى صدق سرائرنا، ومقدار رسوخ الإيمان في قلوبنا. (1)

2. نهانا الله عن ارتكاب بعض الأفعال ليبتلي شكرنا . (2)

وعموماً: أراد الله منّا «الصلاح» لا «الفساد»، ولهذا أرشدنا الله إلى ما نصلح به أمورنا الفاسدة، كما أنّه تعالى يصلح الكثير ما فسد من أمورنا الدنيوية والأخروية. (3)

التكليف بما يطاق :

رضي الله من أفعالنا باليسير ، وجعل التكاليف العبادية أقل بكثير من طاقتنا وإمكانياتنا. (4)

بعبارة أخرى: لم يكلّفنا الله بما لا طاقة لنا به، بل كلفنا بما هو في وسعنا، بحيث لم يترك لأحدنا الحجّة والعذر في التخلّي عما كلّفنا به.

ولهذا تكون عاقبة مخالفة هذه التكاليف الهلاك.

وتكون عاقبة الالتزام بهذه التكاليف السعادة.(5)

ص: 88


1- «أمرنا ليختبر طاعتنا». [دعاء 1]
2- «نهانا ليبتلي شكرنا». [دعاء 1]
3- «اللّهم ... يا مستصلح عمل المفسدين». [دعاء 40]
4- «يا من رضى من فعلهم باليسير». [دعاء 12]
5- «لقد وضع [أي: الله ] عنا ما لا طاقة لنا به، ولم يكلّفنا إلّا وُسعاً، ولم يحسمنا [أي: لم يكلفنا ] إلَّا يُسراً، ولم يدع لأحد منا حجّة ولا عُذراً، فالهالك منا من هلك عليه [ أي : على يديه ]، والسعيد منّا من رغب إليه». [دعاء 1]

تهذيب النفس

طبيعة النفس البشرية غير المهذّبة:

1 . النفس البشرية - بطبيعتها - كثيرة الجزع ، ودأبها عدم تحمّل المكروه وعدم الصبر عليه . (1)

2. النفس البشرية - بطبيعتها - تدفع صاحبها دائماً إلى اقتحام حرمات الله، والتعدي على حدوده تعالى، والغفلة عن وعيده .(2)

النفس البشرية - بطبيعتها - ذات رغبات طائشة لا يهمها سوى تلبية طلباتها، وينبغي على الإنسان أن يقوم بتهذيب نفسه، لتكون رغباته دائماً نيل ما عند الله عزّ وجل. (3)

4 . النفس البشرية - بطبيعها - أمّارة بالسوء ومختارة للباطل، إلّا أن يجاهد العبد نفسه، فيدخل في دائرة الرحمة الإلهية، فلا يكله الله إلى نفسه، بل يحيطه بتسديده وتوفيقه وعنايته، ويساعده على تهذيب نفسه، وتحويلها إلى نفس مطمئنة ومختارة للحقّ . (4)

الاستعانة بالله لتهذيب أنفسنا:

قد نضعف في تربية أنفسنا وتزكيتها وكبح جماحها، فلا يكون لنا سبيل لسدّ

ص: 89


1- «هذه النفس الجزوعة». [دعاء 50]
2- وأبيت إلّا تقدّماً لحرماتك، وتعدّياً لحدودك، وغفلة عن وعيدك». [دعاء 49] «
3- «اللّهم ... اجعل رغبتي فيما عندك». [دعاء 21]
4- «لا تخل في ذلك بين نفوسنا واختيارها، فإنّها مختارة للباطل إلّا ما وفّقت، أمّارة بالسوء إلّا ما رحمت». [دعاء 9]

ضعفنا هذا إلّا عن طريق الاستعانة بالله، ليمنحننا من التسلّط على أنفسنا والتمكّن منها ما نحقّق به رضاه عزّ وجل. (1)

إذن: ينبغي علينا الاستعانة بالله للقيام بإصلاح أنفسنا، والابتعاد عن الصفات التي يبغض الله وجودها فينا، وتحسين سلوكنا وتصرّفاتنا، والمبادرة إلى تنمية مكارم الأخلاق فينا.(2)

بعبارة أخرى: إذا أحاطت وساوس أنفسنا بنا، ولم نتمكّن من مواجهتها والتخلّص منها ،فالملجأ الوحيد لنا في هذا المجال هو الالتجاء إلى الله، وطلب العون منه تعالى. (3)

التوبة

اشارة

1 . إنّ الله هو الملجأ الوحيد لطلب الغفران والتوبّة منه تعالى. (4)

2 . إنّ الله مقيل عثرة ،المذنبين، وغافر ،خطاياهم، وهو تعالى يحبّ التوابين . (5)

3. إنّ الله يتوب عن المذنبين، ويستوهبهم سوء أفعالهم، ويضمّهم إلى كنف رحمته، ويستر عليهم بستر عافيته؛ لأنّه تعالى ذو فضل عظيم .(6)

ص: 90


1- «اللّهم إنّك كلّفتني من نفسي ... وقدرتك عليه وعليّ أغلب من قدرتي، فأعطني من نفسي ما يرضيك عني». [دعاء 22]
2- «اللّهم لا تدع خصلة تعاب منّي إلّا أصلحتها، ولا عائبة أؤنَّب بها إلّا حسّنتها، ولا أكرومة [ أي: فضيلة، من كرائم الأخلاق] فيّ ناقصة إلّا أتممتها». [دعاء 20]
3- «أشكو إليك يا إلهي ... وسوسة نفسي». [دعاء 51]
4- «اغفر لي ما تعلم من ذنوبي». [دعاء 51]
5- «يا مقيلي عثرتي». [دعاء 51] ، «يا محبّ التوابين». [دعاء 38]
6- «اللّهم ... أستوهبك سوء فعلي، فاضممني إلى كنف رحمتك تطوّلاً، واسترني بستر عافيتك

4. عوّد الله عباده على قبول التوبة، بحيث كلّما يعود الإنسان إلى الله بالاستغفار والتوبة يعود الله عليه بالمغفرة والإنابة .(1)

التوبة فرار إلى الله:

1 . ينبغي للعبد المسيء أن يفرّ بنفسه إلى الله؛ لأنّه تعالى إليه مفرّ المسي ء، ومفزع المضيّع لحق نفسه. (2)

2 . لو كان الإنسان المقصّر في حقّ الله قادراً على الهروب من العقاب الإلهي فالأولى له الهروب، ولكن حيث لا يمكن الهروب، ولا زال الإنسان في هذه الدنيا يمتلك فرصة التوبة إلى الله تعالى، فعليه أن يغتنم هذه الفرصة ويتوب إليه عزّ وجل. (3)

من خصائص توبة أمّتنا:

تفضّل الله على الأمّة الإسلاميّة في مسألة التوبة، وجعلها لهم أيسر مما كانت عليه الأمم السابقة. (4)

مجال التوبة :

لا تقتصر التوبة على ارتكاب الذنوب والمعاصي والآثام، بل ينبغي التوبة من

تفضّلاً». [دعاء 31]

ص: 91


1- «يا من عوّد عباده قبول الإنابة». [دعاء 12]
2- «وقد فررت إليك بنفسي، وإليك مفرّ المسيء، ومفزع المضيّع لحظ نفسه الملتجئ». [دعاء 49] ، «إلهي ... إليك أفرّ ... وإليك ألجأ، وبك أثق». [دعاء 52]، «ولا مفرّ لي فأفرّ». [دعاء 51 ]
3- «ولو أنّ أحداً استطاع الهرب من ربّه لكنت أنا أحقّ بالهرب منك». [دعاء 50]
4- «ما هكذا كانت سنّته لمن كان قبلنا». [دعاء 1]

جميع ما يخالف إرادة الله أو الانحراف عن محبته تعالى من قبيل خطرات القلب كالأهواء والميول والأماني والرغبات المذمومة، ومن قبيل خائنة الأعين وزلّات اللسان. (1)

لزوم التوبة:

1 . الذنوب والمعاصي أمور مهلكة للعبد ، والملجأ الوحيد للتخلّص منها هو اللجوء إلى الله وطلب التوبة منه والاستجارة به؛ لئلا يخذلنا ويحرمنا ويخيّب آمالنا. (2)

2 . كلّ مذنب بحاجة إلى التوبة وطلب الغفران منه تعالى، وتكون هذه الحاجة أكد في خصوص من أثقلت الخطايا ،ظهره، وضيّع عمره في ارتكاب الذنوب والمعاصي. (3)

الدوافع للتوبة:

1. الرحمة الإلهية هي التي تدفع المذنبين إلى الاستغاثة بالله وطلب العفو منه.(4)

ص: 92


1- «اللهم وإنّي أتوب إليك من كلّ ما خالف إرادتك، أو زال عن محبتك من خطرات قلبي ولحظات عيني وحكايات لساني». [دعاء 31]
2- «وأستقيلك عثراتي، وأتنصل إليك من ذنوبي التي قد أوبقتني وأحاطت بي فأهلكتني، منها فررت إليك ربّ تائباً فتب عليّ، متعوّذاً فأعذني، مستجيراً فلا تخذلني، سائلاً فلا تحرمني، معتصماً فلا تسلّمني، داعياً فلا تردني خائباً». [دعاء 51]
3- «يا إلهي ... أنا الذي أوقرت [أي: أثقلت ] الخطايا ،ظهره، وأنا الذي أفنت الذنوب عمره». [دعاء 16]
4- «اللّهم يا من برحمته يستغيث المذنبون». [دعاء 16]

2 . الرأفة الإلهية هي التي تحفّز المذنبين على التوبة والإنابة إليه تعالى والتوجّه إلى ما فيه صلاح أمرهم رجاءً لرحمة الله التي بها فكاك رقاب الخاطئين. (1)

3. الخوف من الله هو الذي يدفع الخاطئين وأصحاب الذنوب والمعاصي إلى رفع أصواتهم بالبكاء بين يدي الله طلباً للتوبة والإنابة إليه تعالى. (2)

4. كلّما يكون المؤمن أعرف بما جنى من المعاصى وما ارتكب من الإثم، فإنّه سيمتلك المزيد من المحفزات للتوبة والاستغفار. (3)

5 . إنّ الله «يقبل التوبة» عن عباده، ويعفو عن السيّئات، و«يحبّ» التوّابين.

وهذا ما يدفعنا للتوبة :

ليقبل الله توبتنا كما وعد.

ويعفو عن سيّئاتنا كما ضمن.

ويجب لنا محبّته كما شرط . (4)

أحوج الناس إلى التوبة:

يكون الإنسان الذي يتغلب عليه الأمل ويفتنه الهوى وتتملكه الدنيا ويظلّه الأجل أحوج من غيره للإنابة والتوبة. (5)

ص: 93


1- «... رأفتك التي بها صلاح أمر المذنبين، ورجاءً لرحمتك التي بها فكاك رقاب الخاطئين». [دعاء 16]
2- «يا من لخيفته ينتحب الخاطئون». [دعاء 16]
3- « ... ثُمّ عرفت ما أصدرت إذ عرّفتنيه فاستغفرت». [دعاء 49]
4- «وقد قلت يا إلهي في محكم كتابك : إنّك تقبل التوبة عن عبادك، وتعفو عن السيئات، وتحبّ التوابين، فاقبل توبتي كما وعدت، واعف عن سيئاتي كما ضمنت، وأوجب لي محّبتك كما شرطت». [دعاء 31]
5- «سؤال من قد غلب عليه الأمل، وفتنه الهوى، واستمكنت منه الدنيا، وأظلّه الأجل». [ دعاء 52]

التوبة المفضّلة:

ينبغي أن تكون توبتنا كمن أدرك بأنّ أيام عمره --- وهي فرصته للعمل الصالح - قد انقضت، ولكنّه لم يغتنم تلك الفرصة، وقد أشرف الآن على الموت، وأيقن بأنّه لا مفرّ له من عذاب الله إلّا بالإنابة فيتوجّه إلى الله بإخلاص ليعفو عنه . (1)

التضرّع في التوبة:

أهم سبيل للنجاة من الله هو التضرّع إليه تعالى. (2)

قبول التوبة:

1 . أمرنا الله بالتوبة، وضمن لنا القبول، وحتّنا على الدعاء، ووعدنا الإجابة، فمن توجّه إلى الله قبل الله توبته ولن يجعل حصاده الخيبة؛ لأنّه تعالى هو التوّاب على المذنبين، وهو الرحيم للخاطئين المنيبين . (3)

2. الرحمة الإلهية واسعة بحيث إذا تاب العبد وأناب إلى ربّه بعد الإصرار على عظيم جرمه فلا يحرمه الله من رحمته بل يحيطه بعفوه ومغفرته .

ص: 94


1- «أقول مقال العبد ... إذا رأى مدّة العمل قد انقضت وغاية العمر قد انتهت، وأيقن أنّه لا محيص [أي: لا ملجأ ولا مفرّ ] له منك ولا مهرب له عنك، تلقاك بالإنابة، وأخلص لك التوبة ...». [دعاء 12]
2- «لا ينجيني منك إلّا التضرع إليك وبين يديك». [دعاء 48]
3- «اللّهم فكما أمرت بالتوبة، وضمنت القبول، وحثثت على الدعاء، ووعدت الإجابة، فصلّ على محمّد وآله، واقبل توبتي، ولا ترجعني مرجع الخيبة من رحمتك، إنّك أنت التوّاب على المذنبين والرحيم للخاطئين المنيبين». [دعاء 31] «. . . ثُمّ لم يمنعك طول عكوفهم على عظيم الجرم أن عدت عليهم بالرحمة والمغفرة، فيا من

3. إنّ الله عطوف بعباده المذنبين، فإذا تابوا فإنّه سيعفو عنهم، ولا يؤاخذهم بما ارتكبوا.(1)

فتح الله لأبواب التوبة نعمة تستحق الشكر:

1. فتح الله أبواب التوبة لنا، وهذا الأمر بحدّ ذاته نعمة عظمى وفّرها الله لنا بفضله. (2)

2 . يستحق الله منّا الحمد والشكر إزاء تفضّله علينا بالصفح الجميل، وتجاوزه عن إساءاتنا وعفوه عن ذنوبنا . (3)

دعوة الله العباد إلى التوبة:

1. فتح الله لعباده باباً إلى عفوه سمّاه التوبة، وقد بيّن الله ذلك في محكم كتابه لتكون هذه الباب معروفة عند الجميع ولا يخطؤها من أرادها، فقال تبارك اسمه :(تُوبُوا إِلَى الله تَوْبَةٌ نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي الله النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتُمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)

رحمته واسعة، وعفوه عظيم ... عُد عليّ برحمتك، وتعطّف عليّ بفضلك، وتوسّع عليّ بمغفرتك». [دعاء 48]

ص: 95


1- «أقول مقال العبد ... إذا رأى مدّة العمل قد انقضت وغاية العمر قد انتهت، وأيقن أنّه لا محيص [أي: لا ملجأ ولا مفرّ ] له منك ولا مهرب له عنك، تلقاك بالإنابة، وأخلص لك التوبة ...». [دعاء 12]
2- «لا ينجيني منك إلّا التضرع إليك وبين يديك». [دعاء 48]
3- «اللّهم فكما أمرت بالتوبة، وضمنت القبول، وحثثت على الدعاء، ووعدت الإجابة، فصلّ على محمّد وآله، واقبل توبتي، ولا ترجعني مرجع الخيبة من رحمتك، إنّك أنت التوّاب على المذنبين والرحيم للخاطئين المنيبين». [دعاء 31] «. . . ثُمّ لم يمنعك طول عكوفهم على عظيم الجرم أن عدت عليهم بالرحمة والمغفرة، فيا من

[التحريم: 8 ] ، فما عذر من أغفل دخول ذلك المنزل بعد فتح الباب وإقامة الدليل (1) ؟ !

2. يدعو الله إلى نفسه الذين يبتعدون عنه نتيجة ارتكابهم للذنوب والمعاصي، ويدعوهم إلى التوبة والإنابة والرجوع إليه تعالى. (2)

3. يحبّ الله منّا الاستغفار والتوبة واتّخاذ قرار الكفّ عن ارتكاب الذنوب والمعاصي، ويكره لنا الإصرار والدوام والثبات عليها. (3)

4 . يتقبّل الله من العباد عودتهم إلى الطاعة بعد المعصية؛ لأنّه تعالى يحبّ التوّابين. (4)

أهم موارد التوبة:

أهم الموارد التي تستحق التوبة والاعتذار منها إلى الله تعالى:

1 . مظلوم ظلم بمحضرنا فلم ننصره .

2. معروف أعطي لنا فلم نشكره.

3. مسيء ء اعتذر منّا فلم نعذره.

4. فقير سألنا فلم نلبي طلبه.

5. حقّ مؤمن لزمنا فلم نؤدّيه.

6 . عيب مؤمن ظهر لنا فلم نستره.

7. إثم عرض لنا فلم نهجره . (5)

ص: 96


1- «اللّهم ... أنت الذي فتحت لعبادك باباً إلى عفوك ، وسمّيته التوبة، وجعلت على ذلك الباب دليلاً من وحيك لئلا يضلوا عنه، فقلت تبارك اسمك ...». [دعاء 45]
2- «يا من يدعو إلى نفسه أدبر عنه». [دعاء 46] من
3- «صيّرنا إلى محبوبك من التوبة، وأزلنا عن مكروهك من الإصرار». [دعاء 9]
4- «اللّهم ... اجعلنا عندك من التوّابين الذين أوجبت لهم محبّتك، وقبلت منهم مراجعة طاعتك». [دعاء 45]
5- «اللّهم إنّي أعتذر إليك من مظلوم ظلم بحضرتي فلم أنصره، ومن معروف أسدي إليّ فلم أشكره، ومن مسيء ء اعتذر إليّ فلم أعذره ، ومن ذي فاقة سألني فلم أوثره، ومن حقّ ذي حقّ لزمني لمؤمن فلم أوفّره، ومن عيب مؤمن ظهر لي فلم أستره، ومن كل إثم عرض لي فلم أهجره». [دعاء 38]

الاستعانة بالله في التوبة:

يعتبر نيل التوفيق الإلهي أهم وسيلة للتوبة والعزيمة على ترك الذنوب والمعاصي.

وأبرز وسيلة للحصول على هذا التوفيق هو الدعاء وطلب العون من الله ليرزقنا حسن الإنابة، ويطهرنا بالتوبة، ويصلح أمورنا بالعافية، ويذيقنا حلاوة المغفرة، ويحرّرنا بعفوه من الخطايا وتبعات الآثام، ويعتق رقابنا برحمته من عبوديتها للذنوب والمعاصي. (1)

الإنسان في مقام التوبة :

1 . عندما يقف الإنسان المذنب وحيداً فريداً بين يدي الله ويخفق قلبه من خشية الله، وتضطرب أركانه من هيبة الله.

فإنّه يدرك ذلك الحين قيمة التوبة؛ لأنّ الذنوب ستجعله في مقام الخزي أمام الله عزّوجل.

ويحتار الإنسان في ذلك الوقت:

إن سكت لم ينطق عنه أحد.

وإن جاء دور الشفاعة فإنّه يعلم بأنّه ليس ممن يستحق الشفاعة.

ص: 97


1- «اللّهم ... ارزقني حسن الإنابة، وطهّرني بالتوبة ... واستصلحني بالعافية، وأذقني حلاوة المغفرة، واجعلني طليق عفوك وعتيق رحمتك». [دعاء 16]

فيكون هذا الإنسان في ذلك الوقت أحوج ما يكون إلى رحمة الله وكرمه وعفوه وفضله؛ ليشفع في خطاياه بكرمه.

ويقابل سيئاته بعفوه.

ولا يخزيه بعقوبته.

ويبسط عليه بفضله.

ويغمره بستره وغفرانه.

ويفعل به فعل عزيز تضرّع إليه عبد ذليل فرحمه أو غني تعرّض له عبد فقير فبعث فيه الحياة والأمل . (1)

2. يكون الإنسان عند التوبة في مقام العائذ بالله ومحلّ المعترف له . (2)

3. يكون الإنسان عند التوبة في مقام من استحيا لنفسه من الله، وسخط عليها، ورضي عن الله؛ ولهذا فإنّه يتوجّه إلى الله بخشوع وخضوع، وبظهر مثقل من الخطايا، واقفاً بين الرغبة إلى الله وبين الرهبة منه . (3)

4. يكون الإنسان في مقام التائب أقرب إلى نيل فضل الله وعفوه إلّا مع وجود موانع تحرمه من هذا الفضل والعفو الإلهي وتجعله من الخائبين. (4)

ص: 98


1- «اللّهم فارحم وحدتي بين يديك، ووجيب قلبي من خشيتك، واضطراب أركاني من هيبتك، فقد أقامتني يا ربّ ذنوبي مقام الخزي بفنائك، فإن سكت لم ينطق عنّي أحد، وإن شفعت فلست بأهل الشفاعة. اللهم صلّ على محمّد وآله، وشفّع في خطاياي كرمك، وعد على سيئاتي بعفوك، ولا تجزني جزائي من عقوبتك، وابسط علي طولك، وجلّلني بسترك، وافعل بي فعل عزيز تضرع إليه عبد ذليل فرحمه أو غني تعرّض له عبد فقير فنعشه». [دعاء 31]
2- فهذا مقام العائذ بك، ومحل المعترف لك». [دعاء 32]
3- «هذا مقام من استحيا لنفسه منك، وسخط عليها، ورضي عنك، فتلقاك بنفس خاشعة، ورقبة خاضعة، وظهر مثقل من الخطايا، واقفاً بين الرغبة إليك والرهبة منك». [دعاء 32]
4- «... فلا يضيقن عنّي فضلك ، ولا يقصرن دوني عفوك، ولا أكن أخيب عبادك التائبين، ولا

5. التائب هو الذي يقف أمام الله ويمدّ يده إليه تعالى، مقرّاً بأنّها الأيدي الأثيمة التي ارتكبت الذنوب والمعاصي، ومعترفاً بأنّه ممن قادته أزمّة الخطايا، واستحوذ عليه الشيطان، فقصّر عمّا أمر الله به تفريطاً، وارتكب ما نهاه الله عنه، كأنّه غافل عن عاقبة الأمور، وجاهل بقدرة الله عليه، ومنكر لفضل إحسان الله إليه.

ولكن عندما انفتح له بصر الهدى، وتقشّعت عنه سحائب العمى، أحصى ما ظلم به نفسه، وفكّر فيهما خالف به ربّه، فأدرك فداحة عصيانه وهول مخالفته، فأقبل نحو الله مؤمّلاً له ومستحيياً منه، ووجّه رغبته إليه وهو واثق به، وقصده موقناً بأنّ رحمته أوسع من ذنبه، وتوجّه إليه بإخلاص من منطلق الخوف والخشية منه تعالى . (1)

التوبة والندم :

1 . الندم إزاء ارتكاب السيّئات والعزم على تركها نوع من أنواع التوبة. (2)

أقنط وفودك الآملين، واغفر لي، إنّك خير الغافرين». [دعاء 32]

ص: 99


1- («اللهم ... هذا مقام من تداولته أيدي ،الذنوب، وقادته أزمة الخطايا، واستحوذ عليه الشيطان، فقصر عما أمرت به تفريطاً، وتعاطى ما نهيت عنه تغريراً، كالجاهل بقدرتك عليه، أو كالمنكر فضل إحسانك إليه، حتّى إذا انفتح له بصر الهدى، وتقشعت عنه سحائب العمى، أحصى ما ظلم به نفسه وفكّر فيما خالف به ربّه، فرأى كبير عصيانه كبيراً، وجليل مخالفته جليلاً، فأقبل نحوك مؤمّلاً لك، مستحيياً منك، ووجّه رغبته إليك ثقة بك، فأمك بطمعه يقيناً، وقصدك بخوفه إخلاصاً». [دعاء 31]
2- «... أعتذر إليك يا إلهي منهن ومن نظائر هن اعتذار ندامة، يكون واعظاً لما بين يدي من أشباههن». [دعاء 38]، «إلهي ... اجعل ندامتي على ما وقعت فيه من الزلات، وعزمي على ترك ما يعرض لي من السيّئات توبة توجب لي محبّتك». [دعاء 38]

2 . الندم توبة، وترك المعاصي إنابة، والاستغفار حطّة للذنوب.(1)

آداب التوبة:

1 . التوجّه إلى الله بقلب طاهر (2)

2. الدعاء بصوت ملؤه الحزن والأسى والخشية. (3)

3. التوجه إلى الله بمنتهى الخشوع والتواضع والانكسار بحيث يكون التائب مطأطئ الرأس، منحني الظهر، وقد أحاطت الرعشة بقدميه فجعلته يرتعد وقد اصطحت فرائصه، وفاضت عيناه بالدموع بحيث سالت دموعه على خديه. (4)

4. الالتفات إلى أنّ الله لا يعظم عليه العفو عن الذنب العظيم، ولا يصعب عليه التجاوز عن الإثم الكبير، ولا يشقّ عليه التجاوز عن الجرائم والجنايات القبيحة جدّاً. (5)

5. الخوف والإشفاق والوجل من تبعات و آثار الذنوب التي صدرت منه . (6)

ص: 100


1- «اللّهم إن يكن الندم توبة إليك فأنا أندم النادمين، وإن يكن الترك لمعصيتك إنابة فأنا أوّل المنيبين، وإن يكن الاستغفار حطّة للذنوب فإنّي لك من المستغفرين». [دعاء 31]
2- «تلقاك بالإنابة ... فقام إليك بقلب طاهر نقي ». [دعاء 12]
3- «تلقّاك بالإنابة ... ثُمّ دعاك بصوت حائل [أي: خامل] خفي ». [دعاء 12]
4- «تلقاك بالإنابة ... فقام إليك ... قد تطأطأ لك فانحنى، ونكس رأسه فانثني، قد أرعشت خشیته رجليه وغرّقت دموعه خديه». [دعاء 12]
5- «توبة ... عالم بأنّ العفو عن الذنب العظيم لا يتعاظمك، وأنّ التجاوز عن الإثم الجليل لا یستصعبك، وأنّ احتمال الجنايات الفاحشة لا يتكأدك». [دعاء 12]
6- «توبة ... مشفق مما اجتمع عليه». [دعاء 12]

6 . الخجل والاستحياء من الله إزاء الذنوب والمعاصي التي ارتكبها.(1)

7. الندم إزاء ارتكابه المعاصي والذنوب والآثام. (2)

8. الوقوف بين يدي الله مبدياً لفقره وفاقته ومسكنته، وأن يكون بمغفرة الله أوثق منه بعمله، وأن يعى بأنّ مغفرة الله ورحمته أوسع من ذنوب عباده.(3)

9. الوقوف بين يدي الله وقوف المستسلم الخاضع الذليل المعترف بذنوبه، ولسان حاله: إلهي إن تعذّبني فإنّي لذلك أهل وهو يا ربّ منك عدل، وإن تعف عني فقديماً شملني عفوك والبستني عافيتك.(4)

10 . التحلّي بالمسكنة والاستكانة والشفقة والخوف والوجل والفقر والاضطرار. (5)

11 . الاعتراف بالضعف في الانتباه إلى طاعة الله عزّ وجل . (6)

12 . الاعتراف بقلّة الالتفات إلى وعيد الله وغفلتنا من غضبه وسخطه . (7)

13 . الاعتراف باندفاعنا من دون تفكير وبدون روية وبصورة غير متزنة نحو الباطل .(8)

ص: 101


1- «توبة ... خالص الحياء مما وقع فيه». [دعاء 12]
2- «توبة نادم على ما فرط [أي ما تقدّم ومضى] منه». [دعاء 12]
3- «اللّهم ... بك أنزلت اليوم فقري وفاقتي ومسكنتي، وإنّي بمغفرتك ورحمتك أوثق منّي بعملي، ولمغفرتك ورحمتك أوسع من ذنبي». [دعاء 48]
4- «... فها أنا ذا بين يديك خاضع ذليل راغم، إن تعذبني فإنّي لذلك أهل وهو يا ربّ منك عدل، وإن تعف عني فقديماً شملني عفوك وألبستني عافيتك». [دعاء 50 ]، «فها أنا ذا - يا إلهي - واقف بباب عزّك وقوف المستسلم الذليل». [دعاء 12]
5- دعوتك يا ربّ مسكيناً، مستكيناً، مشفقاً، خائفاً، وجلاً، فقيراً، مضطراً إليك». [دعاء 51]
6- «أنا - يا إلهي - أضعف عند طاعتك تيقظاً». [دعاء 16]
7- «أنا - يا إلهي - أقل لوعيدك انتباهاً». [دعاء 16]
8- «أنا - يا إلهي ... أشدّ في الباطل تهوّراً». [دعاء 16]

14 . الاعتراف بالإساءة والخطأ والزلل . (1)

15. الاعتراف بالاجتراء والتعمّد في ارتكاب المعاصي. (2)

16 . الاعتراف بأفعالنا القبيحة وكثرة تبعاتها وآثارها السيّئة .(3)

17. الإقرار بالجرم والإساءة إلى النفس. (4)

18. الاعتراف بإلقاء النفس في طول العناء الدنيوي والأخروي.(5)

19 . الاعتراف بأنّنا جنينا على أنفسنا وأوقعنا أنفسنا في التهلكة؛ لأنّنا خشينا من عباد الله وحذرنا منهم ولم نهاب الله ولم نحذره، ولم نرهب سطوة الله وبطشه، ولم نخف بأسه وشدّة عقوبته وأليم عذابه . (6)

20 . الاعتراف بالذنب والتصريح أمام الله بأنّه أمرنا فعصيناه ونهانا فتمردنا عن نهيه، وأننّا تجاوزنا حدوده عزّ وجل، وانتهكنا حرماته، وارتكبنا كبائر ذنوبه (7)

تنبيه: الاعتراف بالذنب وتوبيخ النفس - بين يدي الله عزّوجل - يكون من باب طمعنا في رأفة الله وسبيلاً لنيل رحمته والفوز بمغفرته. (8)

ص: 102


1- «أنا المسيء المعترف الخاطئ العاثر». [دعاء 47]
2- «أنا الذي أقدم عليك مجترئاً، أنا الذي عصاك متعمّداً». [دعاء 47]
3- «أنا - يا إلهي - ... أقبح آثاراً، وأشنع أفعالاً». [دعاء 16]
4- «أتيتك مقرّاً بالجرم والإساءة إلى نفسي». [دعاء 48]
5- «أنا الطويل العناء». [دعاء 47] ، أنا المرتهن ببليّته». [دعاء 47]
6- «أنا الذي استخفى من عبادك وبارزك، أنا الذي هاب عبادك وأمنك، أنا الذي لم يرهب سطوتك ولم يخف بأسك، أنا الجاني على نفسه». [دعاء 47]
7- «اللهم إنك أمرتني فتركت، ونهيتني فركبت، وسوّل لي الخطأ خاطر السوء ففرّطت ... مقامات حدودك إلى حرمات انتهكتها، وكبائر ذنوب اجترحتها، كانت عن وتعديت عافيتك لي من فضائحها ستراً». [دعاء 32]
8- «إنّما أوبّخ بهذا نفسي طمعاً في رأفتك». [دعاء 16]

21. الاعتراف بعجز إحصائنا لعيوبنا ومعاصينا لكثرتها واتّساع كمّيتها . (1)

22. الاعتراف بين يدي الله بأنّ ذنوبنا سلبت منّا قدرنا ومنزلتنا، وألبستنا لباس الذلّ والحقارة. (2)

23 . الاعتراف بقلّة الحياء . (3)

24. التوجّه إلى الله ورجاء عظيم عفوه الذي يعفو به عن الخاطئين. (4)

25. التكلّم مع الله بصفة العبد:

*الذليل.

*الظالم لنفسه.

*المستخف بحرمة ربّه.

*الذي عظمت ذنوبه بحيث أصبح أمرها جسيماً في خطورته وضرره.

*الذي أدبرت أيامه فانقصت [أي: تقدّم به العمر]، ومضت أيام شبابه من غير رجعة. (5)

26. الاعتراف الله بأنّنا لم نستسلم وقت إحسانه إلّا بالامتناع عن عصيانه.(6)

ص: 103


1- «أنا - يا إلهي - ... أقل لوعيدك انتباهاً وارتقاباً من أن أحصي لك عيوبي أو أقدر على ذكرذنوبي». [دعاء 16]
2- «فارحمني اللهم فإنّي امرؤٌ حقير وخطري يسير». [دعاء 50]
3- «أنا القليل الحياء». [دعاء 47]
4- «أتيتك أرجو عظيم عفوك الذي عفوت به عن الخاطئين». [دعاء 48]
5- «بل أقول مقال العبد الذليل الظالم لنفسه المستخف بحرمة ربّه، الذي عظمت ذنوبه فجلّت [أي : كبُرت جَسُمت]، وأدبرت أيامه فولت». [دعاء 12]
6- مقرّ لك بأني لم أستسلم وقت إحسانك إلا بالإقلاع عن عصيانك». [دعاء 12] التفاسير المختلفة المذكورة حول هذا المقطع : أوّلاً: «إنّي مقرّ بأنّ الاستسلام وقت الإحسان لا يكون منّي إلّا بالإقلاع عن المعاصي،والكفّ عنها، ولما لم يحصل مني لم يحصل الانقياد أيضاً منّي لك». ثانياً : مقرّ لك ب- «أنّي لم أستسلم لك إلا بإقلاعك بي عن المعاصي، وكفّي عنها منك». ثالثاً: «مقرّ لك بأني لم أستسلم لك في شكر نعمة من نعمك لا في شكر إقلاعك لي عن المعاصي». رابعاً: «المراد بالعصيان بعض أفراده التي احترز منها وقت الإحسان». خامساً: «أقرّ لك بأني لم أستسلم لك وقت الإحسان إلا بكفّي عن معاصيك، مع أنّه ينبغي استغراق ذلك الوقت بالشكر والحمد». أشار المحدّث السيّد نعمة الله الجزائري إلى هذه المعاني الخمسة التي مرّ ذكرها، ثُمّ اختار المعنى الخامس، وقال بعد ذكره لهذا المعنى: «وهكذا فهمه شيخنا البهائي » . انظر : نور الأنوار في شرح الصحيفة السجادية: 152. كما أيّد هذا المعنى أيضاً الفاضل الأديب السيّد علي خان. أنظر : رياض العارفين في شرح صحيفة سيّد الساجدين محمّد بن محمد دارابي : 147. سادساً: «أعترفُ بالتقصير في أداء الفرائض والواجبات وما يلزم من الاجتهاد فيها مما يكون وسيلة للاعتماد والتوكل، وبياناً لما يتقرب به إلى الله من الكف والترك للذنوب، وهجران الآثام عند التوفيق للدلالة إلى طريق الفزع إلى الله وسبل التوكّل عليه». بحوث في الصحيفة السجادية ، الشيخ صالح الطائي : 212. سابعاً: «أعترفُ بأنّي لم أستسلم لك بدون معصية أو تمرّد عليك، بل عند إحسانك فحسب كنت أقلع عن عصيانك، ولم يكن ذلك منّي شأن المستسلم لك على الدوام المطيع لأوامرك باستمرار. في رحاب الصحيفة السجادية، عبّاس علي الموسوي: 244. ثامناً: «أنا معترف بأنّي لست منقاداً عند إحسانك إلّا بترك معصيتك، يعني ما لم أكن مطيعاً لست قابلاً لإحسانك، مع أنك في حالة معصيتي تحسن إليّ» . رياض العارفين في شرح صحيفة سيّد الساجدين، محمّد بن محمّد دارابي، علّق عليه الشيخ محمّد تقي شريعتمداري، حقّقه: حسين در كاهي، ص 147 . والتفسير المذكور أعلاه (الثامن) للمؤلف محمّد دارابي. تاسعاً: «إلّا زائدة ... المراد الإقرار بحصول العصيان وقت إحسانه تعالى إلّا أنّه أعتذر بالإقلاع ع- عنه والتوبة بعد ذلك». بعبارة أخرى:«لم أستسلم حين إحسانك إلي بالنعم بأن أطيعك ولا أعصيك، ولكنّي قد أقلعت عن العصيان الآن . أنظر: المصدر السابق، ولكن هذا الرأي للمعلّق الشيخ شريعتمداري. تنبيه ورد في نسخة الكفعمي وابن أشناس بدل قوله علیه السلام: «مقر لك بأنّي لم أستسلم ... هكذا: «مقرّ لك بأنّي لم أخلُ في الحالات كلّها من إحسانك، ولم أسلم مع وفور إحسانك من عصيانك» . انظر : نور الأنوار، السيّد الجزائري: 152.

ص: 104

27. السؤال من الله سؤال البائس المحتاج بشدّة. (1)

28. السؤال من الله بخجل واستحياء. (2)

29 . السؤال من الله سؤال من استكثر ذنوبه واعترف بخطيئته . (3)

30. السؤال من الله سؤال من اشتدّت فاقته وضعفت قوّته وكثرت ذنوبه، سؤال من لا يجد لفاقته مغيثاً ولا لضعفه مقوّياً ولا لذنبه غافراً غير الله عز وجل .(4)

«مولاي ارحم كبوتي لحرّ وجهي، وزلّة قدمي، وعُد بحلمك على جهلي، وبإحسانك على إساءتي، فأنا المقرّ بذنبي المعترف بخطيئتي، وهذه يدي وناصيتي أستكين بالقود من نفسي ارحم شيبتي ونفاد أيامي، واقتراب أجلي، وضعفي ومسكنتي، وقلّة حيلتي». (5)

تنبیهان:

1 . يجدر بنا عند طلب المغفرة لأنفسنا أن نطلب ذلك أيضاً لغيرنا من عباد الله الصالحين .(6)

ص: 105


1- «سائلك ... سؤال البائس المعيل [أي: المفتقر ، الكثير العيال]». [دعاء 12]
2- «سائلك على الحياء منّي». [دعاء 12]
3- «سؤال من استكثر ذنوبه واعترف بخطيئته». [دعاء 52]، أنا - يا إلهي - أكثر ذنوباً». [دعاء 16]
4- «اللّهم إنّي أسألك سؤال من اشتدّت فاقته، وضعفت قوّته وكثرت ذنوبه، سؤال من لا يجد لفاقته مغيثاً، ولا لضعفه مقوّياً، ولا لذنبه غافراً غيرك». [دعاء 54]
5- دعاء 53 .
6- «أسألك اللّهم ... أن تغفر لنا ولهم». [دعاء 48]

2. ننسى بعض الأحيان ارتكابنا لبعض الذنوب، فنغفل عن الاستغفار والتوبة، وهذا ما يدعونا عند التوبة أن نطلب منه تعالى ليغفر لنا جميع التبعات، سواء كانت التبعات التي لنا علم بها أو التبعات التي نسيناها، وكلّهن بعين الله التي لا تنام وعلمه الذي لا ينسى، ونسأل الله أن يحطّ عنّا وزرها، ويخفّف عنّا ثقلها، ويعصمنا من اقتراف مثلها . (1)

الحالات المطلوبة عند الإنابة :

1. التذلل لله .

. الاستكانة لله .

. حسن الظن بالله .

4. الثقة بما عند الله .

ه . الرجاء بالله.

6 . الشعور بالغربة.

7. الشعور بالذلة أمام الله.

. الشعور بالبؤس والهوان.

9. الشعور بالفقر في كلّ شيء الله.

10 . الشعور بالخوف والوجل من الله .

ص: 106


1- «اللّهم إنّك أعلم بما عملت، فاغفر لي ما علمت واصرفني بقدرتك إلى ما أحببت . اللّهم وعليّ تبعات قد حفظتهن وتبعات قد نسيتهن، وكلّهن بعينك التي لا تنام وعلمك الذي لا ینسی، فعوّض منها أهلها ، واحطط عنّي ،وزرها، وخفّف عني ثقلها، واعصمني من أن أقارف مثلها». [دعاء 31]

11 . الاستجارة بالله .

12. الخشية من الله.

13 . التضرع إلى الله.

14. الاستعاذة بالله .

15 . الالتجاء إلى الله.

16. التواضع أمام الله.

17. مراعاة الأدب والنزاهة مع الله.

19 . تصغير النفس أمام الله. (1)

الحالات القلبية والنفسية المطلوبة حين التوبة :

1 . الأمل بالله .

3. الرغبة في الله .

2. الاستحياء من الله.

4. الثقة بالله .

ه . الإيقان بأنّ رحمة الله أوسع من ذنبه. 6. الخوف من الله.

7. القصد بإخلاص.

9. الفزع من الله فقط.

11. التذلّل الله.

8. الطمع بالله فقط.

10 . التواضع الله .

12. التضّرع إلى الله.

ص: 107


1- «ثُمَّ اتَّبعت ذلك بالإنابة إليك، والتذلّل والاستكانة لك، وحسن الظن بك، والثقة بما عندك، وشفّعته برجائك الذي قلّ ما يخيب عليه راجيك، وسألتك مسألة الحقير الذليل البائس الفقير الخائف المستجير، ومع ذلك خيفة وتضرّعاً وتعوّذاً وتلوّذاً، لا مستطيلاً بتكبّر المتكبّرين، ولا متعالياً بدالة [ أي : الانبساط والاجتراء على من له منزلة عنده ] المطيعين، ولا مستطيلاً [أي : متعالياً] بشفاعة الشافعين، وأنا بعد أقل الأقلين، وأذلّ الأذلّين، ومثل الذرّة أودونها». [دعاء 47]

13.الخضوع الله.

14. الخشوع الله.

وبهذه الحالات يبادر التائب إلى:

1. کشف همومه الله

2. بثّ أسراره إلى الله.

3. عدّ ذنوبه أمام الله.

ثُمّ يستغيث العبد بالله من عظيم ذنوبه وقبيح ما فضحه في حكم الله . (1)

طلب التوبة:

أفضل ما ينبغي لنا الاتّصاف به عند طلبنا التوبة هو الحياء من الله عزّوجل إزاء ارتكابنا للأفعال السيّئة (2)، وينبغي أن يتجلّى هذا الحياء في وجودنا بالأشكال التالية:

1 . فيضان دموع العين نتيجة الخوف من الله تعالى.(3)

2. خفقان القلب نتيجة الخشية من الله تعالى .(4)

3. خضوع الجوارح نتيجة الهيبة من الله تعالى.(5)

ص: 108


1- فأقبل نحوك مؤمّلاً لك مستحيياً منك، ووجّه رغبته إليك ثقة بك، فأمك بطمعه يقيناً، و قصدك بخوفه إخلاصاً، قد خلا طمعه من كلّ مطموع فيه غيرك، وأفرخ روعه من كلّ محذور منه سواك ، فمثل بين يديك متضرّعاً، وغمض بصره إلى الأرض متخشّعاً، وطاطأ رأسه لعزّتك متذلّلاً، وأبنك من سرّه ما أنت أعلم به منه خضوعاً، وعدد من ذنوبه ما أنت أحصى لها خشوعاً، واستغاث بك من عظيم ما وقع به في علمك وقبيح ما فضحه في حكمك». [دعاء 31]
2- «... كلّ ذلك حياءً منك لسوء عملي». [دعاء 16]
3- «قد ترى يا إلهي فيض دمعي من خيفتك». [دعاء 16]
4- «قد ترى ... وجيب [أي: خفقان واضطراب] قلبي من خشيتك». [دعاء 16]
5- «قد ترى ... انتقاض [أي : انحلال] جوارحي من هيبتك». [دعاء 16]

4. خَمَد الصوت وعدم القدرة على رفعه بالاستغاثة. (1)

5. عجز اللسان عن الدعاء والتضرّع إلى الله عزّ وجل.(2)

الأقربون إلى الغفران الإلهي:

1 . كلّما يكون العبد عند التوبة صاغراً، ذليلاً، خاضعاً، خاشعاً، خائفاً، معترفاً بعظيم ذنوبه، وجليل خطاياه مستجيراً بصفح الله، لائذاً برحمته، مؤمناً بأنّه لا يجيره منه مجير، ولا يمنعه منه مانع، فإنّه سيكون أقرب إلى نيل العفو والغفران الإلهي . (3)

2. إذا أمرنا الله بطاعته ونهانا عن معصيته فخالفناه، ولم تكن مخالفتنا من منطلق العناد والاستكبار، بل كانت من منطلق تلبية الهوى والانخداع بإغواءات الشيطان، وكنّا عارفين بوعيد الله، وراجين عفوه، وواثقين بتجاوزه، ثُمّ أقررنا على أنفسنا بالإساءة والذنوب، واعترفنا الله بارتكاب السيئة، فإنّنا سنكون أقرب إلى نيل العفو الإلهي ممن لم تمتلك توبته هذه المواصفات. (4)

3. الرحمة الإلهية أقرب للتائب الذي يتوسل إلى الله باستمرار، ويبدي تذلّله

ص: 109


1- « ولذلك خمد صوتي عن الجأر إليك». [دعاء 16]
2- «وكلّ لساني عن مناجاتك». [دعاء 16]
3- «وها أنّا ذا بين يديك صاغراً ذليلاً خاضعاً خاشعاً خائفاً، معترفاً بعظيم من الذنوب تحملته، وجليل من الخطايا اجترمته، مستجيراً بصفحك ، لائذاً برحمتك، موقناً أنّه لا يجيرني منك مجير، ولا يمنعني منك مانع». [دعاء 47]
4- «اللّهم وأنا عبدك الذي ... أمرته فلم يأتمر ، وزجرته فلم ينزجر، ونهيته عن معصيتك فخالف أمرك إلى نهيك، لا معاندة لك، ولا استكباراً عليك، بل دعاه هواه إلى ما زيلته [أي: صرفته]، وإلى ما حذرته، وأعانه على ذلك عدوّك وعدوّه، فأقدم عليه عارفاً بوعيدك، راجياً لعفوك، واثقاً بتجاوزك، وكان أحق عبادك مع ما مننت عليه ألا يفعل». [دعاء 47]

وشدّة مسكنته، ويعترف بسوء موقفه بين يدي الله تعالى (1).

4. المغفرة الإلهية أقرب للباكي والمتذلّل بين يدي الله تعالى. (2)

5 . الوقوف بين يدي الله والإقرار أمامه بقبح ما ارتكبناه من أفعال سيئّة، وإظهار الخوف والخشية من سخطه تعالى ومقته، يقربنا إلى غفرانه تعالى والنجاة من عذابه. (3)

6 . إذا وفدنا إلى الله ليغفر لنا.

وقصدناه ليسامحنا ويتجاوز عن ذنوبنا.

وتوجهنا نحوه بشوق ولهفة ليعفو عنا.

واعتمدنا ووثقنا بفضله عزّوجل.

ونحن على يقين بأنّنا:

ليس لنا ما يوجب لنا مغفرة الله.

وليس لنا ما نستحق به عفو الله.

وليس عندنا شيء بعد أن حكمنا على أنفسنا إلّا فضل الله.

فلن يكون نصيبنا - إن شاء الله - إلّا الدخول في دائرة لطف الله وفضله وإحسانه.(4)

ص: 110


1- «فارحم طول تضرّعي، وشدّة مسكنتي ، وسوء موقفي». [دعاء 16]
2- «... أم أنت غافر لمن بكاك فأسرع في البكاء؟ أم أنت متجاوز عمّن عفّر لك وجهه تذللاً؟». [ دعاء 16]
3- «فهل ينفعني يا إلهي إقراري عندك بسوء ما اكتسبت؟ وهل ينجيني منك اعترافي لك بقبيح ما ارتكبت؟ أم أوجبت لي في مقامي هذا سخطك؟ أم لزمني في وقت دعائي مقتك؟». [دعاء 12 ]
4- «اللّهم إلى مغفرتك وفدت، وإلى عفوك قصدت، وإلى تجاوزك اشتقت، وبفضلك وثقت،وليس عندي ما يوجب لي مغفرتك، ولا في عملي ما أستحق به عفوك، ومالي بعد أن حكمت على نفسي إلّا فضلك، فصلّ على محمد وآله، وتفضّل عليّ». [دعاء 20]

نداء الله حين التوبة:

النداءات التي يحسن دعوة الله بها عند التوبة(1):

1. «أي أرحم الراحمين».

2 . «يا أرحم من انتابه المسترحمون».

3 . «يا أعطف من أطاف به المستغفرون».

4. «يا من عفوه أكثر من نقمته».

5 . «يا من رضاه أوفر من سخطه».

6 . « يا من تحمّد إلى خلقه بحسن التجاوز.

7 . «يا من عوّد عباده قبول الإنابة».

8 . «يا من استصلح فاسدهم بالتوبة.

9 . «يا من رضي من فعلهم باليسير».

10 . «يا من كافى قليلهم بالكثير».

11. «يا من ضمن لهم إجابة الدعاء».

12 . يا من وعدهم على نفسه بتفضّله حسن الجزاء».

آثار التوبة :

1 . التوبة تصون الإنسان من شقاء النقمة الإلهية. (2)

ص: 111


1- دعاء 12 .
2- «لا يشقى بنقمتك المستغفرون». [دعاء 46]

2 . التوبة تصون الجوارح من تبعات الذنب الذي ارتكبه الإنسان بها، وتجعل صاحبها في أمان ممّا يخاف المعتدون من أليم سطوة الله وبطشه . (1)

3. التوبة تقوم بإصلاح هذا الفساد الناتج من الذنوب في نفس الإنسان. (2)

4. التوبة تطهّر القلب والنفس من الشوائب والأدران والأوساخ المعنوية للذنوب والمعاصي. (3)

بعبارة أخرى: دنس وأوساخ العصيان ودرن الخطايا والذنوب بحاجة إلى تطهير، فإذا طهّر الإنسان قلبه ونفسه بالتوبة، فسيلبسه الله بعد ذلك لباس العافية، ويحيطه بنعمه الواسعة وفضله العظيم، ويؤيّده ويوفقه ويسدده بلطفه، ويعينه على النيّة الصالحة والقول المرضي والعمل الحسن . (4)

5 . التوبة النصوح تؤدّي إلى محو جميع ذنوب العبد الكبيرة والصغيرة، والمرتكبة في العلانية أو في الخفاء. (5)

6 . يعرض الله عنّا بسبب سوء أفعالنا، ويتركنا في دائرة الحرمان من ألطافه الخاصة، ولكن تقل نسبة هذا الإعراض عندما نقبل عليه ونرغب فيه ونتوجّه

ص: 112


1- «... توبةً تسلم بها كل حاجة على حيالها [أي: انفرادها ] من تبعاتك، وتأمن مما يخاف المعتدون من أليم سطواتك». [دعاء 31]
2- «يا من استصلح فاسدهم بالتوبة». [دعاء 12]
3- «طهرني بالتوبة». [دعاء 16]
4- «هب لي التطهير من دنس العصيان، وأذهب عنّي درن الخطايا، وسربلني بسربال عافيتك، وردّني رداء معافاتك، وجلّلني سوابغ نعمائك، وظاهر لديّ فضلك وطولك، وأيدني بتوفيقك وتسديدك، وأعني على صالح النية، ومرضي القول، ومستحسن العمل». [دعاء 47]
5- «تب عليّ توبة نصوحاً لا تبق معها ذنوباً صغيرة ولا كبيرة، ولا تذر معها علانية ولا سريرة». [دعاء 47]

إليه بتواضع وخشوع من باب التوبة والإنابة. (1)

7. يشعر الإنسان بعد التوبة ببرد وطيب وهناء ولذّة خاصّة، نتيجة طهارة قلبه من شوائب وأدران الذنوب والمعاصي. (2)

8. التوبة ضدّ اليأس، ولا يوجد أيّ داعي للقنوط واليأس من الرحمة الإلهية، وقد فتح الله باب التوبة أمامنا. (3)

كسر التوبة :

من شقوة العبد أنّه يعود إلى المعصية مرّة أخرى بعد التوبة .(4)

كمال التوبة:

كمال التوبة أن يقرّر الإنسان عدم نقض توبته، وعدم العودة إلى ذنبه وخطيئته بحيث لا تحتاج توبته إلى توبة أخرى، بل تكون توبته هذه موجبة لمحو ما مضى والسلامة فيما بقي. (5)

شروط قبول التوبة الكاملة:

من شروط قبول التوبة الكاملة أن يتوب الإنسان من:

ص: 113


1- «إلهي ... لا تعرض عنّي وقد أقبلت عليك، ولا تحرمني وقد رغبت إليك، ولاتجبهني [أي: لا تستقبلني بما أكره] بالردّ وقد انتصبت [أي قمت] بين يديك». [دعاء 16]
2- «أذقني برد السلامة [ أي من الذنوب]». [دعاء 15]
3- سبحانك لا أيأس منك، وقد فتحت لي باب التوبة إليك». [دعاء 12]
4- «... فاستغفرت فأقلت فعدت ...». [دعاء 49]
5- «اللّهم أيما عبد تاب إليك وهو في علم الغيب عندك فاسخ لتوبته، وعائد في ذنبه وخطيئته، فإنّي أعوذ بك أن أكون كذلك، فاجعل توبتي هذه توبة لا أحتاج بعدها إلى توبة توبة موجبة لمحو ما سلف والسلامة فيما بقي». [دعاء 31]

1 . كبائر ذنوبه وصغائرها.

2 . بواطن سيّئاته وظواهرها.

3. خطاياه القديمة والحديثة.

توبةً بحيث:

أولاً: لا يحدّث نفسه بعدها بمعصية.

ثانياً: لا يضمر أن يعود في خطيئة.

ثالثاً: يعطي الله شرطاً بأن لا يعود إلى ارتكاب ما يكره الله.

رابعاً: يعطي الله ضماناً بأن لا يرجع إلى فعل ما ذمه الله.

خامساً: يعطي الله عهداً بأن لا يتقرّب إلى جميع معاصي الله . (1)

موانع كسر التوبة:

ينبغي على الشخص الذي لا يريد معاودة ارتكاب الذنوب أن يقوم بحلّ المشکلة من جذورها، وإزالة دوافع ارتكاب الذنوب عن طريق طلب العلم واكتساب البصيرة. (2)

تجديد التوبة :

يجدر بنا تجديد التوبة في بداية كلّ شهر، والاستعانة بالله لنيل العصمة التي

ص: 114


1- «اللّهم إنّي أتوب إليك في مقامي هذا من كبائر ذنوبي وصغائرها، وبواطن سيئاتي وظواهرها، وسوالف وسوالف زلاتي [أي: خطيئاتي السابقة ] وحوادثها، توبة من لا يحدث نفسه بمعصية، ولا يضمر أن يعود في خطيئة ... ولك يا ربّ شرطي ألّا أعود في مكروهك، وضماني ألّا أرجع في مذمومك، وعهدي أن أهجر جميع معاصيك». [دعاء 31]
2- «اللّهم إنّي أعتذر إليك من جهلي ...». [دعاء 31]

تمنعنا من ارتكاب الخطايا والآثام خلال الشهر المقبل، والسؤال من الله ليحفظنا في الشهر الجديد من مباشرة معصيته، وأن يلهمنا ويوفّقنا في هذا الشهر لشكر نعمه، ويلبسنا فيه رداء الصحة والعافية، ويكمّل علينا ذلك بتوفيقنا إلى طاعته والالتزام بأمره. (1)

رغبة الله في دوام توبة العبد:

1 . يحبّ الله منا الاعتراف صباحاً ومساءً بقلّة أعمالنا، والإقرار بذنوبنا وخطايانا، والإذعان بإسرافنا على أنفسنا، والالتفات إلى وقوعنا في أودية الذلّ والمهانة نتيجة ارتكابنا للذنوب . (2)

2. أحبّ العباد إلى الله العبد الذي يخضع للأوامر الإلهية، ويبرأ إلى الله من الاستكبار، ويتجنّب المداومة على الذنب ويتعوّذ بالله من الإصرار على المعاصي، ويداوم على الاستغفار إزاء ما قصّر . (3)

التوبة وحسن العاقبة :

حياة كلّ واحد منّا تنقضي، وعمر كلّ واحد منّا يفنى، ولابدّ من استجابة دعوة ملك الموت، والرجوع إلى الله، ولكن ما أجمل بنا أن نرجع إلى الله

ص: 115


1- «اللّهم ... وفّقنا فيه للتوبة، واعصمنا فيه من الحوبة، واحفظنا فيه من مباشرة معصيتك، وأوزعنا فيه شكر نعمتك، وألبسنا فيه جنن [أي: الواقية أو الستر] العافية، وأتمم علينا باستكمال طاعتك فيه المنّة». [دعاء 43]
2- «اللهم إنّي أصبح وأمسي مستقلاً لعملي، معترفاً بذنبي، مقرّاً بخطاياي، أنا بإسرافي على نفسي ذليل». [دعاء 52]
3- «أحبّ عبادك إليك من ترك الاستكبار عليك، وجانب الإصرار، ولزم الاستغفار، وأنا أبرأ إليك من أن أستكبر ، وأعوذ بك من أن أصرّ، وأستغفرك لما قصّرت فيه». [دعاء 12]

وصحيفة أعمالنا مختومة بتوبة مقبولة، ساترة لكلّ أعمالنا السيئّة السابقة، فيستقبلنا الله معزّزين مكرّمين، ولا يفضحنا أمام الخلائق .(1)

التوحيد والشرك والإلحاد

التوحيد: لا إله إلّا الله .(2)

الشرك: أحقر العباد عند الله من يرزقهم وهم يعبدون غيره.(3)

الإلحاد: يجنّب الله عباده من الإلحاد والشك في أمره. (4)

التوسّل

أهمية التوسّل:

يوجب توسّلنا بمحمّد وآل محمّد في الدعاء استجابة الله لدعائنا وصيانتنا من الخيبة .(5)

أهم موارد التوسّل بها إلى الله تعالى:

1 . اسم الله العظيم الذي أمر رسوله أن يسبّحه به. (6)

ص: 116


1- «إذا انقضت أيام حياتنا، وتصرّمت [ أي انقضت] مدد أعمارنا، واستحضرتنا دعوتك التي لابدّ منها ومن إجابتها، فصلّ على محمّد وآله، واجعل ختام ما تحصي علينا كتبة أعمالنا توبة مقبولة لا توقفنا [ أي : لا تطلعنا ] بعدها على ذنب اجتر حناه [ أي : اكتسبناه]، ولا معصية اقترفناها، ولا تكشف عنا ستراً سترته على رؤوس الأشهاد [أي: بمرأى ومنظر من الحاضرين في يوم القيامة] يوم تبلو [أي : تُكشف ] أخبار عبادك». [دعاء 11]
2- «لا إله إلّا أنت». [دعاء 36]
3- «أهونهم عليك من أنت ترزقه وهو يعبد غيرك». [دعاء 52]
4- «الحمد لله على ما ... جنّبنا من الإلحاد والشك في أمره». [دعاء 1]
5- «فأسألك بك وبمحمّد وآله صلواتك عليهم أن لا تردني خائباً». [دعاء 13]
6- «إلهي أسألك ... باسمك العظيم الذي أمرت رسولك أن يسبّحك به». [دعاء 52]

وإحدى موارد التوسل بأسماء الله التوسّل بالمخزون من أسمائه تعالى، وهو الاسم الذي لم يطلع عليه الله أحداً من أنبيائه وأوصيائه. (1)

2. التوسل إلى الله بجلال وجهه الكريم. (2)

3. التوسّل إلى الله بنبوّة محمّد صلی الله علیه وآله و سلم و ولاية عليّ علیه الله وما لهما من درجات رفيعة ومقام كريم عند الله عزّ وجل . (3)

التوفيق الإلهي

إنّنا بحاجة في مسير حياتنا إلى التوفيق والتسديد والتأييد الإلهي (4)، ولا سيّما من أجل نيل الرضوان الإلهي والوقاية من عقابه تعالى، حيث نكون في هذه الحالة بأشدّ الحاجة إلى توفيق إلهي نابع من رحمته تعالى؛ ليكون هذا التوفيق سلّماً نعرج به إلى رضوانه تعالى، ونأمن من عقابه عزّ وجل. (5)

التوكّل على الله

اشارة

1 . إنّ الله هو الملجأ الحقيقي الوحيد الذي يستحق التوكّل عليه . (6)

ص: 117


1- فأسألك اللهم بالمخزون من أسمائك». [دعاء 50]
2- «إلهي أسألك ... بجلال وجهك الكريم». [دعاء 52]
3- «اللهم فإنّي أتقرب إليك بالمحمدية الرفيعة والعلوية البيضاء، وأتوجه إليك بهما...». [دعاء 49]
4- «اللّهم ... أيّدنا بتوفيقك وسدّدنا بتسديدك». [دعاء 9]
5- «فهب لي يا إلهي من رحمتك ودوام توفيقك ما أتّخذه سلّماً أعرج به إلى رضوانك، وآمن به من عقابك». [دعاء 49] ، هب لي ما يجب عليّ لك». [دعاء 12]
6- «إلهي ... عليك أتوكّل». [دعاء 52]

2. من يتوكّل على الله يكفيه الله، ولا يخيّب الله أبداً من يتوكّل عليه. (1)

التحلّي بصدق التوكّل:

من أراد التحلّي بصدق التوكّل على الله، فعليه أن يطلب ذلك من الله عزّ وجل. (2)

من آثار التوكّل على الله:

من آثار التوكّل على الله نيل المبتغى، وتحقيق الأماني، والحصول على المطلوب. (3)

الثواب والعقاب

الثواب:

ضمن الله جزاء المحسنين(4)، وهو لا يضيّع أجرهم أبداً. (5)

التفضّل الإلهي في الثواب:

1 . يثيب الله عباده إزاء أعمالهم العبادية، وكأنهم قاموا بها باستطاعتهم الذاتية لا بتوفيقه تعالى، ولكن الله - في الواقع - هو مالك لما ملّك عباده من قدرة واستطاعة، وهو المتفضّل على العباد بجعل الثواب إزاء أعمالهم العبادية.

ص: 118


1- «اللّهم إنّك ... أكفى من تُوكّل عليه». [دعاء 51] ، وتلقى من توكّل عليك». [دعاء 51]
2- «اللّهم ... هب لي صدق التوكّل عليك». [دعاء 54]
3- «اللّهم اجعلني من ... غير الممنوعين بالتوكّل عليك». [دعاء 25]
4- «يا ضامن جزاء المحسنين». [دعاء 40]
5- «اللّهم ... يا من لا يضيّع لديه أجر المحسنين». [دعاء 31]

والعبد لا يؤدّي الطاعات الإلهية إلّا بتوفيق الله وفضله أوّلاً وآخراً.(1)

2 . يكافئ الله - بتفضّله - القليل من أعمال العباد الصالحة بالكثير من الجر والثواب الدائم . (2) .

3. الكرم والتفضّل الإلهي واضح جدّاً في تعامله مع من أطاعه أو عصاه. فإنّه يشكر المطيع ويزوّده بأسباب الوصول إلى رضاه تعالى.

ويمهل العاصي ولا يؤاخذه فوراً لعله ينيب إليه تعالى.

ويعطي الله كلا من المطيع والعاصي ما لم يستحق، ويحسن إلى كلّ منهما بما لا یستحق من عمله.

ولو كافأ الله العبد على ما وفّقه من طاعة لأوشك أن يفقد هذا العبد ثوابه وتزول عنه النعم الإلهية، ولكنّه تعالى يجازيه بكرمه على المدّة القصيرة الفانية بالمدّة الطويلة الخالدة، وعلى الغاية القريبة والأهداف والمقاصد الدنيوية بالغاية المديدة الباقية، وهذا منتهى الكرم الإلهي العظيم.(3)

ص: 119


1- «... حتّى كأنّ شكر عبادك الذي أوجبت عليه ثوابهم، وأعظمت عنه جزاءهم أمر ملكوا استطاعة الامتناع منه دونك فكافيتهم، أو لم يكن سببه بيدك فجازيتهم، بل ملکت . یا إلهي . أمرهم قبل أن يملكوا عبادتك، وأعددت ثوابهم قبل أن يفيضوا في طاعتك». [دعاء 37]
2- «يا من كافى قليلهم بالكثير ... يا من وعدهم على نفسه بتفضّله حسن الجزاء». [دعاء 12]
3- «فسبحانك ما أبين كرمك في معاملة من أطاعك أو عصاك؟ تشكر للمطيع ما أنت « تولّيته فيه، وتملي للعاصي فيما تملك معاجلته فيه، أعطيت كلا منها مالم يجب له، وتفضّلت على كلَّ منهما بما يقصر عمله عنه ، ولو كافأت المطيع على ما أنت تولّيته لأوشك أن يفقد ثوابك، وأن تزول عنه نعمتك، ولكنك بكرمك جازيته على المدّة القصيرة الفانية بالمدة الطويلة الخالدة، وعلى الغاية القريبة الزائلة بالغاية المديدة الباقية». [دعاء 37]

4. لو أراد الله أن يلاحظ في محاسبته للعباد ما منحهم من قدرة وأسباب لم يبق لهم شيئاً يستحقون به الثواب، ولكنّه تعالى يتفضّل على العباد ويحاسبهم وكأنّه ملكهم القدرة والأسباب التي أعطاها إياهم . (1)

بصورة عامّة: يتعامل الله مع العبد بمنتهى الفضل والكرم والإحسان، بحيث يمكن القول بأنّ العبد الهالك ما أشقاه بحيث لم يشمله هذا الكم الهائل من الفضل والكرم والإحسان الإلهي .(2)

الثواب ومضاعفة الحسنات:

1. دعانا الله إلى تجارة مربحة، وفتح لنا أبواب رحمته، فزاد في الثمن وأعطى الزيادة.

فقال تعالى: (مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَ مَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا) [الأنعام: 160]

وقال عزّ وجل:(مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَاهُمْ فِي سَبِيلِ الله كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنَبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّنَةً حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ مَن يَشَاء). [البقرة: 261]

وقال تعالى: (مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ الله قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةٌ)

ص: 120


1- «... ثُمّ لم : تسمه القصاص فيما أكل من رزقك الذي يقوى به على طاعتك، ولم تحمله على المناقشات في الآلات التي تسبّب باستعمالها إلى مغفرتك، ولو فعلت ذلك به لذهب بجميع ما كدح له وجملة ما سعى فيه جزاء للصغرى من أياديك ومننك، ولبقي رهيناً بين يديك بسائر نعمك، فمتى كان يستحقّ شيئاً من ثوابك؟ لا، متى ؟! هذا يا إلهي حال من أطاعك، وسبيل من تعبّد لك». [دعاء 37]
2- «فمن أكرم يا إلهي منك؟ ومن أشقى ممن هلك عليك؟ لا، من؟! فتباركت أن توصف إلّا بالإحسان». [دعاء 37]

[البقرة: 245]

وغيرها من الآيات القرآنية الدالة على أنّه تعالى يضاعف الحسنات.

ولم يقصد الله من هذه الزيادة وإعطاء الثواب الكثير على العمل القليل إلّا تقديم الربح للعباد في تجارتهم معه، ومنحهم الفوز والسعادة حين القدوم عليه .(1)

2. يزيد الله في حسنات العبد ويضاعفها عشر أمثالها؛ لتنمو وتزدهر وتكون ذات عاقبة جيّدة.

ويتجاوز الله عن سيئات العبد حتى يعفو عنها ويمحو أثرها وكأنّ العبد لم يدنو منها أبداً.(2)

الثواب إزاء الأعمال الصغيرة:

يتصوّر البعض بأنّ الله لا يتقبّل من الأعمال الصالحة إلّا الأعمال العظيمة والمعتد بها، ولكنّه تعالى - في الواقع - يتقبّل كلّ الأعمال الصالحة، ولا يدع أيّ عمل - مهما كان صغيراً - من دون ثواب . (3)

موارد تفرّد الله في إثابة العبد:

يتفرّد الله وحده لإثابة من كان وفيّاً له في طاعته، ومن أتعب نفسه في ذات

ص: 121


1- «اللّهم ... أنت الذي زدت في السوم [أي: الثمن ] على نفسك لعبادك، تريد ربحهم في متاجر تهم لك، وفوزهم بالوفادة [أي: القدوم] عليك والزيادة منك، فقلت تبارك اسمك وتعاليت ... وما أنزلت من نظائرهنّ في القرآن من تضاعيف الحسنات». [دعاء 45]
2- «يا من يثمر الحسنة حتى ينميها ، ويتجاوز عن السيّئة حتّى يعفيها». [دعاء 46]
3- «يا من يجتبي صغير ما يتحف به». [دعاء 46]

الله ، وبذل قصارى جهده من أجل نيل مرضاته تعالى .(1)

من طرق الإثابة الإلهية :

يثيب الله - بعض الأحيان - عباده عن طريق تبديل سيّئاتهم إلى حسنات. (2)

العقاب الإلهي:

كلّ ما يقوم به العبد من تقصير في أوامر الله، وتعدّي على حدود الله، وتجاوز على أحكام الله، فإنّه يستحق إزاء ذلك المؤاخذة والمحاسبة والمعاقبة من قبل الله عز وجل. (3)

الفرار من العقاب الإلهي:

لا يستطيع المذنب التخلّص من العقاب الإلهي عن طريق الالتجاء إلى الهروب والفرار ؛ لأنّه أينما يذهب فإنّه في ظلّ هيمنة الله وسلطانه. (4)

فداحة العقاب الإلهي:

إنّنا لا نطيق حرّ الشمس، فأنى لنا تحمّل نار جهنم.

إنّنا لا نطيق صوت الرعد، فأنّى لنا تحمّل صوت غضب الله عزّوجل.(5)

ص: 122


1- «وتوحّدني بما تتوحّد به من وفى بعهدك، وأتعب نفسه في ذاتك، وأجهدها في مرضاتك».[دعاء 47]
2- مبدّل السيّئات بأضعافها من الحسنات». [دعاء 2].
3- ولا تؤاخذني بتفريطي في جنبك، وتعدّي طوري في حدودك ، ومجاوزة أحكامك». [دعاء 47]
4- «اللّهم إنّك طالبي إن أنا هربت ، ومدركي إن أنا فررت». [دعاء 50]
5- «النفس ... التي لا تستطيع حرّ شمسك، فكيف تستطيع حرّ نارك؟ والتي لا تستطيع

المعاقبة والاستهزاء والاحتقار :

إحدى عقوبات الله لعباده المذنبين أنّه يسخر منهم، ويستهزء بهم، ويذيقهم طعم استهزاء وإهانة واحتقار الآخرين لهم. (1)

رجاء التخلّص من العقاب الإلهي:

لو كان عذابُنا مما يزيد في ملك الله لأحببنا هذا العذاب، وسألنا الله الصبر عليه، ولكن حيث لا يزيد عذابنا شيئاً في ملك الله ، فإنّنا نسأل الله تعالى أن يرحمنا برحمته الواسعة، وأن يتجاوز عنّا، ويتوب علينا ؛ لأنّه هو التواب الرحيم. (2)

الذريعة لإنقاذ النفس من العقاب :

أهم ما نستطيع أن نجعله ذريعة ننقذ به أنفسنا من العقاب الإلهي هو أنّنا وحّدنا الله، ولم نشرك بالله شيئاً، ولم نتّخذ معه إلهاً .(3)

العقاب الإلهي والعدل الإلهي :

1. لا يعاقب الله أحداً إلّا من منطلق إنصافه وعدله.(4)

2. العقاب الإلهي في منتهى الإنصاف والعدل، وليس فيه ذرّة من الظلم

صوت رعدك، فكيف تستطيع صوت غضبك؟» [دعاء 50]

ص: 123


1- «ولا تتخذني هزواً لخلقك، ولا سخرياً لك». [دعاء 47]
2- «وليس عذابي مما يزيد في ملكك مثقال ذرّة، ولو أنّ عذابي مما يزيد في ملكك لسألتك الصبر عليه، وأحببت أن يكون ذلك لك». [دعاء 50]
3- «ووسيلتي إليك التوحيد، وذريعتي أنّي لم أشرك بك شيئاً، ولم أتّخذ معك إلهاً». [دعاء 49]
4- «اللّهم ... عقوبتك عدل». [دعاء 45]

والجور؛ لأنّه تعالى بيّن الحقّ، وأتمّ الحجّة، وتقدّم بالوعيد، وتلطّف في الترغيب، وضرب الأمثال، وأطال الإمهال، وأخّر العقوبة، وتأنّى في الجزاء لعلّهم إلى ربّهم ينيبون. (1)

3. لا يتجاوز الله حدود العدل في عقاب من عصاه، بل يكون عقابه دائماً أقل مما يستحقه أهل العذاب. (2)

4. يحكم العقل البشري والضمير الإنساني بأنّ الله غير ظالم لمن عاقبهم.(3)

5. لا يرغب الله في معاقبة العباد، وإنّما العباد هم الذين يظلمون أنفسهم، فيستحقون بذلك الجزاء والعقوبة .(4)

طلب المغفرة إزاء الذنوب السهوية :

إذا صدر منّا - بصورة مباشرة أو غير مباشرة - أذىً إزاء الآخرين، أو ارتكبنا ظلماً في حقّهم، ولم نقدر في الدنيا من إيصال حقّهم إليهم، فإنّنا نسأل الله أن يتعامل معنا - يوم القيامة - بفضله فيرضي هؤلاء بغناه، ويوفيهم حقوقهم كاملة من عنده تعالى، وأن لا يتعامل معنا بعدله؛ لأنّنا لاقوّة لنا على تحمل نقمته وغضبه تعالى، ولا طاقة لنا على تحمّل سخطه وعذابه .(5)

ص: 124


1- «عدلاً من قضائك لا تجور فيه، وإنصافاً من حكمك لا تحيف عليه، فقد ظاهرت الحجج، وأبليت الأعذار، وقد تقدّمت ،بالوعيد، وتلطَّفت في الترغيب وضربت الأمثال، وأطلت الإمهال، وأخّرت وأنت مستطيع للمعاجلة، وتأنّيت وأنت ملي بالمبادرة». [دعاء 46]
2- «اللّهم ... أنت الذي لا يفرط في عقاب من عصاه». [دعاء 16]
3- فكلّ البريّة معترفة بأنك غير ظالم لمن عاقبت». [دعاء 37]
4- «اللّهم يا من لا يرغب في الجزاء». [دعاء 45]
5- «اللّهم وأيّما عبد من عبيدك أدركه منّي درك ، أو مسّه من ناحيتي أذى، أو لحقه بي أو بسببي ظلم ففته بحقّه، أو سبقته بمظلمته ، فصلّ على محمّد وآله وأرضه عنّي من وُجدك [أي:

سبيل التخلّص من عذاب الاستئصال:

إذا أراد الله إنزال العذاب على قوم نتيجة ظلمهم لأنفسهم، فلا يمكن النجاة للفرد الذي يعيش بين أوساط ذلك القوم إلا عن طريق الالتجاء إلى الله، والطلب منه تعالى لينجيه منه . (1)

دور النيّة في الثواب والعقاب:

لا يكون لنا - أحياناً - القوّة البدنية أو المالية الكافية لأداء بعض الفرائض الإلهية - سواء كانت هذه الفرائض من حقوق الله أو حقوق العباد - أو يعترينا النسيان أو الغفلة عن أداء ما ألزمنا الله به، فتحجبنا هذه الأمور عن نيل الثواب العظيم الذي يتمّ الحصول عليه إزاء هذه الفرائض. ولكن الله واسع كريم، وعطاؤه جزيل ، فإذا علم الله بحسن نوايانا أو اطّلع على توسّلنا به لتعويضنا، فإنّه سيكتب لنا ثواب ما فاتنا.

وإذا كان ما فاتنا من «حقّ الله» ، فسيسامحنا الله إزاء ظلمنا لأنفسنا.

وإذا كان ما فاتنا من «حقّ العباد»، فسيعوّض الله أولئك الذين ظلمناهم ويرضيهم بحيث لا يبقى في صحيفة أعمالنا شيء نعاقَب عليه. (2)

غناك]، وأوفه حقّه من عندك، ثُمّ قني ما يوجب له حكمك، وخلّصني مما يحكم به عدلك، فإنّ قوّتي لا تستقل بنقمتك، وإنّ طاقتي لا تنهض بسخطك». [دعاء 39]

ص: 125


1- «إذا أردت بقوم فتنة أو سوء فنجني منها لواذاً بك». [دعاء 47]
2- «اللّهم ... اقض عنّي كلّ ما ألزمتنيه وفرضته عليّ لك في وجه من وجوه طاعتك أو لخلق خلقك وإن ضعف عن ذلك بدني، ووهنت عنه قوّتي، ولم تنله مقدرتي، ولم يسعه مالي، ولا ذات يدي، ذكرته أو نسيته، هو يا ربّ مما قد أحصيته عليّ، وأغفلته أنا من نفسي، فأدّه عنّي من جزيل عطيتك وكبير ماعندك». [دعاء 22]

الجار

الاستعانة بالله لأداء حقّ الجار:

نعيش بعض الأحيان حالة الفتور أو القصور في حقّ الجار والمؤمنين العارفين بحقّ أهل البيت علیهم السلام والمنابذين لأعدائهم، وهذا ما يحتّم علينا الاستعانة بالله ليتكفّل أمورنا ويعيننا في هذا المجال على أداء ما هو مطلوب بأفضل صورة ممكنة. (1)

بعض حقوق الجار :

1. الإرفاق بضعفائهم والتعامل معهم بلين ورفق.

2. سدّ احتياجاتهم المادية والمعنوية.

3. عيادة مريضهم.

4 . هداية مستر شديهم.

5. إخلاص النصيحة لمستشيرهم.

6 . رعاية شؤون القادم منهم من السفر والراجع بعد الغياب.

7. كتمان أسرارهم وإخفائها بحيث لا يطلع عليها أحد.

8. ستر ما يحرصون على ستره حياءً.

9 . إعانة مظلوميهم وشد عضدهم بالحق.

10 . حسن مواساتهم بالمعروف ومشاركتهم في المعاش.

ص: 126


1- «اللّهم ... تولّني في جيراني وموالي العارفين بحقنا، والمنابذين لأعدائنا بأفضل ولا يتك». [دعاء 26]

11 . إكرامهم والإحسان إليهم بالمال قبل مسألتهم وإظهارهم للحاجة، وهذا ما يلزم تفقّد أحوالهم ومتابعة أوضاعهم ومساعدتهم قبل وصولهم حالة الطلب.

12. مقابلة إساءاتهم بالإحسان ومنع النفس عن مجازاتهم بالمثل.

13 . الصفح عن المتجاوزين على حدودنا وحقوقنا.

14. استعمال حسن الظن وحسن القصد معهم جميعاً.

15 . الإحسان وتقديم الخير والبرّ إليهم جميعاً ومن دون تحيّز فيما بينهم.

16. غضّ البصر عنهم من منطلق العفّة، أي: اجتناب تعمّد الاطّلاع على أسرارهم وأحوالهم الشخصية والنظر إلى نسائهم ومحارمهم.

17 . التعامل معهم بلطف وتواضع ومودّة.

18. التحنّن والعطف والشفقة على المصابين منهم بأذى أو مكروه .

19. ذكرهم بالمودة غياباً، والابتعاد من حالة الازدواجية في التعامل معهم.

20 . محبّة بقاء النعمة عندهم وعدم زوالها، وإظهار هذه المحبّة في سلوكنا وتصرّ فاتنا معهم.

21. الطلب من الله ليوجب لهم ما أوجب لأقربائنا.

22 . الحرص على مصالحهم كالحرص على مصالحنا ومصالح أقرب الناس إلینا.

23. الدعاء من الله ليوفقهم إلى إقامة سنة الله، والأخذ بمحاسن أدبه تعالى. (1)

ص: 127


1- «اللّهم ... وفّقهم لإقامة سنّتك، والأخذ بمحاسن أدبك في إرفاق ضعيفهم، وسدّ خلّتهم،

الجنّة والنار

الجنّة

1. بعض أسماء الجنّة:

* «دار المقامة التي لا تزول» (1)؛ لأنّها دار البقاء الدائم والخُلد.

* «محل كرامته التي لا تحول » (2) ؛ لأنّها لا تتغيّر من حال إلى حال.

2 . غاية العبد من حياته عبارة عن نيل رضوان الله ومجاورة الطيّبين من أوليائه تعالى في الجنان التي زيّنها لأصفيائه، ونيل عطاياه الجليلة التي أعدّها لأحبّائه من أهل الإيمان والصلاح والتقوى.(3)

3. الجنّة مكان يستريح فيها الإنسان، وتحيطه السكينة والطمأنينة، وتغمره اللذّة والسعادة والسرور، ويكون في متناول يديه كلّ ما يتمنّاه من النعيم إلى الأبد. (4)

وعيادة مريضهم، وهداية مستر شدهم، ومناصحة مستشيرهم، وتعهّد قادمهم، وكتمان أسرارهم، وستر عوراتهم، ونصرة ،مظلومهم، وحسن مواساتهم بالماعون، والعود عليهم بالجدة ،والإفضال، وإعطاء ما يجب لهم قبل السؤال.

واجعلني اللّهم أجزي بالإحسان مسيئهم، وأعرض بالتجاوز عن ظالمهم، وأستعمل حسن الظن في كافّتهم، وأتولّى بالبرّ عامتهم، وأغض بصري عنهم عفّة، وألين جانبي لهم تواضعاً، وأرق على أهل البلاء منهم رحمة، وأسرّ لهم بالغيب مودّة، وأحبّ بقاء النعمة عندهم

نصحاً، وأوجب لهم ما أوجب لحامّتي، وأرعى لهم ما أرعى لخاصّتي». [دعاء 26]

ص: 128


1- دعاء 1 .
2- دعاء 1 .
3- «املأ من فوائدك يدي، وسق كرائم مواهبك إليّ، وجاور بي الأطيبين من أوليائك في الجنان التي زينّتها لأصفيائك، وجلّلني شرائف نحلك في المقامات المعدّة لأحبائك». [دعاء 47]
4- «واجعل لي عندك مقيلاً آوي إليه مطمئناً، ومثابة أتبوؤّها وأقرّ عيناً». [دعاء 47]، «اللّهم ... اسرحنا في ملك الأبد». [دعاء 35]

4. رحمة الله وروحه وريحانه وجنّة نعيمه قريبة ممن يطلبونها منه تعالى.(1)

النار:

خصائص نار جهنم:

1 . تغلّظ الله بها على من عصاه.

2. توعّد الله بها على من أعرض عن رضاه.

3. نورها ظلمة.

4. هينّها أليم.

5 . بعيدها قريب.

6 . يأكل بعضها البعض الآخر.

7 . يصول بعضها على بعض.

8 . تذر العظام رميماً.

9. تسقي أهلها حميماً.

10 . لا تبقي على من تضرع إليها.

11 . لا ترحم من استعطفها.

12. ليس في عذابها تخفيف لمن خشع لها واستسلم إليها .(2)

ص: 129


1- «و أوجدني ... حلاوة رحمتك وروحك وريحانك وجنّة نعيمك». [دعاء 47]
2- «اللّهم إنّي أعوذ بك من نار تغلّظت بها على من عصاك، وتوعّدت بها من صدف [أي: أعرض عن رضاك، ومن نار نورها ،ظلمة، وهينّها أليم، وبعيدها قريب، ومن نار يأكل بعضها بعض، ويصول بعضها على بعض، ومن نار تذر العظام رمياً، وتسقي أهلها حميماً، ومن نار لا تبقي على من تضرّع إليها، ولا ترحم من استعطفها، ولا تقدر على التخفيف عمن خشع لها واستسلم إليها». [دعاء 32]

ما في النار:

تلقى جهنم سكّانها بأحرّ ما لديها من أليم العقوبة وشديد الوبال، وفيها:

1. عقارب فاتحة أفواهها.

2. حيّات حاكّة أنيابها بعضها ببعض.

3 . شراب يقطّع الأمعاء والأفئدة، ويخلع القلوب من مكانها.(1)

العذاب في النار:

عندما تحترق أجسام المجرمين في نار جهنم ، فإنّ الله يبدّل هذه الأجسام بغيرها؛ ليذوق أصحابها المجرمين العذاب مرّة أخرى، وقد قال تعالى: (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا). [النساء: 56](2)

الاستعاذة بالله من النار:

ينبغي علينا - نظراً لفداحة الشقاء الموجود في جهنم - الدعاء من الله ليعيذنا من النار، ويهدينا إلى ما يُبعدنا منها، ويؤخّرنا عنها. (3)

الجهاد

الهدف من الجهاد:

الهدف من الجهاد مع الأعداء - أوّلاً وبالذات - هو استئصال الباطل، وإبادة

ص: 130


1- «اللّهم إنّي أعوذ بك من نار... تلقى سكّانها بأحرّ ما لديها من أليم النكال وشديد الوبال، وأعوذ بك من عقاربها الفارغة أفواهها ، وحياتها الصالقة بأنيابها، وشرابها الذي يقطّع أمعاء وأفئدة سكّانها، وينزع قلوبهم». [دعاء 32]
2- «ولا تبدّل لي جسماً». [دعاء 47]
3- «اللّهم إنّي أعوذ بك من نار... وأستهديك لما باعد منها وأخّر عنها... أجرني منها بفضل رحمتك، أقلني عثراتي بحسن إقالتك، ولا تخذلني يا خير المجيرين، إنّك تقي الكريهة، وتعطي الحسنة، وتفعل ما تريد». [دعاء 32]

المعاندين، والقضاء عليهم بالقتل أو تخليص العباد من شرّهم عن طريق إيقاعهم في الأسر أو إبعادهم عن ساحة المواجهة مع المسلمين من أجل توفير الأمن للبلاد الإسلاميّة.

وأمّا الشهادة والقتل في سبيل الله فليست هدفاً بذاتها، وإنّما تصيب المجاهد في طريق تحقيقه للأهداف الأساسية. (1)

الجهاد الابتدائي:

الهدف من الجهاد الابتدائي هو تحرير مختلف أقطار البلاد من أسر الكفر والشرك. (2)

الحجّة الإلهية

اشارة

1 . إنّ الله كمال الحجج والبراهين والبيّنات الواضحة بحيث لا يعجزه إتمام الحجّة على العباد.(3)

2 . أتمّ الله الحجّة على العباد كلّهم، وليس لأحد من العباد العذر في تقصيره إزاء الساحة الإلهية. (4)

ص: 131


1- «اللّهم ... فإن ختمت له بالسعادة، وقضيت له بالشهادة، فبعد أن يجتاح عدوّك بالقتل، وبعد أن یجحد بهم الأسر، وبعد أن تأمن أطراف المسلمين، وبعد أن يولّي عدوّك مدبرين». [دعاء 27]
2- «اللّهم واعمم بذلك أعداءك في أقطار البلاد من الهند والروم والترك والخزر والحبش والنوبة والزنج والسقالبة والديالمة وسائر أمم الشرك، الذين تخفى أسماؤهم وصفاتهم، وقد أحصيتهم بمعرفتك، وأشرفت عليهم بقدرتك». [دعاء 27]
3- « ... ولم يعيك برهان ولا بيان». [دعاء 47]
4- «فلست بريئاً فأعتذر». [دعاء 51] ، «أعلم أنّ الحجّة لك». [دعاء 47]

سمات الحجّة الإلهية :

1 . الحجّة الإلهية تامة ومطلقة، ولا يمكن دحضها أبداً. (1)

2 . الحجّة الإلهية أعظم من أن توصف بكلّها. (2)

.3 الحجّة الإلهية أقوى وأظهر حجّة قادرة على الفصل بين الحقّ والباطل. (3)

الحسد

من آثار الحسد:

يسلب من صدورنا السلامة. (4)

الموقف الصحيح كي لا نحسد:

ينبغي علينا عندما نرى تمتّع شخص بنعمة في دين أو دنيا أو عافية أو تقوى أو سعة أو رخاء أن لا يكون موقفنا تمنّي زوال نعمته بل يكون موقفنا رجاء الحصول على تلك النعم عن طريق الله ، والسؤال فقط منه تعالى لا غيره. (5)

الاستعانة بالله كي لا نحسد:

قد نستصعب التخلّص بأنفسنا من حالة الحسد المهيمنة علينا، فيكون موقفنا

ص: 132


1- «حجّتك قائمة لا تدحض». [دعاء 46]
2- حجتك أجل من أن توصف بكلّها». [دعاء 46]
3- وأصدع بالحق فرقانك». [دعاء 47]
4- «اللّهم ... ارزقني سلامة الصدر من الحسد». [دعاء 22]
5- «... حتّى لا أرى نعمة من نعمك على أحد من خلقك في دين أو دنيا أو عافية أو تقوى أو سعة أو رخاء إلّا رجوت لنفسي أفضل ذلك بك ومنك وحدك لا شريك لك». [دعاء 22]

الصحيح في هذه الحالة الاستعانة بالله ليخلّصنا من هذه الرذيلة. (1)

أفضل سبيل لمواجهة الحاسدين:

أفضل حلّ إزاء من يحسدنا، ويتمنّى لنا زوال النعمة، ويبذل غاية جهده - وبشتّى السبل - من أجل الإطاحة بنا هو الاستغاثة بالله من سلوكه وتصرّفاته الموذية، والله لا يخيّب من يتوجّه إليه، بل هو أفضل من يمكن الالتجاء إليه في مثل هذه الحالة. (2)

حسن العاقبة

اشارة

1 . من أهم الأمور التي ينبغي أن نبذل غاية اهتمامنا بها هي حسن العاقبة، بحيث نكون عند مفارقتنا للحياة متحلّين بالصدق في العقيدة والعمل. (3)

2. ينبغي أن يصرف الإنسان جميع عمره بالطاعة والعبادة، ولا سيما عندما يكبر سنّه؛ لأنّه يكون عند الكبر أحوج شيء إلى حسن العاقبة. (4)

ص: 133


1- «اللهم ... خلّصني من الحسد». [دعاء 22] «اللّهم ... ارزقني ... لا أحسد أحداً من خلقك على شيء من فضلك». [دعاء 22]
2- وكم من حاسد قد شرق بي بغصته [أي: غص بحسده]، وشجي مني بغيظه [ أي : تألّم بشدّة منّي]، وسلقني [أي: آذاني] بحدّ لسانه، ووحرني [أي: طعنني] بقرف [أي: بارتكاب] عيوبه، وجعل عرضي غرضاً لمراميه، وقلدني خلالاً [ أي : خصالاً] لم تزل فيه، ووحرني بكيده، وقصدني بمكيدته، فناديتك يا إلهي مستغيثاً بك، واثقاً بسرعة إجابتك، عالماً أنه لا يضطهد من آوى إلى ظل كنفك، ولا يفزع من لجأ إلى معقل انتصارك، فحصنتني من بأسه بقدرتك». [دعاء 49]
3- «اللّهم ... اقبض على الصدق نفسي». [دعاء 54]
4- «واجعل باقي عمري في الحج والعمرة». [دعاء 47]

3. الإنسان مهدّد في كلّ حين بالانحراف عن الصراط المستقيم، والوقوع في أودية الضلال وسوء العاقبة.

وهذا ما يحتّم علينا الدعاء دائماً بحسن العاقبة؛ ليختم الله لنا بالتي هي أحمد عاقبة، وأكرم مصيراً. (1)

4 . أهم مرحلة نحتاج فيها إلى التسديد الإلهي هي حسن العاقبة، ولهذا لابدّ من الإصرار الدائم في الدعاء ليميتنا الله مهتدين غير ضالين، طائعين غير مستكرهين، تائبين غير عاصين ولا مصرّين. (2)

5 . من أهم الأدعية التي ينبغي علينا الاهتمام بها الدعاء لحسن العاقبة، والدعاء ليتوّفانا الله على ملّته وملّة نبيّه محمّد صلی الله علیه وآله وسلم. (3)

6 . إنّ الله خير المنعمين وعلينا أن نسأله تمام النعمة وهي حسن العاقبة. (4)

7. أفضل ميتة هي ميتة يكون الإنسان بعدها من مصاديق قوله تعالى: (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم). [الحديد: 12](5)

8. أكثر ما نحتاج إليه عند توديعنا لهذه الدنيا وانتقالنا إلى الآخرة هو أن يختم الله بعفوه صحيفة أعمالنا، ويمنحنا بذلك حسن العاقبة. (6)

ص: 134


1- «واختم لنا بالتي هي أحسن عاقبة، وأكرم مصيراً، إنّك تفيد الكريمة [أي: تعطي الخيرة الجيدة]، وتعطي الجسيمة [أي تعطي المواهب الكبيرة]». [دعاء 33]
2- «أمتنا مهتدين غير ضالين طائعين غير مستكرهين تائبين غير عاصين ولا مصرين». [دعاء 40 ]
3- «اللّهم ... توفّني على ملّتك وملّة نبيك محمّد عليه السلام إذا توفيتني». [دعاء 31]
4- «وأتمم لي إنعامك إنّك خير المنعمين». [دعاء 47]
5- «وأمتني ميتة من يسعى نوره بين يديه وعن يمينه». [دعاء 47]
6- «اللّهم اختم بعفوك أجلي». [دعاء 20]

ما نختم به أيامنا:

ما نختم به أيامنا يمتاز بالأهمية بحيث يستوجب الأمر منّا الاستعانة بالله ؛ لئلا نختم أيامنا بالفشل والخيبة. (1)

حكمة الله :

إنّ الله حكيم، وتنبئ حكمته عن معرفته التامّة والشاملة بوضع كلّ شيء في مكانه المناسب. (2) ولا يستطيع أيّ عامل خارجي التأثير على حكمة الله في أفعاله، وما يتمسّك به العباد من أسباب فإنّها تعمل في دائرة الحكمة الإلهية

وبإذن الله فحسب. (3)

قال الله عزّ وجل: (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) [الأنبياء: 23]

معنى الآية:

1. لا يُسأل الله عما يفعل؛ لأنّه حكيم على الإطلاق، وهم يُسألون؛ لجواز الخطأ والغفلة عليهم.

2. لا يُسأل الله عمّا يفعل؛ لأنّه لا يحاسب على أفعاله، وهم يُسألون؛ لأنّهم يحاسبون على أفعالهم.

3. لا يسأله الملائكة والمسيح عن فعله، وهو يسألهم ويجازيهم، فلو كانوا آلهة لم يسألهم عن أفعالهم. (4)

ص: 135


1- «لا تختم يومي بخيبتي». [دعاء 46]
2- «حكيم ما أعرفك». [دعاء 47]
3- «يا من لا تبدل حكمته الوسائل». [دعاء 13]
4- أنظر : نور الأنوار في شرح الصحيفة السجادية، السيّد نعمة الله الجزائري : ص 3334.

حلم الله

لا يستعجل الله في معاقبة المذنبين، وقد ورد هذا المعنى في أدعية الإمام زين العابدين اعلیه السلام بعبارات مختلفة، منها:

1 . إنّ الله حليم، لا يعاقبنا إزاء ما ارتكبناه من معاصي بسرعة، بل يمهلنا ويتأنّى في جزائنا، وليس هذا لامتلاكنا المكانة والمنزلة عند الله، بل لتفضّله تعالى علينا وإحسانه لنا. (1)

2 . إنّ الله قادر حليم، ولو لا حلمه لبطش بنا وعاجلنا بالعقوبة. (2)

3. إنّ الله حليم، ودأبه - نتيجة تفضّله - تأجيل العقوبة وتأخير العذاب، وليس من دأبه حرماننا من نعمه أو تكدير معروفه إزاء فعلنا للسيّئات . (3)

4 . يستحق العاصي في أوّل ما يهم بعصيان الله أن يعاقبه الله أشدّ العقوبة، ولكنّه تعالى يترك حقّه ويتفضّل على العاصي فلا يعاجله بنقمته؛ ليفسح بذلك له مجال التوبة والإنابة .(4)

ص: 136


1- «... ابطاؤك عن معاجلتي، وليس ذلك من كرمي عليك، بل تأنّياً منك لي، وتفضّلاَ منك عليّ». [دعاء 16]، «... تأنيتني [أي: تمهلتني ] بكرمك فلم تعاجلني». [الدعاء 16]
2- «تغمّدني فيما اطلعت عليه منّي بما يتغمّد به القادر على البطش لولا حلمه، والآخذ على الجريرة لولا أناته». [دعاء 47]
3- «حلمت عنّي بتفضّلك فلم تغيّر نعمتك عليّ، ولم تكدّر معروفك عندي». [دعاء 16]
4- «فأمّا العاصي أمرك والمواقع نهيك فلم تعاجله بنقمتك؛ لكي يستبدل بحاله في معصيتك حال الإنابة إلى طاعتك، ولقد كان يستحق في أوّل ما همّ بعصيانك كلّ ما أعددت لجميع خلقك من عقوبتك، فجميع ما أخرت عنه من العذاب، وأبطأت به علیه من سطوات النقمة والعقاب ترك من حقك ورضى بدون واجبك» . [دعاء 37] ، «حلمك معترض لمن 37] ناواك». [دعاء 46]

5. أعجب ما يكون فينا كثرة الذنوب والمعاصي التي تنكشف كميّتها عندما نعدها للاعتراف بها أمام الله عزّوجل.

والأعجب من ذلك عظيم حلم الله عزّوجل بنا، وعدم معاجلته لنا بالعقوبة مع استحقاقنا لذلك.(1)

6 . إنّنا نخالف أوامر الله عزّوجل ونرتكب نواهيه، لكنّه تعالى لا يسرع في عقوبتنا ولا يعاجلنا بنقمته، بل يتعامل معنا بحلمه فيكرمنا ويمهلنا برحمته، وينتظر إنابتنا إليه برأفته . (2)

7 . يحلم الله علينا إزاء ارتكابنا للذنوب والمعاصي، ولا يعاجلنا بالعقوبة؛ لكي نرتدع وننتهي ونبتعد عمّا يؤدّي إلى سخطه وغضبه، ونمتنع عن اقتراف السيئات التي تسقطنا من عين رعاية الله عزّ وجل . (3)

8 . يتفضّل الله على عباده المسيئين والعاثرين الذين زلّت أقدامهم في أودية المعاصي باقالتهم وقبول عذرهم، ولا يؤاخذهم بمجرد إرتكابهم للمعصية، بل يمهلهم ولا يعاجلهم بالعقوبة، لعلّهم إليه تعالى يرجعون. (4)

9 . لا يستعجل الله - عموماً في معاقبة المجرمين، بل يمهلهم لعلّهم ينيبوا إليه تعالى.

وهذا الإمهال لا يضر الله شيئاً؛ لأنّ هؤلاء المسيئين - قريباً أو بعيداً - إلى

ص: 137


1- «سبحانك ما أعجب ما أشهد به على نفسي، وأعدّده من مكتوم أمري، وأعجب من ذلك أناتك عنّي، وإبطاؤك عن معاجلتي». [دعاء 16]
2- «خالفنا عن طريق أمره ، وركبنا متون زجره، فلم يبتدرنا بعقوبته، ولم يعاجلنا بنقمته، بل تأنّانا برحمته تكرّماً، وانتظر مراجعتنا برأفته حلماً». [دعاء 1]
3- «... لأن أرتدع عن معصيتك المسخطة، وأقلع عن سيئاتي المخلقة [أي: المتلفة]». [دعاء 16 ]
4- «لا يبادر بالنقمة». [دعاء 46]، يا من لم يعاجل المسيئين ... ويا من يمن بإقالة العاثرين، ويتفضّل بإنظار [ أي : تأجيل ] الخاطئين». [دعاء 47] ، «ولم يهلكني بجريرتي». [دعاء 51]

حكم الله صائرون، وإلى أمر الله عائدون.

ولا يضعف سلطان الله طول مدة إمهالهم.

ولا يبطل حجّة الله تركه تعالى التأخير في معاقبتهم.

وانّما حجّة الله قائمة لا تُدحض ، وسلطان الله ثابت لا يزول. (1)

1 . لا يكون تأنّي الله إزاء العصاة عجزاً، ولا إمهاله وهنا، ولا إمساكه غفلة، ولا انتظاره مداراة، بل الهدف أن تكون حجّته تعالى أبلغ، وكرمه أكمل، وإحسانه ،أوفى، ونعمته أتم، وهذه سنة الله مع عباده دائماً. (2)

11 . السنّة الإلهية في تعامله مع المسيئين عدم مؤاخذتهم بسرعة، بل تركهم وإمهالهم ولو لفترة طويلة.

ويبتغي الله وراء ذلك أن يتوب هؤلاء وينيبوا إليه تعالى ليكونوا من أهل السعادة، ولكن البعض يسيؤون الاستفادة من هذا التأخير والإمهال، فيتمادوا في طغيانهم ويغدوا من أهل الشقاء.(3)

12 . لا يستعجل الله أبداً في الانتقام والعقاب؛ لأنّ العجلة إنّما تكون ممن

ص: 138


1- «أمهلتهم ثقة بدوام ملكك ، فمن كان من أهل السعادة ختمت له بها، ومن كان من أهل الشقاوة خذلته لها، كلهم صائرون إلى حكمك، وأمورهم آئلة إلى أمرك، لم يهن على طول مدتهم سلطانك، ولم يدحض لترك معاجلتهم برهانك، حجّتك قائمة لا تدحض، وسلطانك ثابت لا يزول». [دعاء 46]
2- «لم تكن أناتك عجزاً، ولا إمهالك وهنا، ولا إمساكك غفلة، ولا انتظارك مداراة، بل لتكون حجّتك أبلغ، وكرمك أكمل ، وإحسانك أوفى، ونعمتك أتم، كل ذلك كان ولم يزل، وهو كائن ولا تزال». [دعاء 46]
3- «سنتّك الإبقاء على المعتدين، حتّى لقد غرّتهم أناتك عن الرجوع، وصدّهم إمهالك عن النزوع، وإنّما تأنيت بهم ليفيئوا إلى أمرك». [دعاء 46]

يخاف الفوت، والله منزّه عن ذلك . (1)

حمد الله

لزوم حمد الله:

1 . ينبغي علينا أن لا نغفل أبداً عن حمد الله إزاء ما يتفضّل به علينا من معروفه وإحسانه. (2)

2 . ينبغي أن تلهج ألسنتنا دائماً بحمد الله، ولا يكون السكوت - بعض الأحيان - حجاباً يمنعنا عن مواصلة الحمد. (3)

لا يمكننا الحمد إلّا بتوفيق الله:

لا يمكننا حمد الله إلّا بتوفيق من الله، وهذا التوفيق بذاته يحتاج منا إلى حمد آخر، وهذا ما يكشف بأنّنا عاجزون عن حمد الله بتمام الحمد. (4)

العجز عن القيام بالحمد الحقيقي :

1. إنّنا عاجزون عن القيام بحمد الله الحقيقي الذي يكون على النحو الأتم، وغاية ما يمكننا فعله أن نحمد الله مع الاعتراف بالعجز عن أداء حقّ الله في هذا المجال. (5)

ص: 139


1- «... ولا في نقمتك عجلة، وإنّما يعجل من يخاف الفوت». [دعاء 48]
2- «فأنت عندي محمود، وصنيعك لديّ مبرور». [دعاء 51]
3- «وقد قصّر بي السكوت عن تحميدك». [دعاء 46]
4- «الحمد لله الذي هدانا لحمده». [دعاء 44]
5- «فهّهني [أي: أعجزني ] الإمساك عن تمجيدك، وقصاراي [أي: منتهى أمري] الإقرار بالحسور [أي: الضعف والعجز ] لا رغبة - يا إلهي - بل عجزاً ، فها أنا ذا أؤمك بالوفادة [أي أقصدك بالقدوم]، وأسألك حسن الرفادة [أي: الإعانة]». [دعاء 46]

2 . إنّنا لا نطيق أداء حمد الله وشكره بما يتناسب عظيم نعم الله وآلائه، كما أنّه تعالى هو المصدر الوحيد الذي يلبّي جميع احتياجاتنا بصورة مباشرة أو غير مباشرة، فلهذا لا يكون لنا القدرة على الوفاء بالحمد والشكر لهذه النعم التي لا تعدّ ولا تحصى. (1)

الحمد اليسير :

إنّ الله يقبل يسير الحمد.(2)

الثواب الإلهي إزاء حمدنا إياه:

يثيب الله العبد إزاء حمده له من منطلق التفضّل لا من منطلق الاستحقاق؛ لأنّه تعالى هو الذي يعلّم العبد «الحمد»، ولولا هذا التعليم لم يعرف العبد أيّ معنى لحمد ربّه .(3)

أهم موارد حمد الله:

1 . إزاء ما وقانا من البلاء.(4)

2 . إزاء انتشار نعمه بين جميع المخلوقين.(5)

3. إزاء ما هدانا لحمده وتوفيقه إيانا لنكون لإحسانه من الشاكرين،

ص: 140


1- «الحمد لله الذي أغلق عنّا باب الحاجة إلّا إليه، فكيف نطيق حمده؟! أم متى نؤدّي شكره؟!». [دعاء 1]
2- «القابل يسير الحمد». [دعاء 36]
3- «اللّهم ... تكافئ من حمدك وأنت علّمته حمدك». [دعاء 45]
4- «فلك الحمد على ما وقيتنا من البلاء». [دعاء 36]
5- «فشت نعمتك في جميع المخلوقين، فلك الحمد على ذلك». [دعاء 39]

وليجزينا على ذلك جزاء المحسنين.(1)

4 . إزاء توفيقه إيانا لنكون من أتباع دينه ومن أهل الإسلام، وإرشاده إيانا إلى أحسن السبل لنسير في ظلّ فضله وإحسانه إلى رضوانه تعالى(2)

5 . إزاء ما قدّم إلينا من خير ومعروف. (3)

6 . إزاء ما أحاطنا من نعمه الواسعة وعطاياه الكثيرة .(4)

7 . إزاء ما فضّلنا به من رحمته الواسعة . (5)

بصورة عامة: يستحق الله منّا الحمد إزاء إحسانه وفضله علينا، وإزاء ما أعطانا وأغمرنا من نعمه الهائلة التي لا تعدّ ولا تحصى.

والأهم من ذلك إزاء هدايته إيانا إلى دينه الذي اصطفاه - وهو الإسلام - وجعلنا من أتباع ملّته وشريعته التي ارتضاها لنا، وسبيله الذي يسرّه لنا، والعاقبة التي بصرّنا إياها، والطريق الذي مهّده لنا للوصول إلى كرامته وهي الجنّة ورضاه .(6)

ص: 141


1- «الحمد لله الذي هدانا لحمده ، وجعلنا من أهله لنكون لإحسانه من الشاكرين، ويجزينا على ذلك جزاء المحسنين». [دعاء 44]، لو حبس عن عباده معرفة حمده ... لم يحمدوه». [دعاء 1]
2- «الحمد لله الذي حبانا بدينه، واختصّنا بملّته، وسبلنا في سبل إحسانه لنسلكها بمنّه إلى رضوانه» . [دعاء 44]
3- «إلهي أحمدك - وأنت للحمد أهل - على حسن صنيعك إلي». [دعاء 51]
4- «حمده على ما أبلاهم من مننه المتتابعة، وأسبغ عليهم من نعمه المتظافرة». [دعاء 1]، أحمدك على ... سبوغ نعمائك عليّ». [دعاء 51]، «إلهي أحمدك على ... ما أسبغت عليّ من نعمتك». [دعاء 51]، «إلهي أحمدك على ... جزيل عطائك عندي». [دعاء 51]
5- «إلهي أحمدك على ... ما فضّلتني من رحمتك». [دعاء 51]
6- «يا من تحمّد إلى عباده بالإحسان والفضل، وغمرهم بالمن والطول، ما أفشى فينا نعمتك،

خصائص الحمد المفضّل:

1. حمداً يستمر لفترة طويلة مع الحامدين. (1)

2. حمداً «لا منتهى لحده :[ أي يتجاوز الزمان والمكان ويخترقهما سعياً إلى مرضاة الله ]، ولا حساب لعدده، ولا مبلغ لغايته، ولا انقطاع لأمده». (2)

3 حمداً إزاء كل نعمة له علينا وعلى جميع عباده الماضين والباقين عدد ما أحاط به علمه من جميع الأشياء، ومكان كل واحدة منها عددها أضعافاً مضاعفة أبداً سرمداً إلى يوم القيامة».(3)

4. حمداً «بكلّ ما حمده به أدنى ملائكته إليه [ أي: بكل الأشكال التي دأب على حمده بها الملائكة المقربون ، وأكرم خليقته عليه ، وأرضى حامديه لديه، حمداً يفضُل سائر الحمد :[ أي يفوق أنواع الشكر ومقداره ] كفضل ربّنا على جميع خلقه». (4)

5. حمداً يخلّف حمد الحامدين وراءه .(5)

6 . حمداً يملأ أرض الله وسماءه .(6)

7 . حمداً يتقبله منا ويرضى به عنا .(7)

وأسبغ علينا منّتك، وأخصنا ببرك، هديتنا لدينك الذي اصطفيت، وملّتك التي ارتضيت، وسبيلك الذي سهلت وبصرتنا الزلفى لديك، والوصول إلى كرامتك». [دعاء 45]

ص: 142


1- «حمداً نعمّر به فيمن حمده من خلقه». [دعاء 1]
2- دعاء 1 .
3- دعاء 1 .
4- دعاء 1 .
5- «حمداً يخلّف حمد الحامدين وراءه» . [دعاء 36]، واجعل ... حمدي إيّاك فوق حمد الحامدين». [دعاء 47]
6- «حمداً يملأ أرضه وسماءه». [دعاء 36]
7- «حمداً يتقبله منا ويرضى به عنا». [دعاء 44]، «حمداً يكون مبلغ رضاك عنّي». [دعاء 51]

8 . منتهى الحمد بمختلف أنواعه وأشكاله. (1)

9. حمداً لا ينقطع أبداً، بل يكون دائماً بدوام وجود الله، ودوام وجود نعمه على مخلوقاته . (2)

10 . حمداً موازياً لصنع الله بحيث يعادل خلق الله في العدد.(3)

11 حمداً يزيد على رضا الله .(4)

12. حمداً يرافق حمد كل حامد. (5)

13 . حمداً ينفرد به الله دون خلقه، ولا يليق إلّا بجلال الله . (6)

14. حمداً لا يتقرب به إلا إلى الله . (7)

15 . حمداً تدوم به النعم الحاصلة، ويطلب به دوام النعم الآتية. (8)

16. حمداً يزداد ويتضاعف بمرور الأزمان وتكرّر الأيام.(9)

17. حمداً يعجز عن إحصائه الملائكة الذين وكّلهم الله بحفظ أعمالنا، بليزيد على ما أحصاه هؤلاء الملائكة عند كتابتهم لهذا الحمد.(10)

ص: 143


1- «فلك الحمد ما وجد في حمدك مذهب، وما بقي للحمد لفظ تحمد به، ومعنى ينصرف إليه». [دعاء 45]
2- «لك الحمد حمداً يدوم بدوامك، ولك الحمد حمداً خالداً بنعمتك». [دعاء 47]
3- «لك الحمد حمداً يوازي صنعك». [دعاء 47]
4- «لك الحمد حمداً يزيد على رضاك». [دعاء 47]
5- «لك الحمد حمداً مع حمد كل حامد». [دعاء 47]
6- «حمداً لا ينبغي إلّا لك». [دعاء 47]
7- «حمداً... لا يُتقرب به إلّا إليك». [دعاء 47]
8- «حمداً يستدام به الأوّل، ويستدعى به دوام الآخر». [دعاء 47]
9- «حمداً يتضاعف على كرور الأزمنة، ويتزايد أضعافاً مترادفة». [دعاء 47]
10- «حمداً يعجز عن إحصائه الحفظة، ويزيد ما أحصته في كتابك الكتبة». [دعاء 47]

18. حمداً يوازن عرش الله المجيد، ويعادل كرسي الله الرفيع. (1)

19. حمداً يكون ثوابه كاملاً. (2)

20 .حمداً تكون ألفاظه الظاهرية موافقة لباطنه الموجود في القلب، ويكون باطنه مبتنياً على النية الصادقة الخالصة لوجه الله . (3)

21. حمداً يعلو على حمد جميع الخلق. (4)

22. حمداً لا يعرف فضله أحد سوى الله . (5)

23. حمداً مدعوماً ومؤيداً ومسدّداً من قبل الله .(6)

24 . حمداً يجمع ما مضى وما يأتي من حمد الخلائق الله .(7)

25 . حمداً يكون أقرب الحمد إلى ما أمر الله به . (8)

26 . حمداً يكون أقرب الحمد إلى الله من كلّ حمد حمده به أحد الخلائق. (9)

27. حمداً يوجب لنا نيل المزيد من النعم الإلهية .(10)

28. حمداً يوجب لنا بكرم الله نيل المزيد من النعم والعطايا الإلهية. (11)

ص: 144


1- «حمداً يوازن عرشك المجيد، ويعادل كرسيك الرفيع». [دعاء 47]
2- « حمداً يكمل لديك ثوابه، ويستغرق كلّ جزاء جزاؤه». [دعاء 47]
3- «حمداً ظاهره وفق الباطنة، وباطنه وفق لصدق النية». [دعاء 47]
4- «حمداً لم يحمدك خلق مثله». [دعاء 47]
5- «حمداً ... لا يعرف أحد سواك فضله». [دعاء 47]
6- «حمداً يعان من اجتهد في تعديده، ويويَّد من أغرق نزعاً في توفيته». [دعاء 47]
7- «حمداً يجمع ما خلقت من الحمد، وينتظم ما أنت خالقه من بعد». [دعاء 47]
8- «حمداً لا حمد أقرب إلى قولك منه». [دعاء 47]
9- «حمداً ... لا أحمد ممن يحمدك به». [دعاء 47]
10- «حمداً يوجب بكرمك المزيد بوفوره». [دعاء 47 ]
11- «حمداً ... تصله بمزيد بعد مزيد طولاً منك». [دعاء 47]

29 . حمداً يتناسب مع الكرامة والعظمة والعزّة والجلالة الإلهية. (1)

30 .حمداً يتجسّد في كل أبعاد وجودنا عن طريق الاهتمام بالنفس والذكر باللسان والتفكير بآياته بالعقل . (2)

31. حمداً يبلغ الوفاء وحقيقة الشكر. (3)

آثار حمدنا الله تعالى:

1 . يضيء لنا ظلمات البرزخ .(4)

2 . يسهّل لنا اجتياز الطريق من القبر إلى عرصات يوم القيامة. (5)

3. يشرف منازلنا عند مواقف الأشهاد، وهم الذين يقفون يوم القيامة للشهادة على الناس .

4. يقرّ عيوننا إذا برقت الأبصار ، وثبتت من الخوف والرعب عند معاينتها ملك الموت أو أهوال القيامة. (6)

5 . يبيض وجوهنا إذا اسودت الوجوه. (7)

6 . يؤدّي إلى إعتاقنا من أليم نار الله إلى كريم جوار الله. (8)

ص: 145


1- «حمداً يجب لكرم وجهك ويقابل عزّ جلالك». [دعاء 47]
2- «تحمدك نفسي ولساني وعقلي». [دعاء 51]
3- «حمداً يبلغ الوفاء وحقيقة الشكر». [دعاء 51]
4- «حمداً يضيء لنا به ظلمات البرزخ». [دعاء 1]
5- «حمداً ... يشرّف به منازلنا عند مواقف الأشهاد». [دعاء 1]
6- «حمداً تقر به عيوننا إذا برقت الأبصار». [دعاء 1]
7- «حمداً ... تبيّض به وجوهنا إذا اسودّت الأبشار». [دعاء 1]
8- «حمداً ... نعتق به من أليم نار الله إلى كريم جوار الله». [دعاء 1]

7. يجمعنا مع أنبياء الله المرسلين في الجنّة . (1)

8 . يرفعنا إلى درجة نكون فيها قادرين على التنافس مع المتنافسين إلى رضا الله وعفوه، ومنهم الملائكة المقرّبون. (2)

9 . يوصلنا إلى طاعة الله ونيل عفوه وغفرانه . (3)

10 . يكون سبباً لاكتساب الرضوان الإلهي . (4)

11 . يكون ذريعة لنيلنا مغفرة الله تعالى .(5)

12 . يتيح لنا السير في طريق ينتهي بنا إلى الجنة. (6)

13 . يحرسنا ويحمينا من نقمة الله تعالى . (7)

.14 . يوفّر لنا الأمن من غضب الله عزّ وجل . (8)

15 . يساعدنا على طاعة الله تعالى . (9)

16 . يمنعنا من ارتكاب معصية الله تعالى (10)

17 . يعيننا على أداء حق الله ووظائفه. (11)

ص: 146


1- «حمداً ... نضام به [ أي نجتمع بسببه مع ] أنبيائه المرسلين في دار المقامة». [دعاء 1]
2- «حمداً ... نسبق به من سبق إلى رضاه وعفوه . [دعاء 1]، حمداً نزاحم [أي: ننافس ] به ملائكته المقرّبين». [دعاء 1]
3- «يكون وصلة إلى طاعته وعفوه». [دعاء 1]
4- «سبباً إلى رضوانه». [دعاء 1]
5- «ذريعةً إلى مغفرته». [دعاء 1]
6- «طريقاً إلى جنته». [دعاء 1]
7- «خفيراً من نقمته». [دعاء 1]
8- «أمناً من غضبه». [دعاء 1]
9- «ظهيراً على طاعته». [دعاء 1]
10- «حاجزاً عن معصيته». [دعاء 1]
11- «عوناً على تأدية حقّه ووظائفه». [دعاء 1]

18 . يجعلنا من أولياء الله السعداء. (1)

19 . يلحقنا بمنزلة الذين قتلوا في سبيل الله على يد أعداء الله تعالى. (2)

2. يؤدي بنا إلى الزهد فلا نفرح بعدها بما آتانا الله من الدنيا، ولا نحزن على ما منعنا منها . (3)

21 . يرتفع إلى أعلى عليين، ويبلغ ديوان الخير والأعمال الصالحة، ويُسجل في كتاب مرقوم أي كتاب مشتمل على تسجيل دقيق لأحوال السعداء وجزاء الصالحات، ويشهد المقرّبون هذا الكتاب. (4)

حملة عرش الله

خصائص حملة عرش الله :

1. لا يفترون، أي: لا يسكنون بعد نشاط من تسبيح الله عزّ وجل . (5)

2. لا يملّون من تقديس الله عزّ وجل. (6)

3 .لا يتعبون ولا يكلّون من عبادة الله عز وجل. (7)

4. لا يختارون الراحة على تعب العبادة فيقصرون أو يتوانون في عبادة الله. (8)

ص: 147


1- «نسعد به في السعداء من أوليائه». [دعاء 1]
2- «نَصير به في نظم الشهداء بسيوف أعدائه». [دعاء 1]
3- «اللّهم ... اجعل ثنائي عليك، ومدحي إياك، وحمدي لك في كل حالاتي حتّى لا أفرح بما أتيتني من الدنيا، ولا أحزن على ما منعتني فيها». [دعاء 21]
4- «حمداً يرتفع منّا إلى أعلى عليين في كتاب مرقوم يشهده المقرّبون». [دعاء 1]
5- «لا يفترون من تسبيحك». [دعاء 3]
6- « لا يسأمون من تقديسك». [دعاء 3]
7- «لا يستحسرون من عبادتك». [دعاء 3]
8- «لا يؤثرون التقصير على الجد في أمرك». [دعاء 3]

5 . لا يغفلون عن شدّة المحبّة لله عزّوجل والشوق إليه. (1)

خشية الله

اشارة

إنّ الله هو الملجأ الحقيقي الوحيد للخوف والخشية منه. (2)

الخشية المطلوبة:

ينبغي أن يتحلّى الإنسان بخوف العابدين ورهبة أولياء الله. (3)

ازدياد الخشية:

كلّما يزداد الإنسان علماً بالله، فإنّه سيزداد خشية منه تعالى.

وكلّما يزداد الإنسان علماً بطاعة الله، فإنّه سيزداد خضوعاً وتذلّلاً له تعالى.(4)

أثر خشية الله:

خشية الله تسلب من قلب الإنسان محبّته للدنيا . (5)

وبصورة عامة: ينبغي أن نحيي في قلوبنا دائماً الشعور بالخوف من العقوبة الإلهية؛ ليردعنا ذلك عن ارتكاب الذنوب والمعاصي.

كما ينبغي علينا أن نحيي في قلوبنا دائماً الشعور بالشوق للثواب الأخروي؛

ص: 148


1- لا يغفلون عن الوله إليك». [دعاء 3]
2- «ولا أخاف على نفسي إلا إياك». [دعاء 12]، إلهي ... منك أخاف». [دعاء 52]
3- «اللّهم ... أسألك خوف العابدين لك». [دعاء 54] ، «اللّهم اجعل ... رهبتي مثل رهبة أوليائك». [دعاء 54]
4- «سبحانك أخشى خلقك لك أعلمهم بك، وأخضعهم لك أعلمهم بطاعتك». [دعاء 52]
5- « أن تسلّي نفسي عن الدنيا بمخافتك». [دعاء 52]

ليحفّزنا ذلك على القيام بالأعمال الصالحة. (1)

الخوف والرجاء :

1. ينبغي أن نعيش بين حالتي «الخوف واليأس» من جهة و«الطمع والرجاء» من جهة أخرى، ولكن في مقام التوبة ينبغي أن يكون «خوفنا ويأسنا» أكثر من «طمعنا ورجائنا»؛ لأنّ مقام التوبة يتطلّب منّا الشعور بأنّ حسناتنا أقل من سيئاتنا.

كما ينبغي الحذر لئلا يؤدي بنا رجحان كفّة «اليأس» إلى بلوغها مرحلة «القنوط»، أو رجحان كفّة «الطمع إلى بلوغها مرحلة «الاغترار». (2)

2 . ينبغي أن لا يغتر الإنسان بالله ولو كان من الصدّيقين.

كما ينبغي أن لا ييأس من الله ولو كان من المجرمين؛ لأنّ الله هو الربّ العظيم الذي لا يمنع أحداً فضله، ولا يطالب من أحدٍ حقّه. (3)

أساس خلقة الأشياء:

خلق الله الأشياء

اشارة

أنشأ الله الأشياء من غير سنخ ولا أصل يرجع إليه.

ص: 149


1- «اللّهم ... ارزقني خوف غم الوعيد، وشوق ثواب الموعود، حتّى أجد لذة ما أدعوك له وكآبة ما أستجير بك منه». [دعاء 22]
2- «تفعل ذلك يا إلهي بمن خوفه منك أكثر من طمعه فيك، وبمن يأسه من النجاة أوكد من رجائه للخلاص ، لا أن يكون يأسه قنوطاً، أو أن يكون طمعه اغتراراً، بل لقلة حسناته بين سيّئاته، وضعف حججه في جميع تبعاته». [دعاء 39]
3- «فأمّا أنت يا إلهي فأهل أن لا يغتر بك الصدّيقون، ولا ييأس منك المجرمون؛ لأنّك الربّ العظيم الذي لا يمنع أحداً فضله، ولا يستقصي [أي: لا يطالب بشكل كامل] من أحد حقه». [دعاء 39]

وصوّر ما صوّره من غير مثال وشبيه.

وابتدع المبتدعات بلا اقتداء بغيره .(1)

تفرّد الله بالخلق:

قدر الله جميع الأشياء تقديراً، ويسّر كل الأشياء تيسيراً، ودبّر ما سواه تدبيراً، ولم يساعد الله في أمر الخلقة شريك، ولم يوازره في ذلك وزير، ولم يكن معه عند الخلق من يشاهد فعله أو يكون له نظير .(2)

حسن صنع الله:

ابتدأ الله واخترع واستحدث وابتدع وأحسن صنع ما صنع.(3)

خلقة الإنسان

اشارة

1. خلقنا الله من ماء مهين بعد أن أخرج هذا الماء من صلب متراص العظام، ضيّق المنافذ إلى رحم مستور بالحجب، وبدّل أحوالنا في صور مختلفة حتّى انتهى بنا إلى تمام الصورة، وأثبت فينا الجوارح، وأشار الباري تعالى إلى هذه المراحل في قوله تعالى: (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا

ص: 150


1- «أنت الذي أنشأت الأشياء من غير سنخ وصوّرت ما صوّرت من غير مثال، وابتدعت المبتدعات بلا احتذاء». [دعاء 47]
2- «أنت الذي قدّرت كلّ شيء تقديراً، ويسرت كلّ شيء تيسيراً، ودبرت ما دونك تدبيراً، وأنت الذي لم يعنك على خلقك شريك، ولم يوازرك في أمرك وزير، ولم يكن لك مشاهد ولا نظير». [دعاء 47]
3- «أنت الذي ابتدأ واخترع واستحدث وابتدع وأحسن صنع ما صنع». [دعاء 47 ]

الْعِظَامَ لحما) [المؤمنون: 14]، ثُم أنشأنا الله خلقاً آخر كما شاء.

وعندما احتجنا - ونحن في الرحم - إلى رزقه تعالى، جعل لنا قوتاً من فضل طعام وشراب أجراه لأمنا التي أسكننا جوفها وأودعنا قرار رحمها.

ولو تركنا الله في تلك الحالات إلى وسعنا وقدرتنا لم يسعنا فعل شيء، بل لم تكن لنا قوّة، ولم يكن لنا حول في ذلك الوقت، ولكن شملتنا الرعاية الإلهية بفضله تعالى، وغذّانا الله غذاء البر اللطيف، ولم يمنع عنّا خيره وإحسانه، بل لم يبطئ عنّا حسن صنيعه .

ومع هذا الفضل والعطاء والكرم الإلهي كلّه فإنّنا نعيش الغفلة، ولا نتوجّه إلى الله، ولا نؤدّي عبادته وطاعته بالنحو المطلوب.(1)

2 . خلقنا الله من الضعف، وجعل بداية خلقتنا التكوينية من ماء حقير لا يعبأ به.(2)

ص: 151


1- «اللهم وأنت حدرتني [أي: أسرعت إنزالي] ماءً مهيناً [أي: حقيراً] من صلب متضائق العظام، حرج المسالك، إلى رحم ضيّقة سترتها بالحجب، تصرّفني حالا عن حال، حتّى انتهيت بي إلى تمام الصورة، وأثبت فيّ الجوارح كما نعتّ في كتابك: نطفة ثمّ علقة ثمّ مضغة ثمّ عظماً ثمّ كسوت العظام لحماً، ثُمّ أنشأتني خلقاً آخر كما شئت، حتّى إذا احتجت إلى رزقك، ولم أستغن عن غياث فضلك، جعلت لي قوتاً من فضل طعام وشراب أجريته لأمتك التي أسكنتني جوفها، وأودعتني قرار رحمها، ولو تكلني يا ربّ في تلك الحالات إلى حولي، أو تضطرني إلى قوّتي لكان الحول عنّي معتزلاً، ولكانت القوّة منّي بعيدة، فغذوتني بفضلك غذاء البرّ اللطيف تفعل ذلك بي تطوّلاً عليّ إلى غايتي هذه، لا أعدم برّك، ولا يبطئ بي حسن صنيعك، ولا تتأكد مع ذلك ثقتي، فأتفرّغ لما هو أحظى لي عندك». [دعاء 32 ]
2- «اللّهم وإنّك من الضعف خلقتنا، وعلى الوهن بنيتنا، ومن ماء مهين [أي: حقير ] ابتدأتنا». [دعاء 9]

خصائص خلقة الإنسان:

1. خلق الله بعض خصائص العباد وفق إرادته، ولم يسمح أن يكون لهم الاختيار في تحديد هذه الخصائص ، ثُمّ فرض عليهم تكاليف تهديهم إلى محبته ونيل مرضاته، ولم يجعل الله لإرادة العباد في هذا المجال أيّ دور أو تأثير. (1)

تنبيه : إنّ خلق الله العباد وفق إرادته لا يعني أنّهم مجبورون في أفعالهم، بل يعني أنّهم مجبورون في بعض خصائصهم من قبيل: الشكل والهيئة والطول والقصر و...

وأمّا في خصوص أفعال العباد الاختيارية فقد أراد الله أن تكون هذه الأفعال اختيارية.

2. اختار الله لنا عند خلقنا محاسن وجمال ولطافة الخلقة . (2)

3. مكن الله الإنسان من تسخير البهائم وجعلها طائعة وممتثلة لأمره ونهیه.(3)

4. لا يمتلك الإنسان روحاً واحدة، بل جعل الله له أرواح متعددة. (4)

هدف خلقة الإنسان:

1 . خلقنا الله في هذه الحياة الدنيا للعبادة، ولهذا أمرنا ونهانا، ورغّبنا في ثواب ما أمرنا به ورهّبنا عقابه.

ص: 152


1- «ثُمّ سلك بهم طريق إرادته، وبعثهم في سبيل محبته، لا يملكون تأخيراً عما قدّمهم إليه، ولايستطيعون تقدّماً إلى ما أخرهم عنه». [دعاء 1]
2- «اختار [أي : الله ] لنا محاسن الخلق». [دعاء 1]
3- «كل خليقته [ أي : خليقة الله ] منقادة لنا بقدرته، وصائرة إلى طاعتنا بعزّته». [دعاء 1]
4- «متّعنا [أي: الله ] بأرواح الحياة». [دعاء 1]

وجعل الله الحياة فرصة يصلح فيها شؤوننا، ويختبر مواقفنا في أوقات طاعته،ويرى مدى التزامنا بأداء واجباته، وأداء أحكامه التي فرضها علينا (لِيَجزی الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالحُسْنَى) . [ النجم : 31](1)

2 . خلقنا الله لنكون من عباده الصالحين (الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) [ المؤمنون: (11)، (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) [المؤمنون: (60)، ومن الذين يُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ وَهُمْ لَا سَابِقُونَ). [المؤمنون: 61](2)

3. لم يخلق الله العباد ليدفع عن نفسه السوء، أو يحصل بهم على المنفعة، بل خلقهم إثباتاً لقدرته على خلق أمثالهم ، واحتجاجاً بهم على من ينكر النشأة الأخرى، والكشف عن هذه الحقيقة بأنّ القادر على خلق شيء من العدم قادر على إعادتها بعد الموت والفناء.(3)

الدعاء

اشارة

1 . إنّ الله هو الملجأ الحقيقي الوحيد للدعاء وطلب الحوائج . (4)

ص: 153


1- «اللّهم ... إنّك خلقتنا وأمرتنا ونهيتنا، ورغّبتنا في ثواب ما أمرتنا ورهّبتنا عقابه». [دعاء 25] يصلح شأنهم، ويبلو أخبارهم، وينظر كيف هم في أوقات طاعته، ومنازل فروضه، ومواقع أحكامه، ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا، ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى». [دعاء 6]
2- دعاء 44 .
3- «يا إلهي نفسي التي لم تخلقها لتمتنع بها من سوء، أو لتطرّق بها إلى نفع، ولكن أنشأتها إثباتاً لقدرتك على مثلها واحتجاجاً بها على شكلها». [دعاء 39]
4- «ليس لحاجتي مطلب سواك». [دعاء 12]، «فلا أدعو سواك». [دعاء 51]، «إلهي ... لك أدعو». [دعاء 52]

2 . إنّ الله هو الملجأ الحقيقي للبوح بأسرارنا عنده تعالى. (1)

3. يجب أن يكون ملجؤنا الوحيد عند الدعاء وطلب الحوائج هو الله، بحيث نجعل الله عزّوجل المتولّي لحاجاتنا والقيّم عليها والمتصرف بها . (2)

4. يلازم طلب الحوائج من الآخرين - بصورة عامة - الشعور بالفقر والاحتياج، ولهذا ينبغي الدعاء من الله ليصون ماء وجهنا عن الطلب من الآخرين، ويجنبنا التماس ما عندهم ولا سيما الفاسقين منهم. (3)

الدعاء عبادة :

الدعاء عبادة، وتركه ،استكبار ، وعاقبة المستكبرين الدخول في النار، وقد قال تعالى: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ). [غافر: 60](4)

الدعاء نعمة:

1 . الالتجاء إلى الله والسؤال منه تعالى عند الحاجة بحدّ ذاته نعمة إلهية، وعلينا أن نمدّ أيدينا إلى الله بالدعاء ليمنحنا هذه النعمة، ويوفّقنا لنكون ممن

ص: 154


1- «وحيث ما كنت وضعت عندك سرّي». [دعاء 51]
2- «فأنت يا مولاي دون كلّ مسؤول موضع مسألتي، ودون كلّ مطلوب إليه ولي حاجتي، أنت المخصوص قبل كلّ مدعو بدعوتي لا يشركك أحد في رجائي، ولا يتّفق أحد معك في دعائي، ولا ينظمه وإياك ندائي». [دعاء 28]
3- «وصن وجهي عن الطلب إلى أحد من العالمين، وذبني [ أي : امنعني ] عن التماس ما عند الفاسقين». [دعاء 47]
4- «... فسمّيت دعاءك عبادة، وتركه استكبار، وتوعّدت على تركه دخول جهنم داخرين [ أي أذلاء صاغرين]». [دعاء 45]

يتوجّه إليه تعالى دائماً بالسؤال عند الحاجة والتضرع إليه عند المسكنة. (1)

2. من نعم الله علينا أنّه فسح لنا مجال التحدّث معه، وطلب حوائجنا منه متى وأين ما شئنا. (2)

3. يحبّ الله أن ينفرد له العبد بعيداً عن الناس، ويناجيه في الليل والنهار، وإذا وجد العبد بأنّه لا يمتلك الدافع لهذه المناجاة، فعليه أن يتوسّل بالدعاء فيطلب من الله أن يزيّن ويرّغب له هذه العبادة. (3)

آدب الدعاء:

1 . القصد بالرغبة بحيث تصرف هذه الرغبة نظرنا عن غيره تعالى، وينبغي أن تكون رغبتنا في مسألة الله مثل رغبة أولياء الله في مسألتهم . (4)

(4) وإذا عشنا حين الدعاء حالة الرغبة بما عند الله، فسيكون لهذه الرغبة التأثير الكبير في استجابة دعائنا . (5)

وتتجسّد نهاية هذه الرغبة في الإقبال على الله بكلّ الوجود، بحيث يعيش الإنسان حالة كمال الانقطاع إلى الله، ولا يشغله شيء أبداً عن الله عزّ وجل. (6)

2. الرجاء بالله، والثقة بأنّه تعالى لا يخيّب رجاء من رجاه . (7)

ص: 155


1- «اللّهم اجعلني ... أسالك عند الحاجة، وأتضرع إليك عند المسكنة». [دعاء 20]
2- «وأسألك كلّما شئت من حوائجي». [دعاء 51]
3- «وزين لي التفرّد بمناجاتك بالليل والنهار». [دعاء 47]
4- «فقصدتك يا إلهي بالرغبة [دعاء 13 ] ، اللهم اجعل رغبتي في مسألتي مثل رغبة أوليائك في مسائلهم». [دعاء 54]
5- «إنّي إليك من الراغبين». [دعاء 47 ]
6- «اللهم ... أقبلت بكلّي عليك». [دعاء 28]
7- «وأوفدت عليك رجائي بالثقة بك». [دعاء 13]

3. العلم بأنّ الكثير الذي نسأله من الله قليل إزاء عظمة ثروته تعالى، وأنّ عظيم ما نطلبه من الله حقير إزاء وسع عطائه عزّ وجل . (1)

4 . العلم بأنّ كرم الله لا يضيق عن سؤال أحد، وأن يد الله بالعطايا أعلى من كلّ يد، وتبلغ عظمة جوده واتّساع إحسانه حدّاً يحيط كلّ الخلائق . (2)

5 . الطلب من الله تعالى:

أن يتعامل معنا بفضله؛ ليشملنا كرمه وإحسانه بمقتضى فضله.

وأن لا يتعامل معنا بعدله؛ لأنّنا سنستحق الحرمان بمقتضى عدله .(3)

6 . العلم بأنّ الله يجيب دعاءنا، وهو قريب من ندائنا، ويرحم تضرعنا، ويسمع صوتنا، ولا يقطع رجاءنا، وهو الذي يسهّل لنا أمورنا العسيرة . (4)

. الدعاء من الله ليقدّر لنا ما هو حسن في جميع الأمور. (5)

.. الالتفات إلى هذه الحقائق:

*لا ربّ لنا غير الله .

*لا ولي لنا دون الله.

*لا منقذ لنا من الله إلّا الله.

ص: 156


1- «علمت أنّ كثير ما أسالك يسير في وجدك، وأنّ خطير ما أستوهبك حقير في وسعك». [دعاء 13]
2- «علمت ... أنّ كرمك لا يضيق عن سؤال أحد ، وأن يدك بالعطايا أعلى من كلّ يد». [دعاء 14]
3- «احملني بكرمك على التفضّل، ولا تحملني بعدلك على الاستحقاق». [دعاء 13]
4- كن لدعائي مجيباً، ومن ندائي قريباً، ولتضرعي راحماً، ولصوتي سامعاً، ولا تقطع رجائي عنك». [دعاء 13]
5- «تولّني بنجح طلبتي ... وحسن تقديرك لي في جميع الأمور». [دعاء 13]

*لا ملجأ لنا من الله إلّا إلى الله . (1)

9. ينبغي أن يكون دعاؤنا في حالة الرخاء مشابهاً لدعائنا في حالة الشدّة؛ لأنّ حالة الرخاء - بصورة عامة - تدفعنا إلى الغفلة عن ذكر الله، وقلّة الاندفاع بشوق وإخلاص في الدعاء.

ولهذا ينبغي علينا الاستعانة بالله لتشملنا الألطاف الإلهية، فيكون إخلاص توجهنا نحو الله في حالة الرخاء مشابهة لحالة الشدّة والاضطرار؛ فيكون دعاؤنا من الله في الرخاء كدعاء المخلصين المضطرين في حالة الشدّة. (2)

10 . يجدر بالعبد الذي يتقدّم نحو الله بالدعاء أن يعترف ويشهد على نفسه أمام الله عزّ وجل بأنّه العبد المسكين، المستكين، الضعيف، الضرير، الحقير، المهين، الفقير، الخائف، المستجير الذي لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً إلّا به تعالى، ثُمّ يطلب من الله أن ينجز له ما وعده، ويتم له ما آتاه، وأن يكون برحمة الله أوثق منه بعمله. (3)

ص: 157


1- «سؤال من لا ربّ له غيرك، ولا ولي له دونك، ولا منقذ لنا منك، ولا ملجأ لنا منك إلّا إليك». [دعاء 52]
2- «اللّهم... اجعلني ممن يدعوك مخلصاً في الرخاء دعاء المخلصين المضطرين لك في الدعاء». [دعاء 22]
3- «إلهي أصبحت وأمسيت عبداً داخراً لك، لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلّا بك، أشهد بذلك على نفسي، وأعترف بضعف قوّتي وقلّة حيلتي، فأنجز لي ماوعدتني، وتمتم لي ما آتيتني، فإنّني عبدك المسكين المستكين، الضعيف، الضرير، الحقير، المهين، الفقير،الخائف، المستجير». [دعاء 21] ، اللّهم إليك تعمّدت بحاجتي، وبك أنزلت اليوم فقري وفاقتي و مسكنتي، وإنّي بمغفرتك ورحمتك أوثق مني بعملي». [دعاء 48]، «فإنّي لم آتك ثقة مني بعمل صالح قدّمته». [دعاء 48]

أهم موارد الدعاء:

1 . في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة. (1)

2. البصيرة في قلوبنا بحيث ندرك من خلالها محاسن الأمور وقبحها. (2)

3. الخوف والخشية من الله تعالى. (3)

4. القوّة على أداء ما أمرنا الله به من طاعته، والاجتناب عما نهانا عنه من معصيته .(4)

5 . يفتح الله لنا أبواب توبته ورحمته ورأفته ورزقه الواسع. (5)

6 . السلامة في الدين والبدن . (6)

7. الوقاية من عذاب النار . (7)

8. الجنّة. (8)

9. النفاذ في أمورنا. (9)

1. الصحة. (10)

ص: 158


1- «اللّهم ... آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة». [دعاء 25]
2- «اللّهم ... امنن عليّ ... بالبصيرة في قلبي». [دعاء 23]
3- «اللّهم ... امنن علي... الخشية لك والخوف منك». [دعاء 23]
4- «اللّهم ... امنن علي... القوة على ما أمرتني به من طاعتك، والاجتناب لما نهيتني عنه من معصيتك». [دعاء 23]
5- «وافتح لي أبواب توبتك ورحمتك ورأفتك ورزقك الواسع». [دعاء 47]
6- «اللّهم ... امنن علي... بالسلامة في ديني وبدني». [دعاء 23]
7- «اللّهم ... قنا عذاب النار». [دعاء 25]
8- «اللّهم ... احللني بحبوحة جنّتك». [دعاء 41]
9- «اللّهم ... امنن علي... النفاذ في أموري». [دعاء 23]
10- «اللّهم ... امنن عليّبالصحة». [دعاء 23]

11. الأمن.(1)

12. الحج والعمرة وزيارة قبر رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم وقبور آله في كلّ عام.(2)

وأبرز الأمور الأخرى التي ينبغي علينا أن نطلبها من الله ليجمعها لنا هي: الغنى، العفاف السعة في العيش المعافاة والطمأنينة. (3)

وعموماً: ينبغي أن نطلب من الله أموراً:

1. نرغب فيها .

2 . لنا العذر في طلبها منه تعالى.

3 . نحصل بها على الخير والعافية . (4)

العوامل المحفّزة على الدعاء:

1 . ما يمنعنا عن التوجّه إلى الله بالدعاء والمسألة منه، أنّه تعالى:

الف أمرنا فأبطأنا عن تنفيذ أمره.

ب. نهانا فأسرعنا إلى ارتكاب نهيه.

ج. أنعم علينا فقصّرنا في شكره.

ولكن ما يدفعنا إلى التوجّه إليه تعالى بالدعاء والمسألة أنّه تعالى دأبه التفضّل على من يقبل بوجهه إليه، ويتوجه بحسن ظنّه إليه.

ص: 159


1- «اللّهم ... امنن عليّ... بالسلامة». [دعاء 23]
2- «اللّهم ... امنن علي... زيارة قبر رسولك ... وآل رسولك أبداً ما أبقيتني في عامي هذا وفي كلّ عام». [دعاء 23]
3- «واجمع لي الغنى والعفاف والدعة والمعافاة والصحة والسعة والطمأنينة والعافية». [دعاء 47]
4- «اللّهم هذه حاجتي فأعظم فيها رغبتي، وأظهر فيها عذري، ولقني فيها حجتي، وعاف فيها جسدي». [دعاء 54]

ومن هنا فإن «تفضّل الله تعالى وإحسانه وكرمه وجوده وعطائه» هو الذي يخترق جميع الحواجز التي بيننا وبين الله، ويدعونا إلى طلب حوائجنا منه تعالى. (1)

2. ما يحفّزنا نحو الدعاء أنه تعالى لا يصعب عليه استجابة دعائنا، ولا يحيطه العجز لتلبية طلباتنا . (2)

3 . قال تعالى: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر: 60]، وهذا ما يدفعنا إلى التوجه نحوه تعالى بالدعاء وطلب الاستجابة منه انجازاً لما وعدنا به من الإجابة. (3)

4. إنّ الله جواد وكريم ولا يصعب عليه أبداً استجابة أيّ دعاء، وهذا ما يدفعنا إلى الدعاء وطلب حوائجنا منه تعالى. (4)

5 . ينبغي علينا الالتفات عند الدعاء إلى هذه الحقيقة بأنّ كلّ شيء على الله يسير، وهذا ما يجعلنا أكثر أملاً باستجابة دعواتنا. (5)

التأخير في استجابة الدعاء:

1 . قد يؤخّر الله استجابته لدعائنا لوجود بعض المصالح الخافية علينا، فيدفعنا هذا التأخير إلى اليأس عن الإجابة، ولكنّنا ينبغي السؤال منه تعالى بأن لا

ص: 160


1- «اللّهم إنّه يحجبني عن مسألتك خلال [أي صفات] ثلاث، وتحدوني [ أي : تبعثني ] عليها خلّة [ أي : صفة ] ،واحدة يحجبني أمر أمرت به فأبطأت عنه، ونهيتني عنه فأسرعت إليه، ونعمة أنعمت بها عليّ فقصرت في شكرها، ويحدوني على مسألتك تفضّلك على من أقبل بوجهه إليك، ووفد بحسن ظنّه اليك». [دعاء 12]
2- «إنّك غير ضائق بما تريد، ولا عاجز عما تسأل». [دعاء 46]
3- «اللّهم فها أنا ذا قد جئتك مطيعاً لأمرك فيما أمرت به من الدعاء، متنجزاً وعدك فيما وعدت به من الإجابة، إذ تقول: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)»
4- «فأسألك بجودك وكرمك وهوان [أي: سهولة ] ما سألتك عليك». [دعاء 48]
5- «... ذلك عليك يسير». [دعاء 21]

يجد اليأس مدخلاً للتوغل في نفوسنا عند تأخير استجابته لدعائنا. (1)

2 . ينبغي للداعي عند تأخير إجابة دعائه الحذر لئلا يكون هذا التأخير سبباً لتسرّب حالة اليأس في نفسه إزاء العدل الإلهي. (2)

التوجّه إلى غير الله بالدعاء:

1 . إنّ الملبّي الحقيقي لحوائجنا هو الله، ومن سوّلت له نفسه التوجه إلى غير الله ظانّاً بأنّ ذلك الغير قادر على قضاء حاجته من دون إذن الله فقد أخطأ، وهو بحاجة إلى:

الف. التذكير الإلهي ليصحو من غفلته.

ب. التوفيق الإلهي ليقوم بتصحيح زلّته.

ج. التسديد الإلهي ليحجم عن المضي في عثرته.

ليعي كيف يسأل محتاج محتاجاً؟

وأنّى يرغب الفقير الذي لا يملك شيئاً إلى نظيره؟

فيقصد الله لطلب حوائجه .(3)

ص: 161


1- «اللّهم ... لا تجعلني ... آيساً من إجابتك لي وإن أبطأت عنّي». [دعاء 21]
2- «اللهم لا تفتني [أي: لا تمتحني] ب-القنوط [أي: باليأس ] من إنصافك [أي :عدلك]». [دعاء 14]
3- «اللّهم ولي إليك حاجة ... سوّلت لي نفسي رفعها إلى من يرفع حوائجه إليك، ولا يستغني طلباته عنك، وهي زلّة من زلل الخاطئين، وعثرة من عثرات المذنبين، ثُمّ انتبهت بتذكيرك لي من غفلتي، ونهضت بتوفيقك من زلّتي، ورجعت ونكصت بتسديدك عن عثرتي، وقلت: سبحان ربّي، كيف يسأل محتاج محتاجاً؟ وأنى يرغب مُعدِم إلى معدم؟ فقصدتك يا إلهي». [دعاء 13]، «لا توجّهني في حاجتي هذه وغيرها إلى سواك، وتولّني بنجح طلبتي وقضاء حاجتي ونيل سؤلي قبل زوالي عن موقفي هذا بتيسيرك لي العسير». [دعاء 13]

2 . إنّ الله منتهى مطلب الحاجات، فإذا توجّهنا في قضاء حوائجنا إلى غير الله، علينا معرفة هذه الحقيقة بأن أسباب قضاء كلّ الحوائج بيد الله عزّ وجل، ولا تقضى أيّة حاجة إلّا بإذنه تعالى . (1)

3 . إذا ترك الإنسان السؤال من الله وتوجّه بالخضوع للسؤال من غير الله والتضرع إلى غيره تعالى، فإنّه سيستحق بذلك الخذلان والمنع والإعراض من قبل الله تعالى. (2)

4. إنّ الله هو الوحيد القادر على تلبية جميع طلبات العباد، ولهذا يكون مصير الوافدين على غيره تعالى هو الفشل والخيبة والضياع والخسران. (3)

5. علينا الدعاء من الله لئلا يبتلينا بالخضوع للسؤال من غيره تعالى عند الافتقار ، وأن لا يفتننا بالتضرّع إلى غيره تعالى عند الرهبة. (4)

الدعاء للآخرين:

1 . ينبغي علينا - كما ندعو لأنفسنا - أن نطلب مثل ذلك لجميع المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات في عاجل الدنيا وآجل الآخرة. (5)

ص: 162


1- «اللّهم يا منتهى مطلب الحاجات». [دعاء 13]
2- «اللّهم ... لا تفتني ... بالخضوع لسؤال غيرك .... فأستحق بذلك خذلانك ومنعك وإعراضك». [دعاء 20]
3- «خاب الوافدون على غيرك، وخسر المتعرّضون إلّا لك، وضاع الملمون إلّا بك، وأجدب المنتجعون إلّا من انتجع فضلك». [دعاء 46]
4- «اللّهم ... لا تفتني ... بالخضوع لسؤال غيرك إذا افتقرت، ولا بالتضرع إلى من دونك إذا رهبت». [دعاء 20]
5- «اللّهم ... أعط جميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات مثل الذي سألتك لنفسي ولولدي في عاجل الدنيا وآجل الآخرة». [دعاء 25]

2. عندما نتوجّه بالدعاء إلى الله ونطلب منه الخير لأنفسنا، فعلينا أن نطلب ذلك لسائر المؤمنين كما إذا طلبنا من الله شيئاً لسائر المؤمنين، فعلينا أن نسأل الله ليرزقنا مثل ذلك ، وأن يجعل لنا أو فى الحظوظ فيما رزق المؤمنين به، وأن يشركنا فيصالح دعاء عباده المؤمنين، فنحظى بذلك المزيد من الخير والعطاء الإلهي . (1)

ويحسن بنا عند الدعاء أن نذكر جميع المؤمنين بخير، ونطلب من الله المغفرة والرضوان لهم، ولا سيّما:

1 . الذين اتّبعوا الرسل، وصدقوا ما جاؤوا به من رسالات تشتمل على أخبار الغيب.

2. الذين صمدوا واستقاموا وأعلنوا إيمانهم رغم وجود تيارات معاكسة من قبل المعاندين والمكذبين.

3 . الذين عاشوا بقلوبهم المتلهفة لحقائق الإيمان حالة الشوق إلى المرسلين في کل دهر و زمان أرسل الله فيه رسولاً.

4 . الذين كانوا من أئمة الهدى وقادة أهل التقى . (2)

أثر الدعاء:

1 . الدعاء سلاح المؤمن، وهو أفضل وسيلة للتحرّز من شماتة الأعداء

ص: 163


1- «اللّهم ... ارزقني مثل ذلك منهم، واجعل لي أو فى الحظوظ فيما عندهم». [دعاء 26]، «أسألك اللّهم ... أن تشركنا في صالح من دعاك في هذا اليوم من عبادك المؤمنين». [دعاء 48]
2- «اللّهم وأتباع الرسل ومصدّقوهم - من أهل الأرض - بالغيب عند معارضة المعاندين لهم بالتكذيب والاشتياق إلى المرسلين بحقائق الإيمان في كلّ دهروزمان أرسلت فيه رسولاً وأقمت لأهله دليلاً من لدن آدم إلى محمّد صلى الله عليه وآله من أئمة الهدى وقادة أهل التقى على جميعهم السلام، فاذكرهم منك بمغفرة ورضوان». [دعاء 4]

والتخلّص منهم ومن ظلمهم وإذلالهم إيّانا. (1)

2. الدعاء وسيلة نحصل به على كلّ الخير، ومن هذا الخير التوفيق الإلهي للسير في الطريق الذي من سكنه عاش في ظلّ الرعاية والأمن الإلهي. (2)

3. إنّ الله تعالى إحسان وفضل خاص لا نناله إلّا بالدعاء.(3)

4 . ما نأمله من الدعاء نيل السعادة ممّا يعطينا الله، وما يزوّدنا من الدنيوي والأخروي .(4)

5 . إنّ الرحمة الإلهية أقرب إلى الداعي من غيره. (5)

6 . سعينا الشديد في الدعاء والتضرع يؤدّي إلى فكاك رقابنا من النار. (6)

موارد لزوم الدعاء:

1 . إذا كانت لنا حاجة، وبذلنا كلّ وسعنا وطاقتنا، واستخدمنا كلّ إمكانياتنا لقضائها، فلم نصل إلى مبتغانا، فسيكون الحلّ الوحيد في هذه الحالة، هو الالتجاء إلى الله لقضائها . (7)

ص: 164


1- «ولا تشمت بي عدوّي، ولا تمكنه من عنقي، ولا تسلّطه عليّ». [دعاء 48]
2- «اللّهم ... وجّهني في مسالك الآمنين». [دعاء 41]
3- «وأجزل [أي: أكثر ] لي قسم المواهب :[ أي ما تقسمه من نعمائك ] من نوالك [أي : عطائك]، ووفّر عليّ حظوظ الإحسان من إفضالك». [دعاء 47]
4- وتفضّل عليّ به، وأسعدني مما تعطيني منه ، وزدني من فضلك وسعة ماعندك، فإنّك واسع كريم، وصل ذلك بخير الآخرة ونعيمها». [دعاء 48]
5- هل أنت - يا إلهي - راحم من دعاك فأبلغ في الدعاء؟». [دعاء 16]
6- «... ومنازلتي إياك [ أي سعيي الشديد ] في فكاك رقبتي من نارك، وإجارتي [أي: حمايتي] مما فيه أهلها من عذابك». [دعاء 47]
7- «اللّهم ولي إليك حاجة، قد قصر عنها جهدي، وتقطعت دونها حيلي». [دعاء 13]

2. عندما نواجه السبل الموصدة أمام قضاء حوائجنا، وتخيب آمالنا لنيل مبتغياتنا، لا يكون لنا طريق إلّا طلب حوائجنا من الله تعالى، وسيكون الله عزّوجل ملجؤنا الوحيد لنيل ما نبتغيه. (1)

استجابة الدعاء:

1 . طلب الله منا التوجّه إليه بالدعاء ، فقال تعالى: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) غافر: 60] ، وما علينا سوى اغتنام الفرصة وتلبية هذا النداء الإلهي والتوجه إليه تعالى بصدق وإخلاص . (2)

2 . يسمع الله من يشكو إليه همومه وغمومه ويصغي إلى نجواه، ويستجيب دعائه. (3)

3. يستقبل الله طلبات الخلق جميعاً، ويستمع إلى مسائلهم واحتياجاتهم، ولا ترهقه أو تتعبه كثرة الطلبات أبداً. (4)

4. استجابة دعائنا عمل سهل ويسير على الله تعالى . (5)

5 . استجابته تعالى لدعائنا لا تؤثر في خزائن ملكه ولا تنقص من قدرته، وإنّما يتعامل الله مع عباده بمنتهى الفضل والإحسان وهو على كلّ شيء قدير. (6)

ص: 165


1- «يا من عنده نيل الطلبات». [دعاء 13]
2- «وأنا - يا إلهي - عبدك الذي أمرته بالدعاء، فقال : لبيك وسعديك، ها أنا ذا يا ربّ مطروح بين يديك». [دعاء 16 ] ، ودعوك بأمرك». [دعاء 45]
3- «تسمع من شكا إليك». [دعاء 51]، «اسمع نجواي واستجب دعائي». [دعاء 46]
4- «يا من لا يُعنِّيه دعاء الداعين». [دعاء 13]
5- «وتولّ قضاء كل حاجة هي لي بقدرتك عليها، وتيسير ذلك عليك». [دعاء 48]
6- «... فإنّ ذلك لا يضيق عليك في وجدك، ولا يتكادك في قدرتك وأنت على كلّ شيء قدير». [ دعاء 49]

6 . لا يبخل الله في استجابة طلباتنا، بل دأبه تعالى الإصغاء إلى دعواتنا والتفضّل علينا بما فيه المصلحة لنا، ونعمه تعالى علينا في جميع الأحوال والأحيان سابغة. (1)

7. أمرنا الله بالدعاء، وضمن لنا الإجابة، فقال تعالى: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر: 60]، ولهذا ينبغي أن يكون توقعنا عند الدعاء أنه تعالى سيقضي حوائجنا، بل سيعطينا - عند اقتضاء المصلحة - كلّ ما سألناه، ولا يحجب دعاءنا عنه. (2)

8. لا يخيّب الله طلب من يتوجه إليه تعالى بانقطاع تام، وإدراك كامل بأنّ المعطي الحقيقي هو الله عزّوجل فحسب، ولا يخذل الباري سبحانه العبد الذي لا يستغني عنه بأحد دونه، والذي لا يقصد في حاجته - أوّلاً وبالذات - إلّا الله عزّ وجل. (3)

9. دأب الله عزّوجل : تلبية رغبات الراغبين إليه وإن كانوا يستحقون المنع، والتفضّل على السائلين وإن كانوا يستحقون الحرمان. (4)

ص: 166


1- «إلهي ما وجدتك بخيلاً حين سألتك، ولا منقبضاً حين أردتك، بل وجدتك لدعائي سامعاً، ولمطالبي معطياً، ووجدت نعماك عليّ سابغة في كلّ شأن من شأني وكل زمان من زماني». [دعاء 51]
2- «يا من ضمن لهم [أي لعباده ] إجابة الدعاء». [دعاء 12]، «اللهم أعطني كل سؤلي، واقض لي حاجتي، ولا تمنعني الإجابة وقد ضمنتها لي، ولا تحجب دعائي عنك وقد أمرتني به». [دعاء 25]
3- «إلهي لا تخيّب من لا يجد معطياً غيرك، ولا تخذل من لا يستغني عنك بأحد دونك». [دعاء 16]
4- «ما أنا بأوّل راغب رغب إليك فأعطيته وهو يستحق المنع ، ولا بأوّل سائل سألك فأفضلت عليه وهو يستوجب الحرمان». [دعاء 13]

10 . إنّ الله أكرم المسؤولين. (1)

.11 . لا يحقّر الله أهل الحاجة إليه . (2)

12 . من يقصد الله ويتوجّه إليه ويلتمس منه حوائجه الدينية والدنيوية، فإنّه سيجد اللطف والرحمة والعناية الإلهية . (3)

13 . إنّ الله رحيم بمن يتوجّه إليه بالدعاء والمسألة، ومستجيب لمن يتوجّه إليه بالنداء وطلب الحاجة. (4)

14 . إنّ الله يستجيب دعاءنا بتوفيقه ورحمته.(5)

15 . لا يُيئس الله من عطائه المتوجّهون إليه . (6)

16 . يتعامل الله معنا بفضله بخلاف تعاملنا معه، منها:

بستجيب الله دعاءنا بلا تأخير ويغدق علينا من رحمته ما فيه المصلحة لنا.

ولكن عندما يدعونا الله إليه، فإنّنا نتأخّر في إجابته. (7)

سرعة استجابة الدعاء:

1 . إنّ للمؤمنين الأبرار ولأهل الخصوصية والعلاقة الوثيقة مع الله مكانة خاصة بحيث لا يواجه الله دعاء هؤلاء بالردّ وعدم الاستجابة.(8)

ص: 167


1- «إنّ الله أكرم المسؤولين». [دعاء 32]
2- «يا من لا يحقر أهل الحاجة إليه». [دعاء 46]
3- «فمن التمسك لدين أو دنيا وجدك». [دعاء 47]
4- «اللّهم إنك رحيم بمن دعاك، ومستجيب لمن ناداك». [دعاء 11]
5- «اللّهم أعطنا جمیع ذلك بتوفيقك ورحمتك». [دعاء 25]
6- «لا ييأس من عطائك المتعرّضون». [دعاء 46]
7- «أدعك فتجيبني وإن كنت بطيئاً حين تدعوني». [دعاء 51]
8- «يا من لا يجبه بالرد أهل الدالة عليه». [دعاء 46]

2. «وعد الله المضطرين» بإجابة دعائهم، وقال تعالى: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) . [ النمل : 62](1)

3. لا يخيب الله طلب الملحين عليه . (2)

4. من العوامل المؤدّية إلى سرعة استجابة الدعاء هي إبداء الداعي لفقره وفاقته أمام الله واعترافه بغنى الله عنه.(3)

5 . استجابة الدعاء أقرب إلى من يتضرع ويبتهل ويتذلّل إلى الله ويطرح نفسه بين يديه . (4)

6 . يستجيب الله دعاء من يسأله ويطلب إليه ويرغب فيه . (5)

7. كلّ من يبتغي استجابة دعائه والفوز بمسألته عليه أن يسأل الله ليجعله ممن ينتهي طلبه إلى النجاح ونيل المطلوب (6)

عدم استجابة الدعاء:

1 . من أسباب عدم استجابة الدعاء أن يجعل العبد الله ضدّاً ومخالفاً أو يدعو مع الله نداً ومماثلاً . (7)

ص: 168


1- «وعرّفني ما وعدت من إجابة المضطرين». [دعاء 14]
2- «يا من لا يخيب الملحين عليه . [ دعاء 46]، ولا تخذلني عند فاقتي إليك». [دعاء 47]
3- «وبفقري إليك وغناك عنّي». [دعاء 48]
4- «ارحم تضرعنا إليك، وأغننا إذ طرحنا أنفسنا بين يديك». [دعاء 10]
5- «استجب لي جميع ما سألتك وطلبت إليك ورغبت فيه إليك». [دعاء 48]، «اقض حاجتي وانجح طلبتي». [دعاء 12]
6- «اللّهم ... اجعلني ... من ... المنجحين بالطلب إليك». [دعاء 25]
7- «اللّهم ... لا ترد دعائي عليّ رداً، فإنّي لا أجعل لك ضدّاً ولا أدعو معك ندّاً». [دعاء 20]

2 . نستعين على قضاء حوائجنا بالدعاء، وتمام الدعاء الطلب منه تعالى بأن لا يواجه دعاءنا بالرفض وعدم القبول، بل يستجيب دعاءنا ويوفّقنا إلى العودة إليه مرّة أخرى للدعاء وطلب الحوائج . (1)

3 . مادمنا نعيش حالة العناد في معصية الله، فإنّه تعالى سيواجهنا بردّ تكون نتيجته إلحاق الضرر بنا . (2)

الدعاء النافع:

1. من نعم الله علينا أن يهب لنا وعياً يؤدّي إلى رفع مستوى أدعيتنا، لتكون من أدعية المصلحين لا من أدعية أصحاب الأفق الضيّق الذين يطلبون من الله ما ليس بمصلحتهم ومصلحة غيرهم .(3)

2. تحتّم علينا الرؤية ذات الأفق الواسع أن لا نقتصر على طلب الأمور التي نراها صالحة لأنفسنا، بل نطلب من الله أن يفعل بنا ما هو الأصلح لنا؛ لأنه تعالى أعلم بنا بما هو أنفع لأمر دنيانا وآخرتنا. (4)

3. قد نعيش حين الدعاء حالة الغفلة عن طلب ما يصلحنا في أمر دنيانا وآخرتنا، وقد ننسى سؤال ما هو خير لنا، ولهذا تتطلب منا الرؤية الشمولية أن نطلب من الله أن يمن علينا بكل ما هو نافع لنا في الدنيا والآخرة، وأن يتفضّل

ص: 169


1- «لا تجبهني بالردّ في مسألتي، وأكرم من عندك منصرفي، وإليك منقلبي. [دعاء 46]
2- «ولا تجبهني [ أي: لا تردني] بما جبهت به المعاندين لك». [دعاء 47 ]
3- «اللّهم ... اجعلني في جميع ذلك من المصلحين بسؤالي إياك». [دعاء 25]
4- «اللّهم قد تعلم ما يصلحني من أمر دنياي وآخرتي، فكن بحوائجي حفيّاً [أي :معتنياً بها]». [دعاء 22]

علينا بكلّ خير أظهره أو أخفاه، أعلنه أو أسرره. (1)

4. قد نغفل وننسى بعض متطلباتنا واحتياجاتنا عند الدعاء من الله تعالى، ولهذا علينا أن نسأل الله ليتفضّل علينا، فيرزقنا أيضاً ما غفلنا عنه ففاتنا ذكره ونسينا بيانه في الدعاء. (2)

الدنيا

الدنيا متجر أولياء الله:

1 . جعل الله الحياة الدنيا متجراً للعباد، فقدّر إزاء أداء الطاعات وفعل الصالحات الربح الوافر المتمثل بحسن الجزاء، ودعا العباد إلى تجارة لن تبور،وهذا ما يحتّم علينا الدعاء من الله ليجعلنا من الرابحين في هذه التجارة . (3)

2.كلّ ما نبتغيه في حياتنا كهدف أساسي خُلقنا من أجله هو نيل الأمور الحسنة، ولهذا ندعو الله عزّ وجل: «ربّنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة». (4)

3. الحياة الدنيا ليست إلّا فرصة قصيرة وفّرها الله لنا لننتهزها كفرصة ونملأها بطاعة الله وعبادته . (5)

ص: 170


1- «اللّهم ... امنن عليّ بكلّ ما يصلحني في دنياي وآخرتي، ما ذكرت منه وما نسيت، أو أظهرت أو أخفيت، أو أعلنت أو أسررت». [دعاء 25]
2- «اللّهم ... اسمع [أي: استجب ] لنا ما دعونا به، وأعطنا ما أغفلناه، واحفظ لنا مانسيناه». [دعاء 17]
3- اللّهم اجعلني من «الرابحين في التجارة عليك». [دعاء 25]
4- «اللّهم ... آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة». [دعاء 20]
5- «اللّهم ... استعملني بطاعتك في أيام المهلة». [دعاء 20]

حبّ الدنيا:

ينبغي أن ننزع من قلوبنا حبّ الدنيا المتّصفة بالأمور التالية:

1 . الدنيا الدنية.

2. الدنيا التي تنهى عن نيل ما عند الله من أجر وثواب.

3. الدنيا التي تصدّ عن ابتغاء الوسيلة إلى الله.

4. الدنيا التي تدفع الإنسان إلى الغفلة عمّا يقرّبه من الله . (1)

عند تعارض الدين والدنيا :

إذا دار بنا الأمر بين مفترق طرق، يؤدّي أحدهما إلى انتقاص ديننا وتخلّينا عن التزاماتنا الشرعيّة، ويؤدّي الآخر إلى انتقاص دنيانا وذهاب بعض منافعنا الدنيوية، فعلينا أن نفضّل ديننا على دنيانا، ونختار خسارة مصالحنا الدنيوية، ولا نسمح لأنفسنا إلحاق الضرر بمصالحنا الأخروية الباقية. (2)

ذكر الله

اشارة

ينبغي علينا أن نجدّد ذكرنا الله، ولا سيّما عند انتباهنا بأنّا نعيش حالة الغفلة وحالة النسيان لنعم الله تعالى، فنبادر إلى ثناء الله والاعتراف بما أحسن إلينا. (3)

ص: 171


1- «انزع من قلبي حبّ دنيا دنية تنهى عما عندك، وتصدّ عن ابتغاء الوسيلة إليك، وتذهل عن تقرب منك». [دعاء 47]
2- «اللّهم ومتى وقفنا بين نقصين في دين أو دنيا، فأوقع النقص بأسرعهما فناء، واجعل التوبة [ أي رجوعنا واهتمامنا] في أطولهما بقاء». [دعاء 9]
3- «لا تنسني ذكرك، ولا تذهب عنّي شكرك، بل الزمنيه في أحوال السهو عند غفلات الجاهلين لآلائك، وأوزعني أن أثني بما أوليتنيه، وأعترف بما أسديته إلي». [دعاء 47]

1 . ينبغي علينا عدم نسيان ذكر الله خلال تمتّعنا بنعمه وخيراته، وعدم عن إحسانه تعالى عندما يشملنا بألطافه وجميل صنعه، سواء كنّا في سعة أو شدّة، عافية أو بلاء، بؤس أو نعماء، فقر أو غنى.(1)

2. ينبغي علينا استبدال ذكر الأمور التافهة بذكر الأمور المهمة كذكر عظمة الله والتفكّر في قدرته تعالى . (2)

3. أفضل حلّ لحالة نسيان الاهتمام بطاعة الله هو توفير الأجواء المناسبة التي تأخذ بقلوبنا إلى ذكر الله عزّ وجل والرغبة في طاعته تعالى . (3)

من آثار ذكرنا الله تعالى:

ذكر الله شرف للذاكرين؛ لأنّ الذكر يذكره الله ، وقد قال تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) البقرة : 52]، وبه تعلو منزلة الشاكر وينال الشرف والرفعة، ولهذا علينا أن نشغل قلوبنا بذكر إلهي لا يزاحمه ذكر شيء من الأمور الدنيوية. (4)

نيل التوفيق لذكر الله :

لا يستطيع الإنسان أن يذكر الله إلّا أن يتفضّل الله عليه ويوفقه إلى ذلك.(5)

ص: 172


1- «اللّهم لا تجعلني ناسياً لذكرك فيهما أوليتني [أي أعطيتني ]، ولا غافلاً لإحسانك فيما أبليتني». [دعاء 21]
2- «ذكراً لعظمتك وتفكّراً في قدرتك». [دعاء 20]
3- «وأشرب قلبي عند ذهول العقول طاعتك». [دعاء 47]
4- «يا من ذكره شرف للذاكرين ... اشغل قلوبنا بذكرك عن كلّ ذكر». [دعاء 11]
5- «فذكروك بمنّك». [دعاء 45]

1. ارتكابنا للذنوب يعني استخفافنا بوعد الله، وانتهاكنا لحرماته، وتجرّينا عليه تعالى، وهذا ما يؤدي بنا إلى الوقوع في أودية الذلة والشقاء والهلاك. (1)

2. عندما نعصي الله فإنّنا نقتحم بذلك أودية الهلاك، ونسلك سبل الغواية، ونتعرّض فيها لسخط الله وبطشه، فنستحق بذلك الجزاء والعقوبة. (2)

الذنوب

الآثار السلبية للذنوب :

1. تبعدنا الذنوب عن الله، وتشكّل سبباً لمعيشتنا في دائرة الحرمان والخيبة من الله ، ومصير الابتعاد عن الله هو الخيبة الخاذلة والشقاء الأشقى والعذاب الدائم. (3)

2. طبيعة الذنوب والخطايا أنّها تترك صاحبها وحيداً فريداً لا ناصر ولا معين له من الصالحين والتوفيقات الإلهية. (4)

3. الذنوب توقع الإنسان في أسرها، وتسلب منه الحرية في الحركة، وتقيّده

ص: 173


1- «قد أوقفت نفسي موقف الأذلاء المذنبين، موقف الأشقياء المتجبرين عليك، المستخفّين بوعدك، سبحانك أي جرأة اجترأت عليك؟! وأيّ تغرير غرّرت بنفسي؟!». [دعاء 53 ]، «عملي أهلكني». [دعاء 52]
2- «تقدّمت أودية الهلاك، وحللت شعاب تلف تعرّضت فيها لسطواتك وبحلولها عقوباتك». [دعاء 49]
3- «اللّهم ... لا تسمني بالرد عنك :[ أي لا تلزمني بالانصراف عنك]، ولا تحرمني بالخيبة منك». [دعاء 41] ، فالويل الدائم لمن جنح عنك، والخيبة الخاذلة لمن خاب منك، والشقاء الأشقى لمن اغتر بك، ما أكثر تصرّفه في عذابك، وما أطول تردّده في عقابك، وما أبعد غايته من الفرج، وما أقنطه من سهولة المخرج». [دعاء 46]
4- «اللّهم ... أفردتني الخطايا فلا صاحب معي». [دعاء 21]

بنفسها، ولا سيّما الذنوب التي يستمر الإنسان على تكرارها. (1)

4. الذنوب تستعبد صاحبها، وتوقعه في أسرها، وتثقل كاهله، والسبيل للتحرّر من هذا الاستعباد والأسر والشدّة هو الالتجاء إلى العفو والمغفرة الإلهية. (2)

5 . المعاصي والآثام تحبط وتفسد وتبطل الحسنات وتمحو آثارها الإيجابية.(3)

6 . الذنوب تفحم العبد ، وتقطع مقالته، ولا تبقي له حجّة ليحتجّ بها على الله أو يطالب بها ربّه إسقاط ذنوبه أو التكفير عن سيّئاته. (4)

7. الذنوب تصيبنا بالضياع والحيرة في طريق الاستقامة، وتبعدنا عن الهدف الأساسي الذي خلقنا من أجله. (5)

8. مصير المعاصي هو الخزي والفضيحة أمام أولياء الله یوم القيامة.(6)

دوافع ارتكاب الذنوب :

1. الجهل . (7)

2. خواطر السوء.

تزيّن خواطر السوء للإنسان ارتكاب الذنوب، فإذا فسح الإنسان المجال

ص: 174


1- فأنا الأسير ببليّتي المرتهن بعملي، المتردّد في خطيئتي». [دعاء 53]
2- «اللّهم وهذه رقبتي قد أرقتها الذنوب، فصلّ على محمّد وآله، واعتقها بعفوك، وهذا ظهري قد أثقلته الخطايا، فصلّ على محمّد وآله، وخفّف عنه بمنك». [دعاء 16]
3- «ولا تحبط حسناتي بما يشوبها من معصيتك». [دعاء 47]
4- «ربّ أفحمتني الذنوب، وانقطعت مقالتي، فلا حجة لي». [دعاء 53]
5- المتحيّر عن قصدي، المنقطع بي». [دعاء 53]
6- «لا تخزني يوم تبعثني للقائك، ولا تفضحني بين يدي أوليائك». [دعاء 47]
7- «يا إلهي ... أنا الذي بجهله عصاك». [دعاء 16]

لخواطره، فإنّها ستوفّر له أجواء تجعله أقرب إلى التقصير وارتكاب الذنوب. (1)

3. الأهواء والشهوات.

إنّ للأهواء والشهوات قوّة تدفع الإنسان نحو ارتكاب المحرّمات، ولابدّ للإنسان الذي يرغب في الامتناع عن ارتكاب المحرّمات حلّ المشكلة من جذورها، والبحث عن السبل التي تتيح له تطويق أهوائه وشهواته، وتقلّل من ضغطها وتأثيراتها السلبية. (2)

4. الرذائل النفسية.

تعد الرذائل النفسية - ولاسيّما الحرص - من عوامل إيقاع الإنسان في الإثم والخطيئة، ولابدّ للإنسان الراغب في صيانة نفسه أن يبادر إلى حل المشكلة من جذورها والقيام بتطهير نفسه من الرذائل ليسعه إبعاد نفسه عن الإثم والخطيئة. (3)

الاستعانة بنعم الله لارتكاب الذنوب:

يكون العبد أجهل الناس برشده، وأغفلهم عن حظّه، وأبعدهم من صلاح نفسه عندما يستعين بنعم الله على معصيته تعالى .(4)

ص: 175


1- «سوّل لي الخطأ خاطر السوء ففرطت». [دعاء 32]
2- «اللّهم ... اكسر شهوتي عن كلّ محرّم». [دعاء 39]
3- «اللّهم ... ازو [أي : أبعد] حرصي عن كلّ مأثم». [دعاء 39]
4- «فمن أجهل مني - يا إلهي - برشده؟ ومن أغفل منّي عن حظه؟ ومن أبعد منّي من استصلاح نفسه حين أنفق ما أجريت عليّ من رزقك فيما نهيتني عنه من معصيتك؟». [دعاء 16]

طبیعیة الذنوب:

طبيعة الذنوب زوال لذّتها وبقاء تبعاتها. (1)

موقف الشيطان إزاء ارتكابنا للذنوب :

يشمت الشيطان ويفرح إزاء مصيبة استحقاقنا للعقاب نتيجة مشايعتنا له في ارتكاب المعاصي، ولهذا ينبغي علينا تركه والإعراض عنه والالتجاء إلى الله من أجل عدم تكرار التعرّض إلى شماتة الشيطان. (2)

تغيير تعامل الله معنا عند ارتكابنا للذنوب:

يتعامل الله معنا - بعض الأحيان - عند ارتكاب الذنوب والمعاصي من منطلق العقوبة المماثلة .(3)

الاستعانة بالله للتخلّص من الذنوب :

1 . قد نستصعب التخلّص بأنفسنا من ارتكاب الذنوب، فيكون موقفنا الصحيح في هذا المقام الاستعانة بالله ليمنعنا عن التلوّث بالمعاصي. (4)

2. قد يتجرّأ الإنسان على المعاصي ويتجاوز الخطوط الحمراء في هذا الصعيد، فيكون موقفه الصحيح في هذا المقام الاستعانة بالله ليصونه من المعاصي والذنوب.(5)

ص: 176


1- «... من ذنوب أدبرت لذاتها ،فذهبت وأقامت تبعاتها فلزمت». [دعاء 31]
2- «اللّهم إنّ الشيطان قد شمت بنا إذ شايعناه على معصيتك، فصلّ على محمد وآله، ولا تشمته بنا بعد تركنا إياه لك، ورغبتنا عنه إليك». [دعاء 10]
3- «اللّهم ... لا تقاصني بما اجترحت». [دعاء 41]
4- «اللّهم ... احصرني عن الذنوب». [دعاء 22]
5- «اللّهم ... لا تجرئني على المعاصي». [دعاء 22]

3 . ذكر نعم الله يمنع صاحبه من الإصرار على الذنوب والمعاصي. (1)

4 . يعتبر نيل التوفيق الإلهي أهم وسيلة للاجتناب من المعاصي.

وأبرز وسيلة للحصول على هذا التوفيق هو الدعاء وطلب العون من الله ليقينا ويصوننا من الذنوب والمعاصي، ويؤيّدنا بالتسديد والعصمة. (2)

الرجاء من الله

اشارة

1 . إنّ الله هو الملجأ الحقيقي الوحيد للرجاء والأمل.(3)

2 . ينبغي أن لا يرجو الإنسان لأمر آخرته ودنياه أحداً سوى الله تعالى. (4)

3. إنّ الله منتهى رجاء الراجين وغاية آمال الآملين؛ ولهذا لا يصحّ توجّه رجاء الراجين إلى غيره . (5)

4. ينبغي أن نعيش حالة الرجاء والأمل برحمة ربنا، ونبتعد عن حالة اليأس والقنوط؛ لتشملنا بذلك الرحمة الإلهية، ويحقّق الباري عزّوجل لنا ما نرجوه وما نأمله . (6)

.5 . إذا كان البعض لهم ثقة أو رجاء بغير الله، فينبغي أن تكون ثقتنا ورجاؤنا في جميع الأمور بالله تعالى؛ ليقضي الله لنا بالخير والعافية، وينجينا برحمته الواسعة

ص: 177


1- «ولا حجرني ذلك عن ارتكاب مساخطك». [دعاء 49]
2- «اللّهم .... قني [أي: احفظني وامنعني من المعاصي ... وأيدني بالعصمة». [دعاء 16]
3- «إلهي ... إياك أرجو» . [دعاء 52] ،«لا أرجو غيرك». [دعاء 51]
4- «لا أرجو لأمر آخرتي ودنياي سواك». [دعاء 48]
5- «اللّهم ... يا من لا يجاوزه رجاء الراجين». [دعاء 31]
6- «اللّهم ... حقق في رجاء رحمتك أملي». [دعاء 20]

من مضلّات الفتن . (1)

6 . إذا كان الله عند العبد أولى من يرجوه، فسيكون هذا العبد أقرب إلى من يعطيه الله ما ،رجاه، ويؤمّنه مما يحذر ، ويحيطه برحمته. (2)

قطع الرجاء:

1 . لا يقطع الله رجاء العبد من فضله إلّا أن يريد له الشقاء والحرمان، ولكنّه تعالى لا يشقي من يطلب منه السعادة، ولا يحرم من تعلّق أمله بواسع عطائه تعالى وكريم إحسانه. (3)

2 . إذا قطع أحد الأشخاص رجاءه من الله تعالى، فلن يجد هذا الشخص بعد ذلك مصدراً يوفّر له النعيم والسعادة. (4)

رحمة الله

اشارة

1. وصف الله نفسه بالرحمة والعفو، وعلينا أن نغتنم هذه الصفة الإلهية، ونطلب من الله عزّ وجل أن يرحمنا برحمته الواسعة، ويعفو عن ذنوبنا وخطايانا . (5)

ص: 178


1- «اللّهم من أصبح له ثقة أو رجاء غيرك، فقد أصبحت وأنت ثقتي ورجائي في الأمور كلّها، فاقض لي بخيرها عاقبة، ونجني من مضلّات الفتن برحمتك يا أرحم الراحمين». [دعاء 54]
2- «اللّهم ... أنت أولى من رجاه ... فأعطني يا ربّ ما رجوت وعد علي بعائدة رحمتك». [دعاء 32]
3- «اللّهم ... لا تقطع رجاءنا بمنعك، فتكون قد أشقيت من استسعد [ أي : طلب السعادة ] بك، وحرمت من استرفد :[ أي طلب عطاء ] فضلك». [دعاء 10]
4- «اللّهم ... لا تقطع رجاءنا... فإلى من حينئذ منقلبنا عنك؟ وإلى أين مذهبنا عن بابك؟». [دعاء 10]
5- «إلهي ... أنت الذي وصفت نفسك بالرحمة، فصلّ على محمد وآله وارحمني، وأنت الذي سمّيت نفسك بالعفو فاعف عني». [دعاء 16]

2. وسعت رحمة الله كل شيء. (1)

3. إنّ لرحمة الله الصدارة في تعامله مع عباده، وهي مقدّمة على غضبه. (2)

4. إنّ الله في منتهى الرحمة بحيث يرحم من لا يرحمه العباد، ويعطف على المسيئين الذين لا يتقبلهم أحد من أبناء المجتمع . (3)

5 . الدعاء وسيلة يجعل به الله للداعي نصيباً في رحمته. (4)

أشد حالات الاحتياج إلى الرحمة الإلهية:

إذا فارقنا الحياة الدنيا، وأدخلنا في القبر، وتغيّرت صورتنا، وبلي جسمنا، وتفرّقت أعضاؤنا، وتقطّعت أوصالنا، ثُمّ انقطع أثرنا من الدنيا، ومُحي ذكرنا بين العباد، وأمسينا من المنسيين كمن قد نسي من قبل، فإننا سنكون في تلك الحالة بأشدّ الحاجة إلى الرحمة الإلهية. (5)

الرزق

اشارة

1. الله تعالى خزائن السماوات والأرض، وهو الغني القادر على تلبية كلّ

ص: 179


1- «اللّهم ... أنت الذي وسعت كل شيء رحمةً». [دعاء 16]، «لا تفنى خزائن رحمته». [دعاء 5 ]
2- «اللّهم ... أنت الذي تسعى رحمته أمام غضبه». [دعاء 16]
3- يا من يرحم من لا ير. لا يرحمه العباد، و يا من يقبل من لا تقبله البلاد». [دعاء 46]
4- اجعل لنا نصيباً في رحمتك». [دعاء 5]
5- «مولاي وارحمني إذا انقطع من الدنيا أثرى، واتحى من المخلوقين ذكري، وكنت من المنسيين كمن قد نُسي. مولاي وارحمني عند تغيّر صورتي وحالي إذابلي جسمي، وتفرّقت أعضائي، وتقطعت أوصالي، يا غفلتي عما يُراد بي». [دعاء 53] ،«... إلا رحمت ... هذه الرمة [أي: العظام البالية]» . [دعاء 50]

طلباتنا؛ ولهذا يكون الله هو الملجأ الحقيقي لما نرغب إليه . (1)

2. إن الله هو الملجأ الذي يجدر بنا السؤال منه ليوسع علينا الرزق الحلال من فضله وجوده وكرمه الواسع. (2)

أنواع الأرزاق:

الرزق الإلهي لا يشمل الرزق المادي فقط، بل يرزق الله عباده المؤمنين الخير والعافية والبركة والهدى والعمل بطاعته ونيل الدرجات الرفيعة. (3)

الأرزاق بيد الله:

1 . إنّ الأرزاق بيد الله، والله تعالى هو الوحيد القادر على أن يغنينا ويوسّع في أرزاقنا، وهو الجهة الوحيدة التي تستحق أن نمدّ إليها يد العون والمساعدة لطلب المزيد من الرزق . (4)

2. ضمن الله أرزاقنا بما فيه الكفاية بحيث لا نحتاج إلى غيره تعالى، وقال تعالى: (وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) [الذاريات: 22] ، ثُمّ قال: (فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ حَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ). [الذاريات: 23] وينبغي أن نلتفت دائماً إلى هذا الضمان الإلهي لئلا يكون كل همنا في طلب

ص: 180


1- «أنت المليء [أي: الغني] بما رغب فيه إليك». [دعاء 45]
2- اللهم اجعلني من «الموسّع عليهم الرزق الحلال من فضلك الواسع بجودك وكرمك». [ دعاء 25]
3- «أسألك اللّهم ... مهما قسمت بين عبادك المؤمنين من خير أو عافية أو بركة أوهدى أو عمل بطاعتك أو خير تمن به عليهم تهديهم به إليك، أو ترفع لهم عندك درجة، أو تعطيهم به خيراً من خير الدنيا والآخرة أن توفّر حظّي ونصيبي منه». [دعاء 48 ]
4- «اللّهم ... أغنني وأوسع عليّ في رزقك». [دعاء 20]

الرزق والمعاش الذي تكفّل الله به. (1)

3. جعل الله لكلّ مخلوق رزقاً مقسوماً وسهماً وحصة ونصيباً من نعمه عزّوجل . (2)

4 . يقدّر الله أرزاق خلقه بحيث:

من كتب الله له الزيادة في الرزق لا يستطيع أحد أن ينقص من رزقه شيئاً.

ومن كتب الله له النقصان في الرزق لا يستطيع أحد أن يزيد ما قدّره الله له من الرزق المحدّد، فلكل فرد رزقه المقسوم المقدّر له من العلي القدير . (3)

العدل الإلهي في تقسيم الأرزاق:

1. يقسم الله معايش العباد بالعدل، بل دأبه دائماً الإحسان والتفضّل على العباد. (4)

2 . بسط الله رزقه لجميع العباد سواء كانوا من المطيعين أو العاصين. (5)

صيانة الرزق بالدعاء

1. قسّم الله الأرزاق بين العباد، ولكن هذه الأرزاق بعض الأحيان مهدّدة

ص: 181


1- «ورزقتني في أموري كلّها الكفاية». [دعاء 51]، «اللّهم ... اجعل ما صرّحت به من عدتك في وحيك، وأتبعته من قسمك في كتابك ، قاطعاً لاهتمامنا بالرزق الذي تكفلت به، وحسماً للاشتغال بما ضمنت الكفاية له فقلت وقولك الحق الأصدق، وأقسمت وقسمك الأبرّ الأوفى: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْوَمَا تُوعَدُونَ)، ثُمّ قلت: (فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ)». [دعاء 29]
2- «اللّهم ... أنت الذي جعلت لكلّ مخلوق في نعمك سهماً». [دعاء 16]
3- «جعل لكلّ روح منهم [أي: لكلّ نفس من خلقه ] قوتاً معلوماً مقسوماً من رزقه، لا ينقص مَن زاده ناقص، ولا يزيد من نقص منهم زائد». [دعاء 1]
4- «شهدت أنّ الله قسم معايش عباده بالعدل، وأخذ على جميع خلقه بالفضل». [دعاء 35]
5- «رزقك مبسوط لمن عصاك، وحلمك معترض لمن ناواك». [دعاء 46]

بالتلف نتيجة تعرّضها للآفات والأضرار ، وعلى الإنسان السعي - ولو بالدعاء - لصيانة هذه الأرزاق من التلف . (1)

دور الدعاء في طلب الرزق:

1. إنّ للدعاء دوراً كبيراً في نيل الرزق وتسهيل سبل الحصول عليه. (2)

2. إذا تقدّم الإنسان بالسن وضعفت قواه وانقطعت قوّته، فإنّه سيكون أحوج إلى الدعاء من الله ليرزقه رزقاً واسعاً يحصل عليه من غير كدّ ولا بذل جهد أو مشقة.

كما أنّه بحاجة إلى القوّة القوية عندما يحيطه التعب والإعياء ليتمكّن من أداء أفعاله ذات الشدّة والمشقة . (3)

3 . يستوجب طلبنا للرزق - بعض الأحيان - تحمّل العناء والانشغال الفكري الذي يبعدنا عن أداء الفرائض والمستحبات بالصورة المطلوبة.

ولهذا ينبغي لنا في هذه الحالات الدعاء من الله ليكفينا مؤونة الاكتساب ويلبّي احتياجاتنا بسهولة ومن دون طلب، ويرزقنا من غير احتساب كي لا يشغلنا الطلب ولا تمنعنا شدّة تبعات المكسب عن أداء العبادات بالصورة المطلوبة. (4)

ص: 182


1- «اللّهم ... حصن رزقي من التلف». [دعاء 20]
2- «أسألك في أن تسهل إلى رزقي سبيلاً ... وسهّل علي رزقي ... إنّك خير الرازقين». [دعاء 32]
3- «اللّهم ... اجعل أوسع رزقك عليّ إذا كبرت وأقوى قوتك في إذا نصبت». [دعاء 20]
4- « اللّهم ... اكفني مؤونة الاكتساب وارزقني من غير احتساب، فلا أشتغل عن عبادتك بالطلب، ولا أحتمل إصر تبعات المكسب». [دعاء 20]

4 . إذا علمنا بأنّنا عاجزون بأنفسنا عن تمشية أمورنا المادية، وعلمنا بأنّنا إذا توجّهنا إلى الغرباء لمساعدتنا، فإنهم سيواجهوننا بوجوه عبوسة وكريهة، وعلمنا بأننا إذا قصدنا أقرباءنا، فإنّهم سيحرموننا أو سيعطوننا القليل وسيمنّون علينا ويذموننا كثيراً، فإنّنا سنعي بأنّ أملنا ينبغي أن يكون بالله في تمشية أمورنا المادية، وعلينا أن ندعو الله عزّوجل دائماً بأن لا يكلنا إلى أحد من خلقه، بل يتفرّد بحاجتنا ويتولّى كفايتنا ويشملنا في جميع أمورنا برحمته وعونه.(1)

خصائص الرزق الإلهي:

1 . وفّر الله لعباده طيّبات الرزق . (2)

2. لا يكدر الله عطاءه للعبد بالمن عليه، وإذا منع الله عبداً من العطاء فلا يكون هذا المنع ظلماً؛ لأنّه تعالى لا يعطي ولا يمنع إلّا لوجود حكمة اقتضتها معرفته تعالى بالمصلحة. (3)

البركة في الرزق:

نحتاج في أرزاقنا وفيما يعطينا الله حق التصرّف فيه، وفيما ينعم به علينا إلى

ص: 183


1- «اللهم ... لا تحظر عليّ رزقي، ولا تكلني إلى خلقك، بل تفرّد بحاجتي، وتولّ كفايتي، وانظر إليّ في جميع أموري، فإنّك إن وكلتني إلى نفسي عجزت عنها ولم أقم ما فيه مصلحتها، وإن وكلتني إلى خلقك تجهموني، وإن ألجأتني إلى قرابتي حرموني، وإن أعطوا أعطوا قيلاً نكداً ، ومنوا عليّ طويلاً، وذمّوا كثيراً، فبفضلك اللهم فأغنني، وبعظمتك فانعشني، وبسعتك فابسط يدي، وبما عندك فاكفني». [دعاء 22]
2- اللّهم «أجرى علينا طيبات الرزق». [دعاء 1] ، غ«ذّانا بطيبات الرزق». [دعاء 1] 1]
3- «اللّهم ... إن أعطيت لم تشب [ أي: لم تمزج ] عطاءك بمن، وإن منعت لم يكن منعك تعدّياً». [ دعاء 45]

البركة؛ لننال بذلك الزيادة التي لم نتوقعها في أرزاقنا وممتلكاتنا وما ينعم الله علينا. (1)

الابتلاء في الرزق :

1 . إنّ الاختبار الذي نواجهه عندما يضيّق الله علينا أرزاقنا هو سوء الظن، وترك مصدر الرزق الحقيقي وهو الله، والتماس الرزق - نتيجة قصورنا الفكري - من عباد الله المحتاجين إلى الرزق الإلهي.

والحل هو التوجّه إلى الله ليهب لنا يقيناً صادقاً بأن الرزق من الله، فيكفينا هذا الاعتقاد التكالب على متاع الدنيا وطلب الرزق بجشع ونهم، ويلهمنا ثقة خالصة يعفينا بها من شدّة التعب في إنهاك أنفسنا في طلب ما ليس برزق لنا. (2)

2. قد يجد الإنسان بأنّ غيره يتمتّع بالرزق أكثر منه، فيثير هذا الأمر في نفسه شعوراً يدفعه إلى الحسد أو الاعتراض على قضاء الله وقدره.

كما قد يجد الإنسان بأن غيره يتمتّع بالرزق أقل منه، فيثير هذا الأمر في نفسه شعوراً يدفعه إلى الغرور أو التكبّر أو استصغار شأن الفقراء والمساكين.

وينبغي على الإنسان الوقوف أمام هذا الشعور لئلا يترك أثره السلبي، والسبيل إلى ذلك هو رفع مستوى الوعي والإلمام بأنّ الأرزاق بيد الله، وأنّ الاختلاف في الأرزاق وسيلة لاختبار العباد، وأنّ الحياة الدنيا دار ابتلاء؛ ليجد

ص: 184


1- «اللّهم ... بارك لي فيما رزقتني، وفيما خوّلتني، وفيما أنعمت به عليّ». [دعاء 22]
2- «اللّهم إنّك ابتليتنا في أرزاقنا بسوء الظنّ ... حتّى التمسنا أرزاقك من عند المرزوقين فهب لنا يقيناً صادقاً تكفينا به من مؤونة الطلب، وألهمنا ثقة خالصة تعفينا بها من شدّة النصب». [دعاء 29]

الله مدى شكر الغني، ومدى صبر الفقير، والعاقبة للمتقين . (1)

الشكر المطلق الله إزاء ما يرزقنا:

لولا أن يعطينا الله من رزقه لما استطعنا أن نعطي الآخرين شيئاً، فلهذا كلّ ما نعطيه فإنّه من فضل ما أعطاه الله إيانا وعلينا أن نسأل الله المزيد من العطاء. (2)

رسول الله صلی الله علیه و آله وسلم

صفات النبيّ محمّد صلی الله علیه وآله وسلم:

1. الأمين على وحي الله .(3)

2. خيرة الله من خلقه. (4)

3. المصطفى.(5)

4. عبد الله . [ دعاء 6 و 48]

5 . حبيب الله . [دعاء 48]

6 . صفوة الله . [ دعاء 48]

رسول الله . [دعاء 6 و 48]

سيّد المرسلين. [دعاء 17]

ص: 185


1- «اللّهم ... لا تفتني بما أعطيتهم، ولا تفتنهم بما منعتني ، فأحسد خلقك، وأغمط حكمك». [دعاء 35]
2- «إنّما يعطي المعطون من فضل جدتك، فصلّ على محمّد وآله وأعطنا». [دعاء 5]
3- «أمينك على وحيك». [دعاء 2]
4- «خيرتك من خلقك». [دعاء 6 و 48]
5- «صفيك من عبادك». [دعاء47.2]

9 . خاتم النبيين. [دعاء 17]

10. إمام الرحمة. [دعاء 2]

11 . مفتاح البركة [دعاء 2]

12 . قائد الخير. [دعاء 2]

13 . النجيب. [أي: الكريم، النفيس ](1)

14 . المنتجب. [دعاء 47]

15. المكرم. [دعاء 47]

16 . المقرَّب . [دعاء 47]

جهود رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سبيل الله :

1 . ألقى الله على عاتقه رسالته، فأدّاها . (2)

2. أمره الله بالنصح لأمّته، فنصح لها.(3)

3. بلّغ الرسالة الإلهية بأتم صورة ممكنة، وجهر بدين الله، وبيّنه للناس بأفضل شكل، وبذل كلّ جهده ومساعيه لنصيحة العباد. (4)

4 . أتعب نفسه في سبيل القيام بما أمره الله عزّ وجل.(5)

5. عرّض بدنه للمكروه في سبيل الله تعالى. (6)

ص: 186


1- «نجيبك من خلقك». [دعاء 2]
2- «حملته رسالتك فأدّاها». [دعاء 6]
3- «أمرته بالنصح لأمته، فنصح لها». [دعاء 6]
4- «اللّهم صلّ على محمّد عبدك ورسولك كما بلغ رسالتك، وصدع بأمرك، ونصح لعبادك». [دعاء 42]
5- «نصب لأمرك نفسه». [دعاء 2]
6- «عرّض فيك للمكروه بدنه». [دعاء 2]

6 . دعا عشيرته الأقربين بصراحة وبكل جرأة إلى الدين الإلهي الحنيف . (1)

7. حارب أسرته في سبيل الله، وقطع رحمه من أجل إحياء دين الله عزّ وجل . (2)

. أبعد الأقربين من ذوي الرحم والقربى وعاداهم؛ لأّنّهم جحدوا الحقّ. وقرب الأباعد من الغرباء والأجانب ووالاهم؛ لأنّهم استجابوا للحق. (3)

9 . أجهد نفسه في تبليغ رسالة الله وأتعبها في سبيل الدعوة إلى دين الله، وشغلها بتقديم النصائح والمواعظ لمختلف طبقات الناس، ولاسيّما لمن كان يرجو فيه قبول دعوة الحقّ . (4)

10. ترك مسقط رأسه ومحل استقراره ووطنه الحبيب، وهاجر إلى بلاد الغربة والمكان البعيد؛ طلباً لأنصار يجاهدون معه لدحض راية الكفر ورفع راية الإسلام، وواصل جهاده حتّى بلغ الفتح. (5)

11. توجه رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بعد أن استتبّ الأمر له في المدينة نحو مكّة من بعد أجل إعلاء كلمة الله فيها، واستعان بالله لنيل الفتح، وتقوّى على ضعفه بنصر

ص: 187


1- «كاشف [أي: جاهر ] في الدعاء إليك حامته [ أي : خاصته، وهم عشيرته الأقربون]». [دعاء 2]
2- «حارب في رضاك أسرته، وقطع في إحياء دينك رحمه». [دعاء 2]
3- «أقصى الأدنين على جحودهم، وقرّب الأقصين على استجابتهم لك، ووالى فيك الأبعدين وعادى فيك الأقربين». [دعاء 2]
4- «أدأب نفسه في تبليغ رسالتك، وأتعبها بالدعاء إلى ملّتك، وشغلها بالنصح لأهل دعوتك». [دعاء 2]
5- «هاجر إلى بلد الغربة، ومحلّ النأي عن موطن رحله، وموضع رجله، ومسقط رأسه، ومأنس نفسه إرادة منه لإعزاز دينك، واستنصاراً على أهل الكفر بك، حتّى استتبّ له ما حاول في أعدائك واستتم له ما دبّر في أوليائك». [دعاء 2]

الله، وغزا مشركي مكة في عقر ديارهم، وهجم عليهم وهم في مقرّ إقامتهم ومحلّ استقرارهم حتى تمكّن من إظهار أمر الله ولو كره المشركون. (1)

منزلة رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم عند الله:

1 . إنّ الجهود التي بذلها رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم في سبيل الله هي التي جعلته ينال الدرجات الرفيعة عند الله ويكسب الدرجة العليا من الجنّة بحيث لا يساوي منزلته ولا يماثل رتبته ولا يوازي مكانته عند الله ملك مقرّب ولا نبي مرسل. (2)

2. سيجازي الله نبيّه صلی الله علیه وآله وسلم بما بلّغ من رسالاته وأدّى من آياته ونصح لعباده وجاهد في سبيله أفضل ما جزى أحداً من ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين

المصطفين . (3)

شرفّنا الله بمحمّد صلی الله علیه وآله وسلم:

شرفنا الله بمحمّد صلی الله علیه وآله وسلم، وأنعم علينا به نعمة الإسلام الذي فيه لنا الشرف والجاه والفوز العظيم. (4)

وأوجب الله لنا الحقّ على الخلق بسبب النبيّ محمّد صلی الله علیه وآله وسلم. (5)

ص: 188


1- «نهد إليهم مستفتحاً بعونك، ومتقوّياً على ضعفه بنصرك ، فغزاهم في عقر ديارهم، وهجم عليهم في بحبوحة قرارهم ، حتى ظهر أمرك وعلت كلمتك ولو كره المشركون». [دعاء 2]
2- «اللّهم فارفعه بما كدح فيك إلى الدرجة العليا من جنّتك حتى لا يساوي في منزلة، ولا يكافأ في مرتبة، ولا يوازيه لديك ملك مقرب ولا نبي مرسل». [دعاء 2]
3- «اللّهم أجزه بما بلّغ من رسالاتك، وأدّى من آياتك، ونصح لعبادك، وجاهد في سبيلك، أفضل ما جزيت أحداً من ملائكتك المقربين وأنبيائك المرسلين المصطفين». [دعاء 42]
4- «اللهم صل على محمّد وآله كما شرفتنا به». [دعاء 24]
5- «اللّهم ... أوجب لنا الحق على الخلق بسببه». [دعاء 24]

رسول الله صلی الله علهی وآله وسلم ومقام الشفاعة:

1 . إنّ الجهود التي بذلها رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم في سبيل الله أوصلته إلى نيل مقام الشفاعة، وسيعطي الله لنبيّنا صلی الله علیه وآله وسلم مجال الاستفادة من الشفاعة يوم القيامة أكثر مما وعده؛ لتتجلّى منزلته صلی الله علهی وآله وسلم بأسمى درجاتها عند أهله الطاهرين وأمّته المؤمنين.(1)

2. إنّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في يوم القيامة أقرب النبيين إلى الله، وأقدر هم على الشفاعة، وأعلاهم منزلة، وأعظمهم وجاهة عند الله عزّ وجل، وقد رجح الله كفّة حسناته وقبل شفاعته وقرّب وسيلته ورفع درجته .(2)

وظيفتنا إزاء الرسول صلی الله علیه وآله وسلم :

وظيفتنا إزاء الرسول صلی الله علیه وآله وسلم هي التمسّك بسنتّه حتّى يتوفّانا الله على ملّته، والأخذ بمنهاجه، والسير وفق سبيله، والالتحاق بأهل طاعته حتّى يحشرنا الله

زمرته صلی الله علهی وآله وسلم ويوردنا حوضه ويسقينا منه شربة لا نظمأ بعدها أبداً. (3)

وظيفنتا إزاء محمد وآل محمّد صلی الله علیه وآله وسلم:

1. اتّباع أمرهم.

2. نصرتهم. (4)

ص: 189


1- «اللّهم ... عرّفه في أهله الطاهرين وأمّته المؤمنين من حُسن الشفاعة أجلّ ما وعدته». [دعاء 2]
2- «اللّهم اجعل نبيّنا صلواتك عليه وعلى آله يوم القيامة أقرب النبيين منك مجلساً، وأمكنهم منك شفاعة، وأجلّهم عندك قدراً، وأوجههم عندك جاهاً ... وثقل ميزانه، وتقبل شفاعته، وقرب وسيلته، وبيض وجهه، وأتم نوره، وارفع درجته». [دعاء 42]
3- «اللّهم صل على محمّد وآل محمّد... أحينا على سنته، وتوفنا على ملته، وخذ بنا منهاجه، واسلك بنا سبيله، واجعلنا من أهل طاعته واحشرنا في زمرته، وأوردنا حوضه، واسقنا بكأسه». [دعاء 42]
4- «اللّهم صلّ على محمّد وآله، واجعلني لهم قريناً واجعلني لهم نصيراً». [دعاء 21]

أهم ما ندعو به لرسول الله :

1 . «اللّهم فصلّ على محمد وآله أكثر ما صليت على أحد من خلقك، وآت--ه عنا أفضل ما آتيت أحداً من عبادك [أي أعطه عنا من الثواب أفضل ما أعطيت أحداً من عبادك]، وأجزه عنا [ نتيجة الجهود التي بذلها لهدايتنا ] أفضل وأكرم ما جزيت أحداً من أنبيائك عن أمّته [لأنّه لم يؤذ نبي كما أوذي نبيّنا محمّد صلی الله علیه وآله وسلم]. (1)

رضا الله

اشارة

1. ينبغي لنا مراقبة أعمالنا وسلوكنا وتصرفاتنا وأقوالنا لتكون بصورة نحرز بها رضا الله عنّا، وينبغي أن لا نتّبع في حياتنا إلّا الطرق المؤدية إلى رضا الله عنّا . (2)

2. الإطار العام الذي ينبغي أن يرسمه الإنسان لنفسه في حياته:

أوّلاً: يشغل نفسه بالأعمال الموجبة لرضا الله عنه.

ثانياً : يبعد نفسه عن الأعمال الموجبة لسخط الله عليه. (3)

3. الحياة الطيّبة هي التي تكون فيها إرادة الإنسان منسجمة مع رضا اللهوبعيده عن سخطه تعالى . (4)

ص: 190


1- دعاء 6 .
2- «جلّلني رضاك». [دعاء 20] ، ولا تبعاً إلّا لمرضاتك». [دعاء 47]
3- «لا تشغلني بما لا أدركه إلا بك عما لا يرضيك عنّي غيره». [دعاء 47]
4- فأحيني حياة طيّبة تنتظم بما أريد وتبلغ ما أحب من حيث لا آتي ما تكره ولا أرتكب ما نهيت عنه». [دعاء 47]

4. «رضا الله» هو المعيار لنيل المكانة والمنزلة عنده تعالى، وبمقدار رضا الله عنّا سنحصل على المنزلة الرفيعة والمقام الكريم عنده عزّ وجل.(1)

5 . ينبغي علينا لحاظ ضاة الله في أعمالنا، وأن لا نترك شيئاً من دين الله مخافة أحد من العباد. (2)

6 . إنّ رضا الله أكثر من سخطه. (3)

الرفاه في العيش:

الراحة والدعة في الحياة - بصورة عامة - خير، والشدّة والتعب في الحياة حرمان، وعلى الإنسان السعي لطلب الخير والابتعاد من الحرمان . (4)

حسن وقبح الرفاه في العيش :

يترك سلوك الإنسان وموقفه من الرفاه في العيش الأثر على حسن وقبح الرفاه.

و«الرفاه الحسن» يكون فيما لو كان الرفاه تمهيداً للجد والاجتهاد في ميادين العمل في سبيل الله.

و«الرفاه القبيح» يكون فيما لو كان الرفاه سبباً للغفلة والابتعاد عن أداء الوظائف الدينية.

ص: 191


1- «اللّهم ... شرف درجتي برضوانك». [دعاء 41]
2- «اللّهم ... استعملني في مرضاتك عملاً لا أترك معه شيئاً من دينك مخافة أحد من خلقك».[ دعاء 54]
3- «يا من رضاه أوفر من سخطه». [دعاء 12]
4- «اللّهم ... لا تجعل عيشي كدا كداً». [دعاء 20]

وعلينا الطلب من الله ليمنحنا حسن الدعة والراحة في العيش، ويبعدنا عن الرفاه القبيح . (1)

الزهد

دوافع الزهد:

يحتاج الإنسان من أجل التحلّي بالزهد والإعراض عن التعلّقات الدنيويةالمذمومة إلى فراغ البال والخلاص من الاشتغال بهذه التعلّقات .(2)

أثر الزهد:

الزهد في الدنيا يزيد في رغبة الإنسان وكثرة شوقه للآخرة. (3)

ستر الله

الله ستّار العيوب:

1 . إنّ الله ستّار العيوب.

ولو التفتنا إلى أنفسنا لرأينا :

كم لدينا من عيوب سترها الله ولم يكشفها للخلائق.

وكم صدرت منّاسيّئات غطاها الله ، ولم يشهرنا أمام الآخرين.

وكم ارتكبنا من ذنوب ومعاصي ولكنّه تعالى لم يهتك عنّا سترها، ولم يلبسنا العار

ص: 192


1- «اللّهم ... امنحني حسن الدعة». [دعاء 20]
2- «اللّهم ... ارزقني ... فراغاً في زهادة». [دعاء 20]
3- «اللّهم ... اقطع من الدنيا حاجتي، واجعل فيما عندك رغبتي شوقاً إلى لقائك». [دعاء 54]

والفضيحة، ولم يكشف سوءتنا لينتهز مخالفينا وحسّادنا الفرصة للإطاحة بنا. (1)

2. يستر الله عيوب من يستحقون الفضيحة، ولو شاء الله أن يفضحهم لكنّه تعالى ستار العيوب، وهو المتفضّل على عباده المسيئين في عدم لفضحهم، كشف وهتك أستارهم. (2)

3. عندما نرتكب النواهي ونتجاوز الحدود ونكتسب السيّئات ونقترف الخطايا، فإنّ الله هو المطلع علينا دون الناظرين، والقادر على إفضاحنا، ولكنّ الله يتفضّل علينا، ويحيطنا بعافية، فيستر علينا، ويحجب أبصار الآخرين عنّا، ويسدّ أسماعهم لثلا نفتضح أمامهم .(3)

الحكمة من ستر الله:

يستر علينا الله قبائحنا ويخفي علينا؛ ليكون ذلك واعظاً لنا، وزاجراً عن سوء الخلق واقتراف الخطيئة، وسعياً إلى التوبة واتباع السبل الحسنة وتدارك ما فات. (4)

ص: 193


1- «يا إلهي فلك الحمد، فكم من عائبة سترتها علي فلم تفضحني، وكم من ذنب غطّيته عليّ فلم تشهرني، وكم من شائبة ألممت بها فلم تهتك عني سترها، ولم تقلّدني مكروه شنارها، ولم تبد سوءاتها لمن يلتمس معايبي من جيرتي وحسدة نعمتك عندي». [دعاء 16]، «قد تغمدتني بسترك فلم تفضحني ]دعاء 16]، إلهي لم تفضحني بسريرتي». [دعاء 51]
2- «اللّهم ... تستر على من لو شئت فضحته ... [ وهو ] أهل منك للفضيحة». [دعاء 45]
3- كم نهي لك قد أتيناه وأمر قد وقفتنا عليه، فتعدّيناه وسيّئة اكتسبناها، وخطيئة ارتكبناها، كنت المطلع عليها دون الناظرين والقادر على إعلانها فوق القادرين، كانت عافيتك لنا حجاباً دون أبصارهم وردماً دون أسماعهم». [دعاء 34]
4- «اللّهم ... فاجعل ما سترت من العورة، وأخفيت من الدخلية [أي: الأمر القبيح ] واعظاً لنا، وزاجراً عن سوء الخلق، واقتراف الخطيئة، وسعياً إلى التوبة الماحية والطريقة المحمودة، وقرب الوقت فيه، ولا تسمنا الغفلة عنك إنّا إليك راغبون ومن الذنوب تائبون». [دعا34]

حمد الله إزاء ستره:

إنّ الله ستّار العيوب، فكم ارتكبنا الأفعال القبيحة والشنيعة، لكنّه تعالى لم يشهرنا ولم يفضحنا، بل ستر علينا، وكأننا لم نفعل شيئاً، وهذا الأمر بذاه يستحق منا الحمد الله سبحانه وتعالى . (1)

ستر الله لطف إلهي:

من لطف الله بعباده أنّه يستر معاصيهم ولا يفضحهم بها ولا يشهر هم بين الناس . (2)

أهمية

ستر الله:

1. يريد الله أن يستر ذنوب عباده ولا يريد أن يفضحهم أو يكشفها أمام الآخرين ليسقطهم من أعينهم . (3)

2. لو لا ستر الله على قبائحنا كنّا من المفضوحين أمام الآخرين. (4)

حدود ستر الله:

يستر الله ذنوبنا ولا يكشفها لدى الملائكة لئلا يفتضح أمرنا، ولكن لهذا الستر حدّ يرتبط بعملنا وموقفنا وعلينا السعي - عن طريق العمل الصالح أو التوبة

ص: 194


1- «اللّهم لك الحمد على سترك بعد علمك، ومعافاتك بعد خبرك، فكلّنا قد اقترف العائبة فلم تشهره، وارتكب الفاحشة فلم تفضحه، وتستّر بالمساوىء فلم تدلل عليه». [دعاء 34]، «كانت عافيتك لي من فضائحها ستراً». [دعاء 32] «فسترت، فلك إلهي الحمد». [دعاء 49]
2- «فعدتُ فسترت». [دعاء 49]
3- «أّنّك بأن تستر أقرب منك إلى أن تشهر». [دعاء 47]
4- «فلو لا سترك عورتي لكنت من المفضوحين». [دعاء 51]

أو الدعاء - لئلا يؤول أمرُنا إلى حدّ الافتضاح.(1)

ستر الله في الآخرة:

1 . قد يسترنا الله بعفوه ويتغمّدنا بفضله في الدنيا أمام من نعرفهم ويعرفوننا، ولكن الدنيا دار فناء، ونحن أحوج ما نكون إلى الستر وعدم الافتضاح في دار الآخرة - دار البقاء - عند مواقف الأشهاد من الملائكة المقربين والرسل المكرّمين والشهداء والصالحين . (2)

2 . ما نأمله من الله أن يستر علينا معاصينا ولا يفضحنا كما أمهلنا فترة، ولم ينتقم منّا بعد صدور المعصية منّا . (3)

الاعتراف بأسرارنا أمام الله:

إنّنا نحاول إخفاء سيّئاتنا وأفعالنا القبيحة عن الآخرين كالجيران والأقارب؛ لأنّنا نستحي أن يتعرّفوا على خفايا أنفسنا فيفضحونا أمام الآخرين، ولكنّنا عندما نبيّن الله أسرارنا ونعترف أمامه في الدعاء بذنوبنا ومعاصينا، فذلك لأنّنا نثق بأنّه تعالى ستّار العيوب وأعظم من يعتمد عليه وأنّه أرحم الراحمين .(4)

ص: 195


1- «لا تفضحنا لديك». [دعاء 5]
2- «اللّهم وإذ سترتني بعفوك، وتغمّدتني بفضلك في دار الفناء بحضرة الأكفاء فأجرني من فضیحات دار البقاء، عند مواقف الأشهاد من الملائكة المقرّبين والرسل المكرمين والشهداء والصالحين». [دعاء 32]
3- «اللّهم ... استرني بسترك كما تأنيتني عن الانتقام منّي». [دعاء 31]، «وإذ لم تقمني مقام فضيحة في دنياك، فلا تقمني مثله في آخرتك». [دعاء 47]
4- «... من جار كنت أكاتمه سيئاتي، ومن ذي رحم كنت أحتشم منه في سريراتي، لم أثق بهم ربّ في الستر عليّ، ووثقت بك ربّ في المغفرة لي». [دعاء 32]

سوء أدبنا مع الله:

من سوء أدبنا مع الله أنّه تعالى يستر عيوبنا، ولكن لا يمنعنا ولا يردعنا هذا الستر عن الاستمرار في ارتكابنا لأعمال السوء .(1)

سلطان الله

اشارة

1. جميع المخلوقات الإلهية في قبضة الله، وكلّها خاضعة الله ومنقادة للعمل دائرة مشيئة الله، وكلّها غير قادرة على أن تفعل شيئاً إلا بإذن الله . (2)

2 . إنّ لسلطان الله عزّاً لا حد له بأوّلية، ولا منتهى له بآخرية، أي: ليس له أوّل يبتدأ به، وليس له آخر ينتهي إليه. (3)

3 . إنّ الله في منتهى العظمة بحيث يخضع الملوك لعظمته، وقد ذلّت أعناقهم أمامه وهم من سطوته خائفون. (4)

4. إنّ الله تعالى السلطة المطلقة، ولا يستطيع أحد أن يقف في وجه السلطان الإلهي أبداً.(5)

5 . تتّصف الهيمنة الإلهية بمنتهى النفوذ والسيطرة والاقتدار بحيث لا يقدر

ص: 196


1- «كم من ذنب غطّيته ... ثُمّ لم ينهني ذلك عن أن جريت إلى سوء ما عهدت مني». [دعاء 16]
2- «سبحانك خضع لك من جرى في علمك ... وانقاد للتسليم لك كلّ خلقك ...». [دعاء 47]
3- «اللّهم ... عزّ سلطانك عزاً لا حد له بأوّلية ولا منتهى له بآخرية». [دعاء 32]
4- «يا من وضعت له الملوك نير المذلّة على أعناقها، فهم من سطوته خائفون». [دعاء 51]
5- «... ولم يقم لسلطانك سلطان». [دعاء 47]

أحد على إيصال الضرر بها أبداً. (1)

6 . تعيش الكائنات الحيّة كلّها في ظلّ الهيمنة الإلهية، وأنّى لها الهروب منه تعالى وهي لا حياة لها إلا برزقه تعالى، ولا مكان لها في غير ملكه تعالى. (2)

7 . سلطان الله وهيمنته بغير جنود ولا أعوان؛ لأنّه تعالى هو الغني بالذات. (3)

سلطان الله وتخلّف العباد عن أوامره تعالى:

1. عدم إيمان بعض العباد بقدرة الله على حقيقتها أو عبادتهم لغير الله لا يخرجهم من دائرة هيمنة الله وسلطانه. (4)

2. شرك العباد بالله وتكذيبهم لرسله لا ينقص من سلطان الله شيئاً قط . (5)

3. عصيان العباد لأوامر الله لا يعني التغلب على أمر الله، بل منح الله العباد الاختيار، وفسح لهم مجال الطاعة والعصيان؛ ليختبرهم أيّهم أزكى عملاً، ولا يفعل العباد شيئاً إلا بإذن الله . (6)

4 . سلطان الله أعظم، وملكه تعالى أدوم من أن تزيد فيه طاعة المطيعين أو تنقص منه معصية المذنبين . (7)

ص: 197


1- «سبحانك من ما مليك ما أمنعك». [دعاء 47] ،«سبحانك ما ... أقهر سلطانك». [دعاء 52]
2- «كيف يستطيع أن يهرب منك من لا حياة له إلّا برزقك؟ أو كيف ينجو منك من لامذهب له في غير ملكك؟». [دعاء 52]
3- «اللّهم يا ذا.. السلطان الممتنع بغير جنود ولا أعوان». [دعاء 32]
4- «لا يمتنع منك من كذب بقدرتك، ولا يفوتك من عبد غيرك». [دعاء 52]
5- «سبحانك لا ينقص سلطانك من أشرك بك، وكذّب رسلك». [دعاء 52]
6- «لا يغالب أمرك». [دعاء 48]
7- «سلطانك اللّهم أعظم، وملكك أدوم من أن تزيد فيه طاعة المطيعين أو تنقص منه معصية المذنبين». [دعاء 50]

العباد في ظلّ سلطان الله:

لا نستطيع أن نحقّق آمالنا ومبتغياتنا إلّا بإذن الله تعالى.

فإذا صرف الله عنّا وجهه الكريم.

وأحال بيننا وبين فضله العظيم.

وقطع علينا الرزق ولم يوفّقنا لنيله.

وحجبنا عن الأسباب الموصلة إلى النعم فلا يكون لنا أيّ سبيل؛ لأنّه تعالى هو المهيمن بعلمه وقدرته وسلطانه على كلّ شيء، والأمور كلّها بيده تعالى، يفعل ويقضي ما يشاء بحكمته وعدله ولا قوّة لنا على مجاوزة أمره والخروج من سلطانه.(1)

الشفاعة

1. أفضل شفاعة يجدر بالإنسان رجاؤها هي شفاعة محمد وأهل بيته علیه وعليهم سلام الله . (2)

2 . جعل الله الشفاعة وسيلة يحظى بها الشفيع المقام والمنزلة عند الله، وينال بها المشفوع العفو والمغفرة.

وأمّا الذي لا شفيع له وهو نادم وخائف إزاء ارتكابه لسوء الأعمال وذميم

ص: 198


1- «اللّهم إنّك إن صرفت عنّي وجهك الكريم، أو منعتني فضلك الجسيم، أو حظرت عليّ رزقك، أو قطعت عنّي سبيلك، لم أجد السبيل إلى شيء من أملي غيرك، ولم أقدر على ما عندک بمعونة سواك، فإنّي عبدك وفي قبضتك، ناصيتي بيدك، لا أمر لي مع أمرك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، ولا قوّة لي على الخروج من سلطانك، ولا أستطيع مجاوزة قدرتك». [دعاء 21]
2- «ولا شفاعة مخلوق رجوته إلّا شفاعة محمّد وأهل بيته عليه وعليهم سلامك». [دعاء 48]

الأفعال، فعليه أن يدعو الله . (1)

«اللهم... لتسمع سماؤك ومن فيها، وأرضك ومن عليها، ما أظهرت لك من الندم، ولجأت إليك فيه من التوبة، فلعل بعضهم برحمتك يرحمني لسوء موقفي، أو تدركه الرقة عليّ لسوء حالي، فينالني منه بدعوة هي أسمع لديك من دعائي، أو شفاعة أوكد عندك من شفاعتي تكون بها نجاتي من غضبك وفوزتي برضاك». (2)

شكر الله

نيل توفيق الشكر :

1 . لا يستطيع الإنسان أن يشكر الله إلّا أن يتفضّل الله عليه ويوفّقه إلى ذلك. (3)

2. لا ينال العبد توفيق شكر الله إلّا أن يلهمه الباري عزّوجل ذلك. (4)

الشكر والمعرفة :

الشكر فرع المعرفة، والذين لا يعرفون المنعم ولا يعرفون كيفية حمده، فسيتمتعون بالنعم من دون شكر المنعم. (5)

ص: 199


1- «اللّهم لا خفير [أي: مجير ] لي منك فليخفرني عزّك، ولا شفيع لي إليك فليشفع لي فضلك، وقد أوجلتني خطاياي فليؤمني عفوك، فما كلّ ما نطقت به عن جهل مني بسوء أثري، ولا نسيان لما سبق من ذميم فعلي ...». [دعاء 31]
2- دعاء 31.
3- «وشكروك بفضلك». [دعاء 45]
4- «الحمد الله على ما ألهمنا من شكره» . [دعاء 1] ، و«أنت ألهمته شكرك». [دعاء 45]
5- «لو حبس [أي : الله ] عن عباده معرفة حمده ... لم يشكروه ... ولخرجوا من حدود الإنسانية

بلوغ غاية الشكر:

لا يستطيع أحد أن يبلغ غاية شكر الله تعالى؛ لأنّه بمجرّد أن يشكر الله يحصل له من إحسان الله ما يلزمه الشكر إلى ما لا نهاية له. (1)

شكر الله المفضّل:

شكر الله المفضّل هو الشكر الذي يقصر عنه شكر كلّ شاكر . (2)

شكر الله القليل:

ليس الله - كما يظنّ البعض - يهتم فقط بشكر العبد المعتد به، ولا يبالي بالشكر القليل، بل الله يشكر العباد إزاء شكرهم له وإن كان شكرهم قليلاً ودون حدّ المطلوب. (3)

تقصيرنا في الشكر الله:

1 . تقصيرنا في الشكر يؤدّي إلى حرماننا من خير الدنيا والآخرة. (4)

2. إذا قصرنا في الشكر الله إزاء ما أنعم علينا في اليسر والعسر والصحّة والسقم، فإنّنا سنكون بحاجة إلى لطف إلهي ينبّهنا ويلفت أنظارنا إلى هذا

إلى حدّ البهيمية». [دعاء 1]

ص: 200


1- «اللّهم إنّ أحداً لا يبلغ من شكرك غاية إلا حصل عليه من إحسانك ما يلزمه شكراً... فأشكر عبادك عاجز عن شكرك». [دعاء 37]
2- «شكراً يقصر عنه شكر كلّ شاكر». [دعاء 47]
3- «اللّهم ... تشكر يسيراً ما شكرته». [دعاء 37]، «الشاكر قليل الشكر». [دعاء 36]، «يشكر يسير ما يعمل له». [دعاء 46]
4- «إلهي فلا تحرمني خير الآخرة والأولى لقلّة شكري». [دعاء 51]

التقصير، لنتدارك الأمر، ونلتزم بالشكر في ظلّ رعاية الله وعنايته. (1)

آثار شكرنا الله:

1 . يؤدّي شكرنا الله تعالى إلى امتلاكنا روح الرضا وطمأنينة النفس في مختلف أحوال الخوف والأمن، والرضا والسخط، الضرّ والنفع.(2)

2. شكر الله فوز للشاكرين؛ لأنّ الشاكر يفوز ويظفر بالمزيد من العطاء الإلهي، وقد قال تعالى: (لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) [إبراهيم: 7]، ولهذا علينا أن نشغل ألسنتنا بشكر إلهي لا يزاحمه أيّ شكر لا يكون في امتداد شكر الله تعالى. (3)

شكر الله للعباد :

يشكر الله العباد إزاء أعمالهم الصالحة - ولو كانت قليلة - ويجازيهم في المقابل بأعظم الجزاء وأكبر العطاء. (4)

أهم موارد الشكر:

أهم الموارد التي ينبغي أن نشكر الله إزاءها:

1 . النعم الواسعة التي أقرّ الله بها أعيننا. (5)

ص: 201


1- «اللّهم ... ارزقني الحق [أي: ما ينبغي ] عند تقصيري في الشكر لك بما أنعمت علي في اليسر والعسر والصحة والسقم». [دعاء 22]
2- «... حتّى أتعرّف من نفسي روح الرضا وطمأنينة النفس منّي بما يجب لك فیما يحدث في حال الخوف والأمن والرضا والسخط والضر والنفع». [دعاء 22]
3- «اللّهم ... تشكر من شكرك». [دعاء 45] ، يا من يشكر على القليل ويجازي بالجليل». [دعاء 46]
4- «اللّهم ... تشكر من شكرك». [دعاء 45] ، يا من يشكر على القليل ويجازي بالجليل». [دعاء 46]
5- «وكم من نعمة سابغة أقررت بها عيني». [دعاء 51]، «لك الشكر على ما خولتنا من النعماء». [دعاء 36]

2. المعروف الكثير الذي أكرمنا الله به بدون مقابل. (1)

3. إبعاد القضاء والقدر المحذور عنّا كالعاهات والمصائب. (2)

4 . الموارد المتعدّدة التي صرف الله فيها البلاء والمكروه عنا.(3)

شهر رمضان

أوصاف شهر رمضان:

1 . شهر الصيام.

2. شهر الإسلام.

3. شهر الطهور.

4. شهر التمحيص.

5. شهر القيام . (4)

تحديد وقت شهر رمضان:

حدّد الله سبحانه وتعالى وقت شهر رمضان، ولم يجز لأحد أن يغيّر ذلك أبداً.(5)

سمات شهر رمضان:

1 . شهر الله . (6)

ص: 202


1- «وكم من صنيعة كريمة لك عندي». [ دعاء 51]، «فلك الحمد على ابتدائك بالنعم الجسام». [دعاء 32]
2- «ومنعت مني محذور القضاء». [دعاء 51]
3- «إلهي فكم من بلاء جاهد :[ أي موجب للمشقة والشدّة ] قد صرفت عنّي». [دعاء 51] «وصرفت عني جهد البلاء».
4- «شهر رمضان، شهر الصيام، وشهر ،الإسلام ، وشهر ،الطهور، وشهر التمحيص، وشهر القيام». [دعاء 44]
5- «جعل له وقتا بيناً لا يجيز جلّ وعزّ أن يقدّم قبله، ولا يقبل أن يؤخّر عنه». [دعاء 44]
6- «السلام عليك يا شهر الله». [دعاء 45]

2. عيد أولياء الله . (1)

3 . أكرم مصحوب من الأوقات. (2)

4 . خير شهر في الأيام والساعات. (3)

5 . شهر تحقق آمال أولياء الله . (4)

6 . شهر كثرة الأعمال الصالحة. (5)

7. قرين عظيم القدر (6)

8. يفجعنا فقدانه . (7)

9. نرجو فيه الرحمة الإلهية. (8)

10 . يؤلمنا فراقه . (9)

11 . نألفه ونستأنس به عند إقباله .(10)

12 . يوحشنا انقضاءه . (11)

13 . شهر رقبة القلوب. (12)

ص: 203


1- «السلام عليك ... يا عيد أوليائه». [دعاء 45]
2- «السلام عليك يا أكرم مصحوب من الأوقات». [دعاء 45]
3- «السلام عليك ... يا خير شهر في الأيام والساعات». [دعاء 45]
4- «السلام عليك من شهر قربت فيه الآمال ». [دعاء 45]
5- «السلام عليك من شهر ... نشرت فيه الأعمال». [دعاء 45]
6- «السلام عليك من قرين جلّ قدره موجوداً ». [دعاء 45]»
7- «السلام عليك من قرين ... أفجع فقده مفقوداً ». [دعاء 45]»
8- «السلام عليك من قرين ... مرجو ». [دعاء 45]
9- «السلام عليك من قرين ... ألم فراقه». [دعاء 45]
10- «السلام عليك من أليف مقبلاً فسر». [دعاء 45]
11- «السلام عليك من ... أوحش منقضياً فمض ». [دعاء 45]
12- «السلام عليك من مجاور رقّت فيه القلوب ». [دعاء 45]

14. شهر قلّة الذنوب. (1)

15 . يعيننا لننتصر على الشيطان . (2)

16 . يسهّل لنا سلوك طريق الخير . (3)

17 . يكثر فيه من يعتقهم الله من النار .(4)

18. السعيد من رعى حرمته وأدّى ما وجب فيه.(5)

19. شهر يمحو الله فيه ذنوب العباد. (6)

20 . شهر يستر الله فيه عيوب العباد . (7)

21 . ثقيل على قلوب المجرمين بحيث يشعرون بطوله .(8)

22 . له هيبة في صدور المؤمنين . (9)

23. شهر لا تنافسه الأيام. (10)

24 . شهر هو من كلّ أمر سلام.(11)

25 . من عرفه أحبّ صحبته . (12)

ص: 204


1- «السلام عليك من مجاور ... قلّت فيه الذنوب». [دعاء 45]
2- «السلام عليك من ناصر أعان على الشيطان». [دعاء 45]
3- «السلام عليك من ... صاحب سهّل سبل الإحسان». [دعاء 45]
4- «السلام عليك ما أكثر عتقاء الله فيك». [دعاء 45]
5- «السلام عليك ... ما أسعد من رعى حرمتك بك». [دعاء 45]
6- «السلام عليك ما كان أمحاك للذنوب ». [دعاء 45]
7- «السلام عليك ما كان ... أسترك لأنواع العيوب». [دعاء 45]
8- «السلام عليك ما كان أطولك على المجرمين ». [دعاء 45]
9- «السلام عليك ما ... أهيبك في صدور المؤمنين». [دعاء 45]
10- «السلام عليك من شهر لا تنافسه الأيّام». [دعاء 45]
11- «السلام عليك من شهر هو من كلّ أمر سلام». [دعاء 45]
12- «السلام عليك غير كريه المصاحبة، ولا ذميم الملابسة». [دعاء 45]

26 . يفد علينا بالبركات . (1)

27 . يغسل عنا دنس الخطيئات . (2)

28. نودعه وكلّنا محبّة وشوق إليه. (3)

29 . يشتاق إليه أولياء الله قبل قدومه . (4)

30. يحزن أولياء الله إذا أشرف على النهاية . (5)

31 . يصرف الله فيه عنا ببركته الكثير من السوء.(6)

32. يفيض الله فيه علينا ببركته الكثير من الخير . (7)

33. يرغب أولياء الله في بقائه. (8)

34 . يشتاق أولياء الله إليه عند مفارقته . (9)

35. يتأسف أولياء الله من الفرص التي فاتتهم فيه . (10)

36. شرفنا الله به . (11)

37. وفقنا الله بفضله حين جهل الأشقياء وقته . (12)

ص: 205


1- «السلام عليك كما وفدت علينا بالبركات ». [دعاء 45]
2- «السلام عليك كما ... غسلت عنّا دنس الخطيئات». [دعاء 45]
3- «السلام عليك غير مودّع برماً، ولا متروك صيامه سأماً». [دعاء 45]
4- «السلام عليك من مطلوب قبل وقته ». [دعاء 45]
5- «السلام عليك من ... محزون عليه قبل فوته». [دعاء 45]
6- «السلام عليك كم من سوء صرف بك عنا ». [دعاء 45]
7- «السلام عليك ... كم من خير أفيض بك علينا». [دعاء 45]
8- السلام عليك ما كان أحرصنا بالأمس عليك ». [دعاء 45]
9- «السلام عليك ما كان ... أشدّ شوقنا غداً بك». [دعاء 45]
10- «السلام عليك وعلى فضلك الذي حرمناه، وعلى ماض من بركاتك سلبناه». [دعاء 45]
11- «اللّهم إنّا أهل هذا الشهر الذي شرفتنا به». [دعاء 45 ]
12- «اللهم إنّا أهل هذا الشهر الذي ... وفّقتنا بمنّك له حين جهل الأشقياء وقته». [دعاء 45]

38. يعيش من يجهله حالة الحرمان من فضل الله تعالى . (1)

39. عرّفنا الله خصوصياته وما فضّلنا به. (2)

40 . هدانا الله إلى صيامه وقيامه على الرغم من تقصيرنا فيه . (3)

41 . ينبغي أن نقرّ ونندم ونعتذر إلى الله عند التقصير في حقّه. (4)

42 . نسأل الله أن يهب لنا أجراً نستدرك به ما فاتنا من بركات هذا الشهر عند تفريطنا في حقّه. (5)

43 . نسأل الله أن يطيل في أعمارنا حتى ندرك شهر رمضان المقبل . (6)

44. ينبغي أن نعبد الله فيه حق العبادة ونؤدّي فيه ما يستحقه الله من الطاعة. (7)

45 . ينبغي أن ننال فيه من صالح الأعمال ما يكون تعويضاً لما فاتنا في الشهر الماضي واستدراكاً عن الشهر المقبل. (8)

ص: 206


1- «وحرموا لشقائهم فضله». [دعاء 45]
2- «أنت ولي ما آثرتنا به من معرفته، وهديتنا له من سنّته». [دعاء 45]
3- «وقد تولّينا بتوفيقك صيامه وقيامه على تقصير، وأدّينا فيه قليلاً من كثير». [دعاء 45]
4- «اللهم فلك الحمد إقراراً بالإساءة واعترافاً بالإضاعة، ولك من قلوبنا عقد الندم، ومن ألسنتنا صدق الاعتذار». [دعاء 45]
5- «اللّهم ... أجرنا على ما أصابنا فيه من التفريط أجراً يستدرك به الفضل المرغوب فيه، ونعتاض به من أنواع الذخر المحروص عليه، وأوجب لنا عذرك على ما قصرنا فيه من حقّك». [دعاء 45]
6- «أبلغ بأعمارنا ما بين أيدينا من شهر رمضان المقبل». [دعاء 45]
7- «أعنّا على تناول ما أنت أهله من العبادة، وأدّنا إلى القيام بما يستحقه من الطاعة». [دعاء 45]
8- «أجر لنا من صالح العمل ما يكون دركاً لحقّك في الشهرين من شهور الدهور». [دعاء 45 ]

46 . فرصة وفّرها الله ليستغفر فيها العباد إزاء الذنوب التي ارتكبوها - تعمّداً أو نسياناً - في حقه تعالى أو حقّ غيره .(1)

منزلة شهر رمضان:

1. إنّ لشهر رمضان حرمة وحقوقاً خاصّة، وينبغي علينا حفظ هذه الحرمة والقيام بهذه الحقوق بأفضل صورة ممكنة. (2)

2. كلّما يكون الإنسان المؤمن أعرف بفضل شهر رمضان وإجلال حرمته والأمور التي ينبغي التحفّظ منها في هذا الشهر، فإنّه سيكون أقدر على حفظ حرمة هذا الشهر والانتفاع الكامل منه . (3)

3. من يرعى شهر رمضان، ويحفظ حرمته حقّ حفظها، ويقوم بحدوده حقّ قيامها، ويتقي ذنوبه حق تقاتها، ويتقرب إلى الله حقّ التقرّب، فإنّه سيحظى برضا الله وعطفه ورحمته وفضله. (4)

وظيفتنا في شهر رمضان:

1. وظيفتنا في شهر رمضان أن نملؤه بعبادة الله ونزيّن أوقاته بطاعته تعالى،

ص: 207


1- «اللّهم وما ألممنا به في شهرنا هذا من لمم [أي صغائر الذنوب] أو إثم، أو واقعنا فهي من ذنب، واكتسبنا فيه من خطيئة على تعمّد منّا أو على نسيان ظلمنافيه أنفسنا، أو انتهكنا به حرمةً من غيرنا، فصلّ على محمّد وآله ... واعف عنا بعفوك». [دعاء 45]
2- «... الحرمة المرعية والحق المقضي». [دعاء 45]
3- «اللّهم ... ألهمنا معرفة فضله وإجلال حرمته والتحفّظ مما حظرت فيه». [دعاء 44]
4- «اللّهم ومن رعى هذا الشهر حقّ رعايته، وحفظ حرمته حقّ حفظها، وقام بحدوده حقّ قيامها، واتّقى ذنوبه حقّ تقاتها، أو تقرّب إليك بقربة أوجبت رضاك له، وعطفت رحمتك عليه، فهب لنا مثله من وجدك، وأعطنا أضعافه من فضلك». [دعاء 45]

والصيام في نهاره، والتهجّد بخشوع، وإظهار الذلّة بين يدي الله في ليله. (1)

2 . أهم ما ينبغي أن نفعله في هذا الشهر هو ما يكون حطّة وكفارة لذنوبنا. (2)

3. ما نأمله في شهر رمضان هو أن يمح الله ذنوبنا في بدايته، ويغفر لنا خطایانا مع انقضاء أيّامه، حتّى نخرج من هذا الشهر وقد طهّرنا الله فيه من أدران الذنوب وخلّصنا من شوائب السيّئات . (3)

4. ينبغي أن نحافظ في شهر رمضان على مستوى إيماننا لنكون ممّن يؤهّلنا الله فيه لما وعد أولياءه من كرامته، ويوجب لنا ما أوجب لأهل المبالغة في طاعته ويجعلنا في عداد من استحقّ أرفع الدرجات برحمته.

ويمتاز هذا الأمر بالأهمية القصوى بحيث يصح للعبد أن يتوسّل إلى الله للحصول عليه بحقّ شهر رمضان، وبحقّ من تعبّد الله فيه من أوّل تشريعه إلى يوم القيامة من ملك مقرّب أو نبي مرسل أو عبد صالح خصّه الله برحمته وعنايته. (4)

5. شهر رمضان شهر الطاعة والعبادة، وشرط قبول الطاعة هو الإخلاص»،

ص: 208


1- «اللّهم اشحنه بعبادتنا إيّاك، وزيّن أوقاته بطاعتك لك، وأعنّا في نهاره على صيامه، وفي ليله على الصلاة والتضرّع إليك والخشوع لك والذلّة بين يديك». [دعاء 44]
2- «استعملنا بما يكون حطّة [أي: مغفرة] وكفّارة لما أنكرت منّا فيه». [دعاء 45]
3- «اللّهم ... امحق [أي: امح] ذنوبنا مع إمحاق [أي: زوال] هلاله، واسلخ عنّا تبعاتنا مع انسلاخ أيامه، حتّى ينقضي عنّا وقد صفّيتنا فيه من الخطيئات وأخلصتنا من السيّئات». [ دعاء 44]
4- «اللّهم إنّي أسألك بحقّ هذا الشهر، وبحقّ من تعبّد لك فيه من ابتدائه إلى وقت فنائه من ملك قرّبته أو نبي أرسلته أو عبد صالح اختصصته أن تصلّي على محمّد وآله، وأهّلنا فيه لما وعدت أولياءك من كرامتك، وأوجب لنا فيه ما أوجبت لأهل المبالغة في طاعتك، واجعلنا في نظم من استحقّ الرفيع الأعلى برحمتك». [دعاء 44]

وهذا ما يحتم علينا مراقبة أنفسنا لئلا نقع في فخّ الرياء والسمعة، بل ينبغي أن تكون طاعتنا وعبادتنا خالصة لوجهه تعالى، ومنزّهة عن شوائب الشرك بالله سبحانه وتعالى . (1)

6. أبرز ما نحتاج إليه في هذا الشهر هو ستر الله وعفوه ورأفته التي لا تنفذ، وفضله الذي لا ينقص . (2)

الغاية من شهر رمضان :

1 . شهر رمضان فترة زمنية محدودة يسّرها الله لنا لننتهزها كفرصة ذهبية لنيل الجنّة التي هي أفضل ما نناله من ربح . (3)

2 . جعل الله الصيام والقيام فيه وسيلة لنيل ثوابه والدخول في رحاب رحمته. (4)

3. ينبغي أن نكون في شهر رمضان خير من ينتهز الفرصة فيه ويحمل فيه الزاد لآخرته. (5)

4 . بما أنّ شهر رمضان هو الفرصة الذهبية للتقرّب إلى الله تعالى، فلهذا يكون

ص: 209


1- «... ثُمّ خلّص ذلك كله من رياء المرائين، وسمعة المسمعين، لا نشرك فيه أحداً دونك، ولا نبتغي مراداً سواك». [دعاء 44]
2- «استرنا بسترك، واعف عنّا بعفوك، ولا تنصبنا لأعين الشامتين ولا تبسط علينا فيه ألسن الطاغين ... برأفتك التي لا تنفذ، وفضلك الذي لا ينقص». [دعاء 45]
3- «وقد أقام فينا هذا الشهر مقام حمد ، وصحبنا صحبة مبرور، وأربحنا أفضل أرباح العالمين، ثُمّ قد قد فارقنا عند تمام وقته، وانقطاع مدّته، ووفاء عدده. [دعاء 45]، «الحمد لله الذي جعل من تلك السبل شهره شهر رمضان». [دعاء 44]
4- متعرّضين بصيامه وقيامه لما عرّضتنا له من رحمتك، وتسبّبنا إليه من مثوبتك». [دعاء 45]
5- «اللّهم ... اجعلنا لشهرنا من خير أهل وأصحاب». [دعاء 44]

احتياجنا في هذا الشهر إلى التسديد الإلهي أكثر من بقيّة الشهور، ولاسيّما التسديد في مجال الاستقامة والثبات والتخلّص من كيد وإغواءات الشيطان. (1)

5 . ينبغي على المؤمن في شهر رمضان إضافة إلى صيامه عن الطعام والشراب أن يصوم بكفّ جوارحه عن ممارسة المعاصي واستعمالها فيما يسخط الله سبحانه وتعالى. (2)

ومن أمثلة كفّ الجوارح أن:

1. لا نصغي بأسماعنا إلى اللغو.

2. لا نسرع بأبصارنا إلى اللهو.

3 . لا نبسط أيدينا إلى الأمور المحرّمة.

4. لا نخطو بأقدامنا إلى ما منعنا الله منه.

5 . لا نعطي بطوننا ما هو ممنوع شرعاً.

6 . لا ننطق ألسنتنا بالباطل.

7. لا نبذل جهداً إلّا فيما يقربنا من الثواب أو يبعدنا عن العقاب الإلهي .(3)

خصائص شهر رمضان :

1 . أظهر الله فضل هذا الشهر على سائر الشهور . (4)

ص: 210


1- «اللّهم ... إن ملنا فيه فعدّلنا، وإن زغنا فيه فقومنا، وإن اشتمل علينا عدو كالشيطان فاستنقذنا منه». [دعاء 44]
2- «اللّهم ... أعنا على صيامه بكفّ الجوارح عن معاصيك، واستعمالها فيه بما يرضيك». [دعاء 44]
3- «... حتّى لا نصغي بأسماعنا إلى لغو، ولا نسرع بأبصارنا إلى لهو، وحتّى لا نبسط أيدينا إلى محظور، ولا نخطو بأقدامنا إلى محجور، وحتّى لا تعي بطوننا إلّا ما أحللت، ولا تنطق ألسنتنا إلّا بما مثّلت ولا نتكلّف إلّا ما يدني من ثوابك، ولا نتعاطى إلّا الذي يقي من عقابك». [دعاء 44]
4- «... فأبأن فضيلته على سائر الشهور». [دعاء 44]

2 . ميّزه الله عن بقية الشهور، واصطفاه بين جميع الأزمنة والدهور، وفضّله على كلّ أوقات السنة.

ومن أسباب هذا التمييز والاصطفاء والفضل :

أنزل الله فيه القرآن، وضاعف فيه الإيمان، وفرض فيه الصيام، وجعل فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر .(1)

3. أنزل الله فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان .(2)

4. خص الله هذا الشهر بالكثير من الحرمات التي لا يحلّ انتهاكها، ومن الفضائل المشهورة .(3)

5. حرّم الله في هذا الشهر ما أحلّ في غيره إعظاماً له؛ لأنّه ذات مكانة رفيعة، وينبغي على الناس أن يحفظوه .(4)

6. منع الله في هذا الشهر الأكل والشرب في النهار إكراماً واحتراماً له، حيث خصّه الله بالاصطفاء دون باقي الشهور . (5)

7. فضّلنا الله به على سائر الأمم، واصطفانا به على سائر الملل بفضله دون

ص: 211


1- «اللّهم وأنت جعلت من صفايا [أي: مختارات] تلك الوظائف، وخصائص تلك الفروض شهر رمضان الذي اختصصته من سائر الشهور، وتخيّرته من جميع الأزمنة والدهور، وآثرته على كلّ أوقات السنة بما أنزلت فيه من القرآن والنور ، وضاعفت فيه من الإيمان، وفرضت فيه من الصيام، ورغبت فيه من القيام، وأجللت فيه من ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر». [دعاء 45]
2- «شهر القيام (الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [البقرة: 185]». [دعاء 44]
3- «جعل له من الحرمات الموفورة والفضائل المشهورة». [دعاء 44]
4- «حرّم فيه ما أحلّ في غيره إعظاماً». [دعاء 44]
5- «حجر [ أي: منع ] فيه المطاعم والمشارب إكراماً». [دعاء 44]

أهل الملل .(1)

8 . أمرنا الله بالصيام في نهاره ، وأعاننا على القيام في ليله. (2)

9. يتعامل الله مع الصائمين والعابدين في شهر رمضان بمنتهى الفضل والإحسان بحيث يصح للعبد أن يأمل من الله أن يكتب له من الأجر إزاء صيامه وعبادته مثل أجور من صامه وتعبّد له في هذا الشهر إلى يوم القيامة. (3)

10 . يغفر الله في كلّ ليلة من ليالي شهر رمضان للعديد من العباد المستحقين للعذاب، ويعتق رقابهم من النار، ويدخلهم الجنّة بعفوه وصفحه.

وهذا ما يدفعنا للدعاء منه تعالى ليجعلنا في هذا الشهر من جملة الذين تشملهم الرعاية والعناية الإلهية. (4)

أهم أعمال شهر رمضان:

أهم الأعمال التي ينبغي الاهتمام بها في شهر رمضان بشكل خاص:

1 . صلة أرحامنا بالبرّ والإحسان والمحبّة. (5)

2 . تفقّد جيراننا ومساعدتهم بصورة متواصلة. (6)

3 . تطهير أموالنا عن طريق إعطاء حقوق الله وحقوق الناس . (7)

ص: 212


1- «اللّهم ... آثرتنا به على سائر الأمم، واصطفيتنا بفضله دون أهل الملل». [دعاء 45]
2- «فصمنا بأمرك نهاره، وقمنا بعونك ليله». [دعاء 45]
3- «اللّهم ... اكتب لنا مثل أجور من صامه أو تعبّد لك فيه إلى يوم القيامة». [دعاء 45]
4- «اللّهم ... إذا كان لك في كلّ ليلة من ليالي شهرنا هذا رقاب يعتقها عفوك، أو يهبها صفحك فاجعل رقابنا من تلك الرقاب». [دعاء 44]
5- «وفّقنا فيه لأن نصل أرحامنا بالبر والصلة». [دعاء 44]
6- «انتعاهد جيراننا بالإفضال والعطية». [دعاء 44]
7- «نخلّص أموالنا من التبعات، وأن نظهّرها بإخراج الزكوات». [دعاء 44]

4. العودة إلى من هجرنا وانقطع عنا، بأن نصله ونصالحه ونتّصل به. (1)

5 . التعامل بإنصاف مع من ظلمنا. (2)

6 . التعامل بمسالمة مع من عادانا في الأمور الشخصية، أمّا إذا كانت العداوة دينية فمن كان عدوّاً الله فليس بيننا وبينه سلام، ولا نواليه، ولا نقيم معه العلاقات الودّية. (3)

7 . التقرّب إلى الله بالأعمال التي تزكّينا وتطهّرنا من الذنوب وتعصمنا من الوقوع ابتداءً في العيوب حتّى لا نرد عليه تعالى إلّا وتكن أعمال الملائكة دون مستوى أعمالنا في الطاعة الله والقربة إليه . (4)

8 . الالتزام بمواقيت الصلوات الخمس وأدائها بحدودها وفروضها ووظائفها وأوقاتها الشرعيّة، وأن نكون من المحقّقين لأغراضها وحدودها، والحافظين لأركانها، والمؤدّين لها في أوقاتها وفق سنّة الرسول صلى الله عليه وآله في ركوعها وسجودها وجميع مناقبها على أتم الطهور وأسبغه، وأوضح الخشوع وأكمله. (5)

ص: 213


1- «نراجع من هاجرنا». [دعاء 44]
2- «ننصف من ظلمنا». [دعاء 44]
3- «نسالم من عادانا، حاشا من عودي فيك ولك، فإنّه العدو الذي لا نواليه، والحزب الذي لا نصافيه». [دعاء 44]
4- «نتقرّب إليك فيه من الأعمال الزاكية بما تطهرنا به من الذنوب، وتعصمنا فيه مما نستأنف من العيوب، حتى لا يورد عليك أحد من ملائكتك إلّا دون ما نورد من أبواب الطاعة لك وأنواع القربة إليك». [دعاء 44]
5- «اللّهم ... وفّقنا فيه على مواقيت الصلوات الخمس بحدودها التي حدّدت، وفروضها التي فرضت ووظائفها التي وظفت، وأوقاتها التي ،وقت وأنزلنا فيها منزلة المصيبين لمنازلها،

ما ينبغي الابتعاد عنه في شهر رمضان:

أهم الأمور التي ينبغي أن نسأل الله أن يبعدنا عنها في شهر رمضان:

1. الميل والانحراف عن الحقّ في توحيد الله.

2. التقصير في تمجيد الله.

3. الشك في دين الله.

4 . العمى عن سبيل الله.

5 . الإغفال لحرمة الله.

6 . الانخداع للشيطان عدو الله . (1)

ليلة القدر في شهر رمضان:

1. فضّل الله ليلة واحدة من ليالي شهر رمضان على ليالي ألف شهر (2) «وسمّاها ليلة القدر، تنزّل الملائكة والروح فيها بإذن ربيّم من كلّ أمر، سلام دائم البركة إلى طلوع الفجر، على من يشاء من عباده با أحكم من قضائه » . (3)

2. ليلة القدر هي التي تقدّر فيها شؤون العباد، وكلّ ما يرتبط بهم من قبيل

ص: 214


1- «اللّهم.. جنّبنا الإلحاد في توحيدك، والتقصير في تمجيدك، والشك في دينك، والعمى عن سبيلك، والإغفال الحرمتك، والانخداع لعدوك الشيطان الرجيم». [دعاء 44]
2- «ثُمّ فضّل ليلة واحدة من لياليه على ليالي ألف شهر». [دعاء 44]
3- دعاء 44 .

ما يصيبهم وما يجري عليهم . (1)

تودیع شهر رمضان :

2. شهر رمضان فرصة ثمينة، ولهذا ينبغي أن يكون توديعنا لهذا الشهر توديع من عزّ فراقه علينا، وتوديع من غمّنا وأوحشنا انصرافه عنا.(2)

3. إذا كان شهر رمضان هو شهر الطاعة والعبادة، فلا يعني أن نقصّر في مجال الطاعة والعبادة في باقي الشهور ، بل ينبغي أن يكون شهر رمضان انطلاقة يستمر عطاؤها المعنوي في سائر الشهور والأيام التي تليه حتّى شهر رمضان الآتي. (3)

عيد الفطر:

1 . جعل الله عيد الفطر للمؤمنين عيداً وسروراً، وجعله للمسلمين يوماً للاجتماع .(4)

2. عيد الفطر فرصة نجعلها عن طريق التوجه إلى الله يوماً مباركاً وخير يوم مرّ علينا، وفي هذا اليوم نسأل الله ليكفّر من سيئاتنا، ويمحو خطايانا، ويغفر لنا ما خفي وما ظهر من ذنوبنا. (5)

ص: 215


1- «... بما أحكم من قضائه». [دعاء 44]
2- «فنحن مودّعوه وداع من عزّ فراقه علينا، وغمّنا وأوحشنا انصرافه عنّا، ولزمنا له الذمام المحفوظ». [دعاء 45]
3- «اللّهم واجعلنا في سائر الشهور والأيام كذلك ما عمّرتنا». [دعاء 44]
4- «يوم فطرنا الذي جعلته للمؤمنين عيداً وسروراً، ولأهل ملتك مجمعاً ومحتشداً». [دعاء 45]
5- «اللّهم ... بارك لنا في يوم عيدنا وفطرنا ، واجعله من خير يوم مرّ علينا، أجلبه لعفو، وأمحاه

3 . عيد الفطر فرصة نطلب فيها من الله ليعوّضنا عمّا خسرناه في شهر رمضان. (1)

4 . يوم عيد الفطر هو يوم التوبة :

التوبة الشاملة لكلّ ذنب أذنبناه أو سوء قدّمناه أو خاطر سوء أضمرناه.

التوبة الصادقة التي لا ننوي الرجوع عنها إلى المعاصي أبداً. (2)

ه . ما نأمله من الله في يوم عيد الفطر أن يخلّصنا من خطايانا، ويجعلنا من السعداء نتيجة صيامنا وعبادتنا فيه، وأن يجعلنا أكثر الناس نصيباً من خيراته وبركاته. (3)

الشهرة

الشهرة ليست مذمومة دائماً، بل هي وسيلة تجعل الإنسان في الموقعيّة الاجتماعية المؤثّرة.

وإيجابية الشهرة أو سلبيتها ترتبط بكيفية الاستفادة من هذه الموقعيّة، والإنسان قادر على استخدام هذه القدرة في الخير والصلاح ليكون الأسوة

لذنب، واغفر لنا ما خفي من ذنوبنا وما علن». [دعاء 45]

ص: 216


1- «اللّهم ... اجبر مصيبتنا بشهرنا». [دعاء 45]
2- «اللّهم إنا نتوب إليك في يوم فطرنا ... من كلّ ذنب أذنبناه، أو سوء أسلفناه، أو خاطر شرّ أضمرناه، توبة من لا ينطوي على رجوع إلى ذنب، ولا يعود بعدها في خطيئة، توبة نصوحاً [ أي : صادقة ] خلصت من الشك والارتياب فتقبلها منّا وارض عنّا وثبّتنا عليها». [دعاء 45]
3- «اللّهم اسلخنا بانسلاخ هذا الشهر من خطايانا، وأخرجنا بخروجه من سيّئاتنا، واجعلنا من أسعد أهله به وأجزلهم قسماً فيه، وأوفرهم حظاً منه». [دعاء 45]

الحسنة والعنصر الذي يلفت أنظار الناس إلى المبادئ الإلهية.

ولهذا يصح لنا السؤال من الله ليجعل لنا ذكراً جميلاً وثناءً حسناً بين الآخرين. (1)

الشيطان

الشيطان رجیم:

إنّ الشيطان رجيم، أي: مطرود من مواضع الخير والرحمة.(2)

هدف الشيطان:

طلب الشيطان المهلة من الله ليغوينا ويضلّنا، فمنحه الباري عزّوجل هذه المهلة إلى يوم القيامة، وحذرنا منه ضمن مخطط إلهي لاختبارنا.

ويحاول الشيطان أن يستحوذ علينا ليضلّنا ويغوينا، ولا ملجأ للخلاص من شره إلّا عن طريق الاستعانة بالله لصدّ مكائده والتخلّص من إغواءاته.(3)

دور الشيطان في إغواء العباد:

إنّ للشيطان دوراً كبيراً في إغواء البشرية.

ولولا أن يخدع الشيطان العباد ويبعدهم عن طاعة الله ما عصی الله عاص.

ص: 217


1- «واجعل لي لسان صدق في الغابرين وذكراً نامياً في الآخرين». [دعاء 47]
2- «... الشيطان الرجيم». [دعاء 17 و 25] )
3- «اللّهم ... قد استحوذ عليّ عدوك الذي استنظرك لغوايتي فأنظرته، واستمهلك إلى يوم الدين لإضلالي فأمهلته، فأوقعني، وقد هربت إليك من صغائر ذنوب موبقة [أي: مهلكة]، وكبائر أعمال مردية». [دعاء 32]

ولولا تصوير الشيطان الباطل للعباد في صورة الحق ما ضلّ عن طريق الله ضال. (1)

قدرة الشيطان:

فسح الله للشيطان مجال وسوسته ،للإنسان، كجزء من ابتلائه تعالى للإنسان في هذه الدنيا.

وسلّط الله الشيطان منّا على مالم يسلّطنا عليه، ومن هنا:

1 . اتّخذ الشيطان صدورنا مسكناً له.

2 . يجري الشيطان في وجودنا مجرى الدم في العروق.

3. لا يغفل إن غفلنا.

4. لا ينسى إن نسينا . (2)

الإنسان بين دعوة الله ودعوة الشيطان:

من الأمور التي تبيّن شدّة انغماسنا وخوضنا في الباطل، وتمادينا في مخالفة الحق أن نقف على مفترق طرق بين دعوة الله عزّوجل ودعوة الشيطان فنتبّع دعوة الشيطان، مع علمنا بعداوة الشيطان لنا، ويقين منّا بأنّ منتهى دعوة الله إلى الجنّة ومنتهى دعوة الشيطان إلى النار . (3)

ص: 218


1- «... فلولا أنّ الشيطان يختدعهم عن طاعتك ما عصاك عاص، ولولا أنّه صوّر لهم الباطل في مثال الحقّ ما ضلّ عن طريقك ضال». [دعاء 37]
2- «جعلت لنا عدواً يكيدنا، سلطته منّا على مالم تسلّطنا عليه منه، أسكنته صدورنا، وأجريته مجاري دمائنا، لا يغفل إن غفلنا، ولا ينسى إن نسينا». [دعاء 25]
3- «ومن أبعد غوراً في الباطل، وأشدّ إقداماً على السوء منّي حين أقف بين دعوتك ودعوة الشيطان، فأتّبع دعوته على غير عمى منّي في معرفة به ولا نسيان من حفظي له؟ وأنا حينئذ موقن بأنّ منتهى دعوتك إلى الجنّة ومنتهى دعوته إلى النار». [دعاء 16]

الشيطان فتنة:

جعل الله نزغات الشياطين والأهواء وسيلة لاختبار الإنسان وامتحانه. (1)

الاستعاذة بالله من الشيطان:

1 . يلبّي الله طلب من استعانه و استجار به خوفاً من شر الشيطان .(2)

2 . إذا أعاذنا الله من الشيطان وحفظنا وعصمنا من شرّه، فسيمهّد لنا ذلك السبيل للتكامل المعنوي واكتساب درجات الصالحين ومراتب المؤمنين. (3)

التخطيط ضدّ الشيطان :

يحتاج الإنسان عند مواجهته مع الشيطان أن يخصّص لنفسه وقتاً ينشغل فيه لدراسة نفسه ودراسة تحركات هذا العدو لتكون هجماته وردود أفعاله ضدّ الشيطان وفق برمجة واعية ومخططات مدروسة. (4)

أفضل طريقة لطرد الشيطان:

أفضل طريقة لطرد الشيطان وإبعاده عنّا هي عدم الالتفات إلى وساوسه، وبذل غاية الجهد لأداء الطاعات وفعل الحسنات وتجسيد محبّتنا الله من خلال عبادتنا له تعالى . (5)

ص: 219


1- «نزغات فتنتك». [دعاء 47]
2- «اللّهم ... أجرنا مما استجرنا بك من خوفه». [دعاء 17 ]
3- «اللّهم ... صيّرنا بذلك في درجات الصالحين ومراتب المؤمنين». [دعاء 17]
4- «وتدبيراً على عدوك». [دعاء 20]
5- «اللّهم اخسأهُ عنّا بعبادتك، واكبته [أي: اصرفه] بدُؤوبنا [أي: باستمرارنا وتعبنا ] في محبتَّك». [دعاء 17]

الشيطان واستغلاله للفرص :

1 . إذا وجد الشيطان مجالاً لإغوائنا ومنفذاً يدخل منه لإضلالنا فإنّه سيطمع في إبعادنا عن طاعة الله واستخدامنا في معصية الله عزّ وجل. (1)

2. يكون الإنسان في خلواته أحوج إلى الانتباه لما يعرض له من نزغات الشيطان ووساوسه.(2)

3 . عندما يعيش الإنسان حالة سوء الظن وضعف اليقين، فسيكون الشيطان أقدر على ملك عنانه ومسك زمام أمره. (3)

إغواء الشيطان للإنسان:

يحاول الشيطان أن يخدعنا ويدبّر لنا الحيل والمكائد ليضلّنا عن سواء السبيل ويوردنا موارد الهلكة. (4)

الأمور التي يؤكّد عليها الشيطان:

1 . الأماني والآمال والتسويف ومنها أنّه يؤمننا عقاب الله. (5)

2. المواعيد المغرية .(6)

ص: 220


1- «اللّهم إنّا نعوذ ... أن يُطْمِعَ [أي: الشيطان ] نفسه في إضلالنا عن طاعتك، وامتهاننا [أي: استخدامنا أو إذلالنا] بمعصيتك». [دعاء 16]
2- «ولا تحبط ... خلواتي بما يعرض لي من نزغات فتنتك». [دعاء 47]
3- «قد ملك الشيطان عناني في سوء الظن وضعف اليقين». [دعاء 32]
4- وكيده [أي: كيد الشيطان] ومكائده». [دعاء 17 ]، «اللهم ... جعلت لنا عدواً [ أي: الشيطان ] يكيدنا». [دعاء 25]
5- «... والثقة بأمانيه». [دعاء 17 ] ، «اللّهم ... يؤمننا عقابك». [دعاء 25]
6- «... ومواعيده ...». [دعاء 17]

1. إغراؤنا فيما نهواه . (1)

4. استدراجنا نحو المعاصي . (2)

5 . تخويفنا بغير الله . (3)

6 . سوء الظن بالآخرين، وتمنّي زوال نعمة الغير . (4)

أهم أساليب الشيطان لإغوائنا:

1 . يحاول الشيطان دائماً أن يمنعنا من اكتساب العلوم والمعارف الإلهية؛ لأنّها تنير لنا الدرب، وتمنحنا القدرة على مواجهة دسائس الشيطان وعدم الانخداع بمغرياته، وهذا ما يحتّم علينا الاستعانة بالله لكسب هذه العلوم والمعارف. (5)

2. يكره الشيطان قيامنا بالطاعات وفعلنا للحسنات، ولهذا يملي علينا - عن طريق وساوسه - حالة الشعور بصعوبة أداء الطاعات وثقل فعل الحسنات ليردعنا ويبعدنا عن القيام بها . (6)

3. يثير الشيطان ميولنا ورغباتنا وغرائزنا لننساق مع الأهواء والشهوات فتُعمى بصائرنا عن التمييز بين الحسن والقبيح، فنرى ما هو قبيحاً حسناً نتيجة تزيين واغراءات الشيطان . (7)

ص: 221


1- «... وغروره ...». [دعاء 17]
2- «... ومصائده ...». [دعاء 17]
3- «اللّهم ... يخوّفنا بغيرك». [دعاء 25]
4- «يلقي الشيطان في روعي من ... التظنّي والحسد». [دعاء 20]
5- « ... واستَظْهَر [أي: استعان] بك [أي : بالله ] عليه :[ أي على الشيطان] في معرفة العلوم الربانية». [دعاء 17]
6- «أن يَثْقُل علينا ما كرَّه [ أي : الشيطان] إلينا». [دعاء 17]
7- «أن يَحْسُن عندنا ما حسّن [ أي : الشيطان] لنا». [دعاء 17 ]

4 . يقف في طريقنا ليصرفنا عن الحق بما تميل إليه شهواتنا . (1)

5 . ينصب لنا حبائله في ميادين الشبهات. (2)

6 . إذا هممنا بفعل قبيح ولا سيّما الذنوب العظيمة شجّعنا عليه، وإذا هممنا يفعل صالح ومشروع فيه الخير ثبّطنا عنه. (3)

7. يقدّم لنا الوعود والأماني، وهو يعلم بأنّه كاذب لا يعمل بما وعد. (4)

تبريّ الشيطان من الإنسان:

أسلوب الشيطان معنا أنّه يدعونا إلى ارتكاب المعاصي، وعندما نلبّي طلبه ونستوجب بسوء فعلنا سخط الله تعالى، ويشملنا الطرد الإلهي نغدو بلا شفيع ولا حامي ولا مجير ولا حصن ولا ملاذ يعرض عنّا الشيطان، ويتبرّى منّا ويتركنا وحيدين فريدين في ساحة المعصية . (5)

اتّحاد المؤمنين ضدّ الشيطان:

ينبغي لجميع المؤمنين التعاضد والاتحاد فيما بينهم ضدّ الشيطان ومخططاته،

ص: 222


1- يتعرّض لنا بالشهوات». [دعاء 25]
2- «ينصب لنا بالشبهات». [دعاء 25]
3- «إن هممنا بفاحشة شجّعنا عليها ، وإن هممنا بعمل صالح ثبّطنا عنه». [دعاء 25]
4- «... إن وعدنا كذبنا» . [ دعاء 25] ، «إن منانا أخلفنا». [دعاء 25]
5- «... حتّى إذا قارفت معصيتك، واستوجبت بسوء سعيي سخطتك، فتل عنّي عذار [أي: لوى عنّي صفحة الخدّ إعراضاً ] غدره، وتلقاني بكلمة كفره ، وتولى البراءة منّي، وأدبر مولّياً عنِّي، فأصحرني [أي: أبرزني] الغضبك فريداً، وأخرجني إلى فناء نقمتك طريداً، لا شفيع يشفع لي إليك، ولا خفير [أي: حامي ] يؤمنني عليك، ولا حصن يحجبني عنك، ولا ملاذ ألجأ إليه منك». [دعاء 32]

وعلينا أن نطلب من الذين يتّبعون أوامرنا معاداة الشيطان والحذر منه، ونطلب من الذين ينتهون عمّا نحذّرهم منه أن يتوخّوا الحذر من متابعته. (1)

الاستعانة بالله للتخلّص من شرّ الشيطان:

لا نستطيع التخلّص من شرّ الشيطان من دون الاستعانة بالله، ومن نماذج هذه الاستعانة أن نشكو إلى الله سوء مجاورة الشيطان لنا، واستجابة ميولنا ورغباتنا وأهوائنا لإثاراته، وأن نسأله تعالى أن يصوننا من الوقوع في دائرة استيلاء وهيمنة الشيطان، ونتضرّع إليه تعالى في دفع وإبعاد كيد الشيطان عنّا. (2)

آثار استعاذتنا بالله من الشيطان:

1 . يجعل الله بيننا وبين الشيطان حجاباً منيعاً وسدّاً حصيناً يعجز الشيطان عن اختراقه والعبور منه . (3)

2 . يشغل الله الشيطان عنّا ببعض أعدائه . (4)

3. يعصمنا الله من الشيطان، ويحفظنا بحسن رعايته، ويكفينا غدره، ويصرفه عنّا، ويبعده عنّا، ويقطع عنّا الآثار السلبية التي خلبفها حين تواجده في

ص: 223


1- «اللّهم اجعلنا... نأمر بمناواته [أي: معاداة الشيطان] من أطاع أمرنا، ونعظ عن متابعته من اتبع زجرنا». [دعاء 17 ]
2- «اكفنا... شرّ مصائد الشيطان». [دعاء 5]، فأنا أشكو سوء مجاورته لي، وطاعة نفسي له، وأستعصمك من ملكته، وأتضرع إليك في صرف كيده عني». [دعاء 32]
3- «اللّهم ... اجعل بيننا وبينه ستراً لا يهتكه، وردماً [ أي : سداً حصيناً] مصمتاً [أي : لا جوف له ] لا يفتقه». [دعاء 17]
4- «اللّهم ... اشغله عنا ببعض أعدائك» . [ دعاء 17 ] ، «اللّهم ... حوّل سلطانه عنّا [أي: إلى غيرنا من أعداء الرحمن]». [دعاء 17]

نفوسنا. (1)

4 . يحفّزنا الله على اتّباع الهدى بمقدار ما يحفّزنا الشيطان على اتّباع الضلال ومن يطلب المزيد فلا يحجب الله عنه الخير والهداية. (2)

5 . يزوّدنا الله بالتقوى ضدّ غواية الشيطان . (3)

6 . يسلك بنا الله سبيل الهداية بخلاف سبل الضلال التي يدعونا الشيطان إليها. (4)

7 . لا يجعل الله للشيطان موطناً ومستقراً بل مدخلاً في قلوبنا، ولا يفسح له المجال لإغوائنا وإبعادنا عن سبيل الهدى . (5)

8 . يعرّفنا الله ما زيّن لنا الشيطان من باطل، وينوّر بصائرنا لنرى الباطل باطلاً فنجتنبه، ونرى الحقّ حقّاً فنتبّعه، ثُمّ يقينا الله ويحفظنا من إغواءاته . (6)

9 . يبصرنا الله بمكائد الشيطان ويلهمنا كيفية مواجهته وسبل تفنيد محاولاته الخبيثة، ونكون أقدر على دفع شرّه . (7)

10. بيقظنا الله من نوم الغفلة، ويمنحنا الوعي لنعرف حقيقة الشيطان فنحترز منه ولا نركن إليه ولا نعتمد عليه أبداً. (8)

ص: 224


1- (1) «اللّهم ... اعصمنا منه بحسن رعايتك، واكفنا ختره [أي: غدره]، وولّنا ظهره [أي: كناة عن دفع شرّه]، واقطع عنا إثره». [دعاء 17]
2- «اللّهم ... أمتعنا من الهدى بمثل ضلالته». [دعاء 17]
3- «اللّهم ... زوّدنا من التقوى ضدّ غوايته». [دعاء 17]
4- «اللّهم ... اسلك بنا من التقى خلاف سبيله من الردى». [دعاء 17]
5- «اللّهم لا تجعل له في قلوبنا مدخلاً، ولا توطنن له فيما لدينا منزلاً». [دعاء 17]
6- «اللّهم وما سوّل لنا من باطل فعرّفناه، وإذا عرفتناه فقناه». [دعاء 17]
7- «اللّهم ... بصّرنا ما نكايده به، وألهمنا ما نُعدّه له». [دعاء 17]
8- «اللّهم ... أيقظنا عن سنة الغفلة بالركون إليه». [دعاء 17 ]

11 . يعيننا الله بتوفيقه لنتغلب على الشيطان، ونتمكن من دحض دسائسه ومخططاته.(1)

12 . يجعل الله في قلوبنا كراهة فعل السيّئات والاشمئزاز من فعل المنكرات وبغض كل المحرّمات التي يدعونا إليها الشيطان. (2)

13 . يمكّننا الله بلطفه لنقض وإبطال حيل الشيطان وتفنيد مساعيه

14. يقطع الله رجاء الشيطان منّا لئلا يطمع بنا، ويدفعه عن ملازمتنا والتعلّق بنا . (3)

15. يجعلنا الله من الشيطان في «حرز حارز، وحصن حافظ، وكهف مانع». (4)

16 . يلبسنا الله درعاً واقياً ضدّ الشيطان، ويعطينا لمواجهته أسلحة قاطعة ونافذة نقف به بوجه الشيطان و نردعه عن تنفيذ مخططاته .(5)

17 . يفنّد الله مساعي الشيطان بمختلف الأساليب، بل يثبط عزيمته فينا لو قصد إغواءنا. (6)

ص: 225


1- «اللّهم ... أحسن بتوفيقك عوننا عليه». [دعاء 17]
2- «اللّهم وأشرب قلوبنا إنكار عمله». [دعاء 17]
3- «اللّهم ... اقطع رجاءه منّا، وادرأه [ أي : ادفعه] عن الولوع [أي: التعلّق] بنا». [دعاء 17 ]
4- دعاء 17 .
5- «اللّهم ... ألبسهم [ أي : ألبسنا وآباءنا و ...] منه جنناً [ أي: ما يستتر به كالدرع ] واقية، وأعطهم عليه أسلحة ماضية». [دعاء 17 ]
6- «اللهم احلل ما عقد، وافتق ما رتق [أي مزّق ما أوصل بين جوانبه] وافسخ مادبّر، وثبّطه إذا عزم، وانقض ما أبرم [أي: ما أحكم]». [دعاء 17]

18. يهزم الله جنود الشيطان، ويبطل كيده، لتذهب جهوده أدراج الرياح، ويجعل حصاد مكره وحيله الفشل والخسران ويهدم كهفه، ويرغم أنفه عن طريق إيقاعه في دائرة الذل والهوان . (1)

19 . يجعلنا الله في صفوف أعداء الشيطان، ويبعدنا عنه لئلا نكون في عداد أوليائه . (2)

20 . يسدّدنا الله لئلا نطيع أوامر ونواهي الشيطان إذا استهوانا، ولا نستجيب له إذا دعانا . (3)

طلب الصيانة من الشيطان لنا ولغيرنا :

ينبغي لنا كما نسأل الله لأنفسنا الحفظ والصيانة من الشيطان أن نسأل ذلك أيضاً لآبائنا وأمهاتنا وأولادنا وأهالينا وإخواننا وذوي أرحامنا وأقربائنا وجيراننا من المؤمنين والمؤمنات، وكلّ من شهد الله بالربوبية وتمسّك بعبودية الله عزّ وجل، ووقف بوجه الشيطان واستعان بالله لاكتساب المعارف الإلهية التي يحاول الشيطان منعه منها .(4)

ص: 226


1- «اللّهم واهزم جنده ، وأبطل كيده ، واهدم كهفه، وأرغم أنفه». [دعاء 17]
2- «اللّهم اجعلنا في نظم أعدائه، واعزلنا عن عداد أوليائه». [دعاء 17]
3- «اللّهم اجعلنا... لا نطيع له إذا استهوانا، ولا نستجيب له إذا دعانا». [دعاء 17 ]
4- «اللّهم ... واجعل أباءنا وأمهاتنا وأولادنا وأهالينا وذوي أرحامنا وقراباتنا وجيراننا من المؤمنين والمؤمنات منه في حرز حارز ... اللّهم واعمم بذلك من شهد لك بالربوبية، وأخلص لك بالوحدانية، وعاداه لك بحقيقة العبودية، واستظهربك عليه في معرفة العلوم الربانية» . [ دعاء 17] ، «اللّهم ... أعذنا وأهالينا وإخواننا وجميع المؤمنين والمؤمنات منه. 17»، [ دعاء 17]

الصحابة والتابعين

أجر الصحابة الأبرار:

1. لا يضيّع الله أجر الصحابة الذين جاهدوا بإخلاص في سبيله، فتركوا أوطانهم، وهجروا ديار ،قومهم، وأعرضوا عن سعة المعاش إلى ضيقه، وعملوا في ساحة الدعوة إلى الإسلام وجمعوا الناس على دين الله وتوحيده.(1)

2 . أعد الله في الجنّة للسابقين الأوائل من أنصار دينه وحماة شريعته مكانة ومنزلة خاصة؛ لأنهم كانوا الحجر الأساس لتثبيت دينه تعالى وإعلاء كلمته عزّ وجل في الأرض. (2)

سمات الصحابة الأبرار:

1 . أحسنوا صحبة رسول الله . (3)

2 . كانت لهم المواقف الحسنة من أجل نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم ومعاونته. (4)

3. أسرعوا في القدوم إلى رسول الله له للبيعة والنصرة، وسابقوا إلى دعوته، واستجابوا له عندما أثبت لهم بالأدلة والبراهين أحقية رسالاته.(5)

ص: 227


1- «فلا تنس لهم اللهم [أي: لا تترك لهم ثواب ] ما تركوا لك وفيك، وأرضهم من رضوانك، وبما حاشوا [ أي: جمعوا] الخلق عليك، وكانوا مع رسولك دعاة لك إليك، واشكرهم على هجرهم فيك ديار ،قومهم وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه، ومن كثّرت في إعزاز دينك من مظلومهم». [دعاء 4]
2- «وواف بي عرصة الأوّلين». [دعاء 47]
3- «الذين أحسنوا الصحابة». [دعاء 4]
4- «الذين أبلوا البلاء الحسن في نصره وكانفوه [أي: عاونوه]». [دعاء 4]
5- «أسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته، واستجابوا له حيث أسمعهم حجّة رسالاته».

4. فارقوا أزواجهم وأولادهم لتكون كلمة الله هي العليا، وقاتلوا الآباء والأبناء من أجل تثبيت نبوّة الرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، وكانت نتيجة أمرهم الانتصار على أعداء الله ببركة وجود الرسول صلی الله علیه و آله وسلم. (1)

5 . كانوا يعيشون منتهى حالة المحبّة الرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ، وكانوا يرجون من مودّته تجارة لن تبور. (2)

6 . قدّموا أسمى التضحيات، وتحمّلوا أعظم المعاناة من أجل إعزاز الدين وإعلاء كلمة الله، فهجرتهم العشائر، وأبعدهم الأقرباء احتجاجاً على اتّباعهم للرسول صلی الله علیه وآله وسلم.(3)

أجر التابعين الأخيار :

سيجازي الله التابعين الذين اتّبعوا أصحاب الرسول صلی الله علیه وآله وسمل اتّباعاً حسناً خير الجزاء.(4)

سمات التابعين الأخيار:

1 . لم تعتريهم شبهة حول سمو مقام الصحابة الأبرار وصحّة اعتقادهم.

2. ساروا على طريقة الصحابة الأبرار ومنهاجهم، واتّبعوا مسلكهم

[دعاء 4]

ص: 228


1- «فارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته، وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوّته، وانتصروا به». [دعاء 4]
2- «كانوا منطوين على محبّته، يرجون تجارة لن تبور في مودّته». [دعاء 4]
3- «الذين هجرتهم العشائر إذ تعلّقوا بعروته، وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظل قرابته». [دعاء 4]
4- «اللّهم وأوصل إلى التابعين لهم بإحسان ... خير جزائك». [دعاء 4]

ومذهبهم، وقصدوا الناحية التي قصدها أولئك، ولم يشكّوا في اتّباع خطاهم ومسيرتهم والاقتداء بهم والاهتداء بهديهم.

3. بذلوا غاية وسعهم وجهدهم لدعم وتثبيت ما كان عليه الصحابة الأبرار.

4. شعار التابعين قوله تعالى: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ). [الحشر: 10 ](1)

الصحّة والسقم

الصحّة والسقم نعمة:

كلّ من «الصحة» و«السقم نعمة تستحق منا شكر الله وحده. (2)

فالصحّة نعمة؛ لأنّنا فيها:

1 . نعيش حالة الهناء نتيجة التمتّع بالطيبات من رزق الله تعالى.

2. نعيش حالة النشاط والسعي الدؤوب لنيل مرضات الله وكسب المزيد من فضله وإحسانه. (3)

ص: 229


1- «اللّهم وأوصل إلى التابعين لهم بإحسان الذين يقولون: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ) خير جزائك، الذين قصدوا سمتهم، وتحرّوا وجهتهم، ومضوا على شاكلتهم، لم يثنهم ريب في بصيرتهم ، ولم يختلجهم شك في قفو آثارهم، والائتمام بهداية منارهم، مكانفين [أي: معاونين] وموازرين لهم يدينون بدينهم، ويهتدون بهديهم، ينفقون عليهم، ولا يتهمونهم فيما أدوا إليهم». [دعاء 4]
2- «لك الحمد على ما أحدثت بي من علّةٍ في جسدي، فما أدري يا إلهي، أيّ الحالين أحقّ بالشكر لك؟ وأيّ الوقتين أولى بالحمد لك؟». [دعاء 15]
3- «أوقت الصحة التي ... نشّطتني بها لابتغاء مرضاتك وفضلك». [دعاء 15]

3 . نعيش حالة القوّة لأداء ما يوفّقنا الله من طاعته . (1)

والسقم نعمة؛ لأنّه:

1 . كفّارة لسيّئاتنا، وتمحيص لذواتنا، وتخفيف لما ثقل على ظهورنا من خطيئات، وتطهير لنفوسنا المتلوّثة بأدران السيئات . (2)

2. عقوبة ووسيلة تنبيه وتذكرة وموعظة تحفّزنا على التوبة والكفّ عن الذنوب واجتناب المعاصي، وتدفعنا لتزكية أنفسنا وتهذيبها من الشوائب العالقة بها. (3)

3 . وسيلة لاكتساب الحسنات من دون تحمّل جهد فكري أو مشقة بدنية، بل تفضّل وإحسان منه تعالى حيث يأمر الملائكة الموكّلين بإحصاء أعمالنا ليكتبوا لنا ثواب ما كنّا نعمله من الصالحات في حالة العافية. (4)

الإنسان بين الصحّة والمرض :

ينبغي علينا الانتباه عندما نصاب بمرض أنّنا نتمتّع - في نفس الوقت بصحّة في مختلف نواحي أبداننا، وهذا بحد ذاته يستحق منّا الشكر والحمد لله تعالى . (5)

ص: 230


1- «أوقت الصحّة التي ... قوّيتني معها على ما وفقتني له من طاعتك». [دعاء 15]
2- «أم وقت العلّة التي محّصتني بها ، والنعم التي أتحفتني بها ، تخفيفاً لما ثقل به على ظهري من الخطيئات، وتطهيراً لما انغمست فيه من السيئات». [دعاء 15]
3- «وتنبيهاً لتناول التوبة، وتذكيراً لمحو الحوبة [أي: الإثم ] بقديم النعمة». [دعاء 15]
4- «وفي خلال ذلك ما كتب لي الكاتبان من زكيّ الأعمال، ما لا قلب فكر فيه، ولا لسان نطق به، ولا جارحة تكلّفته، بل إفضالاً منك عليّ ، وإحساناً من صنيعك إليّ». [دعاء 15]
5- «اللهم لك الحمد على مالم أزل أتصرّف فيه من سلامة بدني». [دعاء 15]

السلامة:

تكمن السلامة في أن يقينا الله من كلّ سوء. (1)

طلب الصحّة من الله:

1 . نحتاج لأداء عباداتنا إلى الصحّة والسلامة، ولهذا ينبغي طلب الصحّة والسلامة منه تعالى ليسعنا أداء العبادات بأفضل صورة ممكنة. (2)

2 . الحلاوة الموجودة في الصحة والعافية هي التي تدفعنا إلى الانجذاب نحوها، والمسألة من الله للظفر بها.

والمرارة الموجودة في السقم والمرض هي التي تدفعنا إلى الاجتناب عنها، والمسألة من الله لإبعادنا عنها.

وهذه الحلاوة أيضاً موجودة في العفو والغفران والرحمة الإلهية.

ولهذا علينا الاستعانة بالله للخروج من السقم والذنوب والخطايا والكروب إلى الصحّة والعافية والغفران والفرج. (3)

السقم والتكفير عن الذنوب :

الذنوب والمعاصي أوساخ وأقذار وأدران معنوية تلوّث أرواحنا.

ومن آثار ما يبتلينا الله من أسقام أنها تكفّر سيّئاتنا وتطهّر ذواتنا من هذه

ص: 231


1- «إنّ السالم من وقيت». [دعاء 36]
2- «اللّهم.. ارزقني صحة في عبادة». [دعاء 20]
3- «أوجدني حلاوة العافية، وأذقني برد السلامة ، واجعل مخرجي عن علتي إلى عفوك، ومتحوّلي عن صرعتي إلى تجاوزك، وخلاصي من كربي إلى روحك، وسلامتي من هذه الشدّة إلى فرجك». [دعاء 15]

الأدران والشوئب. (1)

2 . إذا كان سبب المرض الذي قد ابتلى الله به الإنسان عقوبة لسيّئاته أو غفران لذنوبه، فإنّ العفو الإلهي عن هذه السيئات والذنوب يؤدّي إلى رفع المرض عنه ونيله الراحة والسرور بالعافية . (2)

3. كل ما يتداوى به العباد للقضاء على أمراضهم فإنّه من صنع الله وكريم عطائه وعظيم إحسانه. (3)

الصدقة

الصدقة توجب النجاة من الغضب الإلهي والفوز برضاه ونيل المزيد من ثوابه سبحانه وتعالى .(4)

صلاة الله على المؤمنين

اشارة

عندما نوفّق لعمل صالح من قبيل حسن القول في من يستحق ذلك، فإنّ الله سيصلّي علينا ويمنن علينا بالرحمة.(5)

أثر صلاة الله على المؤمنين:

1 . تعصمهم من معصية الله . (6)

ص: 232


1- «طهّرني من دنس ما أسلفت وامح عنّي شرّ ما قدمت». [دعاء 15]
2- «اجعل مخرجي عن علّتي إلى عفوك». [دعاء 15]
3- «اللّهم ... داوني بصنعك». [دعاء 20]
4- «وتصدّقوا لك طلباً لمزيدك ، وفيها كانت نجاتهم من غضبك، وفوزهم برضاك». [دعاء 45]
5- «فصل علينا بما فتحت لنا من حسن القول فيهم [أي: في الملائكة]». [دعاء 3]
6- «تعصمهم بها من معصيتك». [دعاء 4]

2 . تفسح لهم في رياض الجنّة.(1)

3. تصونهم من كيد الشيطان. (2)

4 . تعينهم على أعمال الخير والصلاح. (3)

5 . تحفظهم على الدوام من حوادث السوء. (4)

6 . تدفهم إلى حسن الظن بالله، والأمل بعفوه وإحسانه وجميلوالإيمان بعظيم لطف الله ورحمته والثقة بكرمه وإحسانه . (5)

7 . تمنعهم من تهمة الله سبحانه بعدم العدل في توزيع قسمته بين عباده فيما أعطاهم من مال وقدرة وإمكانية وغير ذلك.(6)

8. تحفّزهم على الرغبة إلى الله والرهبة منه. (7)

9 . تنزع من قلوبهم حبّ التوسّع في الدنيا، وتحبّب إليهم العمل للآخرة والاستعداد لما بعد الموت . (8)

10 .تسهّل عليهم كلّ حزن وغمّ يحلّ بهم يوم خروج الأنفس من أبدانها .(9)

11 . تبقيهم في عافية، وتمنع وصول السوء إليهم من الفتن التي تصيبهم . (10)

ص: 233


1- «تفسح لهم في رياض جنتك». [دعاء 4]
2- «تمنعهم بها من كيد الشيطان». [دعاء 4]
3- «تعينهم بها على ما استعانوك عليه من بر». [دعاء 4]
4- «تقيهم طوارق الليل والنهار إلّا طارقاً يطرق بخير». [دعاء 4]
5- «تبعثهم بها على اعتقاد حسن الرجاء لك، والطمع فيما عندك». [دعاء 4]
6- «تبعثهم على ... ترك التهمة فيما تحويه أيدي العباد». [دعاء 4]
7- «تردّهم إلى الرغبة إليك والرهبة منك». [دعاء 4]
8- «تزهدهم في سعة العاجل، وتحبّب إليهم العمل للآجل والاستعداد لما بعد الموت». [دعاء 4]
9- «تهوّن عليهم كلّ كرب يحلّ بهم يوم خروج الأنفس من أبدانها». [دعاء 4]
10- «تعافيهم مما تقع به الفتنة من محذوراتها». [دعاء 4]

12 . تقيهم من شدائد الدخول في جهنّم وطول الخلود فيها . (1)

13 . تصيّرهم إلى موضع استراحة المتقين، أي: جنة الخلد . (2)

14 . تحيطهم بالبركة والمنفعة . (3)

15 . توجب استجابة الدعاء. (4)

الصلاة على محمّد وآل محمّد

اشارة

1. «صلى الله على محمّد وآله الطيبين الطاهرين». (5)

2. إنّنا نصلّي على محمّد وآله؛ لأنّ الله جعل النبيّ محمّد صلی الله علیه وآله وسلم وسيلة لهدايتنا وإنقاذنا من الضلال والانحراف . (6)

3. عندما نصلّي على الأنبياء والملائكة .... فإنّ الله سيبلغهم صلاتنا عليهم. (7)

أثر الصلاة على محمّد وآل محمّد:

1 . تشملنا شفاعة النبيّ محمّد صلی الله علیه وآله وسلم يوم القيامة في الوقت الذي نكون في ذلك اليوم بأشدّ الحاجة إلى العون والمساعدة. (8)

ص: 234


1- «تعافيهم من ... كبّة النار :[ أي شدّة الارتماء فيها ] وطول الخلود فيها». [دعاء 4]
2- «تصيّرهم إلى أمن من مقيل المتقين». [دعاء 4]
3- «صلاةً تبلغنا بركتها وينالنا نفعها». [دعاء 45]
4- «صلاةً ... يستجاب لها دعاؤنا». [دعاء 45]
5- دعاء 43 .
6- «اللّهم صل على محمّد وآله كما هديتنا به، وصلّ على محمد وآله كما استنقذتنا به». [دعاء 31]
7- «اللّهم وإذا صليت على ملائكتك ورسلك وبلّغتهم صلاتنا عليهم ...». [دعاء 3]
8- «اللّهم ... صلّ على محمد وآله صلاةً تشفع لنا يوم القيامة ويوم الفاقة إليك». [دعاء 31]

2 . تؤدّي صلاتنا على محمّد وآله حين الدعاء إلى سرعة استجابة دعواتنا، وسبباً لنجاح طلبنا منه تعالى. (1)

أفضل صلواتنا على محمّد وآل محمّد

1. صلاة دائمة نامية. (2)

2. لا انقطاع لأبدها ولا منتهى لأمدها. (3)

3. كأفضل ما يصلّي الباري عزّوجل على أحد من خلقه من الأوّلین والآخرين. (4)

نماذج من النصوص الواردة في الصلاة على محمّد وآل محمّد:

1 .«صلواتك عليه على[رسول الله ] ورحمتك وبركاتك عليه وعلى آله وآل رسولك عليهم السلام». [دعاء 23]

2. «اللهم صلّ على محمد عبدك ورسولك وأهل بيته الطاهرين، وأخصصهم بأفضل صلواتك ورحمتك وبركاتك وسلامك». [دعاء 24]

3. «اللهم صلّ على محمد عبدك ورسولك وآل محمّد صلاةً عالية على الصلوات، مشرفة فوق التحيّات، صلاة لا ينتهي أمدها، ولا ينقطع عددها، كأتم ما مضى من صلواتك على أحد من أوليائك». [دعاء 27]

ص: 235


1- «صلّ على محمد وآله ... واجعل ذلك عوناً لي وسبباً لنجاح طلبتي». [دعاء 13]
2- «صلّ على محمّد وآله صلاة دائمة نامية». [دعاء 1]
3- «صلّ على محمد وآله صلاة ... لا انقطاع لأبدها ولا منتهى لأمدها». [دعاء 13]
4- «اللّهم وصلّ على محمّد وآله كأفضل ما صليت على أحد من خلقك قبله وأنت مصل على أحد بعده». [دعاء 20]

4. «اللّهم صلّ على محمّد وآله إذا ذكر الأبرار، وصلّ على محمد وآله ما اختلف الليل والنهار صلاةً لا ينقطع مددها، ولا يحصى عددها، صلاة تشحن الهواء، وتملأ الأرض والسماء. صلّى الله عليه حتى يرضى، وصلى الله عليه وآله بعد الرضا صلاة لا حدّ لها ولا منتهى». [دعاء 32]

5 . «وصلّ على خيرتك اللهم من خلقك محمّد وعترته الصفوة من بريّتك الطاهرين». [دعاء 34]

6 . «وصل اللهم على محمّد وآله صلاةً تبلغه بها أفضل ما يأمل من خيرك وفضلك وكرامتك». [دعاء 42]

7 . السلام عليه [محمد] وعلى آله الطيّبين الطاهرين ورحمة الله وبركاته». [دعاء 42]

8 . اللّهم صلّ على محمّد وآله، في كل وقت وكلّ أوان وعلى كل حال عدد ما صلّيت على من صلّيت عليه، وأضعاف ذلك كله بالأضعاف التي لا يحصيها غيرك». [دعاء 44]

9. «اللّهم صلّ على محمّد نبينا وآله كما صليت على ملائكتك المقرّبين.

وصلّ عليه وآله كما صليت على أنبيائك المرسلين.

وصلّ عليه وآله كما صليت على عبادك الصالحين وأفضل من ذلك يا ربّ العالمين». [دعاء 45]

1. «ربّ صلّ على محمّد وآل محمّد المنتجب المصطفى المكرّم المقرّب أفضل صلواتك، وبارك أتمّ بركاتك، وترحم عليه أمتع رحماتك». [دعاء 47]

11 . ربّ صلّ على محمّد وآله صلاة زاكية لا تكون صلاة أزكى منها، وصلّ عليه صلاة نامية لا تكون صلاة أنمى منها، وصلّ عليه صلاةً راضية لا تكون

ص: 236

صلاة فوقها». [دعاء 47]

12. «ربّ صلّ على محمد وآله صلاة ترضيه وتزيد على رضاه، وصلّ عليه صلاة ترضيك وتزيد على رضاك له، وصلّ عليه صلاة لا ترضى له إلا بها ولا ترى غيره لها أهلاً ... [دعاء 47]

13 . «ربّ صلّ على محمّد وآله صلاة تجاوز رضوانك، ويتّصل اتّصالها ببقائك، ولا ينفد كما لا تنفد كلماتك». [دعاء 47]

14. «ربّ صلّ على محمد وآله صلاة تنتظم صلوات ملائكتك وأنبيائك ورسلك وأهل طاعتك، وتشتمل على صلوات عبادك من جنّك وإنسك وأهل إجابتك، وتجتمع على صلاة كلّ من ذرأت [أي نشرت] وبرأت [أي خلقت ] من أصناف خلقك». [دعاء 47]

15 . ربّ صلّ عليه وآله صلاة تحيطه بكل صلاة سالفة [أي: سابقة] ومستأنفة [أي متواصلة بعد توقف]، وصلّ عليه وعلى آله صلاة مرضية لك ولمن دونك، وتنشىء مع ذلك صلاة تضاعف معها تلك الصلوات عندها، وتزيدها على كرور الأيام زيادة في تضاعيف لا يعدُّها غيرك». [دعاء 47]

16 . «ربّ صلّ على محمّد وآله صلاة تجزل لهم بها من نحلك وكرامتك، وتكمل لهم الأشياء من عطاياك ونوافلك، وتوفّر عليهم الحظ من عوائدك وفوائدك». [دعاء 47]

17. «ربّ صلّ عليه وعليهم صلاة لا أمد في أوّلها، ولا غاية لأمدها، ولا نهاية لآخرها، ربّ صلّ عليهم زنّة عرشك وما دونه، وملء سمواتك وما فوقهن، وعدد أرضيك وما تحتهن وما بينهن، صلاة تقربهم منك زُلفى، وتكون لك ولهم ،رضى ومتّصلة بنظائرهنّ أبداً». [دعاء 47]

ص: 237

18. «السلام عليه [محمد] وعليهم [آل محمّد] أبد الآبدين». [دعاء 47]

19. «أسألك اللهم... أن تصلّي على محمّد وآل محمّد عبدك ورسولك وحبيبك وصفوتك وخيرتك من خلقك، وعلى آل محمّد الأبرار الطاهرين الأخيار صلاة لا يقوى على إحصائها إلّا أنت». [دعاء 48]

20. «وصلّى الله على سيّدنا محمّد رسول الله المصطفى وعلى آله الطاهرين». [ دعاء 54]

طاعة الله

اشارة

1. العمر فرصة وفّرها الله لنا في هذه الحياة لنصر فها في سبيل طاعته تعالى وتلبية أوامره التي هي رشد وهداية، وأداء الحقوق الإلهية. (1)

2. طاعة الله نجاة للمطيعين؛ لأنّ المطيع ينجو بنفسه من العذاب، ويعتق رقبته من النار.

ولهذا علينا أن نشغل جوارحنا بطاعة الله فحسب، ولا نشغلها بطاعة أخرى لا تكون في امتداد طاعة الله تعالى . (2)

3. لا نستطيع نيل رضا الله ومحبته، وبلوغ ما عنده من نعيم إلّا بطاعته والالتزام بأوامره ونواهيه وبفضل رحمته.(3)

ص: 238


1- «... أن تجعل ما ذهب من جسمي وعمري في سبيل طاعتك». [دعاء 32]، «أمرك رشد». [دعاء 47]، «إلهي أسألك بحقك الواجب على جميع خلقك». [دعاء 52]
2- «يا من طاعته نجاة للمطيعين ... اشغل جوارحنا بطاعتك عن كلّ طاعة». [دعاء 11]
3- «اللّهم ... لا أستميل هواك، ولا أبلغ رضاك، ولا أنال ما عندك إلّا بطاعتك وبفضل رحمتك». [دعاء 20]

4 . ينبغي ان يصر أن يصرف الإنسان كلّ طاقته وقدرته من أجل التقرّب من الله عن طريق اتّباع دينه الثابت والمستقيم. (1)

الاهتمام بطاعة الله:

ينبغي على الإنسان أن يشغل دائماً نفسه بطاعة الله، ولا يسمح للمشاغل والهموم الدنيوية أن تبعده عن الله عزّ وجل. (2)

الأجواء المناسبة لطاعة الله:

نحتاج من أجل التوجّه نحو طاعة الله إلى «شوق ثواب الموعود» [أي: الجنّة]، حتّى نجد لذّة ما ندعو الله به، فتدفعنا هذه اللذّة إلى القيام بالطاعة.

كما نحتاج من أجل الاحتراز عن المعاصي إلى خوف عقاب الوعيد» [أي: النار]، حتّى نجد كآبة ما نستجير الله منه، فتردعنا هذه الكآبة عن ارتكاب المعصية. (3)

ينبغي أن يعيش الإنسان في طاعته الله حالة التسليم والانقطاع عن كلّ شيء ما سوى الله . (4)

التقصير في طاعة الله:

1. يدرك جميع المؤمنين بالله بأنّهم مقصرون في أداء ما أوجب الله عليهم. (5)

ص: 239


1- «والاجتهاد فيما يزلف لديك وعندك». [دعاء 47]، «سبحانك سبيلك جدد [ أي : ثابت وقوي]». [دعاء 47]
2- «اللّهم ... فرّغ قلبي لمحبتك». [دعاء 21]
3- اللّهم ارزقنا خوف عقاب الوعيد، وشوق ثواب الموعود، حتّى نجد لذّة ما ندعوك به، وكآبة ما نستجيرك منه». [دعاء 45]
4- «فإنّي لك مسلّم». [دعاء 47]
5- «وكل مقرّ على نفسه بالتقصير عمّا استوجبت». [دعاء 37]

2 . لا يستطيع أحد أداء طاعة الله بصورة كاملة، وما نبذله من جهد وسعي في سبيل الطاعة لا يفي بما يستحقه الله؛ لأنّ فضل الله علينا أسبق وأشمل وأعظم وأتم .(1)

3. إذا لم نعرّض أنفسنا لما يثيرنا ويحفّزنا نحو طاعة الله، فإننا لن نجد في أنفسنا ما يدفعنا نحو هذه الطاعة. (2)

4 . يحب الله مجالس الصالحين؛ لأنّها توفّر لمن يحضر فيها الأجواء والأرضية

المناسبة لنيل الرضوان الإلهي من خلال التحفيز على طاعته تعالى . (3)

التنافس في طاعة الله :

دعا الله العباد إلى التسابق والتنافس في موارد الطاعة. (4)

أثر طاعة الله:

من يطع الله يوفقه الله للخير والرشد والصواب. (5)

فرائض الله:

1 . مبادرة الإنسان إلى إحياء فرائض الله المستحبة تؤدي به إلى رفع ذكره عند الله سبحانه وتعالى . (6)

ص: 240


1- «الّلهم ... لا يبلغ مبلغاً من طاعتك وإن اجتهد إلّا كان مقصراً دون استحقاقك بفضلك ... وأعبدهم مقصّر عن طاعتك». [دعاء 37]
2- فأسألك يا مولاي سؤال من ... بدنه غافل لسكون عروقه». [دعاء 52]
3- «اللّهم ... اعمر بي مجالس الصالحين». [دعاء 41]
4- «المسابقة إليها من حيث أمرت ، والمشاحة فيها على ما أردت». [دعاء 47]
5- «اللّهم اجعلني من «الموفّقين للخير والرشد والصواب بطاعتك». [دعاء 25]
6- «... ولا تثني علي بإحيائها سنّة». [دعاء 32]

2. النوافل قادرة على أن تشفع لنا في مقام التوبة، فتجعلنا أقرب إلى المغفرة الإلهية، ولكننا إذا كنّا مضيّعين للكثير من فرائض الله الواجبة فلا يكون للنوافل والفرائض المستحبة - في هذا المقام - القيمة المعتد بها . (1)

3. من ضيّع فرائض الله الواجبة هلك. (2)

طول الأمل

اشارة

إنّ الاختبار الذي نواجهه في خصوص آجالنا هو طول الأمل، وطمعنا بآمالنا في أعمار المعمرين.

والحل هو التوجه إلى الله ليقصّر ،آمالنا، ويمنحنا رؤية ذات أفق واسع تؤدّي بنا إلى نبذ طول الأمل والرضا بما قسم الله لنا من العمر . (3)

وإذا لم نتمكّن من القيام بتهذيب أنفسنا في مجال طول الأمل، فالحلّ هو طلب المزيد من الاستعانة بالله ليساعدنا في هذا المجال ويكفينا طول الأمل. (4)

الآثار السلبية لطول الأمل:

1 . يوقعنا في أودية اللهو والغفلة عن الآخرة. (5)

ص: 241


1- «اللّهم ... لست أتوسل إليك بفضل نافلة مع كثير ما أغفلت من وظائف فروضك». [دعاء 32]
2- «حاشا فروضك التي من ضيعها هلك». [دعاء 32]
3- «اللّهم إنّك ابتليتنا... في آجالنا بطول الأمل، حتّى ... طمعنا بآمالنا في أعمار المعمرين». [دعاء 29]
4- «اللّهم ... اكفنا طول الأمل». [دعاء 40]
5- «فأسألك يا مولاي سؤال من نفسه لاهية لطول أمله». [دعاء 52]

2. يخدعنا بالباطل.

3. يصيبنا بشروره .(1)

تقصير الأمل:

ينبغي علينا أن نقصّر آمالنا بحيث لا نؤمّل استتمام ساعة بعد ساعة، ولا استكمال يوم بعد يوم، ولا اتّصال نفس بنفس، ولا لحوق قدم بقدم. (2)

السبيل لتقصير الأمل:

1. صدق العمل.(3)

2 . ذكر الموت بشكل متواصل . (4)

الظلم

اشارة

حرّم الله على العباد تجاوز أحدهم على حقوق الآخر، وانتهاك أحدهم لحرمة الآخر فيما لا يحل .(5)

دوافع الظلم:

1. ينعم الله على العبد، فيستغني العبد، ويجد نفسه قويّاً، فيطغى ويندفع نحو

ص: 242


1- «اللهم ... سلّمنا من غروره وآمنا من شروره». [دعاء 40]
2- «اللّهم ... اكفنا طول الأمل، وقصره عنا ... حتّى لا نومّل استتمام ساعة بعد ساعة، ولا استيفاء يوم بعد يوم، ولا اتصال نفس بنفس، ولا لحوق قدم بقدم». [دعاء 40]
3- «اللّهم ... اكفنا طول الأمل، وقصّره عنا بصدق العمل». [دعاء 40]
4- «... انصب الموت بين أيدينا ،نصباً، ولا تجعل ذكرنا له غِبّا [ أي من وقت لآخر بصورة غير مستمرة]». [دعاء 40]
5- «قد علمت يا إلهي ما نالني من فلان ابن فلان مما حظرت وانتهكه منّي ممّا حجزت عليه». [ دعاء 14]

الظلم والتجاوز على حقوق الآخرين. (1)

2 . يمهل الله العبد عند طغيانه، ويؤخّر عقابه، فيغتر العبد، وتأخذه حالة الخيلاء بما يمتلك من قوّة وقدرة، فيتجرأ نحو الظلم والتعدّي على حقوق الآخرين . (2)

الارتداع عن الظلم :

كما أنّنا لا نرغب أن نكون مظلومين، فعلينا أن لا نكون ظالمين، ونسأل الله أن يعصمنا من ممارسة الظلم، ويجعل بيننا وبين ظلم الآخرين حاجزاً وعائقاً يمنعنا من الالتحاق بركب الظالمين .(3)

إعانة الظالمين:

ينبغي أن يحذر الإنسان في تعاملاته الاجتماعية لئلا يكون معيناً للظالمين ولا مساعداً ونصيراً لهم على تغيير الشرع وتعطيل الأحكام الإلهية. (4)

جزاء الظالمين بالاستدراج:

يجازي الله الظالم بعض الأحيان بالاستدراج، فلا يعجله بالعقوبة، بل يمدّه بالمال والجاه والقوّة، فيكون ذلك سبباً في إصرار الظالم على الظلم وتماديه في إيذاء الآخرين.

ص: 243


1- «بطراً في نعمتك عنده». [دعاء 14]
2- «اغتراراً بنكيرك عليه». [دعاء 14]
3- «اللّهم فكما كرّهت إلي أن أظلم فقني من أن أظلم». [دعاء 14]، «اعصمني من مثل أفعاله [أي: أفعال الظالم]، ولا تجعلني في مثل حاله». [دعاء 14]
4- «ولا تجعلني للظالمين ظهيراً، ولا لهم على محو كتابك يداً ونصيراً». [دعاء 47]

وعلى المظلوم - في هذه الحالة - الدعاء من الله لرفع حالة الاستدراج من الظالم وردعه - بأيّ نحو من الأنحاء - عن مواصلته في الظلم.

ولكن إذا اقتضت الحكمة الإلهية إبقاء الظالم في حالة الاستدراج وإهماله وترك مجازاته إلى يوم القيامة فعلى المظلوم - في هذه الحالة - الدعاء من الله ليمنحه الصمود والصبر . (1)

صرف الله الظلم عن العباد:

إذا أراد الله أن يصرف أحداً عن الظلم، فإنّه تعالى:

1 . يشغله في أمر يهمّه ويخصه فيصرفه بذلك عن الظلم . (2)

مثال ذلك: يشغل الله الظالم بعدو يعجز عن التخلّص منه، فيصرفه ذلك عن ظلم الآخرين. (3)

2 . يكشف له قبح الظلم وآثاره السلبية، فيمنعه ذلك عن ممارسة الظلم. (4)

3 . يعين الله المظلوم ليقف بوجه الظالم ويصدّه عن الظلم . (5)

4 . يمنع الله الظالم بقوّته عن ممارسة الظلم .(6)

ص: 244


1- «ولا تفتنه [أي: لا تفتن الظالم] بالأمن من إنكارك، فيصرّ على ظلمي، ويحاضرني [أي: يناز عني] بحقي ... اللهم وإن كانت الخيرة لي عندك في تأخير الأخذ لي وترك الانتقام ممن ظلمني إلى يوم الفصل ومجمع الخصم فصلّ على محمّد وآله وأيدني منك بنية صادقة وصبر دائم». [دعاء 14]
2- «اجعل له شغلاً فيما يليه :[ أي في شيء قريب منه]». [دعاء 14]
3- « ... وعجزاً عما يناويه». [دعاء 14]
4- «لا تسوّغ [أي : لا تحسّن في نفسه] له ظلمي». [دعاء 14]
5- «أحسن عليه عوني». [دعاء 14]
6- «خذ ظالمي وعدوّي عن ظلمي بقوتك». [دعاء 14]

5 . يكسر الله بقدرته شوكة الظالم وشدّة أذاه . (1)

6. يذيق الله الظالم في الدنيا شيئاً قليلاً من العذاب الذي أوعده يوم القيامة ليزجره ويردعه عن التمادي في الظلم. (2)

المظلومون :

1 . لا يخفى على الله أنباء المتظلّمين، ولا يحتاج الباري عزّوجل لمعرفة مظلوميتهم إلى شهادات الشاهدين. (3)

2. نصرة الله قريبة من المظلومين، وعونه تعالى بعيد عن الظالمين. (4)

العِوَض الإلهي للمظلوم:

يحيط الله المظلوم بعفوه ورحمته عوضاً وبدلاً عما أصيب من ظلم وإساءة. (5)

نصرة الله للمظلوم:

1 . يعين الله المظلوم ليتغلّب على الظالم بحيث تكون هذه الإعانة سبباً لشفاء غيظ المظلوم إزاء الظالم، وإطفاء شدّة غضبه، وإزالة كراهيته وغصّته بصورة تكون وافية تحقّق رضا المظلوم لتدارك ما أصابه من شدّة. (6)

ص: 245


1- «افلل [أي: اكسر ] حدّه عنّي بقدرتك». [دعاء 14]
2- «... وعرّفه عما قليل ما أو عدت الظالمين». [دعاء 14]
3- «يا من لا يخفى عليه أنباء المتظلّمين ، ويا من لا يحتاج في قصصهم إلى شهادات الشاهدين». [ دعاء 14]
4- «يا من قربت نصرته من المظلومين، ويا من بعد عونه عن الظالمين». [دعاء 14]
5- «عوضني من ظلمه لي عفوك ، وأبدلني بسوء صنيعه بي رحمتك». [دعاء 14]
6- «أعدني [ أي : اعني ] عليه عدوى حاضرة [أي : حاصلة]، تكون من غيظي [ أي : شدّة الغضب والكره] به شفاء، ومن حنقي [أي: شدّة الغيظ ] عليه وفاء». [دعاء 14]

2. إنّ الله قادر على ردع الآخرين لئلا يظلموننا، وهو القادر على منع الآخرين من انتهاك حقوقنا والجور علينا؛ ولهذا نستعين به تعالى ليدفع عنّا ظلم الآخرين ويرعانا في ظلّ عنايته وحفظه. (1)

بث الشكوى إلى الله:

إنّ الله هو الملجأ الحقيقي الوحيد الذي يستحق أن نشكو إليه همومنا إليه معاناتنا ومشاكلنا. (2)

رضا المظلوم بقضاء الله:

من أهم الأسباب التي تدفع المظلوم إلى القناعة بما قضى الله له والثقة بما تخيّر له، أن يصوّر الله في قلبه مثال ما ادخره له من أجر وثواب وأعدّ لظالمه من جزاء وعقاب. (3)

العافية

العافية نعمة:

العافية والسلامة من السوء والبلاء نعمة إلهية عظيمة لا يعرف الإنسان

ص: 246


1- «اللّهم ... لا أظلمن وأنت القادر على القبض مني». [دع-اء 20]، «اللهم ... ولا أظلمن وأنت مطيق للدفع عنّي». [دعاء 20]، «اللهم ... اكفني مؤونة [أي: تعب ] معرة [أي: أذى] العباد». [دعاء 20]
2- «اللّهم لا أشكو إلى أحد سواك». [دعاء 14]
3- «صوّر في قلبي مثال ما ادخرت لي من ،ثوابك، وأعددت لخصمي من جزائك وعقابك، واجعل ذلك سببا لقناعتي بما قضيت، وثقتي بما تخيّرت». [دعاء 14]

قدرها إلّا عند فقدانها؛ ولهذا ينبغي علينا أن لا نفتر في طلب هذه النعمة من الله ليلبسنا ويغمرنا ويحصّننا ويكرمنا ويغنينا ويتصدّق علينا بها، ويهب ويبسط عافيته ويجعل فيها الصلاح لنا، ولا يفرّق بيننا وبينها في الدنيا والآخرة. (1)

طلب العافية:

1 . العافية - بصورة عامة - أفضل من البلاء، ونحن مكلّفون بطلب العافية من الله تعالى. (2)

2. وظيفة الإنسان دائماً الدعاء من الله ليعطيه العافية، ويجعله ممن أنعم عليه ورضى عنه وأحياه في الدنيا حميداً وتوفاه سعيداً. (3)

3 . إذا طلبنا العافية من الله، فالأفضل أن نطلب أحسن وأفضل وأسمى مراتب هذه العافية التي من خصائصها:

1 . الكافية التامّة الشاملة التي لا نقصان فيها .

2 . الشافية التي لا مرض بعدها.

3 . العالية والمتصاعدة لأعلى درجات السلامة.

ص: 247


1- «اللّهم ... ألبسني عافيتك، وجلّلني عافيتك، وحصّني بعافيتك، وأكرمني بعافيتك، ، وأغنني بعافيتك، وتصدّق عليّ بعافيتك، وهب لي عافيتك، وأفرشني [أي: ابسط لي] عافيتك، وأصلح لي عافيتك، ولا تفرّق بيني وبين عافيتك في الدنيا والآخرة». [دعاء23]
2- «أذقني طعم العافية». [دعاء 48]
3- «وعافني مما ابتليت به طبقات عبيدك وإمائك، وبلغني مبالغ من عنيت به وأنعمت عليه ورضيت عنه فأعشته حميداً وتوفيّته سعيداً». [دعاء 47]

4 . النامية والمتسعة والمتزايدة في شموليتها.

5. عافية الدنيا والآخرة (1)

عبادة الله

اشارة

1 . إنّ الله منتهى خوف العابدين، وهو غاية خشية المتّقين .(2)

2 . يحب الله أن نعمر ليالينا بطاعته والاستيقاظ لعبادته والتهجّد له. (3)

3. ينبغي أن يخصّص العبد لنفسه أوقاتاً يعتزل فيها عن الناس، ويتوجّه إلى الله متّصفاً بكمال الانقطاع إليه تعالى، ويستأنس بمناجات الله، ثُمّ يقدّم حوائجه إلى الله ويكرّر طلبها منه تعالى مرّة بعد أخرى. (4)

4. ينبغي أن يستعمل الإنسان دائماً بدنه فيما يرضي الله تعالى. (5)

5 . ينبغي أن يحاول الإنسان المؤمن أن تكون أعماله كلها من الأعمال التي يحبّها الله عزّ وجل. (6)

6 . ينبغي أن تكون عبادة الإنسان كعبادة الخاشعين. (7)

ص: 248


1- «اللّهم عافني عافية كافية شافية عالية نامية عافية تولّد في بدني العافية، عافية الدنيا والآخرة». [دعاء 23]
2- «اللّهم ... يا من هو منتهى خوف العابدين، ويا من هو غاية خشية المتقين». [دعاء 31]
3- «واعمر ليلي بإيقاظي فيه لعبادتك، وتفرّدي بالتهجد لك». [دعاء 47]
4- «وتجرّدي بسكوني إليك، وإنزال حوائجي بك». [دعاء 47]، وأذقني طعم الفراغ لما تحبّ بسعة من سعتك». [دعاء 47]
5- «استعمل بدني فيما تقبله مني». [دعاء 21]
6- «أسألك عملاً تحبّ به من عمل به». [دعاء 54]
7- «اللّهم ... أسألك ... عبادة الخاشعين لك». [دعاء 54]

العبادة واكتساب البصيرة

أهم ما يحتاج إليه الإنسان في طاعته وعبادته الله تعالى هو اكتساب البصيرة وامتلاك النيّة الصالحة. (1)

من آفات العبادة:

من آفات العبادة الابتلاء بالكسل والخمول والفتور والشعور بالتثاقل عن أداء الطاعات والفرائض . (2)

القوّة على العبادة:

إذا شعر الإنسان بالضعف في مجال المسارعة إلى تلبية أوامر الله والاجتناب عن نواهيه، فالسبيل الوحيد لاكتساب القوّة هو الالتجاء إلى الله وطلب العون منه تعالى .(3)

آثار عبادة الله:

1 . عبادة الله تغني العبد عن كلّ شيء. (4)

2 . بعض الأعمال العبادية تؤدّي إلى تطهير النفس من دنس الخطايا المرتكبة سابقاً. (5)

ص: 249


1- «اللّهم وثبت في طاعتك نيّتي، وأحكم في عبادتك بصيرتي». [دعاء 31]
2- «اللّهم ... لا تبتليني بالكسل عن عبادتك». [دعاء 20]
3- «أشكو إليك يا إلهي ضعف نفسي عن المسارعة فيما وعدته أولياءك، والمجانبة عما حذرته أعداءك». [دعاء 51]
4- «أن تغنيني عن كلّ شيء بعبادتك». [دعاء 52]
5- «اللّهم ... وفقني من الأعمال لما تغسل به دنس الخطايا عنّي». [دعاء 31]

اهتمام الله بالقليل من العبادة:

إن الله ليس - كما يظنّ البعض - يهتم بالعبادة المعتد بها، ولا يبالي بالعبادة القليلة، بل الله يثيب العباد إزاء طاعتهم له وإن كانت طاعتهم قليلة ودون الحدّ المطلوب. (1)

العبرة

معاينتنا للأمور بتأمّل وتدبّر وحزم تؤدّي إلى تلقّينا الدروس والعبر التي ترشدنا إلى اختيار طريق الصواب. (2)

العدل الإلهي

اشارة

1 . إنّ الله أعدل العادلين . (3)

2 . لا يقضي الله إلّا بالعدل، ولا يحكم إلّا بالإنصاف (4)

3 . إنّ الله عادل والاعتقاد بهذا العدل هو الذي يمنحنا الوثوق بأنّه تعالى لن يظلمنا أبداً. (5)

تنزيه الله عن الظلم:

تعالى الله عن الظلم علواً كبيراً؛ لأنّ المحتاج إلى الظلم هو الضعيف، والله

ص: 250


1- «اللّهم ... تثيب على قليل ما تطاع فيه». [دعاء 37]
2- «... فصح بمعاينة أمثالهم حازم وفّقه اعتباره، وأرشده إلى طريق صوابه اختياره». [دعاء 28]
3- «يا أعدل العادلين». [دعاء 45]
4- «... قضيت فكان عدلاً ما قضيت، وحكمت فكان نصفاً ما حكمت». [دعاء 47]
5- « اللّهم اجعلني من «المجارين من الظلم بعدلك». [دعاء 25]

منزّه عن الاحتياج. (1)

العدل الإلهي في المعاد:

إنّ المعاد مظهر من مظاهر العدل الإلهي .(2)

العدل الإلهي والفضل الإلهي:

1 . إذا تعامل الله معنا بعدله ولم يتعامل معنا بفضله هلكنا؛ ولهذا نسأل الله دائماً أن يتعامل معنا بفضله وأن لا يتعامل معنا بعدله؛ لأنّنا لا طاقة لنا على عدله وتحمّل نقمته وغضبه.(3)

2 . يعفو الله عمّن يشاء من عباده بفضله، ويعذب من يشاء بعدله؛ ولهذا فإنّنا بحاجة إلى فضل الله ليعفو عنّا ويتجاوز عن سيّئاتنا، ولا طاقة لنا بعدله تعالى، بل لا ينجو أحد من العذاب إزاء ما كسبت يداه من الذنوب والمعاصي إلا بفضل الله وعفوه (4)

ص: 251


1- «وإنّما يحتاج إلى الظلم الضعيف ، وقد تعاليت يا إلهي عن ذلك علواً كبيراً». [دعاء 48]
2- «حتّى إذا بلغ [أي: الإنسان] أقصى أثره [أي: غاية أجله]، واستوعب حساب عمره [ أي: استقصاه وأخذه بأجمعه]، قبضه إلى ما ندبه إليه من موفور ثوابه أو محذور عقابه (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى) [النجم: 31] عدلاً منه». [دعاء 1]
3- «اللّهم ... خلّصني مما يحكم به عدلك، فإنّ قوّتي لا تستقل [أي: لا تتحمل ] بنقمتك، وإن طاقتي لا تنهض بسخطك، فإنّك إن تكافني بالحق ،تهلكني، وإلّا تغمدني برحمتك توبقني [أي: تهلكني]». [دعاء 39] «اللهم ... لا تحمل على ميزان الإنصاف عملي». [ دعاء 41]
4- «اللهم إن تشأ تعف عنّا فبفضلك، وإن تشأ تعذبنا فبعدلك ، فسهّل لنا عفوك بمنك، وأجرنا من عذابك بتجاوزك، فإنّه لا طاقة لنا بعدلك، ولا نجاة لأحد منّا دون عفوك». [دعاء 10]

عدل الله في معاقبة المذنبين:

لا يمكن إنكار عدل الله إزاء معاقبته للمذنبين؛ لأنّه تعالى أقام الحجّة على العباد، وحذّرهم من العقاب الأخروي، وما الله بظلّام للعبيد، والعباد هم الذين يظلمون أنفسهم.(1)

لا يُسأل الله عما يفعل :

1. لا يُسال الله عما يفعل؛ لأنّه حكيم، والحكيم لا يفعل إلا الحسن .(2)

2 . إذا أهلكنا الله فلا يسأل الله عما يفعل، وليس من شأن أحد الاعتراض على أمر الله ، ولكن الله - مع ذلك - عادل يضع الأمور في مواضعها، وليس في حكمه ظلم .(3)

العدو

حفظ الله إيّانا من شرور الأعداء:

1 . يحاول بعض أعدائنا أن يلحقوا بنا الضرر من منطلق الكيد والخدعة، فيخفوا حقدهم الدفين أمامنا ، ويظهروا إزاءنا بمظهر حسن مقرون بحسن

اللقاء وبشاشة الوجه وحلاوة المنطق، ولكن بواطنهم مملوءة بالحقد علينا، وسرائرهم مشوبة إزاءنا بالنفور والكراهية.

ص: 252


1- «لا ينكر يا إلهي عدلك إن عاقبته». [دعاء 31]
2- «لا تسأل عما تفعل». [دعاء 49]
3- «وإن أهلكتني فمن ذا الذي يعرض لك في عبدك، أو يسألك عن أمره، وقد علمت أنّه ليس في حكمك ظلم». [دعاء 48]

ويحاول هؤلاء استخدام كلّ الوسائل الممكنة لإطاحتنا عن طريق نصب الحبائل وحياكة المؤامرات ضدنا، ولكن لا يغفل الله عن هؤلاء، ويدفع عنّا كيدهم ويصرف عنا سوءهم، بل يرجع كلّ ما حاكوا ضدنا من مؤامرات عليهم. (1)

2 . واجه كلّ واحد منا الكثير من الأعداء القساة الذين صوّبوا نحونا سهام عداوتهم وحقدهم بكل ما يمتلكونه من قوّة، ولكن الله على الرغم من محاولات هؤلاء الأعداء حفظنا من شرورهم ورعانا بعين حراسته التي لا تنام وكسر شوكتهم وأيّدنا بالنصر ولم يسمح لهم أن ينالوا مبتغاهم، بل أعقبهم الفشل والخسران ولولا نصرة الله تعالى إيّانا على أعدائنا لكنّا من المغلوبين .(2)

ص: 253


1- فلمّا رأيت يا إلهي تباركت وتعاليت دغل سريرته وقبح ما انطوى عليه، أركسته لأم رأسه [أي: أسقطته مقلوباً على مقدّم رأسه ] في زبيته، ورددته في مهوى حفرته، فانقمع بعد استطالته ذليلاً في ربق حبالته [ أي حلقات مصيدته] التي كان يقدّر أن يراني فيها، وقد كاد أن يحلّ بي - لولا رحمتك - ما حلّ بساحته». [دعاء 49]
2- «فكم من عدو انتضى [أي: سلّ وجرد] علي سيف عداوته، وشحذ لي ظبة مديت-ه [أي: حافة سكينته]، وأرهف [أي: رقّق ] لي شبا حدّه [أي: صرف حدالسيف]، وداف [أي: خلط لي قواتل سمومه، وسدّد نحوي صوائب سهامه [ أي : سهامه التي لا تخطئ الرمية]، ولم تنم عنّي عين حراسته، وأضمر أن يسومني المكروه، ويجرّعني زُعاف مرارته، فنظرت يا إلهي إلى ضعفي عن احتمال الفوادح، وعجزي عن الانتصار ممن قصدني بمحاربته، ووحدتي في كثير عدد من ناواني، وأرصد لي بالبلاء فيما لم أعمل فيه فكري، فابتدأتني بنصرك، وشددت أزري بقوّتك، ثُمّ فللت لي حده، وصيّرته من بعد جمع عديد وحده، وأعليت كعبي عليه، وجعلت ما سدّده مردوداً عليه، فرددته لم يشف غيظه، ولم يسكن غليله قد عزّ على شواه [أي أنامله]، وأدبر مولّياً قد أخلفت سراياه» . [دعاء 49] ، يا مؤيدي بالنصر ، فلولا نصرك إياي لكنت من المغلوبين. [ دعاء 51]

شرور الأعداء:

بعض الشرور المتوجّهة إلينا ممن يريد لنا السوء:

1 . الضرّ (فعل ما يسوؤنا من مكروه ونحوه).

2. الشرّ.

الغمز (الإشارة بالعين أو الحاجب بقصد الإساءة والتعريض بالكناية والتلميح).

4 . الهمز (العيب بظهر الغيب).

5 . اللمز (العيب في الوجه أو في حال الحضور بإشارة أو كلام).

6. الحسد (تمنّى زوال النعمة عن الغير). .

7 . العداوة ( ما يحرّض النفس على التجاوز والاعتداء).

8 . الحبائل (الشباك والفخ الذي يضعه العدو في طريقنا).

9. المصائد (الطرق التي يتّبعها أعداؤنا كيداً لإيقاع الضرر بنا).

10. الرجل (أعوانه المشاة).

11. الخيل (أعوانه الراكبين).(1)

دعاؤنا ضدّ العدو:

ما نطلبه من الله إزاء من يريد لنا بسوء:

1. يصرفه عنّا . (2)

ص: 254


1- «اللّهم ... ومن أرادني بسوء تؤمنني من جميع ضره وشرّه وغمزه وهمزه ولمزه وحسده وعداوته وحبائله ومصائده ورجله وخيله». [دعاء 23]
2- «... تفسخ كبره». [دعاء 23]

2 . يبعد عنّا مكره. (1)

3. يدفع عنّا شرّه. (2)

4 . يردّ كيده إلى نحره . (3)

5 . يجعل بين يديه سدّاً یعمي عنّا بصره، ويصمّ عن ذكرنا سمعه، ويجعل قلبه مقفلاً عن ذكرنا؛ ليقلل بذلك التفاته إلينا، فيقل توجّهه إلينا بالشر. (4)

6 . يخرس عنّا لسانه ويمنعه من ذكرنا بسوء . (5)

7. يقمع رأسه ليصاب بوهن يردعه عن إساءتنا. (6)

8. يسلب منه العزّة ويحيطه بالذلّة. (7)

9 . يكسر جبروته ويجعله مشغولاً بوهنه. (8)

10 . يصيبه بالانكسار والذلّة. (9)

11 . يحطّم كبرياءه ونخوته وأنفته. (10)

ص: 255


1- «... ادحر عنّي مكره». [دعاء 23]
2- «ادرأ عني شره». [دعاء 23]
3- «... ردّ كيده في نحره». [دعاء 23]
4- «... اجعل بين يديه سداً حتّى تعمي عنّي بصره، وتصمّ عن ذكري سمعه، وتقفل دون إخطاري قلبه». [دعاء 23]
5- «... تخرس عنّي لسانه». [دعاء 23]
6- «... تقمع رأسه». [دعاء 23]
7- « ... تذلّ عزّه». [دعاء 23]
8- «... تكسر جبروته». [دعاء 23]
9- «... تذلّ رقبته». [دعاء 23]
10- «... تفسخ كبره». [دعاء 23]

عرفة

خصائص يوم عرفة:

1 . يوم عرفة يوم شرفه الله وكرّمه وعظّمه.(1)

2 . يتغمّد الله برحمته في يوم عرفة من دعاه وتضرّع وتوجّه إليه بالاستغفار والتوبة . (2)

3. يتولّى الله في يوم عرفة أهل طاعته وأهل القرب والمكانة منه ويشملهم برعايته.(3)

4 . يوم عرفة يوم الجود والإحسان الإلهي في مجال قبول التوبة والإنابة والعفو، وهو يوم نيل الرضوان الإلهي . (4)

5. لا يعود الإنسان في يوم عرفة من عند الله خائباً من الدعاء أو فارغاً من الاستجابة، ولا سيّما:

1. الإنسان الموحّد.

الإنسان الذي أتى من الأبواب التي أمر الله أن تؤتى منها.

ص: 256


1- «اللّهم وهذا يوم عرفة يوم شرفته وكرمته وعظمته». [دعاء 47]
2- «تغمّدني في يومي هذا بما تتغمّد به من جأر إليك متنصّلاً، وعاد باستغفارك تائباً». [دعاء 47]، نشرت فيه رحمتك». [دعاء 47]
3- «... وتولّني بما تتولّى به أهل طاعتك والزلفى لديك والمكانة منك». [دعاء 47]، «تفضلت به على عبادك». [دعاء 47]
4- «فعد عليّ بما تعود به على من اقترف من تغمّدك، وجد عليّ بما تجود به على من ألقى بيده إليك من عفوك ، وامنن عليّ بما لا يتعاظمك أن تمن به على من أملك من غفرانك، واجعل لي في هذا اليوم نصيباً أنال به حظّاً من رضوانك». [دعاء 47] ، «مننت فيه بعفوك». [دعاء47]

3. الإنسان الذي يتقرّب إلى الله بالطرق التي يرضاها الله .(1)

العزّة

العزّة بيد الله :

العزّة والذلّة، والرفع والوضع، والإهانة والإكرام، والعذاب والرحمة كلّها بید الله .(2)

العزّة الإلهية:

المجد والشرف الإلهي أرفع وأعلى من أن يصل إلى كنهه وحقيقته أحد، وإنّ الله تعالى العزّ الباقي على مرّ الدهور والسنين الماضية والأزمان المنقضية .(3)

طلب العزّة من الله :

من أراد العزّة فعليه أن يطلبها من الله فحسب. (4)

ص: 257


1- «ولا ترُدَّني صفراً مما ينقلب به المتعبّدون لك من عبادك، وإنّي وإن لم أقدّم ما قدّموه من الصالحات فقد قدّمت توحيدك ونفي الأضداد والأنداد والأشباه عنك، وأتيتك من الأبواب التي أمرت أن تؤتى منها، وتقرّبت إليك بما لا يقرب أحد منك إلّا بالتقرُّب به». [دعاء 47]
2- «إلهي إن رفعتني فمن ذا الذي يضعني ، وإن وضعتني فمن ذا الذي يرفعني، وإن أكرمتني فمن ذا الذي يهينني، وإن أهنتني فمن ذا الذي يكرمني، وإن عذّبتني فمن ذا الذي يرحمني». [ دعاء 48]
3- «اللّهم يا ذا... العزّ الباقي على مر الدهور وخوالي الأعوام ومواضي الأزمان والأيّام». [دعاء 32]، «مجدك أرفع من أن تحد بكنهه». [دعاء 46]
4- «اللّهم اجعلني من «المعزّين من الذلّ بك». [دعاء 25]

طلب العزّة من غير الله:

العزّة الحقيقية عند الله ، ومن طلبها من عند غير الله ذلّ، وكم من أناس حاولوا الارتفاع من دون الاستعانة بالله فاتضعوا وتسافلوا.(1)

عزّة المؤمن:

1 . إنّ الله عزيز، ويجب أن يكون عباده أيضاً أعزّاء، ولهذا علينا أن نسأل الله دوام التحلّي بالعزة. (2)

2 . دأب المؤمن التحلّي بالعزّة ومعرفة قدر نفسه، والحرص على كرامتها، والابتعاد عن المواطن التي يتعرّض فيها للمهانة والذلّة لأسباب تافهة. (3)

3. ينبغي أن يكون الإنسان المؤمن ذليلاً بين يدي الله وعزيزاً عند الناس.(4)

العصمة الإلهية

1 . إنّ النفس الإنسانية هالكة مالم يعصمها الله تعالى . (5)

2 . من أراد العصمة والطهارة فعليه أن يطلبها من الله تعالى . (6)

3. يحتاج الإنسان من ربّه إلى عصمة تقرّبه من خشية الله، وتبعده عن ركوب

ص: 258


1- «فكم قد رأيت يا إلهي من أناس طلبوا العزّ بغيرك فذلوا». [دعاء 28]
2- «اللّهم ... أيّدنا بعزّ لا يفقد». [دعاء 35]
3- «اللّهم ... أعزّني». [دعاء 20]
4- «وذلّلني بين يديك، وأعزّني عند خلقك، وضعني إذا خلوت بك، وارفعني بين عبادك». [دعاء 47]
5- «فإنّ نفسي هالكة أو تعصمها». [دعاء 20]
6- «اعصمني وطهّرني». [دعاء 54]

المحارم، وتفكّه من أسر الذنوب الكبيرة. (1)

4 . لا يستطيع الإنسان هجر الذنوب والمعاصي إلّا أن يعصمه الله، ولا يمكنه الامتناع عن الخطايا إلّا أن يسدّده الله بالقوة، وهذا ما يحتّم على كلّ من يبتغي هجر الذنوب والمعاصي والامتناع عن الخطايا أن يطلب من الله ليسدّده بقوّة كافية، ويتولاه بعصمة مانعة. (2)

عظمة الله

اشارة

1 . إنّ الله ذو شأن عظيم. (3)

2. إنّ الله تعالى العلو الأعلى فوق كلّ عال.

وله تعالى الجلال الأمجد فوق كلّ جلال.

وكلّ جليل عند الله صغير.

وكلّ شريف في جنب شرف الله حقير. (4)

3. إنّ المكانة والمنزلة الإلهية أرفع وأعلى المكانات والمنازل.(5)

4. إنّ الله في منتهى العظمة بحيث خشع لعظمته جميع الأشياء ما دون

ص: 259


1- «وهب لي عصمة تدنيني من خشيتك، وتقطعني عن ركوب محارمك، وتفكني من أسر العظائم». [دعاء 47]
2- «اللّهم وإنّه لا وفاء لي بالتوبة إلّا بعصمتك، ولا استمساك بي عن الخطايا إلّا عن قوّتك، فقوني بقوّة كافية، وتولني بعصمة مانعة». [دعاء 31]
3- «سبحانك ما أعظم شأنك» . [دعاء 52] ، «ما أجلّ شأنك». [دعاء 47]
4- «فلك العلو الأعلى فوق كلّ عال ، والجلال الأمجد فوق كلّ جلال، كلّ جليل عندك صغير، وكل شريف في جنب شرفك حقير». [دعاء 46]
5- «ما أسنى في الأماكن مكانك». [دعاء 47]، «رفيع ما أرفعك». [دعاء 47]

عرشه. (1)

5 . إنّ الله قريب إلينا على الرغم من علوّه وعظمته، وهو العالي والعظيم على الرغم من قربه إلينا.(2)

6. ينبغي علينا المبادرة إلى معرفة الله والالتفات إلى حقيقة عظمته لئلا نقع في أودية الفهم الخاطئ في مجال معرفتنا بالله . (3)

من خصائص عظمة الله:

1 . لا تنقضي عجائب عظمة الله .(4)

2. لا منتهى لعظمة الله؛ ولهذا يستحيل مقارنتها مع أيّة عظمة أخرى. (5)

العفو والغفران الإلهي

اشارة

1 . إنّ الله أهل المغفرة . (6)

2 . إن الله غني بالعفو ومرجو للمغفرة ومعروف بالتجاوز عن المسيئين والمخطئين. (7)

ص: 260


1- «خشع لعظمتك ما دون عرشك». [دعاء 47]
2- «الداني [ أي القريب] في علوّه والعالي في دنوّه». [دعاء 47]
3- «احجبنا عن الإلحاد في عظمتك». [دعاء 5]
4- «لا تنقضي عجائب عظمته». [دعاء 5]
5- «يا من تصغر عند خطره الأخطار». [دعاء 5]
6- «إنّك ... أهل المغفرة». [دعاء 12]
7- «إنك مليء بالعفو، مرجو للمغفرة، معروف بالتجاوز». [دعاء 12]

طلب العفو من الله:

1 . المذنب بحاجة إلى طلب العفو والغفران من الله ليمحو الله ذنوبه ولا يحاسبه عليها . (1)

وإذا صدر منّا ما جعلنا في دائرة أهل الإساءة، فإنّه تعالى هو الملجأ ليجيرنا ممّا يخافه أهل الإساءة.(2)

وإذا شملتنا العقوبة الإلهية بسبب ذنوبنا وآثامنا، فإنّه تعالى هو الملجأ ليعافينا من هذه العقوبة. (3)

2 . إنّنا نتوسّل إلى الله دائماً ليسقط عنا ما نعجز عن حمله من عقوبة، ويتجاوز عن خطايانا، ويعفو عنّا، ويصفح عن ذنوبنا ومعاصينا، ويجعلنا في صدارة من يشملهم العفو الإلهي، ومن أوائل الخارجين عن دائرة سخطه تعالى.

وذريعتنا أنّه تعالى لا يثقل عليه شيء، وأنّه على كلّ شيء قدير، وأنّه أرحم الراحمين، وقد لحقت رحمته بالمسيئين، وأحاط عفوه بالظالمين في مواد لا تعدّ ولا تحصى. (4)

ص: 261


1- «أسألك أن تعفو عنّي، وتغفر لي». [دعاء 51]، اغفر ذنبي، وآمن خوف نفسي، إنّك على كلّ شيء قدير، وذلك عليك يسير آمين ربّ العالمين». [دعاء 12]
2- «أجرني مما يخافه أهل الإساءة». [دعاء 12]
3- «عافني مما أستوجبه منك [أي : من عقوبة]». [دعاء 12]، ولا لذنبي غافر غيرك». [دعاء 12 ]
4- «اللّهم إنّي ... أستحملك ما لا يبهضك حمله ... وأستحملك من ذنوبي ما قد بهظني [ أي: أثقلني ] حمله، وأستعين بك على ما قد فدحني ثقله، فصلّ على محمد وآله، وهب لنفسي على ظلمها نفسي، ووكل رحمتك باحتمال إصري، فكم قد لحقت رحمتك بالمسيئين، وكم قد شمل عفوك الظالمين». [دعاء 39]

3. كمال كرامتنا عند الله أن يغفر لنا ذنوبنا؛ لأنّ من غفر الله له دخل الجنّة، ومن دخل الجنّة نال دار الكرامة والمقام الرفيع . (1)

رغبة الله في العفو:

1 . إنّ الله أهل المغفرة، والعفو الإلهي مقدّم على معاقبته للمذنبين، أي: لا يرغب الله في معاقبة عبده وإنّما يحب أن يغفر له ويحيطه بعفوه، ولهذا يطلب الله من العباد التوبة ويناديهم بأن يرجعوا إليه. (2)

2 . عفو الله عنّا أكثر وأحبّ إليه عزّ وجل من معاقبتنا . (3)

3 . شيِّد الله قدرته على أساس العفو والتجاوز، وعدم مؤاخذة كلّ سيّئة، ولهذا يتعامل الله مع من يعصوه بالحلم، ويؤخّر عقوبة من ظلموا أنفسهم، لعلّهم يفيقون من الغفلة وينيبوا إلى ربّهم، ولا يقعوا في أودية الهلاك والشقاء إلّا بعد إتمام الحجّة عليهم .(4)

دائرة العفو الإلهي:

دائرة العفو الإلهي واسعة جدّاً بحيث تشمل:

ص: 262


1- «اللّهم ... أكمل كرامتي بغفرانك». [دعاء 41]
2- «إنّك بأن تعفو أولى منك بأن تعاقب». [دعاء 47]
3- «يا من عفوه أكثر من نقمته». [دعاء 12]، إلهي ... إنّ عفوك عنّي أحب إليك من عقوبتي». [دعاء 16 ] ، اللهم أنت الذي عفوه أعلى من عقابه». [دعاء 16]
4- «اللّهم ... أجريت قدرتك على التجاوز، وتلقيت من عصاك بالحلم، وأمهلت من قصد لنفسه بالظلم، تستنظرهم بأناتك إلى الإنابة، وتترك معالجتهم إلى التوبة، لكيلا يهلك عليك هالكهم، ولا يشقى بنعمتك شقيهم إلا عن طول الإعذار إليه وبعد ترادف الحجّة عليه، كرماً من عفوك يا كريم، وعائدة من عطفك يا حليم». [دعاء 45]

1. من بلغ منتهى العصيان، ثُمّ تاب إلى الله تعالى.

2 . من كان أكثر الناس استحقاقاً للوم والعتاب، ثُمّ اعتذر إلى الله تعالى.

3. من كان أشدّ الناس ظلما وجوراً، ثُمّ أناب إلى الله تعالى.

فكيف لا تشمل المغفرة الإلهية من هو أقل من هؤلاء فيما لو تاب واعتذر وأناب إلى الله تعالى. (1)

4 . لا يستعظم عفو الله عن المذنبين وتجاوزه عن معاصيهم وإحاطتهم برحمته ؛ لأنّه تعالى هو ربّ العفو والمغفرة والرحمة. (2)

المقرّبون إلى عفو الله :

1 . كلّما نكون أوثق بمغفرة الله وأرغب بعطاء الله وأحوج إلى رحمة الله، فإنّنا سنكون أقرب إلى نيل ما نثق به؛ لأنّه تعالى أولى من وثق به، وأعطى من رغب إليه، وأرأف من استُرحم .(3)

2. إذا كان الإنسان من أهل الصوم في النهار ومن أهل التهجّد في الليل، ثُمّ وقف بين يدي الله في مقام التائب، فإنّ الغفران الإلهي سيشمله أكثر ممن ليست له هذه الخصائص. (4)

ص: 263


1- «ما أنا بأعصى من عصاك فغفرت له، وما أنا بألوم من اعتذر إليك فقبلت منه، وما أنا بأظلم من تاب إليك فعدت [أي تفضّلت] عليه». [دعاء 12]
2- «لا يستعظم عفوك إن عفوت عنه ورحمته، لأنك الربّ الكريم الذي لا يتعاظمه غفران الذنب العظيم». [دعاء 31]
3- «اللّهم ... أنت أولى من وثق به، وأعطى من رغب إليه، وأرأف من استرحم فارحمني». [دعاء 32]
4- «اللّهم ... لا أستشهد على صيامي نهاراً ، ولا أستجير بتهجّدي ليلاً». [دعاء 32]

3. الأمور التي تجعل الإنسان أقرب إلى نيل العفو الإلهي:

ألف. عدم إنكار الإنسان بأنه مستحق للعقوبة الإلهية.

ب. عدم تبرّي الإنسان نفسه من استيجاب النقمة الإلهية.

ج. أن يكون خوف الإنسان أكثر من طمعه في الله.

د. أن يكون يأس الإنسان من النجاة أوكد من رجائه للخلاص. (1)

4. قيام المذنب ببعض الأمور حين التوبة من قبيل إقراره واعترافه وتذلله أمام الله توجب له أن يستقبله الله بالمغفرة ويرفعه عن مواضع الهلكة الناشئة من الذنوب. (2)

عفو الله تفضّل:

1 . لا يجب على الله أن يغفر للمذنبين أو أن يرضى عنهم من باب الاستحقاق، بل يكون هذا الغفران والرضا من باب التفضّل فحسب . (3)

2 . إذا أراد الله أن يعاقبنا إزاء ذنوبنا الكبيرة فلا يبقى لنا أمل للخلاص من

ص: 264


1- «اللّهم... اجعلني أسوة من قد أنهضته بتجاوزك عن مصارع الخاطئين، وخلّصته بتوفيقك من ورطات المجرمين، فأصبح طليق عفوك من إسار سخطك، وعتيق صنعك من وثاق عدلك، إنّك إن تفعل ذلك يا إلهي تفعله بمن لا يجحد استحقاق عقوبتك، ولا يبرىء نفسه من استيجاب نقمتك، تفعل ذلك يا إلهي بمن خوفه منك أكثر من طمعه فيك، وبمن يأسه من النجاة أوكد من رجائه للخلاص». [دعاء 39]
2- «اللّهم ... ألقني [ أي : استقبلني ] بمغفرتك كما لقيتك بإقراري، وارفعني عن مصارع الذنوب كما وضعت لك نفسي». [دعاء 31]
3- «لا يجب لأحد أن تغفر له باستحقاقه، ولا أن ترضى عنه باستيجابه، فمن غفرت له فبطولك، ومن رضيت عنه فبفضلك». [دعاء 37] ، «اللّهم ... عفوك تفضّل». [دعاء 45]

عذابه، ولكن أملنا بالله أن يتعامل معنا بفضله ولطفه وإحسانه. (1)

3. نقع نتيجة ذنوبنا في دائرة النقمة الإلهية بحيث يعجز عملنا الصالح عن إنقاذنا من هذه النقمة، فلا يكون لنا سبيل للخلاص من العذاب الإلهي إلّا بفضل الله المؤدّي إلى عتق رقابنا من هذه النقمة. (2)

4. لا ينال العبد المذنب العفو والمغفرة الإلهية إلّا بتفضّل الله وإحسانه.

ولا ينالها بالاستحقاق أبداً (3) حتّى فيما لو عاش الحالات التالية:

1 . يبكي حتى تسقط أشفار عيونه. (4)

2. ينتحب حتى ينقطع صوته . (5)

3 . يقوم الله بالعبادة حتّى تتورّم قدماه . (6)

4 . يركع الله تعالى حتّى ينخلع العمود الفقري في ظهره. (7)

5 . يسجد لله حتّى تنقلع عيناه .(8)

6 . يهجر لذيذ الطعام ويأكل تراب الأرض طول عمره. (9)

ص: 265


1- «لا تقايسني بعظيمات الجرائر». [دعاء 47]، «إن تعذّب فأنا الظالم المفرط، المضيّع، الآثم، المقصّر، المضجّع [أي: الكسلان]، المغفل حظ نفسي، وإن تغفر فأنت أرحم الراحمين». [دعاء 51]
2- «اعتق رقابنا من نقمتك». [دعاء 5]
3- «... ما استوجبت بذلك محو سيّئة واحدة من سيئاتي». [دعاء 16]
4- «يا إلهي لو بكيت إليك حتّى تسقط أشفار عيني». [دعاء 16]
5- «انتحبت حتّى ينقطع صوتي». [دعاء 16]
6- «قمت لك حتى تتنشّر [أي: تتورّم] قدماي». [دعاء 16]
7- «ركعت لك حتّى ينخلع صلبي». [دعاء 16]
8- «سجدت لك حتّى تتفقأ حدقتاي». [دعاء 16]
9- «أكلت تراب الأرض طول عمري». [دعاء 16]

7. يعرض عن لذيذ الشراب ويتناول ماء الرماد إلى نهاية دهره . (1)

8 . يذكر الله على الدوام حتّى يكلّ لسانه. (2)

9. لم يجرأ على رفع طرفه نحو السماء نتيجة الاستحياء من الله تعالى. (3)

توضيح ذلك:

يغفر الله ذنوبنا بتفضّله وإحسانه، ولا يجب عليه ذلك أبداً؛ لأنّنا لا ننال هذه المغفرة باستحقاق لتقع في دائرة ما يجب على الله تعالى، بل ما نستحقه هو العقاب بمجرد صدور المعصية منّا، ولهذا لا يكون الله عزّوجل ظالماً فيما لو عذّبنا إزاء ما ارتكبناه من ذنوب ولكنّه تعالى يتفضّل علينا عندما نتوب إليه فيعفو عنّا ويغفر لنا سيّئاتنا . (4)

أثر العفو الإلهي:

إنّ لعفو الله لذّة خاصّة يشعرها العبد بقلبه وبوجوده بعد التوبة والإنابة. (5)

علم الله

1 . إنّ الله بكلّ شيء عليم(6)

ص: 266


1- «شربت ماء الرماد آخر دهري». [دعاء 16]
2- «ذكرتك في خلال ذلك حتى يكلّ [أي : يعجز ] لساني». [دعاء 16]
3- «لم أرفع طرفي إلى آفاق السماء استحياء منك». [دعاء 16]
4- «إن كنت تغفر لي حين أستوجب مغفرتك، وتعفو عنّي حين أستحق عفوك فإنّ ذلك غير واجب لي باستحقاق، ولا أنا أهل له باستيجاب؛ إذ كان جزائي منك في أوّل ما عصيتك النار، فإن تعذّبني فأنت غير ظالم لي». [دعاء 16]
5- «وأوجدني برد عفوك». [دعاء 47]
6- «اللّهم ... أنت الذي وسعت كلّ شيء رحمةً وعلماً». [دعاء 16]

2 . ليس لعلم الله حدّ، ولهذا لا تخفى عليه تعالى الأخبار الخفية التي لا تظهر للناس. (1)

3. لا يغيب عن الله علم شيء، وهو بكل شيء محيط، وهو على كلّ شيء رقيب. (2)

4 . إنّ الله عالم بخفايا أعمالنا، ولا تخفى عليه دقائق الأمور، ولا تغيب عنه سرائر النفوس. (3)

5. لا يخفى على الله شيء في الأرض ولا في السماء، وكيف تخفى عليه الأشياء وهو الخالق لها؟ وكيف لا يحصيها وهو الصانع لها؟ وكيف تغيب عنه الأشياء وهو المدبّر لها (4)؟

عمر الإنسان

حسن وقبح العمر:

لا يتّصف العمر بالحسن والقبح الذاتي، وإنّما هو حسن فيما لو كان مبذولاً في طاعة الله تعالى، وهو قبيح فيما لو كان مرتعاً للشيطان.

ولهذا علينا عند طلب طول العمر من الله الانتباه إلى دعاء الإمام زين

ص: 267


1- «يا من تظهر عنده بواطن الأخبار». [دعاء 5]
2- «ولا يعزب عنه علم شيء، وهو بكل شيء محيط، وهو على كلّ شيء رقيب». [دعاء 47]
3- «اللّهم وقد أشرف على خفايا الأعمال علمك، وانكشف كل مستور دون خبرك، ولا تنطوي عنك دقائق الأمور، ولا تعزب عنك غيّبات السرائر». [دعاء 32]
4- «يا الله الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وكيف يخفى عليك يا إلهي ما أنت خلقته؟ وكيف لا تحصي ما أنت صنعته ؟ أو كيف يغيب عنك ما أنت تدبّره؟». [دعاء 52]، «وأنت لا تخفى عليك خافية في الأرض ولا في السماء». [دعاء 50]

العابدين علیه السلام حيث قال:

«اللّهم... عمّرني ما كان عمري بذلة في طاعتك، فإذا كان عمري مرتعاً للشيطان فاقبضني إليك قبل أن يسبق مقتك إليّ، أو يستحكم غضبك عليّ». (1)

العمل

اشارة

1 . دعا الله العباد في تعاملهم معه إلى تجارة مربحة، ودعاهم إلى العمل الصالح في مقابل الجنّة، وهذه تجارة لن تبور. (2)

2 . لم يخلقنا الله عبثاً، وإنّما خلقنا لهدف حكيم، وقال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْحِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات: 56]، ولهذا ينبغي علينا تخصيص أوقاتنا كلها للقيام بالأعمال المنسجمة مع ما خلقنا الله لأجله، والسعي لنيل المقام الرفيع عند الله تعالى. (3)

3 . كمال الهداية للإنسان بعد طلب العلم أن يعمل بما يعلم . (4)

4. إنّ النصائح التي ترشدنا إلى طريق الخير، وتحفّزنا على سلوك سبيل الصواب لا تترك أثرها المطلوب فينا مالم نقوم باتّباعها والالتزام العملي بها (5)

5 . إنّ لأعمالنا درجات مختلفة في الحسن و القبح، وينبغي علينا السعي الدائم

ص: 268


1- دعاء 20.
2- «واتحفني بتحفة من تحفاتك، واجعل تجارتي رابحة، وكرّتي [أي: معاودتي الفعل ] غير خاسرة». [دعاء 47]
3- «اللّهم ... استفرغ أيامي فيما خلقتني له». [دعاء 20]
4- «زدني من هداك ما أصل به إلى التوفيق في عملي». [دعاء 37]
5- «اللّهم ... وفّقني لطاعة من سدّدني، ومتابعة من أرشدني». [دعاء 20]

لرفع مستواها لتكون - بتوفيق الله - أحسن الأعمال، ولتكون بعد الإصلاح الإلهي لها منّزهة من كلّ عيب وفساد.(1)

مراقبة أعمالنا:

1 . ينبغي علينا مراقبة أعمالنا لتكون متوجّهة نحو ما يرضي الله وبعيدة عما تسخطه تعالى .(2)

2 . ينبغي أن تكون أعمالنا مشابهة لأعمال المخلصين من عباد الله عزّ وجل . (3)

3. ينبغي أن لا نرتكب أعمالاً تتبعها العقوبة الإلهية بحيث يكون ذلك سبباً لاتّعاظ الآخرين بنا واجتنابهم من الوقوع في مثل حالنا . (4)

أعمالنا الصالحة والعون الإلهي:

1 . إنّ الله تعالى يعيننا على القيام بالأعمال الصالحة من قبيل ختم القرآن. (5)

2 . يعتبر نيل التوفيق الإلهي أهم وسيلة لقيامنا بالأعمال الصالحة، وأبرز وسيلة للحصول على هذا التوفيق هو الدعاء وطلب العون من الله ليستعملنا بالطاعة وأداء ما يرضيه .(6)

ص: 269


1- «اللهم ... انته ... بعملي إلى أحسن الأعمال ... واستصلح بقدرتك ما فسد مني». [دعاء 20]
2- «استعملني بما هو أسلم» . [ دعاء 13]، «اللهم ... لا تبتليني ... بالتعرّض لخلاف محبّتك». [ دعاء 20 ] ، «اللّهم ... امنن عليّ... بالعمل لك بما تحب وترضى». [دعاء 21]
3- «واستعملني بما تستعمل به خالصتك». [دعاء 47]
4- «ولا تجعلني عظة لمن اتعظ ولا نكالاً لمن اعتبر». [دعاء 47]
5- «اللّهم إنّك أعنتني على ختم كتابك». [دعاء 42]
6- «اللّهم ... استعملني بالطاعة». [دعاء 16]

كمال أعمالنا العبادية:

كمال كلّ عمل عبادي نقوم به أن يكون ذلك العمل مقبولاً مشكوراً ومعتنى به عند الله تعالى . (1)

الاندفاع نحو الأعمال الصالحة:

1. كلّما يزداد الإنسان رغبة في العمل الله تعالى من أجل كسب الزاد الأخروي، فإنّه سيكون أكثر اندفاعاً نحو هذا العمل.

ولهذا علينا الطلب منه تعالى ليزيد في رغبتنا، ويجعلنا ندرك هذه الرغبة بحيث نجد في قلوبنا ميل ولهفة للعمل في سبيله تعالى. (2)

2. كلّما يكون الإنسان أكثر رغبة في العمل الله تعالى من أجل كسب الزاد الأخروي، فإنّه سيكون أكثر زهداً في الدنيا، وأكثر شوقاً لفعل الحسنات، وأكثر شعوراً بالأمن من السيّئات. (3)

تقييم الإنسان لعمله:

من الصفات التي يتحلّى بها الإنسان الصالح والمتّقي أنّه:

يرى «الخير» الصادر منه قليلاً، وإن كثر في أقواله وأفعاله.

ص: 270


1- «... واجعل ذلك مقبولاً مشكوراً مذكوراً لديك مدخوراً عندك». [دعاء 23]
2- «اللّهم ... ارزقني الرغبة في العمل لك لآخرتي حتى أعرف صدق ذلك في قلبي». [دعاء 22]
3- «اللّهم ارزقني الرغبة في العمل لك لآخرتي ... حتّى يكون الغالب علي الزهد في دنياي، وحتّى أعمل الحسنات شوقاً، وآمن من السيّئات فرقاً [أي: رهبة وخوفاً». [دعاء 22]

ويرى «الشر» الصادر منه كثيراً، وإن قلّ في أقواله وأفعاله. (1)

حساب الأعمال:

1 . كلّ صغيرة وكبيرة نفعلها يتبعها غداً سؤال وجواب وحساب وكتاب، ولهذا ينبغي علينا الالتفات إلى هذه الحقيقة وجعل أعمالنا كلّها لنيل رضوانه تعالى. (2)

2 . إذا ارتكبنا فعلاً أدّى إلى إغواء الآخرين وإيقاعهم في الضلال وابتعادهم عن الحقّ، فإنّنا سنكون مسؤولين أمام الله إزاء ذلك. (3)

الغضب

اشارة

ينبغي أن تكون مراقبتنا لسلوكنا وتصرفاتنا حين حالتي الرضا والغضب أكثر من الأوقات الأخرى؛ لأنّ لهاتين الحالتين دوراً كبيراً في ارتكابنا للخطايا والعثرات والزلات الدنيوية والأخروية.

وينبغي الاستعانة في هذه الحالات بالله ليسدّدنا ويصوننا ويرزقنا التحفظ من الخطايا والاحتراس من الزلل بحيث تكون حالتنا عند التعامل مع الآخرين في حالتي الرضا والغضب كتعاملنا معهم في الحالة الطبيعية، ولا تؤدي بنا هاتان الحالتان عند تعاملنا مع الأولياء والأعداء إلى الخروج عن دائرة رضا الله وتدخلنا

ص: 271


1- «اللّهم ... حلّني بحلية الصالحين، وألبسني زينة المتّقين في ... استقلال [أي: عدّه قليلاً] الخير وإن كثر من قولي وفعلي، واستكثار الشرّ وإن قلّ من قولي وفعلي». [دعاء 20]
2- «اللّهم ... استعملني بما تسألني غداً عنه». [دعاء 20]
3- «ولا تجعلني ... فتنة لمن نظر». [دعاء 47]

في دائرة غضبه تعالى، بل ينبغي أن يكون تعاملنا عند هاتين الحالتين بصورة يأمن عدونا من ظلمنا وجورنا، وييأس وليّنا من اتّباعنا لميولنا وأهوائنا المنحطة. (1)

غضب الله

1 . قد يغضب الله على عبد نتيجة ارتكابه لمعصية فيعرض عنه ولا يرضى عنه بعد ذلك أبداً. (2)

2. إذا أحاطنا بغضبه وسخطه فلا مفر من عذاب الله، وهذا ما يحتّم علينا الالتزام بتقوى الله لئلا يشملنا غضبه تعالى وسخطه. (3)

3. لا يمكن ردّ غضب الله إلّا بحلمه ولا يمكن ردّ سخط الله إلّا بعفوه. (4)

الغفلة

1 . الإنسان الغافل يعيش حالة خمول التفكير في مجال عواقب أمره الأخروي. (5)

2 . ينبغي للإنسان أن يوفّر لنفسه الأجواء والأرضية المناسبة التي تلفت

ص: 272


1- «اللّهم ... ارزقني التحفّظ من الخطايا، والاحتراس من الزلل في الدنيا والآخرة في حال الرضا والغضب، حتّى أكون بما يرد علي منهما بمنزلة سواء، عاملاً بطاعتك، موثراً لرضاك على ما سواهما في الأولياء والأعداء، حتّى يأمن عدوي من ظلمي وجوري، ويأس وليي من ميلي وانحطاط هواي». [دعاء 22]
2- «ولا تعرض عنّي إعراض من لا ترضى عنه بعد غضبك». [دعاء 47]
3- «ما عند أحدٍ دونك دفاع، ولا بأحد من سطوتك امتناع». [دعاء 36]
4- «اللّهم ليس يردّ غضبك إلّا حلمك، ولا يردّ سخطك إلّا عفوك». [دعاء 48]
5- «وفكره قليل لما هو صائر إليه». [دعاء 52]

انتباهه دائماً إلى ذكر الله والعيش في حالة اليقظة والفطنة، وتردعه عن الانغماس في الغفلة ليسهل عليه الالتزام الديني في حياته . (1)

3 . إذا انغمسنا في الشهوات وتمادينا في الطغيان، فإنّنا سنكون بحاجة شديدة إلى العناية الإلهية لتمنحنا اليقظة من الغفلة المحيطة بنا . (2)

غنى الله

1 . إنّ الله تعالى خزائن السماوات والأرض، ولا ينفد بل لا ينقص ما عنده تعالى أبداً ولو لبّى طلبات الخلق جميعاً واستجاب لكلّ ما سألوه من فضله؛ لأنّ طلبات الخلق محدودة ومتناهية، ولكن خزائن الله غير محدودة وغير متناهية. (3)

2. مدح الله نفسه بأنّه لا يحتاج إلى أحد من خلقه، بل الخلائق كلّها محتاجة إليه، فقال تعالى: (وَاللَّه الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء) . [ محمّد : 38](4)

الله الغني ونحن الفقراء:

1 . إنّ الله هو الغني ونحن الفقراء، ولا يمكننا التخلّص من الفقر إلّا أن يغنينا الله من فضله. (5)

ص: 273


1- «اللّهم ... نبهّني لذكرك في أوقات الغفلة». [دعاء 20]
2- «لا تذرني [أي: لا تتركني] في طغياني عامها، ولا في غمرتي [أي: غفلتي]ساهياً حتّى حين». [دعاء 47]
3- «يا من لا تُفني خزائنه المسائل». [دعاء 13]
4- «تمدّحت بالغناء عن خلقك وأنت أهل الغنى عنهم ، ونسبتهم إلى الفقر وهم أهل الفقر إليك». [دعاء 13]
5- «أغلق [أي : الله ] عنا باب الحاجة إلّا إليه» . [ دعاء 1 ] ،«أغنانا بفضله وأقنانا بمنّه». [دعاء 1 ]، يا من لا تنقطع عنه حوائج المحتاجين». [دعاء 13 ] ، «اللّهم ... ولا أفتقرنّ ومن

2 . إنّ الله غني الأغنياء، وهو المستغني عن الخلق بذاته، ونحن أفقر الفقراء وأحوج المحتاجين إلى إحسانه وفضله، والله يجبر فاقتنا بوسعه، ويصلح فقرنا بغناه . (1)

3. كلّ المخلوقات في السماوات والأرض مفتقرة إلى الله بحيث تكتسب منه الغنى، ولا يسعها الاستغناء عنه تعالى وتلتجئ إليه لتحقق رغباتها، ولا يمكنها الرغبة عنه . (2)

الله وإغناء العباد:

إذا أراد الله بإرادته التكوينية أن يغني أحد عباده فلن ينقص هذا العبد منع المانعين أبداً، وعلينا السعي للدخول في دائرة من يشملهم العطاء الإلهي الذي يغنيهم عن غير الله تعالى .(3)

طلب الغنى من غير الله :

1 . إنّ المغني الحقيقي هو الله، ومن يطلب الغنى من غير الله فسيكون مصيره الحرمان والافتقار .(4)

عندك وسعي». [دعاء 20] اللهم اجعلني من المغنين من الفقر بغناك». [دعاء 25]

ص: 274


1- «يا غني الأغنياء، ها نحن عبادك بين يديك، وأنا أفقر الفقراء إليك، فاجبر فاقتنا بوسعك». [دعاء 10]
2- «يا من يُستغنى به ولا يستغنى عنه، ويا من يُرغب إليه ولا يُرغب عنه». [دعاء 13]
3- «اللّهم إنّك ... من أعطيت لم ينقصه منع المانعين ... فصلّ على محمّد وآله ... وأغننا عن غيرك بإرفادك [أي: بعطائك وإعانتك]». [دعاء 5]
4- «فكم قد رأيت يا إلهي من أناس ... راموا الثروة من سواك فافتقروا، وحاولوا الارتفاع فاتضعوا» . [دعاء 28]، «إنّ الغني من أغنيت». [دعاء 32]

2 . إذا توجّه الإنسان بحاجته إلى الله، وطلب منه تعالى سدّ حاجته وإبعاد الفقر عن نفسه، فقد طلب حاجته من محلّها وقصد الأشياء من وجهتها.

ولكن إذا توجّه الإنسان بحاجته إلى خلق الله، واعتقد أنّهم السبب في نجاحها دون الله فقد ضل الطريق وتعرّض للحرمان، واستحق من عند الله فوت الإحسان. (1)

غنى وفقر الإنسان

الغنى فتنة :

1. الغنى والرفاهية والسعة والثروة ليست امتيازاً لصاحبها، وإنّما هي وسيلة يمتحن ويختبر بها الله عباده ليعلم أيّهم أحسن عملاً .

وعلى الإنسان الحذر عند اتساع ،رزقه، بأن لا يكون ذلك سبباً لا بتلائه بالطغيان والعصيان.(2)

2. قد نحصل في الدنيا على خير، ولكنّنا غافلين بأنّ هذا الخير الدنيوي يؤدّيإلى حرماننا من خير أخروي.

فلهذا علينا أن ندعوا الله ليؤجّل لنا هذا الخير، ولا يجعل ما نناله من خير في الدنيا سبباً في حرماننا وشقائنا في الآخرة؛ لأنّ:

كلّ خيرعاقبته ونهايته الفناء والزوال والاضمحلال فهو قليل ولا يعتد به.

ص: 275


1- من حاول سدّ خلّته من عندك، ورام صرف الفقر عن نفسه بك، فقد طلب حاجته في مظانها، وأتى طلبته من وجهها، ومن توجّه بحاجته إلى أحد من خلقك أو جعله سبب نجحها دونك، فقد تعرّض للحرمان، واستحقّ من عندك فوت الإحسان». [دعاء 13]
2- «اللّهم ... لا تفتني بالسعة». [دعاء 20]

وكلّ خير خاتمته ونتيجته البقاء والدوام والخلود فهو كثير وعظيم المنفعة .

والعاقل يقدّم دائماً اكتساب المنافع الكثيرة والخالدة على المنافع القليلةوالزائلة. (1)

الإنسان بين الغنى والفقر :

إذا أبعد الله عنّا بعض متاع الحياة الدنيا الفانية، فإنّنا نأمل أن يجعل الله ذلك ذخراً لنا في خزائنه الباقية.

وإذا أعطانا الله من حطام الدنيا، وعجّل لنا من متاعها، فإنّنا نأمل أن يكون ذلك وسيلة نستعين بها للتقرّب إلى الله والتمتّع بجنّته. (2)

طلب الغني:

1 . الغنى بطبيعته يحفظ ماء وجه الإنسان.

والفقر بطبيعته يحط من سمعة الإنسان.

ولهذا ينبغي لنا الدعاء من الله لئلا يفقرنا فيما لو كان الفقر سبباً يدفعنا إلى الطلب ممن يأخذون أرزاقهم من الله، أو يدفعنا ذلك إلى الاستعطاء من شرار الخلق، فنضطر إلى حمد من أعطانا المال وذمّ من منعنا ذلك.

ص: 276


1- «اللّهم ... لا تجعل حظي من رحمتك ما عجلت لي من عافيتك، فأكون قد شقيت بما أحببت، وسعد غيري بما كرهت، وإن يكن ما ظلت فيه أو بتُ فيه من هذه العافية بين يدي بلاء لا ينقطع، ووزر لا يرتفع، فقدّم لي ما أخرت ، وأخر عنّي ما قدمت، فغير كثير ما عاقبته الفناء، وغير قليل ما عاقبته البقاء». [دعاء 18]
2- «اللّهم ... ما زويت [أي أبعدت] عنّي من متاع الدنيا الفانية، فادّخره لي في خزائنك الباقية، واجعل ما خوّلتني من حطامها، وعجّلت لي من متاعها بلغة [أي : ما يتوصّل به] إلى جوارك، ووصلة إلى قربك، وذريعة إلى جنّتك». [دعاء 30]

فندعو الله أن يرزقنا من عنده وأن يوفقنا لئلا نمدّ أيدينا إلى غيره، والله ولي الإعطاء والمنع .(1)

2 . إنّ الله هو الملجأ الذي ينبغي أن نتوجّه إليه ليمنن علينا بالغنى والثروة قبل أن يطلب منّا أحد شيئاً فلا نكون قادرين على تلبية طلبه . (2)

الغنى والطغيان :

«الغنى» بطبيعته يدفع الإنسان إلى الطغيان» مالم يهذّب الإنسان نفسه.

ومنشأ هذا الطغيان أن يعتبر الإنسان ما عنده ملكاً له على نحو الحقيقة، وإلّا فإذا التفت الإنسان إلى هذه الحقيقة بأنّ كلّ ما عنده هو ملك الله تعالى وأمانة بيده، ومتى ما يشاء الله أن يسترجع أمانته فإنّه يفعل ذلك من دون أخذ الإذن من أحد، فسيعي هذا الشخص بأنّه لا معنى للطغيان والاستكبار في حالة الغنى. (3)

الحذر من الغني:

ينبغي علينا توخّي الحذر عند الغنى ووفور النعم الإلهية علينا، لئلا يكون هذا الغناء سبباً لانزلاقنا في أودية البطر والطغيان لأنّ الطبيعة البشرية غير المهذّبة تقتضي الطغيان عند شعورها بالاستغناء، قال تعالى: (إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى)

ص: 277


1- «اللّهم ... صن وجهي باليسار [أي: بالغنى]، ولا تبتذل ج--اهي بالإقتار [ أي : التضييق في النفقة ]، فأسترزق أهل ،رزقك، وأستعطي شرار خلقك ، فأفتتن بحمد من أعطاني، وأبتلى بذم من منعني وأنت من دونهم وليّ الإعطاء والمنع». [دعاء 20]
2- «اللّهم ... امنن عليّ... قبل الطلب بالجدة [أي: بالغنى]». [دعاء 20]
3- «اللّهم ... ولا أطغين ومن عندك وجدي [أي: ثروتي وغناي]». [دعاء 20]

[العلق: 6]، وهذا ما يحتم علينا صدّ أنفسنا عند طغيانها واتّجاهها نحو البطر. (1)

التعامل الإلهي مع المترفين:

يتفضّل الله على عباده المترفين الذين أبطرتهم النعمة فلا يطردهم من ساحته. (2)

من سلبيات الفقر:

قد يدفعنا الفقر إلى ارتكاب النواهي الإلهية في كسب المال، ولهذا ينبغي علينا الدعاء من الله ليوسّع علينا في أرزاقنا، لئلا يستغل الشيطان فقرنا لإغوائنا وتحفيزنا على ممارسة الأمور المحرّمة والمحذورة عند طلب المعاش. (3)

أفضل حالة مادية:

أفضل حالة مادية للإنسان هي أن يمدّه الله بالنعم بحيث لا يقسو معها قلبه، ولا يسلب منه النعم بحيث يؤدّي ذلك إلى التنقيص من قدره ومنزلته ومكانته الاجتماعية. (4)

صحبة الفقراء:

يحب الله لعباده المؤمنين صحبة الفقراء والتعامل معهم برفق وتأنّي ومداراة.(5)

ص: 278


1- «اللّهم ... ولا تفتني بالنظر [أي: بالبطر]». [دعاء 20]
2- «يا من ... لا ينده [أي: لا يطرد] المترفين». [دعاء 47]
3- «... لا أتحمّل إصر تبعات المكسب». [دعاء 20]
4- «ولا تمدد لي مداً يقسو معه قلبي، ولا تقر عني قارعة [أي: لا تصيبني ببلية شديدة ] يذهب لها بهائي». [دعاء 47 ]
5- «اللّهم حبب إلي صحبة الفقراء، وأعنّي على صحبتهم بحسن الصبر». [دعاء 30]

الفقر إلی الله:

ينبغي أن نزداد يوماً بعد آخر فقراً وفاقة إلى الله تعالى، وأن نسأل الله أن يغنينا عمّن هو غني عنّا.(1)

الغيب

لا يستطيع الإنسان خرق حجب الغيب ليعرف ما فيه نفعه ومصلحته؛ لأنّ السمع والبصر وحتّى الوهم البشري عاجز عن معرفة ما في الغيب .(2)

الفضائل

اشارة

1 . جعل الله الفضائل في النفس الإنسانية على نحو تتحوّل بمرور الزمان إلى صفة راسخة في النفس (ملكة)، وهذا مما يختص به الإنسان على جميع الخلق. (3)

2 .الفضل الإلهي على العباد لا ينفد ولا يزول. (4)

3 . فضل الله علينا عظيم . (5)

4. يتعامل الله مع العباد دائماً من منطلق التفضّل والإحسان والعفو والعطاء من دون استحقاق أو مقابل.(6)

ص: 279


1- واغنني عمّن هو غني عنّي، وزدني إليك فاقة وفقراً». [دعاء 47]
2- «اللّهم ... أنت الذي دللتهم بقولك من غيبك وترغيبك الذي فيه حظّهم على ما لوسترته عنهم لم تدركه أبصارهم، ولم تعه أسماعهم، ولم تلحقه أوهامهم». [دعاء 45]
3- جعل [أي الله ] لنا الفضيلة بالملكة على جميع الخلق». [دعاء 1]
4- «اللهم ... إنّ فضلك لا يغيض». [دعاء 45]
5- «جَسم فضله علينا». [دعاء 1]
6- «وذلك أنّ سنّتك الإفضال وعادتك الإحسان وسبيلك العفو». [دعاء 37]، «اللّهم ..یا

5 . إنّ الله هو المتفضّل على العباد الذين عافاهم وأبعد عنهم السوء والأذى. (1)

6 . لا يظلم الله من عصاه، ولا يبخس ثواب من أطاعه، بل هو المتفضّل على العبد في جميع الأحوال، ولا يخاف من الله إلّا عدله. (2)

7. إنّ التعامل الإلهي معنا بفضله باعث لسرورنا وفرحنا. (3)

8. لا تكون السلامة إلّا لمن يقيه الله من عذابه وسخطه، ويحفظه بفضله ورعايته وألطافه الخفية من كلّ معصية وسوء وأذى. (4)

9 . يتفضّل الله علينا على الرغم من عصياننا له. (5)

نماذج من فضل الله:

1 . كم من سحائب مكروه جلّاها عنّا.

2 . كم من سحائب نعم أمطرها علينا.

. كم من جداول رحمة نشرها علينا.

4. كم من عافية ألبسها إيّانا.

5 كم من نوائب أزالها عنّا.

6 . كم من هموم وغموم كشفها عنّا.

من لا يكافئ عبده على السواء منتك ابتداء». [دعاء 45]

ص: 280


1- «اللّهم ... إنّك متفضّل على ما عافيت». [دعاء 37]
2- «... كرمت أن يخاف منك إلّا العدل لا يُخشى جورك على من عصاك، ولا يخاف إغفالك ثواب من أرضاك». [دعاء 37]
3- «فضلك آنسني». [دعاء 13]
4- «قنامنك واحفظنا بك ... إنّ من تقه يسلم». [دعاء 5]
5- «... كلّ ذلك إنعاماً وتطوّلاً منك، وفي جميعه انهماكاً منّي على معاصيك». [دعاء 49]

7 . كم من حسنات وفّقنا إليها.

8 . كم من عيوب أصلحها فينا .

9 . كم من زلّات وقانا شرّها.

10 . كم من مسكنة أبعدها عنّا. (1)

قدرة الله

اشارة

1. قدرة الله في منتهى الشدّة بحيث لا يعجزها شيء أبداً. (2)

2 . يملك الله القدرة المطلقة، وهو الملك الوحيد لكمال القوّة والقدرة والحول.(3)

قدرة الله وقدرة الإنسان:

1 . إنّ الأسباب والعلل الظاهرية لا تعمل إلّا بإذن الله تعالى، فلهذا علينا عند التمسّك بهذه الأسباب والعلل أن لا نغفل عن الله تعالى، فتحجب هذه الأسباب بيننا وبين الله فنعتمد عليها ونغفل عن المؤثّر الحقيقي وهو الله

ص: 281


1- «وكم من سحائب مكروه جليتها عنّي، وسحائب نعم أمطرتها عليّ، وجداول رحمة نشرتها، وعافية ألبستها، وأعين أحداث طمستها، وغواشيء كربات كشفتها، وكم من ظن حسن حققت، وعدم جبرت [أي فقرأ صلحت]، وصرعة أنعشت، ومسكنة حوّلت، كلّ ذلك إنعاماً وتطوّلاً منك، وفي جميعه انهماكاً منّي على معاصيك». [دعاء 49]
2- «لا تعجز عن شيء وإن عظم». [دعاء 2 ] ، «لا يفوتها شيء وإن لطف [أي: صغر حجمه]». [دعاء 2]، «سبحانك ما... أشدّ قوتك». [دعاء 52]، «إنك كلّ شيء قدير». [دعاء9، 14، 21، 31، 32، 33، 45 ، 46 ، 48] ، وهو عليك يسير». [دعاء 31]
3- «لك يا إلهي ... ملكة القدرة الصمد، وفضيلة الحول والقوّة». [دعاء 28]

عزّ وجل. (1)

2 . إنّ القدرة التي يعطيها الله لنا لا تكون قدرة مستقلة لنستخدمها نشاء كيفما بصورة مطلقة، بل تعمل هذه القدرة دائماً في ظلّ سلطان وهيمنة الله وإذنه، والله أملك منّا بما ملّكنا من قوّة، وأقدر على ما أقدرنا منه. (2)

3. لا حول لنا إلّا بالقوة التي نستمدها من قوّة الله، ولا قوة لنا ذاتا، بل الله هو الذي يعيننا ويمدّنا بالقوّة. (3)

4. لا يمتلك الإنسان القوّة إلّا ما ملّكه الله منها، فلهذا ليس للإنسان أية قوّة ذاتية تتيح له مجال العمل من دون إذن الله عزّ وجل .(4)

الاتكال على قوّة الله:

1 . الإنسان ضعيف، والسبيل للتخلّص من ضعفه هو استمداد القوّة من الله، ولاسيّما عند الاحتياج والمحنة والافتقار .(5)

2. ينبغي أن لا يتكل الإنسان على حوله وقوته، بل يتكل على حول الله وقوته . (6)

ص: 282


1- «لا تبت [أي: لا تقطع ] سببي منك». [دعاء 13]
2- «اللّهم إنّك كلّفتني من نفسي ما أنت أملك به منّي، وقدرتك عليه وعليّ أغلب من قدرتي». [دعاء 22]
3- «لا حول لنا إلا بقوّتك، ولا قوّة لنا إلّا بعونك». [دعاء 9]، «لا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم». [دعاء 46]
4- «ولا بذي قوّة فأنتصر». [دعاء 51]
5- «اللّهم ... اجعلني أصول بك عند الضرورة». [دعاء 20]
6- «ولا تكلني إلى حولي وقوّتي دون حولك وقوتك». [دعاء 47]

القرآن

خصائص القرآن :

1 . نور يضيء الدرب للسالكين ويمنحهم البصيرة التي توصلهم إلى الجنّة . (1)

2. متفوّق على جميع الكتب السماوية. (2)

3. متضمّن لأحسن الحديث . (3)

4. فرقان يفرّق بين الحقّ والباطل، والصدق والكذب، والحلال والحرام. (4)

5. مظهر لشرائع أحكام الله . (5)

6 . ذات آيات بينة وواضحة. (6)

7 . أوحى به الله إلى رسوله بصورة تدريجية. (7)

8. من يتبعه ينجو من ظلم الضلالة والجهالة. (8)

9 . شفاء لمن يصغي إليه بإخلاص وصدق ويبتغي من وراء ذلك طلب الحقيقة. (9)

10 . ميزان ومعيار لا يميل عن الحقّ إلى غيره، ولهذا ينبغي أن يعرض

ص: 283


1- «كتابك الذي أنزلته نوراً». [دعاء 42]
2- «جعلته مهيمناً على كلّ كتاب أنزلته». [دعاء 42]
3- «فضّلته على كلّ حديث قصصته». [دعاء 42]
4- «جعلته ... فرقاناً فرّقت به بين حلالك وحرامك». [دعاء 42]
5- « قرآناً أعربت به عن شرائع أحكامك». [دعاء 42]
6- «كتاباً فصلته لعبادك تفصيلاً». [دعاء 42]
7- «وحياً أنزلته على نبيّك محمّد صلواتك عليه وآله تنزيلاً». [دعاء 42]
8- «جعلته نوراً نهتدي من ظُلم الضلالة والجهالة باتباعه». [دعاء 42]
9- «شفاء لمن أنصت بفهم التصديق إلى استماعه». [دعاء 42]

الإنسان نفسه دائماً عليه ليجد مدى تطابق سلوكه وتصرّفاته مع تعاليمه وأحكامه، فيتعرّف بذلك على مدى سعادته وفلاحه. (1)

11. يهدي إلى الحجج والبراهين المتتالية والمستمرة. (2)

12 . راية هادية من قصدها نال النجاة والفلاح. (3)

13 . المتمسّك والمعتصم به مصان من أيدي الهلكات. (4)

14 . وسيلة نصل بها إلى أشرف منازل الكرامة . (5)

15. سلّم نصعد به إلى دار السلامة (الجنّة). (6)

16 . سبب نحصل من خلاله على النجاة في محشر يوم القيامة. (7)

17 . ذريعة نتمسّك بها لنيل النعيم الأبدي . (8)

18 . يؤنسنا في ظلم الليالي . (9)

19 . يحرسنا من وساوس ونزعات الشيطان وما يبثّه من خطرات ملوّثة في قلوبنا . (10)

(11) یصون أقدامنا من الانحدار في أودية الذنوب والمعاصي . (11)

ص: 284


1- میزان قسط لا يحيف عن الحقّ لسانه». [دعاء 42]
2- «نور هدى لا يطفأ عن الشاهدين برهانه». [دعاء 42]
3- «عَلَم نجاة لا يضلّ من أمّ قصد سنّته». [دعاء 42]
4- «لا تنال أيدي الهلكات من تعلّق بعروة عصمته». [دعاء 42]
5- «اللّهم ... اجعل القرآن وسيلة لنا إلى أشرف منازل الكرامة». [دعاء 42]
6- «اللّهم ... اجعل القرآن ... سلّما نعرج فيه إلى محل السلامة». [دعاء 42]
7- «اللّهم ... اجعل القرآن ... سبباً نُجزى به النجاة في عرصة القيامة». [دعاء 42]
8- «اللّهم ... اجعل القرآن ... ذريعة نقدم بها على نعيم دار المقامة». [دعاء 42]
9- «اللّهم... اجعل القرآن لنا في ظلم الليالي مؤنساً». [دعاء 42]
10- «اللّهم ... اجعل القرآن لنا ... من نزغات الشيطان وخطرات الوساوس حارساً». [دعاء 42]
11- «اللّهم ... اجعل القرآن ... لأقدامنا عن نقلها إلى المعاصي حابساً». [دعاء 42]

1 . يردع ألسنتنا من الخوض في الباطل من دون إصابة ألسنتنا بمرض أو عاهة.(1)

22. يزجر جوارحنا عن ممارسة الحرام واقتراف الآثام. (2)

23. يمنحنا اليقظة لتلقّي الدروس والعبر من الحياة.(3)

24 . يفتح قلوبنا لمعرفة أسرار ولطائف وعجائب القرآن وزواجر الأمثال التي ضربها الله عزّ وجل ليزجر بها الإنسان عن ارتكاب الآثام، وهذه هي المعرفة التي ضعفت الجبال المحكمة - على رغم صلابتها - عن تحملها .(4)

25 . يشهد على من أحلّ حلال الله وحرّم حرامه. (5)

أهم وظائفنا إزاء القرآن :

1 . الاعتصام والتمسّك به وصيانة النفس به من كلّ ضلالة. (6)

2 . إرجاع آياته المتشابهة إلى آياته المحكمة. (7)

3 . المعيشة في ظل أحكامه . (8)

ص: 285


1- «اللّهم ... اجعل القرآن ... لألسنتنا عن الخوض في الباطل من غير ما آفة محرساً». [دعاء 42 ]
2- «اللّهم ... اجعل القرآن ... لجوارحنا عن اقتراف الآثام زاجراً». [دعاء 42]
3- «اللّهم ... اجعل القرآن ... لما طوت الغفلة عنا من تصفّح الاعتبار ناشراً». [دعاء 42]
4- «حتّى توصل إلى قلوبنا فهم عجائبه وزواجر أمثاله التي ضعفت الجبال الرواسي على صلابتها عن احتماله». [دعاء 42]
5- «... لما عندك بتحليل حلاله وتحريم حرامه شاهداً». [دعاء 42]
6- «اللّهم ... اجعلنا ممن يعتصم بحبله». [دعاء 42]
7- «اللّهم ... اجعلنا ممن ... يأوى من المتشابهات إلى حرز معقله». [دعاء 42]
8- «اللّهم ... اجعلنا ممن ... يسكن في ظلّ جناحه». [دعاء 42]

4 . الاهتداء بنور حججه وبراهينه .(1)

5 . الاقتداء بتعاليمه وبيّناته الواضحة. (2)

6. الاهتداء به وعدم التماس الهدى من غيره . (3)

7 . كمال تلاوته بعد التأثر بمعاني آياته، مراعاة حقه، والتسليم لآياته المحكمة، والإقرار بآياته المتشابهة (4)

8 . الشعور بالرهبة عند تلاوة آياته . (5)

التوسّل بالقرآن:

مانتوسّل إلى الله بالقرآن للحصول عليه :

1. حطّ الأوزار الثقيلة من الذنوب والآثام عن ظهورنا . (6)

2 .حسن شمائل الأبرار، والالتحاق بالذين يقومون الله آناء الليل وأطراف النهار .(7)

3 . الطهارة من كلّ دنس. (8)

ص: 286


1- «اللّهم ... اجعلنا ممن ... يهتدي بضوء مصباحه». [دعاء 42]
2- «اللّهم... اجعلنا ممن ... يقتدي بتبلّج [ أي : شدة الإضاءة والإشراق] أسفاره [أي انکشافه ]». [دعاء 42]
3- «اللّهم ... اجعلنا ممن ... يستصبح بمصباحه، ولا يلتمس الهدى في غيره». [دعاء 42]
4- « اللّهم فإذ أفدتنا المعونة على تلاوته، وسهلت جواسي [أي: صلابة وخشونة] ألسنتنا بحسن عبارته، فاجعلنا ممن يرعاه حق رعايته، ويدين لك باعتقاد التسليم لمحكم آياته ويفزع إلى الإقرار بمتشابهه وموضحات بيناته». [دعاء 42]
5- «ورهبني عند تلاوة آياتك». [دعاء 47]
6- «اللّهم ... احطط بالقرآن عنّا ثقل الأوزار». [دعاء 42]
7- «اللّهم ... هب لنا حسن شمائل الأبرار، واقف بنا آثار الذين قاموا لك به آناء الليل وأطراف النهار». [دعاء 42]
8- «... حتّى تطهرنا من كلّ دنس بتطهيره». [دعاء 42]

4 . التقرّب من الذين استضاؤوا بنور القرآن، ولم تغرّهم الحياة الدنيا بمكرها وغرورها، ولم يلهمهم الأمل عن العمل للآخرة. (1)

5 . المحافظة على حسن وصلاح ظاهرنا إضافة إلى صلاحنا الباطني. (2)

6 . منع خطرات الوساوس عن تلويث ضمائرنا وإفساد نوايانا. (3)

7 . غسل أدران وأوساخ قلوبنا وما علق بها من المعاصي والآثام. (4)

8. التوحّد إزاء ما افترقنا عليه، واجتماع الكلمة. (5)

9 . الارتواء في مواقف يوم القيامة حيث يدبّ الظمأ في القلوب من شدّة الحرّ وقساوة الموقف. (6)

10. ارتداء ثياب الأمان يوم الفزع الأكبر عند قيامنا من قبورنا للحساب. (7)

11. سدّ فقرنا ورفع احتياجاتنا وإصلاح حالنا. (8)

12 . البركة والسعة والعطاء الممدود في أرزاقنا . (9)

13 . الاجتناب عن الطبائع والخصال المذمومة والأخلاق الدانية . (10)

ص: 287


1- «... حتّى تقفو بنا آثار الذين استضاؤوا بنوره، ولم يلههم الأمل عن العمل فيقطعهم بخدع غروره». [دعاء 42]
2- «اللّهم ... أدم بالقرآن صلاح ظاهرنا». [دعاء 42]
3- «اللّهم ... احجب به خطرات الوساوس عن صحة ضمائرنا». [دعاء 42]
4- «اللّهم ... اغسل به درن قلوبنا و علائق أوزارنا». [دعاء 42]
5- «اللّهم ... اجمع به منتشر أمورنا». [دعاء 42]
6- «اللّهم ... ارو به في موقف العرض عليك ظمأ هواجرنا». [دعاء 42]
7- «اللّهم ... اكسنا به حلل الأمان يوم الفزع الأكبر في نشورنا». [دعاء 42]
8- «اللّهم ... اجبر بالقرآن خلّتنا من عدم الإملاق». [دعاء 42]
9- «اللّهم ... سق إلينا به رغد العيش وخصب سعة الأرزاق». [دعاء 42]
10- «اللّهم ... جنبنا به الضرائب المذمومة ومداني الأخلاق». [دعاء 42]

14 . الابتعاد عن الوقوع في أودية الكفر، وما يؤدّي إلى النفاق. (1)

15. نيل الرضوان الإلهي الذي ينتهي بنا إلى الجنّة ونعيمها . (2)

16 . الامتناع عن تعدّي حدود الله وارتكاب كلّ ما يوجب سخط الله تعالى.(3)

17. تسهیل صعوبات سكرات الموت وانتزاع الروح من الجسد. (4)

18. الرحمة الإلهية عند طول مدّة بقائنا بين أطباق الثرى في قبورنا.

وجعل قبورنا لأرواحنا بعد الفراق من الدنيا دار مريحة وواسعة وخير المنازل . (5)

19. عدم فضح الله لذنوبنا ومعاصينا يوم القيامة أمام الملأ وعامة الناس . (6)

20 . الرحمة الإلهية عند موقفنا الذليل يوم نعرض على الله ونقف بين يديه ليحاسبنا. (7)

21 . ثبات الأقدام لئلا تزل، فنسقط في النار عند اضطراب جسر جهنّم عند الاجتياز منه . (8)

22. تنویر ظلمات قبورنا قبل البعث وإبعاد الرعب والوحشة عنها .(9)

23. النجاة من شدائد أهوال يوم المصيبة العظمى ( يوم القيامة). (10)

ص: 288


1- «اللّهم ... اعصمنا به من هوّة الكفر ودواعي النفاق». [دعاء 42]
2- «... حتّى يكون لنا في القيامة إلى رضوانك وجنانك قائداً». [دعاء 42]
3- «حتى يكون [أي: القرآن]... لنا في الدنيا عن سخطك وتعدّي حدودك ذائداً». [دعاء 42]
4- «اللّهم ... هوّن بالقرآن عند الموت على أنفسنا كرب السياق». [دعاء 42]
5- «اللّهم ... بارك لنا في حلول دار البلى، وطول المقامة بين أطباق الثرى، واجعل القبور بعد فراق الدنيا خير منازلنا». [دعاء 42]
6- «اللّهم ... لا تفضحنا في حاضر القيامة بموبقات :[ أي مهلكات] آثامنا». [دعاء 42]
7- «اللّهم ... ارحم بالقرآن في موقف العرض عليك ذلّ مقامنا». [دعاء 42]
8- «اللّهم ... ثبت به عند اضطراب جسر جهنم يوم المجاز عليها زلل أقدامنا». [دعاء 42]
9- «اللّهم ... نوّر به قبل البعث سدف [أي ظلمات] قبورنا». [دعاء 42]
10- «اللّهم ... نجنا به من كل كرب يوم القيامة، وشدائد أهوال يوم الطامة». [دعاء 42]

24 . بياض الوجه عندما تسودّ وجوه الظلمة في يوم الحسرة والندامة. (1)

25 . غرس محبّتنا في قلوب الآخرين.(2)

26 . صيانة حياتنا من النكد والشقاء والعسر والتعاسة.(3)

القرب من الله

1 . إنّ الله يدنو ويتقرّب إلى من يحاول الدنو والتقرّب منه . (4)

2. القرب من الله يؤدّي إلى اكتساب أعظم الفوائد والمنافع، وأبرزها الجنّة.(5)

3. تقربنا إلى الله عن طريق ترك الذنوب والمعاصي يوفّقنا إلى الالتحاق بركب الساكنين في جوار الله تعالى .(6)

4 . للقرب من الله درجات والدعاء وسيلة لنيل الدرجات الرفيعة . (7)

5. أكثر ما نحتاج إليه حال ورودنا على الله أن تكون لنا كرامة ومنزلة عنده تعالى، ولهذا ينبغي علينا السعي - عن طريق العمل والدعاء - لاكتساب هذه المنزلة. (8)

6 . ينبغي أن نحذر من الأمور التي تبعدنا عن أمور التي تبعدنا عن الله وتقف حاجزاً بيننا وبين

نصینا من القرب منه، وتمنعنا من الوصول إلى ما نبتغيه منه تعالى. (9)

ص: 289


1- «اللّهم ... بيّض وجوهنا يوم تسود وجوه الظلمة في يوم الحسرة والندامة». [دعاء 42]
2- «اللّهم ... اجعل لنا في صدور المؤمنين ودّاً». [دعاء 42]
3- «اللّهم ... لا تجعل الحياة علينا نكداً». [دعاء 42]
4- يا من يدنو إلى من دنا منه» . [دعاء 46] ، القريب إلى من حاول قربك». [دعاء 45]
5- لا تباعدنا عنك ... ومن تقربه إليك يغنم». [دعاء 5]
6- «اللّهم اجعلني من التاركين لكلّ معصيتك الساكنين في جوارك». [دعاء 25]
7- «ادننا إلى قربك». [دعاء 5]
8- «وكرمنا عليك». [دعاء 5]
9- «وأعذني مما يباعدني عنك، ويحول بيني وبين حظي منك، ويصدّني عما أحاول لديك». [دعاء 47]

القرض

القرض - بصورة عامة - يعرّض صاحبه إلى الذل والهوان وضعف المكانة الاجتماعية، ويؤدّي إلى تنقيص شأنه وتشويش ذهنه وإرباك نفسه وتشتيت فكره، ويوجب له الهمّ والغمّ والأرق.

ويتطلّب الخلاص من هذا البلاء الالتجاء إلى الله والاستجارة به ليخلّصه من ذلّة القرض في الحياة ومن تبعاته بعد الوفاة، ويوسّع عليه من فضله ويرزقه الكفاف من القوت ما يغنيه عن الناس.(1)

القضاء والقدر

اشارة

1. أحصى الله كلّ شيء عدداً، وجعل لكلّ شيء أمداً، وقدّر كلّ شيء تقديراً. (2)

2 . إن قضاء الله كله خير، ولا يقضي الله عزّ وجل على عباده إلّا ما فيه الخير والمصلحة لهم . (3)

3 . لا يتحقّق شيء في العالم إلّا في ظل القضاء والقدر الإلهي، وقد قضى الله أن لا يقهر العباد على تنفيذ أوامره ، ولا يجبرهم على فعل ما يريد، بل تركهم مختارين ليتحمّل كل واحد منهم مسؤولية أفعاله ونتيجة أعماله.

وإذا كان الله تعالى قضاء محتوم في شؤون العباد، فلا يستطيع أحد تجاوز هذا

ص: 290


1- «اللّهم ... هب لي العافية من دين تخلق به وجهي :[ أي تصيّرني به ذليلاً لا يعبأبي]، ويحار فيه ذهني، ويتشعّب له فكري، ويطول بممارسته شغلي، وأعوذ بك يا ربّ من همّ الدين وفكره، وشغل الدين وسهره، فصلّ على محمّد وآله وأعذني منه، وأستجير بك يا ربّ من ذلّته في الحياة، ومن تبعته بعد الوفاة، فصلّ على محمّد وآله وأجرني منه بوسع فاضل أو كفاف واصل». [دعاء 30]
2- «أنت الذي أحصيت كلّ شيء عدداً، وجعلت لكلّ شيء أمداً، وقدّرت كلّ شيء تقديراً». [دعاء 47]
3- «اللّهم ... قضاؤك خيرة». [دعاء 45]

المحتوم من القضاء الإلهي.(1)

القضاء والقدر المحتوم:

1. إذا قضى الله سبحانه وتعالى قضاءً حتماً فإنّه لابدّ وأن يقع؛ لأنّ وقوع هكذا قضاء حتمي وجزمي . (2)

2. ينبغي أن يكون يقيننا بتحقّق قضاء الله وقدره الحتمي حقّ اليقين؛ ليمكننا حصد أفضل الثمار الإيجابية من هذا اليقين.(3)

القضاء والقدر غير المحتوم :

1. يكتب الله قضاءه وقدره غير المحتوم في اللوح المحفوظ، وبما أنّنا قادرون بأعمالنا ودعائنا على تغيير هذا القضاء والقدر، فلهذا علينا التوسّل بالدعاء والسؤال من الله ليثبت كل خير كتبه لنا، ويمحو كلّ شرّ كتبه ليصيبنا (يَمْحُو الله مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ). [الرعد: 39] (4)

2. يؤثر دعاؤنا في تحديد ما يقدّره الله ويقضيه بالنسبة إلينا.(5)

الرضا بقضاء الله وقدره:

1 . ينبغي علينا الرضا بقضاء الله وقدره سواء كان ذلك موافقاً أو مخالفاً

ص: 291


1- «... أنت المقدّر لذلك، لا يغالب أمرك، ولا يجاوز المحتوم من تدبيرك، كيف شئت وأنّي شئت، ولما أنت أعلم به غير متّهم على خلقك ولا لإرادتك». [دعاء 48]
2- «قضاؤك حتم». [دعاء 47]
3- «أسألك ... يقيناً تنفع به من استيقن به حق اليقين في نفاذ أمرك». [دعاء 54]
4- «أسألك من خير كتاب قد خلا ، وأعوذ بك من شرّ كتاب قد خلا». [دعاء 54]
5- «وخر لي فيما تقضي منه». [دعاء 48]

لمصالحنا. (1)

2. لابدّ من الرضا بقضاء الله وقدره؛ لأنّه تعالى لا يحكم إلّا بالعدل، بل يتعامل الله مع العباد وفق تعامل قائم على الإحسان والتفضّل . (2)

3 . ينبغي علينا الرضا بقضاء الله وقدره، بل علينا تجاوز حدّ الرضا وبلوغ مرتبة محبّة ما رضيه الله لنا وتقبّل ما ابتلانا به بسهولة. (3)

4. أفعال الله كلّها حسنة، ومنها قضاء الله وقدره، ولهذا يجب علينا حمد الله وثنائه إزاء ما يقضيه ويقدّره لنا .(4)

5 . إذا شعرنا بأنّ الرضا بقضاء الله وقدره أمر صعب، فالحل هو السؤال من الله ليحبّب إلينا ما نكره من قضائه، ويسهل علينا ما نستصعب من حكمه، وأن يلهمنا الانقياد لما أورد علينا من مشيّته حتّى لا نحبّ تأخير ما عجّل ولا تعجيل ما أخر، ولا نكره ما أحبّ ولا نتخيّر ما كره.(5)

6 . نستصعب - بعض الأحيان - الالتزام بواجبنا في خصوص الرضا بقضاء الله وقدره، فيكون موقفنا الصحيح في هذا المجال الاستعانة بالله ليساعدنا في الالتزام بهذا الواجب . (6)

ص: 292


1- «اللّهم صلّ على محمّد وآله ووفقني لقبول ما قضيت لي وعلي، ورضّني بما أخذت لي ومني». [ دعاء 14]
2- «الحمد لله رضى بحكم الله .... الله ... . وأخذ على جميع خلقه بالفضل». [دعاء 35]
3- «حبب إلي ما رضيت لي ويسر لي ما أحللت بي». [دعاء 15]
4- «اللّهم لك الحمد على حسن قضائك». [دعاء 18]
5- «حبّب إلينا ما نكره من قضائك، وسهّل علينا ما نستصعب من حكمك، وألهمنا الانقياد لما أوردت علينا من مشيّتك، حتّى لا نحبّ تأخير ما عجّلت ولا تعجيل ما أخّرت، ولا نكره ما أحببت ولا نتخيّر ما كرهت». [دعاء 33]
6- «اللّهم ... اجعل ... رضاي فيما يرد علي منك». [دعاء 22]

7. نحتاج من أجل الرضا بقضاء الله وقدره إلى التسديد الإلهي ليطيّب الله بقضائه أنفسنا، ويوسّع بمواقع حكمته صدورنا، ويهب لنا الثقة لنقر معها بأنّ قضاءه لم يتضمن إلّا الخير لنا . (1)

8 . إنّ «العطاء» و «الحرمان الإلهي خلال تعامله معنا لا يكون إلّا على ضوء الحكمة والمصلحة، وينبغي علينا أن نشكر الله بكلّ ما يقضي علينا ويقدّر.

ولكن بما أنّ «الحرمان مخالف لأنفسنا ، و العطاء موافق لها، فلهذا ينبغي أن يكون شكرنا إزاء الحرمان أكثر من شكرنا إزاء العطاء» . (2)

9 . ينبغي علينا القناعة بتقدير الله والرضا بحصّتنا فيما قسّم الله لنا . (3)

1. لا يستطيع أحد فيما لو كره قضاء الله وقدره الحتمي أن يغيّر من هذا القضاء والقدر شيئاً أبداً. (4)

القلب

طهارة القلب:

ينبغي أن يطهّر الإنسان قلبه بطاعة الله من الأدران والشوائب ليصل مرحلة:

1 . تكون محبّته في امتداد محبّة الله فلا يحبّ شيئاً يسخط عنه الله عزّ وجل.

ص: 293


1- «اللّهم ... طيّب بقضائك نفسي، ووسّع بمواقع حكمتك صدري، وهب لي الثقة لأقر معها بأن قضاءك لم يجر إلا بالخيرة». [دعاء 35]
2- «اللّهم ... اجعل شكري لك على ما زويت [أي أبعدت عني أوفر من شكري إيّاك على ما خوّلتني [ أي: أعطيتني]». [دعاء 35]
3- «... أن تقنعني بتقديرك لي، وأن ترضيني بحصتي فيما قسمت لي». [دعاء 32]
4- «ليس يستطيع من كره قضاءك أن يردّ أمرك». [دعاء 52]

2 . يكون سخطه في امتداد سخط الله، فلا يسخط عن شيء يحبّه الله .(1)

سلامة القلب:

تكمن سلامة القلب في ذكر عظمة الله عزّ وجل.(2)

القلب وخشية الله:

من حالات القلب المطلوبة أن يتلبّس بمخافة الله والحذر من بأسه وعقوبته . (3)

انشراح القلب:

يستقبل القلب الإرشادات الدينية بمقدار انشراحه، وكلّما يكون القلب أكثر انشراحاً فسيكون أكثر استعداداً لتقبّل الهداية.(4)

الميول القلبية :

ميل قلب الإنسان إلى فئة معينة تؤدّي إلى تأثّره بهم والتفاعل مع شخصيتهم، ولهذا ينبغي أن نحاول دائماً أن توفّر لأنفسنا الأرضية التي تدفع ميول قلوبنا نحو الصلحاء والأخيار ولا سيّما الخاشعين الله .(5)

ص: 294


1- «اللّهم ... اشغل بطاعتك نفسي عن كلّ ما يرد علي حتى لا أحب شيئاً من سخطك، ولا أسخط شيئاً من رضاك». [دعاء 21]
2- «اجعل سلامة قلوبنا في ذكر عظمتك». [دعاء 5]
3- «اللّهم ... أشعر قلبي تقواك [ أشعر من الشعار وهو الثوب الذي يلي الجسد، ويكون ملاصقاً له ]». [دعاء 21]
4- «اللّهم ... اشرح لمراشد دينك قلبي». [دعاء 23]
5- «واعطف بقلبي على الخاشعين». [دعاء 47]

القلب والنعم:

كثرة النعم تفتن القلب وتدفعه نحو اللهو والغفلة. (1)

صفات قلب المؤمن :

ينبغي أن يكون قلب المؤمن في أيام حياته كلّها متّصفاً بالأمور التالية:

1 . ممتلئ بحبّ الله فقط وحبّ ما يكون في امتداد حبّ الله.

2. منشغل بذكر الله.

3. مرتفع الدرجات نتيجة تلبّسه بحالة الخوف والوجل من الله .

4 . مكتسب للقوّة عن طريق الرغبة إلى الله.

5 . مائل إلى طاعة الله والالتزام بأوامر الله ونواهيه.

6 . سائر في أحبّ السبل إلى الله.

7. راغب للتوسّع في نيل ما عند الله . (2)

8. الوثوق بها عند الله .(3)

القمر

اشارة

القمر آية من آيات الله والتأمل فيه يكون من أجل استلهام المعاني التي تمتّن علاقتنا بالله تعالى.

ص: 295


1- «قلبه مفتون بكثرة النعم عليه». [دعاء 52]
2- «اللهم ... فرّغ قلبي لمحبّتك، واشغله بذكرك، وانعشه بخوفك وبالوجل منك، وقوّة بالرغبة إليك، وأمله إلى طاعتك، وأجر به في أحبّ السبل إليك، وذلله بالرغبة فيما عندك أيام حياتي كُلّها». [دعاء 21]
3- «واجعل قلبي واثقاً بما عندك». [دعاء 47]

ومن آيات القمر أنّه يضيء - بإذن الله - الأماكن المظلمة، وينشر ضوءه في الأفق ليزيل الإبهام عمّا لا يبصر، ويمنحه الوضوح ليمكن رؤيته بالعين.

كما جعل الله القمر آية من آيات ،ملكه وعلامة من علامات سلطانه، واستعمله بالزيادة والنقصان والطلوع والأفول والإنارة والخسوف.

والقمر في جميع هذه الأحوال مطيع الله ومسرع لتنفيذ إرادته تعالى.

وسبحان الله ما أعجب ما دبّر في أمر القمر وألطف ما صنع في شأنه.(1)

خصائص القمر:

1 . مخلوق مطيع الله تعالى في سيره وحركته وكماله ونقصان ضيائه. (2)

2 . دائب سريع متردّد في المنازل المعيّنة المقدّرة له والمتحرّك في المدار المرسوم له. (3)

3. يؤثّر في الفلك بحسب ما أودع الله فيه من نظام وترتيب .(4)

4. جعله الله مفتاح كلّ شهر جديد، بحيث يكون ظهوره دليلاً على ابتداء الشهر.(5)

5 . جعل الله في دخوله ابتداءً لتحقق أمور حادثة لا يعلمها إلّا الله تعالى،

ص: 296


1- «... آمنت بمن نوّر بك الظلم، وأوضح بك البُهم، وجعلك آية من آيات ملكه، وعلامة من علامات سلطانه، وامتهنك بالزيادة والنقصان والطلوع والأفول، والإنارة والخسوف، في كلّ ذلك أنت له مطيع وإلى إرادته سريع، سبحانه ما أعجب ما دبّر في أمرك، وألطف ما صنع في شأنك». [دعاء 43]
2- «أيّها الخلق المطيع». [دعاء 43]
3- «... الدائب السريع، المتردّد في منازل التقدير». [دعاء 43]
4- «... المتصرّف في فلك التدبير». [دعاء 43]
5- «... جعلك مفتاح شهر حادث». [دعاء 43]

وهذه الأمور قد تكون خير وقد تكون شرّ.

ولهذا يجدر بنا أن نسأل الله، وهو ربّنا وربّ القمر، وخالقنا وخالق القمر ومقدّرنا ومقدّر القمر، ومصوّرنا ومصوّر القمر، أن يجعل القمر عند ظهوره هلالاً مقروناً بخير وبركة ل(1)ا تمحقها ولا تزيلها ولا تنقصها الأيام مهما كانت صعبة.

وأن يجعله هلال طاهرة بحيث تكون حياتنا في ظلّ ضيائه عامرة في طاعة الله ورضوانه، وليس فيها من المعاصي والآثام ما يدنّسها أو يُذهب بصفائها، ونسأل الله أن يجعله هلالاً مقروناً بالأمن من الآفات والسلامة من السيّئات(2)، وأن يجعله «هلال سعد لا نحوسة فيه، ويُمن لانكد معه، ويسر لا يمازجه عسر، وخير لا يشوبه شرّ، هلال أمن وإيمان ونعمة وإحسان وسلامة وإسلام.

كما ينبغي أن نكون حين طلوع الهلال أرضى الناس بقضاء الله وقدره، وأزكاهم وأكثرهم تعبداً الله تعالى . (3)

قول الحقّ

من الصفات التي يتحلّى بها الإنسان الصالح والمتّقي عدم الاهتمام بكثرة

ص: 297


1- دعاء 43 .
2- «جعلك مفتاح شهر حادث لأمر حادث، فأسأل الله ربّي وربّك وخالقي وخالقك ومقدّري ومقدرك ومصوّري ومصوّرك، أن يصلّي على محمّد وآله، وأن يجعلك هلال بركة لا تمحقها الأيام، وطهارة لا تدنّسها الآثام، هلال أمن من الآفات وسلامة من السيئات». [دعاء 43]
3- «اللّهم ... اجعلنا من أرضى من طلع عليه، وأزكى من نظر إليه، وأسعد من تعبّدلك فيه». [ دعاء 43]

الناس أو قلّتهم أمام بيان كلمة الحقّ.(1)

قول الله

1 . إنّ القول الإلهي متّصف بالحكمة والتنزيه عن كلّ نقص . (2)

2. كلمات الله مصانة من أيّ تغيير وتبديل.(3)

3 . كلمات الله لا تنفد . (4)

القيامة

اشارة

فلاح الإنسان يوم القيامة أن يكون من أصحاب اليمين وفوج الفائزين. (5)

حشر العباد يوم القيامة:

عند النشور للجزاء يحشر البعض وموقفهم مع أولياء الله وأحبّائه، ويحشر آخرون وموقفهم دون ذلك.

ويكون مسكن الطائفة الأولى في جوار الله، ويكون مسكن الطائفة الثانية بعيداً عن الله . (6)

ص: 298


1- «اللّهم ... حلّني بحلية الصالحين، وألبسني زينة المتقين في ... القول بالحق وإن عزّ [ أي:وإن ندر وقلّ وجوده]». [دعاء 20]
2- «سبحانك قولك حكم». [دعاء 47]
3- «لا مبدل لكلماتك». [دعاء 47]
4- «لا تنفد كلماتك». [دعاء 47]
5- «اللّهم ... انظمني في أصحاب اليمين ... واجعلني في فوج الفائزين». [دعاء 41]
6- «مولاي وارحم في حشري ونشري، واجعل في ذلك اليوم مع أوليائك موقفي، وفي أحبائك مصدري، وفي جوارك مسكني». [دعاء 53]

الشهادة يوم القيامة:

1. كلّ المخلوقات الإلهية التي تحيطنا كالسماء والأرض والملائكة وغيرها من المخلوقات محيطة بأفعالنا وأقوالنا وسرائرنا، وستنطق يوم القيامة بإذن الله وتشهد علينا بكلّ صغيرة وكبيرة صدرت منا . (1)

2 . الأيام والليالي تشهد في يوم القيامة بكلّ ما قام فيها العبد من صغيرة أو كبيرة في صعيد الطاعة أو المعصية. (2)

من مواقف يوم القيامة:

1 . إحدى مواقف يوم القيامة أنّه تعالى يناقشنا إزاء ما فعلناه ويحاسبنا إزاءسلوكنا وتصرفاتنا.

وهذا الموقف من المواقف الشديدة التي ينبغي أن نسأل الله أن يعفينا عنها، ويسامحنا من الوقوف في هذا الموقف. (3)

2. إحدى مواقف يوم القيامة أنه تعالى يعاقبنا إزاء ذنوبنا عن طريق الحطّ من شأننا وإسقاط منزلتنا من خلال كشف الستر عنّا أمام أعين الملأ وإظهار ما كتمناه وأخفيناه. (4)

ص: 299


1- «اللّهم إنّي ... أشهد سماءك وأرضك من أسكنتهما من ملائكتك وسائر خلقك في يومي هذا وساعتي هذه وليلتي هذه ومستقري هذا ...». [دعاء 6]
2- «... حتّى لا يشهد نهاره علينا بغفلة ولا ليله بتفريط». [دعاء 44]
3- «اللّهم ... لا تناقشني بما اكتسبت». [دعاء 41]
4- «اللّهم ... لا تبرز مكتومي، ولا تكشف مستوري ... ولا تعلن على عيون الملأ خبري، أخف عنهم ما يكون نشره علي عاراً، واطو عنهم ما يلحقني عندك شناراً». [دعاء 41]، «ولا تهلكني يوم تبلى السرائر». [دعاء 47]

الكبر

سلبیة الکبر:

ينبغي علينا الاجتناب من الكبر؛ لأنّ هذه الرذيلة تملي علينا النظر إلى أنفسنا بمعيار العظمة وتوحي لنا اعتبار أنفسنا أفضل من الآخرين، وهذا ما لا يرتضيه الله لعباده، فلهذا يجب علينا توخّ الحذر لعدم الابتلاء بهذه الرذيلة. (1)

الابتعاد عن الكبر:

إحدى طرق الابتعاد عن الكبر أن نطلب من الله أن لا يرفعنا في الناس درجة إلّا أنزلنا مثلها عند أنفسنا، وأن لا يحدث لنا عزّاً ظاهراً إلّا أحدث بقدره ذلّة باطنة عند أنفسنا. (2)

كرم الله

1 . إنّ الله جواد، ويتّصف جوده بمنتهى العطاء والإحسان والكرم. (3)

2. إنّ الله في منتهى الكرم بحيث تتحقق آمال وأمنيات العباد دون أن تصل إلى نهاية الجود الإلهي، وتمتلىء أوعية طلبات العباد بفيض الجود الإلهي دون أن يقل في خزائن العطاء الإلهي قيد أنملة. (4)

ص: 300


1- «اللّهم ... لا تبتليني بالكبر». [دعاء 20]
2- «اللّهم ... لا ترفعني في الناس درجة إلّا حططتني عند نفسي مثلها، ولا تحدث لي عزّاً ظاهراً إلّا أحدثت لي ذلّة باطنة عند نفسي بقدرها». [دعاء 20]
3- «جواد ما أوسعك». [دعاء 47]
4- «انصرفت الآمال دون مدى كرمك بالحاجات، وامتلأت بفيض جودكأوعيةالطلبات،وتفسخت دون بلوغ نعتك الصفات». [دعاء 46]

3 . إنّ الكرم الإلهي هو الذي يقتضي اهتمام الباري تعالى بإصلاح أمورنا، وإبعادنا عن الأمور السلبية . (1)

4. فتح الله أبواب فضله لجميع الراغبين، وأباح جوده وكرمه وعطاءه الجميع السائلين. (2)

5 . بسط الله يده بالخيرات، وكرمه تعالى عام للجميع، وخيراته منتشرة للمستحق وغير المستحق. (3)

6 . إنّ الله هو الملجأ الحقيقي الوحيد الذي يستحق الاتكال على جوده وكرمه. (4)

7 . إنّ الله كريم؛ إن سأله العباد أعطاهم، وإن لم يسألوه ابتدأهم بالعطاء من دون طلب أو استحقاق، ولا يوصف الله بالبخل أبداً. (5)

8 . يجود الله على من لا يستحقون الجود، ولو شاء أن يمنعهم من لمنعهم، لكنه تعالى يتفضّل عليهم ويرزقهم من عطائه دون استحقاقهم لذلك. (6)

9. إنّنا نتوسل إلى الله دائماً ليتفضّل علينا بعطائه وكرمه وسخائه، وذريعتنا في هذا المجال أنّه تعالى لا تنقص خزائنه كثرة العطاء والكرم والسخط . (7)

ص: 301


1- «اللّهم ... أصلحني بكرمك». [دعاء 20]
2- «بابك مفتوح للراغبين وجودك مباح للسائلين». [دعاء 46]
3- «سبحانك بسطت بالخيرات يدك». [دعاء 47]
4- «إلهي ... على جودك وكرمك أتكل». [دعاء 52] ،«أنت ... الجواد بما سئلت من فضلك». [ دعاء 45]
5- «ولقد سُئلت فأعطيت، ولم تسأل فابتدأت واستميح فضلك فما أكديت». [دعاء 49]
6- «اللّهم ... تجود على من لو شئت منعته ... [وهو ] أهل منك للمنع، غير أنّك بنيت أفعالك على التفضّل». [دعاء 45]
7- «اللّهم إنّي أستوهبك - يا إلهي - ما لا ينقصك بذله». [دعاء 39]

10 . لا يندم الله إزاء عطائه وكرمه أبداً؛ لأنّه تعالى لا يبتغي من عطائه أيّ عوض، ليندم إذا لم يحصل على ذلك العوض . (1)

11 . الإحسان الإلهي أفضل دليل على أنّه تعالى واسع كريم . (2)

12 . إنّ الله كريم، ولهذا لا يكافئ عبده ما يساوي عمله، بل يعطي بالحسنة عشر أمثالها، ويعطي بالشكر زيادة، ويعطي إزاء القليل الكثير . (3)

الكيد والمكر الإلهي

1. يتعامل الله معاملة أهل الكيد والمكر مع من يستحقون ذلك، وعلينا التحرّز لئلا نكون ممن يكيد الله عليهم ويمكر بهم، بل ينبغي أن نكون ممن ينصرنا الله ويكيد ويمكر لنا ضد أعدائنا .(4)

2. يتعامل البعض مع التعاليم الإلهية من منطلق المكر فيخدعون بذلك أنفسهم، وهذا ما يجعل الباري عزّ وجل أن يمكر بهم ويتركهم في طغيانهم يعمهون. (5)

اللسان

صيانة اللسان :

ما يلزم إبعاد اللسان منه:

ص: 302


1- «اللّهم ... يا من لا يندم على العطاء». [دعاء 45]
2- «إحسانك دلّني». [دعاء 13]
3- «اللّهم ... يا من لا يكافئ عبده على السواء». [دعاء 45]
4- «كد لنا ولا تكد علينا، وامكر لنا ولا تمكر بنا، وأدل لنا ولا تُدِل منّا [ أي : اجعل النص والغلبة لنا على عدوّنا، ولا تجعل النصر والغلبة لأعدائنا علينا]». [دعاء 5]
5- «ولا تمكر بي فيمن تمكر به». [دعاء 47]

1 . استعمال ألفاظ الفحش .

2. الإكثار من الكلام فيما لا ينبغي.

3. شتم أعراض الناس.

4. الشهادة بالباطل.

5 . اغتياب المؤمنين.

6 . سبّ المؤمنين. (1)

استخدام اللسان:

ما يلزم الإكثار من استخدام اللسان فيه:

1 . النطق بالحمد لله.

2. الثناء على الله .

3. تمجيد وتقديس الله.

4. شكر نعم الله .

5. الاعتراف بإحسان الله .

6 . إحصاء منن الله. (2)

7. النطق بالهدى. (3)

8. النطق بحمد الله وشكره وذكره والثناء عليه . (4)

اللطف الإلهي

اشارة

1 . إنّ الله في منتهى اللطف والرأفة. (5)

2 . إنّ الله تعالى ألطافاً ورحمة عامة تشمل جميع العباد، وله تعالى ألطاف ورحمة

ص: 303


1- «... وما أجرى على لساني من لفظة فحش أو هجر أو شتم عرض أو شهادة باطل أو اغتياب مؤمن غائب أو سب حاضر وما شابه ذلك». [دعاء 20]
2- «... نطقاً بالحمد لك، وإغراقاً في الثناء عليك، وذهاباً في تمجيدك، وشكراً لنعمتك، واعترافاً بإحسانك، وإحصاء لمننك». [دعاء 20]
3- «اللّهم وأنطقني بالهدى». [دعاء 20]
4- «وأنطق بحمدك وشكرك وذكرك وحسن الثناء عليك لساني». [دعاء 23]
5- «سبحانك من لطيف ما ألطفك، ورؤوف ما أرأفك». [دعاء 47]

خاصة يحصل عليها البعض دون البعض، ومن سبل الحصول عليها هو «الدعاء». (1)

3. إنّ الله لطفاً وعناية خاصة للصالحين. (2)

الليل والنهار

1 . إنّ الله خلق الليل والنهار بقوّته، وميّز بينهما بقدرته، وجعل لكل واحد منهما حداً محدوداً وأمداً ممدوداً، يولج كلّ واحد منهما في صاحبه، ويولج صاحبه فيه» .(3)

2. يشق الله ظلمة الليل ويخرج منها ضياء النهار، فيأتي الفجر معلناً عن بدء يوم جديد لنتوجّه إلى طلب الرزق وفق نظام الأسباب الذي أرشدنا الله إليه. (4)

3.جعل الله تعاقب الليل والنهار ليستفيد منها الإنسان لتوفير غذائه ومستلزماته الحياتية.(5)

فائدة النهار :

1. جعل الله النهار مضيئاً ليكون هذا الضوء وسيلة يبصر بها الإنسان ما

ص: 304


1- «اللّهم ... أفرشني مهاد كرامتك، وأوردني مشارع رحمتك». [دعاء 41]
2- وكن لي كما تكون للصالحين». [دعاء 47]
3- دعاء 6 .
4- «اللهم فلك الحمد على ما فلقت لنا من الإصباح ، ومتعتنا به من ضوء النهار، وبصّرتنا من مطالب الأقوات». [دعاء 6]
5- «خلق الليل والنهار... بتقدير منه للعباد، فيما يغذوهم به [أي: يطعمهم به ] وينشئهم [أي: يربّيهم] عليه». [دعاء 6]

حوله فيكون أقدر على صيانة نفسه من الآفات والأضرار المتوجّهة إليه، والاحتراز من الوقوع في الشرور التي قد يقع فيها ليلاً نتيجة عدم رؤيتها في الظلام.(1)

2. يتوجّه فيه الإنسان عن طريق التمسك بالأسباب التي أودعها الله في الحياة لطلب الرزق الإلهي والعمل في سبيل الله ونيل المكاسب الدنيوية والأخروية. (2)

فائدة الليل :

خلق الله الليل ليلتجئ فيه الإنسان إلى السكون والاستقرار، وليدفع عن نفسه التعب الحاصل من الجهود التي بذلها خلال النهار، ليحصل في ظلّ هدوء الليل عن طريق الاستراحة والاستمتاع والنوم على المزيد من الحيوية والنشاط والقوة. (3)

المال

تقييم الآخرين على ضوء المال:

لا يعدّ «المال» وسيلة لتقييم الآخرين، ومن الخطأ:

ص: 305


1- «متّعتنا به من ضوء النهار ... ووقيتنا فيه من طوارق الآفات». [دعاء 6]
2- «خلق لهم النهار مبصراً [ أي : منيراً مضيئاً ] ليبتغوا فيه من فضله، وليتسببوا إلى رزقه، ويسرحوا في أرضه، طلباً لما فيه نيل العاجل من دنياهم، ودرك الآجل في أخراهم». [دعاء 7]
3- «خلق لهم الليل ليسكنوا فيه من حركات التعب ونهضات [أي: ما يقوم بها الإنسان فيتبعه ] النصب [أي: التعب ] ، وجعله لباساً ليلبسوا من راحته ومنامه، فيكون ذلك لهم جماماً [أي: راحة ونشاطاً] وقوّة، ولينالوا به لذة وشهوة». [دعاء 6]

أن نعتبر «الفقر» خسة وذلّة.

وأن نعتبر «الغنى» شرف وعزّة.

بل الشريف من شرّفته طاعة الله والعزيز من أعزّته عبادة الله .(1)

الاستخدام الخاطئ للمال:

يُستخدم المال بصورة خاطئة، من قبيل الإسراف، التبذير، البخل والإفراط في جمعه. ويُستخدم المال بصورة صحيحة، من قبيل : العطاء، الكرم، الاقتصاد والانفاق في سبيل الله.

وعلينا الدعاء من الله ليلهمنا بفضله حسن التقدير، ويمنعنا بلطفه عن التبذير، ويجعل رزقنا من الطريق الحلال، ويجعل ما ننفقه محصوراً في وجه الخير . (2)

الدعاء لطلب المال:

المال والثروة وسيلة يمكن استخدامها للخير، ولهذا يحقّ لنا الدعاء من الله ليرزقنا الكثير من المال والثروة . (3)

الاختبار الإلهي للعباد بالمال:

يختبر الله العباد بالمال ليرى هل يدفعهم ذلك إلى الغرور أو العجب أو الظلم

ص: 306


1- «اللّهم ... اعصمني من أن أظنّ بذي عدم خساسة أو أظن بصاحب ثروة فضلاً، فإنّ الشريف من شرّفته طاعتك، والعزيز من أعزّته عبادتك». [دعاء 35]
2- «اللّهم ... احجبني عن السرف والازدياد، وقوّمني بالبذل والاقتصاد، وعلّمني حسن التقدير، واقبضني بلطفك عن التبذير، وأجر من أسباب الحلال أرزاقي، ووجه في أبواب البر إنفاقي». [دعاء 30]
3- «اللّهم ... متّعنا بثروة لا تنفد [أي: لا تنقطع ولا تزول]». [دعاء 35]

أو الطغيان.

وهذا ما يحتّم علينا - إضافة إلى بذل المساعي في ساحة تهذيب النفس - الدعاء من الله ليبعد عنّا من المال ما يوجب لنا التلبّس بهذه الرذائل . (1)

الاقتصاد في المعيشة:

يحتاج الإنسان في حياته إلى مراعاة الاقتصاد في أموره المعاشية، والالتزام بحالة الاعتدال، والاجتناب من حالة الإفراط والتفريط في صرفه للمال. (2)

مالکیة الله

نماذج من ممتلكات الله :

1 . السماء وما فيها من كائنات:

ألف. ساكنة، كالنجوم الثابتة. ب. متحرّكة، كالكواكب السيّارة.

ج. مقيمة، كالملائكة المقيمين في أماكنهم.

د. غير مقيمة، كالملائكة غير المقيمين لاستلزام نزولهم بين الحين والآخر إلى الأرض.

2. الأرض وما فيها من كائنات:

ألف. ساكنة، كالجبال والأحجار. ب. متحرّكة، كالحيوانات والحشرات.

ج. مقيمة، كالأشجار والكائنات الحيّة المتواجدة في مكان واحد.

د. غير مقيمة كالمياة الجارية والكائنات الحيّة المهاجرة بين الحين والآخر.

ص: 307


1- «اللّهم ... ازو عنّي من المال ما يحدث لي مخيلة [أي: غروراً وعجباً] أو تأدياً إلى بغي أو ما أتعقب منه طغياناً». [دعاء 30]
2- «اللّهم ... متّعني بالاقتصاد». [دعاء 20]

3 . الجو والفضاء بين السماء والأرض، وما فيه من الأمور المعروفة والواضحة كالسحاب، وما فيه من أمور مخفية ومستترة.

4. تحت الثرى وما في جوف الأرض من أمور مختبئة ومستترة علينا.

وكلّ ممتلكات الله خاضعة لسلطانه تعالى وهيمنته ومشيئته وإذنه وتدبيره وقضائه وقدره. (1)

محبّة الله

1 . ينبغي أن تكون رغبتنا إلى الله فوق رغبة الراغبين. (2)

2 . يستطيع الإنسان أن يحصل على محبة الله والشوق إليه عن طريق الدعاء والسؤال منه تعالى ليهب له ذلك . (3)

3. يستصعب الإنسان - بعض الأحيان - صرف حبّه وشوقه نحو الله على الرغم من بذله المساعي في هذا الصعيد، فيكون موقفه الصحيح في هذا المقام الاستعانة بالله ليجعل هواه متوجّهاً إليه تعالى لا لشيء آخر.(4)

مساعدة الآخرين

1 . إنّ الله يحب لنا أن نكون سبباً لإيصال الخير والإحسان للآخرين.(5)

ص: 308


1- «أصبحنا وأصبحت الأشياء كلّها بجملتها لك سماؤها وأرضها، وما بثثت في كلّ واحد منهما ساكنة ومتحرّكة ، ومقيمة وشاخصة، وما علا في الهواء وما كَنّ [ أي : استتر] تحت الثرى [أي: التراب]...». [دعاء 6]
2- «واجعل رغبتي إليك فوق رغبة الراغبين». [دعاء 47]
3- «اللّهم ... امنن عليّ بشوق إليك». [دعاء 21]
4- «اللّهم ... اجعل هواي عندك». [دعاء 22]
5- «اللّهم ... أجر للناس على يدي الخير». [دعاء 20]

2 . ينبغي علينا أن لا نفسد عطاءنا للآخرين بالمنّ عليهم، ومثال ذلك: أن نعيرهم بما تفضّلنا عليهم أو نذكّرهم بصورة مزعجة ومتكرّرة بما أحسنّا عليهم. (1)

المطر

الغيوم المباركة:

إنّ الغيوم المحمّلة بالغيث والتي يسوقها الله لتنشر أمطارها الغزيرة على نباتات الأرض في جميع النواحي مظهر من مظاهر الرحمة الإلهية؛ لأنّها تمدّ الخلائق بالحياة وتصونهم من الجدب والقحط. (2)

إحياء الأرض بالمطر:

إحياء الأرض نتيجة هطول الأمطار وبلوغ النباتات مرحلة البهجة والنضارة ونضج الثمار مظهر من مظاهر نعم الله على عباده . (3)

دور الملائكة في هطول الأمطار:

يحضر الملائكة الكرام هطول الأمطار على الأرض؛ لأنّهم موكّلون من قبل الله في إنزال المطر من السحاب إلى الأرض. (4)

ص: 309


1- «اللّهم ... أجر للناس على يدي الخير، ولا تمحقه بالمن». [دعاء 20]
2- «اللّهم أسقنا الغيث، وانشر علينا رحمتك بغيثك المغدق [أي : الغزير] من السحاب المنساق [أي: المرسل] لنبات أرضك المونق [أي: الجميل] في جميع الآفاق». [دعاء 19]
3- «اللّهم ... امنن على عبادك بإيناع الثمرة [ أي : تمام نضجها ]، وأحي بلادك ببلوغ الزهرة». [دعاء 19]
4- «وأشهد ملائكتك الكرام السفرة بسقي ...». [دعاء 19]

الرعد والبرق

الرعد والبرق آيتان من آيات الله وعونان من أعوان الله، يتسارعان إلى طاعته تعالى برحمة نافعة أو نقمة ضارّة. (1)

مطر الخير ومطر السوء:

ينقسم المطر إلى مطر خير ورحمة ومطر سوء ونقمة.

وعلينا أن نسأل الله ليرسل علينا مطر الرحمة ويقينا من مطر النقمة.

وأن يجعل مطر السوء للمشركين والملحدين. (2)

الأمطار النافعة والضارة:

من الأمطار ما هو نافع ومنها ما هو ضار، ونحن ندعو الله أن يمن علينا دائماً بالأمطار النافعة التي تكون وافرة ودائمية وواسعة السيلان والتدفّق والانهار وعظيمة القطر، بحيث:

1 . يحيي الله بها ما مات.

2. يردّ بها ما فات.

3. يخرج بها ما آت.

ص: 310


1- «اللهم إنّ هذين آيتان من آياتك، وهذين عونان من أعوانك يبتدران طاعتك برحمة نافعة أو نقمة ضارة». [دعاء 36]
2- «اللّهم ... فلا تمطرنا بهما مطر السوء، ولا تلبسنا بها لباس البلاء. اللّهم صلّ على محمّد وآله، وأنزل علينا نفع هذه السحائب وبركتها ، واصرف عنّا أذاها ومضرتها، ولا تصبنا فيها بآفة، ولا ترسل على معايشنا عاهة. اللهم وإن كنت بعثتها نقمة، وأرسلتها سخطة، فإنّا نستجيرك من غضبك، ونبتهل إليك في سؤال عفوك ، فمل بالغضب إلى المشركين، وأدر رحى نقمتك على الملحدين». [دعاء 36]

4. يوسّع بها الأقوات. (1)

الدعاء لطلب المطر:

1 . نسأل الله أن لا يجعل نزول الأمطار سبباً لإيذائنا أو حرماننا من خيرها وبركاتها أو سبباً في إفساد زرعنا والإضرار بثمارها. (2)

2 . عندما تعاني مناطقنا من الجدب بسبب انقطاع المطر، فسيكون اندفاعنا لطلب المطر من الله أكثر . (3)

3. عندما نعاني من قلّة المطر، فإننا سنعيش حالة الاستياء والغضب، وق--د يشغلنا هذا الحرمان بطلب الرزق من غير الله ، ولهذا ندعو الله أن يرزقنا المطر ليخرج وحر صدورنا برزقه هذا ولا يشغلنا عنه بغيره. (4)

ونسأل الله أن تأتينا هذه الأمطار عبر سحب متراكمة ومقرونة بالرعد والبرق، وأن تكون هذه الأمطار هنيئة ولا يتبعها تعب أو نصب، ولا تكون كثيرة تبلغ حدّ الإفراط أو قليلة تبلغ حدّ التفريط، بل تكون متعادلة ذات عواقب حسنة ومحمودة.

وتكون هذه السحب نافعة للعشب والنبات، ومؤدية إلى خصوبة الأراضي

ص: 311


1- «اللّهم ... امنن على عبادك ... بسقي منك نافع، دائم غزره، واسع درره [أي : سيلانه]، وابل [أي: مطر عظيم القطر] سريع عاجل تحيي به ما قد مات، وترد به ما قد فات، وتخرج به ما هو آت، وتوسّع به في الأقوات». [دعاء 19]
2- «اللّهم ... لا تجعل صوبه [ أي نزول المطر] علينا رجوماً [أي: شديداً مؤذياً، والمرجوم جمع رجم وهو ما يرجم به ويطرد]، ولا تجعل ماءه علينا أجاجاً [أي : مالحاً]». [دعاء 19]
3- «اللّهم هب محل بلادنا بسقياك». [دعاء 36]
4- «اللّهم أخرج وحر صدورنا برزقك، ولا تشغلنا عنك بغيرك». [دعاء 36]

بحيث تنعش النباتات المتنكسة نتيجة العطش وتجبر النباتات الذابلة والمنكسرة. (1)

ثُم تجري مياه هذه السحب على الأرض، وتخلق روابي صغيرة صالحة للزراعة ولرعي الأغنام، وتملأ الآبار العميقة، وتملأ الأنهار فيتدفّق منها الماء نتيجة كثرة الأمطار، فيؤدّي ذلك إلى ازدهار الأشجار وانخفاض الأسعار في جمیع الأقطار والبلدان، فيتبعه الانتعاش للبهائم والخلق، ويتبعه سدّ فقرهم وزوال احتياجاتهم، ويتسع نطاق انتفاعهم من طيّبات الرزق، فينمو الزرع ويكثر اللبن في الضروع فيزيدنا ذلك قوّة إلى قوّتنا . (2)

المطر والرياح:

إنّ من الرياح المقارنة لنزول الأمطار ما هو نافع، ومنها ما هو ضار.

وعلينا أن نسأل الله أن يقينا من الرياح شديدة الحرّ ومن الرياح شديدة البرد والمشؤومة. (3)

ص: 312


1- «سحاباً متراكماً هنيئاً مريئاً طبقاً مجلجلاً [ أي: يسمع منه صوت الرعد المرتفع]، غير ملث [أي: غير دائم ولا مقيم ] ودقه، ولا خلب برقه [أي: ليس برقه خالياً من المطر].اللّهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريعاً ممرعاً [ أي خصيباً محصباً ] عريضاً واسعاً غزيراً، تردّ به النهيض [أي: النبات المنتكسة قامته من العطش ] وتجبر به المهيض [ أي : المكسور]». [دعاء 19]
2- «اللّهم اسقنا سقياً تسيل منه الظراب [أي: الروابي الصغيرة]، وتملأ منه الجباب [أي: الآبار العميقة]، وتفجّر به الأنهار، وتنبت به الأشجار، وترخص به الأسعار في جميع الأمصار، وتنعش به البهائم والخلق، وتكمّل لنا به طیبات الرزق وتنبت لنا به الزرع، وتدرّ به الضرع، وتزيدنا به قوّة إلى قوتنا». [دعاء 19]
3- «اللّهم لا تجعل ظلّه [أي: الظل من السحاب] علينا سموماً، ولا تجعل برده علينا حسوماً [ أي: نحساً ومشؤوماً]». [دعاء 19]

المعاد

اشارة

إلى الله المصير .(1)

الدنيا مزرعة الآخرة:

الهدف الأساسي الذي ينبغي أن نبتغيه في حياتنا هو الفوز في المعاد ونيل السلامة عند مراقبة أعمالنا من قبل الكرام الكاتبين. (2)

الحساب الدقيق في المعاد:

لا تخفى على الله خافية في الأرض ولا في السماء إلا أتى بها يوم القيامة، وكفى بالله جازياً وكفى به حسيباً. (3)

أهوال المعاد:

إنّ للمعاد أهوالاً وعقبات كؤود، ولهذا علينا السؤال والتضرّع من الله ليهب لنا أمن هذا اليوم العسير. (4)

موقفنا الصحيح من المعاد:

1 . ينبغي أن نعيش في خصوص المعاد بين حالتي الخوف والرجاء، الخوف

ص: 313


1- «اللّهم ... إليك المصير». [دعاء 36]
2- «اللّهم ... ارزقني فوز المعاد وسلامة المرصاد». [دعاء 20]
3- «وأنت لا تخفى عليك خافية في الأرض ولا في السماء إلّا أتيت بها، وكفى بك جازياً وكفى بك حسيباً». [دعاء 50]
4- «اللّهم ... هب لي أمن يوم المعاد». [دعاء 20]

من الوقوف بين يد الله للحساب والشوق إلى لقاء الله والقرب منه . (1)

2 . ينبغي الهيبة من وعيد الله والحذر من إنذاره. (2)

الانتصاف في القيامة:

إنّ الطريقة في الحساب الإلهي للمظالم بين العباد في يوم القيامة عبارة عن:

أخذ حسنات الظالم وإضافتها إلى حسنات المظلوم.

أو أخذ سيّئات المظلوم وإضافتها إلى سيّئات الظالم. (3)

الهالكون يوم القيامة:

1. المستخفّين بما أوعد الله.

2. المتعرّضين لمقت الله .

3. المنحرفين عن سبيل الله . (4)

معرفة الله

اشارة

1 . إنّ الله يعرّف نفسه للعباد . (5)

ص: 314


1- «وأخفني مقامك وشوقني لقاءك». [دعاء 47]
2- «اجعل هيبتي في وعيدك، وحذري من إعذارك وإنذارك». [دعاء 47]
3- «... حتّى لا يبقى عليّ شيء منه تريد أن تقاصني به [ أي: تعاملني بالقصاص] من حسناتي أو تضاعف به من سيّئاتي يوم ألقاك يا ربّ». [دعاء 22]
4- «ولا تمحقني فيمن تمحق من المستخفين بما أو عدت، ولا تهلكني مع من تهلك من المتعرضين لمقتك، ولا تُتبّرني :[ أي تهلكني ] فيمن تُتّبر من المنحرفين عن سبلك». [دعاء 47]
5- «الحمد لله على ما عرفنا من نفسه». [دعاء 1]

2. لا يستطيع العقل أن يمثل الله ويصوّره بحيث يكون الله موجوداً في الواقع الخارجي بتلك الصورة.(1)

3 . الأوهام قاصرة عن تصوّر ذات الله.

والعقول عاجزة عن إدراك كيفية الله.

والأبصار غير قادرة على معرفة مكان الله . (2)

العمل بربوبية الله:

1. يفتح الله لعباده بعض أبواب العلم بربوبيته. (3)

2. الإخلاص لله في توحيده يدلّ الإنسان على ربوبية الله تعالى. (4)

مكارم الأخلاق

اشارة

كمال التحلّي بمكارم الأخلاق دوام طاعة الله ولزوم الجماعة المتبعة للحق ورفض أهل البدع وأصحاب الآراء المستحدثة المخالفة للدين والشرع المبين. (5)

حلية الصالحين وزينة المتّقين:

بسط العدل، كظم الغيظ، إخماد العداوة، لم الشمل، الشفقة، إصلاح ذات

ص: 315


1- «أنت الذي ... لم تمثل فتكون موجوداً». [دعاء 47]
2- «أنت الذي قصرت الأوهام عن ذاتيتك، وعجزت الأفهام عن كيفيتك، ولم تدرك الأبصار موضع أينيتك». [دعاء 47]
3- «فتح [ أي: الله ] لنا من أبواب العلم بربوبيته». [دعاء 1]
4- دلّنا عليه [أي: دلّنا الله على ربوبيته ] من الإخلاص له في توحيده». [دعاء 1]
5- «اللّهم ... حلّني بحلية الصالحين، وألبسني زينة المتقين ... وأكمل ذلك لي بدوام الطاعة، ولزوم الجماعة، ورفض أهل البدع ومستعملي الرأي المخترع». [دعاء 20]

البين، نشر المعروف، إخفاء العيوب، سلاسة الطبع، التواضع وحسن السلوك والسيرة، الوقار والرزانة، طيب المعاشرة ، السبق إلى الفضيلة، الإيثار والتضحية، ترك تعيير الآخرين، التفضّل والإحسان ابتداءً . (1)

الملائكة

خصائص الملائكة:

1.( لَا يَعْصُونَ الله مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [التحريم: 6](2)

2. لا يملّون من الاستمرار في تنفيذ جميع ما يناط بهم من واجبات، ولا يصيبهم في أداء وظائفهم الوهن والتعب الشديد والتوقّف بعد النشاط والمثابرة. (3)

3. لا تشغلهم عن تسبيح الله الشهوات . (4)

4. لا يمنعهم عن تعظيم الله السهو أو النسيان أو الغفلة. (5)

ص: 316


1- «اللهم ... حلّني بحلية الصالحين، وألبسني زينة المتقين في بسط العدل، وكظم الغيظ، وإطفاء النائرة [ أي : إخماد العداوة بين الناس ]، وضمّ أهل الفرقة، وإصلاح ذات البين، وإفشاء العارفة [ أي: نشر المعروف]، وستر العائبة [ أي : إخفاء الأمر المعيب]، ولين العريكة [أي: سلاسة الطبع وهدوء الطبيعة]، وخفض الجناح [أي : التواضع]، وحسن السيرة، وسكون الريح [أي: الوقار والرزانة]، وطيب المخالفة [أي: الاختلاط مع الناس ومعايشتهم]، والسبق إلى الفضيلة، وإيثار التفضّل، وترك التعيير، والإفضال على غير المستحق». [دعاء 20]
2- دعاء 3.
3- «لا تدخلهم سأمة من دؤوب، ولا إعياء من لغوب [ أي تعب شديد] ولا فتور». [دعاء 3]
4- «لا تشغلهم عن تسبيحك الشهوات». [دعاء 3]
5- «لا يقطعهم عن تعظيمك سهو الغفلات». [دعاء 3]

5 . رؤوسهم دائماً مطأطأة، وأبصارهم خاشعة إجلالاً لعظمة الله عزّوجل، ولا يرفعون طرفهم أبداً، ولا يصدون النظر إلى الله قط. (1)

6 . يعيشون دائماً حالة الرغبة في اكتساب نعم الله عزّ وجل. (2)

7. يعيشون دائماً حالة الولع والتلهّف إلى ذكر نعم الله تعالى.(3)

8. يعيشون دائماً حالة التواضع إزاء عظمة الله وجلال كبريائه. (4)

9. عندما ينظرون إلى جهنّم تزفر على أهل المعاصي وتحيطهم بلهيبها الذي لا يطاق، يقولون :«سبحانك ما عبدناك حق عبادتك». (5)

10 . أغناهم الله عن الطعام والشراب، وجعل لهم البديل عن ذلك تقديسهم له تعالى، فاكتفوا بذلك عن الأكل والشرب . (6)

مسكن الملائكة:

أسكن الله الملائكة في مختلف أنحاء الكون، منها:

1 . السماوات . (7)

2 . بطون أطباق السماوات . (8)

3 . أطراف السماوات، وذلك حين نزول الأمر بقيام الساعة. (9)

ص: 317


1- «الخشّع الأبصار فلا يرومون النظر إليك، النواكس الأذقان». [دعاء 3]
2- «طالت رغبتهم فيما لديك». [دعاء 3]
3- «المستهترون بذكر آلائك». [دعاء 3]
4- «المتواضعون دون عظمتك وجلال كبريائك». [دعاء 3]
5- «يقولون إذا نظروا إلى جهنّم تزفر على أهل معصيتك سبحانك ما عبدناك حق عبادتك». [ دعاء 3]
6- «أغنيتهم عن الطعام والشراب بتقديسك». [دعاء 3]
7- «سکان سماواتك». [دعاء 3]
8- «أسكنتهم بطون أطباق سماواتك». [دعاء 3]
9- «الذين على أرجائها إذا نزل الأمر بتمام وعدك». [دعاء 3]

4. الهواء.

5 . الأرض.

6. الماء (1)

7. العوالم الأخرى. (2)

أصناف الملائكة:

1 . الملائكة الروحانيين . (3)

2. أهل الزلفة عند الله . (4)

3 . حمّال الغيب إلى رسل الله . (5)

4 . المؤتمنون على وحي الله.(6)

5 . قبائل الملائكة .

الملائكة على شكل مجموعات اختارهم الله لنفسه، وخصّص لكلّ مجموعة وظيفة معيّنة . (7)

6. خزّان المطر.

يتولّى هؤلاء حفظ وتعاهد مياه الأمطار . (8)

زواجر السحاب.

ص: 318


1- «سكّان الهواء والأرض والماء». [دعاء 3]
2- «ومن منهم على الخلق [أي: بعض الملائكة مشرفون على عالم الخلق من العوالم الأخرى]». [ دعاء 3]
3- «الروحانيين من ملائكتك». [دعاء 3]
4- «أهل الزلفة عندك». [دعاء 3]
5- حمال الغيب إلى رسلك». [دعاء 3]
6- «المؤتمنين على وحيك». [دعاء 3]، «أهل الأمانة على رسالاتك». [دعاء 3]
7- «قبائل الملائكة الذين اختصصتهم لنفسك». [دعاء 3]
8- خزان المطر». [دعاء 3]

يسوق هؤلاء الملائكة السحاب من مكان إلى آخر ، ويمنعون تشتّت بعضها من غير أمر الله ، ويظهر هذا السوق على شكل صوت دوي السحاب عند مسيره في السماء، وعلى شكل صوت الرعد والصواعق ذات الشرارة الحارقة. (1)

7 . مشيعي الثلج والبرد والمطر.

وظيفة هؤلاء الملائكة الهبوط مع الثلج والبرد والمطر إذا نزل. (2)

8. القوَّام على خزائن الرياح.

مهمّة هؤلاء الملائكة أنهم قيمون على مصادر وموارد الرياح وموكّلون بها.(3)

9. الموكّلون بالجبال.

يقوم هؤلاء الملائكة بتثبيت الجبال في مواضعها، والحفاظ على تماسكها لئلا تزول.(4)

10. المحصون.

مهمّة هؤلاء عملية العدّ والإحصاء، وقد عرّفهم الله - على سبيل المثال - وزن المياه بالمثاقيل، وكيل ما تحويه الأمطار الغزيرة المتلاطمة والمتراكمة. (5)

11. رسل البلاء والرخاء. وظيفة هؤلاء الملائكة أنّهم يهبطون من السماء إلى أهل الأرض بمکروه ما

ص: 319


1- «زواجر السحاب، والذي بصوت زجره يُسمع زجل الرعود ، وإذا سبحت به حفيفة [أي: دوي] السحاب التمعت صواعق البروق». [دعاء 3]
2- «مشيّعي الثلج والبرد والهابطين مع قطر المطر إذا نزل». [دعاء 3]
3- «القوّام على خزائن الرياح». [دعاء 3]
4- «الموكّلين بالجبال فلا تزول». [دعاء 3]
5- «الذين عرّفتهم مثاقيل المياه ، وكيل ما تحويه لواعج الأمطار وعوالجها». [دعاء 3]

ينزل من البلاء ومحبوب الرخاء. (1)

12 . «السفرة الكرام البررة». [دعاء 3].

وهم الملائكة الموكلون بالسفر، أي: الكتاب الذي تدوّن فيه أعمال العبد.

13 . «الحفظة الكرام الكاتبين». [دعاء 3]

وهم الملائكة الذين يكتبون أعمال الإنسان في صحيفة أعماله.

تنبيه: إنّ الطاعات والأعمال الحسنة التي نقوم بها تسرّ هؤلاء الملائكة، وترفع رؤوسنا عندهم.

وإنّ المعاصي والأعمال السيّئة التي نرتكبها تسيء هؤلاء الملائكة، وتخزينا عندهم. (2)

14 .«ملك الموت وأعوانه». [دعاء 3]

مهمّة هؤلاء الملائكة انتزاع الروح من جسد الإنسان عند بلوغ أجله.

15 . «منكر ونكير». [دعاء 3]

ملكان يقصدان روح الميّت ليلة دفنه ليسألاه عن معتقداته وأصول دينه.

16 . «رومان فتان القبور». [دعاء]

ملك يأتي قبل منكر ونكير على الميت في قبره فيسأله عن حسناته وسيئاته.

17 . الطائفين بالبيت المعمور». [دعاء 3]

ص: 320


1- «رسلك من الملائكة إلى أهل الأرض بمكروه ما ينزل من البلاء، ومحبوب الرخاء». [دعاء 3]
2- «اللّهم يسر على الكرام الكاتبين مؤنتنا [أي: ثقلنا، وكأنّ المعاصي والسيّئات تشق عليهم وتؤذيهم، واملأ لنا من حسناتنا صحائفنا، ولا تخزنا عندهم بسوء أعمالنا». [دعاء 6 ]، «فيا سوأتاه مما أحصاه عليّ كتابك». [دعاء 50]

والبيت المعمور واقع في السماء بحيال الكعبة، تعمره الملائكة بالطواف مثل الكعبة.

18 .«مالك والخزنة». [دعاء 3]

مالك مَلَك موكّل على ملائكة الجحيم في تنفيذ أمر الله بعقوبة أعدائه، والخزنة (خزنة جهنّم) ملائكة متولّون أمر جهنّم وما أعد فيها من وسائل العذاب للمجرمين والعتاة.

19. «رضوان وسدنة الجنان». [دعاء 3]

رضوان مَلَكَ متولي رئاسة خدم الجنّة، وسدنة الجنّة هم خدمتها.

وهؤلاء الملائكة هم الذين يستقبلون أهل الجنّة، ويقولون لهم: (سَلامٌ عَلَيْكُم بمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ). [الرعد: 24]

2. الزبانية.

وهم ملائكة العذاب في جهنّم (الزبن هو الدفع، فكأن صفة الزبانية هي العنف والشدّة بلا رحمة).

وهؤلاء الملائكة هم الذين إذا قيل لهم : (خُذُوهُ فَغْلُوهُ) [أي: شدّوه في الأغلال] *ثُمَّ الجُحِيمَ صَلُّوهُ [ أي: أدخلوه]) [الحاقة: 31] ، عاجلوه مسرعين ولم يمهلوه. (1)

تنبية: أصناف الملائكة كثيرة جدّاً، وتوجد أصناف لا يعلمهم إلّا الله تعالى. (2)

ص: 321


1- «الزبانية الذين إذا قيل لهم: (خُذُوهُ فَغُلُوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ)، ابتدروه سراعاً ولمينظروه». [دعاء 3]
2- «... ومن أوهمنا [أي: من الملائكة ] ذكره، ولم نعلم مكانه منك، وبأيّ أمر وكّلته». [دعاء 3]

أبرز الملائكة:

جبرئيل: ملك من ملائكة الله المقربين، وهو الموكّل بإبلاغ الرسالات الإلهية، والأمين على وحي الله، وهو المطاع في أهل السماوات، وصاحب المكانة والمنزلة الرفيعة عند الله عزّوجل. (1)

الروح : مَلَك متولّي الإشراف بأمر الله على ملائكة الحُجُب. (2)

ميكائيل: مَلَك له جاه وشرف عظيم ومكانة رفيعة عند الله نتيجة التزامه لطاعته الله عزّ وجل. (3)

إسرافيل : مَلَك موكّل من قبل الله بإعلان وقت القيامة، وله صور، أي: بوق كبير، فإذا أذن الله عزّ وجل له أن يعلن يوم القيامة نفخ في ص-وره، فيقوم أه-ل القبور من مضاجعهم ويبعثون للحساب. (4)

الملائكة في يوم القيامة:

إنّ للملائكة يوم القيامة ولا سيّما عندما تأتي كل نفس معها سائق(5) وشهيد(6) دوراً مهماً يفرض علينا ادّخار ما ينفعنا لذلك الموقف، ومن هذه

ص: 322


1- «جبريل الأمين على وحي-ك، المطاع في أهل سماواتك، المكين لديك، المقرب عندك». [دعاء 3]
2- «والروح الذي هو على ملائكة الحجب والروح الذي هو من أمرك». [دعاء 3]
3- «ميكائيل، ذو الجاه عندك، والمكان الرفيع من طاعتك». [دعاء 3]
4- «إسرافيل صاحب الصور، الشاخص [أي: المتطلّع ببصره ] الذي ينتظر منك الإذن، وحلول الأمر، فينبه بالنفخة صرعى رهائن القبور». [دعاء 3]
5- السائق هو الملك الذي يسوق النفس إلى حساب المحشر.
6- الشهيد هو الملك ( وغيره) الذين يشهدون يوم القيامة على كلّ نفس بما عملته.

الإعدادات أن نطلب من الله في حياتنا أن يصلّي على الملائكة في ذلك الموقف.(1)

أثر صلواتنا على الملائكة:

1 . «تزيدهم كرامة على كرامتهم». [دعاء 3]

2. «تزيدهم طهارة على طهارتهم». [دعاء 3]، أي: تزيدهم نزاهة عن المعاصي والذنوب.

ملك الله

خصائص مُلك الله:

1 . لا تنتهي مدّة ملك الله . (2)

2 . إنّ لملك الله علواً يعجز العباد عن إدراك نهايته؛ لأنّه تعالى صاحب الملك اللامتناهي، بل يعجز العباد حتّى عن وصف أقل ما انفرد الله بملكه. (3)

الموت

كلّ نفس ذائقة الموت:

قضى الله على جميع خلقه بالموت، سواء كان هؤلاء من الموحّدين أم كانوا من الكافرين، وقال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمُوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ). [العنكبوت 57](4)

ص: 323


1- اللّهم «صل عليهم [أي: على الملائكة ] يوم تأتي كلّ نفس معها سائق وشهيد». [دعاء 3]
2- «لا تنتهي مدة ملكه». [دعاء 5]
3- «اللّهم ... استعلى ملكك علواً سقطت الأشياء دون بلوغ أمده، ولا يبلغ أدنى ما استأثرت به من ذلك أقصى نعت الناعتين». [دعاء 32]
4- «سبحانك قضيت على جميع خلقك الموت من وحّدك ومن كفر بك، وكلّ ذائق الموت، وكلّ صائر إليك». [دعاء 52]

الأجل:

يحدّد الله لكلّ إنسان في حياته وقتاً معيّناً لأجله ومنتهى عمره.(1)

دنو الأجل:

يدنو الإنسان إلى أجله بمقدار المدّة الزمنية التي يجتازها في الحياة الدنيا، فانقضاء يوم واحد في حياة الإنسان يعني دنوه بمقدار يوم واحد من أجله المحدّد له . (2)

الموت مرحلة انتقالية:

الموت مرحلة انتقالية من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة.

والزاد الوحيد الذي ينفعنا بعد الموت هو العمل الصالح، وبه يكون الموت لنا أمراً نستأنس به ونشتاق إليه ونحب الدنو منه، ونكون سعداء عند لقائه، وبهذا نأمل أن يكون لنا الموت باباً من أبواب المغفرة الإلهية ومفتاحاً من مفاتيح رحمته تعالى. (3)

سكرات الموت:

نواجه عند الموت صعوبات سكرات الموت و آلام سوق الروح وانتزاعها من

ص: 324


1- «ضرب له في الحياة أجلاً موقوتاً». [دعاء 1]
2- «نصب له :[ أي : لكلّ واحد من خلقه ] أمداً محدوداً، يتخطّى إليه بأيام عمره». [دعاء 1]
3- «اللّهم ... اجعل لنا من صالح الأعمال عملاً نستبطئ معه المصير إليك، ونحرص له على وشك اللحاق بك، حتّى يكون الموت مأنسنا الذي نأنس به ومألفنا الذي نشتاق إليه، وحامتنا [أي: خاصتنا من الأهل والأقارب] التي نحب الدنو منها، فإذا أوردته علينا وأنزلته بنا، فأسعدنا به زائراً، و آنسنا به قادماً ولا تشقنا بضيافته ولا تخزنا بزيارته، واجعله باباً من أبواب مغفرتك، ومفتاحاً من مفاتيح رحمتك». [دعاء 40]

أبداننا وشدّة أنفاسنا التي تعلو وتهبط إذا بلغت الروح إلى عظام صدورنا، فنلتمس العافية فلا نجدها، وملك الموت القادم من عالم الغيب يقوم بانتزاع روحنا، فنشعر من أعماق وجودنا بالوحدة والغربة والوحشة، فنتجرع كأس الموت الذي لا يستسيغه من ذاقه أبداً، فتتقطع أمعاؤنا وينتهى أمر حياتنا الدنيوية، وننطلق نحو الآخرة، ونغدو رهينة أعمالنا، وتكون القبور مأوانا ومستقرنا ودار إقامتنا إلى يوم القيامة.(1)

ذكر الموت:

ذكر الموت يقصّر الأمل . (2)

كراهة الموت:

كراهة الموت لا تؤدّي إلى طول العمر. (3)

البشرى الإلهية للمؤمنين عند الموت:

إنّ (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * هُمُ الْبُشْرَى فِي الحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ) [ يونس : 63 - 64] ، تأتيهم البشرى في الدنيا قبل الآخرة بأنّهم في أمان من سخط الله وغضبه.

ص: 325


1- وهوّن بالقرآن عند الموت على أنفسنا كرب السياق [أي شدّة نزع الروح]، وجهد الأنين، وترادف الحشارج إذا بلغت النفوس التراقي وقيل : من راق؟ وتجلّى ملك الموت لقبضها من حجب الغيوب، ورماها عن قوس المنايا بأسهم وحشة الفراق، وذاف لها من زعاف الموت کأساً مسمومة المذاق، ودنا منّا إلى الآخرة رحيل وانطلاق، وصارت الأعمال قلائد في ألأعناق ،وكانت القبور هي المأوى إلى ميقات يوم المأوى إلى ميقات يوم التلاق». [دعاء 42]
2- «اكفنا طول الأمل ... وانصب الموت بين أيدينا نصباً». [دعاء 40]
3- «ولا يعمَّر في الدنيا من كره لقاءك». [دعاء 52]

وتتحقّق هذه البشرى بصور مختلفة، كالرؤيا الصادقة أو الإحساس القلبي أو ... بحيث يطمئن هؤلاء بها وتكون عندهم واضحة ويقينية.

وهذا ما لا يصعب على الله ؛ لأنّه لا يثقل عليه كثرة العطاء ولا يشق عليه الكرم الواسع، بل هو أهل الفضل والكرم والإحسان، وإذا شاء الله شيئاً وأراد تحققه فإنّه تعالى على كلّ شيء قدير. (1)

نصر الله

إذا أراد الله بإرادته التكوينية نصر أحد العباد ، فلن يضرّ هذا العبد خذلان الخاذلين أبداً، وعلينا السعي للدخول في دائرة من يشملهم النصر الإلهي، ومن هذا السعي أن نلوذ بعزّة الله وعظمته وسلطانه من شرّ وأذى الناس.(2)

نعم الله

اشارة

لا يصيبنا خيراً إلّا من الله، ولا يصرف عنّا سوءاً قط غير الله . (3)

خصائص نعم الله:

1 بيّنة وواضحة بصورة جليّة .(4)

ص: 326


1- «إلهي ... اكتب لي أماناً من سخطك، وبشرني بذلك في العاجل دون الآجل بشرى أعرفها، وعرّفني فيه علامة أتبينّها ، إنّ ذلك لا يضيق عليك في وسعك، ولا يتكأدك في قدرتك، ولا يتصعّدك في أناتك، ولا يؤودك في جزيل هباتك التي دلّت عليها آياتك، إنّك تفعل ما تشاء، وتحكم ما تريد، إنك على كلّ شيء قدير». [دعاء 16]
2- «اللّهم إنّك من واليت لم يضرره خذلان الخاذلين ... فصلّ على محمد وآله، وامنعنا بعزّك من عبادك». [دعاء 5]
3- «فانّي لم أصب خيراً قط إلا منك، ولم يصرف عنّي سوءاً قط أحد غيرك». [دعاء 48]
4- «تظاهرت آلاؤه [وقيل : «الآلاء» هي النعم الباطنة، و النعماء» هي النعم الظاهرة]». [دعاء 1]

2 . أكثر من أن تعدّ وتحصى بأسرها. (1)

3. يمنح الله نعمه للعباد من دون مقابل، ولا يطلب إزاء إحسانه ثمناً كما يفعل العباد في تعاطي الإحسان المحدود فيما بينهم. (2)

4 . لا يكدّر الله نعمه وعطاياه بالامتنان والتذكير بها بهدف إيذاء العبد . (3)

الحصول على النعم:

ينبغي أن يكون رجاؤنا في الحصول على النعم بالله ومن الله وحده لا شريك له.(4)

دوام النعم:

1. قد يتمتّع الإنسان بالنعم الإلهية، ولكن كمال هذه النعم ثبوتها ودوامها وعدم انقطاعها وبقاؤها متّصلة في خير وعافية. (5)

2. ينبغي أن نطلب من الله استدامة النعم علينا وإبقائها من دون انقطاع. (6)

الانتفاع الصحيح من النعم:

ينبغي أن نعيش حالة الحذر لئلا نجعل النعم الإلهية وسيلة لمعصية الله، فتكون هذه النعم وسيلة لهلاكنا بدل أن تكون وسيلة لنجاتنا . (7)

ص: 327


1- «نعمتك أكثر من أن تحصى بأسرها». [دعاء 46]
2- «يا من لا يبيع نعمه بالأثمان». [دعاء 13]
3- «يا من لا يكدر عطاياه بالامتنان». [دعاء 13]
4- «... لا أرى نعمه ... إلّا رجوت ... ذلك بك ومنك وحدك لا شريك لك». [دعاء 22]
5- «وتمم سبوغ نعمتك عليّ، وظاهر كراماتها لدي». [دعاء 47]
6- «واشفع لي :[ أي اضمم لي كناية عن تداوم النعمة وعدم انقطاعها] أوائل مننك بأواخرها، وقديم فوائدك بحوادثها». [دعاء 47]
7- «ولا تهلكني بما أسديته إليك». [دعاء 47]

أبرز نعم الله علينا:

1 . خلقنا بصورة سوية، وربّانا منذ الصغر، ورزقنا ما فيه الكفاف لنا . (1)

2. وفّر لنا ما نتغذّى به من طعام وشراب بحيث لا تخلو نشأتنا دائماً من توالي نعم الله واتصال فضله وإحسانه . (2)

3. أولدنا في بيئة طيّبة ، فسهّل علينا أمر الهداية لدينه، ووفّقنا لأداء حقّه، ودفعنا نحو الاعتصام بحبله، وأدخلنا في حزبه، وأرشدنا إلى موالاة أوليائه ومعاداة أعدائه. (3)

4. يجيب دعاءنا ولا سيّما عند شدة احتياجنا إليه . (4)

5 . يغفر لنا بعد ارتكابنا للذنوب والمعاصي . (5)

6 . يأخذ لنا من الأعداء بظلامتنا. (6)

التقصير إزاء نعم الله:

نعم الله لا تعدّ ولا تحصى، ولكننا نقابل هذه النعم دائماً بالتقصير والتضييع، وهذا ما يحتمّ علينا أن نشهد أمام الساحة الإلهية بهذا التقصير والتضييع، ونخطو

ص: 328


1- «اللّهم إنّك خلقتني سوياً، وربّيتني صغيراً، ورزقتني مكفياً». [دعاء 50]
2- «اللّهم ... أغذني بنعمتك». [دعاء 20]
3- «اللّهم وأنا عبدك الذي أنعمت عليه قبل خلقك له وبعد خلقك إياه، فجعلته ممن هديته لدينك، ووفّقته لحقّك، وعصمته بحبلك، وأدخلته في حزبك، وأرشدته لموالاة أوليائك ومعاداة أعدائك». [دعاء 47]
4- «إلهي ... أنت الذي أجبت عند الاضطرار دعوتي». [دعاء 51]
5- «وأقلت عند العثار زلّتي». [دعاء 51]
6- «وأخذت لي من الأعداء بظلامتي». [دعاء 51]

في الواقع العملي ما يدفع عنّا هذه الرذيلة، ويقرّبنا إلى بذل غاية جهدنا لأداء حقّ الله في هذا المجال. (1)

3شكر النعم:

ينبغي بمقدار ازدياد النعم الإلهية علينا أن نزداد شعوراً بالخجل؛ لعدم تمكّننا من أداء الشكر الحقيقي الله إزاء هذه النعم . (2)

إلفات الله أنظارنا إلى نعمه وتوفيقه إيَّانا على شكره بحد ذاته نعمة تستحق الشكر . (3)

سلب النعم:

لا يبتلينا الله بسلب النعم عنّا إلّا أن نفعل ما يؤدّي إلى ذلك. (4)

النية

إنّ للنية درجات مختلفة في الحسن والقبح وينبغي علينا السعي الدائم لرفع مستوى نوايانا، لتكون - بتوفيق ولطف الله - أحسن النيّات . (5)

ص: 329


1- «هذا مقام من اعترف بسبوغ النعم، وقابلها بالتقصير، وشهد على نفسه بالتضييع». [دعاء 49]
2- «ولا تمنحني بما لا طاقة لي به فتبهظني مما تحملنيه من فضل محبّتك». [دعاء 47]، «فقد اصطنعت عندي ما يعجز عنه شكري». [دعاء 51]
3- «فلك الحمد على ... إلهامك الشكر على الإحسان والإنعام». [دعاء 32]
4- «يا من لا يغيّر النعمة». [دعاء 46]
5- «اللّهم ... انته بنيتي إلى أحسن النيّات .... اللّهم وفّر بلطفك نيّتي». [دعاء 20]

الهداية

اشارة

1 . الهداية كلّها من عند الله . (1)

2. يحتاج الإنسان في حياته إلى نور يمشي به في الناس، ويهتدي به في الظلمات، ويستضيء به ويصون به نفسه من الشك والشبهات. (2)

3. لا تتحقّق هداية الله للعباد إلّا عن طريق الأدلّة والبراهين والحجج التي تزيل ظلام الجهل بنورها الذي تستمده من الله تعالى . (3)

الهداية من الله:

1 . إنّ الله هو الملجأ الذي ينبغي أن نتوجّه إليه ليمنن علينا بالرشاد قبل الضلال، وليرشدنا إلى طريق الخير ولا يضلّنا بعد الهداية. (4)

2 . إنّ الله هو الملجأ الحقيقي لنا عندما تتعدّد أمامنا السبل ونعجز عن معرفة السبيل الصحيح .(5)

3. ينبغي أن نسأل الله التوفيق ليوجّهنا نحو مطلوب الخير والهداية للأسباب؛ لأنّ الله أهدى من رغب إليه . (6)

ص: 330


1- «عرفت الهداية من عندك». [دعاء 47]
2- «اللّهم ... هب لي نوراً أمشي به في الناس، وأهتدي به في الظلمات، وأستضيء به من الشك والشبهات». [دعاء 22]
3- «إنّما يهتدي المهتدون بنور وجهك، فصلّ على محمّد وآله واهدنا». [دعاء 5]
4- «اللّهم ... امنن علي ... قبل الضلال بالرشاد». [دعاء 20] «اللّهم ... ولا أضلن وقد أمكنتك هدايتي». [دعاء 20]
5- «يا كهفي حين تعييني المذاهب». [دعاء 51]
6- «اللّهم ... وفّقني يا أهدى من رغب إليه». [دعاء 24]

4. علينا أن نسأل الله أن يهدينا للتي هي أقوم وأكثر سداداً وصواباً عنده عزّ وجل. (1)

5 . إنّ الهداية بيد الله، وعلينا المسألة من الله ليمنحنا بهدى صالح لا نحيد عنه أبداً، وأن يرشدنا إلى طريق الحق ، ويثبت أقدامنا عليه بحيث لا تزيغ أقدامنا بعد هذا التثبيت - عن سبيل الحقّ ،قط، ويمنحنا نيّة رشد لا نشك فيها أبداً. (2)

هداية الله إرشادية:

1 . إنّ الهداية الإلهية للعباد إرشادية، والإنسان مختار في الاستجابة لهذه الهداية أو الإعراض عنها. (3)

2 . إنّ الله يعظ العباد ويزجرهم عن المعاصي بمختلف الطرق، فإن استجابوا لهذا الوعظ لانت قلوبهم، وإن لم يستجيبوا قست قلوبهم. (4)

من آثار الهداية الإلهية:

من آثار الهداية الإلهية العلم؛ لأنّ الهداية ملازمة للحكمة، والهداية تتبعها نفاذ البصيرة للتمييز بين الحقّ والباطل واختيار سبيل النجاة، وهذه البصيرة أساس العلم. (5)

ص: 331


1- «اهدني للتي هي أقوم». [دعاء 14]
2- «اللهم ... متّعني بهدى صالح لا أستبدل به، وطريقة حقّ لا أزيغ عنها، ونيّة رشد لا أشك فيها». [دعاء 20]
3- «إلهي هديتني فلهوت». [دعاء 49]
4- «إلهي ... وعظت فقسوت». [دعاء 49]
5- «اهدنا إليك ... ومن تهده يعلم». [دعاء 5]

قدرة الله علی الهدایة:

إذا أراد الله بإرادته التكوينية أن يهدي أحد العباد فلن يستطيع المضلّين من إغوائه أبداً،

وعلينا السعي للدخول في دائرة من تشملهم الهداية الإلهية، ومن يسلك بهم الله سبيل الحق بإرشاده. (1)

الإضلال الإلهي:

إذا شاء الله إضلال شخص عقاباً لما ارتكبه، فلا ناصر لهذا الشخص إلّا الله، ولهذا ينبغي على هذا الشخص الإنابة إلى الله، ليساعده الباري عزّوجل، ويعينه ليتحرّر من الوحدة التي هو فيها نتيجة ارتكابه للذنوب والخطايا . (2)

الهم

من آثار الهم:

يشغل الإنسان عن أداء فرائضه الدينية بالصورة المطلوبة والمداومة على النوافل والمستحبات. (3)

التوجّه إلى الله عند تراكم الهموم:

1 . إذا أحيط المرء بكثرة الهموم، ولم يتمكّن من تخليص نفسه منها، فأفضل

ص: 332


1- «اللّهم إنّك ... من هديت لم يغوه إضلال المضلين، فصلّ على محمّد وآله ... واسلك بنا سبيل الحقّ بإرشادك». [دعاء 5]
2- «اللّهم ... من يساعدني وأنت أفردتني؟». [دعاء 21]
3- لا تشغلني بالاهتمام [أي : بالهم] عن تعاهد فروضك [ أي: رعاية فرائضك وإصلاح عيوبها ونواقصها] واستعمال سنّتك». [دعاء 7]

حلّ له في هذا الصعيد هو الالتجاء إلى الله وطلب المساعدة منه . (1)

2. إنّ الله القادر على إحياء الموتى قادر أيضاً على كشف الهم والغم عنّا، فإذا كنّا نعاني من الهم والغم فالدعاء أفضل وسيلة للتخلّص منها. (2)

3. إذا ابتلي الإنسان بأمر يغمّه، فعليه أن يدعو الله بالفرج، ويطلب من الله أن لا يميته مغموماً أو مهموماً، بل يطلب منه تعالى أن يذيقه طعم العافية الدائمة إلى آخر أيام حياته . (3)

أفضل هم:

ينبغي أن لا يكون للإنسان هم سوى نيل مرضاة الله عزّوجل. (4)

الهوى

الأهواء تحفّز صاحبها على الانحدار في أودية الضلال.(5)

الورع

1. نحتاج عند الورع والاجتناب عن المحرّمات سلوك سبيل الاعتدال لئلا

ص: 333


1- «أشكو إليك يا إلهي ... كثرة همومي» . [ دعاء 51]، يا فارج الهم وكاشف الغم ... افرج همي واكشف غمّي.» [دعاء 54]
2- «وهب لنا يا إلهي من لدنك فرجاً بالقدرة التي بها تحيي أموات العباد، وبها تنشر ميت البلاد». [دعاء 48]
3- «ولا تهلكني يا إلهي غماً حتّى تستجيب لي، وتعرّفني الإجابة في دعائي، وأذقني طعم العافية إلى منتهى أجلي». [دعاء 48 ]
4- «واجعل ... همّي مستفرغاً لما هو لك». [دعاء 47]
5- «وهواي أرداني». [دعاء 52]

ينتهي بنا المطاف إلى الوقوع في الإفراط والتفريط . (1)

2. قد نستصعب الالتزام بالورع اعتماداً على قدرتنا وقابلياتنا، فيكون موقفنا الصحيح في هذا المقام الاستعانة بالله ليمنحنا الورع ويساعدنا في الكفّ عن المحرّمات . (2)

وظائفنا

أهم وظائفنا الدينية الفردية والاجتماعية:

1. «استعمال الخير».

2. «هجران الشر».

3. شكر النعم».

4. اتباع السنن».

5 . «مجانبة البدع».

6 . «الأمر بالمعروف».

7. «النهي عن المنكر».

8 . «حفظ الإسلام وحراسته».

9. «انتقاص الباطل وإذلاله».

10. «نصرة الحق وإعزازه».

11 . إرشاد الضال.

13 مساعدة المضطر» (3)

12. «معاونة الضعيف».

اليأس

اشارة

ألیأس يدفع صاحبه إلى القنوط من رحمة الله .(4)

ص: 334


1- «اللّهم ... ارزقني ... ورعاً في إجمال». [دعاء 20]
2- «اللّهم ... ورّعني عن المحارم». [دعاء 22]
3- انظر : دعاء 6 .
4- «ولا تؤيسني من الأمل فيك فيغلب علي القنوط من رحمتك». [دعاء 47]

ما يصوننا من اليأس:

1. الرحمة الإلهية :

قال تعالى: (يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ). [الزمر: 1453](1)

2. العفو الإلهي:

أملنا بالعفو الإلهي هو الذي يقينا من الوقوع في حالة اليأس والقنوط. (2)

اليقظة

يحتاج كلّ واحد منّا بين الحين والآخر إلى منبّهات تيقظه من نومة الغافلين ونومة المسرفين ونومة المطرودين من ساحة القرب الإلهي.(3)

الیقین

التحلّي باليقين:

ينبغي أن نتحلّى باليقين، ونزيل عن أنفسنا في طريق الحقّ كل شك وشبهة

ص: 335


1- «اللّهم إنّي وجدت فيما أنزلت من كتابك ، وبشّرت به عبادك، أن قلت: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً) [الزمر 53]، وقد تقدّم منّي ما قد علمت وما أنت أعلم به مني، فيا سوأتا على ما أحصاه عليّ كتابك». [دعاء 50 ]
2- «فلولا المواقف التي أؤمل من عفوك الذي شمل كلّ شيء لألقيت بيدي». [دعاء 50]
3- ونبهني من رقدة الغافلين وسنّة المسرفين ونعسة المخذولين». [دعاء 47]

دينية لتكون حركتنا في هذا الطريق بأقدام ثابتة وعزائم راسخة.(1)

مراتب اليقين:

إنّ لليقين مراتب، وينبغي علينا السعي الدائم لرفع مستوى يقيننا نحو الأفضل، والاستعانة بالله ليصحح - بتوفيقه وتسديده - يقيننا ويجعله أفضل اليقين . (2)

ينبغي أن يكون يقيننا كيقين المؤمنين المتوكّلين على الله . (3)

اليوم الجديد

اشارة

يمثّل كلّ «يوم جديد فرصة متاحة أمامنا لارتقاء مستوى قربنا من الله تعالى، وسيشهد هذا اليوم «لنا » أو « علينا» في ساحة المحشر بما قمنا فيه.

وموقف اليوم الجديد منّا بعد الانتهاء:

1 . إن أحسنا ودعنا بحمد وثناء.

2. إن أسأنا فارقنا بذم واستياء .(4)

وظيفتنا إزاء اليوم الجديد :

1 . حسن مصاحبته عن طريق عمل الحسنات فيه.

2 . الاجتناب من سوء مفارقته عن طريق اجتناب عمل السيّئات فيه.

ص: 336


1- وأزل عنّي كلّ شك وشبهة، واجعل لي في الحق طريقاً من كلّ رحمة». [دعاء 47]
2- «اللّهم ... اجعل يقيني أفضل اليقين ... وصحّح بما عندك يقيني». [دعاء 20]
3- «اللّهم ... أسألك ... يقين المتوكّلين عليك، وتوكّل المؤمنين عليك». [دعاء 54]
4- «وهذا يوم حادث جديد، وهو علينا شاهد عتيد [أي: حاضر ]، إن أحسنّا ودّعنا بحمّد، وإن أسأنا فارقنا بذم». [دعاء 6]

وبهذا يحصل الإنسان من الله على الثناء والشكر والأجر والذخر والفضل والإحسان. (1)

3 . ينبغي لنا أن نخصّص بعض أوقات يومنا للأمور التالية:

أولاً: الأعمال التي تجسّد شكرنا الله تعالى.

ثانياً : خدمة العباد وقضاء حوائجهم.

وينبغي أن نقوم بهذه الأعمال بصدق وإخلاص بحيث يشهد لنا الملائكة على ذلك. (2)

4. ينبغي على كلّ واحد منا أن يسعى ليكون - بعد انتهاء كلّ يوم - أفضل شخص في صعيد:

ألف. إحراز رضا الله.

ب. أداء شكر الله.

ج. الالتزام بشرائع الله.

د. الاجتناب من نواهي الله .(3)

ص: 337


1- «ارزقنا حسن مصاحبته، واعصمنا من سوء مفارقته بارتكاب جريرة أو اقتراف صغيرة أو كبيرة، وأجزل لنا فيه من الحسنات، وأخلنا فيه من السيّئات واملأ لنا ما بين طرفيه حمداً وشكراً وأجراً وذخراً وفضلاً وإحساناً». [دعاء 6]
2- «اللّهم اجعل لنا في كلّ ساعة من ساعاته حظاً . من عبادك، ونصيباً من شكرك، وشاهد صدق من ملائكتك». [دعاء 6]
3- «اجعلنا من أرضى من مرّ عليه الليل والنهار من جملة خلقك، أشكرهم لما أوليت [أي: أعطيت ووهبت] من نعمك وأقومهم [أي أكثر هم استقامة] بما شرعت من شرائعك، وأوقفهم عمّا حذّرت من نهيك». [دعاء 6]

5- ينبغي أن يكون سلوكنا وتصرّفاتنا خلال اليوم الذي نعيش فيه بصورة نجد بعد انقضائه أنّه أسعد يوم عهدناه، وأفضل يوم صاحبناه، وأكثر يوم حصلنا فيه على الخير والبركة(1).

5- ينبغي أن يكون سلوكنا وتصرّفاتنا خلال اليوم الذي نعيش فيه بصورة نجد بعد انقضائه أنّه أسعد يوم عهدناه، وأفضل يوم صاحبناه، وأكثر يوم حصلنا فيه على الخير والبركة. (2)

يوم الجمعة ويوم عيد الأضحى

اشارة

1 . يوم مبارك . (3)

2. يجتمع فيه المسلمون. (4)

3. ينظر الله فيه في حوائج العباد.(5)

4. لا يخيّب الله فيه رجاء سائليه .(6)

وأفضل حالة يعيشها الإنسان مع الله في يوم الأضحى هي حالة السؤالوالطلب والرغبة والرهبة . (7)

ص: 338


1- «اجعله أيمن يوم عهدناه، وأفضل صاحب صحبناه، وخير وقت ظللنا فيه». [دعاء 6]
2- «اجعله أيمن يوم عهدناه ، وأفضل صاحب صحبناه، وخير وقت ظللنا فيه». [دعاء 6]
3- «اللّهم هذا يوم مبارك ميمون». [دعاء 48]
4- «والمسلمون فيه مجتمعون في أقطار أرضك». [دعاء 48]
5- «وأنت الناظر في حوائجهم». [دعاء 48]
6- «ولا تخيب اليوم ذلك من رجائي». [دعاء 48]
7- «يشهد السائل منهم والطالب والراغب والراهب». [دعاء 48]

أهم أعمال یوم الجمعة ويوم عيد الأضحى:

1 . التهيؤ والاستعداد وإعداد الزاد والراحلة للتوجّه نحو الله رجاء نيل عفوه وعطائه وإحسانه .(1)

2. الاستعاذة بالله من غضبه . (2)

3. الاستجارة بالله من سخطه. (3)

4. مسألة الله الأمن من عذابه. (4)

5. طلب الهداية والنصرة والرحمة والرزق والاستعانة والاستغفار والاستعصام من الله . (5)

6 . إعلان التوبة إلى الله والتصريح بعدم العودة لشيء يكرهه الله تعالى (6)

ص: 339


1- «اللّهم من تهيّأ وتعبّاً وأعدّ واستعد لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده ونوافله وطلب نيله وجائزته، فإليك يا مولاي كانت اليوم تهيئتي وإعدادي واستعدادي رجاء عفوك ورفدك وطلب نيلك وجائزتك». [دعاء 48]
2- «أعوذ بك اللّهم اليوم من غضبك، فصلّ على محمد وآله وأعذني». [دعاء 48]
3- «... وأستجير بك من سخطك، فصلّ على محمد وآله وأجرني». [دعاء 48]
4- «وأسألك أمناً من عذابك، فصلّ على محمد وآله وآمني». [دعاء 48]
5- «وأستهديك ، فصلّ على محمّد وآله واهدني وأستنصرك ، فصلّ على محمد وآله وانصرني، وأسترحمك، فصلّ على محمّد وآله ،وارحمني وأستكفيك ، فصلّ على محمد وآله واكفني، وأسترزقك، فصلّ على محمّد وآله وارزقني وأستعينك، فصلّ على محمّد وآله وأعني وأستغفرك لما سلف من ذنوبي، فصلّ على محمّد وآله واغفر لي، وأستعصمك، فصلّ على محمّد وآله واعصمني». [دعاء 48]
6- «فإنّي لن أعود لشيء كرهته منّي إن شئت ذلك». [دعاء 48]

الفهرس التفصيلي

الفهرس الإجمالي ...5

المقدّمة ...13

إحسان الله...15

خصائص إحسان الله ...15

خصائص إحسان الله إلينا...16

سوء استفادة البعض من الإحسان الإلهي ...17

عوامل القرب من الإحسان الإلهي ...17

الإخلاص...17

إرادة الله ومشيئته...18

مراحل فعل الله ...18

إرادة الله التكوينية ...18

مشيئة الله ...19

الاستجارة بالله....19

ص: 340

الاستخارة...20

فوائد الاستخارة...20

الاستدراج...20

معنى الاستدراج...20

أكثر الناس ابتلاء بالاستدراج ...21

الاستعاذة بالله. ...21

أفضل ملجأ حقيقي للاستعاذة ...21

ثمرة الاستعاذة بالله ...21

اجتياز صعوبة الاستعاذة بالله . ...22

الاستعاذة بغير الله ...22

الاستعاذة بالله من الميول والرغبات ...22

الاستعاذة بالله من الرذائل...23

الاستعاذة بالله من الأفعال السيئة ...24

الاستعاذة بالله من البلاء ...26

الاستعاذة بالله من العذاب الأخروي....28

أهم موارد الاستعاذة بالله في خصوص العذاب الأخروي...29

الاستعاذة بالله من الشيطان...29

أهم موارد الاستعاذة بالله من الشيطان...29

الاستعاذة بالله لنا ولذريّتنا ...30

الاستعانة بالله ...31

موقف الله من المستعينين به ...31

ص: 341

ضرورة الاستعانة بالله ...31

ثمار الاستعانة بالله ...32

أضرار الاستعانة بغير الله ...32

الله عزّ وجل هو المعين الحقيقي...33

موارد الاستعانة بالله ...33

الاستغاثة بالله ...36

إعانة الله للمستغيثين...36

الإسراف ....36

الإسلام والمسلمون ...36

الإسلام....36

المسلمون...37

تفضّل الله على الأمة الإسلاميّة ...37

من خصائص الأمة الإسلاميّة....37

أفعال الإنسان....38

صلة أفعالنا بالله عزّوجل...38

الأفعال الحسنة ...38

الله عزّوجل...38

أسماء الله ...38

خصائص أسماء الله ...39

صفات الله ...39

معرفة صفات الله الحقيقية...39

ص: 342

قدرة الصفات على التعريف بالله ...39

دور الصفات في التعريف بالله ...40

صفات الله التنزيهية ...40

بعض صفات الله التنزيهية ...40

من صفات الله الواردة في الصحيفة السجادية...42

الأمل بالله ...47

الإنفاق...48

أهل البيت ...48

أبرز صفات أئمة أهل البيت علیهم السلام...48

مقامات أئمة أهل البيت علیهم السلام....49

وظائف أئمة أهل البيت علیهم السلام ...51

أئمّة أهل البيت علیهم السلام والقرآن...52

وظائفنا إزاء أئمة أهل البيت علیهم السلام...53

مظلومية أئمة أهل البيت علیهم السلام...53

لعن أعداء أئمة أهل البيت علیهم السلام...54

دعاؤنا لإمام زماننا...54

فضل شيعة أهل البيت علیهم السلام...55

أهل الثغور ...55

الأدعية المطلوبة من الله لحماة الثغور الإسلاميّة ...56

الأدعية التي نسألها من الله لأهل الثغور في حالة الحرب...58

الأدعية التي نسألها من الله ضدّ أعداء أهل الثغور ...59

ص: 343

هدف أهل الثغور من الجهاد ...62

دعم أهل الثغور ....62

أهمية العزم على الجهاد في سبيل الله...62

أوقات الفراغ....63

الابتعاد في أوقات الفراغ عن المحرّمات ...63

ملء أوقات الفراغ بالأعمال الحسنة ...63

الأولاد....64

تربية الأولاد...64

ما نأمله نحن الآباء من الله عن طريق أبنائنا ...65

طلب المزيد من الأولاد...66

الإيمان ...66

تثبيت الإيمان....66

أثر الإيمان على النفس ...66

أثر الإيمان في خصوص الرعاية الإلهية ...67

درجات الإيمان ...67

أهمیةبرّ الوالدين ....68

سبيل الاندفاع إلى برّ الوالدين ...68

وظائفنا إزاء والدينا ...69

6وظائفنا إزاء والدينا...69

موقفنا الصحيح إزاء إساءة والدينا إلينا...70

ص: 344

الدعاء للوالدين ...71

الوالدين والشفاعة...72

البركة....73

البصيرة ...73

البلاء ...73

لا يكون البلاء إلّا بإذن الله ...73

حسن وقبح البلاء ...74

البلاء خير فيما لو ...74

الموقف الصحيح إزاء البلاء...74

دفع الله البلاء عنّا...75

التفضّل الإلهي في دفع البلاء عنّا...75

عوامل دفع الله البلاء عنّا...75

الالتجاء إلى الله لدفع البلاء ...76

الدعاء لدفع البلاء.... 79

شكرنا الله إزاء دفعه البلاء عنا...80

التبليغ ....80

أهمية تبليغ وإرشاد الآخرين...80

التبليغ والإرشاد المطلوب...80

مكانة المبلّغين ..80

التسديد الإلهي...81

دواعي احتياج الإنسان إلى التسديد الإلهي ...81

ص: 345

من طرق التسديد الإلهي ...81

التعامل مع الآخرين...82

صيانة النفس من إيذاء الآخرين...82

الموقف الصحيح إزاء سوء تصرفات الآخرين معنا ...82

ومن هذا القبيل....82

ما نحتاجه عند هجوم الآخرين علينا...83

من مكارم الأخلاق في تعاملنا مع الآخرين ...84

العفو عمّن ظلمنا ...84

تطهير الصدور من الحقد...85

المنهجية الصحيحة للافتراق والاجتماع مع الآخرین...85

اجتناب التعرّض لفضل الكفّار ....85

دوافع حسن تعامل الآخرين معنا....86

التنقيص من مكانتنا الاجتماعية...86

تقوى الله ...86

أهمية تقوى الله ...87

التقوى والتسديد الإلهی...87

ثمار تقوى الله ...87

التكليف الإلهي ...88

التكليف بما يطاق ...88

تهذيب النفس ...89

طبيعة النفس البشرية غير المهذّبة ...89

ص: 346

الاستعانة بالله لتهذيب أنفسنا...89

التوبة...90

التوبة فرار إلى الله...91

من خصائص توبة أمّتنا...91

مجال التوبة...91

لزوم التوبة...92

الدوافع للتوبة...92

التوبة المفضّلة...94

التضرّع في التوبة...94

قبول التوبة ...94

فتح الله لأبواب التوبة نعمة تستحق الشكر ...95

دعوة الله العباد إلى التوبة ...95

أهم موارد التوبة...96

الاستعانة بالله في التوبة...97

الإنسان في مقام التوبة ...97

التوبة والندم ...99

آداب التوبة...100

تنبيهان....105

الحالات المطلوبة عند الإنابة ...106

الحالات القلبية والنفسية المطلوبة حين التوبة ...107

وبهذه الحالات يبادر التائب إلى ...108

ص: 347

طلب التوبة...108

الأقربون إلى الغفران الإلهى...109

نداء الله حين التوبة ...111

آثار التوبة ...111

كسر التوبة ...113

كمال التوبة ...113

شروط قبول التوبة الكاملة...113

موانع كسر التوبة...114

تجديد التوبة ...114

رغبة الله في دوام توبة العبد...115

التوبة وحسن العاقبة ...115

التوحيد والشرك والإلحاد...116

التوسّل...116

أهمية التوسّل ...116

أهم موارد التوسّل بها إلى الله تعالى...116

التوفيق الإلهي ...117

التوكل على الله ...117

التحلّي بصدق التوكبل...118

من آثار التوكّل على الله ...118

الثواب والعقاب ...118

الثواب ...118

ص: 348

التفضّل الإلهي في الثواب...118

الثواب ومضاعفة الحسنات ...120

الثواب إزاء الأعمال الصغيرة....121

موارد تفرّد الله في إثابة العبد ...121

من طرق الإثابة الإلهية....122

العقاب الإلهي. ...122

الفرار من العقاب الإلهي...122

فداحة العقاب الإلهي ...122

المعاقبة والاستهزاء والاحتقار...123

رجاء التخلّص من العقاب الإلهي....123

الذريعة لإنقاذ النفس من العقاب ...123

العقاب الإلهي والعدل الإلهي ...123

طلب المغفرة إزاء الذنوب السهوية...124

سبيل التخلّص من عذاب الاستئصال...125

دور النية في الثواب والعقاب ...125

الحار...126

الاستعانة بالله لأداء حقّ الجار ....126

بعض حقوق الجار ...126

الجنّة والنار ...128

الجنّة ...128

النار...128

ص: 349

خصائص نار جهنم ...129

ما في النار...130

العذاب في النار ...130

الاستعاذة بالله من النار ...130

الجهاد...130

الهدف من الجهاد...130

الجهاد الابتدائي ...131

الحجّة الإلهية ....131

سمات الحجّة الإلهية....132

الحسد ...132

من آثار الحسد...132

الموقف الصحيح كي لا نحسد...132

الاستعانة بالله کی لا نحسد ...132

أفضل سبيل لمواجهة الحاسدين...133

حسن العاقبة...133

ما نختم به أيامنا...135

حكمة الله ...135

معنى الآية ...135

حلم الله ...136

حمد الله ...139

لزوم حمد الله...139

ص: 350

لا يمكننا الحمد إلّا بتوفيق الله ...139

العجز عن القيام بالحمد الحقيقي...139

الحمد اليسير ...140

الثواب الإلهي إزاء حمدنا إياه...140

أهم موارد حمد الله ...140

خصائص الحمد المفضّل ...142

آثار حمدنا الله تعالى ...145

حملة عرش الله ...147

خصائص حملة عرش الله ...147

خشبة الله ...148

الخشية المطلوبة...148

ازدياد الخشية ...148

أثر خشية الله ...148

الخوف والرجاء...149

خلق الله الأشياء....149

أساس خلقة الأشياء....149

تفرّد الله بالخلق...150

حسن صنع الله...150

خلقة الإنسان ...150

خصائص خلقة الإنسان ...152

هدف خلقة الإنسان ....152

ص: 351

الدعاء ...153

الدعاء عبادة...154

الدعاء نعمة ...154

آدب الدعاء...155

أهم موارد الدعاء ...158

العوامل المحفّزة على الدعاء...159

التأخير في استجابة الدعاء ...160

التوجّه إلى غير الله بالدعاء...161

الدعاء للآخرين ...162

أثر الدعاء ...163

موارد لزوم الدعاء. ...164

استجابة الدعاء ...165

سرعة استجابة الدعاء ...167

عدم استجابة الدعاء....168

الدنيا ...170

الدعاء النافع....170

الدنيا متجر أولياء الله...170

حبّ الدنيا ...171

عند تعارض الدين والدنيا ...171

ذكر الله ...171

من آثار ذكرنا الله تعالى...172

ص: 352

نيل التوفيق لذكر الله . ...172

الذنوب...173

الآثار السلبية للذنوب...173

دوافع ارتكاب الذنوب...174

الاستعانة بنعم الله لارتكاب الذنوب...175

طبيعة الذنوب...176

موقف الشيطان إزاء ارتكابنا للذنوب....176

تغيير تعامل الله معنا عند ارتكابنا للذنوب...176

الاستعانة بالله للتخلّص من الذنوب....176

الرجاء من الله ...177

قطع الرجاء...178

رحمة الله...178

أشدّ حالات الاحتياج إلى الرحمة الإلهية ...179

الرزق ...179

أنواع الأرزاق ...180

الأرزاق بيد الله...180

العدل الإلهي في تقسيم الأرزاق...181

صيانة الرزق بالدعاء ...181

دور الدعاء في طلب الرزق...182

خصائص الرزق الإلهي ...183

البركة في الرزق ...183

ص: 353

الابتلاء في الرزق ...184

الشكر المطلق الله إزاء ما يرزقنا ...185

رسول الله ...185

صفات النبي محمّد صلی الله علیه وآله وسلم...185

جهود رسول الله صله في سبيل الله ....186

منزلة رسول الله صله عند الله ...188

شرفنا الله بمحمد صلی الله علیه وآۀه وسلم ...188

رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم و مقام الشفاعة...189

وظيفتنا إزاء الرسول صلی الله علیه وآله وسلم...189

وظيفنتا إزاء محمد وآل محمّد صلی الله علیه وآله وسلم ...189

أهم ما ندعو به لرسول الله صلی الله علیه وآله وسلم ...190

رضا الله ...190

الرفاه في العيش ...191

حسن وقبح الرفاه في العيش ...191

الزهد ...192

دوافع الزهد...192

أثر الزهد ...192

ستر الله ...192

الله ستّار العيوب ...192

الحكمة من ستر الله ...193

حمد الله إزاء ستره ...194

ص: 354

ستر الله لطف إلهي ...194

أهمية ستر الله ...194

حدود ستر الله ...194

ستر الله في الآخرة. ...195

الاعتراف بأسرارنا أمام الله...195

سوء أدبنا مع الله....196

سلطان الله ...196

سلطان الله وتخلّف العباد عن أوامره تعالى...197

العباد في ظلّ سلطان الله...198

الشفاعة ...198

شكر الله ...199

نيل توفيق الشكر ...199

الشكر والمعرفة ...199

بلوغ غاية الشكر ...200

شكر الله المفضّل ...200

شكر الله القليل ...200

تقصيرنا في الشكر الله ...200

آثار شكرنا الله...201

شكر الله للعباد...201

أهم موارد الشكر...201

شهر رمضان ...202

ص: 355

أوصاف شهر رمضان...202

تحديد وقت شهر رمضان...202

سمات شهر رمضان ...202

منزلة شهر رمضان ...207

وظيفتنا في شهر رمضان...207

الغاية من شهر رمضان ...209

خصائص شهر رمضان. ..210

أهم أعمال شهر رمضان...212

ما ينبغي الابتعاد عنه في شهر رمضان ...214

ليلة القدر في شهر رمضان....214

تودیع شهر رمضان ...215

عيد الفطر ...215

الشهرة ...216

الشيطان ...217

الشيطان رجيم...217

هدف الشيطان ...217

دور الشيطان في إغواء العباد...217

قدرة الشيطان ...218

الإنسان بين دعوة الله ودعوة الشيطان. ...218

الشيطان فتنة ....219

الاستعاذة بالله من الشيطان....219

ص: 356

التخطيط ضدّ الشيطان ...219

أفضل طريقة لطرد الشيطان ...219

الشيطان واستغلاله للفرص ...220

إغواء الشيطان للإنسان ...220

الأمور التي يؤكّد عليها الشيطان...220

أهم أساليب الشيطان لإغوائنا ...221

تبري الشيطان من الإنسان...222

اتّحاد المؤمنين ضدّ الشيطان. ...222

الاستعانة بالله للتخلّص من شر الشيطان ...223

آثار استعاذتنا بالله من الشيطان...223

طلب الصيانة من الشيطان لنا ولغيرنا...226

الصحابة والتابعين ...227

أجر الصحابة الأبرار ...227

سمات الصحابة الأبرار...227

أجر التابعين الأخيار...228

سمات التابعين الأخيار...228

الصحة والسقم...229

الصحّة والسقم نعمة ...229

فالصحة نعمة؛ لأننا فيها ...229

والسقم نعمة؛ لأنّه...230

الإنسان بين الصحّة والمرض ...230

ص: 357

السلامة ...231

طلب الصحّة من الله...231

السقم والتكفير عن الذنوب...231

الصدقة....232

صلاة الله على المؤمنين....232

أثر صلاة الله على المؤمنين...232

الصلاة على محمّد وآل محمّد...234

أثر الصلاة على محمّد وآل محمّد...234

أفضل صلواتنا على محمّد وآل محمّد...235

نماذج من النصوص الواردة في الصلاة على محمّد وآل محمّد ...235

طاعة الله ...238

الاهتمام بطاعة الله ...239

الأجواء المناسبة لطاعة الله ...239

التقصير في طاعة الله ...239

التنافس في طاعة الله ...240

أثر طاعة الله ...240

فرائض الله ...240

طول الأمل ...241

الآثار السلبية لطول الأمل ...241

تقصير الأمل...242

السبيل لتقصير الأمل...242

ص: 358

الظلم ...242

دوافع الظلم...242

الارتداع عن الظلم...243

إعانة الظالمين ...243

جزاء الظالمين بالاستدراج...243

صرف الله الظلم عن العباد ...244

المظلومون....245

العوض الإلهي للمظلوم ...245

نصرة الله للمظلوم...245

بث الشكوى إلى الله ...246

رضا المظلوم بقضاء الله ...246

العافية ...246

العافية نعمة ...246

طلب العافية ...247

عبادة الله ....248

العبادة واكتساب البصيرة ...249

من آفات العبادة...249

القوة على العبادة ...249

آثار عبادة الله ...249

اهتمام الله بالقليل من العبادة...250

العبرة ...250

ص: 359

العدل الإلهي...250

تنزيه الله عن الظلم ...250

العدل الإلهي في المعاد...251

العدل الإلهي والفضل الإلهي ...251

عدل الله في معاقبة المذنبين ...252

لا يُسأل الله عما يفعل ...252

العدو ...252

حفظ الله إيانا من شرور الأعداء....252

شرور الأعداء. ...254

بعض الشرور المتوجهة إلينا ممن يريد لنا السوء...254

دعاؤنا ضدّ العدو...254

ما نطلبه من الله إزاء من يريد لنا بسوء ...254

عرفة ...256

خصائص يوم عرفة ...256

العزّة. ...257

العزّة بيد الله ...257

العزّة الإلهية ...257

طلب العزّة من الله ...257

طلب العزّة من غير الله ...258

عزّة المؤمن ...258

العصمة الإلهية ...258

ص: 360

عظمة الله ...259

من خصائص عظمة الله ...260

العفو والغفران الإلهي ...260

طلب العفو من الله ...261

رغبة الله في العفو . ...262

دائرة العفو الإلهي...262

المقربون إلى عفو الل...263

عفو الله تفضّل ...264

توضیح ذلك...266

أثر العفو الإلهي ...266

علم الله ...266

عمر الإنسان...267

حسن وقبح العمر...267

العمل....268

مراقبة أعمالنا ...269

أعمالنا الصالحة والعون الإلهي ...269

كمال أعمالنا العبادية ...270

الاندفاع نحو الأعمال الصالحة...270

تقييم الإنسان لعمله ...270

حساب الأعمال...271

الغضب ...271

ص: 361

غضب الله...272

الغفلة ...272

غنى الله ...273

الله الغني ونحن الفقراء ...273

الله وإغناء العباد ...274

طلب الغنى من غير الله...274

غنى وفقر الإنسان....275

الغنى فتنة ...275

الإنسان بين الغنى والفقر ...276

طلب الغنى....276

الغنى والطغيان...277

الحذر من الغنى...277

التعامل الإلهي مع المترفين ...278

من سلبيات الفقر ...278

أفضل حالة مادية ...278

صحبة الفقراء ...278

الفقر إلى الله ...279

الغيب ...279

الفضائل ...279

نماذج من فضل الله ...280

قدرة الله ...281

ص: 362

قدرة الله وقدرة الإنسان...281

الاتكال على قوة الله ...282

القرآن ...283

خصائص القرآن ...283

أهم وظائفنا إزاء القرآن ...285

التوسل بالقرآن ...286

القرب من الله ...289

القرض...290

القضاء والقدر ...290

القضاء والقدر المحتوم ...291

القضاء والقدر غير المحتوم ...291

الرضا بقضاء الله وقدره ...291

القلب ...293

طهارة القلب ...293

سلامة القلب ...294

القلب وخشية الله ...294

انشراح القلب...294

الميول القلبية ...294

القلب والنعم...295

صفات قلب المؤمن...295

القمر....295

ص: 363

خصائص القمر...296

قول الحق...297

قول الله....298

القيامة ...298

حشر العباد يوم القيامة ...298

الشهادة يوم القيامة...299

من مواقف يوم القيامة...299

الكبر ...300

سلبية الكبر ...300

الابتعاد عن الكبر...300

کرم الله ...300

الكيد والمكر الإلهي...302

اللسان...302

صيانة اللسان ...302

استخدام اللسان ...303

اللطف الإلهي ...303

الليل والنهار...304

فائدة النهار ...304

المال...304

فائدة الليل...305

المال...305

تقييم الآخرين على ضوء المال ...305

ص: 364

الاستخدام الخاطئ للمال ...306

الدعاء لطلب المال....306

الاختبار الإلهي للعباد بالمال...306

الاقتصاد في المعيشة ...307

مالكية الله ...307

نماذج من ممتلكات الله ...307

محبة الله ...308

مساعدة الآخرين.و.308

المطر ...309

الغيوم المباركة...309

إحياء الأرض بالمطر ...309

دور الملائكة في هطول الأمطار ...309

الرعد والبرق....310

مطر الخير ومطر السوء ...310

الأمطار النافعة والضارة ..310

الدعاء لطلب المطر ...311

المطر والرياح ...312

المعاد...313

الدنيا مزرعة الآخرة ...313

الحساب الدقيق في المعاد ...313

أهوال المعاد ...313

ص: 365

موقفنا الصحيح من المعاد ...313

الانتصاف في القيامة ...314

الهالكون يوم القيامة ...314

معرفة الله ...314

العمل بربوبية الله ...315

مكارم الأخلاق ...315

حلية الصالحين وزينة المتقين...315

الملائكة ...316

خصائص الملائكة ...316

مسكن الملائكة ...317

أصناف الملائكة....318

أبرز الملائكة....322

الملائكة في يوم القيامة...322

أثر صلواتنا على الملائكة...323

ملك الله ...323

خصائص مُلك الله ...323

الموت ...323

كل نفس ذائقة الموت ...323

الأجل...324

دنو الأجل ...324

الموت مرحلة انتقالية ...324

ص: 366

سكرات الموت ...234

ذكر الموت....325

كراهة الموت ...325

البشرى الإلهية للمؤمنين عند الموت. ...325

نصر الله ...326

نعم الله ....326

خصائص نعم الله...326

الحصول على النعم...327

دوام النعم ...327

الانتفاع الصحيح من النعم ...327

أبرز نعم الله علينا ...328

التقصير إزاء نعم الله ...328

شكر النعم...329

سلب النعم... 329

النية....329

الهداية....330

الهداية من الله...330

هداية الله إرشادية ....331

من آثار الهداية الإلهية ....331

قدرة الله على الهداية ...332

الإضلال الإلهي ...332

ص: 367

الهم...332

من آثار الهم ...332

التوجّه إلى الله عند تراكم الهموم...332

أفضل هم ...333

الهوى ...333

الورع ...333

وظائفنا....334

أهم وظائفنا الدينية الفردية والاجتماعية...334

اليأس....334

ما يصوننا من اليأس...335

1 . الرحمة الإلهية ...335

2. العفو الإلهي ...335

اليقظة...335

اليقين ...335

التحلّي باليقين...335

مراتب اليقين ...336

اليوم الجديد...336

وظيفتنا إزاء اليوم الجديد ...336

يوم الجمعة ويوم عيد الأضحى ...338

أهم أعمال يوم الجمعة ويوم عيد الأضحى ...339

ص: 368

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.